Ads by Google X

رواية هالة و الادهم الفصل الثاني 2 - بقلم هدي زايد

الصفحة الرئيسية

  رواية هالة و الادهم كاملة بقلم هدي زايد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية هالة و الادهم الفصل الثاني 2

 لم يُبد أي رد فعل تجاه هذا الخبر الجميل من وجهة نظر وداد، ظلت عيناه معلقتان في خاصته في انتظار المُباركة لكنها وجدته يتسائل بهدوءٍ عجيب

– هو أنتِ متأكدة ؟


تحاملت على نفسها ما نعة الدموع أن تتجمع في ملقها و قالت بجدية

– أنا عملت التحليل مرتين و في مرتين طلع إيجابي يعني حامل

طيب مبروك

قالها حمزة بنبرة مقتضبة محاولًا مجاملتها و إخفاء حزنه الشديد بعد سماع هذا الخبر، استوقفته قابضة على يده برفق و قالت:

– حمزة أنت مش مبسوط إنك ها تبقى أب ؟!

لم ينكر شيئًا اليوم لن يجامل أحد على حساب قلبه و سعادته الحقيقية نظر لها و قال:

– هاكدب عليكي لو قلت إن أنا مش نفسي أبقى أب بس حابب دا و ها موت عليه من هالة يا وداد

نظر لها و قال بجدية ما يجيش في صدره

– مش قادر اخبي أكتر من كدا يا وداد هالة هي حبي الأول و الأخير أنتِ و متزعليش مني مرلتي اه بس في نفس الوقت كنتي مرات اخويا أنا أصلًا لسه مستغرب أنتِ ازاي نسيتي جوزك بالسرعة دي أنتِ حزنتي عليه فترة العدة بس وبعد كدا قالوا لك لازم تتجوزي حد من اخواته قلتِ ماشي

مصارحته بكل هذه الأشياء جعلتها تتمنى أن تختفي داخل سابع أرض، لكنها قررت أن تتحمله لنهاية الحديث ثم أتى الرد بطريقة غاية في البساطة و هي تقول

– طلقني يا حمزة و اعتبر إن مدخلتش حياتك

– لو كان ينفع اطلقك كنت عملت، مكنتش اتجوزتك أصلًا أنا بربي ابن اخويا

تابع بحسرة تملئ نبرة صوته ناظرًا لباطنها و قال:

– و ابني اللي جاي في الطريق

كاد أن يلج غرفته لكنه غير مسار طريقه و اتجه نحو الباب استوقفته متسائلة بمرارة

– على فين يا حمزة ؟

رد دون أن يستدار قائلًا:

– النهاردا يوم هالة و هروح لها منين ما تكون يا وداد

خرج من الشقة و صوت بكاء وداد يصل لمسامعه

لم تجد الحنان الذي بحثت عنه في زوجها السابق ظنت أنها بمجرد الزواج من أخيه الذي ظل يدلل زوجته و يعاملة معاملة الأميرات ستنال من هذا الحنان، لم تكن تعلم أن ما يفعله هو نابعًا من أعماق قلبه و أن زواجه منها كان بضغط من والدته ليس إلا .

رغم المشكلات التي حدثت بين حمزة و هالة إلا أن الحُب و التفاهم قبل زواجه كان يسود علاقتهما

لم يكن عدم إنجابه لاطفال معضلة بالنسبة له، ما دامت هالة بجواره فـلا يريد شيئًا آخر سواها.

******

داخل غرفة هالة بالطابق الأرضي

كانت في سباتٍ عميق حين ولج حمزة الحجرة رفع الدثار ببطءٍ؛ حتى يوقظها جلس بهدوءٍ تام لاول مر منذ زواجه الجديد يتشاركا ذات الفراش

نظر لوجهها الشاحب وجدها مغمضة العينين، مال بوجهه ليُطبع قُبلة ناعمة، شعرت بأنفاسه فتحت جفنيها بثقل وجدته يتوسد الوسادة و هو يقول:

– هو مش المفروض إن النهاردا يومك ؟

ولته ظهرها و قالت بجمود:

– أنا انتهت كل أيامي معاك خلاص يا حمزة

احتقن الدماء بعروقه و هو يستمع لكلماتها الصارمة دون أن تتواجه مع نظراته المغتاظة ضغط على كتفها جابرًا إياها أن تنظر له و قال:

– أيام مين اللي تنهتي أنتِ بتخرفي كتير الايام دي و أنا ساكت و متحمل عشان حالتك النفسية بسـ…..

ردت مقاطعة إياه و هي تعتدل في رقدتها قائلة بهدوء حد الإستفزاز:

– ما بسش يا حمزة أنا حالتي النفسبة مافيش أحسن منها أوعى تكون فاكر إني أنا الست الضعيف اللي هاتمو ت عشان جوزها اتجوز عليها فوق يا بابا و أعرف أنت بتكلم مين أنا هالة أنت جيت عليا كتير من يوم ما فكرت تتجوز وداد أنا كنت بستحمل عصبيتك و نرفزتك بين الوقت و التاني عشان كنت بقول كفاية يا بت إن متحنل يعيش معاكي و أنتِ مبتخلفيش

نظرت له وجدته يجلس على حافة الفراش يستمع لحديثها تابعت بكل ما اوتيت من هدوء و برودة اعصاب

– بس لا أنا مافيش حاجة ناقصاني و إن كان على الخلفة بكرا ربنا هايعوضني أنا واثقة في ربنا خير

– خلاص يا هالة خلصتي كلامك طلعتي اللي في قلبك ؟!

– ايوة و اتفضل روح نام جنب مراتك

ختمت حديثها بمراوة رغم جمود ملامحها

– و مبروك على الحمل يا حمزة

– أنتِ مين قالك ؟

– مراتك من فرحتها بالخبر قالت لامك وامك و من فرحتها قالت لي

كاد أن يقترب منها لكنها استوقفته قائلة:

– اياك تلمسني و لا تقرب لي أنا مش الرف الاحتياطي اللي هتيجي تحط عليه حاجتك و تمشي

– رف إيه و كلام فارغ إيه هالة أنا مش عاوز اضغط عليكي أكتر من كدا بس أنتِ كمان بلاش تضغطي عليا الله يبارك لك

– اضغط عليك !! غريبة أنا من يوم جوازك و أنا ببعد عنك بكل اللي اقدر عليه بس اللي ملاحظاه إنك أنت اللي ماشي ورايا زي ال…

صمتت حتى لا يحدث مشاجرة جديدة بينهما و هي لا تريدها الآن تحديدًا، وقفت عن حافة الفراش و قالت بهدوءٍ تام

– بص يا ابن الناس أنا اتحملتك فوق طاقتي و ربنا أمرني بالصبر البلاء و إن اقول الحمد لله في السراء و الضراء و أنت كنت بالنسبة لي الاتنين فأنا بكل الهدوء اللي في الدنيا بقولك طلقني

هدر حمزة بصوته الجهوري قائلًا:

– هو في إيه ؟ كل شوية طلقني طلقني طلقني مش هاطلقك يا هالة و لو اتقلبتي قرد

ردت هالة بعنادٍ

– مش هتقلب قرد يا حمزة و بردو هاطلقني

نهض عن الفراش بعنف متجهًا نحوها و قال بنبرة مغتاظة

– طب اسمعي بقى طلاق مش مطلق و اعلى ما خيالك اركبيه فاهمة و لالا ؟!

ابتسمت ماء شدقيها و قالت بهدوءٍ تام

– حاضر يا حمزة

في عصر اليوم التالي

ولج حمزة منزل والدته باحثًا عن هالة، رفع الستار الموضوع على باب المطبخ و قال بنبرة متعجبة قائلًا:

– فين هالة يا ماما بكلمها مبتردش ؟

استدارت والدته قائلة بذات النبرة:

– هي مش معاك ؟ دي خرجت و قالت لي إنك اتصلت عليها عشان تروحوا سوا للدكتور !


كور قبضته و قام بضرب الحائط بقوةً شديد و هو يقول بغضبٍ جم

– الهانم مشت زي ما قالت

– هو في إيه أنا مش فاهمة حاجة ؟!

كادت أن تسأله لكنه خرج من المطبخ و هو يتمتم بحنق حاول أن يسأله اخيه لكنه لم يلتفت لأحد اليوم .

داخل منزل والدة هالة

وقف أخيها إبراهيم و قال بجدية مشيرًا تجاه المقعد المجاور

– تعالي هنا يا هالة جنبي

جلست كما أشار له إبراهيم و قالت بحزنٍ دفين

– أنا خايفة من حمزة دا مجنون و ممكن يبهدل الدنيا

ارتشف إبراهيم المشروب الدافئ ثم نظر للكوب بتقييم و قال:

– عليا كوبية سحلب يا روحي عليها تحفة

ردت والدته و قالت بنبرتها المغتاظة قائلة:

– أنت يا واد أنت جايب البرود دا منين بتقولك جوزها حلف يمين طلاق ما تخرج من البيت و خرجت يعني اطلقت و أنت قاعد بتشرب سحلب !!

رد إبراهيم قائلًا بنبرة حائرة

– هو الطلاق له مشروب معين ؟! طب قولوا لي عليه و أنا اعمله طب

سألته هالة قائلة بتساؤل:

– ناوي على إيه يا إبراهيم ؟

أجابها و هو يرتشف المشروب قائلًا:

– ناوي اقوم اعمل كوبية تانية اعملك ؟!

هدرت والدته بصوتها المرتفع ثم أمرته بالمغادرة وقبل أن تُصاب بذبحة صدرية، ولج المطبخ يُعد مشروبًا جديدًا، أتاهُ اتصالًا من صديقه المقرب ضغط على زر الإجابة و قال:

– و عليكم السلام يا عم كل دا نوم ؟ اه كنت ناوي اخرج النهاردا بس مش هاينفع بقى خلاص، لا أبدًا ما فيش اختي هالة اطلقت، أنا هعمل ايه ؟ بعمل سحلب اعمل لك معايا ؟ خلاص نتقابل هناك سلام

*******

اغلق الهاتف و علامات الدهشة و الذهول ترتسمان على وجهه ظل يجوب الغرفة كالمجذوب و هو يقول:

– هالة اطلقت ؟! معقول يكون ليا نصيب من تاني ؟!

يا محمود تعال بقى خليني نخلص

اردفت الجدة تيسير جملتها متأففة من ذاك المحمود الذي لن يهدأ حتى تُصاب بالجنون يومًا ما .

خرج من غرفته و السعادة تنير وجهه اخيرًا، جلس بجوار جدته بجسده و عقله يسبح في أفكار انتظرها طويلًا أكثر من عشرة سنوات كاملة في انتظار هالة تزوجت بابن عمها بعد رفض والدها له معللًا بأنه لن يصون ابنته، و اليوم الرجل الذي رهان عليه هو من تركها مجذوبًا من يترك هالة و ناقمًا على النعمة من لا يصونها .

انتشلته الجدة من بئر ذركرياته بلكزة من عكازها

لا يا ستي مش عاوزها البت دي

أردف محمود عبارته و هو يتحاشى النظر لجدته التي حملت بين يدها مجموع من الصور

لإحداهن لكزته جدته في كتفه و قالت بنبرة غاضبة

– ليه بقى يا إن شاء الله مالها دي كمان طويلة ولا قصيرة ؟

بلع لقيماته بهدوء و هو يخبرها بجدية

– دي بتعامل الطبال على إنه جوزها يعني اتجوزها دي بقى و جيبها من كل فرح شوية

– يا واد دي كانت بترقص في فرح اختك بتجاملها يعني

– تجامل اختي ماشي انما الطبال يطبل و هي ترقص من غير خشا و لا أدب و أنا اتجوز !!

وضعت الجدة الصور فوق سطح المنضدة الزجاجي و قالت بعصبية

– دي عاشر عروسة تطلع فيها البدع أنت إيه حكايتك بالظبط يا واد أنت ؟!

رد محمود بهدوئه المعتاد

-و الله يا ستي ما عارف أنا حكايتي إيه بس مصر كلها عارفة عادي

ختم حديثه قائلًا:

– بصي عشان أنتِ مبتحبيش اللف و الدوارن و أنا نفس الحكاية أنا مش هتجوز غير اللي بحبها و أول حرف من اسمها هالة عجبك و لا لا ؟

لو مش عجبك هادخل اخد هدومي و امشي

ردت الجدة بجمود و هي تشير بيدها قائلة:

– مع الف سلامة و الباب يفوت جمل مش محمود !!

ردت الجدة قائلة بنبرة مغتاظة

– لسه عاوز تتجوزها بعد ما أبوها مسح بكرامتك الارض و قال ابن عمها يصونها و الغريب يبهدلها ؟

رد محمود قائلًا:

– يا ستي الكلام دا من عشر سنين ايام ما ابوها كان اللي يرحمه لسه عايش لكن إبراهيم اخوها صاحبي و عارف إن لسه بحبها و متجوزتش لحد دلوقت عشان

– و كرامتك يا محمود ؟

– مالها يا ستي كرامتي و بعدين هما رفضوا مرة

– الله ينور عليك يعني رفضوا نخلي عندنا د م بقى و نسكت و لا نبقى من باردين و نروح نقولهم جوزونا بنتكم ؟

رد محمود قائلًا:

– نبقى باردين و نروح نقولهم جوزوني بنتكم أنا بس يا ستي اللي هتجوزها محدش معايا

google-playkhamsatmostaqltradent