رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الحادي والعشرون 21

 - بارت ٢١

فى صباح يوم جديد بالكلية 
خرجت ملك من قاعة المحاضرات تائهة حزينة حين وجدت محمد بوجهها 
لم تستطع التحكم بانفعالها وصرخت به قائلة بانكسار وانهيار 
ملك .. انت ايه اللى جابك هنا .. عايز منى ايه تانى بعد ما اذيتنى فى مشاعرى ودمرتنى وكسرت قلبى 
كله بسببك يا محمد .. كله بسببك
محمد .. انا اسف يا ملك .. انا بجد كنت ندل وحيوان يوم ما بعدت عنك وسيبتك 
عارف انى كسرت قلبك بس ارجوكى تسامحينى انا عرفت قيمتك 
انا ندمت وعرفت انى مش هينفع اكون غير معاكى وعايز ارجعك ليا ولقلبى تانى انتى عشقى الحقيقى
ارجوكى يا ملك سامحينى وارجعيلى

ملك بانفعال .. يوم ما بعدت ده كان اسعد يوم فى حياتى بدون مبالغة .. انا بتكلم عن تدميرك لعلاقتى بادم .. عن ظهورك بيننا وانك رحت فهمته ان كان فيه علاقة بينى وبينك .. خليته يبعد عنى ويكسر قلبى 
انا اتدمرت من بعده وقلبى اتكسر ومش قادرة اكمل حياتى نفسي اموت وارتاح 
وكله بسببك يا محمد 

كل ذلك كان يحدث على مرأى ومسمع أدم .. فقد كان يصعد السلم متجها للمعمل حينما رأى محمد يتحدث مع ملك 
غلبه فضوله لمعرفة مكنون الحديث الدائر بينهم فاخذ يستمع اليهم متخفيا محاولا عدم رؤيتهم له 
شعر بغيرة محرقة لروحه وقلبه عند سماع محمد يعترف بعشقه لملك بهذه الحرارة  
ولكن تمزق قلبه عند سماع ملك تتحدث بذلك الالم باكية وقد ظهر عليها مدى عذابها بسبب بعده عنها 
تمنى قلبه لو يستطيع ان يركض عليها محتضنها اياها مطبطبا على قلبها كى يمحو ذلك العذاب من قلبها  ويعيدها لقلبه مرة اخرى 
ولكن كبرياؤه كالعاده يمنعه .. تبا لهذا الكبرياء والعناد
محمد .. ادم !! انتى زعلانة عشان ادم يا ملك .. وهو لو بيحبك كان سابك وهان عليه تتألمى كدة 
فوقى يا ملك واعرفى ان مفيش حد حبك ولا هيحبك قدى 
متكدبيش الكدبة وتصدقيها .. انتى كنتى بتحاولى تنسينى بس بادم لكن انتى محبتيهوش يا ملك .. بطلى تكابرى باة واعرفى انك محبتيش غيرى 

ملك بعصبيه وقد استفزها حديثه .. انا عمرى ما حبيتك وعمرى ما كنت ليك يا محمد افهم انت .. انا اسفة مكنتش عايزة اجرحك بالكلام اللى هقوله ده بس لازم عشان تفوق باة من الوهم ده وتستوعب ان عمر ما كان عندى مشاعر ناحيتك غير مشاعر اخوه وبس 
ايوة انا طول عمرى شايفاك اخويا الكبير اللى بحبه وبحترمه وعمرى ما حسيت باكتر من كدة .. ولما كانت ماما تقولى اديه فرصة تقربو من بعض كنت برفض وبصدك وانت كنت بتفتكر انى بتقل عليك زى ما كنت بتقولى ..  لحد ما ماما قالتلى انك مريض بالقلب .. وان رفضى ده ممكن يتسبب ليك فى ازمة صحية وممكن تتعب بسببى .. ساعتها خوفت عليك وقررت اسيبك تقرب منى ومصدكش زى الاول لحد ما تحس من نفسك انى بعيدة عنك وتبعد لوحدك .. عشان كدة عمرى ما وعدتك بحاجة ولا حتى سمعت منى كلمة حب واحدة لانى مقدرتش اغشك يا محمد .. مقدرتش العب بمشاعرك واعلقك بيا اكتر .. كنت طول الوقت بحسسك انى بعيدة عن قلبك .. مكنتش بوافق على كلامك مش بس عشان مبادئى لأ عشان مكنتش بحب .. اللى بيحب من قلبه بجد بيحاول يريح حبيبه وينفذ كلامه او على الاقل يراضيه بالكلام .. لكن انا كنت علطول عنيفة معاك .. علطول فى خناق ومشاكل وانت دايما اللى تصالحنى .. قلبى كان بيوجعنى عليك وانا شايفاك بتدى قلبك ومشاعرك ليا وهما مش من حقى .. كنت بتمنالك دايما تلاقى اللى تستاهلك بجد عشان كدة يوم ما جيت تقولى انك لقيتها فعلا واننا مننفعش لبعض 
صدقنى كنت فى قمة سعادتى وحسيت ان حمل كبير انزاح من على قلبى فرحت انك اخيرا فهمت اننا مش لبعض 
انا كنت بحس بالذنب بيموتنى من ناحيتك
ولما جيت نهيت الموضوع فرحتلك من قلبى واتمنيتلك السعادة مع اللى قلبك اختارها وساعتها الموضوع كان انتهى بالنسبة لى 
انا اسفة يا محمد لو كلامى جرحك بس مفيش قدامى حل تانى عشان تفوق وتنسانى وتعيش حياتك
انا قلتلك اخر مرة تنسانى وتبعد عنى .. بس واضح ان مفيش فايدة فكان لازم تعرف الحقيقة عشان تريح قلبك وارتاح انا كمان من العذاب والهم ده
صعق أدم لما سمعه للتو وأدرك انه قد ظلم حبيبته ظلما كبيرا فهى حقا لم تعشق غيره .. حقا لم تقول كلمة احبك لأحد غيره 
تأكد انها بريئة تماما من كل ظنونه بها  واتهاماته لها .. تأكد من عشقها له وصدق مشاعرها فلم يكن تمثيلا اذا .. و لم يكن قلبه يخدعه مثلما اعتقد 
تمنى وقتها لو يعود به الزمن ليمحو كل الجراح والالم الذى تسبب بهم لمعشوقته .. تمنى لو اعطاها فرصة وسمع منها ما ارادت ان توضحه له من البداية .. ليته لم يهينها او يوصمها بابشع الصفات .. ليته لم يقسو عليها ويشعرها بالرخص والاهانة .. تمنى لو تعود له وتسامحه
أيمكن ملك .. ايمكنك ان تغفرى لى تلك الغلطة الكبيرة بحقك وتعودى لاحضان قلبى مرة اخرى 
أيمكنك ان تنسى جراحك والامك التى تسببت بها وتفتحى معى صفحة جديدة خالية من العذاب والالم 
اااااه حبيبتى ااااه
لو تعرفى كم اشتياقى اليكى .. كم تمنيت لو ارتمى باحضانك وادخلك بين ضلوعى ولن اترككى ابدا
كم جاهدت حتى لا اضعف امامك مرة اخرى 
ولكنك الان بريئة .. الان فقط استطيع ان اظهر لكى كم اشتياقى والامى لفراقك 
نعم ملك .. سوف اظهر لكى شوقى وعشقى الشديد لكى .. سوف ارجعك الى قلبى مرة اخرى وهذه المرة لن اتخلى عنك ابدا 
اعدك ملك ان اعيدك لعشقى وحياتى ولن اتنازل عنك حتى تغفرى لى حبيبتى 
وانصرف ادم بقلب سعيد فقد سمع ما تمنى قلبه سماعه واصبح مطمئنا ان حبيبته لم ترى بعيونها احدا غيره 
واصبح وجود محمد هذا لا يهدد طمأنينته بعد الان

عند ملك ومحمد 
كان يستمع لها متعجبا وقد ارتسمت علامات الصدمة والاندهاش على ملامحه.. ما هذا الكلام الذى تهزى به تلك المعتوهة .. عن اى مرض تتحدثى !! .. اجننتى يا فتاة .. انا لم اكن يوما مريضا ولم احتاج شفقتك .. كيف لكى ان تشعرى بالشفقة تجاهى 
انا محمد الاسيوطى لم ولن اطلب عشق أحدهم بالاكراه يوما .. انا لا اضعف امام اى امرأة مهما كانت ولم انكسر بهذه الطريقة التى تتحدثين بها

محمد بنبرة حادة .. انا مش مريض يا ملك ومش محتاجك تشفقى عليا او تحسى بالذنب من ناحيتى 
ثم اكمل .. انا فى الاول فعلا كنت فاكرك بتتقلى او بمعنى اصح عايزانى اتقدملك رسمى عشان تبقى مبتعمليش حاجة غلط 
ولما بدأتى تتقبلى كلامى معاكى عن مشاعرى ناحيتك .. قررت اتقدملك رسمى عشان ازيح عنك الحرج فى تعبيرك عن مشاعرك انتى كمان 
كنت متفهم انك انسانة محترمة ومش عايزة تعملى حاجة ضد مبادئك .. لكن عمرى ما حسيت انك مش عايزانى او رفضانى ورافضة حبى ليكى
واكمل بكبرياء ..انا محمد الاسيوطى يا ملك اللى كل الستات تتمنى اشارة منى بس .. كلهم بيستنو منى نظرة رضا وانتى عارفة ده كويس
مش انا يا ملك اللى افرض نفسي ومشاعرى على حد 
وانا لو كنت فاهم كدة من الاول كنت لا يمكن اسمح لنفسي اقربلك ولا حتى اتكلم معاكى 
حدثت ملك حالها .. ماذا يعنى انه ليس مريضا ؟ .. هل شعر بالاهانة لكرامته لهذا الحد 
لا يا ملك لم يكن عليكى ان تجرحيه بهذه الطريقة 
لقد اخطأتى 
ملك .. انا اسفة يا محمد والله بجد اسفة انا مقصدتش ابدا اجرحك او اهينك
صدقنى انا لما عرفت بمرضك محستش بشفقة عليك زى ما بتقول والله انا خوفت عليك جدا انا بحبك يا محمد وخوفت عليك حبا فيك مش شفقة 
بس حبى ليك مختلف بحبك كأخ وصديق 
رد عليها بانفعال .. انتى مبتفهميش بقولك عمرى ما كنت مريض .. مش محتاج حتى خوفك ده 
ازاى خالتو تقولك حاجة زى كدة وتحطنى فى الموقف ده وتقلل منى اوى كدة عشان تقربنا من بعض 
انا ليا كلام معاها 
تسمرت ملك بمكانها ولم تستطع استيعاب ان والدتها قد كذبت عليها فقط لارضاؤه وارضاء اختها 
أيعقل امى .. أيعقل ان تكونى قد وضعتينى بهذا المأذق وجعلتينى اشعر بالذنب فقط لكى ترضيه 
انا لم اصدق 
ملك بتيهة وشرود ..  يعنى ماما كانت بتضحك عليا !
محمد .. انا لا يمكن اسكت عالاهانة دى .. ازاى خالتو تعمل معايا كدة !
ملك .. انا كمان مش مصدقة وعايزة افهم 
محمد .. انا هروح اتكلم معاها وافهم منها ازاى تقلل منى بالشكل ده .. ولو الكلام ده حقيقى انا مش هسكت 
ملك .. انا جاية معاك 
ركبت ملك بسيارة محمد ليضغط على المقود بعنف منطلقا باتجاه منزل ملك
طرق الباب بعنف وبجانبه ملك المصدومة من موقف والدتها اولا ومن رد فعله ثانيا 
فتحت ثريا الباب لتجده امامها وشكله لا يبشر بالخير ابدا 
خير يا حبيبى في ايه .. قالتها ثريا قلقة 
صرخ بها محمد قائلا بدون مقدمات .. انتى ازاى تقولى لبنتك المصون انى مريض وهموت لو رفضتنى ؟!
ازاى تخليها تشفق عليا وتقرب منى عشان بس متحسش بالذنب !
للدرجة دى انا قليل فى نظرك يا خالتو .. قدرتى تدوسى على كرامتى بالسهولة دى عشان ترضى البرنسيس ملك عنى وتقرب منى !
ازاى تحطينى فى الموقف ده انا هتجنن !!!!
اكفهر وجهها بخجل فقد كانت تستمع له وعلامات الاندهاش والحرج ترتسم على وجهها 
فحقا هي الان فى موقف لا تحسد عليه 
وما زاد الطين بلة ان ملك ايضا تجاوره .. تستمع مصدومة .. اذا لقد عرفت بما تحيكه لها والدتها وادركت حقيقة الامر 
ثريا تحاول ان تهدئه .. طب بس اهدى يا محمد واعد وانا هفهمك كل حاجة
محمد .. مش عايز اهدى ولا اعد ولا عايز افهم حاجة .. سؤال واحد عايز اعرف اجابته .. امى عندها علم بالكلام ده ؟
نزل السؤال على ثريا كالصاعقة .  ألم يكفى انا .. ايضا امك سوف تعاقبها على ما فعلناه .. فانا الان متأكدة انك ستفقد الثقة بى ويمكن الا تعرفنى مرة اخرى 
ولكن اختى امينة .. ما ذنبها كى تخسرك ؟
فللتو خرجت من المشفى ومازالت حالتها غير مستقرة وقلبها متعب
وهى بالاساس ليس لها ذنب بهذا ..فانا من فعلت كل هذا وكانت هذه فكرتى من الاساس وايضا تنفيذى .. فقد اعلمتها بالامر فقط حتى اذا سالتها ملك او تحدثت امامها تؤكد صحة كلامى
يا رب .. ماذا عساى ان افعل الان وقد انكشف كل شئ
ثريا .. نظرت له بخجل ولم تجب 
صاح بها محمد ..  يعنى كانت عارفة .. امى كمان قدرت تحطنى فى الموقف المخزى ده وتقلل منى .. امى انا بتدوس على كرامتى 
ثريا .. مكنتش تعرف حاجة يا محمد .. انا اللى فكرت ونفذت وبعد ما قلت لملك وقربتو لبعض هيا استغربت وقلتلها ساعتها السبب 
وهيا اتعصبت عليا وزعلت منى جدا ولو تفتكر اعدنا شهر متخاصمين وانتو مش عارفين السبب وحاولتو انت وملك تصالحونا 
واكملت .. لحد ما انا روحتلها وصالحتها بنفسي بعد ما كانت اتبسطت انكم قربتو من بعض واعدت اقولها المهم النتيجة وهيا اقتنعت بكلامى 
فأرجوك تخرج امك من الموضوع ده لان ملهاش ذنب فيه وحالتها الصحية مش مستحملة
كانت تستمع ملك بصمت مصدومة مما يحدث حولها 
ناظرة لامها بنظرة لها معانى كثيرة .. عتاب .. لوم .. حسرة .. الم .. صدمة 
وقد كانت ثريا تتحاشى تلك النظرات التى تطعن قلبها وتمزق روحها 
محمد بكبرياء محافظا على ما تبقى من رجولته .. بنتك عندك اهى متلزمنيش لو اعرف رفضها من الاول كنت بعدت وخلاص ومكنلوش لزوم المسلسل البايخ اللى عملتوه ده 
وانصرف مسرعا من امامهم متمالكا نفسه حتى لا يخطئ بحديثه معها .. فهى ورغم كل شئ خالته .. التى يعتبرها امه الثانية بسبب حنانها الشديد عليه ومعاملتها الرقيقة واهتمامها به 
فهو يعتبر نفسه رجلهم فى غياب زوجها وسفره 
فلا يمكنه تعنيف خالته واهانتها اكثر من ذلك 
لذا فضل الانسحاب 
اخذت ثريا نفسا عميقا وقد ارتاحت الى حد ما من مواجهته 
والان تبقت ابنتها .. ماذا عساها ان تفعل معها .. كيف ستبرر لها فعلتها الشنعاء هذه .. كيف ستجعلها تسامحها 
ساعدنى يا الله
نظرت لابنتها بخجل شديد ومازالت نظرات الحسرة واللوم على وجهها 
ملك بصدمة .. عمرى ما تخيلت للحظة انك تكدبى عليا عشان تريحي ابن اختك وتبسطيه .. باة تعذبينى انا وتحسسينى بالذنب وتضغطى عليا بكل قوتك عشان اقرب من شخص مبحبوش .. تستغلى طيبة قلبى انى مش هستحمل اعرف انى ممكن اكون سبب فى اذيته وتأذينى انا فى مشاعرى بالطريقة دى .. ازاى هونت عليكى يا ماما .. ازاى !!!
ثريا .. مش صحيح .. انا معملتش كدة عشانه انا عملت كدة عشانك انتى يا ملك 
انا مش هعيشلك طول العمر وابوكى علطول مسافر .. كنت لازم اتطمن عليكى واشوفك مع راجل بيحبك بجد ويقدر يحميكى من اى حاجة .. عشان لو جرالى حاجة تبقى فى حماه ومتبقيش فى الدنيا لوحدك 
واكملت .. اهل ابوكى مش هيسيبوكى لو انا او ابوكى جرالنا حاجة هياخدوكى عندهم
وساعتها باة مستقبلك هيضيع مش هتعرفى تشتغلى فى شركات مالتى ناشيونال زى ما كنتى بتحلمى .  
ومتنسيش انك بنت وحيدة هيقدرو يسيطرو على فلوسك وفلوس ابوكى ويستغلو عدم وجوده
عشان كدة لقيت ان الحل الوحيد انى اجوزك لابن خالتك واتطمن عليكى هو الوحيد اللى هيقدر يحميكى منهم خصوصا انه بيحبك وبيخاف عليكى 
ملك .. ايه يا ماما اللى بتقوليه ده .. اشمعنى محمد الوحيد اللى يقدر يحمينى وليه مفكرتيش انى اتجوز من حد تانى خصوصا انك عارفة انى مبحبوش 
ثريا .. اولا لان محمد ابن خالتك لحمك ودمك وبيحبك كمان فاكيد هيخاف عليكى وعلى مصلحتك وهيقفلهم
ثانيا باة محمد عمره ما هيبص لفلوسك ولا هيطمع فيكى بحكم انه مستواه المادى اعلى مننا ده ابوه سفير وعايشين فى قصر ده غير شركته اللى شارك فيها عمه وما شاء الله صيتها مسمع وبقت من اكبر شركات الاستيراد والتصدير
يعنى هيعيشك عيشة ملوك وانا هبقى متطمنة عليكى معاه

كل ده كان بيخلينى اتمنى تتجوزيه ولما لقيت مفيش امل من المحايلة اخترعت موضوع مرضه ده وقلت على ما تعرفى الحقيقة تكونى حبتيه واتعلقتى بيه وميفرقش معاكى ساعتها 
متخيلتش انه ممكن تسيبو بعض بعد كل حبه ده ومتخيلتش برضو انك ممكن تتكلمى معاه فى الموضوع ده وانا محذراكى وقايلالك متفتحيش معاه الموضوع خالص

ملك بتيهة .. وازاى يا ماما قدرتى تمثلى عليا انتى وخالتو .. ده انا اتكلمت مع خالتو وقلتلها مينفعش نسفره برة يتعالج جاريتنى فى الكلام وقالتلى انه رافض يسافر او يعمل اى عملية ورضى بحالته دى
ثريا .. عشان زى ما انا بفكر فى مصلحة بنتى وراحتها هيا كمان فكرت فى سعادته اللى مشافتهاش فى عيونه الا فى فترة ما قرب منك .. قالتلى انا شايفة لمعة وفرحة فى عيون محمد عمرى ما شوفتها وعشان كدة انا هكمل معاكى اللى بدأتيه عشان اساعد محمد يحقق سعادته ويفوز بعشق ملك .. ساعتها اقتنعت باللى عملته وسامحتنى وقررت تجارينى لحد ما محمد يقدر يخليكى تحبيه 
نظرت ملك لوالدتها نظرة مبهمة عاجزة عن الرد ثم ركضت من امامها سريعا ودخلت غرفتها اغلقتها جيدا ثم انتابتها نوبة بكاء هيستيرية ..
ظلت تبكى وتنتحب فترة طويلة حتى هدأت قليلا 
وقامت بالاتصال بعاليا  
.....
دخل ادم المنزل بهيئة مختلفة تماما عن تلك الهيئة التى اعتاد عليها عمر مؤخرا
فبدلا من الحزن والشرود بملامحه .. وجده سعيدا مبتسما متهللة اساريره .. لم يصدق ان من امامه هو ادم .. حيث كان قد فقد الامل ان يعود ادم كما السابق مرة اخرى خاصة بعد محاولاته العديدة معه لنسيان ملك والانتباه لدراسته والعودة لمستواه قبل فوات الاوان 
ولكنه الان وجد ضحكته قد عادت اليه مرة اخرى 
عمر .. ده ايه الهنا اللى انا فيه ده .. اخيرا شوفتك بتضحك كفارة يا شيخ ده انا كنت يئست 
ادم بسعادة ولهفة .. روحى رجعتلى تانى يا عمر .. روحى اللى كانت ضاعت منى رجعتلى انهاردة 
عمر .. ايه اللى حصل .. اتكلمت مع ملك ؟
ادم .. لا .. بس اتأكدت من حبها ليا .. اتأكدت ان اللى بيننا مكنش وهم ولا تمثيل زى ما افتكرت .. عرفت انها محبتش حد غيرى .. انا هطير من الفرحة بجد .. مش مصدق اللى سمعته لحد دلوقتى 
عمر .. سمعت ايه ؟
ادم بحزن متذكرا المها ووجعها وبكاءها الذى احرق قلبه .. سمعت اللى خلانى اندم على كل لحظة وجعت ملك فيها .. وكل كلمة جرحتها بيها .. طلعت ظالمها وطلعت انا اللى فى قلبها مش حد غيرى .. ودلوقتى الوقت اللى ارجعها ليا 
عمر بحسرة .. منا ياما قلتلك يا ادم اديها فرصة .. اسمعها .. متحكمش عليها من غير ما تفهم 
مكنتش بتسمعلى وكنت تقول انا شوفتها بعينى .. شوفت ايه !! .. انت حتى مرضتش تفهمنى شوفت ايه خلاك تقسى عليها بالمنظر ده .. ورغم كدة قلتلك مش كل حاجة بنشوفها بنفهمها صح.
ادم بوجع .. والله غصب عنى  .. حاولت كتير اديها فرصة واسمعها بس مكنتش بقدر .. مكنتش بقدر اسمعها بتتكلم عن حد غيرى كرامتى ورجولتى منعونى 
ولما قررت خلاص هروحلها وهحط على قلبى حجر عشان اسمعها وافهم منها .. اتصدمت لما شوفتها معاه .. كان حاضنها يا عمر كان حاضنها وماسك ايديها 
عايزنى اعمل ايه لما اشوف منظر زى ده !! 
عمر .. حاضنها ؟! ازاى يعنى انت بتقول ايه اكيد انت غلطان 
ادم .. للاسف مكنتش غلطان .. واى واحد مكانى كان هيفهم انها بتلعب بيه وبتمثل عليه 
اى واحد مكانى كان هيشوفها خاينة وكدابة .. انا قلبى كان مولع ومسكت نفسى بالعافية قبل ما اروحلهم واطلع جنانى عليهم .. كان نفسى اعد اضرب فيه لحد ما يموت فى ايدى وبرضو مكنش هيطفى نارى .
كنت مولع منها ولما شوفتها فى الكلية قولتلها كلام مش عارف جبته منين ولا خرج منى ازاى .. بس مكنتش شايف ادامى غير خيانتها كان هاين عليا اخنقها بايدى 
عمر .. ولما الموضوع كدة ازاى بتقول انك اتأكدت من براءتها 
ادم .. سمعتهم بودنى .. واللى فهمته ان هو اللى بيحاول يتقربلها وهيا مبتحبوش .. حتى اليوم الملعون اللى شوفتها فيه معاه كانت بتقوله سيبنى وانسانى 
وانا اللى فهمت غلط للاسف 
عمر .. مممم وناوى تعمل ايه دلوقتى ؟
ادم .. هرجعها ليا طبعا .. وهعوضها عن كل البعد والعذاب ده .. لازم امسح كل الجروح والاهات اللى سببتهالها .. وانسيها كل اللى فات .. انا اليومين اللى فاتو فى بعدها عنى مكنتش عايش .. ولا كنت عارف هقدر اكمل ازاى من غيرها .. حسيت حياتى وقفت وانتهت 
وانهاردة بس رجعتلى حياتى تانى .. واستحالة هفرط فى عشقى لملك تانى مهما حصل 
عمر .. وتفتكر ملك هتقدر ترجعلك بالسهولة دى ؟! .. معتقدش .. انت اهنتها جامد ودوست عليها وعلى كرامتها ووجعتها بكل قوتك .. ازاى متخيل هتقدر تسامحك بمنتهى البساطة كدة  !
ادم .. عارف انه صعب جدا .. وهتعب معاها كتير عشان تغفرلى اللى عملته فيا وفيها .. بس هتروح منى فين 
انا وراها ومش هسيبها لحد ما ترجعلى .. هعمل المستحيل عشان تسامحنى وارجعها لقلبى تانى 
المهم عندى انى متأكد من حبها ليا .. وده لوحده كفيل يرجعلى روحى وحياتى تانى .. كفيل يدينى القوة والعزيمة عشان اخليها ترجعلى وتنسى كل قسوتى عليها 

تركه وذهب لغرفته يفكر بكلام عمر متذكرا حديثه الاخير مع ملك وكيف توعدت له بأنها لن تسامحه ابدا وستذيقه نفس العذاب والالم الذى اذاقه لها 
تذكر كم كانت تتحداه بنسيانه وعدم الرجوع له مرة اخرى .. فهو يعرف ملك جيدا يعرف كم هى عنيدة ومتمردة .. ستفعل اى شئ وتدهس قلبها فقط من اجل كرامتها وكبريائها مثله تماما 
يعرف ان اعتذاراته وتوسلاته لها لم تجدى نفعا ابدا ولم تفيده بشئ .. بل على العكس سوف تزيد غرورها وعنادها حينما تجده قد عاد اليها يعتريه الندم والحسرة والاحساس بالذنب لظلمها 
فهو يعلم جيدا انها لن تسامحه حتى تنتقم لقلبها وكرامتها مهما حاول طلب السماح والغفران 
لن تكون معه مرة اخرى بسهولة ولن تعود اليه ابدا 
اذا فلتكونى معى رغما عنكى .. لابد من كسر تكبرك وعنادك هذا كى استطيع الفوز بقلبك .. لا وقت للاعتذارات والندم الان .. فلتعود علاقتنا كما كانت .. كفى ذلك البعد وتلك القطيعة .. كفانا عذاب الهجر والفراق .. فلتعودى لى حتى لو دون ارادتك .. اعلم ان علاقتنا ستكون مثل القط والفأر ولكنى سأظل احاول واحاول حتى اربح قلبك مرة اخرى فتاتى وهذا وعد منى .. ملك قلبى 
ولنبدأ من الان 
......
صباحا فى الكلية 
وجدها تجلس بمفردها فجلس بجانبها قائلا دون اى مقدمات 
عمر .. عاليا .. وحشتينى 
تجمدت بمكانها حيث احمرت وجنتيها خجلا وذهولا مما قاله للتو ولم تستطع الرد عليه 
عمر .. الفترة اللى فاتت بعدنا فيها اوى بسبب ادم وملك .. مبقيناش نعمل حاجة غير نشتغل ونذاكر .. وحتى لما بشوفك بيبقى كل كلامنا فى المشروع .. كفاية باة انتى فعلا وحشتينى ووحشنى اعد اتكلم معاكى اوى 
عاليا بخجل .. احم .. مينفعش الكلام ده يا عمر دلوقتى 
عمر وقد فاض به .. هو ايه اللى مينفعش يا عاليا .. مينفعش احبك !! 
عاليا بصدمة .. ايه ؟!
عمر بانفعال.. ايوة يا عاليا انا بحبك .. بحبك اوى ومن زمان وانتى عارفة وحاسة بيا .. وانتى كمان على فكرة بتحبينى بس مش عارف بتهربى منى وتكابرى ليه 
عاليا بارتباك  ..انا .. انا بهرب .. انا 
عمر .. ايوة يا عاليا بتهربى .. مع انى متأكد انك بتحبينى زى ما بحبك .. مش عارف ليه مش عايزة تريحينى وترحمى قلبى من حيرته دى .. متتخيليش كنت بتعذب اد ايه لما عرفت انك هتتجوزى .. قلبى اتوجع ونزف دم لما حسيت انك هتروحى منى .. ولما رجعتيلى حسيت قلبى رجعلى معاكى .. انتى اغلى انسانة فى حياتى ومقدرش اعيش من غيرك .. انا بحبك يا عاليا وعايز اتجوزك .. تقبلى ؟؟.. تقبلى تتجوزينى يا عاليا ؟
ظلت تنظر له بصدمة وذهول لم تتوقع ابدا جرأته الفجائية تلك .. اذهلها بكلامه ومصارحته بعشقه لها .. انتظرت كثيرا سماع تلك الكلمات منه ولكنها متحيرة كثيرا .. ودائما ما تتهرب منه كى لا تعطه الفرصة لنطقه بعشقها .. ولكنه فعلها الان رغما عنها .. فعلها واهلك قلبها بكلاماته المغرمة بها 
ولكن لا تستطيع الرد عليه و على ذلك السؤال تحديدا .. نعم تحبه بل وتعشقه ايضا .. ولكن يبدو ان لا سبيل لعشقهم .
عاليا .. عمر انا .. انا .. انا عارفة اللى جواك وحاسة بيه .. بس .. بس مش هينفع دلوقتى 
عمر بصدمة .. هو ايه ده اللى مش هينفع !! 
عاليا وهى تنظر للاسفل بخجل .. انا كنت بتهرب زى ما بتقول عشان .. عشان مجرحكش .. عشان مش هينفع يكون بيننا حاجة 
عمر .. انتى بتقولى ايه !! .. انا متأكد انك بتحبينى .. بصى فى عينيا يا عاليا وقولى مبتحبنيش وانا اوعدك مش هوريكى وشى ولا هتكلم معاكى تانى 
عاليا هاربة بعيونها .. انا .. انا مقلتش كدة .. بس .. بس اللى بتقوله ده صعب .. صدقنى مش هعرف
عمر .. انا مش فاهم منك حاجة .. عاليا هو فيه حد تانى فى حياتك ؟
عاليا باندفاع .. لا طبعا .. بس ...
عمر .. بس ايه .. عاليا احنا ضيعنا وقت كتير اوى .. اوى عشان نبقى مع بعض .. ليه عايزة تضيعى وقت تانى وتحرمينا من سعادتنا ليه 
ظلت صامتة شاردة وقد انعقد لسانها عن الرد 
عاليا .. غصب عنى .. صدقنى غصب عنى .. بص كل اللى طالباه منك شوية وقت .. مهلة ادينا مهلة بس واللى خلانا نستنى كل ده يخلينا نستنى شوية كمان 
عمر .. ليه .. منا لازم افهم ليه عشان اقتنع بكلامك ده .. انتى بتحبينى ؟؟ قولى يا عاليا بتحبينى ولا لأ ؟
عاليا .. اسمع كلامى يا عمر .. ادينا شوية وقت بس عشان نكون مع بعض 
نظر لها بيأس وحسرة قائلا بمرارة .. انا اسف انى فرضت نفسى عليكى .. مكنش المفروض اضغط عليكى تعملى حاجة غصب عنك 
تطفلت عليكى بزيادة اسف .. اوعدك مش هتقل ولا هفرض نفسى عليكى تانى .. عن اذنك 
عاليا بلهفة .. عمر استنى 
تركها وذهب بقلب معذب يحترق من الالم .. كان ينتظر الفرصة لكى يصارحها بمشاعره ويسعد قلبه بها ولكن لم يكن يدرى ان العذاب والالم فى انتظاره والنهاية ستكون وخيمة هكذا 
.....
بعد عودة والده من السفر .. قام شادى بزيارته فى الشركة الخاصة به 
سالم .. اهلا يا شادى .. اتفضل نورت الشركة 
شادى .. بنورك يا بابا 
سالم .. لفيت فيها ولا لسة .. هيا لسة صغيرة انت عارف 
شادى .. ان شاء الله اقدر اكبرها واخليها من اهم الشركات فى البلد 
سالم .. قدها وقدود يابنى 
ثم اتصل بالسكرتير الخاص به ليأتى له فورا 
أيمن .. افندم يا بشمهندس 
سالم .. أيمن ده بشمهندس شادى ابنى .. اول مرة يشرفنى فى الشركة .. عايزك تلففه على كل المكاتب وتاخده جولة حلوة كدة فى الشركة عشان هيمسك الشغل معايا 
أيمن .. تحت امرك يافندم .. اتفضل معايا يا بشمهندس 
ظل يتجول بشركة ابيه ويسجل الملاحظات والاشياء التى لم تعجبه او ينوى تغييرها بالشركة حين اتصل سالم بزوجته 
سالم .. ايوة يا ستى جه الشركة وعمل اللى فى دماغه 
هالة .. ومسك شغل فعلا ؟
سالم .. لا شغل ايه هو لسة يعرف حاجة .. انا خليت ايمن ياخده جولة كدة فى الشركة قبل ما نتكلم فى نظام الشغل 
بس البيه ابنك شكله متحمس اوى مش عارف على ايه 
انا قلت لما يشوف الشركة صغيرة هيصرف نظر ويفكر فى الشغل مع كامل اكتر
هالة .. واحدة واحدة يا سالم .. المهم دلوقتى تحاول متمسكوش شغل خالص .. يبقى كله كلام واجتماعات لحد ما نشوف كامل هيعمل ايه معاه 
سالم .. ده كامل زعلان اوى واعد يقولى ده اتفاقنا اقولك عايز شادى تقوم تاخده منى 
هالة .. حلو اوى كدة .. يبقى خليه ييجى الشركة عندك كزيارة ويقول الكلمتين دول ادامه ويعرض عليه رسمى الشغل معاه .. وانا واثقة ان شادى هيوافق ساعتها 
سالم .. اما نشوف 
بعد انتهاء جولته بالشركة توجه لمكتب والده قائلا بحماس 
شادى .. الشغل هنا شكله هيبقى ممتع اوى .. الادارات منظمة ومتعاونة .. احنا هنبدأ امتى 
سالم .. انت سبت الكلية خلاص ؟
شادى .. لا لسة ادامى شهر كدة .. الطلبة محتاجيننى الفترة دى عشان الامتحانات ومش هاين عليا اسيبهم 
سالم .. خلاص يبقى بعد الامتحانات ان شاء الله لما تسيبها نهائى نتكلم 
....
وجدتها تبكى فاندهشت لحالتها تلك قائلة 
ملك .. ايه ده مالك فى ايه ؟
عاليا .. مخنوقة اوى .. عايزة اروح 
ملك .. طب فهمينى بس مالك ايه اللى حصل ؟
عاليا .. مش قادرة اتكلم يا ملك .. انا طلبت عربية ومروحة 
ملك .. استنى انا جاية معاكى .. مش هسيبك
عاليا .. والمحاضرات ؟؟
ملك بيأس وسخرية من الحالة التى وصلت لها .. معادتش فارقة .. يلا بينا 

....
دخل المنزل فلم يجد عمر .. ظل يتصل به مرارا وتكرارا دون رد 
ادم بنفسه .. ياترى روحت فين يا عمر ومبتردش ليه 
بعد فترة وجده يدخل من باب المنزل بوجه حزين متعب 
ادم .. يادى النيلة .. هو احنا بنسلم بعض ولا ايه ..والله مابقيت عارف مين يواسى مين 
عمر بتعب .. الله يخليك يا ادم مش وقت هزار .. انا فيا اللى مكفينى 
ادم .. طب كنت فين ومبتردش ليه 
عمر .. كنت بلف فى الشارع شوية .. بحاول افوق من اللى انا فيه 
ادم .. فيك ايه طيب انت كنت كويس 
عمر .. روحت اصارح عاليا بحبى ليها وياريتنى ما روحت ولا اتكلمت 
ادم .. ايه ده بجد اخيرا .. طب وزعلان ليه باة المفروض تكون مظأطط
عمر بمرارة .. الهانم بتقولى مش هينفع دلوقتى .. قال ايه عايزة وقت
ادم .. نعم !! هو ايه اللى مش هينفع !
عمر .. انا عارف !! شكلى اتسرعت او مكنش المفروض اصلا اتكلم 
ادم .. طب مسألتهاش عايزة وقت ليه 
عمر .. سألتها ومردتش .. شكلها مش متأكدة من مشاعرها ناحيتى وعايزة وقت لسة تتأكد 
ادم .. ممم ممكن .. وممكن برضو فيه سبب انت مش عارفه 
عمر .. سبب ايه !! مفيش اى اسباب .. خطيبها وسابته وبحبها وهيا بتحبنى .. ومطلبتش نتصاحب ده انا بقولها نتجوز واهلى كمان عارفين اهلها ناقص ايه تانى ؟؟
ادم .. مش عارف بس انا رأيى تسمع كلامها وتستنى 
عمر .. لا انا عرفت انا هعمل ايه وخدت قرارى خلاص
.....
فى محافظة سوهاج .. وتحديدا بمنزل عم عاليا 
عديلة .. انت بتجول ايه يا حچ رفعت .. يعنى البنيه ما اتجوزتش صُح 
رفعت .. زى ما بجولك اجديه .. الفرح التغى باليوم ذاته .. والبت لساتها بت بنوت 
عديلة .. يبجى اكيد شاف عليها حاجة .. امال هيهمِّلها ليه ليلة فرحها 
رفعت .. لا البت زينة واحنا كلياتنا عارفينها وعارفين اخلاجها .. اللى فهمته انهم متفجوش وافترجو بالمعروف 
عديلة هاتفة بفرحة .. لو الكلام ديه صُح يبجى يافرحتك يا جلال يا فرحتك .. بت عمك لساتها بت بنوت .. شكلها هتبجى من جسمتك ونصيبك يا ولاه
ركض جلال سريعا قائلا 
جلال .. الحديت اللى انا سامعه ده صُح يابوى ؟ بت عمى متجوزتش واد خالتها 
رفعت .. وانا من ميتا بهزِّر معاك يا وِلد .. ايوة صح الصح كمان .. بس مالك فرحان جوى ليه اجديه ؟
عديلة .. ما انت دارى انه بيحبها ورايدها من زمان .. لولا بس خالتها اللى صممت تجوزها ابنها .. واحنا مجدرناش ننطج عشان واصية عليها .. لكن دلوقيت جتلنا الفرصة عشان ناخدها تعيش وسطينا لاجل ابنك ما يتجوزها 
رفعت .. انتى بتجولى ايه يا ولية انتى .. ناخدها وسطينا كيف ؟!
عديلة .. بعد اللى حُصُل يبجالنا الحج بوصيتها .. بعد ما 
واد خالتها سابها نطلب تيجى تعيش وسطينا .. احنا اولى بيها من الغريب 
رفعت .. سبج وحاولنا وخالتها وجفتلنا وموفجتش واصل .
عديلة .. دلوقيت مش رح تجدِر تنطج .. اكيد خجلانة من اللى ابنها عمله ومش هتجدِر تتكلم واصل
رفعت .. يعنى انتى شايفة اجديه ؟!
عديلة .. ايوة يا حاج هو ده الصح .... انت تتدل على  مصر وتتحدت معاها بالحسنى وتوك راجع .. ونشوف هتعمل ايه 
رفعت .. خلاص .. هنزل بأجرب وجت
.....
صباحا فى الكلية 
تفاجأ بعاليا تدخل امامه من بوابة الكلية .. فتحرك سريعا قبل ان تراه .. ولكنها لمحته لتلحق به قائلة 
عاليا بمرح .. هو احنا متخاصمين ولا ايه ؟
عمر بارتباك .. لأ ابدا .. ليه ؟
عاليا ..اصلك اول ما شوفتنى مشيت وحتى مسلمتش عليا 
عمر بمرارة .. لأ ابدا مش عايز اكون تقيل عليكى بس .. او افرض نفسى عليكى 
عاليا بحزن .. ليه بتقول كدة يا عمر .. احنا مش صحاب ولا ايه !
نظر لها بحسرة وعيون معاتبة ولم يرد عليها فقالت 
عاليا .. بلاش الكلام الكبير ده .. اكيد انت مش بتتقل عليا ولا حاجة والدليل اهو انا اللى جاية وراك عشان اتكلم معاك 
عمر .. كان فيه حاجة ولا ايه ؟
عاليا .. اه كنت عايزة اقولك ان التاسك بتاعة ملك كبيرة عليها ومش عارفة تعملها .. وانا مش هلحق عشان عندى شغل كتير انت عارف 
عمر بغيظ .. ماشي يا عاليا هشوف الموضوع ده .. حاجة تانية ؟
عاليا .. لأ .. بس انا اللى عايزة اسألك مالك .. بتتكلم كدة ليه .. مش احنا صحاب والمفروض نقول لبعض على اللى مضايقنا ؟!
عمر وقد فاض به .. لأ مش صحاب يا عاليا .. احنا مش صحاب .. ولو شايفة اللى بيننا ده مجرد صحوبية تبقى عاميه مبتشوفيش .. انتى عمرك ما كنتى صحبتى .. عمرك 
وبالنسبة للى مضايقنى فانا متأكد انك عارفاه كويس اوى .. بس عاملة عبيطة ومش فاهم ليه الحقيقة .. ولا بقيت عايز افهم .. عن اذنك 
افضى بكل ما بداخله وتركها مذهولة من انفعاله وصراحته الشديدة تلك 
ولكنها لا تستطيع ان تريح قلبه وقلبها .. ليس بيديها شئ للاسف كى يرتاح 
....
بعد عودته للمنزل اخبر ادم بامر ملك تاركا له التصرف فقد تعب كثيرا وهو يحاول انقاذ مشروعهم والان وبعد ما فعلته عاليا لم تعد لديه اى طاقة كى يحل مشاكل المشروع 
وهنا قرر ادم استغلال الوضع ومحاولة التقرب من حبيبته من جديد
ظل يفكر ويفكر كيف سيبدأ معها بالحديث .. وكيف سيجبرها على التعامل معه حتى اضاءت برأسه فكرة 
فقام بارسال رسالة لها عبر الفيس بوك 
(ملك - محتاجين نعد نرتب جدول الميدترم مع بعض .. نتقابل بكرة فى الكافيتريا بعد المحاضرات .. تمام ؟)
....
كانت تتصفح بعض المواقع الالكترونية تحاول تشتيت افكارها وتناسى ما حدث معها اليوم .. فقد كان حقا يوما عصيبا عليها 
حتى تفاجأت برسالة من ادم .. دق قلبها بشدة لا تصدق ما تراه عيناها .. ظلت تغمض وتفتح عيونها تنظر بذهول للشاشة امامها لتتأكد من صحة ما تراه 
معقول .. ادم !! 
فتحت رسالته بلهفة وسرعان ما احمرت وجنتيها وارتفعت الحرارة بهم عند قراءة رسالته 
ظلت تقرأها مرة بعد مرة غير مصدقة ما يحدث 
اشتقت اليك كثيرا آدمى .. اشتقت لكلامك هذا .. والان سوف اراك !! وغدا !! كيف سأتحمل رؤياك بعد كل ذلك البعد .. كيف سأنظر بعيونك واتحدث معك !! 
همت ان ترد عليه بلهفة ولكنها سرعان ما تراجعت 
حيث ظلت تنظر للشاشة لفترة فى حين ينتظر هو ردها 
ولكنها اغلقت الحاسب بالنهاية دون الرد عليه 
ذهبت لسريرها وعيونها تلتمع بالسعادة وقلبها يخفق بشدة .. اتمنى رؤياك ادم .. اتمنى النظر بعيونك مرة اخرى ورؤية عشقى بهم .. ولكن لا .. لن تكون تلك المرة بهذه السهولة .. لن اجعلك تنال عشقى حتى انتقم لقلبى منك .. اعدك بذلك 
....
صباحا فى الكلية وبعد انتهاء المحاضرة الاولى 
وجدها تسير فى الممر الرئيسى بصحبة عاليا 
ذهب خلفهم مناديا عليها 
ادم بلهفة .. ملك ... ملك 
عاليا بدهشة .. ملك ده ادم 
اكملت ملك طريقها وهى تبتسم بخبث قائلة 
ملك .. عارفة .. امشى وسيبك منه 
ادم .. ملك لو سمحتى 
عاليا تسير ببطئ محاولة التوقف .. يا ملك بقولك ادم .. شوفيه عايز ايه 
ملك .. عاليا امشى احسن همشى واسيبك 
عاليا .. يعنى مش عايزة تعرفى عايز ايه حتى؟ 
ملك .. لأ ميهمنيش ومش فارق معايا 
كانت تبتسم داخليا بفرحة حين اعترض طريقهم قائلا 
ادم وبدون مقدمات .. فيه موضوع مهم عايزين نتكلم فيه 
ملك بحدة .. مفيش بينى وبينك كلام 
ادم باصرار .. لا فيه .. ولازم نتكلم
عاليا .. طيب اسيبكم انا تتكلمو براحتكم 
ملك بحدة .. انا جاية معاكى مش هتكلم مع حد 
ادم .. الموضوع يخص الدفعة ولا نسيتى انك مندوبة معايا 
ملك .. لا منستش .. بس خلاص مبقتش عايزة اكمل 
حينها انسحبت عاليا بهدوء وهى ترى تلك المعركة المشتعلة بينهم 
ادم بحدة .. يعنى ايه مش عايزة تكملى هو لعب عيال ولا ايه ؟!
ملك ببرود .. انت مش قلتلى ملناش شغل مع بعض تانى .. وحتى المشروع منتعاملش مع بعض فيه !! واظن انا ملتزمة بكل كلمة قولتها .. يبقى ليه جاى تتكلم معايا دلوقتى ؟!
ادم .. ايوة انا قلت كدة عالمشروع .. لكن شغل الدفعة احنا مجبرين نتعامل فيه مع بعض 
ملك .. لا انا مش مجبرة على حاجة .. وان كان عالدفعة فانا متنازلة عن منصبى مبقتش عايزاه 
ادم .. مش بمزاجك .. للاسف مبقاش ينفع يا بشمهندسة .. كنتى تقدرى فى الاول تنسحبى براحتك اما دلوقتى انتى ملزمة بمهمات تجاه دفعتك ولازم تنفذيها 
ملك بغيظ .. يعنى انت عايز ايه دلوقتى ؟!
ادم .. تلتزمى بمهماتك 
ملك .. وايه هيا مهماتى دى ان شاء الله ؟؟
ادم .. انتى عارفاها كويس .. وشوفتى رسالتى امبارح يعنى فاهمة بتكلم عن ايه 
ملك ببرود .. اه الجدول !! ياسيدى انا متنازلالك عنه اعمله انت برحتك
ادم بانفعال مصطنع .. والله انا معنديش وقت عشان اعمل حاجة مهمة زى دى وتاخد وقت لوحدى .
ملك .. وانا مش هشتغل معاك .. ولا هعمل الجدول 
ادم .. وبعدين يعنى هنسيب الدفعة تغرق عشان عناد حضرتك ؟!
ملك .. انا مبعاندش .. بس زى ما انت مش عايز تتعامل معايا انا كمان مش طايقة اتكلم ولا اتعامل معاك .  يبقى هشتغل معاك تانى ازاى !! 
ادم بغيظ .. معلش تعالى على نفسك 
ملك باستفزاز .. لا اسفة والله مفيش حاجة تخلينى اعمل حاجة غصب عنى 
وانا مش هشتغل وده اخر كلام عندى هتعمل ايه يعنى !!
ادم .. ممممم طب انا عندى ليكى عرض كويس هيحل الموضوع 
ملك .. مش عايزة عروض منك انا قلت اللى عندى
ادم .. اسمعى وبعدين قررى .. انا عرفت من عمر ان عندك مشكلة فى التاسك اللى مطلوبة منك فى المشروع ومش عارفة تعمليها 
فايه رأيك اشيل عنك التاسك دى خالص واريحك منها مقابل انك تعملى الجدول معايا 
ملك بحدة .. لا شكرا مش عايزة منك حاجة ولا عايزاك تشيل حاجة عنى .
ادم .. متتسرعيش فكرى كويس قبل ما تقررى .. التاسك فعلا رخمة وهتاخد وقت كبير منك والامتحانات قربت .. وانا عامل حاجة شبهها قبل كدة يعنى اقدر اخلصها انا بدالك وانتى بس يبقى عليكى الجدول .. اعتقد مش هياخد وقت زى التاسك دى 
ظلت ملك تفكر بكلامه وقد عرف ادم من اين يدخل لها ..  فذلك العرض مغرى حقا فقد حاولت كثيرا العمل بتلك المهمة المطلوبة منها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل 
فلم تجد سوى ذلك الحل ليكون طوق النجاه لها 
ادم .. عالعموم معاكى لاخر اليوم تفكرى ولما تقررى معاكى رقمى كلمينى 
هم ان ينصرف حيث استدار من امامها حينما قالت 
ملك .. لا مش معايا .. مسحته 
استدار لها مرة اخرى بارقا عيناه بذهول 
ادم .. ايه ! مسحتيه !! 
ملك بلا مبالاة .. اه مسحته من زمان .. مبقالوش لازمة معايا .. وعموما انا موافقة 
ادم وقد حاول السيطرة على غضبه قائلا بغيظ 
ادم .. ماشي يا ملك .. اشوفك بعد المحاضرات فى الكافيتريا 
ملك .. لا .. هنعد فى المدرج .. بعد المحاضرات فى المدرج 
واعمل حسابك هيا نص ساعة اللى هعد فيها معاك 
وانصرفت من امامه دون سلام 
ادم بنفسه .. واضح انى هتعب معاكى اوى يا ملك واكتر مما كنت اتخيل .. بس هتروحى منى فين انا وراكى والزمن طويل 
.....
بعد انتهاء المحاضرات .. ظلت بمكانها حينما ذهب ليجلس بجانبها 
شعرت بقشعريرة تسرى بجسدها كله بمجرد جلوسه بجانبها واستنشاق عطره الذى اذابها عشقا له فوق عشقها وجعل قلبها يخفق بقوة كادت ان تصل اليه
اما هو ما ان شعر بها بجانبه حتى انتفض قلبه بين ضلوعه مع تسارع انفاسه وكأنها فى سباق .. فقد اشتاقها كثيرا واشتاق لتلك العيون الزرقاء التى طالما غرق بين امواجها
ادم بحنان ولهفة لم يستطع اخفاءها .. عاملة ايه يا ملك ؟
ملك بحدة .. ايه المطلوب يتعمل دلوقتى ؟
ادم بمزح .. مالك داخلة حامية اوى كدة ليه !
ملك بحزم .. معنديش وقت اضيعه .. يلا نبدأ عشان مش عايزة اتأخر 
ادم .. طيب 
ظلا يعملا بين مناقشاتهم واقتراحاتهم حتى اوشكا على الانتهاء حين قالت ملك .. تقريبا كدة جمعنا كل الافكار 
ممكن بكرة نخلصه ونوريه للدفعة نعرف رأيهم 
ادم .. وليه بكرة .. ما احنا اعدين نكمل 
هبت واقفة بسرعة كمن لسعها عقرب قائلة .. لا انا مستعجلة ومش عايزة اتاخر .. نكمل بكرة 
واخذت تلملم اشياءها بعجلة من امرها حتى توقفت لوهلة حين وقعت عينها على قلمه الذى تركه معها سابقا .. امسكت به بيد مرتجفة لتناوله اياه قائلة بثبات .. خد ده مبقاش يلزمنى 
نظر لها بعيونها نظرة مهلكة ممتزجة بالحزن والالم .. وكأنه يعاتبها ولكن كيف له وهو من بدأ وفعلها سابقا .. والان هى ترد له جزءا من قسوته معها 
ادم بنبرة متوسلة .. خليه معاكى يا ملك 
وضعته امامه قائلة باصرار .. لا مش عايزاه خليهولك 
وتركته وانصرفت للمرة الثانية دون سلام 
ظل يتابعها بعيونه حتى خرجت من المدرج مختفية عن انظاره .. امسك بالقلم يتلمسه بعشق مستنشقا عبيرها به بحسرة وحزن شديد قائلا .. اخر رابط كان ما بيننا اتخليتى عنه .. بس اوعدك هيرجع باقرب وقت .
.....
ظل جالسا بغرفته مبتسما يتذكر ملك وحديثهم سويا ..
اعجبتنى تلك القطة الشرسة بداخلك حبيبتى .. لم اكن اتخيل ان تلك البراءة والرقة والجمال يختبئ خلفهم فتاة متمردة عنيدة بل وعنيفة مثلك .. تذكر كم كانت تتحداه ولم تعط له وجها مطلقا .. فبالرغم من طريقتها تلك الا انه كان يضحك بداخله لغيظها الواضح .. ولكن سرعان ما ارتسم الحزن بملامح وجهه حين تذكر قلمه الذى اعطته اياه .. فتلك الحركة احرقت قلبه وما زاد حرقته ايضا ازالتها لرقم هاتفه وكأنها تقول له لا مكان لك بحياتى بعد الان ..
لا يا ملك سأظل بحياتك وقلبك ولن ابتعد عنكى ابدا 
لنرى من سيكون رابحا بالنهاية 
قام بالاتصال بها هاتفيا مرة وراء مرة دون رد ليحدث نفسه بسعادة
كاذبة حبيبتى .. كنت اعلم انكى كاذبة 
فان لم يكن رقمى مسجل .. لماذا اذا لم تجيبى اتصالاتى ؟!!  .. ولكنى لن استسلم بسهولة  
ظل يتصل مرارا وتكرارا منتظرا ردها 
...
على الجانب الاخر .. كانت تحاول استذكار دروسها فى محاولة جاهدة للتخلص من افكارها بادم الذى لم يترك عقلها ثانية واحدة .. ولكنها تريد بشدة ان تنفض تلك الافكار عنها 
ووسط كل محاولاتها اتاها اتصاله 
ما ان رأت اسمه على الهاتف حتى تسارعت نبضات قلبها بعنف .. لا تدرى ماذا تفعل .. تتمنى بشدة سماع صوته فقد اشتاقت لنبرة صوته بالهاتف
ولكن عقلها وكبرياءها يمنعاها من الرد عليه 
تركته يتصل ولم ترد عليه ولكنها تشعر بسعادة عارمة بداخلها لاصراره هذا 
ظل يتصل ويتصل فلم تجد بدا فى النهاية من الرد عليه 
ملك بحدة .. نعم عايز ايه ؟
ادم .. يعنى عارفة انه انا اهو 
ملك .. خير يا ادم فى حاجة ؟
ادم .. مش قلتى مسحتى رقمى .. عرفتى ان انا ازاى باة 
ارتبكت لاكتشافه كذبتها ولم تدرِ بما ترد فانعقد لسانها عن الكلام تفكر بحجة 
ادم .. مردتيش يعنى .. ايه مكسوفة انك مقدرتيش تمسحيه .. انا كنت عا...
قاطعته ملك قائلة بحدة .. متاخدش مقلب فى نفسك اوى كدة .. انا مسحاه فعلا بس للاسف حافظاه .. من كتر ما كنت بتتصل بيا كل شوية وتدوشنى طبيعى حفظته .. بس اكيد هنساه زى ما نسيتك 
ادم بتحدى .. متقدريش على فكرة 
ملك .. كنت متصل ليه .. انا مش فاضية 
ادم .. متفقناش على معادنا بكرة .. لسة بقولك نكمل شغل لقيتك جريتى من ادامى مش عارف خايفة من ايه !!
ملك .. هخاف من مين وليه اصلا ؟
ادم .. امال ليه هربتى فجأة لو مش خايفة !
ملك .. انا مبهربش .. قايلالك من الاول مش عايزة اتأخر 
ادم بتحدى .. او تكونى خايفة تضعفى وتتأثرى بوجودى جنبك زى زمان فبتلحقى نفسك
ملك باستفزاز .. ههههه لا متخافش انا مش زيك .. و مش شرط يحصلى اللى بيحصلك فى وجودى .. انت انتهيت من حياتى من زمان 
شعر ادم بغصة بحلقه بسبب كلامها القاسى معه .. فهو يحاول بكل طريقة استفزازها وكسر عنادها ولكن يبدو انها من تنجح دائما باستفزازه واثارة غضبه فى كل مرة  
ادم .. عموما كنا عايزين نحدد معاد بكرة .. نعد بعد المحاضرات زى انهاردة 
ملك .. لا انا مش فاضيالك انا عندى مذاكرة وشغل .. نتقابل الصبح بدرى قبل المحاضرات 
ادم .. مممم بقيتى بتصحى بدرى زى ما علمتك ولا اصحيكى انا 
دق قلبها بعنف اثر كلامه متذكرة كيف بدأت علاقتهم وكيف كان مهتما بها وبتفاصيل حياتها حتى قبل اعترافه بحبه لها .. متذكرة حلاوة البدايات بينهم و التى تميز اى علاقة حب
وجدها صامتة فشعر انه على الطريق الصحيح ليكمل 
ادم .. طيب سجلى رقمى باة عشان اصحيكى .. زى زمان فاكرة 
ملك بحدة وغيظ .. مش فاكرة ومش عايزة افتكر حاجة .. ومتشغلش نفسك بصحيانى انا الساعة ٧ هكون فى الكلية .. سلام 
واغلقت الخط بوجهه قبل ان يرد عليها 
ضحك بنفسه قائلا .. شكلك بدأتى تحنى يا لوكا .. وقريب اوى هترجعى لقلبى تانى 
.....
فى صباح يوم جديد 

شعرت عاليا بالاشتياق لعمر .. فقد باتت تفتقده بشدة .. تفتقد احاديثه ومزاحه معها .. محاولاته الدائمة للتقرب منها وحتى استفزازه لها كى يخرج جنونها وغضبها به
ولكنه الان يظل دائما بعيدا عنها .. لا يحاول حتى القاء السلام عليها .. فقررت ايجاد اى طريقة كى تتحدث معه وتريح قلبها الذى يحترق بسبب بعده عنها
ظلت تنتظره امام بوابة الكلية حتى رأته يدخل امامها 
دق قلبها بشدة عند رؤياه .. ولكنه نظر اليها بحسرة و سرعان ما اشاح بنظره عنها مكملا طريقه
اوقفته قائلة 
عاليا .. صباح الخير يا عمر ..  اتفضل دى التاسك المطلوبة منى 
هم ان يتركها ويذهب دون رد حتى جاءه صوتها المستنكر
عاليا .. انت رايح فين وانا بكلمك !
عمر بانفعال .. مليت يا عاليا .. مليت من دور زميل الكلية اللى انتى عايشة فيه ده .. انا مش مجرد زميلك ولا واحد شغال معاكى فى المشروع .. ولو انتى عايزة تضحكى على نفسك فانا الحقيقة مش قادر اضحك على نفسى زيك 
وان كان عالمشروع .. عندك ادم اديله التاسك بتاعتك هو بدأ يباشر المشروع من تانى 
عاليا بحزن .. بس انا كنت عايزاك انت اللى تستلم منى .. ونراجعها مع بعض عشان المناقشة .. ولو فيه حاجة نظبطها سوا 
عمر بلوم .. انتى ليه بتعملى فينا كدة .. شوية تبعدى وشوية تقربى .. بجد انا تعبت من شغل القط والفار ده  .. لما انا اقرب واصارحك باللى جوايا تبعدينى عنك .. ولما ابعد واقرر مقربلكيش انتى اللى بترجعى تقربى تانى .. هنفضل كدة لحد امتى 
عاليا .. قلتلك محتاجة شوية وقت بس .. انت اللى مصمم تعمل ازمة بيننا ومش صابر 
عمر بانفعال وقد فاض به .. انا !! انا يا عاليا اللى مش صابر !! .. انا اعدت شهور احبك من بعيد واحاول ألمحلك وكنتى علطول بتصدينى وتبعدى وانا مش فاهم ليه رغم كنت حاسس بمشاعرك ناحيتى .. ولما عرفت الحقيقة كنت بموت من وجعى .. مكنتش متخيل تكونى لحد تانى .. حاولت كتير انساكى مقدرتش .. ودلوقتى بعد ما جتلنا الفرصة نكون لبعض برضو بتبعدينى عنك بعد ما استنيتك كل ده .. والمفروض يا عمر تستنى وتصبر وتستحمل .. طب ليه !! عايزة وقت لايه !! انا مبقتش فاهم حاجة .. وقت عشان تتأكدى من مشاعرك مثلا !! ولا وقت لايه بالظبط
واردف قائلا بألم .. انا تعبت يا عاليا .. انا اكتر واحد تعب وعانى من اول يوم فى العلاقة دى لحد ما خلاص طاقتى نفذت .. ومبقتش قادر اعمل اى مجهود تانى عشان انقذ علاقتنا 
عشان كدة انا قررت ابعد لحد ما تقررى وتعرفى انتى عايزة ايه.
......


   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

   

google-playkhamsatmostaqltradent