Ads by Google X

رواية كن لي أبا الفصل السابع و الخمسون 57 - بقلم روميساء نصر

الصفحة الرئيسية

    رواية كن لي أبا كاملة بقلم روميساء نصر عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية كن لي أبا الفصل السابع و الخمسون 57

  
كان يجلس بالخارج مطأطأ رأسه للأسفل وعلي ملامحه اثار الحزن شعر بيد قاسيه تربت علي كتفه رفع نظره الي تلك اليد فوجده مالك واقف وعلي محياه ابتسامة :
تقدر تروح انت ومراتك سهيلة نامت ومش هتفوق دلوقتِ خالص فروحو انتو واستريحو
ارتسم علي ثغره ابتسامة تدل علي الإرتياح عندما جاء له مالك وحدثه يخبره بطريقة غير مباشرة انه سامحه :
حاضر همشي وهبقا اعدي عليكو تاني
_ هحتاجلك انت ومليكه بكرا ضروري عايزكو تساعدوني في حاجه
اخذت ملامح وجهه علامات الاستغراب فإستفسر منه :
هنساعدك في ايه هو في حاجه انت مخبيها علينا والا ايه
قوصت مليكه فمها الي الامام تنظر اليه نظرات ثاقبه مغتاظة منه ثم وجهت حديثها الي مالك :
هتعمل مفاجائة ل سهيله صح
قام بالتربيت علي كتفها بمرح محدثا اياها :
صح يا اختِ يا رب تسكتي بقا ومسمعلكيش صوت ومش عايزها تعرف حاجه
تغيرت نبرته بتهديد :
يعني بوئِك الحلو دا يتقفل خالص فاهمة
وضعت يدها علي فمها مشيره اليه بيدها بأنها لن تقول شئ
ضحك علي حركتها مضيفاً :
برافو عليكِ افضلي كدا
قاطع حديثهم اسر :
يلا بينا عشان منتأخرش يا مليكه
سحبها من معصمها حتي تسير معه فقامت بجذب يدها منه بحده ثم نطقت باقتضاب :
انا عارفه الطريق وبعرف امشي لوحدي
ثم تقدمت امامه تسبقه إلي المصعد
نظر الاخر الي الواقف يشاهدهم باستمتاع وتشفي يحاول كتم ضحكاته .:
استحمل استحمل لسه هتتنفخ كمان وكمان
نظر اليه الاخر بغضب تاركا اياه يقهقه من الضحك واسرع في خطواته حتي يلحق بها
امام المشفي وبالتحديد داخل السياره
اعتنقت السياره ثم حاوطت جسدها بحزام الامان جلست بهدوء تام وثبات ربعت يدها امام صدرها وركزت انظارها علي الطريق الخالي من المشاه ثم نطقت بحده :
انا عاوزه اروح عند خالو ايمن بابا رايح يخطب ماما وعاوزه اكون معاهم في اليوم دا
زفر بغضب من معاملتها له ثم شغل السياره واندفع بها الي الامام بسرعة كبيرة بدون قصد من شدة غضبه سمع شهقاتها عندما إرتمي جسده للأمام وأصيبت رأسه بمقود السيارة نتيجة انه لم يلف حوله حزام الامان وبسبب سرعته المفاجئة نتيجة غضبه وتسرعه أسرع بإيقاف السيارة ونظر الي الاخري الجالسه بجانبه وجدها مسلطة عيناها الي الاسفل من شدة الصدمة بعدما انتفضت للامام علي اثر تحرك السيارة المفاجئ ولكن لم ترتطم بشئ صلب كالاخر سحبها اليه بشده فإرتمت بين احضانه باكيه من هول تلك الصدمه عليها ربت علي ظهرها حتي يبعث اليها الامان تاركاً جرحه الذي اصيب مقدمة رأسه انتبهت الاخري الي حالها وبأنها ستستسلم للمره الثانيه امامه فحاولت الابتعاد عنه لكنه ممسك بها بشده لا يريد الابتعاد عن روحه فمجرد التفكير بأنها كانت علي وشك ان يحدث لها مكروه اصابه بالجنون حاولت الاخري استخدام يدها في ازاحته حتي يتركها فتحدثت بنبره متحشرجه من البكاء بها الكثير من الحزم والغضب :
ابعد عني بقا
افاق علي صوتها الذي يحتوي علي الالم وابتعد عنها تاركاً إياها وَلي بصره إلي الامام بعدما شعر بخيبة أمل في العودة إليها مره أخري ونفورها منه لتلك الدرجة
خطفت بعض النظرات إليه حتي تري ما الذي يجعله ساكن بمكانه كمن لدغته حيه ارتعشت يدها عندما لاحظت خط الدماء الذي يسير بطول وجهه انتفض قلبها بالخفق رعبًا وذعرًا عليه فتزحزحت بجلستها نحوه مقتربه منه بتردد وهي تسحب من امامها بعض المناديل الورقيه حتي تمسح تلك الدماء التي تلطخ وجهه صدر منه بعض التأوهات من اثر ملامستها له فإنتفضت يدها من الذعر وابتعدت عنه من شدة خوفها مدت يدها مره ثانيه وجسدها ينتفض من الخوف عليه والرعشه تصيب جسدها شعر بخوفها ذلك فإلتقط يدها بين يديه وأحكم عليها جيدًا ثم نظر الي عيناها التي تشبه بريق الؤلؤة في لمعانها وجمالها أشفق علي حالها وعلي رعشة جسدها بين يديه ملصت يدها من بين يده وأمسكت بوجهه بيد مرتعشه وقامت بمسح كل اثار الدماء التي علي وجهه وصل إليها صوته المنهك :
في علبة اسعافات عندك هاتيها
بحثت عنها في حاله من الذعر حتي وجدتها إلتقطتها بيد مرتعشه حتي تداوي جرحه إنتهت من وضع تلك الاصقة الطبية وأخذت يدها تسير علي وجهه بيد مرتعشه والدموع تنهال علي خديها كالسيل كأنها تستدعيه بأن يجذبها الي احضانه فإستجاب لها وضمها داخل حصون ذراعيه دفن رأسه داخل عنقها مشتما رائحتها الذي ادمنها وحرمته منها شعر بأنه يريد ان يأخذها ويذهب بها من ذلك الكوكب اللعين بعيدا عن تلك المشاكل يسجنها في كوكبه الخاص كوكب ملئ بعشقه وشغفه وحبه فقط إبتعدا عن بعضهما جسديا لكن روحهما متشبسه ومتعلقه ببعضها البعض فهيهات من انتم حتي تكتمون حبكم عن انفسكم لن تستطيعون اخفائه ابدا
ملس اسر علي خديها برقة حتي داعبت انامله شفتاها المقتظة المنتفخة الشبيهه بلون الكريز فشعر بالرغبة في تذوقهم نفرت منه وابتعدت عنه وأشاحت بوجهها بعيدا عنه الي الناحيه الاخري ثم نطقت بحده :
ممكن توصلني عند ماما وبابا بقا
تحرك الاخر بالسياره وهو يشعر بحاله دوار تنتابه فهو لم يأكل منذ يومين مع نزيف رأسه سيؤدي الي تدهور صحته
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
نطقت أمها بكلمات حاده حتي لا تسمح لها بالنقاش والمجادلة والرفض كعادتها :
جايلك عريس انهاردة باليل ادخلي استريحي واجهزي عشان تقابليه….. واعملي حسابك هتقابليه… ابوكي موافق عليه اصلا وقال انك لازم هتقابليه وتقعدي معاه
وقعت تلك الكلمات علي اذان كل من حازم وشهد كالجمرة المشتعله التي اصابت قلوبهم ايضا
شعر حازم بوخز في قلبه من اثر استماع تلك الكلمات آتي بداخله فكره وهي انها ستكون ملك لشخص اخر غيره فإشتعل قلبه توهجا علي اثر تلك الفكرة نظر اليها وعيناه تحمل الكثير من الكلمات الذي لا يقدر علي البوح بها نظرت الاخري اليه مستنجده به بأن ينقذها من ذلك المأزق ولكن وضعت عيناها ارضا تشعر بانكسار قلبها وخيبة آملها في حبيبها التي طالما أرادت ان تكون له زوجه لكن لعنة علي ذلك الحب الذي يجعلنا نخسر كرامتنا فداء له قررت بداخلها عدم التفكير به مره اخري وبأن تبدأ حياتها من جديد بدونه وتمحي حبه من قلبها لكن هل ستقدر علي ذلك أردفت بكلمات مليئة بالألم :
انا موافقه اقابلو انهاردة يا ماما
وقعت كلماتها علي قلبه كالحمم البركانيه التي تشعل قلبه تحرك بسرعه خارجاً من المنزل واغلق خلفه الباب بعنف مما أدي إلي حدوث ضجه في انحاء المنزل إرتعبت الاخري علي اثر الصوت واسرعت الي الداخل حامله معها آلامها ودموعها ووجعها
أسدل الليل ستائره عليهم ورن جرس المنزل معلناً عن قدوم هذا العريس قام والد شهد بفتح الباب واستقبال الضيوف بالتهاني الحاره
في الداخل في غرفه شهد
كانت جالسه امام المرآه تنظر الي نفسها بتحصر تحدث نفسها :
كان نفسي يا حازم اكون بتجهز ليك انت مش لغيرك
فرت دمعه هاربة علي خديها مسحتها بسرعة عندما سمعت صوت طرق الباب أذنت للطارق بالدلوف
فدخلت والدتها وخالتها واخذت والدتها تقبلها بحب وتضمها بيدها وباليد الاخري ممسكه بكأس من الفخار ملئ بنوع من انواع البخور تحرك ذلك الشئ من حولها وهي تقول بعض الكلمات : خمسه وخميسه من عين الحسود يا حبيبتي الله اكبر باذن الله ربنا يوفقك وتوافقي عليه وتفرحيني بيكِ وبولادك قبل ما أموت بقا
ضمتها الاخري مقبله رأسها :
بعد الشر عليكِ يا ماما
نطقت فريدة بكلمات حانقة من ذلك الدخان الذي سيتسبب في خنقها :
ما تبطلو شغل النكد دا بقا يلا نطلع ريحه البخور خنقتني
إعتدلت والدة شهد تسألها :
اتصلتي ب حازم اتأخر اوي والناس جوم وهو لسه مجابش الجاتو
_ متقليقش زمانه جاي الغايب حجته معاه
لعنت نفسها علي غبائها فهي كانت تضع امل بانه سيمنعها عن مقابلة هذا الشخص لكن للاسف فهو يشارك في هذا أردفت بحماس مصطنع حتي تدعم نفسها وتظهر لحالها انه لم يعد يفرق معها : يلا يا ماما الناس قاعده بره لوحدها مينفعش كدا
اومات لها والدتها علي كلامها ثم خرجو معا الي حجرة الصالون وضعت شهد الضيافه والمشروبات وجلست بجوار والدها وعلامات الحزن لم تغادر وجهها أفاقت من حزنها علي اثر حديث الاخر :
احنا يا عمي جايين نطلب ايد بنت حضرتك ل اخويا الصغير حسين وطبعا انت عارف حسين زي ابنك الصغير ف ايه قول حضرتك
آتاه صوت احدهم يقاطع حديثهم بحده : معندناش بنات للجواز
༺༺༺༺༺༻༻༻༺༻༻
في غرفة عفاف
دلف اليها ماهر وهو يتقدم خطوة ويؤخر الاخري جلس امامها حتي يشد انتباهها لكن للاسف فشل في ذلك فهي اصبحت كالجسد بدون روح اصبحت كجثه جامده ليحاول التحدث معها :
انا عارف انك بتحبيه وبتحبيه اوي كمان وانك متستهليش انه يعمل فيكِ كدا هو غبي مش عارف انك بتحبيه اوي كدا لدرجة انك كنتِ هتعملي اي حاجه عشانه عشان تحصلي عليه
عندما وقعت الكلمات علي مسامعها انتبهت له وتحرك عقلها الباطن لإستعاب الامر الذي تريد التحدث به فهي لا تريد ان يعاتبوها علي فعلتها فأنصتت اليه فكلامه ليس به اي عتاب فهو يفمها حقا ركزت عليه وعلي حديثه فشعر الأخر بالسعاده تغمره من اجل نجاحه في اول خطوه فأكمل حديثه :
بس يا عفاف عاوز اسألك سؤال فتوقف وإنتظر اي اشارة منها
هزت رأسها بإلإجاب لتحسه علي الاكمال
فرح الاخر وأكمل حديثه ويحمد ربه علي استجابتها له :
هل هو يستحق كل ال انتِ عملتيه دا هل قدر حبك الكبير دا هل قدر انك عملتي حجات كتير غلط عشانه هو…. عشان تحصلي علي قلبه اتسببتي في انك كنتِ هتقتلي واحده واتسببتي في قتل طفل برئ ووقعتي بين راجل ومراته ودمرتي حياتهم بالكامل بجد هو غبي اوي عشان يسيب واحده زيك بتحبه اوي كدا بتحبه لدرجة انها داست علي كرامتها وعملت حجات شبيهه باعمال الشياطين عشان خاطره هو
بدأ في مراقبة ردود افعال وجهها فرأي دمعة هاربة من مقلتيها نزلت ونزل معها باقي الدموع التي أغرقت وجنتاها عاتبت حالها علي ما فعلت فتحدثت بندم :
انا غلطانه انا عملت حاجات كتير غلط هو مش غلطان لا انا انا ال غلطانه انا ال الحب عماني وخلاني اكون شيطانة خلاني ادمر حياة اتنين عمرهم ما تسببو ليا بأي اذي بس اعمل ايه انا حبيته وحبيته اوي كمان اوي اوي بس انا مش غلطانه مش ان ال حبيته لا مش انا
هو دا هو دا ال حبه انا ماليش ذنب بس انا كنت غبيه في حبي بدل ما اتمناله السعاده مع شريكة حياته ال حبها واختارها دمرتهم واتمنيت الموت ليها عشان تبعد عنه بس انا مالقتش حد يقولي كدا ويشجعني علي كدا انا كنت ببقا عاوزه امنع نفسي عن ال بعمله بس كنت بلاقي كل حاجه متوفرالي كنت بلاقي تشجيع من امي عشان اكمل واعمل دا لحد ما بقيت انا ال بتصرف من نفسي ومش عاوزه توجيه كنت كارهه نفسي بس كنت بصبر نفسي بإن هو هيسيبها ويتجوزني صمتت وأجهشت بالبكاء المرير علي كل ما فعلته
ونظرت الي اليد الممدودة اليها ثم رفعت عيناها اليه فوجدت علي ثغره ابتسامة جميله جذابة سحرتها وجعلتها تغرق في بحر وسامته نظر باعينه الي يده الممتده اليها فوضعت يدها في تردد وخوف إلتقطها وأحكم عليها ثم جذبها من مكانها محدثاً اياها :
يلا عاوزك تقومي تاخدي شاور وتغيري هدومك وتتوضي وتصلي وصدقيني هترتاحي جدا لما تصلي صلاتك ودعاءك احلي واحسن واريح من اي علاج نفسي او اي دكتور
إبتسمت برقة علي معاملته لها فهي لم تعهد علي ان يعاملها احدهم بكل تلك الرقه لتسأل نفسها : هو انا ال كنت السبب في ان الناس يعاملوني وحش كدا اكيد طبعا انا كنت بتعامل بطريقه وحشه جدا معاهم وليهم حق كانو يكرهوني
أفاقت علي طرقعة صوابعه امام عينيها فإنتبهت الي حديثه :
ايه روحتي فين يلا انا هخرج علي ما تجهزي نفسك وتصلي وهعدي عليكِ نخرج الجنينة كمان ساعه اوك
=اوك
خرج ماهر من الغرفه وتركها بمفردها فدلف الي المرحاض وجهزت حالها حتي تصلي
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
عند اسر
كان يقود السيارة والرؤية مشوشة امامه حتي سمع صوت صياح من حوله وصوت رنين كلاكس السيارات وضجيج عالٍ كان علي وشك ان يخرم رأسه
google-playkhamsatmostaqltradent