Ads by Google X

رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الواحد و الثلاثون 31 - بقلم ايماء محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الواحد و الثلاثون 31

  
الحلقة بدري اهو علشان بس حبايب شيمووو
عز قعد مكانه في صمت وعصام كمل : أنا مش هرضالك البهدلة بعد ابنك ومش هرضى البنك يحجز على أملاكك ومراتك وبنتك يتشردوا ف …
قاطعه مروان بغضب وهو بيزقه يبعده : انت ايه يا أخي ؟ جاي تعزي ولا جاي تصطاد في الميا العكرة ؟ اطلع برا وإلا قسما بالله هعلي صوتي وأطردك قدام الكل .
عصام زق ايد مروان من على هدومه بعصبية : تطلع مين انت علشان تكلمني أصلا ؟ ده أنا أفعصك تحت رجلي .
مروان بصله بغضب وتحدي : أنا ابنه التاني وهو لا يمكن يقع أبدا ومهما يحصل عمرك ما هتحط ايدك على أي حاجة تخصهم ، اطلع برا بدل ما أطلعك بأسلوب مش هيعجبك .
مروان شاور لبتوع الأمن فقربوا وقفوا وراه وهو بصلهم : وصلوا عصام بيه للباب .
عصام بص لعز بتساؤل بس كان تايه فمش هينفع يكلمه دلوقتي وخصوصا ومروان ده واقف فوق راسه كده فخرج بدون شوشرة.
شاكي جت تعزي وانهارت في البكاء في حضن سلوى ومش مصدقة انها خسرت سيف بالشكل ده، خصوصا ان آخر لقاء بينهم خلاه يفتكر انها ممكن تبيعه لحماه السابق
باسم  بعد العزا اطمن على أهل سيف لو محتاجين أي حاجة وبعدها قرر يروح بيته وهو حاسس انه بيتحرك زي الإنسان الآلي، بيلوم نفسه انه ماراحش السباق يشوفه يمكن كان قدر يمنعه، بس هيمنعه ازاي وهو كان قايله لو هتشارك هآجي أتفرج؟
مش قادر يفوق من صدمته ولا يستوعب ان سيف مات، يعني خلاص كدا مش هيشوفه تاني؟ صاحبه انتهى؟ انفجر في العياط بصوته كله وهو في الشارع لدرجة ان اللي حواليه بصوله باستغراب وشفقة ، فضل يبكي ويفتكر مواقفهم سوا ، سيف مش صاحبه ده أخوه ، قعد على الرصيف وبيبص حواليه كأنه بيدور عليه بين الوشوش وكأنه هيجي ويقوله انه عايش، عقله رافض يستوعب ، قلبه موجوع والبكاء مش بيريحه بالعكس بيتوجع أكتر
هند طول الطريق ماسكة ايد أختها وواخداها في حضنها بس مش بتنطق لأنها عارفة كويس ان مفيش حاجة ممكن تقولها تخفف وجع أختها ، مفيش حاجة في الدنيا ممكن تعوض وجود الحبيب ، كل اللي بتعمله انها بتدعي ربنا يخفف عنها وبس ويلهمها الصبر .
وصلوا شقة نادر اللي كان محتار يساعد مين ولا مين ويسند مين ولا مين ؟ الكل بيجر رجليه بالعافية ، راح لأبوه اللي زقه وعينيه على بنته بحزن : ساعد أختك وطلعها لفوق أنا كويس ، أنا مالي أنا ؟ أنا يادوب أب بيشوف بنته بتموت بالبطيء ، ساعد أختك يا نادر .
فاتن مسكت دراع جوزها : يلا طيب يا خاطر .
بص لبنته اللي تايهة عن الدنيا ومستخبية في كتف أخوها وأختها والاتنين بيسندوها وهو بص لمراته باعتراف: بنتك ماتت معاه يا فاتن ، بنتنا ماتت معاه .
فاتن بتمسح دموعها وبتحاول تظهر قوية : يلا بس نطلع لفوق واهي أزمة وهتعدي زي ما كل أزمة بتعدي .
حرك راسه برفض : ده ابنك لسه ماعداش أزمته ، ابنك لسه بيلوم نفسه على موت بسمة ، دلوقتي همس كمان ؟ اللهم اني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه .
فاتن قاطعته بتصحيح: الدعاء ده مش صح ادعي الدعاء الصح قول اللهم اني أسألك رد القضاء وأسألك اللطف فيه علشان ربنا هو اللي بايده يرد القضاء عننا ويلطف بينا وببنتنا وبعيالنا يا خاطر .
مسكت دراعه برجاء : يلا يا خاطر نطلع فوق لعيالنا .
بصلها بندم ودموعه نازلة : مش لو كنت وافقت يتجوزوا ماكانش راح السباق ده ؟ مش لو كنت مسكت فيه يقعد يتعشى معانا مثلا ماكانش راح ؟ مش لو….
قاطعته فاتن بترجي : بلاش لو دي… لو بتفتح عمل الشيطان استعيذ بالله منه وكفاية أبوس ايدك ده عمره ونصيبه خلص لحد كده.
بدر استقبلهم بس ماقدرش ينطق حرف أول ما شاف همس اللي مسندينها الاتنين ، وقف جامد وأنس كمان خرج بس أول ما شاف همس عيط وماقدرش ينطق ، وقف بس على جنب يتابعهم لحد ما دخلوها أوضة تنام فيها شوية .
نادر قعد جنبها وهند خرجت لجوزها وأول ما شافته رمت نفسها في حضنه تعيط وهو بيطبطب عليها وبيحاول يهديها ، فضلت  تعيط في حضنه ، سمعت تليفون بيرن بصت لقته بتاع همس ، مسكته واتفاجئت بهالة اللي بمجرد ماردت عليها لقيتها بتسألها بعياط: طمنيني عليكي صحيح الخبر اللي شوفته ده؟ بتصل بيكي من الصبح ، همس انتي سامعاني؟
هند بصوت مبحوح: أنا هند يا هالة ، همس مش واعية لأي حاجة وأيوة للأسف الخبر صحيح
هالة فضلت تعيط وطلبت تكلم همس بس هند قالتلها حالتها وانها مش هتقدر واتفقوا انها هتحاول تيجي وتكون جنبها.
عند خلود
طول اليوم كانت بتعمل شغل البيت مع أمها ولسه مخلصين ، قعدت ومسكت موبايلها علشان تدور على أخبار سيف زي عادتها وكأنه هوس! بس اتفاجئت بالخبر اللي موجود على الصفحات
( مصرع رجل الأعمال الشاب سيف الصياد بعد مشاركته في سباق الموت )
صوتت بصدمة ، فضلت تقلب في الفيس والخبر في كل المواقع ، رمت الموبايل جنبها وهي لسه مش مستوعبة ، وعيطت بقوة ، بس فجأة صورة همس جت قدامها وانها اتحرمت من سيف زي ما هي حرمتها منه ، دموعها وقفت وحست بشماتة ، وان محدش بقى أحسن من حد ، صورته جت قدامها بيضحك ولقت ملامحها بتتبدل للحزن تاني وبكت وكأنها مش عارفة المفروض تفرح ولا تزعل؟!
نادر قاعد جنب أخته بصمت وهي دموعها نازلة بدون أي سيطرة عليها ، مرة واحدة بصت لأخوها بشرود : هو امتى الوجع ده هيوصل لمرحلة مقبولة ؟ امتى هيبدأ يقل ؟
قرب منها مسك وشها وبيبعد شعرها: مش هيقل دلوقتي ولا هيهدا وهتحسي ان الكون كله مالهوش معنى وهتتمني الموت في كل لحظة .
مسحت دموعها بطرف ايديها بألم: وازاي أقدر أعيش مع الوجع ده ؟ نادر أنا مش قادرة أتنفس ، بجد مش قادرة ، النفس ده بيوجعني .
مسح دموعها بحنان: جسمنا ربنا خلقه بيتكيف مع الوجع وبيلاقي طريقة يتعايش فيها مع وجعه ، جسمك هيلاقي طريقة دلوقتي مش مطلوب منك أي حاجة .
أخدت نفسها كذا مرة ورا بعض وبعدها بصت لأخوها بنبرة خاوية: مش عايزة أعيش في الدنيا لو سيف مش فيها يا نادر ، شوفلي حل أو طريقة أموت بيها ، مش عايزة أعيش من غيره أصلا .
نادر طبطب عليها بمواساة : ده إحساسك دلوقتي علشان الجرح لسه جديد والوجع كبير ، ادي نفسك فرصة بس تتعودي على الوجع ده ، وادعي ربنا يصبرك وهتتفاجئي بصبرك ومقدرتك ، اصبري بس ، اصبري ، حاولي تنامي شوية يا همس ، غمضي عينيكي .
قعد جنبها شوية لحد ما حس انها نامت فقام طلع وهي بعدها فتحت عينيها وعيطت ؛ هي موجوعة مالهوش ذنب أخوها أبدا يعيش وجعه من تاني معاها .
نادر أول ما خرج أمه قابلته في وشه : أختك عاملة ايه ؟
رفع كتفه وهز دماغه مش عارف يقولها ايه ؟: هتعمل ايه ؟ اهي بتعيط ، عملت نفسها نايمة وأنا قمت خليها براحتها شوية ، الواحد في الفترة دي بيحب يكون لوحده يبكي حاله فسيبيها شوية لوحدها .
أمه مسكت دراعه باهتمام : وانت عامل ايه يا حبيبي ؟
مسك ايدها من على دراعه باسها باطمئنان : اطمني يا أمي أنا بخير ، أنا بخير .
حركت راسها بحزن : مش حاساك بخير أبدا يا نادر .
مسح دمعتها اللي نزلت : صدقيني أنا بخير ، موت سيف صدمنا كلنا بس نبهني ان العمر قصير أوي ، أقصر من اننا نضيعه في مهاترات كتيرة، أمي ادخلي حاولي ترتاحي شوية همس بتمر بأزمة وكلنا هنقف جنبها ومش هنسيبها لوحدها بس هي محتاجة أبوها وأمها بصحتهم جنبها ، روحي ارتاحي وشوفي بابا خليه هو كمان يرتاح شوية وبكرا الشمس هتطلع غصبا عن الكل وهتفرد نورها ومحدش هيقدر أبدا يخبي النور ده ، إلا ما يطلع النور يا أمي ويبدد الظلام ده ، تصبحي على خير يلا .
راقبته وهو داخل أوضته وقفل الباب وهي بهدوء فتحت باب أوضة همس اللي راقدة مكانها وكأنها نايمة ، قفلت الباب وراحت لجوزها تطمن عليه، ابنها عنده حق لازم يقفوا على رجليهم علشان يساعدوا بنتهم .
هند بتعيط وبدر واخدها في حضنه ، قاعدين في البلكونة بيحاول يهديها ، اتعدلت مرة واحدة وسألته بخوف: لو جرالك حاجة أنا هموت فيها ، بجد هموت .
ابتسم بحزن وبيبعد شعرها : ربنا يحفظك ليا يارب وما يحرمنا من بعض أبدا ، بلاش التفكير ده يا هند أرجوكي ، حاولي تكوني قوية علشان همس هتستمد قوتها منكم انتم حواليها .
بصتله بحيرة وحزن : ازاي أكون قوية؟ وازاي الواحدة ممكن تتقبل موت حبيبها ؟ قلبها وروحها و وجدانها ازاي تخسرهم ؟ ازاي تعيش وهي مجرد جسد بلا روح لأن هو روحها .
أخد نفس طويل وضمها لصدره وجاوبها بعدم اقتناع داخلي للي هيقوله : مش عارف ازاي بس اللي عارفه ان الأيام بتعدي والوجع مع الوقت بيقل ، بكرا الدراسة هتبدأ وهمس هترجع لدراستها وهتدفن نفسها وسط كتبها وتفضل تذاكر وتذاكر لحد ما تحقق حلمها القديم وبعدها هتدفن نفسها في شغلها لحد ما تلاقي نفسها فجأة الوجع مش موجود والحياة مستمرة ويمكن يظهر حد في حياتها يقدر يقتحم الأسوار اللي هتبنيها حوالين قلبها ، مهمته هتكون صعبة بس هندعيله كلنا انه ينجح ويقتحم الحصون دي .
حاولت تتخيل حد تاني غير سيف مع أختها بس ماقدرتش ودموعها نزلوا : مش قادرة أشوفها مع أي حد غير سيف يا بدر .
اتكلم بهمس : علشان بدري أوي يا هند بدري أوي ، ادي الأيام فرصتها وهي كفيلة تقفل كل الجروح دي ، زمان وقت ما حبيبة نادر اتوفت أكيد دي كانت حالتك بس دلوقتي انتي اهو بتدوري على عروسة له ، فأختك برضه….
قاطعته : بسمة ماكنتش أعرفها ولا عرفت بالموضوع ده أصلا غير بعد موتها لكن همس أنا معاها من البداية ، أنا شوفت ولمست حبهم .
طبطب عليها : برضه ادي الأيام فرصتها يا هند ، دلوقتي قومي أنا طلبت أكل للكل ، أبوكي وأمك لازم ياكلوا وحتى أختك لازم تاكل ، يعني لازم الأكل يا هند .
بصتله باستغراب : مين هيقدر ياكل يا بدر ؟
شدها وقفها : أبوكي وأمك مش هيتحملوا يفضلوا يوم كامل بدون أكل ودلوقتي يناموا من غير أكل ؟ بعدين ايه علاقة الأكل بالحزن ؟ لازم يا هند تخليهم ياكلوا أي حاجة ولو لقمة بسيطة ، قومي يلا .
أخدها لجوا وأمها بصتلها : هند ، خير يا حبيبتي ؟
هند بصت لجوزها ومش عارفة ازاي تطلب منهم ياكلوا فبدر اتكلم : أنا جبت ساندوتشات يا أمي وأرجوكي يلا ناكل وخصوصا عمي وهمس كمان .
دخل بدر جاب الأكل وفتحه قدامهم وبص لحماه : عمي لازم تاكل علشان صحتك ، همس محتاجاك على رجليك علشان خاطري يا عمي .
خاطر بصله بوجع: ولو أنا وافقت آكل قولي ازاي هبلع الأكل ده ؟ أنا عايز أسمع كلامك بس جسمي مش مطاوعني .
بدر أخد ساندوتش ومد ايده : عمي حاول وكلنا هنحاول مع بعض ، أي لقمة بس تسندك .
ادى لفاتن ساندوتش وبعدها فتح واحد واداه لهند اللي مسكته بس بعدته بعيد عنها وهو لاحظ ده : في ايه مالك ؟
هند بصتله بتعب : مش قادرة أتحمل ريحته ، ابعده عني أنا هطلع البلكونة مش قادرة .
قامت مرة واحدة بس داخت وحست ان الدنيا لفت بيها وكانت هتقع لولا بدر مسكها وسندها بقلق: هند اقعدي يا قلبي فيكي ايه ؟ مش بقول لازم تاكلي
هند بعدت وشها بإرهاق : طلعني البلكونة تاني يا بدر أرجوك .
سندها وطلعها تاني وهي قعدت على الكرسي واسترخت وبتتنفس بالعافية ، بدر جنبها هيموت من قلقه : علشان خاطري لازم تاكلي أي حاجة انتي دايخة من قلة الأكل اهو.
فاتن دموعها نزلت أكتر وخاطر بصلها وحاسس بوجعها ، وقف ينادي على ابنه اللي خرج بسرعة : خير يا بابا ؟
أبوه شاور ناحية البلكونة : أختك داخت وكان هيغمى عليها تعال قيسلها الضغط تلاقيه واطي من قلة الأكل واديها حاجة ترفع الضغط شوية .
نادر بص ناحية البلكونة : أختي مين ؟ همس ؟ أكيد …
قاطعه : هند مش همس ، همس الله يكون في عونها ويصبرها على ما ابتلاها .
نادر : لحظة هجيب شنطتي .
جاب شنطته وطلع لأخته : مالك يا هند ؟ لازم يا حبيبتي تاكلي أي حاجة مش هينفع والله تقعوا واحد ورا التاني ، انتوا كده مش هتساعدوا همس أبدا
بدر علق : والله لسه بقولها الكلام ده .
هند بصت لأخوها بتوضيح : أصلا انا تعبت يا نادر أول ما حط قدامي الساندوتش ، ريحته تعبتني وعصبتني .
نادر بصلها بتدقيق ، بص لبدر : اعملها أي عصير يا بدر تشربه بدل الأكل دلوقتي ، خليني أشوف ضغطها .
بدر وقف ودخل ونادر قعد قصادها وبهدوء سألها : هند انتي حامل ؟
هند بصتله ودموعها نزلت وحركت راسها : مش عارفة يا نادر ، مش عارفة ، شكيت وكنت ناوية أعمل اختبار حمل بس جه سفرنا هنا وبعدها الوضع اللي احنا فيه ودلوقتي ..
عيطت وهو ضمها : حبيبتي اهدي طيب ، اهدي ، يمكن يكون ده الخبر اللي يزرع جوانا شوية أمل يا هند .
بصتله بدموع : ازاي أقول لهمس اللي حبيبها وحياتها انتهوا ان في حياة جديدة جوايا بتتخلق ؟ ازاي أخليهم يفرحوا وهم مدبوحين بالشكل ده ؟
مسك ايدها : كلنا عايزين شوية أمل يا هند خليكي انتي طاقة النور والأمل اللي نستمد منها القوة لبكرا ، هاتي أقيس الضغط الأول .
قاس الضغط اللي فعلا كان واطي وبدأ يسألها أسئلة كتيرة بعدها بصلها : كل أعراضك وتعبك بيقولوا انك حامل يا هند .
دي كانت لحظة دخول بدر اللي وقف مصدوم وردد بذهول : حامل ؟ بجد يا نادر حامل ؟
نادر بصله : بنسبة كبيرة أيوة بس لازم نعمل اختبار نتأكد والأهم دلوقتي لازم تاكل أي حاجة تسند طولها بيها وإلا هتفضل تقف وتدوخ وتقع ، لازم أكل يا هند ، شوفي نفسك قابلة ايه وهنعمله – بص لبدر- لازم تاكلها أي حاجة بأي طريقة .
فاتن برا سامعاهم وخاطر قرب منها : بنتك مالها يا فاتن ؟
بصتله وهي موجوعة : بنتك المفروض تكون أسعد واحدة في العالم كله بس غصب عنها لازم تداري فرحتها جوا قلبها .
خاطر بعدم فهم : يعني ايه ؟ أسعد واحدة ليه ؟
بصتله ودموعها نازلة : علشان هتبقى أم يا خاطر ، هند حامل وأخيرا هيكون عندنا حفيد .
فرح و وقف ولسه هيهلل بس افتكر ان بنته الصغيرة بتموت في أوضتها فقعد تاني مكانه وبص لمراته بحزن : ازاي نفرح لواحدة ونموت مع التانية ؟
هزت دماغها بحيرة لان ماعندهاش إجابة أبدا لسؤاله.
نادر خرج من عندهم وبصلهم : هي دايخة بس من قلة الأكل ، تاكل وهتكون كويسة وانتوا كمان لازم تاكلوا ، أي أكل وأي كمية بس نقف على رجلينا.
سابهم ودخل أوضته مسك موبايله مش قادر يستنى أكتر من كده ، العمر قصير والفرح قصير والحبيب في لحظة بيختفي والدنيا مش بتدي فرص كتيرة أصلا مش بتدي فرص ، هي واحدة ولو ضاعت مش بترجع تاني ، مسك موبايله ورن عليها وهي ردت بسرعة : نادر.
اتكلم بسرعة : ملك أنا بحبك ، بحبك ومش عايز أبعد تاني عنك ولا تبعدي عني ، كل اللي عايزة تعرفيه هقولهولك وكل أسئلتك هجاوبك عليها بس من غير ما نبعد عن بعض تاني .
ملك الصدمة من اللي بتسمعه لجمتها مش عارفة تنطق ولا حرف ولا قادرة تصدق انه اعترف بحبه بالشكل ده ، تخيلت انها هتعاني كتير مع موت حبيب أخته مش هيجي يعترف بالشكل ده .
انتبهت لصوته المتوتر: ملك انتي سامعاني ؟
نطقت أخيرا بخفوت : سامعاك ومش مصدقة اللي بسمعه وفي التوقيت ده بالذات .
أخد نفس طويل سمعته وجاوب بصراحة : خايف تروحي مني وخايف أروح أنا منك .
تمتمت بفرحة : أنا معاك ومش هبعد أبدا يا نادر .
ابتسم : وأنا معاكي ، عايز أشوفك لو ينفع.
هزت راسها بموافقة واستوعبت انه مش شايفها : امتى ؟
احتار يجاوبها : مش عارف بس أول ما ظروفي تسمح وأقدر أسيب همس هكلمك ، المهم بس تعرفي اني بحبك .
ابتسمت بدون ما تنطق وهو قالها تصبحي على خير وقفل المكالمة ، أخد نفس طويل بارتياح ؛ مش هيكرر غلطه من تاني ، بسمة ماتت بدون ما تعرف انه حبها فدلوقتي طالما حب لازم حبيبته تعرف ولازم تطمن ولازم تحس حبه ده .
بدر قعد قصاد هند على الأرض على ركبه ومسك ايدها باسها : انتي بجد حامل يا هند ؟
هزت دماغها بحيرة وهمست : مش عارفة يا بدر .
حط ايده على بطنها وابتسم : أنا حاسس انه موجود فعلا ، دي ثمرة حبنا أنا وانتي – رفع راسه بص لعينيها- كان نفسي أحتفل بالخبر ده وأعزمك في أحسن مكان تختاريه ونعيش أنا وانتي ليلة العمر وأفرشلك السرير كله ورد .
أخد نفس طويل وهي حطت ايدها على شعره لأنه ساند راسه على رجليها وابتسمت : تخيلت كل اللي قلته ده وحسيته ، وبعدين يا حبيبي – رفعت وشه يبصلها – كل ليلة في حضنك هي ليلة عمر بالنسبالي، كل ليلة يا بدر .
زعلت و بصت بعيد وهمست : كل ليلة في حضنك حلم ، ازاي همس هتتحرم من حضنه بالشكل ده ؟
عيطت وهو قام ضمها وماعرفش يواسيها لان عندها حق .
آخر الليل كل البيت نام أو بيحاول ينام ، خاطر مع نادر في أوضته حاول يغمض عينيه ، فاتن جنب همس بتعيط بصمت تام علشان ما تصحيهاش إذا كانت نايمة أصلا !
بدر جنب هند اللي نامت من التعب ، بص لابنه كمان نايم على الكنبة جنبهم وجواه دعاء صامت ربنا يحفظهم وما يحرمهوش منهم أبدا .
جرس الباب ضرب بدد الصمت القاتل ، خاطر اتعدل بسرعة بفزع: خير مين هيجي في الوقت ده ؟
نادر وقف : خليك مرتاح أنا هشوف مين ؟
خرج من أوضته كان بدر كمان خارج وبصوا لبعض ، نادر وقفه : أنا هشوف مين
نادر فتح الباب واتفاجئ ببتاع الدليفري شايل علب بيتزا قدام وشه فاتنرفز : يعني بتخبط الفجر على أي حد والسلام ؟ مش تتأكد قبل ما تصحي البيت كله ؟
جه يقفل الباب بس اللي قدامه منعه ودخل وقفل الباب وراه وسط ذهول نادر ، عامل الدليفري حط العلب من ايديه على ترابيزة صغيرة جنب الباب ويادوب نادر هيزعق : انت يا ابني …
التفتله وقاطعه بهدوء: أنا اللي هصحي البيت ولا انت بصوتك ؟
صدمة ! مجرد صدمة للكل ، نادر وبدر وخاطر ، التلاتة الصمت التام سيطر عليهم محدش فيهم نطق حرف واحد وعيونهم عليه بذهول .
فاتن خارجة من أوضة بنتها وبتقفل الباب بالراحة علشان ما تصحيهاش والتفتت تشوف مين بيخبط وأول ما شافته شهقت بصوتها كله ورددت : سيف ؟
بصلها وابتسم : أخيرا حد نطق؟ أيوة أنا سيف أكيد مش حد شبهي يعني ، المهم همس فين وعاملة ايه ؟
خاطر نطق بعدم استيعاب : انت ازاي قدامنا ؟ احنا شوفنا العربية.
سيف ابتسم بحزن : هفهمكم كل حاجة بس الأول همس ، همس فين ؟
نادر قرب منه مسكه من هدومه بغضب: دلوقتي افتكرت همس وبتسأل عليها ؟ دلوقتي يا سيف ؟
سيف مسك ايديه بيحاول يبعدهم بس نادر كل الوجع والغيظ اللي حسهم بيطلعهم عليه ، خاطر وبدر حاولوا يبعدوه بس هو ماسكه جامد : همس بتموت حرفيا ، بتموت وانت جاي بكل برود تسأل هي فين ؟ يا برودك يا أخي يا برودك .
سيف بيحاول يفصل ايديه ويوضح: يا ابني غصب عني أكيد لو بايدي ماكنتش هسيبها لحظة بس غصب عني .
بدر بعده عنه : يا ابني اهدا بقى التفاهم مش كده ومهما يكون حصل اهو ربنا رحمنا كلنا .
نادر بص لجوز أخته بضيق: البارد ده مش هيشوفها ولا هيلمحها .
سيف علق بجدية: يا نادر افهمني أنا …
قاطعه بغضب : أنا مش عايز أسمع أي مبرر لان مفيش مبرر أبدا انك تقتلها بالشكل ده ، همس ماتت ، عارف يعني ايه ماتت بخبر موتك ؟
سيف عارف ومقدر وجع همسته وهو زيها ويمكن أكتر منها اتوجع بس ماكانش قدامه أي حلول فبص لنادر بتفهم: عارف ومقدر إحساسك ده واللي يرضيك أنا هعمله بس خليني الأول أكلمها وأطمنها .
نادر عايز يرفض بس الروح هتترد لأخته تاني لما تعرف انه عايش ، سكت وماقدرش ينطق ، خاطر قرب من سيف بحيرة : انت كنت جوا العربية دي ؟
سيف حرك راسه بنفي : لا يا عمي مادخلتهاش أصلا .
بدر بدهشة: طيب البث كان لايف وشوفناك و …
وضح بحزن : شوفتوا اللي عايزينكم تشوفوه ، شوفتوا مشهد ليا لابس قناع وبعدها مشهد تاني لحد بيركب العربية وانتوا افترضتوا انه أنا ، بص هحكيلكم التفاصيل بس الأول همس .
فاتن قربت منه وهي مصدومة وهو بصلها حاسس بيها ، دموعها نازلة ، مدت ايدها بهدوء تحطها على وشه يمكن تصدق انه قدامها ، ابتسم ومد ايده مسح دموعها ومسك ايدها على وشه باسها بامتنان وحب وهمس بحنان : أنا بخير وغصب عني والله أعيشكم الوجع ده – بصلهم كلهم بعدها بص لفاتن بترجي – خليني أشوف همس
مسكت ايده وشدته تدخله عندها .
همس على سريرها دموعها نازلة ، حست بأمها بتخرج برا وفي لحظة خروجها وقفلها للباب سمعت صوته ، حطت ايديها الاتنين على ودانها تمنع نفسها ، متكورة وبتعيط وبتقنع نفسها بهذيان: بطلي تشمي ريحته وتسمعي صوته ، بطلي لازم تفوقي وتقنعي نفسك انه مات ، هو مات وسابك .
عيطت بقوة وبتضغط بايديها جامد على ودانها بانهيار : مات وسابك خلاص ، مات بطلي تسمعي صوته ، بطلي تسمعي صوته .
سيف دخل وشاف حالتها قلبه وجعه و قرب منها وهو بيناديها بألم: همس .
ضغطت أكتر على ودانها واتكورت أكتر وبتردد لنفسها : بطلي وفوقي لنفسك بطلي تسمعي صوته كل شوية فوقي يا همس هو مش جنبك ولا بيناديكي .
فاتن دموعها نزلت وبصت لجوزها وابنها اللي عايز يدخل يضرب سيف علشان حالة أخته .
سيف قرب منها وقعد على الأرض قصادها وكلمها بلهفة : همس اسمعيني أنا هنا ، افتحي عينيكي أنا جنبك .
همس رافضة تتحرك وبتتكور على نفسها زيادة فمد ايده مسك ايدها وبيحاول يبعدها عن ودانها وهو بيكلمها بخفوت: افتحي عينيكي أنا هنا قدامك ، قومي يا همس علشان خاطري .
قافلة عينيها جامد وسادة ودانها بس لما مسك ايدها شدها فتحت عينيها بسرعة وبصتله ودموعها نزلت أكتر وهي بتردد بهذيان : انت ليه بتعمل فيا كده ؟ كل ما بغمض عينيا بشوفك قدامي وكل مرة بتختفي ، بتقولي ألمسك علشان أصدق انك معايا وإنك مش هتختفي بس برضه تختفي ، كفاية تعبت .
مسك ايدها التانية وقعد قصادها على طرف السرير وأكد بحب : بس أنا قدامك يا همس بجد ومش هختفي المرة دي .
ردت من بين دموعها : كل مرة بتقولي نفس الكلام ده .
مد ايده حطها على خدها بابتسامة يطمنها: أنا اهو جنبك ، لامسك – شد ايدها حطها على خده وكمل بحنان– انتي لامساني ، أنا قدامك بجد .
عينيها وسعت وباصاله وهي بتحرك راسها برفض بس أمها اتكلمت بابتسامة سعيدة وهي بتعيط: همس حبيبتي هو بجد قدامك مش بيتهيألك .
همس بصت لأمها وبصت قدامها لسيف اللي لسه ماسك ايدها حاططها على خده ، سحبت ايديها وفركت عينيها بعدم تصديق وبصت لأبوها بصدمة : بابا ؟ انت ؟
ماكملتش سؤالها بس أبوها ابتسم : أيوة شايفه كلنا شايفينه .
سيف مسك ايدها تاني وضغط عليها وهي بصت لايدها اللي ضغط عليها بذهول ، قلبها هيخرج من مكانه ، رفعت عينيها له مش عارفة تفسر أحاسيسها ولا عارفة تنطق بس هو ابتسم بتأكيد : أنا قدامك بجد .
رددت بتوهان : العربية شوفتها…
قاطعها وهو بينفي براسه : ماكنتش فيها أصلا ، همس أنا قدامك.
فضلت شوية باصاله تحاول تستوعب انها شايفاه قدامها ومرة واحدة رمت نفسها في حضنه وضمته بقوة وايديها حواليه بعدم تصديق وبتعيط بنحيب: انت مش هتختفي تاني صح ؟ مش هتبعد عني تاني بالشكل ده ؟
هو كمان بيضمها بشدة وعايز يدخلها جوا قلبه ورد بعشق : مش هختفي ولا هبعد تاني عنك .
بعدت عنه وبصت لعينيه بعتاب ودموع: ليه بعدت عني وقتلتني بالشكل ده ؟
مسح دموعها وهو بيغمغم بأسف : غصب عني سامحيني غصب عني بجد .
ضمته تاني بلهفة: المهم انك رجعت لحضني ، المهم انك مش ميت ، أي حاجة تانية مش مهمة .
بعدت عنه وبصت لأخوها بعدم استيعاب: نادر انت شايف سيف صح ؟
نادر بص لسيف بغيظ : كلنا شايفينه وكلنا مستنيين منه تفسير منطقي للي عمله ده لان اللي عمله مفيش حد يقبله ولا يمكن يتسامح عليه ، انه يموتنا من الوجع بالشكل ده لا يمكن نسامحه عليه .
همس وكأنها انتبهت دلوقتي لكلام أخوها فبصت لسيف بعتاب وسألته بصوت مهزوز: انت ازاي قدرت تعمل فيا كده وتخليني أصدق انك ميت ؟
بدأت تضرب فيه بايديها الاتنين بهيستريا: انت عندك أدنى فكرة انت عملت فيا ايه ؟ – بتضربه وتتكلم وهو بيحاول يمسك ايديها يوقفها – انت عارف بكيت قد ايه ؟ انت عارف ان البكا مش بيرجع الميتين ؟ انت عارف قد ايه صعب انك تتنفس حتى مجرد النفس لو حبيبك مات ؟ عارف كام مرة أغمى عليا وكام مرة شوفتك واختفيت ؟ انت عارف اني دخلت بيتك وبدل ما تكون معايا قالولي انك ميت ؟ انت عارف انهم دخلوني أوضتك وحطوني على سريرك وكل ما أفتح عيني وأشم ريحتك أفتكر اني بحلم وهشوفك قدامي وبعدها أفوق يقولولي انك مش موجود واني خسرتك خلاص ؟
دموعها نازلة وبتضرب فيه مش قادرة تستوعب ازاي عمل فيها كده ، مسك ايديها ثبتهم وردد بندم واعتذار : حقك عليا ألف مرة ومرة ، سامحيني بس أول ما قدرت آجي هنا جيت على طول ، حقك عليا يا روحي وقلبي وعمري كله .
حركت راسها برفض للي بيقوله وبتحاول تخلص ايديها منه بوجع: ولا مليون اعتذار هيكفي لحظة واحدة من إحساسي وانت ميت فاهم ؟ ولا مليون اعتذار يا سيف .
فاتن اتدخلت بمحاولة إقناع : يا همس .
زعقت بحزن : ما تقوليش يا همس ، هو قتلني ، دبحني ، وأنا مش هسامحه أبدا ، قوم واطلع برا وروح للمكان اللي كنت فيه .
بصلها ورد بتأكيد: أنا فعلا هقوم وهروح للمكان اللي كنت فيه وانتي مطلوب منك بكرا تروحي الفيلا من تاني وتكملي عياطك ده وتمثيلك ، كلكم تكملوا اللي بدأتوه.
بصتله بذهول هي وأهلها ونادر أول واحد نطق بعد الصدمة دي : انت بتقول ايه ؟ انت مستوعب كلامك ده ؟
سيف وقف وبصله بجدية : أيوة مستوعبه ، اللي انت مش مستوعبه بقى اني في نظر القانون حاليا ميت واللي حاول يقتلني أول مرة لو عرف اني عايش هيجي ويكمل مهمته ويمكن المرة دي ينجح فلازم أكشفه الأول قبل ما أكشف اني عايش .
بدر دخل لهند وبهدوء بيصحيها : هند يا قلبي اصحي.
فتحت عنيها ببطء وبصتله واتعدلت بسرعة : في ايه همس مالها ؟ قولي بسرعة .
ابتسم ومسك وشها : اهدي اهدي كلهم بخير ، بس عندي ليكي خبر هيخليكي تقومي تتنططي .
ابتسمت بفتور : حبيبي قول بس ما أعتقدش ان في أي خبر مهما كان ممكن يكونله طعم حاليا .
ابتسم أكتر : الخبر ده هيكون .
بصتله بفضول : خبر ايه طيب قول ؟
ابتسم : سيف .
استغربت : ماله ؟
ابتسم بفرحة : مش ميت ، سيف برا ودخل لهمس يقولها انه عايش .
بصتله باستغراب لوهلة بعدها كشرت : بدر بالله عليك ده هزار دمه تقيل أوي ، بالله عليك اسكت .
وقف وبصلها : هو في حد بيهزر في أمور زي دي ؟ بقولك سيف برا، سيف خطيب أختك برا ، مش مصدقاني قومي شوفيه بنفسك .
قامت بسرعة وخرجت عند أختها بلهفة: سيف ؟
كلهم بصولها وخصوصا سيف اللي ابتسملها : هند ازيك
قربت منه ووقفت قصاده مدت ايدها بتردد عايزة تتأكد ان هو بجد قدامها ؟ رفعت ايدها تسلم عليه وهو سلم عليها بابتسامة وتفهم : أنا بجد قدامك.
بصت لعينيه مش عارفة تنطق : انت بجد عايش ؟ يعني انت ما متش ؟ – فرحت وابتسمت بس بعدها كشرت  – ليه عملت فينا كده ؟ ليه عملت في همس كده ؟ انت فاهم ومستوعب انت عملت فينا ايه ؟
قاطعها بتفهم: هند بالله عليكي اسمعوني كلكم، أنا كنت مضطر .
همس علقت بوجع: مفيش أي حاجة في العالم ممكن تبرر اللي عملته فينا – مرة واحدة انتبهت لحاجة غايبة عن بالها ورددت– أبوك ؟ أبوك لازم يعرف انك عايش هو ومامتك ؟ أبوك بـ….
قاطعها بهدوء : أبويا عارف اني عايش .
بصتله بصدمة : عارف ؟ من امتى ؟
أخد نفس طويل قبل ما يجاوبها : عارف من البداية ، ماقدرتش أخاطر بحياته كان ممكن يروح فيها .
نوعا ما ارتاحت ان أبوه عارف بس برضه هي فين من حساباته دي ؟
لاحظ نظراتها اللي بتتهمه ونوعا ما فهم طريقة تفكيرها فبرر بصدق: همس صدقيني بجد الموضوع كله حصل بسرعة وماكانش مترتبله بالشكل ده أبدا وماكنتش أعرف انك عرفتي ، همس انا اعتمدت ان الخبر هياخد وقت لحد ما ينتشر ومش هتعرفي بسرعة كده ، ماكنتش هعرف اي حد حتى ابويا لكن ما تخيلتش ان عصام الكلب أول حد هيبلغه ابويا ويتصلوا بيه ، أنا اعتمدت ان محدش هيعرف بجد وخصوصا انتي لكن لا يمكن ارضالك وجع زي ده .
بصتله بعتاب وحزن: ازاي قدرت تشارك في ….
قاطعها بسرعة : ما شاركتش ولا يمكن أشارك ، يعني بأي عقل أخطب حبيبتي النهارده وتاني يوم أخاطر بحياتي بالشكل ده ؟ وبعدين مش وعدتك اني مش هسوق عربيتي بسرعة حتى ؟ نسيتي وعدي ده ؟
حركت راسها برفض وتعب وبكاء : ماهو ده اللي جنني انك وعدتني مش هتركب عربيتك السريعة دي ومش هتسوق بسرعة وبعدها بيوم أشوفك في سباق وبعدها أشوف العربية بتنفجر ، انت حاول بس تستوعب إحساسي لما شوفت العربية بتنفجر  .
قرب منها يمسك ايدها بس سحبتها بعيد و مسحت دموعها وهي بتكمل بخذلان: مش هسامحك أبدا على اليوم اللي عيشتهولي ده ، مش هسامحك اني هنت عليك بالشكل ده .
حاول يدافع عن نفسه بحزن: لا عمرك هنتي ولا يمكن تهوني أبدا .
نادر اتدخل بينهم بجدية: طيب حاول تفهمنا ايه اللي حصل لان مش هي لوحدها اللي مش هتسامحك وأنا لولا عامل خاطر ليها كنت طردتك برا وقلتلك ما توريناش وشك تاني .
التفت لنادر بصدمة من كلامه فبرر : اللي يهون عليه يسيب حبيبته بالشكل ده وما يقدرش إحساسها ما يستاهلهاش أصلا .
خاطر بص لابنه بتنبيه : اهدا يا نادر خلينا نسمعه الأول ونسمع مبرراته وبعدها نحكم ، ما اتعودتش أحكم على أي حد بدون ما أسمعه الأول ، تعالوا نقعد كلنا برا .
سيف بص لساعته فنادر علق بتهكم : سيادته مستعجل أصلا ، انت مش ملاحظ بص لساعته كام مرة ؟
سيف بصله بغيظ : دي حقيقة اني مستعجل وفي ناس مستنييني تحت .
موبايله رن فهمس علقت بحيرة : ما انت موبايلك بيرن اهو .
بصلها بتعب : ده مش موبايلي ولا ده رقمي ، همس صدقيني والله هفهمك كل حاجة بس الأول خليني أرد على الاتصال ده .
سكتت وهو خارج برا وبيرد : أيوة يا مؤمن ، الوضع صعب وأصعب مما كنت متخيل ، بص روح انت وأنا هتعامل .
مؤمن زعق : انت تنزل دلوقتي انت مش متخيل كمية المشاكل اللي وقعت فيها بسببك فدلوقتي ما تبوظش كل حاجة علشان خاطر حبيبتك .
سيف بنرفزة : أنا مقدر المشاكل اللي انت فيها بس حط نفسك مكاني ، هنا كلهم منهارين أصلا أنا من ساعة ما طلعت وأنا بقنع همس اني قدامها بجد مش تهيؤات متخيل حالتها ؟
كان هيعترض بس اتراجع؛ هو برضه مقدر وضعه إذا كان كريم اللي بعيد عن الموضوع وزعلان منهم ومش عايز يسامحهم ما بالك شريكة حياته؟!
علق بهدوء : طيب أنا هروح البيت أغير هدومي وساعتين كده وهرجعلك أعتقد كفاية ساعتين ؟
سيف بص وراه لكل اللي مستنيينه ورد : كفاية أوي فعلا .
قفل وبصلهم كلهم لقاهم جم وقاعدين مستنيين ، بصلهم كلهم واحد ورا التاني وقعد قصاد همس وعينيه عليها : نبدأ منين ؟
نادر جاوبه بجمود : ابدأ من البداية خالص .
فرك وشه بايده بإرهاق وتعب وسرد: الموضوع كله بدأ في اليوم اللي جيتوا فيه القاهرة يعني امبارح الصبح ، صحيت من نومي على اتصال من حد من معارفي القدامى بيسألني هل بجد هشارك في سباق سبيدو ولا دي إشاعة ؟ مافهمتش قصده فقالي ان الخبر منشور في الدارك ويب والكل بيستعد للسباق ده والكل بدأ المراهنات .
بدر سأل باهتمام : وانت ايه علاقتك أصلا بسبيدو ده أو أصل الإشاعة دي منين ؟
بصله ووضح بإحراج : علاقتي بيه قديمة من أيام الجامعة وأنا طالب كنت بشارك في السباقات بتاعته وكنت بطلها عمري ما شاركت في سباق وما فوزتش فيه فكنت معروف .
نادر رد بتعجب : طيب الكلام ده من أكتر من خمس سنين على الأقل هل انت ما بطلتش مشاركة ولا ايه اللي فكرهم بيك دلوقتي ؟
سيف بصله وجاوبه بجدية: وهو ده مربط الفرس، ايه اللي فكرهم بيا وليه دلوقتي؟ أنا آخر مرة شاركت في السباقات دي وأنا زي همس في سنة تالتة يعني حتى في البكالوريوس يمكن ما شاركتش غير مرة أو مش فاكر وبعدها اتعينت معيد وبعدها سافرت برا ويادوب راجع السنة دي فليه افتكروني دلوقتي ؟ ده أنا كمان حضرت كام سباق كمتفرج لما كنت بنزل إجازة بس محدش طلب مني أشارك لان سبيدو عارف اني خلاص بعدت عن العالم ده وبقى ليا كيان و حياة ما تنفعش مع الجنان ده .
فاتن علقت باستغراب : طيب ايه اللي حصل بقى ؟ ليه دلوقتي ؟
بصلها : ليه دلوقتي ؟ لان حد طلب أشارك دلوقتي ، علشان في حد عايز يشوشر على سمعتي .
نادر سأله : زي الفيديو اللي انتشرلك ؟
بصله باستغراب انه عارف موضوع الفيديو فوضح : انت ناسي ان خطيبتك كانت شغالة معايا ؟ وهي من الناس اللي عجبهم الفيديو .
همس بصت لأخوها بغيرة : ما اسمهاش خطيبته .
سيف بالرغم من ضيقه وتعبه بس ابتسم من تعليقها وانتبه لأخوها بيصحح كلمته بتهكم : الاكس بتاعته ما تزعليش .
كشرت وبصت لسيف : هو اللي نشر الفيديو نفس اللي عايزك تشارك ؟
خاطر اتدخل : الأول الفيديو ده كان فيه ايه ؟
نادر جاوبه بسخرية: كان بيرقص فيه وتخيل انت دكتور جامعي بيرقص ؟
سيف اتضايق وصحح : ما اسمهاش بيرقص .
بصله بغيظ : امال اسمها ايه يا دكتور سيف ؟
جاوبه بحنق : اسمها نلعب زومبا كرياضة وكنا في نادي ماكنتش في ديسكو علشان أرقص .
نادر بتهكم : اختلفت المسميات
خاطر قاطعهم : يعني ايه برضه مش فاهم ؟
نادر وضح لأبوه : رقصة زي الهيب هوب كده يا بابا .
سيف نفخ بضيق وفاتن اتدخلت: خلاص زي ما تكون المهم سيف كمل يا ابني مين اللي كان عايزك تشارك في السباق ده وليه ؟ وايه الشوشرة فيه ؟
بصلها بتفكير بيرتب أفكاره: صاحب الفكرة دي اني أشارك كان حازم صاحبي الانتيم سابقا ، حازم كان شغال جاسوس في الشركة عندي لحساب حمايا السابق عصام المحلاوي ، عصام اشتراه لما عرف ان أبويا بيعتبره مكاني ، حازم ومروان اصحابي من زمان وعصام كان له نظرة وعرف ان حازم بياع وبيخدم القرش فاشتراه في مقابل انه يساعده ويوقعوا الشركة علشان هو عايز يشتريها وطبعا شركة بالحجم ده لا يمكن صاحبها يتخلى عنها وهي من أكبر الشركات في السوق في مجالها وعصام بيحب الشركات دي أوي يوقعها ويدمرها ويدمجها ودي الطريقة اللي عمل بيها ثروته ومكانته بس شركة بحجم شركتنا ماكانش هيقدر يوقعها بأي شكل إلا لو الخيانة من جواها ومن ناس موثوق فيهم وحازم للأسف أبويا كان بيعتبره مكاني ، اينعم أخد خمس سنين بيبيع أسرارها ويدخلها مشاريع فاشلة بس في الآخر قدر فعلا يوقعها والقروض اتراكمت عليها و وصلنا للقاع وكان أبويا بالفعل بيستعد يبيعها أو يدمجها مع عصام وهنا أنا ظهرت وعصام ماعملش حساب اني أرجع واقف مع أبويا وكنت عقبة قدامه فصدر بنته شذى بحيث اني لو قدرت أوقف الشركة من تاني وأرفض الدمج جوازي من بنته هيدخلها برضه لحساباته وخصوصا لو خلفت ولي العهد اللي هيمسك كله فهو تخطيطه لبعيد ولو فشلت هيدمج الشركة وبرضه بنته كسبانة في كلتا الحالتين بس في نقطة صغيرة بوظت كل مخططاته دي تاني .
فاتن سألت باهتمام : ايه هي ؟
سيف بص لهمس ورد بوضوح : ان بنتك تظهر في حياتي وأحبها ، كان لازم أخلص من شذى وعلشان أخلص منها لازم أخلص من سيطرة أبوها وعلشان أعمل ده لازم ألاقي طريقة أقنع بيها البنك اني أقدر أسد الديون دي واني عندي مشاريع هتوقفني من تاني على رجليا وساعتها كنت مستسلم ومش لاقي طريقة لحد ما الفيديو ده انتشر – بص لنادر وكمل بإحراج من اللي هيقوله– دي كانت البداية لأنه ساعتها حازم الكلب أقنع آية انه بيحبها وكان عايز يقنعها تتجوزه عرفي علشان برضه أكون تحت طوعهم وآية حاربتني وكانت مقتنعة انه بيحبها بس الحمد لله فاقت في الوقت المناسب واستمرت تهديداته وكان لازم ساعة الفيديو ألاقي حد يمسح الفيديو ده لأنه هدد انه هيستمر وهيفضح أقرب الناس ليا سواء أختي أو – بص لهمس اللي خافت انه يتكلم عن الصورة وكمل بهدوء – أو حبيبتي وطبعا لو اتعرف علاقتي ساعتها بهمس اه ماكانش الموضوع ده هيضرني بس هيضرها هي وساعتها لجأت لصاحبي القديم كريم المرشدي وده يعتبر أكبر خبير في مجال البرمجة والكمبيوتر والليلة دي كلها ، دخول كريم غير قوانين اللعبة كلها وبدون الدخول في تفاصيل كتيرة بس بعد ما قدر يمسح الفيديو ويلم اللي كان بينشر وخلصنا من التهديد ده دخلنا صفقة مع بعض هتطلعني من تحت سيطرة عصام اللي حاول بكل طريقة يخليها تفشل وساعتها مروان كان هيدفع حياته لما اقتحموا الشركة ، المهم كل فكرة بيعملها بتفشل فرجع لحازم وللسباق وبدأوا يضغطوا على سبيدو يقنعني بأي شكل أشارك فيه وكنت متخيل انهم بس هيصوروني والصحافة تستناني في نهاية الخط وكلنا تخيلنا ده بس ماتخيلناش أبدا ان ده كان الهدف المعلن لكن هدفه الحقيقي انه يقتلني لان موتي معناه دمار أبويا وساعتها هيحقق هدفه وهنا نرجع لامبارح زي ما قلتلكم صحيت على خبر اني هشارك في السباق
((فلاش باك ))
مؤمن في مكتب سيف الصياد
سيف سأله : كريم بلغك بموضوع السباق وعلشان كده جاي تقنعني ما أشاركش صح ؟
مؤمن ابتسم : قبل ما أقنعك أفهم ليه عايز تشارك بعدها ندخل مرحلة الإقناع
سيف بصله بتردد : بس أهم حاجة كريم يفضل برا الليلة دي كلها ، انت عارف رأيه كويس أوي في موضوع السباق ومن زمان مش هو برضه اللي كان السبب انك بطلت تشارك في السباقات دي ؟
مؤمن ابتسم : سيبك من مين كان السبب وخلينا في المهم انت هتشارك في السباق ده ولا دماغك فيها ايه بالظبط؟
سيف بيلعب بقلم في ايده وبيخبط بيه على المكتب ورفع عينيه لمؤمن : لو قلتلك اني مش هشارك في السباق ده هتقولي ايه ؟
استغرب : مش هتشارك ازاي ؟ ويعني ايه مش هتشارك ؟ يعني أعلنت ومش هتشارك ودي مجرد خدعة ؟
سيف نفى براسه : أنا ولا أعلنت ولا هشارك .
مؤمن بصله باستغراب وعلق بضيق : يعني ايه ؟ فزورة هي ؟ امال مين أعلن لو مش انت ؟ سيف لو سمحت بطل لف ودوران وفهمني .
اتعدل على كرسيه وقرب من مؤمن وسند على مكتبه بجدية: أنا اتفاجئت زيكم كلكم بالإعلان المنشور ده .
هنا بدأ يفهم : يعني ايه ؟ سبيدو أعلن من نفسه ؟ طيب وده معناه ايه ؟ هل بس بيعمل شو ؟ بس لو ما شاركتش الناس هتقلب عليه وهيفقد مصداقيته وده هيضر بشغله كله – حرك راسه برفض وكمل – لا لا سبيدو مش غبي وما يعملهاش .
سيف حرك راسه : بالظبط سبيدو مش غبي وما يعملهاش وده معناه ايه ؟
مؤمن سأله : ايه ؟
جاوبه بدهاء: انه عنده طريقة يلوي دراعي بيها أشارك لان زي ما بتقول مش هيخاطر بشغله كله .
مؤمن فكر لحظات : وبعدين ناوي على ايه ؟
فكر شوية : هروحله وأعرف ايه في دماغه وايه اللي عنده وازاي هيخليني أشارك غصب عني ؟
مؤمن وقف : طيب يلا مستني ايه ؟ يلا نروحله .
وقف معاه : بس يا مؤمن هتيجي معايا بس الموضوع ده هيفضل بيني وبينك لحد ما أفهم الليلة .
سأله باستغراب : أكيد يعني هيفضل بينا .
سيف وضح: بينا يعني حتى كريم ما يعرفش – فتح بوقه يعترض بس سيف كمل – كريم انت عارف انه هيحب يمشي الموضوع بشكل مستقيم وهيدخلي البوليس وهيعملي فيلم وأنا دلوقتي مش همشي في الطرق المستقيمة أنا عايز أخلص وبأي طريقة هخلص حتى لو الطريقة دي مش صح فهمتني ؟ أنا عايزك معايا مؤمن الدخيلي بتاع المنيا أبو دم حامي مش عايز رجل الأعمال اللي في شركة المرشدي .
ابتسم بهدوء : يلا وربك يقدم اللي فيه الخير .
اتحركوا و وصلوا بعد فترة عند سبيدو اللي أول ما شافهم وقف وابتسم ورحب بيهم : كنت مستنيكم – بص لمؤمن – أو علشان أكون حقاني كنت مستنيه هو لكن انت أجمد إضافة ويا سلام لما أعلن …
قاطعه مؤمن بغيظ : ما تخرس يالا انت وتقعد كده وتفهمنا انت بتعمل ايه بالظبط؟ وقدامك خمس دقايق بالظبط وإلا هطلع العرق الصعيدي وده لما بيحضر …
ضحك سبيدو : يااا وحشني العرق الصعيدي يا ابن الدخيلي .
مؤمن قرب من وشه بابتسامة صفرا : وأنا ما يخلصنيش انه يوحشك.
سيف مسك دراعه بهدوء : خلينا نسمعه الأول يا مؤمن .
قعدوا الاتنين قصاده وسيف بصله بتفحص قبل ما ينطق : ناوي تخليني أشارك ازاي يا سبيدو باشا ؟ هتخدرني وتحطني جوا العربية ؟
ضحك جامد : لا لا يا سيف انت لو هتشارك عايزك بكامل قواك تنسف الكل وتفوز عليهم .
مؤمن علق : بكامل قواه ؟ وايه اللي هيخليه يشارك بكامل قواه ؟
سبيدو فرك دقنه بتفكير : ممكن نقول عصام المحلاوي ؟
الاتنين انتبهوا وعيونهم لمعت وسبيدو ضحك: كنت عارف اني أول ما أذكر اسمه انتوا الاتنين هتنتبهوا دلوقتي نتكلم بجد .
سيف سأله باهتمام : ايه علاقتك بعصام المحلاوي ؟ تعرفه منين ؟
ابتسم بمكر: لا أنا أعرفه وأعرفه كمان حازم صاحبك ها كده أخدت انتباهك كله ولا لسه يا صياد ؟
سيف قرب منه بجدية: أخدته قول اللي عندك وطلباتك ؟
ابتسم أكتر وحس بانتصار انه مسك خيوط اللعبة بس قبل ما ينطق مؤمن فوّقه : بس قبل ما تنطق لو اللي قلته ما دخلش دماغنا هخربلك الليلة دي كلها باللي فيها والإعلان ده هيكون آخر عالم السباق بتاعك – ابتسم وزود- دي بس معلومة صغيرة من العرق الصعيدي .
اتوتر شوية سبيدو وحاول يخلي تركيزه مع صاحبه القديم : حازم صاحبك اللي طلب مني أدخلك السباق ده بأي شكل وأي تمن و طريقة .
ابتسم سيف بلامبالاة : معلومة قديمة غيرها وياريت ما تكونش تضييع وقت .
وضح: وحماك كلمني برضه أدخلك في السباق ده .
مؤمن وقف بملل : قلتلك انه هيضيع وقتنا وعامل شو .
سبيدو وقف بجدية : مش عامل شو هو فعلا جه ومصمم انك تشارك في السباق وعرض عليا مليون جنيه لو دخلتك .
سيف وقف وبصله بشك: بدون دليل كلامك مجرد – مط شفايفه بتهكم وكمل – مجرد كلام وكمان قديم ، يلا يا مؤمن .
وقفهم بسرعة : ولو عندي الدليل ؟
سيف بصله من فوق كتفه : ايه دليلك ؟
ابتسم وشاور على الكاميرا اللي فوق مكتبه : دي .
الاتنين بصولها وسيف سأله بترقب: عصام جالك بنفسه ؟
جاوب بهزة من راسه ومؤمن سأل : وهتديلي التسجيل ده مقابل ايه ؟
ابتسم ورفع كتفه : بطلي السابق يشارك .
قاطعه سيف بحزم : انسى ولو ايه التمن انسى .
مؤمن مسك دراعه بس سيف بصله بإصرار : مش هشارك في السباق ده ولو ايه حصل خلينا نكون بس متفقين – بص لسبيدو – غيره يا سبيدو ، شوف غيره .
حك دقنه وبيفكر : يبقى تشارك بدون ما تشارك .
الاتنين بصوله وهو وضح ببساطة: أنا يهمني اسمك وبس انه يشارك لكن ما يفرقش مين اللي يشارك .
سيف قرب منه : وضح أكتر قصدك ايه ؟
ابتسم : قصدي ان كل المطلوب منك وشك يظهر في بداية السباق وعند خط النهاية فقط وسيب السباق عليا .
رد بتهكم : وشي يظهر في خط النهاية للصحافة صح ؟ انسى .
سبيدو مسك دراعه : سيف افهم ، مؤمن انت كمان افهموني ، أنا العالم بتاعي ده كله معتمد على حاجة واحدة مهمة ودي اللي غايبة عن بالكم كلكم وأولكم عصام .
سيف : ايه هي ؟
جاوبه : أنا بقالي عشر سنين بنظم السباقات دي امتى الصحافة عرفت توصلي ؟ امتى حد قدر يشارك في السباق ده إلا بمزاجي وبقوانيني أنا ؟
قعد قصاده : مبدئيا كده احنا اصحاب وزمايل من زمان قبل ما تكون بطلي المفضل وده اللي غايب سواء عن حازم أو عصام ، وبعدين لو بطل عندي هفضحه بالشكل ده متخيل مين تاني ممكن يثق فيا ؟ كل اللي بيشاركوا في السباقات بتاعتي واثقين فيا تماما وعارفين ان هوايتهم محفوظة عن العالم الخارجي وده لو خسرته العالم بتاعي هينهار ، فأنا مش من مصلحتي ان الصحافة تصورك لان ده دماري معاك .
مؤمن قعد جنبهم : بس ده بالظبط اللي بيطلبه عصام وده اللي هيدفعلك مليون علشانه .
بصله ورد بثقة : المليون دول أنا بعملهم في سباق زي اللي جاي ده من المراهنات وبعدين أنا الفلوس بالنسبالي وسيلة مش غاية، السباقات دي عشق وإثارة ومتعة ، عصام هيشوفك بتشارك في السباق لكن مش هيشوفك بعد السباق ما يخلص لسببين أولا محدش يعرف خط النهاية فين ومش هعرفه لأي حد غير للمشاركين وهم في عربياتهم فبالتالي المكان اللي عصام هيستنى فيه بصحافته مش ده خط النهاية الحقيقي .
مؤمن ابتسم : وثانيا ؟
بصله سبيدو وابتسم بخبث : وثانيا لو بأي طريقة من الطرق عصام عرف مكان خط النهاية مش هيلاقي سيف الصياد هيلاقي بطل من أبطالي والصراحة الإعلان قلت فيه بطل قديم أنا مش مسئول عن تخيلات كل واحد افترض ان الصياد هو البطل القديم .
سيف ابتسم : بس في كام نقطة قلتها في الإعلان وضحوا انه أنا
سبيدو رفع كتفه ورد ببساطة: في بطل غيرك فاز في نفس الأماكن بتاعتك ، ها اتفقنا ولا لسه ؟
سيف بتفكير : يعني كل اللي مطلوب مني اسمي يشارك أو وهم اسمي هيشارك وبعدها هتديني التسجيل اللي يدين عصام المحلاوي ؟
google-playkhamsatmostaqltradent