رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثالث 3 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثالث 3 

 - بارت ٣

كانت متوجهة لبوابة الكلية تفكر بادم محاولة تفسير عدم ابلاغها بالظرف الذى وضع فيه حينما رأته يخرج من الكافيتيريا 
قاطعت طريقه قائلة بانفعال :

ملك .. ليه مقلتليش !! 

ادم وقد ادرك مقصدها .. مش انتى خدتى حقك وارتاحتى .. ملهاش لازمة باة اشرحلك حاجة 

ملك .. بس احنا فريق عمل واحد ومن حقى اعرف ..

قاطعها ادم منفعلا ناظرا بعيونها بتحدى ..
ادم .. انتى ملكيش اى حق عندى فاهمة .. ثم اكمل وقد فاض به .. متضحكيش على نفسك يا ملك .. احنا عمرنا ما كنا فريق واحد .. احنا جبهتين مختلفتين وبينهم معارك ونزاعات من يوم الانتخابات 
ليتحدث بصراحة شديدة صدمتها
من اول يوم وانتى شايفانى شخص مش كويس وكل اللى يهمه ان يوقعك ويثبت انك مش عارفة تشتغلى 
يمكن كان عندك حق فى الاول عشان الكلمتين البايخين اللى قلتهملك فى لحظة غضب وتخيلت ساعتها انك تفهمتى موقفى وعذرتينى 
وبرغم انى اعتذرتلك بعدها ومش بس كدة لأ ده انا شجعتك على اول اجتماع كمان ورحبت بشغلنا سوا 
الا انك برضو كنتى واخدة الموضوع تحدى وعناد وحاطة حواجز بيننا .

حاولت ملك الرد ولكنه اوقفها مشيرا بيده ليردف ..
طول الاجتماع كان ردك عليا بالعافية و موجهتليش كلمة حتى وانا تفهمت انك لسة زعلانة واعتذرت تانى واشادت بشغلك وانا اللى طلبت منك ننسق الجدول سوا انتى حتى مطلبتيش ورغم انك رفضتى الا انى اصريت 

واكمل بحدة وغضب لم يستطع السيطرة عليها .. كان المفروض باة ساعتها تفترضى فيا حسن النية وتثقى فيا شوية عشان نعرف نشتغل مع بعض 
ولما يحصل حاجة تسألينى او حتى تستنى افسرلك
لكن للاسف .. شوفتينى برضو شخص وحش وعايز يضايقك وخلاص وبدل ما تسألينى حتى 
روحتى تدورى على اكتر حاجة ممكن تضايقنى عشان تنتقمى
طب مفكرتيش انى ممكن اكون تعبت مثلا اغمى عليا وروحونى
او ان ممكن حصل عندى ظرف حد من اهلى تعب 
فيه مليون سبب كنتى ممكن تفكرى فيه
لكن للاسف كل تفكيرك كان انى شخص وحش ومغرور وقاصد اضايقك والكلام الفارغ ده 

ردت ملك بأسف .. انا مقلتش كدة .. انا قلت ..
قاطعها ادم قائلا .. للاسف يا ملك احنا من اول يوم مش واضحين مع بعض 
نيتنا مش صافية ودايما فيه تحدى ومشاحنات غير مباشرة 
ودايما بتجيبى اخرك فى الشغل عشان تثبتيلى انك تقدرى 
عشان لسة فاكرة كلامى اللى اعتذرت عنه بس مفيش فايدة 
واكمل بحزن وحسرة بصوته .. عشان كدة احنا مش هينفع نشتغل سوا 
جحظت عيناها متسعة بذهول ليكمل  
 ادم .. وعشان ارفع عنك الحرج .. انا اللى هتنازل عن مكانى .. واسيبك تشتغلى براحتك من غير ما اضايقك بوجودى .. وانتى اثبتى فعلا انك تقدرى وعملتى جدول امتحانات لوحدك 

شعرت ملك بالاسف الشديد .. فكل كلامه صحيح .. هى فعلا لم تثق به ابدا ونيتها غير صافية له 

ردت بسرعة ودون تفكير .. لا طبعا مش هينفع 
ثم اكملت .. يا ادم انا لما قلتلك يوم الانتخابات ان اللى شجعنى اترشح كان انك عندك خبرة كبيرة وده مطمنى مكنش بس امتصاص لغضبك ساعتها 
لأ انا كنت اقصد كلامى بجد .. انا مترشحة وانا مطمنة عشان انت موجود .. عندك خبرة اكبر بكتير وده هيرفع عنى اعباء كتير 
انا فعلا مش هعرف من غيرك
 
ادم .. وانا مش هعرف اشتغل فى جو كله مشاحنات كدة يا ملك .. ولا هعرف اتعامل معاكى وانتى معندكيش ثقة فيا 

ملك .. طيب خلاص .. تعالى نقلب الصفحة اللى كلها مشاكل وزعل دى ونبدأ صفحة جديدة 
ونتعامل من غير اى ضغائن بيننا ايه رأيك 

ادم .. وهتثقى فيا ؟!

ملك .. اوعدك انى هنسى كل حاجة وهثق فيك
ثم اكملت مازحة كى تلطف ذلك الجو المشحون بينهم
ملك .. عايز تسيبنى اشتغل لوحدى .. دى كانت الدفعة تروح فى داهية .. ده انا حتى مكنتش عارفة قاعة الاجتماعات فين لولا انت وصفتلى
 
ضحك ضحكة رجولية اهلكتها واضعفت قلبها 
لتشعر بسعادة شديدة لقدرتها على اضحاكه واخراجه من حزنه هذا 
اما هو فكان ينظر بعيونها سارحا بها غارقا فى بحورها .. فقد اذابت قلبه بابتسامتها الرقيقة ومزاحها الذى دمر حصونه وجعله يضحك رغما عنه 

عجيب انت ايها الادم .. اردت ايقاعها بك ولكن يبدو لى للمرة الثانية انك من وقعت يا فتى ..

ملك .. هروح باة عشان اذاكر .. لازم نستعد  للامتحانات فاضل اسبوع 

ادم .. انا كمان هروح بس كنت مستنى عمر 

ملك .. تمام يلا سلام 

وافترقا ولكن قلوبهم لم تفترق .. بقيا معا بقلوبهم وارواحهم .. وكأن قلوبهم اتفقت عليهم وخانتهم لتتركهم هائمة فى سماء العشق ..

ظلت تفكر به طوال عودتها للمنزل 
كانت تتخيله بوسامته .. وجاذبيته .. وعيونه البنية المهلكة لقلبها .. تتخيله امامها ينظر بعيونها ذائبا بها 
تتخيله يضمها ويغرقها بعشقه وحنانه
لم تستطع التوقف عن التفكير به ولملمة شتات نفسها
 
اما هو .. فلم يكن حاله بأفضل منها 
ظل يتذكر سحر عيونها بزرقة لون البحر .. فقد كانت حقا فاتنة .. لم تفارقه تلك الابتسامة الرقيقة الخجلة .. ذاب قلبه لطلبها بداية جديدة لهم 
فقد كان يشعر انها بداية لقصة عشق قد ولدت اليوم 
تذكر مزاحها معه .. وتمنى لو كانت بقربه الان فقد شعر بالاشتياق لها ولم يمر على افتراقهم ساعة واحدة 
وان كان الوضع كذلك .. فماذا سيحدث لى اذا حتى القاها غدا 

ظل يدندن بسره بسعادة وقد شعر انه قد وجد مبتغاه 
كل ذلك كان يلاحظه صديقه عمر .. ومن غيره 
فهو الملازم له فى الطريق والسكن
فقد لاحظ تغير حاله وسعادته البالغة فى اثناء عودتهم للمنزل ..  فبعد ان تركه صباحا بنفس نظرة الحزن الدفين بعيونه 
الان يرى نفس العيون ملتمعة بالسعادة
كيف له ان يتغير كليا هكذا !!

عمر .. ده ايه الروقان ده مش عوايدك !

لم يرد ادم لأنه لم يستمع له من الاساس فقد كان معها بعقله وكيانه  

عمر منبها اياه .. ادم
 
ادم مدركا له .. ايه يا عمر .. فيه حاجة ؟

عمر .. لا ابدا .. بقالى ساعة بس بكلمك وانت مش هنا اصلا 

ادم .. معلش سرحت شوية 

عمر ناظرا اليه بخبث .. و ياترى سرحان فى مين باة .. صحيح مقلتليش عملت ايه مع ملك ؟ .. شوفتك واقف معاها ومحبتش اقاطعكم 

ادم متذكرا .. اه صحيح .. انت اللى قلتلها صح ؟

عمر .. قلت ايه ؟

ادم .. متصيعش عليا يا عمر انا حافظك صم ومتأكد انك قلتلها 

عمر .. يعنى كان عجبك وضعكم ده .. ومع ذلك ياسيدى انا مروحتش اقولها والله الموضوع جه لحد عندى 
وانا عند شادى بيشرحلى اللى فاتنى .. جت عايزة نفس الشرح .. وشادى اللى قالها اصلا .. انا بس قلت انك كنت معايا 

ادم بهدوء .. عملت خير 

عمر .. بجد يعنى مش زعلان
 
ادم ببشاشة وجه وفرحة لم يستطع تخبئتها .. لا طبعا ده انت حبيبى مقدرش ازعل منك
 
شعر عمر انه قد اسدى خدمة ومعروف لادم دون ان يعلم ليحدث نفسه قائلا

عمر .. للدرجة دى موضوع ملك ده فارق معاه كدة .. قلبى مش مطمن 
.....

فى المساء فتحت ملك اللاب توب الخاص بها تريد بشدة التحدث مع ادم .. اخذت تفكر كثيرا فى اى شئ يمكنها التحدث معه

فالامتحانات قد اوشكت ولا يوجد عمل بينهم حاليا .. شعرت باليأس من ايجاد وسيلة لجذب الاحاديث معه وكادت ان تغلق الحاسب حين وجدته يرسل لها برسالة 

ادم .. ازيك يا ملك ؟

شعرت بسعادة  ممتزجة بارتباك وخجل شديد لتقول 
ملك .. الحمدلله بخير 

شعر هو الاخر بفرحة شديدة لمجرد حديثه معها .. فكان يريد التحدث معها منذ ان رأها متواجدة على الفيس بوك ولكنه لم يجد ما يتحدث به 
ففكر ان يبدأ الكلام والاحاديث تأتى من تلقاء نفسها 
ليرد عليها 
ادم .. مش قلتى وراكى مذاكرة .. فاتحة نت ليه ؟

ملك بكذب فهى لم تستطع التركيز باى شئ اليوم وظل عقلها معه 
ملك .. ذاكرت .. وقلت اشوف يمكن نزلو حاجة مهمة عالجروب .. ثم اكملت متسائلة .. وانت ذاكرت ؟

رد عليها بنفس الكذب فادم الذى لا يترك محاضرة الا واستذكرها بنفس اليوم ولا يؤخر من دراسته شيئا .. قد تشتت تركيزه ولم يستطع استذكار حرف واحد .. فهذا هو العشق .. الذى ينسى صاحبه اسمه وحياته

ادم .. اه طبعا وكنت داخل انام بس برضو قلت اشوف لو حد محتاج حاجة
حيث اعتاد ادم الرد على تساؤلات زملاؤه على جروب الدفعة كى يساعدهم ..ولكن منهم من يرى ذلك غرورا وتعالى .. ومنهم من يراه لطف وكرم اخلاق منه 

ثم اكمل .. صحيح يا ملك انا عرفت من عمر ان فيه محاضرة مكنتيش فاهماها .. فلو احتاجتى اى حاجة انا موجود

كان يتحدث بصدق فهو يريد ان يكون مسئولا عنها وعن كل ما يخصها .. يريد ان تلجأ له بكل شئ بحياتها .. ان يكون هو سبب نجاحها وفرحتها دائما
اراد ان يكون رجلها .. ولم يستطع اخفاء ذلك 

ابتسمت ملك بخجل امام الحاسوب الخاص بها بسعادة .. وقد وصل اليها ما يقصده .. ادركت انه يريد مساعدتها وذلك ان دل فانما يدل على اهميتها بالنسبة له .. اى انها تعنى له وهذا ما اسعدها كثيرا

ردت ملك .. متشكرة جدا يا ادم 

ادم .. يلا تصبحى على خير .. 

ملك .. وانت من اهله

واغلقا المحادثة بينهم ولكن ظلت كلماته تتردد بذهنها 
ارى اهتمامك الواضح ادم .. ترى هل تشعر بما اشعر
ام انك تريد تحسين العلاقة بيننا فقط

لا اريد ان اوهم نفسي بعشقك لى .. سيكون الجرح كبيرا انا حقا لم اشعر بتلك المشاعر من قبل .. ادعو الله ان تكون مثلى 

اما ادم .. فما ان اغلق الحاسب .. حتى شعر براحة واستكانة شديدة .. الان فقط يستطيع ان ينام ويغفو بأريحية بعدما تحدث معها وقد اراح قلبه ولو قليلا من اشتياقه لها .

فى اليوم التالى .. كانو معا بنفس قاعة المحاضرات 
يتبادلان النظرات والابتسامات من بعيد بصمت 
فعندما تتلاقى عيونهم تحمر ملك خجلا ويبتسم هو اعجابا بخجلها الواضح امامه 
لتنسى الدنيا وما عليها برؤيتها لابتسامته المهلكة هذه
والتى تذيبها عشقا وشوقا له 

اما هو .. فقد كانت بعيونه ملاكه الرقيق الهادئ .. فهو يعشق خجلها واحمرارها هذا المدمر لحصونه 

مضى اسبوع على هذا الحال بين نظراتهم وابتساماتهم مع حديثهم المقل جدا

كانت عيونهم تنطق عشقا وقلوبهم تنتفض فرحة وسعادة برؤيتهم لبعضهم البعض

على الجانب الاخر فى الكافيتيريا 
كانت تجلس مروة مع صديقتها رحاب 

مروة .. وبعدين يا رحاب .. دى اخر سنة ومش هشوفه تانى .. لو مصارحتوش بمشاعرى هيضيع منى

رحاب .. اوعى يا مروة .. مينفعش بنت تروح تصرح لولد بمشاعرها .. ده تقليل منك ومن كرامتك .. ولو هو مش فى دماغه هيبقى شكلك وحش اوى 

مروة .. بقالك ٣ سنين بتقوليلى نفس الكلام ومنعانى انى اقرب منه .. بس مش قادرة خلاص مبقاش فيه وقت 

رحاب .. ماهو بالعقل كدة لو كنتى فى دماغه كان حاول عالاقل يتكلم معاكى 
لكن ده طريقته مع كل البنات زى الزفت حتى معاكى .. شايف نفسه اوى
 
مروة .. مش يمكن لو قلتله يحس بيا . وبعدين انتى عارفة يعنى ايه ادم ميكونش ليا فى الاخر 
ده انا بانية كل احلامى عليه
انا قفلت قلبى على ادم من اول سنة وحرمت عليه يحب حد غيره استحالة اسيبه يضيع منى 

رحاب .. على ايه كل ده يابنتى .. ده معقد اصلا ومغرور 

مروة .. ده كفاية وسامته والكاريزما اللى عنده .. ده غير مستواه المادى الفظيع ده كل لبسه براندات وشيك جدا واهله عايشين برة .. ده يتساب ازاى بس
 
رحاب .. انتى حرة يا ميرو .. بس صدقينى هتندمى
 
مروة .. معنديش وقت خلاص .. لازم يبقى بتاعى فى اسرع وقت 
واكملت .. تعدى بس الامتحانات دى .. وهخطط وارتب كل حاجة على رواقة 

رحاب .. انتى حرة .. انا نصحتك وخلاص 
....

فى مساء يوم الجمعة 
كانت تستذكر ما بقى من دروسها حين قاطعها تصاعد رنين هاتفها .. امسكت به لتجد اسمه يزين الشاشة امامها

تقافزت السعادة من عينيها لتجيبه محاولة السيطرة على انفعالها 

ملك .. سلام عليكم 
ادم بسعادة وقد اشتاق اليها كثيرا 
فهو لم يتحمل عدم رؤيتها اليوم .. وقد اعتاد رؤيتها يوميا والغرق ببحور عيونها ليريح قلبه 
لذا قرر ان يتحدث معها هاتفيا بعدما فكر مليا فى سبب مقنع لمهاتفته هذه 

ادم .. وعليكم السلام .. ازيك يا ملك؟

ملك .. الحمدلله بخير
 
ادم بفضول عاشق .. خلصتى مذاكرة ولا ناقصك حاجة ؟

ملك وقد فرحت كثيرا من اهتمامه .. خلاص فاضلى جزء بسيط .. وانت ؟

ادم بفرحة مماثلة .. خلصت الحمدلله وبراجع ..
ربنا معانا بكرة باة 

ملك .. ان شاء الله خير 

صمتا لفترة ثم قطع هذا الصمت صوت ادم

ادم .. كنت عايز اأكد عليكى تيجى بكرة بدرى يعنى قبل معاد الامتحان بنصف ساعة 

ملك .. نعم !! ليه ؟

ادم .. عشان احنا المفروض بنراجع كشوفات الطلاب مع المراقبين عشان الغياب 
كمان بنرتب معاهم ورق الامتحانات لانها بتكون نماذج مختلفة واحنا المسؤلين عن توزيعه بطريقة ميكونش حد معاه نموذج زى اللى جنبه 
قلت ممكن تكونى متعرفيش الكلام ده 

ملك .. انا فعلا مكنتش اعرف .. وكمان كنت هاجى عالمعاد بالظبط .. ده انا ليلة الامتحان دى مبعرفش انام اصلا وبصحى متأخر علطول يادوب بلحق 
بس ازاى يعنى هنرتب الورق ؟

ادم .. ليها طريقة كدة معينة هعلمهالك بكرة ان شاء الله .. بس المهم تيجى بدرى 

انتفض قلبها قلقا ممتزج بالسعادة عندما تخيلته قريب منها .. يعلمها ويتحدث معها .. يعملان سويا ويكملان بعضهما 

ردت بسعادة .. خلاص تمام .. هحاول اصحى بدرى
 
ادم باهتمام .. على فكرة مهما بتكونى مذاكرة حلو لو مش نايمة كويس مبتعرفيش تركزى فى الامتحان 
النوم هو اللى هيخلى ذهنك حاضر 
عشان كدة بعيدا عن التاسك اللى علينا بكرة .. المفروض ليلة الامتحان تنامى بدرى 

دهشت ملك كثيرا من طريقة كلامه معها وكأنه يعلنها صريحة انه قلق عليها ويريد مصلحتها 
كما انه لاول مرة يتحدث معها حديثا وديا هكذا بعيدا عن عملهم سويا 

كانت حقا سعيدة جدا .. ردت بسعادة وكأنها طفلة مدللة تنفذ نصائح والدها .. حاضر يا ادم.. هحاول انان بدرى
 
واغلقت الهاتف ولكن قلبها ظل عالقا عنده 

حاولت النوم بعد الانتهاء من دروسها ..ولكنها ظلت تفكر بادم و برجولته مع صديقه كم هو حنون وطيب .. اخذت تفكر ايضا فى لطف معاملته معها .. واهتمامه الواضح بها وخوفه عليها 
واكثر ما كان يشغل فكرها ذلك الشعور المريب والغريب كليا عليها عند قربه منها او حديثه معها.. فهى تشعر بمشاعر متناقضة وغريبة فى نفس الوقت الذى يكون فيه بقربها 
تشعر بسعادة شديدة مختلطة بالارتباك والتوتر .. اطمئنان وسكينة تصحبهم تسارع دقات قلبها بجنون .. اعجاب وانجذاب يشوبه قلق وخوف .. فحقا كانت مشاعر متضاربة 
ظللت تفكر وتفكر به حتى سقطت بالنوم رغما عنها 
....

فى صباح اليوم التالى كان يسير ادم متوجها للكافيتريا حينما رأى ملك تتناول بعض الشطائر هناك

ذهب اليها مبتسما قائلا بمرح .. ده ايه النشاط ده كله .. صباح الفل

تفاجأت ملك به وبدأت دقات قلبها تعلو وتزداد بسرعة شديدة حتى ظنت انها قد وصلت لاسماعه

لترد بارتباك .. ادم .. صباح النور 

ثم تمالكت نفسها حتى لا يشعر بحالها هذا واكملت قائلة 
ملك .. اظن مفيش انشط من كدة خلتنى جيت قبل الناس كلها ولا كأنى ببيع لبن 
واكملت بمرح .. جه عليا اليوم اللى اشوف الكلية فاضية كدة

ادم بابتسامة .. شوفتى بأة فايدة النوم بدرى 

ملك بحرج ... احم مممم .. بصراحة حاولت ومعرفتش .. والله عالسرير من ١١ ومفيش فايدة برضو معرفتش انام غير الفجر 

ادم بخبث .. ايه اللى واخد عقلك كدة ومخليكى مش عارفة تنامى 

ارتبكت ملك وقد شعرت انها قد كشفت نفسها امامه .. لتقول بثقة وثبات كى تخرج من مأذقها 

ملك.. انا طول عمرى ليلة الامتحان دى مبعرفش انام فيها .. قلق وتفكير طول الليل 

لاحظ ادم انها توقفت عن تناول طعامها بسببه 
ليقول لها .. طيب كملى فطارك هروح اطلب قهوة على ما تخلصى 

ردت ملك متسائلة .. انت فطرت الاول ؟؟
ادم .. لأ

ملك بتسرع .. وهتشرب قهوة عالريق من غير ما تاكل حاجة !! مينفعش طبعا 
ثم مدت يدها له بقطعتين من الكيك الطازج بعفوية دون تفكير قائلة 

ملك .. ممكن تاكل الكيك ده قبل القهوة .. حاجة خفيفة اهو 

تفاجأ ادم بل وفرح جدا حين استشعر خوفها عليه واهتمامها به .. ليقول ممازحا اياها

ادم .. ايه ده هما بقو يعملو كيك فى الكافيتريا الحزينة دى .. دول اتطورو خالص 

ردت ملك بسرعة .. لا طبعا .. ده من البيت انا اللى عاملاه 

فرح ادم وتشوق كثيرا لتذوق ما عملته يديها .. فقد مزح تلك المزحة كى يعلم من صنعه

التقط الكيك منها بلهفة وجلس بجانبها يتناوله بتلذذ مادحا به وبمذاقه الرائع حتى انتهى منه 
لتتساءل ملك بحماس 

ملك .. ودلوقتى ايه اللى مطلوب مننا نعمله .. وازاى هنظبط النماذج ؟

اخذ يشرح لها ما سيقومون به ثم توجها سويا للجنة الامتحان كى يقوما بتنفيذ المهمات المطلوبة منهم
 
ملك بمرح ..ده الموضوع طلع كبير اوى فوق ما كنت اتخيل 

ادم بجدية .. ملك لو مش حابة او مش عايزة تعملى ده عادى .. انا اتعودت والموضوع مش اجبار عليكى
 
ملك ولم تكن هذه المرة تصر عندا معه او تحديا واثباتا لقدراتها .. وانما كانت حقا صادقة بمشاعرها تلك وبكل كلمة تخرج منها

ملك بحماس .. لا بالعكس .. انا متحمسة وفرحانة انى بعمل حاجة ..حاسة انى ليا قيمة كدة وبفيد دفعتى .. كمان مبسوطة انى بتعلم حاجات جديدة واسرار مكنتش اعرف عنها حاجة كطالبة عادية 

ادم معجبا بكلامها .. ولسة هعلمك حاجات كتير طالما حابة ده .. وواثق انك هتقدرى 

ملك بشكر .. متشكرة جدا يا ادم بجد على مساعدتك ليا وتعبك معايا وانت مش مضطر لده

ادم مازحا .. متفتكريش انه ده لله فى لله كدة .. انا بتعب دلوقتى عشان ارمى عليكى بعد كدة كل حاجة وارتاح انا 

ملك .. باة كدة .. وانا اللى اعدة اقول تعباه ومجنناه معايا اتارى نيتك سودة ما شاء الله

ضحك ادم برجولة قضت على ما تبقى من حصونها ليتحدث بجدية .. لا بجد انا عايزك فعلا لما تتحطى فى اى موقف تسدى فيه وكلهم يثقو فيكى .. لكن مش معنى كدة انى هسيبك .. انا دايما هبقى معاكى وموجود لو احتاجتى اى حاجة .. واكيد مش هرمى عليكى 

ابتسمت بشكر وعرفان ثم اكملا ما يقومان به 
كانت تعمل بجد واتقان وقد تحمست كثيرا خاصة بعد كلام ادم وتشجيعه لها .. فقد قررت ان تكون على قدر ثقته هذه وتثبت له انها تقدر على كل المهام 
كل ذلك بين ابتسامات ونظرات سعادة تنطق بعشقهم 
فكانت سعادة ادم بقربها لا توصف حيث يشعر بانه يطير محلقا بالسماء وقد فقد ادراكه للواقع غائبا عن عالمه وما يدور حوله
 
اما ملك فقد نسيت الدنيا وما عليها معه .. وكأن عقلها ليس معها 
حقا كانو عاشقين حتى النخاع .. ولكن لم يريدا الاعتراف بذلك حتى لأنفسهم 
.....

مضى اسبوع الامتحانات دون احاديث بينهم 
فقد لاحظ ادم انه يفقد تركيزه ويتشتت انتباهه كلما اقتربت منه ليحاول الابتعاد قدر المستطاع كى يظل على مستواه ولا يفقده .. فقد كان يكتفى برؤيتها يوميا والتطلع اليها وينتظر حتى ينتهى الامتحان حتى يغرق ببحور عيونها الزرقاء دون انتباهها 

اما ملك .. فقد كانت ترتبك بشدة بوجوده ولا تستطيع التعامل او الحديث معه .. فهى لبقة جدا وتتحدث بطلاقة مع كل الاشخاص الا ادم .. فلا تدرى لما تهرب منها الكلمات امامه .. وتتوتر وتنسى كل شئ 
ففضلت الابتعاد ايضا خاصة انه لم يبدأ معها بالكلام . وهى بالطبع لم تستطع البدء هى الاخرى .. فامتثلت لهذا الوضع ولم تبادر .
...

ذهب ادم ليتناول قهوته بالكافيتيريا صباحا مع عمر حينما تفاجأ بوجود مروة امامه قائلة
مروة .. بشمهندس ادم .. ممكن اتكلم معاك شوية 

ادم .. خير يا بشمهندسة فى ايه 

نظرت لعمر جانبه بحرج مصطنع قائلة .. ياريت نتكلم لوحدنا لانها مشكلة خاصة بيا ومش عايزة حد يعرفها 

ادم ناظرا لعمر .. بعد اذنك يا عمور هشوف ايه الحكاية وارجعلك 

عمر ضاحكا بخبث .. برحتك يا حبيبى 

ذهبا بمكان خالى بالكافيتريا ليتساءل  
ادم .. ادينا لوحدنا .. فى ايه خير ؟!

مروة .. فيه واحد معانا فى الدفعة بيضايقنى وفارض نفسه عليا .. واكملت بخجل مصطنع ..
بيحبنى ولازقلى ومصمم يكلمنى بالعافية 

ادم باستغراب .. وانا دخلى ايه فى كل ده .. انا مالى !!

فى تلك الاثناء دخلت ملك بصحبة عاليا الكافيتريا
حين تفاجأت بوقوفه مع مروة يتحدثان بمفردهم
تجمدت بمكانها حيث شعرت بالغضب الشديد و  الغيرة التى احرقت روحها لتحدث نفسها

كنت اظن احاديثه تلك معى فقط .. ظننت اهتمامه وابتساماته تلك لى وحدى .. لتردف بحزن ..  يبدو اننى كنت مخطئة بأفكارى نحوه ..
ظلت مثبتة عيونها عليهم بغيظ آبية ان تزيحها عنهم حينما لاحظت عاليا ذلك فوخزتها بذراها قائلة 

عاليا .. شكلك مفضوح اوى يا موكوسة .. شيلى عينك من عليهم بسرعة 
ردت عليها وما زالت عيونها مصوبة عليهم والشرر يتطاير منها

ملك بغيظ .. عايزة اجيبها من شعرها تحت رجلى 

عاليا ضاحكة بسخرية .. معلش اصل البنت المسكينة متعرفش ان ادم محرم عليه يتكلم مع اى بنت غيرك .. ثم اكملت بجدية 
فى ايه يا ملك .. ده مندوب دفعة وطبيعى اى واحدة تتكلم معاه عادى يعنى 

ملك وما زالت مسلطة نظرها عليهم .. انتى مش شايفة بتبصله ازاى 

عاليا وقد شعرت بالشفقة على صديقتها التى تموت عشقا لادم لذا حركت وجهها قبالتها مزيحة عيونها عنهم بقوة

عاليا بحدة .. ملك .. اهدى شوية مش كدة .. ومتخليش ادم يأثر عليكى بالطريقة دى

شعرت ملك بالاسى على نفسها والحال الذى وصلت اليه بفضله لتقول 

ملك .. عندك حق .. انا معرفش هو بيعمل فيا ايه يخلينى بكلمة واحدة اطير من السعادة وبحركة واحدة برضو يولع فى قلبى كدة 

عاليا .. انه العشق يا فتاة .. يعمل اكتر من كدة 

ملك بغيظ .. انتى لسة مصممة ؟!

عاليا .. امال اللى ادامى ده تفسريه بايه لو مش غيرة ومولعة كمان 

لم تستطع جوابها لتصوب نظرها لهم ثانية 

عند ادم 

مروة .. ازاى باة .. مش انت مندوب الدفعة يعنى مسئول عننا كلنا .. وكمان مش هلاقى حد شخصيته قوية وليه سلطة زيك يقدر يتعامل معاه .. اكيد هيخاف منك ويبعد عنى 

ادم .. ايه اللى بتقوليه ده يا انسة .. مال شغلى كمندوب بالمواضيع دى .. ويعنى ايه قوى وهيخاف منى ليه دراكولا ادامك 

همت ان ترد عليه ليقاطعها قائلا ..
ادم بحدة .. واضح انى غلطت لما اهتميت اسمعك من الاول افتكرتك هتقولى حاجة ليها علاقة بشئون الدفعة .. بس انتى ضيعتيلى وقتى على تفاهات 
وانصحك تركزى فى دراستك وتسيبك من الهبل ده 
عن اذنك

امسكت بذراعه لتوقفه وهنا اشتعلت عيون ملك بالنيران المهلكة ولو كانت نيران العيون تحرق لاحرقت المكان بما عليه من شدة غضبها واشتعالها 

مروة .. منا بقولك تكلمه عشان اعرف اركز فى دراستى .. لتكمل بدلال .. ده مخلينى مش قادرة اذاكر خالص ومضيعلى وقتى برضو 

ثم اكملت بخبث وخجل مصطنع وهى تنظر اليه بنظرة منخفضة قليلا .. انا الصراحة بحب شخص تانى 
لتعود لعيونه بهيام .. مش شايفة غيره اصلا فى رجولته وقوة شخصيته واخلاقه 

لم تستطع ملك احتمال ما تراه عينيها وشعرت بالالم الموجع لقلبها عندما رأت نظراتها الهائمة به 
تركت المكان واخذت تركض حزينة باكية لتركض عاليا خلفها محاولة اللحاق بها 
بينما نفض ادم يدها عنه قائلا بانفعال وقد فاض به وطفح الكيل فهو لا يعطى وجه لاى فتاة كانت فكيف لها ان تتجرأ عليه لدرجة ان تمسك به بتلك الطريقة

ادم بحدة .. اولا ايدك دى متلمسنيش مرة تانية
ثانيا انا مالى انا بتحبى مين انتى مدخلانى فى حياتك ليه اصلا 
بصى يا بنت الناس .. مشكلتك دى تروحى تطلبى حلها من ابوكى او اخوكى هو يحلهالك 
لكن انا مليش دعوة بحواراتك دى ولا احب ادخل فيها اصلا 
فأحسنلك تخرجى من دماغى عشان انا مش فايقلك 
وذهب سريعا من امامها 

اما هى فاندهشت كثيرا من رد فعله .. فما توقعت ابدا رد فعله العنيف هذا 
فقد تخيلت انه سيمتثل لطلبها ويذهب لذلك الشخص طالبا منه البعد عنها حتى تكتمل خطتها 
ولكنه فاجأها بعدم اهتمامه ولم يفعل شئ مما فكرت به 

ترقرقت الدموع من عيونها رغما عنها 
لما تفعل ذلك بى ادم .. انا احبك .. ولم اطلب حتى الحب منك .. فقط طلبت مساعدة لا اكثر .. وانت حتى لم تهتم لأمرى ولم يفرق معك او يؤثر بك شئ 
لما كل هذا الجفاء حبيبى .. لما تلك القسوة والحدة معى .. فانا افعل كل ذلك كى افوز بك فى النهاية 

لتلتمع عيونها قائلة باصرار .. ولكن لن ايأس ابدا 
جففت دموعها لتخرج الهاتف من حقيبتها وتتصل بأحدهم 

مروة .. الو .. للاسف محصلش اللى كنا مخططينله

- وانا اعملك ايه انا نفذت اللى طلبتيه واعد مستنيكم اهو 

مروة بخبث .. لا تعمل كتير .. اسمعنى كويس هقولك ايه .. واخذت تشرح للطرف الاخر على الهاتف ما عليه القيام به 
ثم اغلقت الخط مبتسمة بخبث .. مش انا اللى ايأس بسهولة .. هتكون ليا يعنى هتكون ليا 
....

عند ملك .. ظلت بالحمام تبكى وتنتحب لما شاهدت 

لتتحدث عاليا .. انتى مجنونة .. لو حد شافك يا ملك هيفهم كل حاجة ... ربنا يستر وميكونش ادم ولا صاحبه عمر ده شافك 

ملك .. يعنى هو كان بمزاجى يا عاليا ولا كنت قاصدة .. انا غصب عنى لما شوفتها مسكته كدة وبصتله البصات دى فى عنيه مقدرتش استحمل حسيت بنار مولعة فى قلبى

ثم نظرت بعيون عاليا قائلة بضعف .. انا بحبه اوى يا عاليا بحبه بحبه اووووى للأسف

وازداد صوت نحيبها وبكائها لتحتضنها عاليا بشدة مهدئة من روعها تطبطب على قلبها قائلة 

عاليا .. اهدى يا حبيبتى بس اهدى 

ثم تحدثت بمزح عسى ان تخرج صديقتها من حالتها المزرية تلك .. امال بس عاملالى فيها المرأة الحديدية اللى مفيش حاجة بتهزها وتقوليلى لا مش حب واعدة تنكرى وتكدبى عليا وعلى نفسك .. وانتى واقعة لشوشتك وهتموتى عليه اهو 

ملك .. مكنتش فاهمة .. كنت فاكراه شعور جديد  وهيروح لحاله وخلاص 

مكنتش اعرف انه هيأثر عليا اوى كدة ولا ان مشاعرى دى هتزيد يوم عن يوم 
عندك حق انا كنت بضحك على نفسى 
بس لما شوفته مع حد تانى غيرى فهمت انى فعلا بعشقه ومتخيلش حد غيرى معاه

عاليا .. عموما انا متأكدة ان هى اللى بتحاول تتقرب منه .. كلنا عارفين وبنشوف اسلوب ادم معاها ومع كل البنات عامل ازاى .. مفيش غيرك اصلا اللى بيتعامل معاها كويس .  فمتقلقيش واهدى كدة 

بعد بعض الوقت .. خرجا سويا باتجاه الكافيتريا

جلست ملك على احدى الطاولات بينما ذهبت عاليا لتحضر لها كوبا من العصير عله يساعد فى تهدئتها وينعش روحها 

حاولت مسح دموعها عندما رأها ادم من بعيد 
شعر بغصة بقلبه حين رأى دموعها وانتابه القلق الشديد لحالها هذا الذى لم يراها عليه من قبل 
فأسرع اليها بلهفة عاشق متساءلا بقلق

ادم .. ملك مالك فى ايه ؟! 

ملك بغضب يكاد يحرقه .. مفيش حاجة ثم نهضت سريعا من امامه .. بعد اذنك 

وما ان ادارت وجهها عنه حتى تساقطت دموعها بغزارة وحرقة رغما عنها فلم تستطع السيطرة عليها 
تفاجأ ادم من اسلوبها الغريب معه ولكنه لم يتركها هكذا .. فقلبه لم يتحمل وضعها هذا 
ليعترض طريقها قائلا 
ادم .. مش هسيبك تمشى الا اما ...... 
قطع دموعه مندهشا ليتساءل بذهول .. ملك ايه كل الدموع دى اول مرة اشوف دموعك فى ايه قلقتينى 

ملك بحدة .. ملكش دعوة سيبنى فى حالى بتسأل ليه اصلا .. واكملت بغيرة لم تستطع اخفاءها 
كفاية عليك ست مروة روح اتكلم معاها واهتم بيها بعيد عنى

ادم باندهاش مستغربا .. مروة مين !! واهتمام ايه اللى بتتكلمى عنه ! .. انا مش فاهم حاجة

ملك .. مش مهم تفهم بعد اذنك

ادم وقد فاض به فامسك بحقيبتها كى يوقفها 

ادم باصرار .. مش هتمشى غير اما افهم .. فى الاول افتكرت عندك مشكلة مضايقاكى .. انما دلوقتى وبعد اسلوبك ده معايا واضح انك زعلانة بسببى .. وانا مش هسيبك زعلانة بسببى من غير ما اعرف السبب 
احنا ماصدقنا بقينا كويسين بلاش نقلب على بعض تانى 

ملك منتقمة لقلبها ومشاعرها .. هو انت هتفضل مدى اهمية لنفسك كدة علطول .. وقت ما تشوفنى زعلانة يبقى بسببك 

واكملت بكبرياء: متخلقش لسة اللى يخلينى اعيط او تنزل دموعى بسببه فمتديش نفسك اكبر من حجمها 

ادرك ادم انها تحاول استفزازه وغضبه ما جعله يتأكد انه سبب رئيسى لهذه الحالة الغريبة 
فرد مهدءا اياها على عكس توقعها فكل ما يهمه ان تهدأ 

ادم بهدوء .. طيب اهدى بس وفهمينى فى ايه .. ومدام محدش يقدر يخليكى تعيطى يبقى الدموع دى ليه ؟!

ملك بعصبية .. اولا انا مبعيطش .. عينيا بتحرقنى شوية وبتدمع لوحدها 
ثانيا موقف سخيف من شخص اسخف حصل وعصبنى شوية بس عادى يعنى محدش يستاهل يتزعل عليه او اتضايق بسببه
واكملت .. ممكن تسيبنى امشى باة 

ادم وقد طفح كيله من اسلوبها المهين لرجولته .. امشى يا ملك .. وانا اسف انى تطفلت وجيت اسأل مالك

انصرفت سريعا دون الرد عليه متألمة موجوعة 
اخذت تأخذ خطوات سريعة عشوائية بقلب مكسور وروح محرقة 
رأتها عاليا بهذا الحال فاسرعت اليها لتغمرها بحنان 
ثم تحركا مغادرين الكلية 

عاليا .. لازم تهدى الموقف ميستدعيش كل ده 

ملك .. معندوش دم .. بعد كل اللى عمله وجاى يقولى مالك

عليا .. ماهو مش هيشم على ضهر ايده عشان يعرف انك متضايقة من وقفته معاها فكتر خيره الراجل جه يطمن عليكى وانتى ادتيله على دماغه 

ثم اردفت بمزح لتلطف الجو .. الله يكون فى عونك يا ادم ده انت هتشوف ايام اسود من قرن الخروب

ملك .. متحاوليش تدافعى عنه كالعادة لانى مش طايقاه

عاليا .. انا مبدافعش يا ملك انا بتكلم بالعقل الواد معملش اى حاجة غير انه اتكلم معاها هيا اللى مسكته وهيا اللى قربت منه وانتى حتى مستنتيش تشوفى رد فعله ومشيتى علطول 

ملك .. اعمل ايه مستحملتش اشوف اكتر من كدة كان هاين عليا اروح اجيبهم من شعرهم تحت رجلى هما الاتنين 

عاليا .. انتى حتى مسمعتيش كلامهم يا ملك عشان تحكمى .. فكرى بالعقل كدة هتلاقيه معملش حاجة وملوش ذنب.

ثم اكملت ناظرة لها بخبث ..
وكمان هو ميعرفش انك بتحبيه وانه محرم على اى بنت غيرك عشان ياخد باله ههههه

ملك .. عاليا متحاوليش تستفزينى 

عاليا .. خلاص خلاص روحى دلوقتى واهدى 
.....

بعد انصراف ملك من امامه اخذ يفكر 
ماذا تقصد بمروة واهتمامه بها !! من مروة ؟!
.. ايعقل انها تقصد مروة زميلتنا بالدفعة ؟!
فهو لم يوليها اى اهتمام ولم تأتى بباله حتى كى يفكر انها تقصدها 
ثم تذكر وقفته معها فى الكافتيريا عندما كانت تطلب مساعدته
ليقول فى نفسه .. معقول تكون شافتنا وده اللى ضايقها !! طب ليه تضايق منا بقف مع ناس كتير بحكم انى مندوب الدفعة .. لالا اكيد متقصدهاش

قطع افكاره عمر محضرا قهوتهم 

عمر .. اتفضل يا سيدى قهوتك ..ثم اكمل مازحا ..
مش عارف ليه ساعات بحس انى الفلبينى اللى جابوه لسعادتك 

ادم .. اسكت يا عمر مش ناقصك 

عمر .. في ايه يابنى مالك منا كنت سايبك كويس 

ادم .. هو فيه غيرها ملك هانم اللى بحالات وهتجننى معاها 

عمر .. عملت ايه ملك تانى واضح انها بتخلص ذنب ناس كتير منك

ادم بغضب .. لا هو واضح انها ناوية تجيب اجلى بتصرفاتها 

عمر بجدية.. هههه ايه اللى حصل طيب ؟؟

ادم .. انا عارفلها .. لقيتها بتعيط وشكلها كانت منهارة قلقت روحت اشوف مالها لقيتها قالبة عليا وتقولى محدش يقدر يزعلنى وملكش دعوة وكلام كدة اهبل مفهمتش منه حاجة 

عمر .. وسبتها تمشى معيطة ؟!

ادم .. لا طبعا حاولت اوقفها وافهم لكن اسلوبها كان لا يطاق ومصممة تمشى فسيبتها هعملها ايه يعنى 
بس قالتلى فى وسط كلامها كفاية عليك مروة واهتمامها حاجة كدة انا مش فاكر اوى ومش فاهم قصدها 

عمر وقد ادرك مقصد ملك فقد رأى نظرات مروة لادم وطريقتها معه فى الحديث وخشى ان يراهم احد وها قد حدث ما يخشاه .. اااه اللى كنت خايف منه حصل 

ادم .. هو ايه ده ؟!

عمر .. هو انت بجد مش فاهم .. جرى ايه يا ادم ده انا بقول عليك بتفهمها وهيا طايرة

ادم بعصبية .. ما تخلص وتقول فهمت ايه ؟!

عمر بمزح .. طيب يا عم متزقش هفهمك 
انا شوفت مروة وهيا بتتكلم معاك فى الكافيتيريا كانت بتبصلك بهيام وتسبلك وكمان مسكت ايدك على فكرة انا خوفت حد يشوف المنظر ده ويفهمكم غلط وكنت جاى اسحبك منها بس انت قومت بالواجب ولقيتك انسحبت لوحدك 

ادم .. ايوة دى بت لزقة ومبتريحنيش فى الكلام روحت افتكرتها هتقول حاجة مفيدة لقيتها بتقولى مش عارف مين بيحبنى وبيضايقنى وكلام فارغ كدة 

عمر ضاربا كفيه .. يبقى اكيد يا معلم ملك شافت المنظر ده واتضايقت 

ادم .. وهى تضايق ليه حتى لو فيه حاجة !

عمر بغمزة .. شوف انت باة 

ابتسم ادم مدركا مقصده 
ثم اكمل عمر مغيظا اياه كى يحثه على اظهار مشاعره ويراها بعيونه
عمر .. ممكن يعنى افتكرت انك بتستغل مكانتك فى الدفعة ومستواك فى انك تكلم بنات واتضايقت انك بتعمل كدة .. افتكرت يعنى اخلاقك مش كويسة

ادم بتسرع .. بس !! هتزعل من كدة بس !!

عمر بخبث .. امال انت فهمت ايه ؟

ادم عابسا .. ولا حاجة خلاص .. بس برضو ده ميخليهاش تعيط كدة 

عمر بخبث .. لا لو تعيط يبقى سبب تانى فعلا .. ثم اردف مصطنع التفكير .. ممم ممكن غيرانة مثلا !!

ادم بلهفة وقد تهللت اساريره متمنيا صحة كلامه .. تفتكر !

عمر .. ايه ده هيا السنارة غمزت ولا ايه .. طب مش كنت تقول وتطمنى عليك يا صاحبى

ادم بخجل وارتباك .. سنارة ايه اللى غمزت .. مفيش الكلام ده ان اناااا بتكلم عليها هيا 

عمر بخبث .. اه فعلا عندك حق هيا بس اللى غمزت انما انت مفيش واحدة تهزك مش كدة 

ادم بثقة يحاول اخفاء خجله وارتباكه واضعا يده على كتفه . برافو عليك اديك عارف اهو

عمر .. لا اللى انا عارفه انك بتضحك على نفسك مش عليا .. ومش عارف ليه الحقيقة 

ادم .. تقصد ايه ؟

عمر .. مقصدش كله هيبان .. يلا نروح باة احسن هموت من التعب 

ادم وقد اسعدته كلمات صديقه وايضا انهاؤه للحديث فقد شعر بخجل وارتباك شديدين فما من فتاة استطاعت ان تهزم قلبه يوما لذا من الصعب جدا عليه اعترافه بمشاعره او حتى مجرد ظهورها عليه 

ادم .. يلا بينا انا كمان جعان نوم  
....
لاحظت ثريا حالة مرلك المزرية لتتساءل بقلق 

ثريا .. ايه يا ملك فيكى ايه ؟

ملك .. مفيش يا ماما مالى 

ثريا بقلب ام .. على ماما برضو ! ده انتى معيطة ومفحومة من العياط كمان فى ايه يا قلبى ؟

ملك متلاشية النظر لامها .. لا دى عنيا حرقتنى بس واعدة تدمع لوحدها 

ثريا .. حرقاكى اه .. طيب يا حبيبتى انا هروح احضرلك الاكل واما اجى افهم مالك

ملك .. لا يا ماما متتعبيش نفسك انا مليش نفس وعايزة انام 

نظرت ثريا لابنتها بريبة فقد تأكدت ان هناك امر ما 
لا تريد الافصاح عنه لتحترم رغبتها قائلة 

ثريا .. خلاص يا حبيبتى على راحتك خدى شاور بس يريح اعصابك كدة و بعدين نامى ولما تصحى تبقى تاكلى 

ملك بهدوء .. حاضر 

بعد انصراف والدتها .. تسطحت على سريرها لتتذكر مشهد ادم مع مروة الذى ما زال مرتسما امامها مما جعلها تبكى بحرقة حتى سقطت فى سبات عميق
..

بعد تناول طعامهما سويا 

ادم .. طب انا هروح ارتاح فى اوضتى شوية 

عمر بخبث .. ايه عايز تجرى تكلمها عشان تطمن عليها 

ادم بنظرة تحذيرية ..عمرررر

عمر ... خلاص ياعم هروح انا كمان اكلم اهلى واطمن عليهم 

ادم .. سلملى عليهم 

عمر .. من عنيا يا حبيبى .. اه على فكرة ماما عازماك عندنا اخر الاسبوع اعمل حسابك هتسافر معايا 

ادم بحرج .. متشكر يا عمر بس لسة مش عارف ظروفى ربنا يسهل 

عمر .. متعمليش فيها مكسوف باة على فكرة هيا حبتك اوى من اخر مرة شافتك وبابا كمان عايز يتعرف عليك من كلامها عنك

ادم بعجلة .. طيب ربنا يسهل .. هروح ارتاح شوية 

عمر بخبث ..  ارتاح ياخويا ارتاح .. خد راحتك عالاخر
....

دخل حجرته واستند الى وسادته لتسيطر عليه افكاره بملك .. لم يستطع ان ينسى الحالة المزرية التى كانت عليها 
احقا ما ازعجها هو مشهد مروة معه 
حقيقة لا يعرف ولكنه يتمنى ان تكون تلك هى الحقيقة ولا يعرف لما .. ولكن كيف سيتأكد !! 
وان كانت حقيقة فما عليه فعله حاليا كى يعيد المياه لمجراها مع ملك ؟؟

والاهم من ذلك لما يشعر بحزن شديد ووجع بقلبه بسبب حزن وحرقة قلب ملك 

هل يحبها حقا ؟! 
نعم يجب ان تصارح نفسك ادم بحقيقة مشاعرك تجاهها .. لما كل هذا العذاب 
تعذب نفسك وتعذبها معك بسبب كبرياءك وغرورك .. بسبب ايمانك بأنك جبل لا تهزه امرأة 

ولكن يبدو انك كنت مخطئا .. فهناك من اسرت قلبك وزلزلت كيانك والى الان لا تستطيع اعترافك بذلك 
اذا فلأصارح نفسي على الاقل .. انا احبها .. لا بل اعشقها حتى الوريد 

قاطع افكاره عمر الذى كان يقف على باب غرفته ويراه شاردا مهموما لدرجة لم تشعره بوجود عمر

عمر وقد اشفق على حال صديقه .. وليه كل الهم ده يا ابنى ما تقولها وتريح نفسك .. الحب مش ضعف يا ادم ولا هيقلل من كبرياءك ولا كرامتك 

تعجب ادم فكيف استطاع عمر ان يعرف ما يجول بداخله بل ويرد على اسألته المحيرة ايضا 

ولكنه انكر كل ذلك ورد مستفهما .. اقول ايه ولمين وحب ايه انا مش فاهم حاجة ؟!

دخل عمر حجرته وجلس مقابل ادم على السرير ونظر بعيونه ثم قال بجدية .. لا انت فاهم كويس يا ادم انا اقصد ايه .. بص فى عينيا وقوللى كدة انك مش فاهم 

هرب ادم بعيونه لينظر بعيدا بارتباك

ابتسم عمر وامسك بوجهه موجها اياه امامه ناظرا بعيونه
عمر .. بص اسمعنى ومش لازم ترد عليا .. بس فكر فى كلامى يمكن ترتاح 
انا عارف يا ادم انك بتحب ملك ومن اول مرة اتخانقتو وحصل مشاكل بينكم وانت بتحاول تصالحها اتأكدت انها مهمة عندك ومش زى اى واحدة .. ادم عمر ما همه زعل حد ومعاملته للبنات حادة بس مع ملك الوضع مختلف 
انت يمكن مش قادر تواجه نفسك لانك كنت قافل قلبك ومقرر متفتحهوش لواحدة .. وحسيت ان قلبك خذلك 
بس الحب مش بايدينا يا ادم .. ده بييجى فجأة وفى وقت مش عاملين حسابه ومع حد ممكن مش متوقعينه 
بس اللى انا متأكد منه انه هيعيشك اجمل ايام حياتك 
وهيرفعك سابع سما وينعش روحك ويغيرك للاحسن 
فليه متفتحش قلبك وتسيب نفسك لمشاعرك 
ليه حابسها ومانعها تتنفس 
سيب مشاعرك واحاسيسك متخنقهاش 

ادم .. ولو فرضنا كلامك صح .. اضمن منين انها حاسة نفس احساسى ناحيتها .. اعرف منين مشاعرها ليا ولا لحد تانى 
انا يمكن اه مش عايز اواجه نفسي وقافل قلبى عشان مكسروش يا عمر 
انا مفيش واحدة قدرت تكسرنى لغاية دلوقتى مفيش واحدة جرحت قلبى ومش مستعد ده يحصل حتى لو هدوس على قلبى بالجزمة واخنقه بايدى 

عمر .. يعنى انت خايف من الحب .. خايف يكون من طرف واحد عشان كدة بتمنع نفسك منه 
ده انت تبقى اعمى باة 

ادم .. نعم !!

عمر .. ايوة اعمى .. انت لو مش شايف وحاسس مشاعر ملك ناحيتك تبقى اعمى .. باين اوى ان هيا كمان حاسة بحاجات ناحيتك .. باين اوى كلامكم واهتمامكم ببعض .. انسجامكم فى الكلام وحتى الكيميا اللى بينكم فى الشغل 
وبعدين سيبك من كل ده .. موقفها انهاردة بعد موضوع مروة يأكد ان فيه حاجة 
انت شوفتها كانت عاملة ازاى !! وكل ده عشان وقفت تتكلم مع واحدة وقربت منها شوية
ويمكن دى كانت علامة من ربنا عشان تشيل من قلبك الخوف ده وتتأكد من مشاعرها 

ادم .. ولو طلع كل اللى بنفكر فيه ده غلط وكانت متضايقة من اى حاجة تانية شكلى انا هيبقى ايه هبقى قليل اوى .. وانا مفيش واحدة هتقدر تفقدنى احترامى لنفسى ولا لكرامتى 

عمر.. طيب هقولك .. تعالى الاول نتأكد ان ده السبب ولما نتأكد نحاول نعالج الموقف الاول بعدين تصارحها 
وياسيدى لو طلعنا غلط هتبقى انت حافظ كرامتك ومقولتلهاش حاجة 

ادم .. ونتأكد ازاى باة يا فالح ؟!

عمر .. بص احنا عايزينها تفهم الوضع صح ونشوف لو فضلت عند موقفها يبقى مش ده السبب لكن لو رجعت زى الاول يبقى كانت غيرانه واتطمنت

ادم .. وده يحصل ازاى ؟

عمر .. شوف طريقة انت باة انا مش هقولك كل حاجة .. انت لازم تفكر فى طريقة لوحدك وبعدين انت عارفها اكتر منى وعارف ازاى تتعامل معاها 

ادم .. ماشي سيبنى افكر باة وروح اوضتك

عمر بمزح .. ايه الندالة دى بتاخد منى اللى عايزه وتطردنى كدة عينى عينك 

قذفه بالوسادة بمزح قائلا .. ايوة اتفضل طرقنا كفاية عليك كدة

عمر منصرفا .. صحيح خير تعمل شر تلقى 

ادم فى نفسه .. ازاى افتح معاها الموضوع تانى .. لازم الاقى حل 

ثم اسند رأسه الى وسادته مستسلما للنوم 

.....
فى صباح اليوم التالى 
دخل عمر حجرة ادم ليجده مازال نائما 

عمر .. صباح الخير يا برنس ايه مش رايح الكلية ولا ايه 

ادم .. لا هريح انهاردة 

عمر باستغراب .. معقولة ادم الشناوى هيغيب يوم عن الكلية .. دى عمرها ما حصلت 

ادم .. عادى يعنى حاسس انى مرهق وتعبان ولو روحت مش هفهم حاجة 

عمر بغمزة .. قصدك مش هتعرف تركز 

ادم .. عمرررر عموما اليوم انهاردة خفيف محاضرتين بس احضرهم وابقى تعالى اشرحهوملى

عمر .. كمان انا اللى هشرحلك .. هيا الدنيا جرى فيها ايه يا جدعان 

ادم .. بطل سخافة باة وامشى سيبنى انام

عمر ... ماشي يا معلم خلى بالك من نفسك 

ادم .. يلا سلام 
...
فى الكلية

ملك .. هو انتى شوفتى ادم انهاردة يا عاليا ؟

عاليا .. لا شكله مجاش انهاردة 

ملك. .. لا استحاله هو عمره ما غاب الا يوم مرض بابا عمر وهو يوم واحد 

عاليا بخبث .. ايه لحق وحشك يا قطة 

ملك بغيظ .. عاليا متحاوليش تثيرى غضبى عشان انا اصلا على اخرى 

عاليا .. انا مالى انتى اللى اعدة تسألى عليه من الصبح 

ملك .. طيب انا غلطانة يا ستى .. هسكت احسن 

كل ذلك يدور على مرأى ومسمع عمر الذى تأكد من طريقة كلامهم انه على حق وان ملك فعلا تحبه ولكنها مثل ادم تكابر وتعاند وتأبى الاعتراف بمشاعرها 

لفت انتباهه عاليا يبدو انها تشجع علاقتهم ومثلها مثله تحاول المساعدة فى التقارب بينهم 
فذهب بفكره ان يتحدث معها من اجل صديقه لتكون هى حلقة الوصل بين ادم وملك 
ولكن كيف !! وهو لا يعرفها ولم يتحدث معها ابدا 
كيف سيتحدث معها بهكذا امر محرج وحساس 
وماذا سيكون موقفها 
لا يا عمر لا تتسرع وتضع نفسك انت وصديقك فى موقف حرج

فكر قليلا ليقول فى نفسه .. يا لهوووى ده انا لو عملت كدة ادم ممكن يعمل منى لحمة مفرومة 
طب اتصرف ازاى ... لا احسن حاجة ابعد انا واخلينى فى حالى بدل ما اجيب المشاكل ووجع الدماغ لنفسى 
..

من منزل ادم 
استيقظ فى وقت متأخر على عكس عادته وكأنه يهرب من مشاكله ووجع قلبه بالنوم 
ولكن الى متى .. الى متى ادم سوف تهرب وتتجاهل ما انت فيه !
يجب ان تفعل شيئا ما .. لا تترك الامور هكذا 
اخذ يفكر ويفكر الى ان وصل الى حلا سوف يريح قلب ملك .. والاهم سوف يؤكد له حقيقة مشاعرها 
.....

عاد عمر من الكلية فوجد ادم يجلس على مائدة الطعام وقد بدأ بتناول الطعام 

عمر .. ايه الندالة دى مش كفاية مجتش الكلية معايا كمان بتتغدى لوحدك 

ادم .. قصدك بفطر .. انا لسة مفطرتش هو فيه حد بيتغدى جبنة ومربى 

عمر .. بتفطر دلوقتى !! دى الساعة ٤ فطار ايه ده اللى الساعة ٤ 

ادم .. منا لسة صاحى من نص ساعة .. يادوب اخدت دش وبفطر اهو 

عمر باسف على صديقه .. معقولة يا ادم ده انت عمرك ما عملتها .. ليه ده كله !

ادم .. مش عايز اتكلم يا عمر من فضلك .. انا مبسوط كدة 

عمر بخبث .. طيب مش عايز تعرف اللى حصل انهاردة فى الكلية 

ادم .. لا مش عايز اعرف حاجة انا حابب افصل شوية 

عمر .. طب وملك مش عايز ...

ادم مقاطعا عمر .. قولتلك مش عايز اعرف حاجة ولو سمحت متجبش سيرة ملك بالذات انا فيا اللى مكفينى 

عمر يائسا .. خلاص يا ادم برحتك عن اذنك 

استشعر ضيق عمر منه ليجذب يده قائلا .. انا اسف يا عمر لو زعلتك بس حقيقى انا مش حابب اتكلم ولا اسمع حاجة ايا كانت هيا ايه 
انا حابب انفرد بنفسي كدة واقرر انا هعمل ايه لوحدى 

عمر .. ولا يهمك ياعم انا بس خايف عليك 

ادم .. متخافش يا صديقى 
.....

قام ادم بالاتصال هاتفيا بملك 
فقد اشتاق اليها كثيرا واشتاق لصوتها فبعد ان فكر بمراسلتها عبر الفيس بوك وانتظار ردها قرر ان يحادثها هاتفيا بدلا من ذلك كى يستشعر ردود افعالها تجاه ما سيقوله

وايضا يسمع نبرة صوتها التى يعشقها والاهم كى لايترك لها مجال للتفكير او التردد فى ردها فتكون تلقائية وتتحدث بعفوية وهذا ما سيساعده فى كشف حقيقة مشاعرها 

كانت تفكر فى ادم وكيف ستتعامل معه بعد طريقة كلامها القاسيه معه .. اخذت تتذكر حديث عاليا وان يمكن حقا الا يكون له ذنب فى ما فعلته مروة وخصوصا بعد غيابه لاول مرة اليوم 

اخذت توبخ نفسها على اسلوبها القاسى معه وتمنت لو واجهته واستمعت لرده 
ولكنها لم يكن عندها الجرأة لتلك المواجهة ففى النهاية لا يربطها به شئ كى تواجهه

لتقول لنفسها .. واكيد هو مش هيعبرنى تانى بعد اسلوبى الزبالة معاه .. طب وبعدين اتصرف ازاى 
ووسط فيض افكارها سمعت صوت هاتفها يرن فذهبت مسرعة على امل ان يكون هو المتصل ودهشت كثيرا عندما وجدت اسمه على الهاتف
همت ان ترد بسرعة ولكنها اخذت تفكر فى ما ستقوله اولا وطال بها التفكير الى ان انقطع الاتصال

ملك .. يادى النيلة يعنى هو يتصل بعد كل اللى عملته معاه وكمان مردش .. طب هرد اقول ايه انا بجد محرجة منه اوى

وجدته يتصل مرة اخرى لترد بسرعة 

ملك .. سلام عليكم

ا

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent