Ads by Google X

رواية حبيسة قلبه المظلم الفصل الاربعون 40 - بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية

 رواية حبيسة قلبه المظلم كاملة بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية حبيسة قلبه المظلم الفصل الاربعون 40

 
كان المشهد مثيرا للغثيان ..
زوجها يقف وأمامه شقيقة صديقتها التي عهدتها دائما كأخت صغيرة لها ، تقف أمام زوجها بملابسها الداخليه العلوية في منظر مثير للنفور والإشمئزاز …
لقد جائت صدفة الى الشقة عندما وجدت الباب مفتوح وصوتهما يتسرب الى مسامعها ..
عرضها الصادم ورفضه الذي سمعته في أذنها ورغم هذا لم تتقبل الصورة التي وجدته عليها وقلبها ينتفض داخل أضلعها يخبرها بوجود شيء ما بينهما ..
إنكمشت في مكانها عندما وجدته يتقدم نحوها وهو يهمس بإسمها بخفوت بينما مريم سارعت تجذب قميصها وترتديه ثم تركض خارج الشقة بأقصى سرعتها خجلا من هذا الموقف الحقير التي وضعت نفسها به ..
” شيرين ..”
قالها عمار وهو يحاول لمس ذراعها فتنأى به بعيدا عنه ليهمس بترجي :-
” أقسم لكِ إنه لم يحدث شيء مما تفكرين به …”
أضاف بجدية :-
” هي من عرضت نفسها علي وأنا رفضت …”
رمشت بعينيها وهي تردد مخفية دموع ترقرقت بهما :-
” لماذا ..؟! لماذا فعلت مريم شيئا كهذا ..؟!”
رد بصدق :-
” تظن إنها بهذه الطريقة ستنال تلك الشيكات التي وقعت شقيقتها عليها …”
” آية شيكات ..؟!”
سألته مرغمة رغم وجعها ليجيب بتروي :-
” شيكات قيمتها سبعة ملايين دولار تخص ليلى .. يعني يجب أن تسددها في أقرب وقت وإلا ستحدث مشكلة كبيرة وتلك الصغيرة أتت وعرضت نفسها علي مقابل التنازل عن تلك الشيكات ..”
سألته بعدم إستيعاب :-
” وكيف تجرؤ وتفعل شيئا كهذا ..؟؟ كيف تعرض جسدها عليك بكل بساطة ..؟!”
أكملت ونظراتها تحاوطه كليا :-
” كيف تتجرأ مريم وتقدم على تصرف كهذا إن لم يكن هناك شيئا ما دفعها لذلك .. شيئا جعلها تتوقع قبولك ..”
سألها بجمود :-
” ماذا تقصدين ..؟!”
سألته هذه المرة بقوة وتصميم على معرفة الحقيقة :-
” مالذي يوجد بينك وبين مريم يا عمار ..؟!”
هتف بضيق :-
” لا يوجد شيء بيننا يا شيرين .. هي تصرفت بهذه الطريقة الهوجاء دون تفكير .. فتاة طائشة و ..”
قاطعته :-
” مريم لم تكن لتجرؤ وتفعل شيئا كهذا إلا إذا ..”
قاطعها ببرود :-
” إلا إذا ماذا ..؟!”
أكمل بجدية :-
” أنا هددت شقيقتها .. وهي أرادت إنقاذها .. هكذا فقط ..”
صاحت بعدم تصديق :-
” بهذه الطريقة ..؟! تنقذ شقيقتها بهذه الطريقة ..”
رد بلا مبالاة :-
” نعم بهذه الطريقة .. لا يوجد طريقة أخرى أمامها سوى هذه …”
ضحكت غير مصدقة :-
” بأن تعرض جسدها عليك .. هذه الطريقة المناسبة حقا .. قل شيئا غير هذا من فضلك يا عمار ..؟!”
تمتم بضيق :-
” ماذا تريدين مني قوله يا شيرين ..؟!”
ردت وعي تعقد ذراعيها أمام صدرها بتحدي :-
” ماذا يجري بينك وبين مريم يا عمار ..؟! مريم ما كانت لتلجأ الى تصرف كهذا إلا إذا ما كان هناك شيء حدث بينكما مسبقا .. شيء دفعها للتجرؤ والإقدام على خطوة كهذه ..”
سألها مستهزئا عن قصد :-
” شيء مثل ماذا ..؟!”
تقدمت نحوه تهتف بثبات :-
” إعجاب أو رغبة صريحة من طرفك ..”
صاح بإنزعاج :-
” هذا هراء ..”
أكمل بحنق:-
” أنا لا أفهم علام تحاسبيني بالضبط ..؟! الفتاة أتت بنفسها هنا وعرضت نفسها علي وأنا رفضت .. لماذا ترمين الخطأ علي بينما هي من أتت وفعلت كل هذا ..؟!”
صاحت بدموع :-
” لإنني أعرفك وأعرفها جيدا .. لإنني متأكدة إنك فعلت شيئا غير التهديد جعلها تقدم على ذلك … جعلها تعرض جسدها عليك ..”
أضافت بثقة :-
” لا توجد إمرإة تعرض نفسها على رجل إلا إذا ما شعرت برغبته نحوها مسبقا ومريم بالتأكيد تعلم إنك ترغبها وبالتالي أرادت أن تنقذ شقيقتها بأي طريقة ..”
ضحك مرددا بعدم إستيعاب :-
” انت تبررين لها حقا يا شيرين ..؟! تبررين لها وتلقين اللوم علي …؟! هي من أخطأت و تصرفت بطريقة لا تمت للإحترام بصلة وانت ..”
قاطعته وهي تمسح وجهها بكفيها :-
” أنا أعرف مريم جيدا .. لو لم تكن مضطرة ما كانت لتفعل هذا ..”
قال بجدية :-
” في هذه النقطة أنا متفق معك .. هي بالفعل كانت مضطرة عندما هددت شقيقتها ..”
قاطعته بعدما أخذت نفسا عميقا :-
” أخبرني الحقيقة يا عمار .. ماذا يحدث بينك وبين مريم ..؟! ماذا فعلت بها ..؟؟ بأي طريقة عبثت معها ..؟!”
ضرب كفا بكف وهو يقول :-
” انا حتى الآن لا أستوعب ما تقولينه … انت تحاسبينني أنا وتلقين جميع اللوم علي بينما هي من فعلت كل شيء وأقدمت على هذا التصرف المشين ..”
صاحت بألم :-
” لإنني أعرفك .. أعرفك أكثر من نفسك حتى .. أعرفك يا عمار .. ”
تنهد وهو يقول مرغما :-
” والحل يا شيرين ..؟! انا لا علاقة لي بهذا الأمر وما حدث بتاتا .. ”
رمقته بنظراتها وهي تردد بخذلان :-
” لا يوجد حل يا عمار … انت خذلتني وإنتهى الأمر ..”
تحركت خارج الشقة ودموعها تتساقط على وجنتيها بحرارة بينما يجري هو خلفها ينادي عليها حتى جذبها من ذراعها وأوقفها أمامه مرددا بتوسل :-
” إسمعيني من فضلك ..”
تأمل عينيها الباكيتين ليردد بترجي :-
” لا تبكي من فضلك .. أنا لا أتحمل رؤية دموعك ..”
” اتركني يا عمار ..”
قالتها وهي تدفعه بعيدا لكنه تمسك بها يرغمها على النظر إليه عندما هم بالتحدث لكن رنين هاتفه أوقفه فقال وهو يخرجه من جيبه :-
” إنتظري لحظة ..”
تأمل إسم إبن عمه الذي يضي الشاشة فتعجب من هذا الإتصال الغريب عندما أجابه فيأتيه صوت شريف مرددا :-
” أين أنت يا عمار ..؟! هناك من خطف غالية .. يجب أن تأتي فورا ..”
………………………………………………..
وقفت مكانها حائرة لا تعرف ما عليها أن تفعل ..
هل تغادر المكان وتتجاهل صوت الرصاصة الذي صدح منذ ثواني أم تعود وترى ما حدث ..؟!
همت بالتحرك بعيدا عندما عادت تتوقف في مكانها فتستدير قليلا نحو الخلف تنظر الى المكان بخوف تملك منها قبل أن تندفع عائدة من حيث أتت وإنسانيتها لا تسمح لها أن تهرب وتتركه خلفها وربما قد أصابه أخوه برصاصة غادرة ..
