رواية انت عشقي وقسوتي الفصل العشرون 20 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل العشرون 20 

 - بارت ٢٠
ملك .. عاجبنى اسلوبك فى التصوير .. فيه ابداع وحركات مختلفة مش تقليدية 
مروان .. لازم اكون مميز عشان الناس تطلبنى بالاسم .. وده اول درس لازم تتعلميه لو ناوية تدخلى المجال ده
لمحته يأتى باتجاههم فارتبكت داخليا ولكنها تظاهرت بالبرود امامه حيث ضحكت بمرح قائلة 
ملك .. هههه ندخل مندخلش ليه .. صغيرين ولا مش قدها 
مروان بنظرة اعجاب .. لا صغيرين ايه ده انتى ....
قاطعهم ادم بحدة حيث لم يستطع تحمل اكثر من ذلك ورؤية مليكته تتحدث بحميمية هكذا مع شخص اخر غيره 
فاشتغلت النار بداخله لتزيده غضبا فوق غضبه مجبرة اياه قطع هذه المحادثة الحارقة لقلبه فورا مهما كان الثمن 
ادم بغيظ يربت على كتفه بقوة .. ايه يا مروان .. بتحضر يعنى 
مروان هاتفا .. اهلا ادم باشا .. والله واحشنى يا كبير 
ادم بحدة .. ما لازم اوحشك هو احنا بنشوف وشك خالص .. لا بتحضر محاضرات ولا بتعبرنا فى المشروع 
كانت ملك تضحك بداخلها ليرتسم على ثغرها ابتسامة واسعة لم تستطع اخفاءها 
وكيف لا .. وهى ترى معشوق عيناها يكاد يجن من غيرته عليها .. فهى الان ترى بوضوح الشمس مدى عشقه لها 
حيزها اتاها الامل من جديد واستطاعت الان فقط ان تتنفس
مروان .. والله يا ريس لسة بقول للبنات انا مشغول ازاى .. بس قلت اجى انهاردة احاول الحق اى حاجة كفاية العك اللى عكيته فى الامتحان
ادم بسخرية ليحرجه .. اه ماهو باين بدليل بدل ما تحضر محاضراتك وتعوض اللى فاتك اعد هنا ترغى وتتسامر 
لاحظ مروان معاملة ادم الجافة معه واندهش كثيرا من طريقته وكلامه الفظ هذا
مروان .. نعم !! ايه الكلام ده تقصد ايه ؟؟
ادم بتوعد .. على فكرة انا مش عاجبنى تنفيضك لينا فى المشروع بالمنظر ده .. ده انت حتى مبتدخلش الجروب تشوف وصلنا لايه .. بجد مبقاش ينفع الكلام ده .. عموما انا نصحتك وانت حر .. سلام 
تركه وانصرف دون ان يوجه اى حديث لملك او عاليا 
ولكنه صدم بشدة من ادم فلم يتخيل ابدا ان يتحدث معه بتلك اللهجة فاستأذن منهم وذهب ليلحق به قائلا 
مروان .. استنى هنا يا ادم .. انت تقصد ايه بالكلام ده .. ومن امتى بتكلمنى كدة اصلا 
ادم بانفعال .. اقصد انك مهمل .. مبتعملش اى حاجة فى المشروع ولا تعرف حتى بيتكلم عن ايه .. والوضع ده مش هينفع يستمر 
مروان .. بس احنا متفقين من اول يوم انى ماليش دعوة بشغلكم ده .. وان عليا شغل الميديا والماركتينج 
واظن انت كنت موافق ومرحب جدا كمان 
ايه اللى جد دلوقتى عشان تتكلم كدة !؟
ادم .. اللى جد انى مش شايفك الحقيقة بتعمل حاجة خالص .. ولا حتى بتحضر اجتماع واحد لينا .. يعنى انت معانا فى المشروع بالاسم وخلاص 
مروان منفعلا .. انا مبعملش حاجة بعد كل ده ؟! .. تمام .. لو حضرتك شايف انى مليش لازمة فى وسطكم انا مستعد انسحب بهدوء واسيب المشروع خالص .. تقدر تمسح اسمى من الجروب وتبلغ دكتور عفيفى انى مبقيتش معاكم 
عن اذنك 
انصرف مشتعلا بالغضب متعجبا من طريقة ادم المفاجأة له 
....
بعد انصراف ادم ومروان 
ملك بضحك .. هههههه شوفتى ادم .. شوفتى كان هيتجنن ومولع ازاى .. قال بيقولى نسينى قال 
عاليا بغضب .. لا مشوفتش يا ملك .. مشوفتش غير واحد ملوش اى ذنب فى اللى بينكم اتاخد معاكم فى الرجلين ومستقبله هيضيع بسببكم 
وده كله ليه .. عشان حضرتك كنتى بتغيظى ادم بيه .. اهو هيدمر مستقبله بسببك ويخرجه من المشروع 
ملك مندهشة .. يدمر مستقبله !! ازاى يعنى انتى ليه محسسانى ان ادم ده وحْش ومعندوش ضمير ! وبعدين هو اصلا ميقدرش يعمله حاجة .. ولا يقدر يخرجه واسمه متسجل معانا 
عاليا .. لا للاسف يقدر .. انتى عارفة دكتور عفيفى بيحبه ويثق فيه اد ايه ده غير انه التيم ليدر .. يعنى فى ايده كل حاجة 
ولو حب يخرجه من المشروع عشان يبعدك عنه هيعملها ومروان مش هيلاقى جروب يقبله واحنا فى نص السنة كدة 
شعرت ملك بتأنيب الضمير مما فعلته وانتابها الخوف الشديد ان ينفذ ادم توقعات عاليا حقا 
ولكنها حاولت اقناعها بالعكس قائلة 
ملك .. ادم شخص كويس واكيد مش هيرضيه انه يضيعه 
عاليا بانفعال .. ليه انتى مشوفتيش كان بيكلمه ازاى وقاله ايه ادامنا ! كل كلامه معناه كدة 
انا عارفة ان ادم كويس بس انا وانتى عارفين ان ساعة غضبه مبيشوفش هو بيعمل ايه ولا نسيتى اللى حصل مع شادى 
ساورها القلق بشدة بسبب كلام عاليا .. وشعرت بالذنب الكبير تجاه مروان 
ملك بقلق .. انا حقيقى مفكرتش كدة ولا جه على بالى ابدا ان ادم ممكن يأذيه
عاليا .. يبقى تروحى وتتكلمى مع ادم وتقوليله ان مروان ملوش دعوة وميدخلهوش فى مشاكلكم 
ملك باستنكار .. انا اروحله تانى !! استحالة طبعا ... انا مبقتش مستحملة كلمة منه يا عاليا .. كلامه بجد بيوجع اوى وانا سمعت منه بما فيه الكفاية 
عاليا .. لازم تصلحى اللى هببتيه قبل ما واحد يتأذى ملوش اى ذنب 
ملك .. طب ما تكلمى عمر يكلمه .. مش انتو ليكم كلام مع بعض وعمر صاحبه .. كلميه وفهميه الموضوع هو اكتر واحد هيقدر يأثر على ادم 
عاليا .. ملقتيش غير عمر يا ملك
ملك .. اه وماله .. مش انتو صحاب مفيهاش حاجة لما تقوليله 
عاليا .. طيب انا هكلمه .. واضح فعلا ان ده الحل الوحيد 
قامت بالاتصال به هاتفيا حتى اتاها رده سريعا وكأنه كان بانتظارها
عمر بمرح .. عاليا بنفسها بتكلمنى ده حلم ده ولا علم 
عاليا .. هههه لا علم .. عمر انا عايزاك فى موضوع ضرورى 
عمر بقلق .. خير يا عاليا فى ايه ؟
عاليا .. انا فى الكافيتريا ممكن تيجى نتكلم شوية 
عمر .. طيب حاضر جايلك 
وبعد قليل وصل عمر امامها
عمر جالسا بمقابلها .. خير يا عاليا فى ايه قلقتينى 
عاليا .. هو ادم قالك حاجة على مروان ؟
عمر بتعجب .. مروان !! لا .. انا اصلا مشوفتش ادم انهاردة جيت متأخر   . بس هيكلمنى عن مروان ليه ؟!
عاليا .. اصله اعد اتكلم معانا شوية .. وانت عارف ان ملك وادم متخانقين فادم لما شافه اعد معانا اتضايق وجه كلمه باسلوب مش كويس .. وفيما معنى كلامه يعنى انه هيخرجه من المشروع عشان مش عاجبه شغله 
وطبعا مينفعش يخرجه من المشروع دلوقتى كدة هيأذيه جامد 
عمر باندهاش .. يخرجه ازاى يعنى ايه الكلام ده .. لا اكيد انتى فهمتى الكلام غلط ادم استحالة هيعمل كدة 
عاليا .. بص هو كان واضح انه بيهدد .. وهو كان متعصب فعلا لما شافه معانا وطريقة كلامه كلها كانت جامدة ومتبشرش بالخير
عمر .. انتى هتقوليلى على ادم لما يتعصب من حد 
عاليا .. طب وبعدين يا عمر هنسيبه يعمل اللى فى دماغه ويضيع مستقبله ؟ مروان ملوش ذنب فى اللى بينهم حرام يظلمه بسبب ملك 
عمر .. لا طبعا مش هيحصل .. متخافيش انا هتكلم معاهم واصلح الموضوع 
عاليا بأمل .. بجد يا عمر .. هتتكلم مع ادم ؟؟
عمر وقد اسرته نظرة عيونها المبتهجة بالامل .. ممكن متقلقيش طول ما انا موجود 
عاليا بخجل .. شكرا 
عمر .. على ايه بس .. ده انا هروح ابوس الواد مروان ده من بقه عشان خلاكى تكلمينى بنفسك وتعدى معايا الاعدة دى 
عاليا .. ههههه .. طيب انا هقوم باة .. ابقى طمنى عملت ايه 
اوقفها ممسكا بحقيبتها قائلا .. رايحة فين احنا لسة اتكلمنا !!
عاليا .. اه انا كنت جاية اكلمك على موضوع مروان وانت قلت هتتصرف .
عمر .. طب وبالنسبة لينا احنا .. مش هنتكلم
عاليا بخجل وارتباك شديد .. احم . . احنا .. احنا م مالنا 
عمر .. عاليا انا عايز اقولك كلام .. كلام كتير جوايا .. نفسي بس ...
قاطعته سريعا لتهب واقفة .. عمر انا لازم امشى .
عمر .. استنى ثوانى بس
عاليا .. مش وقته يا عمر .. ادم وملك متخانقين وملك تعبانة جدا ومنهارة واكيد ادم كمان على اخره .. مش معقول نعد احنا نتكلم ونسيبهم كدة 
عمر بانفعال .. يادى ادم وملك اللى مش هنخلص منهم .. ياستى احنا مالنا بيهم هما احرار يعملو اللى شايفينه مناسب .. هنوقف حياتنا عليهم !
عاليا بعجلة من امرها .. معلش اجل الكلام دلوقتى لحد ما الامور تستقر .. سلام باة هروح اشوف ملك 
تركته وذهبت بينما استشاط غضبا هو الاخر بسبب حججها المتكررة وهروبها دائما منه رافضة سماع ما يكنه لها من مشاعر .. فدايما ما تتهرب من موةجهة مشاعرها ما يدفعها للتهرب منه باى فرصة 
.....
وصلت ملك المنزل وعلى وجهها ترتسم الابتسامة الواسعة حيث يبدو عليها السعادة 
رأتها والدتها بتلك الهيئة فادركت انها تصالحت مع ادم وقد عادت المياه لمجاريها 
كانت تنتوى ان تتحدث معها وتفهم منها ما حدث الا ان اتاها تليفون من محمد ابن اختها يبلغها ان والدته قد تعرضت لازمة قلبية وهى الان فى المشفى بصحبته هو ووالده
توجهت سريعا مع ابنتها للمشفى كى تطمأن على اختها الغالية امينة فقد كانت ترتعب من داخلها خوفا على اختها 
فهى شقيقتها الوحيدة والتى تعتبرها سندها فى الحياة
فاخذت تهرول مسرعة اليها
وجدتها بغرفة الرعاية المركزة وقد شدد الاطباء على عدم اجهادها بالكلام 
دخلت لها الرعاية كى تطمئن عليها .. قبلت يدها وربتت عليها بحنان قائلة 
ثريا .. انا جنبك يا حبيبتى متقلقيش هتبقى زى الفل .. ربنا يطمن قلبى عليكى يا اختى 
ثم خرجت تتحدث مع محمد لمعرفة سبب ما حدث لوالدته
اخبرها محمد بأن اخته لا تستطيع المجئ هذه الاجازة مع زوجها نظرا لظروف عمله
فهى تقيم فى الكويت منذ ان تزوجت بحكم عمل زوجها هناك وتأتى ثلاثة اشهر فقط بالسنة للمكوث مع عائلتها والاطمئنان عليهم واشباع اولادها من جدتهم وخالهم الغائبين عنهم .. فبرغم هذا البعد والغربة الا انهم على اتصال دائم بهم حتى ان والدتها لا تستطيع النوم دون ان تتحدث معهم من خلال الفيديو
ولكن هذه السنة لا تستطيع المجئ مع زوجها بسبب ظروف قد جدت بعمله منعته من اخذ اجازته
فلا يمكنها ان تتركه بغربته بمفرده لهذا اضطرت لالغاء السفر ايضا
ولهذا السبب قد حزنت امينة كثيرا فهى لا ترى ابنتها واحفادها سوى مرة بالسنة والان حتى هذه المرة قد حرمت منها 
فهم يملئون حياتها فرحة وبهجة وحب ويدخلون على قلبها السرور فى الفترة التى يقضيانها سويا 
حقا قد اشتاقتهم .. وقلبها ينزف الما على فراقهم 
قالت ثريا لمحمد .. مفيش اى حل يخلى مايا تنزل حتى لو شهر واحد .. امك هتتجنن عليهم 
محمد .. للاسف يا خالتو مايا كانت قايلالى من فترة بس كنا مخبيين على ماما عشان كنا عارفين انها هتتعب ومش هتستحمل 
بس لما الوقت قرب اضطرينا نعرفها لانها كانت بدات تجيب وتحضر الحاجات اللى بيحبوها 
ثريا .. ربنا يقويها يا حبيبتى دى بتستناهم من السنة للسنة 
وقف محمد مهموما امام غرفة والدته ينظر اليها بقلق شديد 
حين شعرت ملك بالاسى لاجله فهو ورغم كل شئ .. غالى جدا بالنسبة لها وعزيز عليها 
ذهبت اليه لتواسيه وتطمئن قلبه على والدته 
ملك بتعاطف .. متقلقش يا محمد .. خالتو قوية وباذن الله هتقوم وتبقى زى الفل 
فرح قلبه كثيرا لاهتمامها ومساندتها له معتقدا انها تحبه فعلا وها هو الدليل خوفها عليه وقلقها بسبب حزنه 
امسك يديها بسرعة متشبثا بتلك الفرصة وكأنه غريق وقد تعلق باخر امل له للنجاة
محمد .. خليكى جنبى يا ملك انا محتاجك اوى 
قالت ملك بارتباك واحراج شديد من مسكه ليدها بهذه الطريقة 
ملك .. احنا كلنا معاك مش هنسيبك 
وسحبت يدها بلطف مكملة حديثها .. ماما هتفضل مع خالتو انهاردة روح انت ارتاح وكُل حاجة عشان تقدر تقف على رجلك .. انت مش هتفيدها بحاجة بوقفتك دى 
محمد .. طب يلا اوصلك فى سكتى 
ملك بكذب فهى لا تريد التواجد معه حاليا او الاحتكاك المباشر بينهم خوفا عليه من تعلقه بامل جديد 
وهى بالطبع لا تستطيع صده او جرح مشاعره فى هذا الظرف العصيب
ملك .. لا انا هعد مع خالتو انا كمان عشان اتطمن عليها .. ولو ماما احتاجتنى تلاقينى جنبها 
نظر اليها نظرة شكر وعرفان للاهتمام بوالدته 
ثم قال
محمد .. خلاص انا هروح واجيلكم بكرة الصبح بس هدخل اعد مع ماما شوية 
ودخل لوالدته للاطمئنان عليها وسؤالها ان كانت تريد شئ قبل ان يرحل 
بعد ذهاب محمد ووالده جلست ملك بجانب ثريا 
ثريا .. مروحتيش معاهم ليه يا ملك مش قلتى هتروحى وتيجى بكرة عشان عندك بحث مهم
ملك .. بصراحة اضطريت اقول لمحمد انى اعدة معاكم عشان كان عايز يوصلنى بعربيته 
وانا طبعا مش عايزة ابقى معاه .. فخلينى باة انهاردة عشان لو جه الصبح وملقنيش هيعرف انى كذبت عليه ويزعل .. ثم اكملت .. وهو مش ناقص كفاية عليه تعب خالتو 
ثريا .. كدة احسن برضو خليكى معايا .. انا اصلا كنت هبقى قلقانة عليكى وانتى بايتة لوحدك 
ملك .. انا كبرت يا ماما خلاص متقلقيش 
واكملت .. انا كنت هبقى معاكم اصلا بالتليفون مش هعرف انام وخالتو فى الرعاية 
ثريا .. والله يا ملك خالتك بتحبك اوى وعشان كدة كانت عايزاكى لمحمد وتفضلى معاها علطول 
ملك .. وانا كمان والله بحبها وخوفت عليها اوى لما دخلتلها .. بس قلوبنا مش بايدينا يا ماما 
.....
دخل عمر حجرة ادم وجده مهموما شاردا ينظر فى الفراغ 
عمر .. وبعدين يا ادم .. هتفضل تعذب فى نفسك كدة كتير 
ادم .. لو سمحت يا عمر انا مش مستحمل كلمة 
عمر .. ولما الغيرة مولعة فى قلبك اوى كدة كنت بتبعد عنها ليه .. حرام عليك يا اخى اللى بتعمله فيك وفيها ده
ادم .. غيرة !! وانا على اخر الزمن هغير من حتة العيل ده اهو ده اللى كان ناقص فعلا 
عمر بحدة .. ادم علاقتك بملك انت حر فيها لكن مروان ملوش دخل بخلافاتكم .. ماله هو عشان تقلب عليه وتهينه ادام البنات بالمنظر ده 
ادم بغضب .. هو اللى جابه لنفسه .. سايب المشروع واعد يتدلع ويهزر يستاهل اكتر من كدة 
عمر .. بلاش والنبى تتحجج بالمشروع .. انا وانت عارفين كويس اوى ان مش ده اللى مضايقك .. مروان من اول يوم وهو ملوش فى شغلنا ده ولا يفهم فيه .. واحنا اتفقنا اننا مش هنخليه يمسك اى حاجة تكنيكال عشان هيخرب الدنيا .. ليه جاى دلوقتى تحرجه بالمنظر ده .. هو ميستاهلش منك كدة 
ادم .. كل ده تمام بس مش لدرجة يختفى وميحضرش ولا اجتماع لينا ولما يظهر الاقيه اعد يرغى ويضحك مع ملك ولا على باله الشغل اصلا 
عمر .. هو ده مربط الفرس يا ادم .. ملك .. كل مشكلتك انه اتكلم مع ملك .. وهو ميعرفش ان محرم عليها تتكلم مع اى حد غيرك .. لأنه من الاصل ميعرفش ان بينكم حاجة وده ليه .. لأن حضرتك مقلتلهوش اصلا 
يبقى ملكش حق تضايق منه 
ادم .. يا سلام وهو مش عارف !! 
عمر .. لا ميعرفش .. مشافهاش غير مرة يوم ما عرفتهم على بعض ومعتقدش انك قلت حاجة يومها 
هو مبيجيش الكلية اصلا عشان يعرف .. كل اللى يعرفه انها مندوبة معاك وبس .. وبيتكلم معاها عادى على هذا الاساس 
انت باة عندك مشكلة معاه واجهه فهمه انك بتحبها وبتغير عليها .. مش تهينه وتتريق عليه .. وكمان تهدده تشيله من المشروع !!
ادم .. خلاص مبقاش فيه حاجة عشان اقولهاله .. موضوعنا خلص خلاص .. وانا مهددتوش ولا فتحت بقى انه يمشى ..هو اللى قال انه هيسيبنا ومشى 
عمر .. اى واحد مكانه عنده شوية كرامة هيعمل كدة .. لما يحس انك مستقل بيه وبشغله .. وانك بتهدده بالمنظر ده وتتكلم معاه بالاسلوب ده .. طبيعى هيمشى مش هيستناك لما انت اللى تمشيه 
بس الحقيقة باة انه بيشتغل كويس جدا وبيعمل حاجات احنا منقدرش نعملها .. ده هو اللى ماسك شغل الميديا كله والmarketing وبيجيبلنا شركات تدعمنا وتبقى sponser لينا 
يبقى واجب علينا نشكره لتعبه ده مش نهينه.. لان اصلا مش مطلوب منه غير الميديا حسب الاتفاق بس الراجل كتر خيره حب يعمل مجهود اضافى عشاننا وعشان مجهودنا يوصل .
ادم .. هو عيِّنَك المحامى بتاعه امتى بس عشان ابقى عارف 
عمر بانفعال .. لااااا ده انت الواحد فعلا مبقاش يعرف يتكلم معاك .. غضبك وقسوتك عاميينك عن الحقيقة وعن الناس اللى بتحبك وهتكرههم فيك باسلوبك ده 
مروان جدع يا ادم وصاحب صاحبه وعمره ما عمل معانا حاجة وحشة .. عشان كدة يستاهل ادافع عنه 
ثم اعطاه ظهره وما هى الا خطوتين حتى استدار له قائلا .. اه وعلى فكرة .. هو مقاليش حاجة اصلا .. انا عرفت من عاليا كانت قلقانة منك وانا اعدت ادافع عنك واقولها لا استحالة ادم يعمل كدة .. ثم نظر له بحسرة وحزن قائلا .. بس للاسف واضح انى كنت غلطان

ذهب تاركا اياه حزينا على نفسه والحالة التى وصل لها بسبب ملك .. يشعر بانفاسه تضيق اكثر يوما بعد يوم .. عقله متوقف تماما عن التفكير وقلبه يطالبه بالرحمة يطلب منه العفو والغفران .. فهو على يقين ان ملك احبته منذ الوهلة الاولى ولم تكن تضحك عليه يوما 
ولكن كبرياؤه يمنعه حتى عن اعطاء معشوقته فرصة للتوضيح مطالبا اياه بالابتعاد عنها ونسيانها بكل دم بارد
ولكنه لم يقوى على ذلك .. لم يحتمل بعدها يوما واحدا فكيف له ان يلبى امر كبرياؤه ذلك 
وها هو الان يبدأ بخسارة الناس .. بل واقرب الناس له يبتعد عنه شاعرا بالخزى والحسرة .. 
لااا عمر الا انت اريدك صديقى .. لا يمكننى خسارتك انت الاخر .. انت من تبقى لى ولا يمكننى التفريط بك 
ذهب اليه مسرعا لتلطيف الوضع بينهم ولكنه مة ان اقترب من باب غرفته وقبل ان يطرقه استمع لمحادثة عمر مع مروان حيث كانت كالاتى 

عمر .. يابنى انت سبت بنات الكلية كلهم وملقتش غير ملك اللى تروح ترغى وتضحك معاها .. إحمد ربنا انها جت على اد كدة ومتعلقتش من رجليك على باب الجامعة عشان تبقى عبرة لمن يعتبر 
- ......
عمر ردا عليه .. لا ازاى باة ليه حق طبعا .. يابنى ملك تعتبر خطيبته اصلا مستنيين بس يتخرجو ويتقدملها رسمى .. يبقى ليه حق يتضايق باة ولا لأ !
-........
عمر .. ههههه لأ صدق يا اخويا اهو طلع ليه قلب مش زى ما كنا فاكرينه تلاجة .. وكمان غيرته وحشة اوى خاف على نفسك باة 
-........
عمر .. انا عارف والله انك كنت بتتكلم عادى بكل احترام ومعدتش حدودك معاها .. وادم ملهوش حق يزعل .. بس انت حظك انك جاى فى وقت منيل بنيلة الدنيا والعة بينهم وادم على اخره وجت فيك ملقاش غيرك يفش غله فيه 
-........
عمر ردا عليه .. والله ادم ده مفيش اطيب من قلبه وحنية الدنيا فيه هو بس لما بيتعصب او بيتضايق مبياخدش باله من كلامه و تصرفاته .. لكن والله قلبه ابيض وبينزل على مفيش فى الاخر
وهو مكنش يقصد يضايقك ولا يهينك .. ده من عشمه يا مروان انت صاحبه ولازم تستحمله وتقدر موقفه وتقف جنبه فى الوضع ده.
-.......
عمر .. خلاص باة مفيش الكلام ده هتفضل معانا فى المشروع غصب عنك وده اخر كلام .. ده احنا نحتاس من غيرك يابنى .. وبالنسبة لادم انا متأكد انه هيكلمك بس يفوق من اللى فيه ده .
عمر .. ماشي يا معلم .. يلا سلام 
ظل ادم متسمرا بمكانه وقد تفاجئ بكلام عمر عليه ودفاعه عنه رغم انه مخطئ ورغم انه منزعج منه كثيرا  وبعد لحظات دخل غرفته  
عمر بصدمة .. ادم !!
ادم بتعجب .. هو انت ازاى قادر تقف فى ضهرى وتدافع عنى قصاد الناس كدة وانت نفسك زعلان منى ومش طايقنى 
عمر .. عشان انا اكتر واحد عارفك وفاهم اللى جواك .. وعارف انك لا يمكن تأذى حد وكل كلامك من ورا قلبك .. وانا مش زعلان منك انا زعلان عليك مش عايز حزنك يخسرك حد ولا يضيع اللى بيحبوك منك .. وخصوصا ملك
ادم بضعف مرتميا على السرير بثقل جسده بيأس .. 
ادم .. انا تعبت يا عمر .. تعبت بجد ومش قادر استحمل الصراع اللى جوايا .. انا حاسس كل حاجة بتتهد فوق دماغى مرة واحدة ومبقتش قادر افكر 
عمر .. اسمعها يا ادم .. اديها فرصة تتكلم وافهم وبعدين قرر .. طول ما انت مش عارف الحقيقة فين هتفضل حيران وتعبان كدة .. روحلها واتكلم معاها بصراحة وافهم منها .. اديها فرصتها اللى طلبتها منك وبعدها ليك حرية الاختيار 
ادم .. مش متخيل اسمعها بتتكلم عن حد غيرى .. مش متخيل اصلا وجود حد فى حياتها .. انا بتعذب كل ما اتخيل حاجة زى كدة .. ازاى بس عايزنى اسمع الكلام ده واقبله على كرامتى ورجولتى 
عمر .. مش يمكن اللى تسمعه يكون غير ما انت متوقع خالص .. ويريح قلبك 
ادم .. ولو طلع مؤلم .. الحقيقة دايما مؤلمة 
عمر .. حتى لو .. مش هتكون خسرت حاجة بالعكس هتبقى بتبعد وانت مرتاح لقرارك ومقتنع بيه بدل ما انت حيران كدة ومش مرتاح
ادم باسف .. كلمتك بطريقة بايخة .. انا اسف 
عمر محتضنا اياه .. ولا يهمك يا صاحبى .. انا مقدر ظروفك وحاسس بيك ومش مهم عندى اى حاجة دلوقتى غير انى اتطمن عليك 
ادم .. اوعدك هفكر .. يلا تصبح على خير 
...... 
صباحا استيقظت ملك تشعر بالم شديد برقبتها وظهرها 
فقد باتت طوال الليل جالسة بكرسى الاستراحة بعد ان تم نقل خالتها لغرفة خاصة ليلا و استقلت والدتها الاريكة بجانب اختها ولم يتبقى مكان لملك لتنام به
فاخبرت والدتها انها سوف تتحدث مع عاليا بالاستراحة خارجا وبعد اغلاقها الهاتف غلبها النوم 
فتحت عيناها على ضوء الصباح لتجد الوقت قد تأخر على ميعاد المحاضرة الاولى 
فقررت المكوث بالمشفى اليوم فهى على كل حال لم تستطع اكمال بحثها فلتقدمه غدا وتعتذر لدكتور المادة 
...
دخل ادم قاعة المحاضرات متلهفا لرؤية معشوقة عيناه .. فظل يبحث عنها بعيونه ولكنه لم يجدها 
شعر بالحزن ينهش بقلبه وقد بات يفكر بها طوال الليل بعد حديث عمر معه 
والاهم بعد ان تحركت مشاعره بقوة تجاهها عند رؤية مروان يتحدث معها ويجلس بجانبها 
فلم يطق تحمل فكرة ان تكون لغيره .. وتخيل لو تركته فعلا وتزوجت بغيره هل سيستطيع ان يكمل حياته !!
فهو يريد فى كل لحظة ان يعيدها لقلبه مرة اخرى .. ولكن تبا لرأسه اليابس الذى سيضيع عشق حياته 
لا ملك لا استطيع البعد اكثر من ذلك 
هيا نأخذ فرصتنا للتحدث بهدوء وايضاح الامور .. فقلبى يحدثنى بعشقك لى منذ اول لقاء لنا .. وقلبى لا يخدعنى .. اذا فلنتفاهم ونتصارح سويا حبيبتى 
سوف انتظرك ملك .. وسوف اعطيكى فرصتك التى طلبتيها .. وسوف احاول تفهمك واحتواءك .. نعم سوف اعيدك لقلبى وحياتى حبيبتى
انتهت المحاضرة وظل ينتظرها فى المحاضرة التالية ولكنها ايضا لم تأتِ
كيف تخلفت عن تلك المحاضرة المهمة للمشروع .. وكيف لم تسلم بحثها 
لا يمكن ان تتخلف ذلك اليوم الا بسبب كبير 
لما ملك .. لما لم تأت .. اشتقت اليكى كثيرا حبيبتى 
لم يستطع اخفاء شوقه وذهب مسرعا لعاليا للسؤال عن ملك 
ادم .. ازيك يا عاليا .. هيا فين ملك ؟ 
عاليا .. الحمدلله يا ادم .. وقالت بطريقة مبهمة قاصدة اياها .. ملك مش جاية انهاردة خير فى حاجة ؟
ادم .. كنت عايز اسالها على حاجة .. هيا مش جاية ليه ؟!
كانت تضحك داخليا وهى ترى اشتياقه الظاهر على وجهه ولهفته لمعرفة اخبارها 
عاليا .. خالتها تعبانة وهيا اعدة معاها
ادم متساءلا بغضب وقد احرقته نار الغيرة وبدأ الشك يتسلل لقلبه مجددا .. خالتها دى تبقى والدة محمد ؟؟
عاليا بارتباك وحذر .. ايوة هيا .. خالتها تعبت وو
لم ينتظر ليستمع لحديثها وانصرف سريعا مغادرا قاعة المحاضرات وعلى وجهه ترتسم علامات الغضب والحسرة معا
ولكن سرعان ما عاد اليها 
ادم بحدة .. المستشفى دى فين ؟ 
عاليا .. ليه فى حاجة ؟
ادم .. ايوة عايز اسألها على حاجة مهمة ومش هينفع تستنى لبكرة 
عاليا .. فى ......
ادم .. ماشى شكرا 
خرج وبداخله غضب الدنيا لوجودها مع محمد بنفس المكان .. شعر بالغيرة الشديدة عليها وزادت حيرته وشكه مجددا 
اذا لا مجال لتأجيل النقاش اكثر من ذلك .. علينا التحدث ووضع النقاط فوق الحروف قبل ان افقد عقلى بسببك .. فلنتحدث اليوم .
بعد انتهاء اليوم الدراسى خرج مسرعا للذهاب لملك حينما وجد من ينادى عليه بالخلف 
عمر .. رايح فين يا ادم .. دكتور عفيفى عايزنا 
ادم .. عايزنا ليه؟ انا مش فاضى 
عمر .. انت نسيت يابنى الاجتماع الشهرى .. وفين ملك وعاليا 
ادم .. ملك مجتش انهاردة عاليا موجودة .. خلاص روحو انتو و 
عمر .. مينفعش يابنى لازم كلنا نروح .. يلا وبعدين ابقى روح مشوارك 
ادم بتبرم .. طيب .. جاى 
....
وصل محمد المستشفى عند والدته ليجد ملك بالاستراحة ويبدو عليها الارهاق والتألم 
محمد بلهفة .. مالك يا ملك .. رقبتك مالها 
ملك وهى تتحسس رقبتها بألم .. رقبتى وجعتنى من النومة عالكرسى .. بس متقولهومش جوة عشان ميقلقوش انا كويسة 
محمد بحنان .. سلامتك يا حبيبتى 
ملك بعصبية .. قلتلك ميت مرة مت ....
قاطعتهم ثريا هاتفة 
ثريا .. اهلا يا محمد تعالى يا حبيبى امينة بتسأل عليك من الصبح 
تركها ليدخل غرفة والدته المستلقية على الفراش بتعب
قبل يد والدته قائلا .. عاملة ايه انهاردة ياست الكل 
امينة .. الحمد لله يابنى احسن
ملك .. ماما انا لازم اروح عندى امتحان بكرة 
ثريا .. طيب انا بعت اجيب اكل لينا نتغدى وامشى 
ملك .. ماشى 
......
بعد الاجتماع 
ادم بتبرم .. اكيد زمانها روحت دلوقتى ومش هلحقها 
عمر .. انت كنت رايحلها المستشفى بجد ؟
ادم .. ايوة بجد .. انا خلاص مبقتش قادر استحمل .. واعدتها معاه فى المستشفى خنقانى .. لازم كنت اروح عشان اتطمن بنفسى واتكلم معاها 
عمر .. حتى لو اعد معاها يا ادم لو بتحبك ولا هيهز فيها شعرة ولا هتعمله اعتبار اساسا .. طمن بالك 
ادم .. برضو انا لازم اتصرف .. لازم اشوفها انهاردة باى طريقة 
........
بعد انتهاءهم من الطعام 
محمد .. يلا يا ملك عشان اروحك فى سكتى 
ملك .. لا شكرا .. انا هروح لوحدى
امينة بضعف .. الوقت اتأخر يا حبيبتى والدنيا هنا مقطوعة .. خليه يوصلك عشان نبقى متطمنين عليكى 
ملك .. متخافيش يا خالتو انا هطلب عربية واروح علطول 
امينة .. انا تعبانة يا ملك ومش حمل مناهدة .. روحى معاه واسمعى الكلام متتعبيش قلبى اكتر
نظرت لها ثريا بخوف على اختها تحثها على الامتثال لامرها بينما قال محمد 
محمد .. يلا يا ملك متزعليش ماما 
امينة .. والله محمد بيخاف عليكى واكتر واحد يقدر ياخد باله منك .. عشان خاطرى روحى معاه خلينا متطمنين عليكى 
اشفقت ملك على خالتها وحالتها المتعبة تلك .. نظرت لوالدتها فرأت بعيونها نظرات توسل كى تمتثل لامر خالتها .. فاستسلمت بالنهاية ووافقت 
ما ان خرجت من الحجرة حتى التفتت لمحمد قائلة بحدة 
ملك .. هيا خالتو ليه مصرة اوى كدة توصلنى
انا وافقت عشان متزعلش وهيا مش ناقصة
محمد .. خايفة عليكى .. وعارفة انى احميكى بروحى 
ملك متجاهلة كلامه .. هيا مش عارفة ان موضوعنا خلص من زمان !
محمد باصرار .. مفيش حاجة خلصت يا ملك .. هيا عارفة انى عايزك وبحبك وهرجعك ليا فى اقرب وقت وبتتمنى ده .. انا غلطت فى حقك يا ملك بس اعتبريها نزوة .. غلطة .. سوء تقدير كل الناس بتغلط 
وانا عرفت قيمتك ولايمكن هفرط فيكى تانى 
ملك .. محمد انا مبحبكش .. انا بحب حد تانى .. افهم وابعد عنى 
محمد .. سيبك من الكلام ده دلوقتى وتعالى اوصلك عشان امتحانك .. وبعدين نبقى نعد ونتكلم 
وبالفعل استقلت سيارته جالسة بجانبه لا تتطلع اليه ابدا تنظر بالمرآه متجاهلة وجوده 
اما هو فكان ينظر لها بين الحين والاخر مبتسما على تظاهرها بتجاهله .. ظنا منه انها تتظاهر فقط بذلك كى تعاقبه 
وصلا امام بناء منزلها .. فقام بصف السيارة على الجانب الاخر وترجلا منها سويا 
همت ان تزيل عنها البالطو الخاص به والذى وضعه عليها بمجرد خروجهم من المشفى نظرا لبرودة الجو 
فوضعه عليها من جديد محاوطا كتفيها بذراعه قائلا 
محمد .. سيبيه الجو برد عليكى 
ثم تمسك بذراعها ليعبرا الشارع سويا 

كل ذلك يحدث امام ذلك المشتعل غضبا وحرقة على فراق معشوقته 
فقد اصر ان يذهب اليها بنفسه ويتحدث معها تاركا المجال لها كى تتخذ فرصتها بشرح كل شئ له املا ان يريح كلامها قلبه وينفى كلام محمد الواثق بحب ملك له 
فظل ينتظرها بسيارته امام منزلها ولكنه صدم حين رأها تخرج من السيارة معه والادهى وجدها ترتدى البالطو الخاص بمحمد محتضنا اياها بحماية فى مشهد حميمى احرق روحه وقلبه ودمر ما تبقى من كرامته 
شعر بسكين يمزق بقلبه تمزيقا بلا رحمة حين وجدها تعبر الشارع معه متمسكة بذراعه 
ظل ينظر لهم بعدم تصديق يكذب عينيه .. وكأنه كابوس أليم يتمنى الاستفاقة منه فورا 

بعد عبورهم الطريق وقف يتحدث معها قائلا 
محمد .. وحشتينى يا ملك .. وحشنى نجرى واحنا بنعدى الطريق مع بعض زى زمان .. فاكرة .. فاكرة لما كنا نجرى ادام العربيات ونعد نضحك 
ملك .. ده لما كنا لسة عيال يا محمد .. دلوقتى احنا كبرنا والايام دى خلصت 
محمد .. وليه مترجعش .. انا لما ببقى معاكى بحس انى رجعت عيل من تانى .. بفتكر كل اللحظات الحلوة والمجنونة اللى عيشناها زمان 
ازالت البالطو عنها تعطيه اياه 
ملك .. اتفضل البالطو بتاعك .. عن اذنك 
اوقفها ممسكا بيدها بقوة متمسكا بها بيديه الاثنتين مما جعل ادم يستشاط غضبا والما فوق المه 
محمد .. امتى يا ملك هتسامحينى وترجعيلى تانى .. انا بتعذب من غيرك 
افلتت يدها منه بصعوبة قائلة .. قلتهالك وبقولهالك تانى .. انسانى يا محمد انا مش ليك 
ثم تركته وذهبت تحت اعين ادم المصدومة و المليئة بالحسرة والوجع 
لما ملك !! لما فعلتى كل ذلك بى ايتها الخائنة 
احببتك من قلبى .. سلمتك اياه وروحى عن طيب خاطر 
وماذا فعلتى .. ماذا فعلتى ايتها الحقيرة 
لاول مرة اعشق من قلبى .. لاول مرة اسلم قلبى لامرأة 
كيف لكى ان تفعلى ذلك بى 
افق من وهمك ادم عن اى عشق تتحدث يارجل 
احفظ ما تبقى من كرامتك ورجولتك .. وكباريائك 
فليذهب قلبك للجحيم بعد الان .
عاد منزله مشتعلا بالنيران وقد استولى الغضب كليا عليه حتى رأى سيرين بوجهه 
سيرين .. حمدالله على السلامة يا ادم .. ايه الاخبار 
ادم .. كويس .. انا داخل انام 
سيرين .. استنى يابنى احكيلى عملت ايه مع ملك 
ادم بعصبية مفرطة .. متجيبيش سيرتها تانى .. مش عايز اسمع اسمها مش عايز افكر فيها تانى 
بكرهها .. بكره كل حاجة فيها .. بكره اليوم اللى شوفتها فيه 
ثم امسك ذراعها بعنف والشرر يتطاير من عينيه الحمراء قائلا .. مسمعكيش بتتكلمى عنها ادامى انتى فاهمة !!
سيرين بخوف .. فاهمة .. حاضر
افلت ذراعها بعنف متوجها لغرفته بقمة الغضب بينما جلست سيرين بمقعدها مذهولة من حالة ادم تلك والتى لم تعهدها عليه
فلأول مرة بعمره يرفع يده عليها ويتعامل معها بذلك العنف 
لاول مرة يخيفها منه .. وماذا كان يقول 
يكرهها !! يكره ملك !! كيف ولما !! 
....
دخل حجرته مشتعلا ليلقى بحقيبته على السرير بعنف 
وعيونه تكاد تحرق المكان بأكمله من شدة النيران بها 
اخذ يحدث نفسه بعصبية مفرطة
غبى .. فعلا انا غبى 
افكر بها بكل وقت واحدث نفسي انها لى وتعشقنى انا .. وفى الحقيقة تعشقه هو .. ما زالت تحبه وقد اتخذتنى وسيلة لمضايقته والرجوع له .. وها هى قد عادت اليه
كم كنت مغفلا ادم .. كم كنت احمق .. كنت واهما بعشقها .. كل ما حولك يخبرك بكذبها وحقارتها ولكن لن تستطيع ان تصدق .. قلبك لم يصدق عليها شئ 
وكنت تفكر اعطاءها فرصة للكلام والتوضيح .. اى توضيح ايها المعتوه 
تبا لك يا رجل .. كيف تفكر ان تعيدها لحياتك ثانية
الى متى سوف تقلل من شأنك هكذا .. الى متى سوف تقبل ان تكون مجرد وسيلة لنيل عشقها الضائع
لا ادم ارجوك افق من وهمك هذا ولتتركها وشأنها 
تقبل انها ليست لك .. ليست عشق الآدم
افق لنفسك .. انت ادم الشناوى .. الذى لم ولن يضعف لأى فتاة .. عليك ان تعود لآدم السابق .. ادم القاسى العنيف .. والجميع يحسب له الف حساب قبل التفوه بكلمة واحدة
واضح ان القلب ليس له مكان بزمننا هذا 
فليذهب ادم العاشق الطيب الحنون الى الجحيم .. ومعه قلبك الذى طالما اهلكك 
لن يتبقى من الان سوى ادم القاسى والمتكبر
اقسم ملك سوف تندمين على كل ما فعلته بى 
لم اعطك الفرصة للعب بى وبمشاعرى مرة اخرى
هذا دورى انا كى انتقم منك وابعدك عن حياتى للابد 
.......
صباحا فى الكلية 
عاليا بابتسامة خبث .. امبارح ادم سألنى عليك يا جميل .. واضح ان كلامك مع مروان جاب نتيجة 
ملك بأمل .. بجد ؟؟ قالك ايه 
عاليا .. كان ملهوف عليكى جدا وعايز يوصلك بأى طريقة .. شكله قرر يدى علاقتكم فرصة تانية 
ده حتى سأل على مكان المستشفى وكان جايلك بس اجتماع المشروع اخره
ملك ناظرة باتجاهه قائلة 
ملك .. بس ده مبيبصش ناحيتى خالص .. انتى متأكدة من الكلام ده ؟
عاليا .. اه والله ده انا كنت شوية وهضحك على منظره 
ملك .. طيب انا هروحله .. ادعيلى 
....
جلست بجانبه قائلة بابتسامة 
ملك .. عاليا قالتلى انك سألت عليا امبارح .. خير كنت عايز ايه ؟
لم يعيرها اى اهتمام واخذ يلملم اشياؤه استعدادا للنهوض 
اكفهر وجهها قائلة 
ملك .. ادم انا بكلمك 
انتهى من لملمة اشياؤه عدا قلمها الذى قد اخذه منها سابقا .. نظر له بيده ثم تركه على الطاولة امامها منصرفا دون كلام
التقطت القلم بذهول ثم ذهبت خلفه تلحقه
ملك .. ادم نسيت قلمك 
استمر بطريقه دون الالتفات لها 
فاعترضت طريقه توقفه قائلة بعصبية
ملك بانفعال .. اظن مش من الذوق ابدا اكلمك وتمشى وتسيبنى يا ادم .. مش عايز تتكلم انت حر بس خد قلمك 
ادم بحدة .. اسمى بشمهندس ادم .. وقلمك مبقاش بتاعى خلاص ميلزمنيش .
ملك بحزن .. ليه بتتكلم بالطريقة دى معايا .
ادم بقسوة .. هيا دى طريقتى واحسنلك تحفظى حدودك معايا بعد كدة .. وياريت ميبقاش بيننا كلام اصلا 
ملك بصدمة .. حدود !! احنا فيه بيننا حدود يا ادم !! انا ملك يا ادم حبيبتك ولا نسيت 
ادم بقسوة .. قلتلك بشمهندس ادم .. ومكنش فيه حاجة عشان انساها اصلا انا مفيش واحدة قدرت تكون حبيبتى لا انتى ولا غيرك 
ملك بذهول .. انت بتقول ايه يا ادم .. بتقول ايه !!
بلاش تعمل فيا كدة ارجوك 
ادم بحدة ناظرا لها باحتقار .. اللى سمعتيه يا بشمهندسة .. انا يمكن وهمت نفسى فعلا انك مختلفة .. جايز عشان كل اللى حواليا كانو بيقولو ان معنديش قلب ولا مشاعر فحبيت اغير فكرتهم دى عنى 
وانتى كنتى علطول عملالى مشاكل وقلق قولت اعلقك بيا شوية عشان تتهدى وتبطلى عنادك واسلوبك المستفز معايا ده .. وادينى بتسلى 
منكرش انى فى الاول اتوهمت ان انا كمان اتعلقت بيكى 
بس كنت غلطان لان لما بعدنا متأثرتش ولا فرقتى معايا .. انا عمرى ما حبيتك وعشان كدة مع اول مشكلة كان سهل عليا جدا ارميكى زى غيرك كتير 
ملك بذهول متجمدة بمكانها .. لا .. لا استحالة يكون الكلام ده حقيقى .. قولى انك بتكذب .. بص فى عينيا وقولى انا محبتكيش 
استحالة يكون اللى بيننا ده مجرد تسلية 
انا شوفت عشقى فى عنيك قبل ما تنطق بيه .. شوفته بقلبى .. معقول كل ده كدب .. لالا انا استحالة اصدق الكلام ده 
ادم بقسوة .. انتى حرة تصدقى متصدقيش مش فارقلى اصلا .. اللى فارقلى انك تحفظى حدودك معايا من هنا ورايح .. وبالنسبة للمشروع للاسف احنا مضطرين نكمل فيه مع بعض .. بس الوضع هيختلف عن الاول تماما 
ملك بسخرية .. ايه ناوى تلغينا خالص !!
ادم بحدة .. للاسف محتاج لشغلكم لان انا وعمر بس مش هنلحق نخلص .. بس من هنا ورايح تاسكاتك انتى وصاحبتك هيروحو لعمر وانا هستلم منه 
ولو فيه اى ملاحظات هو هيبلغكم بيها 
ومفيش شغل معايا .. انا وعمر هنشتغل مع بعض وانتى وصاحبتك تشتغلو وتبعتو شغلكم .. لحد ما نخلص من السنة المهببة دى
ملك ناظرة بعيونه بتحدى  .. مهما عملت يا ادم مش هتقدر تخلص منى .. انت بتلغى اى حاجة تجمع بيننا عشان خايف تضعف .. خايف قلبك ميقدرش يتحمل وجودى ادامه ويرجعلى ويطلع كل كلامك ده كدب 
ادم بقسوة .. خليكى واهمة نفسك بكدة .. بس الحقيقة انى مش طايق اتكلم معاكى ولا حتى اسمع صوتك .. يبقى ازاى هطيق اشوفك 
ملك بضعف ناظرة بعيونه بحسرة .. ليه القسوة اللى فى عنيك دى يا ادم .. عنيك بتقولى ان كل ده كدب ومش حقيقى .. نظرة القسوة دى مش قادرة تدارى عنى حبك ليا .. بتقولى متصدقيش كل ده من ورا قلبى 
هرب بعيونه منها ناظرا لاسفل حينما اكملت 
ملك باصرار .. عينيك فضحاك يا ادم .. انت بتحبنى .. انت لسة امبارح كنت بتسأل عليا وملهوف تشوفنى .. ياريتنى كنت موجودة ساعتها 
ايه اللى حصل من امبارح لانهاردة قلبك ١٨٠ درجة كدة .. ليه اتغيرت ومصمم تكرهنى فيك .. مصمم تطلع نفسك ندل وحقير وانى مش فارقالك رغم انى متأكدة انك انضف واجمل انسان قابلته .. وانك اكتر انسان حبنى من قلبه
لتردف متوسلة لقلبه .. ليه يا ادم .. ليه بتعمل فينا كدة حرام عليك .. ارجع ادم حبيبى .. بلاش القسوة دى مش لايقة عليك 

رق قلبه لها حيث اهلكته كلماتها ونظرات عيونها الضعيفة التى تأسره بزرقتها الملتمعة بالدموع
فنظر اليها بتأثر وشفقة .. وكاد ان يصارحها بحقيقة مشاعره 
ولكنه سرعان ما تذكر مشهدها اللعين مع محمد والذى احرق قلبه من جديد متيقنا انها تمثل عليه متلاعبة بمشاعره مرة اخرى .. ولا يدرى لماذا .. ألم تكتمل لعبتها معى الان بعد ان عادت اليه ! .. امازالت تستمر بتلك اللعبة الحقيرة لاثارة غيرة حبيبها ؟! 
فجأة تحولت ملامح وجهه للقسوة والكراهية قائلا 
ادم .. ده خيالك المريض اللى مصورلك الكلام ده .. لا انتى ولا الف زيك ممكن يخلونى اتلهف عليهم .. والحقيقة انى كنت عايزك فعلا امبارح عشان ابلغك بقراراتى اللى اخدتها 
واظن انك عرفتيها كويس دلوقتى 
اما بالنسبة للندالة والحقارة .. نظر لها مقيما اياها باحتقار واكمل .. بيتهيألى كل واحد عارف نفسه كويس .. عن اذنك 
امسكت ملك بيده لاول مرة متمسكة به بضعف ودموعها تتساقط من شدة الالم قائلة 
ملك .. متسبنيش يا ادم ..  انت ليه بتعمل كدة صارحنى ارجوك .. قوللى ايه اللى قَلَبَك عليا كدة .. انت حتى لما اتضايقت من موضوع محمد مكنتش بتكلمنى بالقسوة دى ..وكنت بتقول ان اللى واجعك عشقك ليا وغيرتك ان يكون فيه حد تانى مكانك 
ووالله ما فيه حد قدر ياخد مكانك ولا هيقدر 
يبقى ازاى دلوقتى بتقول محبتنيش وبتنكر مشاعرك ناحيتى 

ما ان لمست يده حتى انتفض متأثرا بلمستها له 
ولكنه سرعان ما قاوم احساسه هذا تاركا يدها متظاهرا بالبرود والقسوة قائلا وهو ينظر بعيونها بتحدى 
ادم .. عايزة تعرفى قلت كدة ليه .. انا اقولك .. لما عرفت ان كان فيه واحد قبلى الدم غلى فى عروقى .. مش عشانك بس عشان ادم الشناوى مبياخدش بواقى حد 
ملك بصدمة .. بواقى !! 
ادم .. ايوة .. انا لازم اللى اعرفها اكون اول واحد فى حياتها .. وهو ده اللى غاظنى حسيت ان اتضحك عليا .. وانا متخلقش لسة اللى يضحك عليا 
فقررت اعيشك فى الوهم شوية عشان لما اسيبك تتوجعى وابقى بكدة انتقمت لكرامتى 

شعرت ملك بالاهانة ما جعل الكره الشديد لادم يسيطر عليها بعد كل هذه المحايلة والتوسل .. ليشعرها بالنهاية برخصها وقلة قيمتها بنظره
فقد قللت من شأنها كثيرا وتخلت عن كرامتها لأجله بلا جدوى ويجب ان تعود لصوابها قبل فوات الاوان وقبل ان تخسر نفسها وكبرياءها  

ملك بذهول .. انت ازاى كدة .. جايب منين سواد وقساوة القلب دول .. انت لا يمكن تكون بنى ادم وبتحس زينا .. انا ازاى اتغشيت فيك بالشكل ده .. ازاى مقدرتش اشوف حقيقتك كل المدة دى .. قدرت تضحك عليا وتخدعنى بس عشان ترضى غرورك !! مثلت عليا كل ده عشان تجيبنى الارض وترضى كبريائك 
نظرت له بكره وقالت .. انا غلطانة انى اتذللت لواحد زيك معندوش شفقة ولا رحمة .. غلطانة انى افتكرت حبنا اقوى من اى حاجة وجيت اتكلم مع واحد معندوش قلب ولا احساس عشان انقذ حبنا  ..  غلطانة عشان صدقت وعودك وكلامك وجريت عليك بس عشان ارحمك من عذابك وارجعك ليا .. لكن محلولة 
اقسم بالله يا ادم لتندم ندم عمرك .. هتتمنى تسمع الحقيقة منى وانا اللى مش هنولهالك .. هتتمنى منى نظرة واحدة بس نظرات عيونى مش هتطولها .. هتحلم بيا وتجرى عليا تانى وانا اللى هرفضك وابعد عنك
واكملت .. هدوس على قلبى بجزمتى وانساك واعمل بنصيحتك .. ولو انا روحى فيك هفعص قلبى تحت رجليا ولا انى ارجعلك 
انا ندمانة انى عرفتك وامنتلك ووثقت فيك وفى وعودك .. انا اللى مبقاش عندى ثقة فيك ولا فى اى كلمة تقولها 
انا بكرهك ومش عايزة اشوف وشك تانى 
وانصرفت سريعا من امامه 
شعر ادم بغصة قوية بقلبه وقد تيقن تماما ان قصته مع ملك قد انتهت للابد 
نعم كان عنيف معها وشديد اللهجة للغاية ولكنه يحاول الانتقام لقلبه .. يحاول ان يخرج بها غضبه وجراحه والمه وضعفه ايضا .. فهى بنظره خائنة ولا تستحق البكاء عليها يوما 
نعم يحبها .. ولكن ليست للعودة طريق بينهم للاسف 
......
عاليا .. عملتى ايه .. طلع كان عايز ايه ؟؟
ملك بسخرية ومرارة  .. هههه كان عايز يذلنى ويوجعنى 
عاليا .. نعم !! لا طبعا استحالة اصدق 
ملك بانفعال .. لا صدقى .. انا كمان مكنتش مصدقة .. حاولت كتير اخليه يتخلى عن قسوته دى بس مفيش فايدة 
ادم الشناوى عمره ما هيتغير هيفضل غروره وكبرياؤه مسيطرين عليه دايما .. بس انا باة قررت اربيه .. وهربيه 
عاليا .. انا مش فاهمة حاجة 
ملك .. الاستاذ ادم عايشلى فى دور انه محبنيش اصلا وكل ده كان وهم عيشنى فيه .. ميعرفش انى قادرة افهمه من نظرة عينيه .. وقال ايه كان بيتسلى بيا 
طب انا عامية ومبشوفش .. بذمتك انتى اللى كان بينا ده تسلية !! 
عاليا بذهول .. تسلية ايه لا طبعا .. وهو ادم ده بيتسلى اصلا ده علاقته بكل البنات زى الزفت 
ملك .. يا عاليا ده كان هيتجوزنى .. كان بيتحايل عليا عشان اوافق نكتب كتابنا .. انا متأكدة ان مشاعره ناحيتى حقيقية .. بس كرامته لسة واجعاه وبيحاول ينتقملها مش اكتر .. عشان كدة انا مش مصدقة ولا كلمة من اللى قالها .. بس وجعنى كلامه وجرحنى اوى فلازم يتربى .. لازم يعرف انى مش هفضل اجرى وراه طول عمرى .. ويحس انى هضيع من ايده .. لازم 
عاليا .. يعنى هتعملى ايه 
ملك .. لا ده سؤال محتاج تفكير وتكتيك .. عشان زى ما هو وجع قلبى عليه .. انا كمان لازم اندمه واحرق قلبه عليا 
.....
من بعدها ابتعدت ملك تماما عنه فلم تحاول الحديث معه ابدا غير مبالية بوجوده ولكنها تنتظر رجوعه وندمه كى تنتقم لقلبها بينما ايقن هو انها لم تحبه يوما ولم يفرق معها بعده .. فعدم اهتمامها هذا وبعدها أكد له صحة ما رآه .. اكد خيانتها له وكأنها خنجر يطعن قلبه ويمزقه اشلاء  
مرت ايام واسابيع على هذا الوضع لتسوء علاقتهم يوما بعد يوم مع تدهور نفسية ادم .. حيث انحدر مستواه الدراسى واصبح يتغيب عن محاضراته غير مباليا بها .. وحتى بحضوره يكون شاردا حزينا  .. حيث سيطر الحزن عليه كليا واهلكه عشقه لملك الضائع لينتهى به الحال ان يصبح مجرد خيال انسان .. وكأنه شبح ليس حيا .. جسد بلا روح والجسد نفسه شاحب 
ولم تكن حالة ملك بافضل منه .. فقد اصبحت دائما حزينة هزيلة وعلى وجهها ترتسم ملامح الالم والاسى .. ايضا لم تهتم بدراستها وتوقفت تماما عن العمل بالمشروع .. لا تستطيع التفكير بأى شئ .. بل لم تقوى على التحدث بأى شئ ايضا .. اهملت بنفسها وهيئتها ودراستها 
حقا اصبحت حالتهم مزرية للغاية معذبين تائهين وكأن ارواحهم غادرتهم منذ زمن ليصبحا كالحطام .. اجسادا تتحرك بلا حياة  
وسط تلك المأساة لم يجد عمر مفرا من تحمل المسئولية كليا عوضا عن ادم .. فاصبح منهمكا دائما بالمشروع مهتما بكل تفاصيله يرى حالة ادم ولم يستطع الضغط عليه ليتحمل هو اعباء مهمات ادم الى جانب مهماته ايضا 
اضافة الى حضور جميع المحاضرات وتسجيلها بعناية كى يكون عونا لادم بمحنته تلك
الى جانب مساعدة باقى فريق المشروع وخصوصا عاليا التى فجأة اصبحت تحمل فوق عاتقها العديد والعديد من مسئوليات ملك ومهماتها ايضا 
ليصبحا عمر وعاليا هم العون والسند لاصدقائهم لتخطى محنتهم تلك 
....
فى صباح يوم جديد بالكلية 
خرجت ملك من قاعة المحاضرات تائهة حزينة حين وجدت محمد بو 
لم تستطع التحكم بانفعالها وصرخت به قائلة بانكسار وانهيار .......
...


   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent