رواية مجهول الهوية كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة الروايات
رواية مجهول الهوية الفصل الاول 1
كانت والدتي لا تحمل مثل بقية النساء حتى بعد مضي عشرة أعوام لم تنتفخ بطنها ولم تتأخر دورتها الشهريه كما كانت تأمل حتي ولو مره واحده، نساء أعمامي كل واحده لديها بدل الطفل ثلاثه، تسمعهم والدتي يصرخون بتذمر لاعنين الأطفال وشقاوتهم بينما تحلم ان تربت على بطنها المنتفخه.
لم تيأس والدتي، اكلت لحم ورن النيل رغم شكله المقزز الذي يشبه سحلية الصحراء، نامت تحت عجلات قطار مسرع، زارت المقابر ليلا
وهي ترتعش رعبا من صرخات الريح
دخلت بيوت مسكونه بالاشباح ونامت داخلها حتى اشرقت الشمس من عين تاكو
لكن والدتي لم تحمل ولم يتمكن اي طبيب من اكتشاف العله ويركلها طفلها المنتظر في معدتها.
رضيت والدتي بنصيبها هذا ما اعتقده من حولها، كانت لا تخرج من المنزل، تجلس بغرفتها وحيده بلا تذمر، ثم بعد مرور سبعة شهور بالتمام والكمال حملت والدتي بي.
كان حامل في شهرين عندما زارت الطبيب، وطوال سبعة أشهر لم تتوقف عن دهان بطنها بنوع معين كان في مرطمان زجاجي لا يفارقها
حتي خرجت انا للحياه
والدتي لم تحكي لي تلك القصه لأنها توفيت بعد ولادتي بسبعة أشعر، لم تسنح لها الفرصه لسماع صوت ابنها الذي تمنته طوال عمرها
وقد كنت طفل نجيب، شاطر، اسجل درجات مرتفعه في المدرسه
حسن السلوك، كعادة كل طفل وحيد كنت خجول، منزوي
حتي وصلت عمر السابعة عشر حينها ولأول مره سمعت صوت يدوي في المنزل وينادي باسمي
شخص ينادي على طفل ضائع هكذا شعرت، مثل كل شيء غريب تصورت انه هذيان عقلي
لكن الصوت تكرر، في الصحو، في الأحلام، ناصر
ناصر
ناصر
والدي لم يصدقني خاصه انني لم اشتكي من اي شيء قبلها
مضت الايام والسنين حتي تخرجت من كلية الطب و جاء اليوم الذي كنت جالس فيه وحيد في المنزل
وسمعت طرقات على الباب، عندما فتحت الباب كان هناك رجل اربعيني غريب المظهر جالس فوق دراجه زهري
لديه شارب ظريف، شعره مسرح علي جانب ومدهون بزيت قرنفل
قال وهو يمد ظرف انت دكتور ناصر؟
قلت اجل
قال كبرت يا دكتور
لم أفهم سؤاله لذلك لم ارد
كانت عينيه زرقاء، لم اري مخلوق في بلدتي عيونه زرقاء
رغم ذلك فرحت
قال الرجل حان الوقت لتسديد الدين
قلت عن أي دين تتحدث
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مجهول الهوية ) اسم الرواية