دلفت الى الداخل لتشهق لا إراديا عندما رأت فراس الممدد على الأرض والألم يسكن ملامح بينما الدماء تخرج من ساقه ليستدير فادي نحوها يصيح بها بعدم إستيعاب :-
” ماذا تفعلين هنا ..؟! غادري فورا …”
همست بتلعثم وهي تحيد بصرها عن عيني فراس المشتعلتين :-
” أتيت لأرى ما حدث .. إتصل بالإسعاف بسرعة ..”
هتف بصرامة :-
” غادري فورا يا غالية .. هيا بسرعة ..”
سألت بعدم إستيعاب :-
” ساقه تنزف و ..”
قاطعها وهو يتقدم نحوها بملامح مخيفة :-
” لماذا لا تستوعبين كلامي ..؟! غادري فورا ..”
رمقته بنظرات فزعة وهي تقفز هربا من أمامه وقد بدت ملامحه في تلك اللحظة مرعبة لدرجة لا يمكن تصورها ..
إستدار نحو أخيه الذي تحدث أخيرا بنبرة متوجعة :-
” هل إرتحت الآن ..؟! تضرب أخيك بالرصاص لأجل تلك الفتاة ..”
رد فادي بقوة وثبات :-
” ليس لأجلها .. بل بسبب أفعالك الدنيئة ..”
أكمل وعيناه ترمقانه بنفور :-
” تحملت الكثير من تصرفاتك الحقيرة .. علاقاتك النسائية وقرفك الذي لا ينتهي .. تمهلت كثيرا وأنا أخبر نفسي إنك أخي الأكبر وعلي تفهمك وتقبلك رغم تصرفاتك التي لا أتقبلها لكن أن يصل الأمر الى قتل وإغتصاب .. جرائم لا تغتفر .. لا وألف لا يا فراس .. عند هذه النقطة لن أتردد بالوقوف أمامك ومواجهتك بنفسي .. ”
أكمل وهو يسير نحوه ثم يقف أمامه يرمقه بنظرات حادة :-
” هذه المرة صوبت رصاصتي نحو ساقك .. المرة القادمة سأوجها نحو قلبك ..”
همس فراس بعدم إستيعاب وقد بدأ الدوار يسيطر عليه :-
” تقتل أخيك يا فادي ..؟!”
رد فادي بنفور صريح :-
” إذا كنت تستحق سأفعل .. هذا أفضل من تركك ترتكب الجرائم بحق الآخرين بهذه الطريقة ..”
أكمل وهو يضربه على صدوه فيتأوه فراس بوجع :-
” الفتاة تموت في المشفى بسببك .. والأخرى كادت أن تخسر شرفها على يديك .. طوال هذه السنوات لم أدرك إن لدي أخ يحمل هذا القدر من الدناءة والإجرام ..”
” فادي …”
قالها فراس بضعف خيم عليه فأكمل فادي غير مباليا بحالته التي بدأت تتدهور وفكرة إن هناك فتاة تصارع الموت بسببه تحرقه دون رحمة :-
” الفتاة تموت يا فراس.. تموت أيها النذل .. ماذا أفعل بك أخبرني ..؟؟ ماذا أفعل يا فراس ..؟!”
أكمل وهو يضع كفه فوق كتفه يضغط عليه بقوة :-
” قسما بربي إذا توفيت الفتاة فلن أتردد لحظة واحدة في جرك نحو حبل المشنقة …”
أنهى كلماته وهو يدفعه بعيدا قبل أن يسحب هاتفه يجري بعض الإتصالات لأجل نقله نحو المشفى ..
……………………………………………………
كانت تجلس على الكرسي أمام الطبيب وجانبها تقف بوسي تستمع الى كلام الطبيب الذي يردد مبتسما بهدوء :-
” مبدئيا لا داعي للقلق .. غالبا ما حدث تشنج عصبي حاد .. ”
سألها بعدها بإهتمام :-
” هل كنت تعانين من مشكلة ما في الأونة الأخيرة أو تعرضتِ لضغوطات نفسية ..؟!”
أجابت بوسي نيابة عنها :-
” في الحقيقة نعم ، هي سمعت خبرا سيئا تسبب لها بهذه النوبة .”
قال الطبيب بعملية :-
” هذا ما توقعته .. من الواضح إنها نوبة عصبية حادة ..”
صمت للحظة ثم قال متأملا ملامح ليلى الجامدة تماما وكأن الكلام لا يعنيها :-
” ولكن لأجل الإطمئنان سوف نجري بعض الفحوصات لك كي نتأكد من سلامتك …”
نظرت بوسي نحو ليلى الساهمة تماما فعادت تنظر نحو الطبيب وهي تردد مبتسمة بلباقة :-
” بالطبع يا دكتور .. ”
سحب الطبيب ورقة وكتب فيها بضعة فحوصات ثم أعطاها لبوسي التي أخذتها ثم أشارت الى ليلى التي نهضت وسارت أمامها خارج الغرفة تتبعها بوسي بعدما شكرت الطبيب ..
كانت بوسي تسير بجانبها وهي تردد :-
” عليك أن تقومي بهذه الفحوصات يا ليلى لنطمئن عليك ..”
أكملت وهي تبتسم بحذر :-
” أعتذر لإنني تسببت لك بهذا …”
توقفت كلتاهما فأكملت وهي تنظر حولها :-
” لنسأل عن مكان إجراء الفحوصات ..”
لكنها توقفت على كف ليلى وهي تقبض على ذراعها مرددة من بين أسنانها :-
” لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى .. هل فهمت ..؟!”
هتفت بوسي وهي تحرر ذراعها من قبضتها :-
” ماذا حدث ..؟! حسنا ربما تسرعت بإخبارك بتلك الحقيقة لكنني فعلت هذا بدافع الحماية ليس إلا .. أردت إنقاذ أختك من براثن ذلك الذئب ..”
همست ليلى بتحدي :-
” أختي لا يجمعها بذلك الحقير أي شيء ..”
قالت بوسي بجدية :-
” بل يجمعها .. والصور أمامك تؤكد ذلك .. وعلى العموم يمكنك التأكد بنفسك ولكنني سأكررها مجددا .. غرضي كان سليما يا ليلى .. أردت التنبيه ليس إلا ..”
رددت ليلى ببرود :-
” شكرا على خدماتك التي لا نحتاجها يا بوسي …”
احتدت ملامح بوسي وهي تردد بدورها :-
” الخطأ مني لإنني فكرت بمصلحة أختك .. فلتحترقان إنتما الإثنان بجهنم الحمراء ..”
وضعت ورقة التحاليل في كفها وهي تردد :-
” هذه التحاليل التي كتبها الطبيب لك …”
ثم تحركت مبتعدة لتنظر ليلى الى الورقة قبل أن تعتصرها داخل يديها ثم تتجه نحو سلة المهملات وترميها داخلها ..
…………………………………………………..
غادرت الجامعة مبكرا وقد فقدت رغبتها كليا في حضور المحاضرات …
طوال ليلة البارحة لم تنم لحظة واحدة وحتى عندما ظنت إنها ستتناسى ما حدث عند ذهابها الى الجامعة وتنشغل قليلا لم يحدث ما توقعت ووجدت نفسها لا تفكر سوى بتلك المواجهة التي حدثت بينهما …
دلفت الى الداخل واتجهت بسرعة الى المطبخ لتعد القهوة لنفسها والتي تحتاجها الآن أكثر من أي وقت ..
تفاجئت به هناك يعد الطعام لنفسه عندما شعر بها وهي تدخل فرفع وجهه نحوها للحظات ثم تجاهلها وهو يعاود الإنغماس في تحضير طعامه ..
تقدمت الى الداخل بذقن مرفوع وبدأت تعد القهوة وهي تتجاهله تماما وهو بدوره يفعل المثل ..
رن هاتفه والذي كان موضوعا بالقرب منها فصبت تركيزها على قهوتها التي ستغلي بعد قليل عندما رفض هو المكالمة فعاد هاتفه يرن بعد لحظات ليطفأ النيران المشتعلة ويحمل هاتفه متجها الى غرفته لتسمع صوت إغلاق الباب فتتجهم ملامحها ويغزوها الشك لا إراديا ..
نهرت نفسها بقوة وهي تخبر نفسها ألا تهتم ولا تبالي ولا تفكر فيما يفعله …
صبت قهوتها وسارعت تحمل الكوب وتتجه الى غرفتها عندما توقفت مكانها أمام غرفته فيصلها همسه الخافت والذي لم تفهم منه شيئا فتجهمت ملامحها أكثر وهي تندفع الى داخل الغرفة وتغلق باب غرفتها بعنف ..
جلست فوق سريرها بعدما وضعت كوبها على الطاولة جانبها فتنظر الى نفسها بالمرآة المقابلة لها وتتسائل عن السبب الذي يجعلها باقية هنا بعدما حدث البارحة ..
مواجهة البارحة كانت الدليل القاطع الذي أكد لها الحقيقة التي رفضت تصديقها مرارا ..
الحقيقة التي كانت تتهرب منها منذ يوم زفافهما ..
وقوفه عاجزا أمامها ملتزما الصمت وهي تسأله عن موقع الحب بينهما أوضح لها الحقيقة كاملة …!!
زفرت أنفاسها بتعب عندما نظرت الى الهاتف بتردد قبل أن تحسم أمرها وهي تتصل بجينا فتسألها عن إمكانية الحصول على سكن مؤقت قريب من الجامعة هذه الفترة فتجيبها جينا رغم إستغرابها من سؤالها ..
سألتها جينا بجدية :-
” هل تريدين السكن لأجلك ..؟!”
ردت حياة بهدوء :-
” نعم ..”
أضافت :-
” أريده غدا أو بعد الغد بالكثير ..”
قالت جينا بجدية:-
” حسنا سأبحث لك وأطلب من مايكل أن يفعل ..”
أضافت جينا بصدق :-
” يمكنكِ أن تبقي مؤقتا معي في شقتي ..”
قالت حياة بسرعة :-
” شكرا يا جينا ولكن هذا لا يمكن …”
همست جينا :-
” مايكل سيغادر الشقة .. أعلم إنك ترفضين المبيت بوجود رجل غريب ..”
” لا داعي لهذا حقا … يكفي أن تجدي لي سكن …”
قالت جينا :-
” سأبحث لك ولكن يمكنك أن تأتي عندي .. إنظري أنا لا أجامل أبدا .. مايكل يمكنه البقاء مع والدته .. لا تقلقي هو لن يتضايق أبدا ..”
أضافت بجدية :-
” من الواضح إن هناك مشكلة مع زوجك .. يمكنك أن تأتي وتبقين معي الليلة مبدئيا … غالبا في هذه الحالات الإبتعاد عن نطاق شريكك حتى تستقر أعصابك هو أفضل حل ..”
صمتت حياة عندما أقنعتها جينا أخيرا لتسحب حقيبة صغيرة وتضع لها بيجامة وملابس خروج وبعض حاجياتها الأساسية ..
تحركت خارج غرفتها وهمت بالخروج عندما سمعت صوته يسألها :-
” إلى أين يا حياة …؟!”
إستدارت نحوه على مضض لتراه يتأملها والتساؤلات تسيطر على نظراته ولكن خلف تلك التساؤلات كان هناك خوف وتوتر واضح …
ردت بحيادية :-
” سأبيت الليلة مع جينا …”
رفع حاجبه متسائلا بتهكم يخفي من خلاله الخوف الذي تشكل داخله من تركها له :-
” حقا ..؟! ألا يوجد لديك زوج تستأذينه قبل أن تقرري مغادرة المنزل والمبيت خارجه ..؟!”
سيطر الوجوم على ملامحها وهي تدرك جيدا إنها أخطأت …
نعم هي أخطأت وعليها الإعتراف ..
ردت بخفوت :-
” معك حق .. كان يجب أن استأذنك وها أنا سأفعل .. أنا أريد المبيت عند جينا صديقتي الليلة …؟!”
رد ببرود :-
” لست موافقا ..”
” نعم ..؟! لماذا ..؟!”
سألته بعصبية خفيفة ليرد بغضب واضح :-
” ماذا تظننيني يا حياة كي أسمح لك بالمبيت في منزل رجل غريب ..؟!”
قاطعته بجدية :-
” مايكل لن يكون متوجدا .. أساسا كيف تفكر من الأساس إنتي سأبيت في منزل رجل غريب ..؟؟”
همس بسخرية :-
” عادي فعلتها مسبقا .. كنت تبيتين في منزل زوج والدتك بوجود ذلك السخيف ..”
قالت عن قصد :-
” اسمه نضال وهو ليس غريبا عني ..”
هتف بتهكم :-
” حقا ..؟! لا ينقص أن تقولي سوى إنه بمثابة أخيك الكبير …”
وضعت الحقيبة أرضا ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تردد بثقة :-
” كلا هو ليس أخي ولن يكون لكنه ليس غريبا في نفس الوقت ..”
ردد نديم بضيق :-
” حسنا إتركينا منه الآن ..”
أكمل بقوة :-
” لن تذهبي الى هناك .. لا مبيت لك خارج شقتنا ..”
نظرت اليه للحظات قبل أن تقول :-
” أنا بدأت البحث عن سكن للإنتقال إليه ..”
نظر لها بعدم تصديق عندما صاح بإنفعال :-
” ما هذا الهراء ..؟!”
ردت بجدية :-
” هذا ليس هراءا .. لا داعي لبقائي هنا بعد الآن ..”
تقدم نحوها يسأل :-
” ماذا يعني هذا الآن ..؟! ”
ردت بصوت مبحوح :-
” كل شيء أصبح واضحا .. مهما حاولنا أن نستمر ونتعايش نفشل …”
” انت فقط من ترين هذا …”
قالها بجدية لتهمس بألم :-
” كلا يا نديم .. الحقيقة إنني وحدي من أرى الحقيقة .. الحقيقة التي ترفض الإعتراف بها ..”
” أي حقيقة ..؟!”
سألها بحنق لترد بثبات :-
” الحقيقة الواضحة يا نديم .. حقيقة إنك لم ولن تحبني .. وبالتالي أنا لا يمكنني الإستمرار معك بهذه الطريقة .. دون مشاعر حقيقية بيننا …”
” مالذي جلب سيرة هذا الموضوع الآن ..؟! من أين أتتك تلك الأفكار ..؟!”
سألها بغضب لترد وهي تبتسم بمرارة :-
” هذه الأفكار لم تتركني لحظة واحدة منذ أول يوم أدركت فيه الحقيقة كاملة .. منذ يوم زواجنا تحديدا .. عندما رأيتك تعانقها .. عندما أدركت تضحيتها وعندما شعرت بتشتت روحك وضياعك وقتها ..”
أكملت والدموع تترقرق داخل عينيها :-
” صدقني ليس بيدي .. قد تراني أنانية .. لكنني لا أستطيع الإستمرار هكذا .. لا يمكنني يا نديم ..”
” حياة …”
همس لها بنبرة متحشرجة لتضيف بدموع ترقرقت داخل عينيها :-
” ارجوك يا نديم إفهمني .. إستوعب ما أعانيه .. أقسم لك إنني حاولت التغاضي .. تأملت أن يتغير شيئا لكن وقوفك أمامي البارحة وانت عاجز عن قول شيء ما جعلني …”
صمتت تبتلع غصتها وهي تكمل :-
” جعلني أدرك مدى حماقتي .. ”
مسح على وجهه بتعب لتهمس بتوسل :-
” إذا كان لدي خاطر ولو قليل عندك إتركني يا نديم .. لا تتتسبب لي بمزيد من العذاب …”
رمقها بنظرات مترجية تجاهلتها وهي تحمل حقيبتها وتستدير نحو الباب وتهم بالتحرك عندما سمعت يهتف فجأة :-
” هل المشكلة بيننا تكمن في الحب …؟! هل مشكلتك تكمن هنا يا حياة ..؟!”
إستدارت نحوه ترمقه بعدم إستيعاب ليهتف بحماقة :-
” هل سترتاحين إذا أخبرتك إنني أحبك .. هل سترضيك هذه الكلمة .. ؟! هل ستجعلك تتراجعين عن قرارك هذا …؟!”
أكمل وهو يأخذ نفسا عميقا :-
” حسنا سأقولها يا حياة …”
شعرت بأنفاسها تتوقف داخل صدرها وهي ترجوه بنظراتها ألا يفعل .. ألا يفقد آخر شيء يجمعها بل أهم شيء جمعهما .. الصدق الذي رغم كل شيء ظل يزين علاقتهما ..
” لا تفعل ..”
نطقتها بتوسل ليقول بتحدي :-
” سأفعل .. إذا كان هدا ما سيرضيك سأفعلها ..”
وفي نفس اللحظة كان كلاهما ينطق وعيناه تواجهان الآخر بتحدي وثبات :-
” إذا كان هذا يرضيك سأقولها … أحبك ..”
” سأكرهك حقا عندما تقولها مجبرا كاذبا يا نديم .. “

google-playkhamsatmostaqltradent