رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثاني 2 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثاني 2 

 - بارت ٢

بعد وقت ليس بقليل صعد ادم الى غرفته التى اعدها له عمر 
فتح اللاب توب الخاص به وكان على وشك ان يبعث برسالة اعتذار لملك 
ولكن كانت ملك قد سبقته وصدمته مما رأه .. ظل ناظرا لشاشة اللاب توب وتتطاير من عيونه شرارات الغضب والحسرة معا 
كان مذهولا لما رأه 
فقد رأى ملك وقد اعلنت رسميا عن الجدول النهائى لامتحانات الميدترم 
دون الرجوع اليه او استئذانه او حتى اعلامه بانها ستفعل هذا 
ادرك حينها انها فعلت هذا متعمدة كى تثير غضبه اخذ يضرب على المكتب بعنف عدة ضربات واثقا بانها ظنت انه تعمد احراجها وعدم حضور اجتماعهم لذلك ارادت ان تنتقم منه بهذه الطريقة
ظل مشتعلا لفترة خاصة عندما رأى تعليقات الدكاترة والمعيدين على الجدول وانه مناسب وقد اثنوا عليه كثيرا
شعر حينها اكثر شعور لا يحبه ولا يحب ان ينتابه 
شعر انه لا قيمة له .. ولا فائدة من وجوده كمندوب 
شعر ان لا حاجة للدفعة له بعد الان .. فملك حلت محله ونجحت بهذا عن جدارة 
لم يشعر بوجوده او قيمته كما يحب .. لم يرى شكر الناس وعرفانهم بجهوده كما كان دائما يرغب 
فشخصية ادم لا تتحمل هذا الشعور اطلاقا 
فهو يحب الظهور والتواجد بالصورة دائما. كما انه يعرف قيمة نفسه ويقدرها كثيرا ويعطيها مكانة عالية ويمكن اكثر مما تستحقها .. وهذا ما يفسره البعض بالغرور والتكبر .. وما هو الا قوة ثقة بالنفس مع ايمان بقيمة ذاته

ظل ادم ساكنا بمكانه يفكر كيف استطاعت ان تفعل به هذا .. كيف لها ان تجرؤ اثارة غضبى بهذا الشكل 
وبعد لحظات اغلق حاسبه الشخصى وذهب لسريره كى ينام متهربا من هذا الوضع الغير مقبول بالنسبة له 
ولكن هل استطاع النوم حقا !
بالطبع لا .. كيف ستعرف عيونه النوم بعد ما حدث وبعد ما شعر بانه اصبح لا قيمة له وان مكانته قد بدأت تتلاشى رويدا رويدا 
ولكن هل هذا فقط ما كان يؤلمه !!
لا يدرى لما شعر بالألم الشديد من ملك شخصيا .. شعر بالصدمة والخذلان معا فهو لم يتوقع ان تلك البريئة الرقيقة بنظره التى لا تنطق غير باطيب الكلام وافضل الاساليب يمكنها ان تتحول لشخص حقود وسئ لدرجة ان تؤذيه بهذه الطريقة وهي تعلم جيدا ما تفعله وتعرف ان هذا سيرهقه نفسيا لا محالة 
شعر بالحزن الدفين بسببها وقرر قرارا لا يعلم اهو صحيح ام انه تسرع به 
...

فى الصباح اخذ عمر يقوم يعد مائدة افطار شهية للغاية حتى رأى ادم يتجه نحوه قائلا بحزن 
ادم .. صباح الخير 

عمر ناظرا له بحذر وحزن على حاله .. فقد راى ما فعلته ملك وعلم ان ادم سوف يحزن ويتألم كثيرا وقد اراد التحدث معه ليلا بشأن ذلك الامر ولكنه فضل ان يتركه يهدئ ويفكر اولا قبل الحديث معه 

عمر بمرح مصطنع .. صباح ايه بس الساعة ١٠ .. ناموسيتك كحلى هو السرير بتاعنا عجبك اوى كدة .. تحب تاخده معاك وانت مروح 
واكمل مازحا .. بس لو خدته انسى باة ترتب عالدفعة او حتى تجيب تقدير لانك مش هتحضر حاجة بالمنظر ده 

تركه ادم يثرثر وهو يعلم انه يريد اخراجه من حزنه 
ليفاجئه برده

ادم .. انا هسافر دلوقتى يا عمر ومتشكر عالفطار بس حقيقى مليش نفس 

عمر بجدية متساءلا .. بعت رسالة لملك ؟

ادم .. لا مبعتش حاجة 

عمر .. ليه يا ادم !

