Ads by Google X

رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثامن 8 - بقلم الشيماء محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد  عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثامن 8

 سكتوا الاتنين لحد ما وصلوا وأنس بيبص حواليه، كان قدام مول ومش فاهم هو فين فسأل بدر: احنا جايين المول ده ليه ؟

بدر بدون ما يبصله : هي شغالة هنا ، يلا نشوفها علشان نشوف شنطتك أنزلهالك ولا هتعمل ايه ؟

نزلوا وفضلوا ساكتين لحد ما وصلوا عندها ساعتها أنس جري عليها حضنها بس هي عينيها كانت على بدر اللي وقف بعيد لحد ما هي بعدت ابنها وراحتله تقوله : ما تبات معانا النهارده؟

أنس بابتسامة عريضة : اه خليك معانا الليلة دي وتعال نسهر مع بعض و …..

قاطعه بدر بتهكم: حيلك يا أنس شوية ، أمك بتستعبط فما تستعبطش انت كمان زيها ، بعدين أنا ورايا مشاوير كتيرة قبل ما أرجع – بص لطليقته وسأل باختصار- شنطته أجيبهالك هنا ولا هتعملي ايه ؟

نفت بسرعة : لا لا تجيبها فين ؟ أصلا أنا خلصت يلا وصلنا البيت .

كشر واتضايق منها أكتر مما هو متضايق أصلا : يعني طالما خلصتي كنا استنيناكي هناك، جايبانا هنا ليه ؟

ابتسمت ببرود لأنها ضايقته وبصت لابنها بخبث : شايف بابا حتى مش عايز يوصلنا يا ترى لو هند اللي ….

قاطعها وهو بيمسك دراعها بغضب : مالكيش دعوة بهند ولا تنطقي اسمها وبعدين علشان هند أنا أسافر ألف كيلو فما تقارنيش نفسك بيها.

شدت دراعها بعصبية وحطته حوالين ابنها : يلا ناخد تاكسي بدل خنقة أبوك دي .

بدر اتحرك قدامهم بنفاد صبر : انجزوا هوصلكم .

وصلهم في جو صامت وبعدها نزل شنطة ابنه وبص لرشا : اسبقينا انتي .

حاولت تعترض بس بصلها بغضب فطلعت، وهو بص لابنه ومسك كتفه الاتنين بهدوء : أي وقت تحتاج فيه حاجة كلمني ، أي وقت تتضايق فيه كلمني هجيلك ، فاهم ولا مش فاهم ؟

أنس كشر وعايز يطلع لأمه : ماشي سيبني أطلع بقى.

مش هاين عليه أبدا يسيبه ومش عارف أصلا يسيبه بس غصب عنك سابه وقبل ما يجري من قدامه وقفه وطلع فلوس من جيبه اداهاله وحذره : الفلوس دي لو هي عرفت بيهم هتاخدهم منك فخليهم معاك انت ، هي هتنزل الشغل وتسيبك ابقى هات أكل علشان ما تفضلشن جعان ، وأي حاجة نفسك فيها هاتها ، أنس بتمنى تكون كبرت وتعرف تعتمد على نفسك لان من النهارده انت لوحدك فيارب تكون قدها ، خبي الفلوس في جيبك .

هز راسه باختصار وطلع أخيرا وبدر وراه وصله شنطته لحد فوق وسابها قدام الباب وبعدها سابه ونزل وما وقفش غير لما بعد تماما وبقى في مكان فاضي وهنا سمح لنفسه ينهار ويعيط على بُعد ابنه .

أول مرة ابنه يبعد عن حضنه ومش عارف ازاي قدر يسيبه ؟ ازاي هان عليه أبوه ؟

أنس طلع شقة مامته اللي اتفاجئ بيها صغيرة ومش نظيفة ولا مترتبة ومليانة زبالة في كل مكان واستغرب ازاي أبوه الراجل شقته نظيفة وعمره ما سمح انها تكون متبهدلة بالشكل ده ؟ كمان بيت هند على طول نظيف وجميل وريحته جميلة ، كشر لتفكيره ؛ هند عندها مامتها وهي وأخواتها وأكيد كلهم بيساعدوا وينظفوا البيت لكن أمه لوحدها فمين هيساعدها ؟ هو هيساعدها بنفسه، أيوة هيساعدها ، هو مش صغير أبدا .

رشا بصتله ومش عارفة ايه اللي عملته في نفسها ده ؟ ازاي جابت طفل في السن ده تكون مسئولة عنه ؟ هي مش عارفة تكفي نفسها مش تكفي غيرها! بس هي هتعرف منين ان بدر هيوافق يسيبهولها ؟ تخيلت انها هتضغط عليه وتطلع منه بقرشين مش بطفل طولها !

لازم تفكر ازاي هتستفيد من أنس ومن أبوه، أيوة ده الصح ان تفكر ازاي تضغط على بدر بأنس ؟

نادت عليه وهي بتزق حاجات من على الكنبة توقعهم على الأرض بلا مبالاة وشاورت عليها : تعال اقعد يا حبيبي .

قعد وهو شبه قرفان من كل حاجة حواليه وهي لاحظت ده فاتكلمت باستعطاف : لو قلتلي انك جاي كنت أخدت يوم إجازة ونظفت البيت ، بس زي ما انت عارف أنا لوحدي ، ملحوقة بكرا ننظفه ولا يهمك ، اتعشيت ولا ايه؟ علشان تعبانة وهلكانة وعايزة أنام بأي شكل .

افتكر كلمة أبوه انها هترجع تنام وهتسيبه وابتسم وطلع الفلوس من جيبه وهي عينيها لمعت بجشع: ايه دول ؟

ابتسم لفرحتها : دول بابا اداهملي علشان نجيب أكل ، تعالي نتعشى أنا وانتي مع بعض ، ايه رأيك ؟

أخدتهم من ايده تعدهم : دول قد ايه ؟

عدتهم وقلبت شفايفها بتهكم : دول بس؟ أبوك اتعلم البخل ولا هند منفضاه أول بأول ؟ شقة وعفش ودهب وهدايا ومش هتخلي وراه وانت جابك عندي علشان يرتاح منك .

اتضايق من كلامها بس بعدها عينيه لمعت : هطلب منه كل شوية ، هو مش هيقولي لا ، كل ما نخلص اللي معانا أنا هطلب منه ما تخافيش .

ابتسمت بانتصار : بجد يا حبيبي ؟ هتطلب منه علشاني ؟

هز راسه : اه هو بيقول مش ملزم بيكي بس هو ملزم بيا وبمصاريفي ، كل ما تحتاجي حاجة قوليلي وأنا هجيبهالك -مسك ايدها بحب – أنا الراجل بتاعك من النهارده وأنا مسئول عنك .

ابتسمت بسعادة وضمته الظاهر انه في الآخر هينفعها وهيكون له لازمة !

سيف في بيته بيفكر في كلامه هو وكريم هل ممكن يكون حماه هو اللي وقع شركة أبوه ؟ وهل عرض الجواز ده ضمان ان حتى لو الشركة ما وقعتش فيضمن انها برضه معاه بارتباطه هو وشذى ؟

عقله هينفجر من التفكير وفجأة راح تفكيره لهمسته هل لو قدر يثبت ان حماه هو اللي وقع الشركة ساعتها يقدر ينهي ارتباطه بشذى ؟ بس فرضا انه أثبت ده هيعمل ايه ؟ هل ده هيغير من حقيقة ان مجموعته ضامنة قصاد البنك وده حمى شركتهم وسمعتهم من الإفلاس ورميهم في الشارع ؟

لو ما اتدخلش كان البنك هيحجز على كل حاجة وهياخد كل حاجة وبعد ما يخليهم على الحديدة هيحبس أبوه ، يعني مش هيفرق كتير معرفته ان عصام دمر الشركة أو لا النتيجة واحدة انهم مديونين وبكتير سواء لعصام أو للبنك .

علاقته بشذى مفيش منها مفر للأسف وعلاقته بهمس لازم هتنتهي غصب عنهم هتنتهي .

هند كلمت بدر تطمئن عليه؛ لانها عارفة قد ايه صعب عليه فراق ابنه بالشكل ده وأول ما رد عليها حست بخنقة صوته فردت بقلق : مالك بس يا حبيبي ؟ هو مع أمه مش حد غريب هتخاف عليه !

رد عليها بحزن : أي حد غيرها بكون مطمن لكن هي بالذات لا يا هند .

حاولت تخفف عنه : حبيبي دي مهما كانت أمه .

حرك راسه برفض : لا لا لا يا هند لا ، مش رشا ، دي لا عمرها كانت أم ولا هتكون ولا تعرف أصلا يعني ايه أمومة ، أنس هيعاني معاها .

حاسة بوجع لوجعه بس مش بايدها حاجة تقدمهاله فواسته: هيرجعلك أول ما يعاني يا بدر ، هيرجع لحضننا يا حبيبي ما تخافش عليه .

بدر سكت شوية وبعدها بدأ يفكر معاها بصوت عالي : هند ، رشا بتشتغل طول النهار في محل ملابس.

فهمت باقي كلامه بدون ما يقوله وعارفة انه خايف على ابنه من قعدته طول النهار لوحده فكملت : عايز تعمل ايه يا حبيبي ؟ اللي يريحك ويطمنك اعمله يا بدر .

ابتسم لأنها دايما فاهماه حتى بدون ما يشرح : أنا مش عارف أعمل ايه؟ أنا بفكر معاكي بصوت عالي مش أكتر ، هي هتنزل الصبح هترجع زي دلوقتي تنام وهتاكل أي حاجة وهي في الشغل بس أنس هيعمل ايه طول النهار ؟ مين هياكله ؟ مين هيهتم بيه ؟ هو اه مش صغير بس برضه مش كبير يقدر يعتمد على نفسه ، ايه العمل ؟ أعمل ايه؟ مش قادر أمشي كده وأسيبه .

اقترحت : اديله فلوس طيب لما يجوع يشتري .

قالها انه اداله بس برضه مش مطمن وبعدها سألها : قوليلي يا هند أعمل ايه ؟ فكري معايا .

اقترحت بعد تفكير شوية : قعدها من الشغل لو ده هيطمنك واديها اللي هي بتاخده من الشغل وبكده تطمن عليه .

سألها بحيرة وهو بيفكر : وأنا هعرف منين هي بتاخد كام ؟ لو سألتها هتضرب لفوق أوي!

فكرت واقترحت بحماس : انت عارف مكان شغلها ، اسأل هناك مرتبها قد ايه وهيقولولك ولا ايه رأيك انت ؟

مط شفايفه بتفكير : أعتقد عندك حق يا قلبي .

طلع على صاحب الشغل ودعا انه يلاقيه لسه موجود وبالفعل لقاه فدخل و وقف قصاده واتكلم معاه وماعجبهوش الراجل ده نهائي بس مش بايده حاجة يعملها ، حس ان هو كمان ممكن يبالغ في المرتب علشان يحسن صورته فحب يلف ويدور ويطلب منه زيادة ليها لحد ما خلاه قال هي بتاخد كام وهو شايف ان المبلغ ده كويس جدا بالنسبالها .

راح عند رشا وخبط عليهم واتصدم بالمنظر اللي شافه ، صدمة ما بعدها صدمة .

منظر الشقة وكمية الزبالة اللي فيها ، استغرب نفسه ازاي سلم ابنه كده بدون ما يشوف هو هيعيش فين ؟ ازاي طلع الشنطة قدام الباب ومشي بدون ما يدخل ويطمن عليه ؟

مصدوم ومش عارف ينطق وابنه فهم تماما أبوه بيفكر ازاي ؟ وحب يظهرله انه مش فارق معاه فرد بتوتر: خير يا بابا؟ انت نسيت حاجة ولا ايه ؟

بصله وهو مستغرب لامبالاته بالمزبلة اللي هو فيها وسأل باستنكار: انت هتقعد هنا ؟ انت مش ناوي ترجع في كلامك ؟

استغرب سؤال أبوه ورد بقوة : لا طبعا وأرجع في كلامي ليه ؟ لو قصدك على البيت هينظف بكرا ، أنا وماما هننظفه وبعدين لولا حضرتك أخدت مني الموبايل كنت عرفتها امتى هاجي وهي كانت هتستقبلني بس انت السبب .

بصله وهو بيحرك راسه بصدمة من اتهام ابنه ان حتى دي كمان هيشيلهاله هو ويقول انه السبب : يا حبيبي اللي انت شايفه ده بيكون أسلوب حياة ، طبع في الإنسان ، أنا بيتي نظيف علشان عايز أعيش في مكان نظيف مش بنظفه علشان لما حد يجي عندي يشوفه نظيف ، ده أسلوب حياة .

حاول يدافع عنها قدام أبوه : بتشتغل وأكيد مفيش وقت إلا يوم إجازتها و …..

قاطعه بغضب : ما كلنا بنشتغل ، بطل تقول أي مبررات لان مفيش مبرر للمنظر ده .

أنس اتنرفز من محاولات أبوه ان كل شوية بيحاول يطلع أمه شخصية سيئة ورد بغيظ : ما تبطل بقى محاولاتك دي ، مش هكرهها مهما تعمل ، مش هرجع معاك ، مش هشوفها وحشة فريح نفسك .

رشا جوا سامعاهم ومستمتعة بدفاع ابنها وسايباه لأبوه وكل شوية ابتسامتها تكبر من كلام ابنها .

بدر رجع خطوة لورا بأسف : انت غبي ، هتوقع ايه من بني آدم غبي ؟ بس عارف؟ انت كل شوية تثبتلي انك تستاهل اللي يجرالك هنا ، معلش أنا غلطانلك يا أنس استمتع بحياتك ، سلام.

سابه ونزل وركب عربيته واتحرك بدون ما يلتفت وراه أو يفكر فيه، هو هيسافر ويتجوز حبيبته وبس ويوم ما ابنه يطلب يرجع هيفتح بابه .

أنس دخل قعد جنب مامته اللي حطت دراعها حواليه بحنان مزيف: حبيبي بكرا هنخلي الشقة زي الفل ولا يهمك من كلام بابا هو بس عايز يفرقنا بأي شكل ، بس الحمد لله ابني راجل وعرف يوقف أبوه عند حده ، ربنا ما يحرمني منك يا قلبي .

ابتسملها بس من جواه زعلان انه مشّى أبوه هو كمان زعلان لان برضه أكيد هو خايف عليه وكان حابب يطمئن عليه مش أكتر .

بدر وصل بيته آخر الليل ودخله كان فاضي وموحش بشكل غريب وإحساس الفقدان مسيطر عليه ، هو خسر ابنه ، دخل أوضة ابنه وقعد على سريره ومن التعب نام مكانه للصبح .

همس طول الليل وهي بتحلم بكوابيس انها في اليخت وبيقتلوا سيف وبياخدوها هي ، بتتنقل من كابوس للتاني بس كلهم نفس المحصلة انها بتخسر كل حاجة، حبيبها ونفسها ، أخيرا صحيت برنة المنبه وهي بتنهج وعرقانة زي ما تكون خارجة من ماراثون مش نوم .

قامت تجهز وحاولت ما تفكرش في كل الأفكار اللي بتطاردها دلوقتي .

الامتحان بدأ وسيف أول ما دخل كل الأنظار كانت عليه لأنه أول مرة يلبس چينز وتيشيرت؛ اينعم لابس فوقيهم چاكيت بدلة بس الجينز والتيشيرت مغيرين شكله تماما .

همس بصتله وماكانتش عارفة تبتسم انه لابس زي ماهي بتتمنى تشوفه ؟ ولا تحزن انهم خلاص هيفترقوا ؟

بص للامتحان بشكل عام واتبسط انه مش صعب وكان عنده ثقة ان همس هتقفله .

همس نادت عليه وراحلها بسرعة قرب منها واتقابلت عيونهم فاتكلم بهمس : الامتحان سهل ومش صعب تقفليه .

ابتسمت بس شاورت بايدها على مسألة : ايه دي ؟ دي لا يمكن تكون كده وإلا المسألة فيها حاجة ناقصة ، أو فيها حاجة غلط .

سيف كشر وشد الورقة يقرأ المسألة كويس : فين حلك ؟

شاورتله عليه وهو بيراجعه وتكشيرته زادت لأنه وقف زيها وبصلها وهي أكدت بثقة : فيها حاجة غلط صح ؟

اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة انتهت بهمسه بابتسامة : هو أنا بعشقك ليه ؟

بصت حواليها تشوف هل حد مركز معاهم ؟ابتسم واتعدل : هشوف الدكتور وأبلغك لحظة .

طلع مكانه ومسك ورقة وقلم وبدأ يحل المسألة بتركيز؛ لأنه مش بيركز وهي جنبه واتأكد فعلا ان المسألة ناقصة أو آخر معطى ده فيه غلط ، طلع برا واتصل بدكتور المادة يستفسر منه وفعلا كان فيه معطى مكتوب بشكل غلط ، دخل سيف وبلغ الطلبة بالتصحيح بتاع المسألة وساد هرج بسيط بس سيطروا عليهم بسرعة وهو راح لهمسته بابتسامة : أعتقد كده وضحت ؟

ابتسمتله بسعادة: وضحت وحليتها خلاص .

كلمها بهمس : محتاجة أي حاجة ؟

نفت بهزة من راسها وهو بعد عنها ورجع مكانه ، انتهى الوقت وبمجرد ما خلص بعتلها رسالة (( استنيني نصاية كده أسلم الورق ده ونمشي مع بعض ))

قرأت الرسالة وابتسامة حزينة على وشها وافتكرت كل كوابيس الليلة اللي فاتت ، قعدت مكانها بإحباط تستنى.

هالة وأصحابها بيكلموها بس هي في دنيا تانية لوحدها لحد ما مرة واحدة وقفت وبصتلهم بهدوء: أنا ماشية يا بنات.

حاولوا يقنعوها تفضل معاهم بس هي رفضت واتحركت وهالة ماعلقتش لأنها عارفة انها هتخرج مع سيف .

أنس صحي من نومه وقام بسرعة بحماس ده أول يوم له مع امه ، خرج بس اتفاجئ بنفسه لوحده ، دور عليها مالقاهاش بس لقى كل حاجة مكانها ، مسك موبايله واتصل بيها يشوفها فين؟ واتصدم لما قالتله انها نزلت الشغل ، أبوه عمره ما سابه نايم ونزل إلا لما يصحيه الأول ويعمله فطاره ولو صمم يكمل نوم بيقوم يلاقي فطاره جاهز .

قفل بسرعة ودخل المطبخ؛ أكيد هي سايباله فطار بس دخل واتصدم من كل الأطباق اللي مش نظيفة في الحوض ، فكر يكلم أبوه بس هيقوله ايه ؟ يقوله انها سابته وراحت الشغل ؟ ولا يقوله انه جعان وعايز يفطر ؟

استغبى نفسه انه ادى كل الفلوس لأمه وما سابش معاه أي حاجة ينزل يجيب بيها ، أي فطار ، فتح التلاجة بس فاضية ، قعد بإحباط مكانه بعدها وقف بنشاط وقرر يحاول ينظف شوية ويفاجئ مامته يمكن تتبسط ويسعدها زي ما هو قالها وبالفعل بدأ ينظف كل الزبالة اللي حواليه .

بعد الظهر ماقدرش يتحمل الجوع أكتر من كده فاتصل بيها وسألها فين الفلوس لأنه جعان جدا وعايز ياكل وهي ماعرفتش تعمل ايه؟ ومش هينفع تسيب الشغل ، أخيرا طلبت منه ينزل وياخد تاكسي ويروحلها المول وهي هتنزل تقابله ، كان متوتر وأول مرة يمشي في شارع لوحده ، فكر يروح لجدته بس هي هتبلغ أبوه ساعتها وهو مش عايز يضعف من أول يوم .

وصل أخيرا وكلمها وهي نزلت حاسبت التاكسي وبعدها دخلوا وادتله فلوس قليلة قالتله يشتري ساندوتش واحد وقبل ما يعترض اتكلمت بجدية: حبيبي الفلوس اللي معانا لازم تكفينا لحد ما أقبض مش هنصرفها على الأكل فهمت ؟

هز راسه بموافقة وهو مش مقتنع ولا مصدق بس افتكر أبوه اللي دايما يطلبله أكل أكتر ما بيطلب ، قفل التفكير بالشكل ده ونزل قدام محلات الأكل واكتشف قد ايه جعان وبص للفلوس اللي معاه اللي مش هتكفي أي حاجة خالص، بس ده اختياره ولازم يتحمل لأنه مش عايز يصدق ان أبوه صح وهو غلط .

همس بعد ما وصلت للبوابة رجعت تاني وطلعت لمكتب سيف اللي واقف و هيروح لدكتور المادة اللي طلب منه يعدي عليه وقبل ما يتحرك من مكتبه الباب اتفتح وكانت همس وهو يادوب هيزعق لفتح الباب بالشكل ده بس اتفاجئ بهمسته فابتسم : خضيتيني يا بنتي .

دخلت وقفلت الباب من جوا بحيث محدش يقدر يفتحه من برا وهو استغرب : خير يا همس ؟ مالك ؟ قفلتي الباب ليه؟ كده حد ممكن يشوفك أو يعرف انك هنا والباب مقفول .

قربت منه وقفت قصاده بهدوء: ما يهمنيش.

اتحرك من مكانه علشان يفتح الباب : همس كده غلط بلاش نخربها آخر يوم و …..

قاطعته بايدها مسكت دراعه ومنعته يروح للباب وبصت لعينيه بابتسامة حزينة : أنا بحبك ، بحبك فوق ما عقلك ممكن يصورلك .

مسك ايدها اللي على دراعه وفضل ماسكها وهو بيردد بعشق صادق: مهما عقلك يصورلك مقدار حبك فأنا تخطيته بمراحل يا همس ، أنا تخطيت الحب والعشق ودخلت في الجنون أصلا ، أنا مجنونك يا همس .

بصتله بدموع وسألته بصوت مهزوز: هو أنا غلطت لما حبيت؟

جه يتكلم بس كملت بألم كأنها بتكلم نفسها: أهلي دايما شايفيني الصغيرة مدللة الكل بس في نفس الوقت شايفيني الدحيحة اللي حياتها كلها مذاكرة ومفيش في دماغها غير الدراسة ومش من حقي أحب !

سمعها بوجع كبير وحس انه كسرها بسبب ظروفه، خرجت من عالمها اللي كانت محاوطة نفسها فيه علشانه وهو خذلها ! هي وردة بريئة قطفها وبدل مايرويها خلاها تدبل ، غمض عيونه بألم واتمنى لو في ايده يرمي كل حاجة ورا ظهره وياخدها ويسيبوا البلد دي ويروحوا أي مكان محدش يفرقهم فيه

– بصتله بضياع وسألته – هو أنا ما أستاهلش أحب وأتحب ياسيف ؟ غلطت لما فتحت قلبي وحبيتك؟

ضغط على ايدها بحب ورد بسرعة: تستاهلي طبعا ياهمس، وتستاهلي أحسن حاجة في الدنيا، انتي ماغلطتيش انتي تستحقي الأفضل دايما وتستحقي الأحسن مني كمان – بلع ريقه وكمل بحزن – بس آسف مش هقدر أتمنالك انك تكوني مع حد غيري ، دي أنانية أنا عارف بس غصب عني.

مسكت ايده التانية وبقوا ايديه الاتنين بين ايديها وهي باصالهم لو هما كمان يتحدوا كدا مش ايديهم بس، وهو عايز يبعدها علشان في الكلية بس قلبه وعقله مش مطاوعينه فهمس برجاء : خلينا طيب نمشي من هنا يا همس وبرا هنكون براحتنا مش قلقانين حد يجي أو يدخل أو يشوفك .

رفعت راسها وبصت لعينيه بضياع : أخبار شغلك ايه ؟ في جديد ؟

استغرب سؤالها : جديد ازاي ؟ مفيش جديد .

دموعها لمعت بقهر : يعني ماقربتش تبعد عن شذى وأبوها وتكون حر نفسك ؟

اتنهد بتعب وحزن ومسك وشها مسح دموعها اللي نزلوا غصب عنها ورد بوجع : احنا استعبطنا يا همس بس دي فترة وانتهت والنهارده كان آخرها .

دموعها نزلت أكتر ومسكت ايديه اللي على وشها واتكلمت بعياط : قولي ازاي أبطل أحبك ؟ قولي ازاي أكمل وأنا عارفة انك معاها ؟ أنا لو كنت بحبك قيراط واحد يا سيف ففي الفترة الأخيرة حبي اتضاعف ليك ألف قيراط فقولي أعمل ايه ؟ قلبي بيوجعني ، مش قادرة أتنفس وحاسة ان حياتي انتهت قولي ازاي أكمل؟

ماكانش عنده أي إجابة لأسئلتها؛ لان الفترة الأخيرة كانت زي المخدر اللي بيتعاطاه وبيسكن بيه وجعه وتفكيره و آلامه كلها ، بطل يفكر في بكرا وعاش معاها اللحظة .

حاول ينطق أو يتكلم بس ماعندهوش حاجة يقولها ، مسح دموعها وبيحاول يهديها بس بدون ما يتكلم ، أخيرا هي بعدت ومسحت دموعها وبصتله بجمود : هستناك تحت .

لقى صوته أخيرا ورد: هروح لدكتور محجوب كان عايزني تقريبا بسبب الغلطة بتاعة الامتحان ، هشوفه وأجيلك مش هتأخر .

فتح الباب واطمن ان محدش موجود وبعدها هي خرجت نزلت تحت وعدت من جنب عربيته وهالة لمحتها راحتلها : افتكرتك مشيتي انتي وسيف ؟

بصتلها ودموعها بتلمع : أنا ماشية يا هالة ، هركب أتوبيس الساعة ٢ للبلد .

هالة بصتلها بذهول : مش هتخرجي انتي وسيف ؟ انتوا اتخانقتوا ؟

ابتسمت بحزن : احنا كنا بنستعبط واستعباطنا خلص خلاص ، لو سألك قوليله سافرت ، باي .

من غير ما تستنى رد مشيت وقفت أول تاكسي قابلها ورمت نفسها جواه ودموعها فضلت نازلة لحد ما وصلت لأوضتها بصت لشنطتها الجاهزة وكل حاجاتها وحست انها تعبانة مش قادرة تتحرك ، هموم الدنيا كلها فوق كتافها بس لازم توصل لبيتها ولأوضتها وهناك هتنهار .

سيف خلص كلامه مع الدكتور وأخد حاجته من مكتبه وبيفكر ليه همس طلعت مكتبه ؟ ليه ما استنتش يتكلموا براحتهم برا ؟ ليه قفلت الباب؟ وليه رمت كلامها ده ومشيت ؟ معقول تكون بتودعه قبل ما تمشي ؟ نفض التفكير ده من دماغه ونزل جري يلحقها بس لمح هالة ساندة على عربيته وقرب منها بحذر لأنها مش عوايدها تستنى جنب عربيته وسألها بقلق : همس فين يا هالة ؟

بصتله كتير قبل ما تجاوبه بحزن : سافرت .

الكلمة نزلت زي الصاعقة عليه و ردد بصدمة : سافرت ؟ سافرت ازاي وامتى ؟

هالة بصت حواليها : هتركب أتوبيس الساعة ٢ وطلعت على المدينة تجيب حاجتها وتطلع على المحطة .

ما استناش يسمع أكتر من كده وركب عربيته يحاول يلحقها ، اتصل بيها بس موبايلها مغلق للأسف ، كان هيتجنن؛ مش دي الطريقة اللي عايز يسيبها بيها ، مين اداها الحق انها تسيبه بالشكل ده ؟

بيضغط على البنزين وعايز يلحقها قبل ما تختفي، وصل قدام المبنى وبيرن بس برضه تليفونها مغلق ، فضل مستني وهو مش عارف مستني ايه ؟ مش يمكن مشيت خلاص ؟ أو يمكن تكون لسه جوا وهتطلع ؟ هو ما اتأخرش بعد ما هي مشيت من عنده ؛ فأكيد لسه ما مشيتش ، أيوة هيستناها وهتطلع .

عدت نص ساعة، كل دقيقة بتعدي بساعة كاملة واليأس بدأ يتسرب جواه ، أكيد مشيت خلاص ، ازاي هيستحمل شهور الإجازة دي كلها بدون ما يشوفها ؟ طيب ازاي هيكمل أصلا من غيرها ؟ طيب لو شافها أو قضى معاها اليوم كان هيفرق معاه في ايه أصلا طالما النتيجة واحدة ؟!

أسئلة كتيرة ماعندهوش إجابات ليها بس الشيء الوحيد اللي عارفه انه عايز يشوفها ولو لمرة أخيرة قبل ما تبعد بالشكل ده .

قلبه دق فبص للباب وعينيه اتعلقت وهو شايفها خارجة بشنطتها حرك عربيته بسرعة و وقف قدامها وما اهتمش بأي حد أو أي اعتبارات تانية .

بصتله بدهشة ودموعها نازلة ، تجاوزت دهشتها ولسه هتتحرك لقته نزل من عربيته وقف قصادها بلوم : ليه..

ماقدرش يكمل سؤاله وهي مش محتاجة يكمله ، هربت من عينيه بضعف: علشان ما بقيتش قادرة أشوفك وأسيبك بعدها .

سألها بحزن: بس اتفقنا نكون النهارده مع بعض ، اديني فرصة .

قاطعته وعينيها اتعلقت بعينيه بسخرية : هتفيد بايه ؟ هتسيبها ؟ هتكون معايا ؟ هتيجي بيتي تطلب ايدي من أبويا ؟ هقدر أحط ايدي في ايدك قدام الدنيا كلها وأقولهم اني حبيبتك ؟

سكت بألم ؛ لان كل ده هو بيتمناه أكتر منها ، هو عايز ده أكتر منها ، صمته طال وهي كملت بوجع : شوفت انه مالهوش لازمة؟ مجرد وجع زيادة ، انت كنت صح لما قلت نبعد وغلطت لما وافقتني نستعبط ، استعباطنا وجعنا فوق ما كنت أتخيل ، سيبني أمشي يا سيف لو سمحت .

حطت شنطتها على الرصيف وبصت للأمن على البوابة : لو سمحت خلي بالك من شنطتي أنا نسيت حاجة فوق – بصت لسيف بتوسل- امشي علشان خاطري .

سابته وطلعت وهو فضل واقف مكانه بوجع مش قادر يبعد ولا قادر يعمل أي حاجة .

رجل الأمن قرب منه : حضرتك عارف انه ما ينفعش تقف هنا قدام الباب كده ، لو سمحت اتحرك .

بصله لفترة ومرة واحدة اتعدل وطلع من جيبه فلوس حطها في جيب الراجل قدامه : حط حاجتها لو سمحت في العربية .

اتردد وبص لحاجتها ولسيف ومش عارف ياخد قرار فشجعه : هوصلها المحطة مالك متردد ليه ؟

رجل الأمن بحيرة: أصل يا ابني يعني هي ، أنا ، مش عارف بصراحة أعمل ايه ؟

ابتسمله : حط حاجتها ولو هي عارضت ابقى نزلها تاني .

حط شنطتها واستنوها تنزل وسيف حرك عربيته بعيد عن باب المدينة بناء على طلب الأمن .

همس نزلت مالقتش شنطتها بصت للأمن اللي شاور على عربية سيف فأخدت نفس طويل ورددت بتعب : ليه بس ؟

قرب منها : لو عايزاني أنزلها هنزلهالك يا بنتي بس هو قال انه هيوصلك وبصراحة أنا كتير بشوفكم مع بعض مش أول مرة يعني فعلشان كده حطيتها لما طلب مني .

قبل ما هي ترد كان سيف قصادها بيقول بحزم: يلا هوصلك وإياك ترفضي يا همس .

بعد عنهم بتاع الأمن وقبل ما همس تنطق كلمها برجاء: علشان خاطري خليني أوصلك على الأقل طالما مش هتقضي اليوم معايا .

ركبت جنبه بصمت وهو حرك عربيته وصمت قاتل مش بيقطعه غير عياطها وإحساسه هو بالعجز ماليه .

ماقدرش يتحمل أكتر من كده فوقف على جنب وسألها بقلة حيلة : لحد امتى ؟

غمضت عينيها بحزن: لحد ما دموعي تخلص ، لحد ما وجعي يهدا ، لحد ما أبطل تفكير فيك ، لحد ما …. مش عارفة لحد امتى ؟

اتكلم وهو باصص قدامه وايديه على دركسيون العربية : طول ما بتعيطي الوجع مش هيهدا والتفكير مش هينتهي والألم هيفضل مستمر .

بصتله بضعف : وأعمل ايه ؟ قولي أعمل ايه وأنا هعمله ؟

أخد نفس طويل وبصلها ومد ايده مسح دمعتها بتعاطف : تحاولي تبطلي عياط علشان خاطري ، تحاولي تشغلي نفسك بأي حاجة غيري ، حاولي يا همس .

سألته بقوة وهي بتمسك ايده اللي على وشها واتقابلت عيونهم : انت عايزني أنساك ؟

ماقدرش ينطق يقولها اه أو لا، أخد نفس طويل وزفره بتعب ، سحب ايده من ايدها وهرب من عينيها لان كل اللي بيعملوه انهم بيوجعوا بعض وبس ، سألها بهدوء وهو باصص قدامه : فين المحطة اللي بتركبي منها ؟

غمضت عينيها يمكن دموعها تخلص وقالتله عنوانها بصوت مهزوز وهو اتحرك مش قادر يتكلم ولا عارف يتكلم ، فكر يوصلها لباب بيتهم ويطلع لأبوها يقوله انه بيعشقها ومش عايز من الدنيا غيرها ، بس دي أحلام ومش هينفع يحققها في الواقع بتاعه .

وصلوا والاتنين بصوا لباب المحطة لحد ما هي فتحت الباب ، قفل عربيته ونزل جاب شنطتها ولسه هتمد ايدها تاخدها بس هو اعترض بحسم: هوصلك يلا .

دخلوا بصمت وهي بتتحرك زي الإنسان الآلي فوقفها : رايحة فين كده ؟

بصتله : هجيب تذكرة .

مسك دراعها وقفها بجدية : هجيبها أنا استني انتي هنا .

وقفت جنب شنطتها لحد ماهو رجع واتحركت معاه ، كان الأتوبيس قرب يتحرك ، حط شنطتها وهي جت تطلع مكانها بس وقفها برجاء : خليكي معايا شوية لسه فاضل عشر دقايق .

ابتسمت بحزن ولقت نفسها بتقوله بتلقائية : أنا مش هيكفيني عشر سنين معاك مش دقايق .

مسك ايدها بحسرة: يا ريتني رجعت بدري شوية ، وقابلتك بدري شوية .

بصت لعينيه بترقب: ندمان انك حبيتني ؟

حرك راسه برفض تام : عمري، عمري ماندمت لحظة انك ملكتي قلبي وحبيتك، أنا ندمان اني ما قلتلكيش اني بحبك من أول مرة شوفتك فيها ، من ساعة ما خبطتيني بالساندوتش بتاعك ، يا ريتني ماكنت شخص غبي وضيعت الوقت ده كله .

الناس بدأت تطلع وهي بصتله وحاسة ان قلبها هيخرج من مكانه سألته بأمل : هشوفك تاني امتى ؟

حرك راسه بقلة حيلة و مش عارف يجاوبها وهي بتبعد عنه والمسافة بتبعد بينهم .

طلعت وقعدت مكانها وسمحت لدموعها ينزلوا أكتر وأكتر .

غمضت عينيها مش قادرة تتخيل انها مش هتشوفه تاني ، دقايق عدوا بس سمعت صوته جنبها بشجن: همس .

بصتله ولقته بيديها كيس بابتسامة مهزوزة: خليه معاكي انتي أكيد ما أكلتيش حاجة من الصبح .

حاولت تبتسم بس ما قدرتش ، وطى عليها واتكلم بهمس ورجاء : خلي بالك من نفسك ومش هطلب منك غير انك تطمنيني عليكي أول ما توصلي ، كلمة واحدة بس ، انك وصلتي ، ما تقفليش موبايلك بالشكل ده وتختفي مني .

وافقته بعينيها والأتوبيس بيزمر علشان يتحرك وهو لازم ينزل ، الأتوبيس هيتحرك أو اتحرك بالفعل ، وهي بصتله بحزن ووطت راسها وهي بتعيط بصمت، مال عليها وحط ايده على شعرها وباس دماغها بوسة طويلة يعبر بيها عن المشاعر المتضاربة اللي جواه ، من حزن ، اعتذار ، عشق ، رجاء صامت ان القدر يجمعهم من تاني ، حاسس ان قلبه هيسافر معاها ودمعة نزلت منه وشعوره بان دي النهاية بيقتله وهمهم بصوت متحشرج وشفايفه ثابتة على راسها: سامحيني

اتعدل في وقفته وبصلها بألم ، رفعت راسها ودموعها مغرقة وشها ومانطقتش، اتحرك من مكانه أخيرا وطلب من السواق ينزله ، نزل وراح لعربيته قعد فيها باستسلام، عينيه على الأتوبيس اللي بيبعد بحبيبته اللي خسرها غصب عنه .

خاطر كلم بدر طلب منه يجي يتغدى معاهم لأنه عرف من هند انه لوحده وابنه مش موجود ، وبالفعل وافق لأنه مش عايز يفضل لوحده في بيته .

اتغدوا وشوية وبقى لوحده هو وهند اللي سألته : عملت ايه ؟ وهي وافقت تقعد من الشغل ؟

بصلها وافتكر منظر بيتها وابنه اللي بيكابر وحرك راسه برفض ، مافهمتش قصده : لا ايه ؟ رفضت ؟

اتنهد : ما رفضتش لأني ماقلتلهاش .

استغربت : ليه ماقلتش ؟ مش انت ….

قاطعها بغضب من ابنه : الغبي شايفها ملاك وشايفني أنا عايز أبعده عنها وخلاص ، خليه يجرب ويدوق حنيتها ، خليها تنزل وتشتغل وتسيبه لوحده طول النهار ، خليه يعرف بنفسه ان الحياة مش وردية وأفكاره دي لازم يفوق منها .

مسكت ايده بلوم: وازاي هان عليك أنس تسيبه ؟

أخد نفس طويل علشان يسيطر على أعصابه وبصلها بحزن : زي ما أنا هنت عليه ، بعدين أنا سايب معاه هو فلوس فهيكون كويس .

حاولت تبتسم وتطمنه : هيكون كويس بإذن الله وهيرجع بسرعة .

أخد نفس طويل وبصلها وابتسم وغير الموضوع تماما : دلوقتي قدامنا فرح خلينا نستعدله .

همس وصلت بيتها وحاولت تبتسم في وش عيلتها وخصوصا أختها اللي فرحها خلال أيام؛ يمكن تكون دي فرصة تنشغل شوية عن وجعها وبعدها عن حبيبها .

سيف قرر يدفن نفسه في الشغل على قد ما يقدر ، هو وآية ومروان قرروا يعرفوا ايه سر وقوع الشركة بالشكل ده؟ ومن امتى بدأت سلسلة الخساير ؟ بدءوا يقلبوا في كل الملفات القديمة؛ كان لازم يعرفوا فين البداية علشان يقدروا يوقفوا الخساير دي ، كريم ومؤمن عرضوا على سيف مساعدتهم و وافق واتفقوا يتقابلوا كلهم .

كان في الشركة مستني الفريق كله يتجمع ، بص للدبلة اللي في ايده واشتاق لصاحبتها ، عايز بس يطمن عليها أو يسمع صوتها ، بص لموبايله وماقدرش يقاوم اتصل بيها بس اداله مشغول ، فتح الواتس يبعتلها رسالة بس اتفاجئ انها شايلة صورتها ودي مش عادتها والرسالة بتدي علامة واحدة، شك انها عملتله بلوك ، فاتصدم وحاول يتصل تاني بس نفس النتيجة ، فتح الماسنچر يحاول يكلمها ومالقاش اسمها أصلا وعرف انها برضه بلكته .

اتصدم وفضل باصص للتليفون قدامه مش مستوعب ازاي هي عملت كده ؟ ازاي حرمته منها بالشكل ده ؟

ده كل اللي طلبه منها تطمنه عليها من فترة للتانية فازاي تحرمه منها بالشكل ده ؟

فكر يدخل من أي ايميل تاني ، فتح اللاب بسرعة قدامه وعمل سيرش على اسمها واتفاجئ انها قفلت حسابها تماما ، ليه بتعمل فيه كده ؟

الغضب وصل لمنتهاه وكان عايز يحرق الكون كله ، مسك اللاب ورماه على آخر دراعه ورمى كل حاجة على مكتبه .

الباب اتفتح ودخل مروان اللي سمع الدربكة من برا ودخل بسرعة يطمئن عليه واتفاجئ بمنظر المكتب اللي كل حاجة كانت عليه مرمية على الأرض ، بص لسيف اللي مديله ظهره وبص لكريم ومؤمن اللي وراه واقفين بذهول ورجع لصاحبه بتوتر: سيف انت كويس ؟ كريم ومؤمن هنا .

سيف بصله بعيون ضايعة وقبل ما ينطق شافهم ، فضل جامد للحظات وبعدها قرب منهم بجمود: ادخلوا واقفين كده ليه ؟

سلم عليهم باقتضاب وكريم سأله : تحب نأجل اجتماعنا لبكرا تكون هديت شوية ؟

حاول يبتسم باصطناع: أنا كويس .

مؤمن بص حواليه باستنكار: بأمارة ايه ؟ ده انت مفيش حتة في مكتبك سليمة!

مروان بيشيل اللاب من الأرض بحنق : يا ابني هو كل يومين بلاب جديد ولا ايه ؟ انت مش لسه كاسر لاب من كام يوم ؟

مؤمن علق بمرح : كده عرفنا أول أسباب انهيار الشركة .

كريم خبطه في كتفه وسيف بصله وهو مكشر : والله ما ناقصك أصلا ، تعالوا نشوف أي مكان نقعد فيه غير هنا .

اتحركوا لغرفة الاجتماعات وهو طلب من السكرتيرة تبعت حد ينظف مكتبه ، اتلموا كلهم وقدامهم ملفات كتيرة وكريم قدامه الجهاز بتاعه فاتحه وبص لسيف : دخلني لنظام الشركة عندك ، أنا ما بحبش أشتغل في الملفات دي أنا شغلي كله هنا .

سيف بصله بتحدي: ما تدخل انت مش مفيش جهاز بيقف قصادك ؟ ما تقتحم نظام الأمن بتاع الشركة وتدخل وتوريني شطارتك .

كريم ابتسم بتحدي: يعني أنا احترمتك وطلبت منك بالذوق وانت عايزني أهكر نظام الأمن عندك ؟

مروان اتدخل بذهول: هو انت تقدر تهكره ؟

مؤمن وكريم بصوا لبعض وابتسموا وكريم علق بثقة: أقدر بس هاخد وقت على حساب نظام الأمن عندكم بس بلاها تضييع وقت وهو يدخلني احنا مش داخلين تحدي هنا .

سيف شد اللاب من قدام كريم ودخله على نظام الشركة عنده وبعدها رجعه لكريم .

قاطعهم دخول آية اللي سيف عرفها للموجودين وهي حطت ملفات كتيرة قدام أخوها وقالت بعملية : الملفات دي كلها مشاريع ناجحة بس بدون أي سبب فجأة بتخسر ، يا بيظهر منتج ينافسها ، يا سعر أرخص ينافس المهم بيخسر ، زي ما يكون في حد بيتعمد يخسر أي حاجة هنا عندنا .

سيف مسك كام ملف بزهق : طيب سيبيهم هنراجعهم.

آية بصتله باهتمام : مكتبك متبهدل ليه ؟ انت كويس ؟

ابتسملها باقتضاب : أنا كويس ، ما تشغليش بالك .

بصت لأصحابه وقالت : طيب بما ان معاك اصحابك أروح أنا ؟ أنا تعبت جدا .

أخوها وصلها للباب وهي انسحبت وسابتهم يشتغلوا ، كريم متابع سيف اللي سرحان وقفل اللاب بتاعه وسأله بهدوء: مالك يا سيف ؟ قول مالك علشان نعرف نشتغل وانت تركيزك هنا معانا .

بصله كتير وقفل الملف اللي قدامه ومرة واحدة شد اللاب بتاعه تاني وكتب حاجة وبعدها رجعه لكريم بترقب : هو ده كده معناه ايه ؟

كريم بص للشاشة وعرف سر غضبه : معناه يا سيف انها قفلت الحساب بتاعها .

سيف قرب باهتمام : تقدر تفتحه تاني ؟

كلهم فهموا بيتكلم عن مين وكريم علق : أقدر بس ليه ؟ يعني هي قفلت الأكونت بتاعها هتستفيد ايه لما أفتحه أنا ؟ ما هي مش هتفتحه !

رد بضياع وكأنه بيتعلق بأي أمل كداب : هعرف أكلمها و ….

قاطعه مؤمن باستنكار : يا ابني هي قافلة الحساب عندها وكريم هينشطه بس مين هيفتحه عندها هي تاني ؟

سيف فرك دماغه بتعب وغيظ ومروان علق : سيف أعتقد ده أفضل اللي هي عملته .

سيف زعق بجنون: مين قال انه أفضل ؟ وبعدين أنا كل اللي كنت عايزه أطمن عليها مش أكتر وهي بقسوة بلكتني وقفلت كمان الحساب .

كلهم سكتوا وكريم أول واحد قطع الصمت ده بحكمة: هي كويسة وبخير وبتحاول تعيش فسيبها يا سيف .

بصله وهو رافض اللي بيسمعه وبيحرك راسه برفض وهو كمل : انت اوريدي مرتبط سيبها تلاقي نفسها بعيد .

مؤمن كمل : انت ليه مصمم تعذب نفسك وتعذبها بعلاقة محكوم عليها بالفشل ؟ طالما انت لسه مش حر نفسك هيفيد بايه تكلمها ؟ كل ما بتكلمها وكل ما بتفضلوا على تواصل بتوجعوا بعض وبس .

مروان هو كمان اتكلم: انت قلت أختها هتتجوز أكيد هي مع أختها بتحاول تشغل نفسها بلاش تفضل انت كل شوية تكلمها – سكت وكمل بمغزى – فترة الاستعباط خلصت .

سيف سابهم وقام بص لبعيد من الشباك ؛ هو عارف ان كل كلمة بيقولوها صح بس غصب عنه مش قادر ما يكلمهاش ، مش قادر يبعد ويسيبها .

التلاتة بصوا لبعض وكريم وقف وراحله وقف جنبه

أما مؤمن بص لمروان : ما تيجي نشرب أي حاجة برا ونسيبهم شوية يتكلموا يمكن كريم يقدر يفوقه .

مروان وافقه وقاموا خرجوا مع بعض

كريم استناهم يخرجوا وبعدها بص لسيف بتفهم : عارف انه صعب عليك بس انت من جواك عارف ان ده الصح .

سيف بصله ووجعه ظاهر : كنت عايز بس أطمن عليها .

كريم افتكر لما أمل غابت عنه وأبوها أخدها منه وبعد ساعتها كل اللي كان عايزه بس يطمن .

حس بيه وبوجعه وحاول يطمنه : بس انت عارف انها في بيتها ومع أهلها ، هي بتحاول تنساك .

رد بوجع واعترف لنفسه وله : بس أنا مش عايزها تنساني ومش عايز أنساها ، أنا عايزها معايا ، بص قدامه يهرب من أحاسيسه ويحاول يتماسك أو يكون قوي أو حتى يمثل انه كويس بس مش عارف

كريم عارف حالته وحاسس بيه ده كمان سبق وعاش نفس إحساسه.

دور على أي كلام يقوله بس للأسف هو حط نفسه مكانه وحط أمل مكان همس ومش متخيل أبدا ان حد ممكن يطلب منه في يوم ينساها أو تبعد عنه !

سيف بصله : انت لما عرفت أمل كنت خاطب ، ازاي خلصت من خطوبتك دي ؟

كريم بصله بهدوء: ماكنتش مديون لأبوها ولا كنت في ظروفك دي ده غير ان خطيبتي هي اللي عملت كل حاجة تضايقني وادتني ألف سبب علشان أسيبها ، عارف يوم ما فسخت الخطوبة كانت بترقص في حفلة مع أصحابها رغم اني اعترضت على ده لكن هي أصرت وتجاهلت اعتراضي وفضلت ترقص ودي كانت القشة التي قسمت ظهر البعير فأنا حطيتلها دبلتها في علبة شيك مع هديتها وبس .

سأله بترقب : ولو ماكانتش ادتلك ألف سبب عشان تنهي الخطوبة كنت هتنهيها انت ازاي ؟

كريم حاول يدور على إجابات تقنعه : سيف أنا ماكنتش مجبور أرتبط بيها ، ظروفي كانت غير ظروفك تماما .

مسك دراعه ونظراته كلها ترجي : طيب قولي أعمل ايه يا كريم ؟

أخد نفس طويل ورد بشفقة : مش كلنا بنتجوز اللي بنحبه ، يمكن مالكش نصيب فيها يا سيف ، سيبها دي أول خطوة تعملها ، ابعد خليها تتخطاك ، لو بتحبها زي ما بتقول ابعد عنها واسمحلها تتخطاك ، هي أخدت خطوة بلاش ترجعها تاني لأمل مستحيل أو علاقة مدمرة ليكم انتوا الاتنين ، بعدين محدش عارف بكرا مخبي ايه ؟ مش يمكن يكون ليك نصيب فيها في النهاية ؟ أو يمكن نصيبك لسه هيقابلك ؟ أو يمكن هي هتقابل حد غيرك يملا حياتها ويعوضها عنك ؟

غمض عينيه مش قادر يتخيل انها ممكن تكون مع راجل تاني غيره واتكلم وهو قافل عينيه بقهر : ولو ده حصل ازاي أتقبل أنا ده ؟

همس كريم وهو مقدر وجعه : حبك ليها هيخيلك تتمنالها السعادة حتى لو مع غيرك ، ده الحب اللي بجد .

بص قدامه وشوية وبصله بتفهم: سيف ارتاح النهارده وبكرا نتقابل نشتغل بجد بس بلاش ترجع الخطوة اللي هي مشيتها بعيد سيبها تبعد وانت ركز في شغلك يمكن نلاقي حل يخرجك من الأزمة دي وساعتها الطريق ليها هيكون مفتوح .

سابه وخرج كان الانتين في انتظاره فقالهم : خلوه النهارده يرتاح وبكرا نتقابل نشتغل ، هو اوريدي النهارده مش هيركز .

مروان سأله باهتمام : أعمل ايه ؟ أدخله ؟ أسيبه ؟

كريم ابتسم لان مروان زي مؤمن معاه بس مؤمن مش بيحتاج يسأل سؤال زي ده وبيكون عارف كويس ممكن يعمل ايه علشان يخرجه من أي حالة مهما كانت : سيبه لوحده ، هو محتاج يكون لوحده النهارده .

خرجوا الاتنين ومؤمن قطع الصمت : ما تنشط الايميل بتاع همس .

كريم بصله باستغراب : وبعدها ؟ هنشغل الحساب ازاي في موبايلها ؟

مؤمن كشر وبصله باستنكار : سيف مش هنا يا كريم وأنا وانت عارفين كويس انك ممكن تدخل لموبايلها وتشغل الحساب بتاعها وساعتها ….

كريم كمل : ساعتها هيتصل بيها وهيكلمها وهتفضل علاقتهم مستمرة وبعدين يا مؤمن ؟ آخر العلاقة دي ايه ؟ علاقة حب تستمر في السر وخلاص ؟ يحبها وتحبه وهو خاطب ؟ وبكرا لما يتجوز ؟ متخيل هي وضعها هيكون ايه ؟ هتتقبل ازاي انه يتجوز ؟ هو هيتجوز ازاي وهي معاه ؟

مؤمن نفخ بضيق : يا كريم هو مش هيقدر يتجوز طالما بيحب بالشكل ده !

هز راسه بتأكيد ومعرفة لكل ده ورد : وبعدين ؟ بايدينا ايه نعمله غير التخلف اللي اقترحته ده ؟ مؤمن خلينا نساعده يرجع يتحكم في شركته أعتقد دي أول خطوة نساعده فيها ، شركته ترجع تقف والباقي هيجي تباعا .

روحوا البيت والكل كان متجمع وبيتكلموا عن عيد ميلاد إياد وأيان ، هنا مؤمن بصله واقترح بحماس : ايه رأيكم لو نعزم سيف على حفلة عيد ميلاد الولدين؟

كريم ابتسم و وافقه : اه خلينا نعزمه يكون معانا اهو يغير جو شوية ، فكرة حلوة فعلا يا مؤمن .

أمل بصت لكريم بحماس : تيجي نعزم همس هي كمان ؟

بصلها بذهول هو ومؤمن اللي اتصدم من اقتراحها وماعلقش بس ناهد علقت باهتمام : مين همس ؟ دي خطيبته ؟

كريم نفى بغيظ من أمل: لا يا ست الكل مش خطيبته دي أمل بس بتستظرف شوية ، دي البنت اللي كانوا بيبتزوها معاه علشان أولى الدفعة وهو كان مهتم بيها .

حسن علق : طيب خلاص اعزمه هو وخطيبته .

مؤمن بصله : لا بلاش خطيبته خلينا نعزمه لوحده أفضل .

وقف وكمل : أنا رايح أجيب نور من عند أبوها شوفوا هتعملوا ايه ونظبط الدنيا للحفلة دي .

قعدوا يتفقوا وشوية ونور وصلت و انضمت لأمل وناهد يجهزوا كل حاجات الحفلة والرجالة انسحبت .

ناهد بصت لأمل بفضول: هو انتي ليه قلتي نعزم همس دي مع سيف الصياد ؟

كانت هتحكي بس اتراجعت؛ طالما جوزها ما رضيش يحكي فخلاص هي زيه مش هتتكلم فابتسمت لحماتها : لا يا ست الكل كنت بهزر عادي مع كريم ، كنت بضايقه – ضحكوا كلهم وكملت – بعدين هو خاطب دكتورة مش فاكرة اسمها ايه الصراحة ؟

قاطعهم دخول أم فتحي وقالت لناهد : ست ناهد بقولك هو العدد للحفلة هيكون تقريبا قد ايه ؟ وهنعمل الأكل هنا ولا هنطلب من برا ولا ناويين على ايه بالظبط ؟

قعدت معاهم يتكلموا ويتناقشوا في التفاصيل دي كلها ويتفقوا عليها .

كريم وهو مع سيف عزمه يحضر حفلة الولاد وهو وافق على طول انه يحضر لأنه محتاج أي حاجة تخرجه من الحالة اللي هو فيها .

يوم الحفلة كان بيخلص شغله وهيتحرك للبيت يجهز، مر على مريم السكرتيرة بتاعته اللي سبق وطلب منها تجيب هدايا وهو في الطريق موبايله رن وكانت شذى فكر ما يردش عليها بس اتصلت تاني عليه فالمرة دي رد على مضض : أيوة يا شذى ؟

عاتبته : انت مش بترد ليه من أول مرة ؟

أخد نفس طويل بضيق : علشان سايق وقلت لما أروح أكلمك بس لما لقيتك رنيتي تاني رديت ، خير ؟

اتقبلت عذره واتكلمت بهدوء : طيب هتروح امتى حفلة المرشدي ؟ عدي عليا وانت رايح .

اتصدم وأخد فرامل لدرجة ان اللي وراه كان هيخبطه بس زمر بغيظ وشتمه وكمل طريقه وحرك عربيته لجنب : انتي مين عزمك ؟

استغربت سؤاله بس جاوبته : كلمتني مامت كريم المرشدي ومرات مؤمن الدخيلي لأن زي ما فهمت عيالهم الاتنين عيد ميلادهم ، الاتنين كلموني وبلغوني آجي معاك واستغربت بصراحة انك ما قلتليش .

اتنفس بضيق وغيظ وشتم مؤمن في سره هو وكريم اللي دبسوه بالشكل ده وندم انه وافق يروح الحفلة أصلا .

انتبه على شذى بتقول : يا سيف جاوبني هتروح امتى علشان ألحق أجهز؟ أنا في الكوافير بس قلت أعرف امتى تحديدا ناوي تروح ؟

فكر يعتذر أو يقول أي سبب بس هما الاتنين وقفوا جنبه في أزمته وحاليا بيساعدوه في الشركة وقلة ذوق منه ما يروحش حفلة ولادهم بعد ما قالهم انه هيحضر ، علق بهدوء : قالي الساعة ٧ فهعدي عليكي على ٦:٣٠ .

سمعته وأكدت انها هتكون جاهزة بس ما يتأخرش عليها زي المرة اللي فاتت وقفلت .

استعد للحفلة بفتور ونزل مر على شذى اللي المرة دي ما رضيش ينزل ياخدها من جوا وهي جت لعربيته وركبت جنبه بهدوء بصتله : ازيك؟ أخبارك ايه ؟

بصلها وابتسم باقتضاب: الحمد لله بخير وانتي ؟

ابتسمتله : كويسة .

دور عربيته واتحرك وهي فجأة سألته : هو احنا ليه مش بنشوف بعض كتير ؟ يعني أي اتنين مخطوبين بيتعشوا مع بعض ، بيتغدوا مع بعض ، بيخرجوا مع بعض لكن أنا وانت لا مش بنعمل أي حاجة من دي !

بصلها بهدوء وحاول يجاوبها بعملية : لان أنا وانتي مشغولين جدا ، انتي مشغولة في مرضاكي وعملياتك وأنا مشغول في الكلية وقبلها الامتحانات والشركة والمشاكل اللي فيها وانتي أكيد عندك فكرة عن المشاكل اللي بنمر بيها حاليا .

علقت بإصرار : برضه ليه مش بنخطف أي وقت نشوف بعض فيه ؟

ماعرفش يرد عليها وفكر في همسته اللي كان بيخطف فعلا أي لحظة علشان بس يلمحها .

وصلوا لبيت كريم ودخلوا الاتنين مع بعض ، استقبلهم كريم اللي جنبه أمل ومؤمن وجنبه نور ، سلموا على بعض كلهم والبنات أخدوا شذى وهو بص لكريم ومؤمن بغيظ : ليه عزمتوها ؟ يعني ان ماكنتوش عارفين البير وغطاه ؟!

الاتنين بصوا لبعض بذهول ونطقوا في نفس الوقت : محدش فينا عزمها .

سيف علق بغيظ وبص لكريم : والدتك كلمتها – بص لمؤمن- ومراتك برضه ، الاتنين عزموها.

كريم علق : محدش قالنا ، احنا بس قلنا هنعزمك والكلام كان قدامهم حتى أمل كانت عايزة تعزم همس .

ابتسم سيف بلهفة : ياريت كانت فعلا عزمتها كان أرحم من اللي أنا فيه دلوقتي !

كريم بصله بذهول : انت متخيل اننا نعزمها هنا والصحافة أو أي حد من اللي موجودين يصوركم تاني مع بعض ؟ ولا انت عجبتك قصة التهديدات اللي كنت عايش فيها ؟

سيف رفع ايده باستسلام : لا يا عم وعلى ايه؟ الطيب أحسن ، فين الولاد خلوني أشوفهم يمكن يغيروا مود الواحد شوية .

أخدوه عند الطفلين اللي لابسين زي بعض وشبه بعض وهو بصلهم الاتنين بذهول : لو مش عارف انهم مش أخوان قسما بالله كنت قلت انهم توءم أصلا .

ابتسم مؤمن وهو بيلاعب ابنه : بنعتبرهم توءم .

سيف بصلهم باهتمام : عندي سؤال فضولي ؟

كريم باستفزاز : احتفظ بيه لنفسك مش بحب أرضي فضول أي حد .

سيف ضحك : لا بجد لازم أسأل ، انتوا ازاي ظبطتوها انكم تخلفوا في نفس اليوم ؟ يعني أيوة انتوا بتتشاركوا في كل حاجة بس اتجوزتوا في أيام مختلفة لكن بالرغم من كده خلفتوا مع بعض فعملتوها ازاي دي ؟

مؤمن ربت على كتفه بابتسامة: في حاجات ربنا اللي بيسهلها مش احنا ، ربنا اللي عملها ان عيالنا يكونوا توءم ويتولدوا في يوم واحد مش احنا اللي عملناها .

سيف علق بابتسامة: ونعم بالله بس حلو انهم يكونوا مع بعض وخصوصا لو واحد فيكم عايز يسهر التاني ياخد ابنه وتتشاركوا في ده .

الاتنين ضحكوا وكريم علق بحسرة : ودي خناقتنا اليومية مين هياخدهم الليلة عنده وفي الآخر الليلة بتتضرب وبنطلع أنا وهو زي الشطار نقعد بيهم مع بعض .

ابتسامته اختفت وما ردش فمؤمن حط دراعه على كتفه : المفروض تقول أمين .

بصله بحزن : بس أنا مش عايز علشان أقول أمين .

كريم باستغراب : مش عايز تكون أب ؟ مش عايز حتة منك تكبر قدام عينك ؟ ازاي مش عايز ؟

غصب عنه بص ناحية شذى وعلق بشرود: مش عايز فعلا ومش قادر أتخيل ده أبدا ومش عايز أتخيله .

الاتنين تابعوا نظراته ومؤمن علق بهدوء: ادعي ربنا يجمعك مع اللي بتتمناها أو يشيلها من قلبك .

بصله برفض : كمان مش عايز حبها يتشال من قلبي .

google-playkhamsatmostaqltradent