ادم بعصبية وانفعال .. مبقاش ليها حق عندى يا عمر .. وملهاش حق حتى انى افسرلها موقفى
هيا خلاص عملت اللى فى دماغها وخدت حقها باللى عملته .. من غير حتى ما تسألنى ولا تستنى افسرلها موقفى 

عمر .. يا ادم ..

قاطعه ادم قائلا .. هيا عارفة كويس انا هحس بايه لما تعمل كدة وعملته .. انا لو جرحتها فكان بدون قصد لكن هيا جرحتنى قاصدة ومتعمدة توصلى انه خلاص مبقاليش لازمة
 
عمر مهدئا صديقه.. لا يا ادم .. اكيد متقصدش كدة 
هيا ممكن لما لقتك محضرتش الاجتماع فكرت انك مش فاضى او مش فارق معاك الجدول فقالت تعمله هيا وخلاص .. اكيد مفكرتش تضايقك يعنى 

ادم بانفعال اكبر .. متحاولش تدافع عنها يا عمر عشان اهدى .. انا وانت عارفين كويس اوى هيا قصدت ايه ولو اللى انت بتقوله صح عالاقل كانت خدت رأيى او حتى قالتلى انها هتنزل حاجة .. لكن دى اتصرفت من دماغها ونسيت ان انا اللى مسئول عن الدفعة بقالى ٣ سنين وانا اللى بقرر كل حاجة 
جت فى لحظة مسحتنى وتجاهلت وجودى 

عمر مغيرا الموضوع .. طب ده ايه علاقته بانك عايز تمشى
 
ادم .. انا كدة كدة كنت هسافر واسيبك تعد مع اهلك شوية هما شوية وجايين وباباك هيخرج بالسلامة وهتبقى عايز تعد معاه براحتك 
واكمل .. وانا كمان اروح الم اللى ضاع مننا عشان لما ترجع بالسلامة اشرحهولك 

عمر بشكر .. مش عارف اقولك ايه على وقفتك معايا دى 

ادم .. بطل باة الكلام اللى ملوش لازمة ده وروح احسن حضر اوضة والدك وظبطها كدة عشان لما يخرج ان شاء الله يعرف يرتاح 

عمر .. طب عشان خاطرى ناكل لقمة مع بعض .. انا مكلتش من الصبح ومستنيك تصحى تفتح نفسي 

وبعد الحاح شديد من عمر تناول ادم وجبة الفطور معه ثم قام بتحضير حقيبته وخرج بعد توديع عمر له متوجها لمحطة القطار بعد ان قام بحجز تذكرة ليلا من الموقع الالكترونى الخاص بالقطار المسافر للقاهرة 
....

فى نفس الوقت كانت عاليا تجس مع ملك قائلة 

عاليا .. غريبة ان ادم مجاش انهاردة كمان 

ملك بعكس ما يدور بصدرها .. تلاقيه بيذاكر ويلم المنهج عشان الامتحانات خلاص فاضلها اسبوع

عاليا .. لا ادم بيحضر كل حاجة لاخر وقت .. وكمان محضرش امبارح فى حاجة غريبة 

كانت ملك تشعر بالقلق بالفعل بداخلها لاجله .. فقد لاحظت غيابه طوال اليوم وهذا ما لم تعتد عليه .. فمعروف عن ادم انه ملتزم جدا ولا يتخلف عن اى محاضرة مهما كان .. اذا فهناك حتما سببا لغيابه هذا 
ولكنها نفضت تلك الافكار من رأسها قائلة بلا مبالاة

ملك .. واحنا مالنا سيبك منه وخلينا نركز فى محاضراتنا الامتحانات قربت 
....
وصل ادم لمنزله بعد طريق سفر شاق 
أخذ حماما سريعا كى ينعش جسده ويستفيق ثم ابدل ملابسه و خرج متوجها بسرعة للكلية .. فهو لا يريد انا يضيع اكثر مما ضاع 

دلفت ملك لقاعة المحاضرات بصحبة عاليا ولا اراديا بحثت عن ادم بعيونها مكان جلوسه رغم معرفتها بعدم وجوده 
ولكنها تفاجأت بوجوده 
وجدته يقوم بنقل بعض المحاضرات من زميل له بالدفعة 
لا تعرف لما شعرت بالارتياح الشديد وقد اطمئن قلبها عندما رأته ولكن لما !! هذا ما لم تستطع تفسيره 

اعتقدت ان ادم سوف يأتى ويصب عليها غضبه مما فعلته ويسمعها كلاما كالسم حتى يريح روحه ويستعيد كرامته وكيانه
وقد استعدت حقا لتلك المعركة المشتعلة التى سوف تحدث بينهما بعد ما فعلته 
ولكنها تفاجأت بتجاهله التام .. حتى انه لم يلتفت اليها ابدا .. وحتى بعد المحاضرة غادر دون الحديث او الالتفات لها 

شعرت بشئ غريب .. اهذا هو ادم !! 
كيف تعامل بهذه اللا مبالاه وهذا التجاهل !! 
ألم يرى ما فعلته !! لا فأنا واثقة انه رأى الاعلان 
اذا كيف تعامل بتلك الطريقة !
فادم الذى اعرفه بعد ما حدث سوف يثور ويشتعل بالنيران ويتشاحن معى ممطرنى بأبشع الكلام واسوأ الصفات 
ولكنه لم يفعل كل هذا .. كيف ؟
كادت تجن من بروده هذا وفكرت انه من الممكن انه ما زال يفكر برد مناسب واقوى مما تخيلت 

ذهبت للكافتيريا بصحبة عاليا لتجده يأكل بمفرده مع ارتسام الحزن على وجهه
اين صديقه الملازم له طوال الوقت !
نظرت اليه وما ان وقعت عيناها عليه وجدته ينظر اليها نظرة هزت بدنها و احرقت روحها
نظرة مليئة بالالم والحزن والحسرة والعتاب واللوم 
حقا كانت نظرة قاسية على قلبها الرقيق الذى لا يتحمل كم الالم والحزن الدفين بعيونه 
ولكنها ابعدت نظرها عنه متجاهلة اياه 
حاولت الهاء نفسها بالطعام غير مبالية به ولكن لم تستطع 
فنظراته كانت مصوبة عليها كسهام تمزقها من الداخل 

بعد الانتهاء من طعامه لملم اشياؤه استعدادا للنهوض 
ليجد ملك تقف قبالته متسائلة بانفعال 

ملك .. ممكن اعرف محضرتش اجتماعنا امبارح ليه ؟!

نظر لها بلوم مؤلم ثم تجاهلها وتجاهل كلامها مكملا طريقه
حين اوقفته قائلة وقد اشتعلت اكثر من ردة فعله

ملك بانفعال .. اظن مش من الذوق تمشى وانا بكلمك

نظر بعيونها بتحدى وسهام مشتعلة بالغضب مصوبة اليها قائلا 
ادم بحدة .. عايزة ايه ؟!

ملك .. عايزة تفسير من سيادتك للى حصل امبارح .. انت اللى طلبت ننسق الجدول سوا مش انا .. ليه مجتش ؟!
 
ادم ناظرا بعيونها ببرود وتحدى .. ملكيش عندى تفسير 

ملك مستفزة اياه كى ينطق .. كنت عارفة من الاول ان مفيش سبب وانك عملت كدة قاصد عشان تضايقنى وبس 

ادم وقد اغتاظ من كلامها .. انتى مش عملتى اللى عايزاه وخدتى حقك وانتقمتى .. ملكيش حق عندى خلاص افسرلك او اوضحلك اى حاجة 

واكمل بحسرة وحزن : انا كنت ناوى والله اعتذرلك بعد ما افهمك اللى حصل بس للاسف انتى مدتنيش فرصة واتسرعتى وضيعتى حقك باللى عملتيه 
 
شعرت ملك بغصة بحلقها .. لم تستطع الرد وقد تأكدت انها ظلمته وانه لم يرد ابدا مضايقتها او اهانتها مثلما اعتقدت 
ارادت بشدة ان تعرف ما حدث .. فقد قلقت كثيرا عليه 
اذا كان الامر منعك من حضور المحاضرات .. اذا الامر كبير 

ردت عليه بتحدى مستفزة اياه كى يبوح بما داخله 

ملك .. مش انت مهمكش الجدول اصلا .. خلاص انا قلت اريحك ومضغطش عليك اكتر واخلصه انا 

ادم .. بجد والله .. طب والله كتر خيرك .. عن اذنك بقى

ذهب مشتعلا من طريقتها المستفزة معه والتى لم يعتاد عليها من اى شخص كان .. بل لم يسمح حتى بها 
ولكن مع ملك الامر يختلف .. ولا يدرى لماذا 
فهى الوحيدة التى لا يقدر على ايذاءها او جرحها بالكلام .. فهو يصد كل الفتيات ويعاملهم بجفاء وغلظة ولا مبالاه اما ملك فلا يستطيع التعامل بتلك الطريقة معها .. وهذا ما يغيظه ويؤلمه اكثر .. لن يقدر على اخذ حقه منها او تفريغ غضبه بها 

اما ملك .. فقد شعرت بانقباض بقلبها بعد تلك المواجهة .. كما انتابها القلق لحالته الغريبة تلك والتى لم تراها عليه من قبل .. ف ادم معروف فى دفعته وبين زملاؤه انه قيادى ذو شخصية قوية جدا وعنيدة كما انه قاسى لا يرحم ولا يتهاون فى حقوقه ابدا ولا يظهر ضعفه او حزنه الا للمقربين جدا منه فهو غامض الى حد كبير 
كما انه يعرف كيف يتصدى للمشاكل والعقبات ولا ينكسر بسهولة 
اذا لما هذا الانكسار والحزن الدفين بعيونك ادم 
اجرحتك لهذا الحد !! انه مجرد جدول لعين نسقته لغضبى منك .. لم اتوقع ابدا ان الامر سيعنى لك لتلك الدرجة 
ثم نفضت كل تلك الافكار من رأسها مذكرة نفسها بأنه هو من بدأ وأهانها وقلل منها حينما تركها تنتظره ولم يأت او يعتذر حتى 
اذا فيستحق كل ذلك واكثر 
.....

فى المساء .. كان يجلس وحده بالمنزل يحاول تعويض ما فاته من محاضرات ويذاكر بجد
ولكن هل سيستطع التركيز وقلبه موجوع !!
اخذ يحاول ويحاول ان يصب تركيزه بمذاكرته وينفض اى افكار من رأسه ولكنه لم يستطع
القى بالقلم بقوه على مكتبه يائسا ثم ارجع رأسه للخلف ليستند على ظهر الكرسى رافعا ذراعيه الاثنتين خلف رأسه 
قائلا بغيظ

ادم .. مش عارف اذاكر .. مش عارف اركز ... مش عارف حتى انام .. بجد مش فاهم فى ايه ! مكنش حتة جدول ده يعمل فيا كدة 
ثم بدأ يحدث نفسه بصدق 

ادم .. هو بجد اللى مزعلك اللى عملته ملك ؟؟
طب لو مش ملك اللى عملت كدة واى حد تانى عمل الجدول وفاجأك كنت هتضايق اوى كدة برضو ! ولا انت مأثر فيك الشخص نفسه 

ليرد على نفسه .. لا طبعا الموقف من اى حد يضايق 
.. بس انت مش متضايق يا ادم .. انت موجوع .. انت اللى واجعك ان ملك اللى عملت كدة 
وايا كان تفاهة الموضوع اللى مش طبيعى يخليك شارد وحزين كدة .. فالفكرة كلها انك زعلان عشان حاولت تأذيك نفسيا وتضايقك .. شافت حاجة ممكن تضايقك وعملتها 
وانت مش متقبل ان ده يحصل منها .. وده اللى واجعك مش الموقف نفسه
السؤال باة .. اشمعنى ملك اللى مش قادر تتقبل اذى منها .. اشمعنى هيا كمان اللى مش قادر حتى تاخد حقك منها 
انت كنت تقدر تحرجها وتغير كل حاجة وتهد الدنيا فوق دماغها وتحرق دمها 
لكن انت مفكرتش حتى تعمل اى حاجة .. ولا سمعتها كلمة واحدة تضايقها .. وبدل كل ده رضيت بوجع قلبك وسكت 
ليه !!!!!!!

شعر ادم بغصة بقلبه عند وصول فكره لتلك النقطة 
اتحبها ادم .. ايمكن ان تكون ملكت قلبك وروحك ولهذا فهى مختلفة بالنسبة لك عن كل من حولك !!
ولكنه انكر تلك المشاعر متجاهلا حاله الغريب هذا معللا لنفسه انه لم يضعف ابدا امام اى فتاة حتى الان ولا يوجد بملك ماهو مميز او مختلف كى يجعله يضعف أمامها

فمثلها مثل بقية البنات من حوله تريد وده وتقربه منها نظرا لوسامته وشخصيته القوية وايضا مستواه الدراسى والمادى 
حدث نفسه .. ولكن هل ملك حقا تتودد الى وتتمنى قربى !! لا على العكس .. فتعاملاتها معى غليظة وحادة كما انها لا تراعى مشاعرى ولا تعير وجودى اى اهتمام حتى محاولاتى للتقرب منها باءت بالفشل ودائما ما يحدث بيننا سوء تفاهم .. اذا فهى حقا مختلفة عنهم 
وهذا ما يرهق روحك ادم .. كن صريحا 
ما يرهقك حقا انها لا تبالى بك مثل البقية 
بل على العكس تعاديك وتتحداك فى كل فرصة وهذا ما لم تعتد عليه 
فكر مليا ورد على حاله بكل غرور وتعجرف

ادم .. اذا فلتدخلى عالمى ملك .. فلتحبيننى .. لا يمكن لاى امرأة كانت ان لا تعشقنى .. ان كنت اتقبل منك الاذية بصمت ولا استطيع الانتقام 
فليمنعك عشقى عن تلك الاذى .. فليمنعك عن التحدى والعناد ذلك .. فليجعلك تتخلين عن تلك التعامل الحاد وتطلبين ودى
اقسم اننى سأوقعك بى .. سأجعلك تتمنين قربى .. ستشتاقين لكلمة واحدة منى
ستفعلين كل ما اريده وترضخين لرغباتى عن طيب خاطر
صبرا ايتها العنيدة ... صبرا 
ثم ذهب الى سريره فى محاوله للنوم بعد ان يأس من التركيز بدراسته
......

فى صباح اليوم التالى 
كانت تسير مع صديقتها عاليا حيث كانا يتحدثان عن اقتراب موعد زفاف عاليا 
ملك .. معقول يا عاليا هتتجوزى وانتى بتدرسى .. انا بجد مش مستوعبة الموضوع 

عاليا .. هعمل ايه يا ملك غصب عنى .. ربنا يقوينى باة 

ملك .. يا حبيبتى الجواز ده مسئولية من شغل بيت واكل وخروجات ومشاوير ازاى هتقدرى على كل ده مع كلية ومذاكرة ومشاريع 
متزعليش منى بس ده اسمه جنان وانا لا يمكن اشجعك عليه
 
عاليا معللة .. يا حبيبتى مفيش حل غير كدة .. انا مبقاليش حد غير خالتى وابنها .. وهما طبعا مش موافقين ابدا انى اعد لوحدى 
فمضطرة اعد معاهم .. ولان احمد ابن خالتى وخطيبى فى نفس الوقت هيرجع خلاص من امريكا .. فمش ظريفة اننا نعد فى بيت واحد من غير ما يكون بيننا حاجة شرعية
الناس مبتسيبش حد فى حالها يا ملك 
عشان كدة خالتو لقت ان الحل الوحيد التعجيل بالجواز 
دى كان نفسها نتجوز السنة اللى فاتت وتبقى خطوبة وكتب كتاب مرة واحدة بس انا اصريت عليها نستنى الترم ده علشان يكون ترم واحد مع الجواز اهون من سنة كاملة 

ملك .. طب عالاقل اعملو كتب كتاب بس عشان تحافظو على شكلكم .. لكن متتحمليش مسؤلية بيت دلوقتى

عليا .. للاسف الناس مش بترحم انتى عارفة كلام الناس يا ملك .. هيعدو يقولو كتب كتاب بس وفى بيت واحد وبيضحكو علينا وكلام كتير مستفز ده غير ان اعمامى عمرهم ما هيوافقو 
و غير ان وضعنا هيكون برضو محرج ومش هنعرف نتعامل وكمان ممكن نضعف خصوصا انه هيبقى جوزى 
واكملت مطمئنة اياها بعدما شعرت بقلقها الحقيقى عليها .. انا اتكلمت مع خالتو فى موضوع الدراسة ده وقالتلى اننا هنوضب شقتنا وندخل فيها واستقبل الضيوف فيها عشان محسش انى اقل من اى عروسة وبعد كدة هنروح نقضى معاها باقى السنة دى عشان ميبقاش حمل كبير عليا 
وهيبقى وضعى هناك زى دلوقتى 

ملك .. ربنا يعينك يا قلبى .. انا بس خايفة على دراستك ومستقبلك احنا فى كلية عملية يا حبيبتى ومحتاجين كل دقيقة وتركيز عالى عشان نضمن تقدير حلو وشغل محترم 

عاليا .. هحاول اعمل اللى اقدر عليه والباقى على ربنا 

ملك .. متقلقيش انا هكون معاكى باذن الله واى حاجة تحتاجيها هجبهالك ولو فوتى محاضرات هشرحهالك مش هحسسك ابدا ان فيه حاجة ناقصاكى 

عاليا بحب وامتنان .. اللى وراه اخت ضهر وسند زيك ميقلقش .. مش محتاجة تقولى انا عارفة انك هتعملى كدة واكتر احنا عشرة عمر 😍
ملك .. حبيبتى يا لولو ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا حبيبتى .. وغمزت بعيونها مازحة .. ويحقق امنيتنا ان نشتغل فى مكان واحد 
وضحكا سويا 
....

عند دخول عاليا وملك قاعة المحاضرات 
القت ببصرها مكان جلوس ادم وجدته ينظر اليها نظرة مبهمة بشرود
تنحنحت اثر خجلها من تلك النظرة الصريحة لها ثم جلست بمكانها وكانت بين الحين والاخر تنظر تجاهه كأنها تطمئن نفسها بوجوده معها فى نفس المكان 

 بعد المحاضرات وجدها تجلس وحيدة ليجلس بجانبها قبل ان تنهض وبدون مقدمات سحب دفتر المحاضرات من امامها وكتب لها رقمه 
ثم نظر بعيونها نظرة مهلكة لقلبها قائلا 

ادم .. لو كان معايا رقمك يومها كنت كلمتك ... عامة كتبتلك رقمى عشان يبقى بيننا تواصل وتعرفى انتى تكلمينى 
وذهب دون ان ينتظر ردها 

تجمدت بمكانها وظلت تنظر لاثره باندهاش غير مستوعبة ماحدث للتو 
امسكت بدفتر محاضراتها تتأمل نقش كتابته عليه .. دق قلبها بشدة و اخذت تشم رائحته فى دفترها محتضنة اياه بدون وعى وبلمعة فرح بعيونها 
تلمست موضع ادم بحنان وكانها تتخيل انها تلمسه 
شعرت بعشقه بدأ ان يتغلغل بعروقها .. ظلت على وضعها هذا حتى اتت عاليا تحثها على الذهاب 
حيث تركت ملك بعد المحاضرة لجلب بعد المذكرات اللازمة لهم حين انفرد بها ادم 

عاليا .. ايه يابنتى مالك مذبهلة كدة ليه ؟!

ملك ... ها .. لأ مفيش .. اصل كن كننن كننننت

عاليا ... لاااااا ده فيه وفيه كتيييييير واضح ان الموضوع كبيييير ... اعترفى فورا ايه اللى حصل 

احمرت ملك خجلا وارتسمت على وجهها ابتسامة عشق لم تستطع اخفاءها قائلة .. طب يلا نمشى من هنا وهحكيلك فى الطريق 

عاليا .. يلا شكلك ميطمنش 
...

بعد خروج ادم من قاعة المحاضرات اخذ نفسا عميقا كمن حبست انفاسه لفترة طويلة
فما ان جلس بجانب ملك حتى شعر بكهرباء تسرى بسائر جسده .. وعندما التقط دفترها ارتعشت يديه اثناء الكتابة  
لم ينتابه ذلك الاحساس من قبل .. ماذا يحدث لك ادم 
تريد ان توقع بها ولكن يبدو انها من اوقعت بك منذ زمن

حاول انكار مشاعره تلك مبرهنا لحاله انه لم يضعف ابدا امامها ولابد ان تقع بحبه ويذلها العشق
ادم محدثا نفسه .. بس انا اول عينى ما جت فى عنيها قلبى ارتعش وجسمى كله اتنفض ده يبقى اسمه ايه !
شعر بحيرة شديدة فلم يستطع الرد وفضل تجاهل الامر وتشتيت فكره بالتحدث مع عمر عبر الهاتف فى طريق عودته للمنزل 
فقد اشتاقه كثيرا وافتقده فى تلك اليومين فهو معتاد على قضاء كل اوقاته معه .. ولم يعتاد الاقامة بالمنزل بمفرده 
جاءه صوته المرح 

عمر .. ادم باشا .. معقول وحشتك بالسرعة دى .. ده انا هزغرط من الفرحة والله 

ادم .. البيت كئيب اوى من غير هزارك ونكتك البايخة 
.. واكمل مازحا .. مش لاقى حد يعملى شاى ماسخ ولا قهوة صايصة من بتوعك

عمر .. والله واحشنى يا ادم وواحشانى رخامتك دى .. فينك يابنى مختفى ليه من ساعة ما سافرت 

ادم .. والله ببقى عايز اكلمك بس بقول بلاش اشغلك اليومين اللى اعدهم مع اهلك 

عمر .. لا يا حبيبى انت تشغلنى زى ما انت عايز 

ادم .. عمو عامل ايه دلوقتى طمنى ؟

عمر .. الحمدلله باة زى الفل والدكاترة طمنونا اوى وطبعا هو متدلع من ماما اخر دلع وحاسس انى عزول فى النص الصراحة 

ادم .. ربنا يطمنك عليه .. المهم جاى امتى باة 

عمر .. حجزت السبت ان شاء الله .. يعنى يومين وهتلاقينى طبيت عليك زى القضى المستعجل 

ادم .. تيجى بالسلامة .. انا وصلت اهو هروح اغير وانام باة احسن تعبان جدا ... سلام يا وحش .

عمر .. الف سلامة يا معلم 
...

عاليا ... يخربييييتك يا ملك .. انتى شكلك وقعتى ولاحدش سمى عليكى ... بركاتك ياشيخ ادم

ملك بحب .. مش عارفة يا لولو .. انا بجد مستغربة نفسي اوى .. منين كنت كرهاه ومش طايقاه وشايفاه مغرور ورخم .. وفجأة حنتله كدة

عاليا .. حنتيله .. قولى حبتيه عشقتيه .. ماهو اللى بتحكيه ده مش مجرد حنين لأ .. انتى طبيتى يا لوكا ووقعتى فى الفخ خلاص

ملك بعبوث وغيظ .. وهو سى ادم ده ينفع حد يقع معاه .. ده يطلع عينى .. يابنتى ده اللى تقع مع ادم دى امها داعية عليها 

عاليا مازحة .. ما انتى يا حبيبتى مطلعة عنينا فجالك اللى يطلع عينك
وضحكا سويا 
.....

مر يومى الجمعة والسبت وجاء اول يوم بالاسبوع الذى يفصلهم عن امتحانات الميدترم

عاليا متحدثة مع ملك فى طريقهم للكلية .. انا كمان الجزء ده مش فاهمة فيه حاجة 

ملك .. تعالى نطلع للمهندس شادى يشرحلنا اخر محاضرة دى .. ثم نظرت اليها متحدثة بخجل .. بصراحة انا المحاضرة دى بالذات كان كل تركيزى مع ادم .. مسمعتش حتى الدكتور بيقول ايه

عاليا .. ياسيدى يا سيدى عالحب .. مش بقولك وقعتى 

ملك .. لا مش كدة .. انا كنت لسة مواجهاه وشدينا مع بعض .. بس حسيت انه حزين اوى ساعتها زى ما يكون مصدوم فيا .. مش فاهمة على ايه كل ده انا شايفة الموضوع تافه ومش مستاهل 
وكنت كل شوية ابصله واشوفه احسن يكون بيضحك ويهزر وبيمثل عليا انا الزعل
ثم اكملت بحزن .. بس للاسف كنت بلاقيه حزين ومكشر وساكت مبيتكلمش مع حد

عاليا .. بالنسبة لك تافه يا ملك .. لكن بالنسبة له هو حس انك تعديتى عليه وعلى دوره ولغيتيه ولغيتى وجوده اى حد مكانه هيزعل 

ملك .. لا مش بالطريقة دى .. وشخصية ادم يخليه يثور ويغضب ويسمعنى كلام زى الزفت وممكن ينتقم كمان 
لكن ده هادى هدوء مرعب مش طبيعى 

عاليا .. خلاص سيبك دلوقتى من كل ده وخلينا نركز فى الامتحان اللى جاى ده 

ملك .. اه انهاردة معاد سؤال مهندس شادى تعالى نطلع ونخليه يشرحلنا 

عاليا .. خلاص ماشي 
....

طرقت ملك باب مكتب مهندس شادى حتى اتاها اذنه بالدخول 
دخلت ملك بصحبة عاليا وتفاجأت حينما رأته 
وجدت عمر صديق ادم يجلس مع مهندس شادى وكأنه يسأله على شئ 
دخلت قائلة

ملك .. السلام عليكم 
رد مهندس شادى ببشاشة واعجاب .. وعليكم السلام .. اهلا يا ملك 
ثم تحدث برقة مداعبة ناسيا من حوله 

شادى .. يا ترى ايه سبب تشريفك ليا بمكتبى المتواضع ؟

ملك باحراج من طريقته الحميمة تلك
ملك .. بعد اذنك يا بشمهندس كنا عايزين حضرتك تشرحلنا اخر محاضرة دى عشان مش قادرين نفهمها 

شادى .. اكيد طبعا .. عمر كمان كان عايزنى اشرحهاله عشان محضرهاش .. باباه كان تعبان فى المستشفى واضطر يروحله 

ملك موجهة حديثها لعمر بقلق .. ايه ده بجد .. سلامته الف سلامة ايه اللى حصل ؟

عمر .. الله يسلمك .. الحمدلله جت سليمة .. كانت جلطة فى المخ بس عدت الحمدلله 
ثم شعر بان فرصته قد جاءته من تلقاء نفسها لتبرئة صديقه 
دون السعى لها فأوضح اكثر

عمر .. كلمونى من المستشفى .. ولولا ادم كان معايا مكنتش هعرف اتصرف .. سافر معايا ومسبنيش لوحدى .. وروح لما اطمن على بابا 

شعرت ملك بغصة بحلقها وقلبها بعد كلام عمر وقد ايقنت انها ظلمت ادم ظلما كبيرا 
فهو لم يقصد ابدا اهانتها او التقليل منها كما ظنت
ولم يكن يستحق منها ما فعلته معه
ولكن بالرغم من غضبها الشديد من نفسها الا انه كبر كثيرا بنظرها وارتفع قدره عندها بعد موقفه الانسانى ذلك مع صديقه عمر 
فقد ظنت ان كل ما يهمه دراسته ومستقبله فقط .. كما صدقت من يقول انه بلا قلب وقاسى لا يرحم
ولكنه اثبت بفعله النبيل هذا انه ذات قلب حنون ورجل يعتمد عليه
فهو لم يعير دراسته اى اهتمام حين رأى صديقه بمحنة 
فضل الوقوف بجانبه ومساندته فى شدته عن اى شئ اخر 
يالك من رجل عظيم وصديق وفى ادم 

ابتلعت ملك الغصة بحلقها وقالت بصوت مبحوح من اثر صدمتها وحزنها ايضا .. الحمدلله ربنا يطمنكم عليه 

ثم بدأ شادى فى شرح المحاضرة لهم 
ولكن أيمكن لملك الاستماع والتركيز بعد ما عرفته !!
فقد كانت حاضرة بجسدها فقط اما قلبها وعقلها كان مع ادم .. كل تفكيرها به 
كيف يمكننى الان التكفير عما فعلته .. فلقد ظلمته ولم اكتف بذلك بل صببت غضبى عليه وأسمعته اسوأ الكلام
فقد كان تعاملى فظا حادا جدا 
ولكن كان يجب عليه اخبارى .. كان لابد ان يشرح لى موقفه ولكنه لم يفعل ذلك 
وحتى عندما واجهته قابل مواجهتى بالصمت 
فماذا على ان افعل الان !!

بعد انتهاء شادى وخروجها مع عاليا من مكتبه 

عاليا .. شوفتى طلعتى ظالماه .. حرام عليكى يا ملك ده شكله فعلا حزين جدا 

ملك .. والنبى يا عاليا انا مش مستحملة كلمة .. ومتضايقة من نفسى فعلا .. مش ناقصة تأنبينى اكتر 
ضمتها عاليا بحنان وربتت على يديها بحب قائلة وقد شعرت بالاسف لحال صديقتها 

مش مستاهلة يا لوكا تضايقى نفسك كدة .. اعتذريله وخلاص 
نظرت اليها ملك بحيرة ولم تعرف بما ترد 
....
كانت متوجهة لبوابة الكلية تفكر بادم وتحاول تفسير عدم ابلاغها بالظرف الذى وضع فيه حينما رأته يخرج من الكافيتيريا 
قاطعت طريقه قائلة بانفعال : .....

ترى ماذا ستفعل معه وهل سيسامحها ؟! 
هذا ما سنكتشفه بالجزء القادم 😉
ياترى الرواية عاجباكم وحابين اكمل 🤔
منتظرة اراءكم وتوقعاتكم 😍
دمتم بألف خير ❤️

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent