Ads by Google X

رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثالث عشر 13 - بقلم الشيماء محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد  عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثالث عشر 13

سيف جنون العاشق سيطر عليه ولازم يشوفها بأي طريقة ، لازم ياخدها في حضنه ولو للحظة بس لحظة ، القلب سيطر على صوت العقل فقام من مكانه يخرج لعندها واللي يحصل يحصل ، مسك أُكرة الباب وفتح الباب بالفعل .

طلع برا الأوضة ومش عارف أنهي أوضة أوضتها ، وهو واقف فجأة باب اتفتح وكانت هي قدامه ، نظرة منه ليها كانت كفيلة انها ترمي نفسها بين ايديه ويضمها لقلبه وفضل يكرر كلمة بحبك بحبك بحبك ، نفسه لو الكون كله ينساهم وتفضل في حضنه كده لآخر لحظة في عمره .

رنة موبايل أزعجت الصمت ده فتح عينيه واتفاجئ انه على السرير وان عينيه غفلت وهو باصص لرسالتها بشغف فدخل في حلمه اللذيذ، معقول كان حضنها مجرد حلم ؟ ولا أمنية اتمناها ؟ بص للموبايل كانت مامته بتطمئن عليه ورنت رنتين وقفلت؛ خافت تزعجه لو نام ، أخد نفس طويل وفكر ينفذ حلمه ده ده يادوب بينهم حيطة !

وقف ومشي خطوة واحدة، مجرد خطوة بس بعدها وقف تاني ؛ ايه اللي هيعمله ده ؟ هيخون الناس اللي هو في بيتهم ؟ يعني أبوها يرفض يسيبه في الشارع وأخوها يعالجه وياخدوه بيتهم وهو يتصرف بالشكل ده ؟


استغفر ربنا ورجع مكانه وكله إصرار ان همس لازم تكون في بيته هو في النور مش في الظلام لانها ما تستاهلش منه غير كده ، لازم يخليها ترفع راسها قدام أهلها وقدام نفسها وقدام الكون كله وتحط ايدها في ايده .

مسك موبايله وكتبلها (( بدعي ربنا يقويني ويقف معايا علشان أقدر أدخل البيت ده تاني من بابه وأحط ايدي في ايد أبوكي وأطلبك بشكل رسمي تكوني مراتي ومعايا وماتفارقينيش للحظة . ))

بعت الرسالة بس ما وصلتش فكشر وعرف انها بلكته من تاني ، رمى الموبايل من ايده بغيظ وبيتمتم بقلة حيلة : يا همس يامجنونة!

همس بالفعل خرجت برا أوضتها بعد مااترددت لوقت طويل خصوصا ان سيف مابعتلهاش حاجة تاني ، في نفس لحظة خروج مامتها والاتنين بصوا لبعض ، مامتها قفلت الباب وراحت شدت بنتها دخلتها أوضتها ودخلت وراها وقفلت الباب وسألتها بشك : رايحة فين كده ؟

بصت لأمها باستغراب: داخلة الحمام هو ممنوع ولا ايه ؟

حست انها مش مصدقاها فردت بحدة: اه ممنوع طول ما في راجل غريب في البيت .

بصت لمامتها بذهول: يعني ايه بقى إن شاء الله ؟ ها؟ أعمل حمام فين أنا ؟

فاتن كشرت ونفخت بضيق واستغفرت ربها وفتحت الباب بضيق : اتفضلي روحي يلا هستناكي هنا .

ردت بحنق قبل ما تخرج : انتي مش محتاجة تراقبيني على فكرة .

بصتلها باستنكار : اه صح بامارة أول ما قالك كلمتين عيطتي وحنيتي ، غوري من وشي يا همس .

همس همهمت بينها وبين نفسها وهي خارجة: امال لو كانت شافتني في حضنه كانت عملت ايه؟ دي ممكن تقيم عليا الحد

قعدت تستناها على سريرها لحد ما رجعت دخلت وقفلت الباب وقعدت وهي بتقول بتهكم : هتروحي تنامي ولا هتفضلي في أوضتي تراقبيني ؟

أمها فضلت باصالها شوية بتفكير وهي بتحاول ترتب كلامها أو أفكارها أو حتى تقرر هتقول ايه لبنتها فسألتها بترقب : هو انتي مستعدة تتجوزي سيف ده ؟

عينيها وسعت بلهفة وقبل ما تنطق أمها كملت بمغزى: في السر ؟

نظرتها اتغيرت لصدمة ورددت : سر ازاي يعني ؟

أخدت نفس طويل ورددت : سر يعني ايه ازاي ؟

سألتها باهتمام : يعني هو طلب ايدي يا ماما ؟

أمها وقفت بهروب وبعدت عنها : بقول فرضا ، لو اتقدم واقترح اقتراح زي ده توافقي تتجوزيه في السر وهو في العلن يتجوز شذى بتاعته دي ؟

كشرت بغضب : أنا ماأقبلش أكون ضرة للبني آدمة دي .

اتنرفزت أمها وردت بسخرية: يعني تقبلي تكوني ضرة لغيرها ؟

وقفت هي كمان وزعقت : لا طبعا ما أقبلش حد يشاركني فيه – افتكرت الفستان اللي شكت مجرد شك انها شاركتها فيه وكانت هتتجنن فرددت تاني بتأكيد- ماأقبلش حد يشاركني فيه يا يكون ليا أنا لوحدي يا الله يسهله مطرح ماهو يروح .

أمها هزت دماغها باطمئنان وجت تخرج بس همس مسكت دراعها بشك: ماما هو سيف كلمك في أي حاجة ؟

شدت دراعها بضيق : هيقولي ايه وأنا بطرده من القاعة ؟ جوزيني بنتك وهو في ايده خطيبته ؟ أنا بس بفكر معاكي بصوت عالي مش أكتر – كانت هتخرج بس رجعت لبنتها وقالت بهدوء – همس حبيبتي أنا صعب عليا أشوفك مقهورة وموجوعة كده وعارفة انك بتحبيه ويمكن هو كمان يكون بيحبك بس ظروفه صعبة ومش مناسبة وكل اللي أقدر أقوله يروح ويصلح ظروفه ويوم ما يفسخ خطوبته بشذى دي يا أهلا بيه حتى لو هتشحتوا مع بعض ، طبعا عمرها ما هتوصل لكده بس قصدي انه يظبط ظروفه وقدامه الوقت مفتوح براحته انتي كده كده لسه بتدرسي لكن طول ما هو مش حر نفسه يبقى مايلزمناش ولا انتي عندك رأي تاني غيري ؟

حركت راسها برفض وبصت للأرض وهي بتقول بخفوت : ماعنديش رأي تاني .

خرجت بعد ما باستها ورجعت لأوضتها وهمس قعدت على سريرها وفكرة جديدة زرعتها أمها بدون قصد منها ، هل ممكن تقبل تتجوز سيف في السر ؟ وهل ممكن تتحمل تكون ضرة لشذى ؟

مجرد التفكير وجعها وغمضت عينيها بتطرد الصورة دي ، صورة سيف مع شذى وايدها في ايده وهي بعيد مالهاش حق تقرب أو تتكلم أو تنطق بحرف ، هو في ذل أكبر من ده ؟

لا يمكن تقبل وضع زي ده أبدا حتى لو التمن تتحرم منه .

رشا سهرانة في بيتها ؛ مش عارفة تنام وبتفكر مين يا ترى عرف بدر على واحد زي سيف الصياد اللي بمجرد ذكر اسمه الدنيا بتتقلب كده ؟ من امتى يعرف عائلات ارستقراطية بالشكل ده ؟ ليه كانت غبية وما صبرتش عليه؟! مش يمكن لو صبرت كان العز ده كله بتاعها ؟

يا ترى عاملين ايه دلوقتي ؟ بينضفوا شقتهم وبيندبوا حظهم ؟ أيوة أكيد ليلة دخلتهم باظت .

ضحكت من قلبها وافتكرت حرقة قلبها أول ما دخلت الشقة بتاعتهم وشافتها بالجمال ده ، قلبها وجعها وكانت لازم تفكر في حاجة تخرب بيها الجمال ده ، تقطع الهدوم مثلا؟ ولا تولع تفتح النار وتسيبها تولع في الشقة؟ بس كدا ممكن يجيبوها وتتسجن، وقفت بحيرة وابنها بيبصلها بترقب وندمان انه سمع كلامها بس فضل ساكت.

فكرت كتير لحد ما الباب خبط وكانت مرعوبة بس لما بصت من العين السحرية شافت حد عادي فتحت بثقة وعرفت انه عامل النظافة بيلم الزبالة وهنا جت في بالها الفكرة ، طلعت فلوس وطلبت منه ان كل الزبالة اللي لمها من العمارة وكل الزبالة اللي تحت قي العربية يطلعهالها وهو استغرب وكان رافض بس الورقة اللي ب ٢٠٠ زغللت عينيه وهو محتاجها وبعدين هو ماله هتعمل ايه بيها؟! شقتها وهي حرة، نفذ طلبها بهدوء وحطلها الزبالة كلها قدام الشقة ومع ذهول أنس اللي مسك موبايله يتصل بأبوه بس هي لمحته وأخدت منه الموبايل وحبسته في أوضته لحد ما خلصت ومش بس كده دي دخلت أخدت شاور ولبست فستانها تاني وغرقته برفان علشان لو في ريحة زبالة واستعدت عندهم قبل ما تتحرك و تاخد ابنها وتمشي ، انتبهت من افكارها مبسوطة انها قدرت تكسر فرحتهم .

النهار نور ونادر طلع من أوضة هند لقى أبوه وأمه صاحيين وقاعدين مع بعض في البلكونة ، انضملهم بابتسامة : صباح الخير ايه اللي مصحيكم بدري كده ؟

أبوه بصله : نفس اللي مصحيك .

ابتسم : أيوة أنا متعود على النوم القليل وكده أعتبر نمت كتير جدا كمان ، المهم سيف صحي ولا ايه ؟ ليكون صحي ومحروج يخرج ؟

أبوه بص ناحية الأوضة واقترح : طيب خبط خبطة واحدة لو صاحي هيرد عليك .

وقف وراح ناحية أوضته وخبط بالفعل خبطة هادية ولحظة وسيف فتح وكان صاحي فنادر ابتسم : صباح الخير ، خفت تكون صاحي ومحروج تخرج فقلت أشوفك .

ابتسمله : أنا متعود أصحى بدري فعلا حتى لو نايم متأخر .

نادر شاورله : تعال طيب اقعد معانا كلنا في البلكونة يلا بس الأول طمني جرحك أخباره ايه ؟ خليني أبص عليه .

اطمن على جرحه وغير عليه بعدها خرجوا مع بعض للبلكونة وصبح عليهم وانضمولهم ، بيتكلموا عادي بس نظرات فاتن له عاملاله توتر ومش عارف هي بتفكر في ايه ؟ بيفكر كمان لو فتح الموضوع مع أبوها هيكون ايه رد فعله ؟ هل هيتفهم ظروفه ولا هيعمل زي مراته ؟

انتبه على سؤال خاطر اللي ما سمعهوش أصلا فاعتذر : سوري يا عمي معلش سرحت شوية حضرتك قلت ايه ؟

ابتسم بتفهم: لا ولا يهمك عادي بقولك كلمت والدك و والدتك طمنتهم انك بخير ولا ايه ؟

ابتسم ورد عليه انه كلمهم أول حاجة الصبح وطمنهم بالفعل .

خاطر بص لابنه بحيرة : هنعمل ايه في شقة أختك ؟

قبل ما يرد سيف سبقه بهدوء : الفندق هيبعتوا ناس ينظفوها وأخدوا العنوان بالليل مننا .

نادر كمل : فعلا سيف كلم مدير الأمن هناك وطلب منه يبعت ناس ينظفوا الشقة – بص لساعته – فطرونا طيب خلينا ننزل نشوف هنعمل ايه ؟

خاطر بص لمراته : هي همس لسه نايمة ولا ايه ؟ صحيها تعمل فطار .


سيف كان هيعلق ويطلب منهم يسيبوها براحتها ترتاح بس سكت من نظرة فاتن اللي علقت بتهكم : وهي دي بتصحى بدري ؟ ده أنا بستغرب أصلا بتقوم لكليتها ازاي؟ – بصت لسيف ولمحت – دي بتقول على طول أنا ما اتخلقتش للمطبخ .

فاتن تخيلت انها بكده ممكن تكون بتطلعها مش ست بيت شاطرة أو ما تنفعش للارتباط بس سيف ابتسم برحابة صدر؛ لانه مش عايزها أصلا ست بيت أو الأدق هو معجب بيها كده وبشخصيتها وبنشاطها وكسلها وكل حاجة فيها بيحبها زي ما هي .

فاتن استغربت ابتسامته المخفية وده زاد تكشيرتها بس قبل ما تنطق سمعوا صوتها المذهول : صباح الخير ، كلكم صاحين بدري ليه ؟ أنا تخيلت هلاقي نفسي لوحدي صاحية!

خاطر رد عليها : بركة انك صحيتي المهم اعمليلنا فطار بسرعة خلينا نفطر ونشوف ورانا ايه ؟

فاتن بصتلها بغيظ انها خارجة بلبس البيت حتى لو واسعة بس برضه ماينفعش تخرج قدام سيف كدا.

سيف كان هيتجنن ويلف يبصلها بس متربط من أمها اللي قاعدة قصاده وهمس بتتمنى انه يلف ويبصلها ، بصت لأبوها بفضول : وراكم ايه الصبح كده ؟

نادر موبايله رن فقام يشوفه وهي انتهزت الفرصة دي وقعدت مكانه فهنا سيف قدر يشوفها وكان قد ايه صعب انه ما يعلقش أو ما يظهرش أي رد فعل وخصوصا بشعرها المفكوك وجاي كله على جنب أو بالبيچامة اللي لابساها ؟

خاطر كان بيتكلم بس محدش سامعه أصلا لحد ما كلم همس بصوت عالي : سمعتي ؟

– انتبهت من شرودها في سيف وبصتله فكمل – عايزين نفطر علشان نروح شقة أختك .

افتكرت فجأة كل حاجة وقامت باندفاع: أنا ماكلمتهاش تصدق؟ المفروض أكلمها أطمن عليها خلوني أكلمها الأول .

فاتن وقفت بحدة : بت سيبي أختك في حالها وتعالي معايا .

نادر جه ومسك همس من قفاها بمرح: إلا قوليلي صحيح في واحدة دكتورها يكون موجود وتخرج بشكل المتشردين ده؟ طب اعملي أي برستيچ

سيف ابتسم ابتسامة واسعة وعايزة يقوله هي عاجباه في كل حالاتها بس استنى يشوف رد همس اللي أكيد هتبهره وفعلا لقاها بترد بتهكم: الله يرحم لما كنت بتروح تكشف على العيانين بالبيجامة والشبشب يادكتور

كلهم ضحكوا عليها وسيف ردد بمرح : قصفت جبهتك يادكتور

نادر حط ايده على رقبته بإحراج ورد بابتسامة: ده طيرتها ياجدع!

فاتن ردت بغيظ : لسانها أطول منها ومتبري منها

همس بصتلها بذهول وردت بحنق: يعني مش شايفة ابنك هو اللي بدأ وباصة عليا ؟ ايه سايبة الفعل وماسكة في رد الفعل ؟

نادر بمشاكسة: أيوة دلوقتي تدينا درس في قوانين الفيزياء بقى وتصدعنا ، اهي دي مولودة دحيحة كل حاجة تدخل الدراسة في النص.

سيف بصلها بفخر ورد بابتسامة: همس طالبة ذكية جدا يادكتور وليها مستقبل كبير.

بصت لأخوها بزهو وردت: شوفت بقى يادكتور على ما تفرج؟

نادر ضربها بخفة على خدها ورد بتحذير مصطنع: طب شوفيلك حاجة تعمليها بقى يا أوزعة

بصت لأبوها تستنجد بيه بمكر: شايف يابابا بيضربني ازاي؟

خاطر رد بابتسامة واسعة : كله إلا همس يانادر دي آخر العنقود يعني العسل كله.

ابتسمت بمرح وراحت باست دماغ أبوها وهي بتطلع لسانها لنادر اللي بصلها بغيظ مزيف : اتدلعي اتدلعي لنا الله.

سيف مراقبهم بابتسامة واسعة وفرحان بالجو الخفيف بينهم ومشاكسات همسته وردودها .

فاتن اتكلمت بحنق: والله ما حد مخليها تطلع في الكل كدا غيرك يا خاطر.


خاطر رد بابتسامة: مش مهم خليها تعمل اللي هي عايزاه – بص لسيف وكمل بمرح- دي ياابني دلوعتنا حتى أخوها نادر شوف بيفضلوا يناقروا في بعض ازاي؟ بس مابيعرفش يقولها لا ، وبعدين مش كفاية انها طالع عينها في مذاكرتها؟ أدلعها ولا ما أدلعهاش؟

سيف رد بابتسامة كلها عشق وهو بيرد: تدلعها طبعا ياعمي .

خاطر رد بابتسامة: دي دلوعة أبوها وبنتي الصغيرة يعني آخر العنقود

سيف بصله وبيتمنى لو يقدر يعبر عن حبه ليها ويقوله انها مش بس دلوعة أبوها دي دلوعته هو كمان اللي مايقدرش يتخيل حياته بعيد عنها رغم الظروف اللي قست عليهم

همهم بصوت هامس محدش سمعه: وبنوتي الأولى وحياة سيف كلها كمان .

فاتن اتكلمت بضيق: يلا بقى نجهز الفطار

أخدتها ودخلت المطبخ وهمس صممت تكلم أختها بس أمها مسكت دراعها بتأنيب: يا بنتي تلاقيها نايمة هو في حد عاقل يكلم عروسة الصبح بدري ؟ انتي هبلة ولا متخلفة ؟

كشرت شوية بس كلام أمها منطقي أكيد مع جوزها وتلاقيهم سهروا لحد الصبح ، هي لو مع سيف مش هتنام لحظة وهتفضل ترغي معاه للصبح .

جهزوا الفطار وقبل ما يطلعوه لبرا فاتن وقفتها وطلبت منها تغير هدومها ما تفضلش بهدوم النوم كده بالرغم من ان بيجامتها محترمة جدا وبنطلونها طويل بس برضه اعترضت على لبس النوم نفسه .

قعدوا يفطروا كلهم في جو هادي وبيتكلموا في كل المواضيع ، موبايل سيف رن وكان رقم غريب فرد عليه لقاه السواق اللي أبوه باعته وبيطلب منه لوكيشن المكان اللي هو فيه ، بعتهوله ورجع قعد وسطهم ، فاتن سألته بفضول : خطيبتك ؟ طمنتها عليك ؟

بصلها وهو نفسه يقولها انهم مش بيتكلموا إلا في أضيق الحدود ومش بينهم العلاقة اللي هي متخيلاها فرد بتوضيح: دي العربية اللي والدي بعتهالي واللي كلمني السواق عايز مكان البيت بالظبط .

خاطر سأله باهتمام : طيب وعربيتك هتعمل فيها ايه ؟ سيبهالنا واحنا نصلحها ونبعتهالك.

ابتسمله بامتنان: لا يا عمي تسلم يارب بس العربية برضه اتقطرت من بدري وزمانها قربت توصل القاهرة .

فاتن علقت : طيب السواق كنت خليت نادر يكلمه يقوله العنوان بالظبط ليتوه .

ابتسملها بمجاملة : بعتله اللوكيشن وهيوصل بإذن الله عليه .

سألته تاني : هيوصل امتى ؟ أو قالك هو فين ؟

كلهم بصولها باستغراب وجوزها علق بتأنيب : يوصل وقت ما يوصل أصلا ماكانش المفروض طلب سواق وكان فضل معانا النهارده كمان وبعدها ينزل هو ونادر مع بعض بس الظاهر انه بيعتبرنا أغراب ومش قد المقام و …

قاطعه سيف بسرعة باحترام : لا لا يا عمي ما تقولش كده بس معلش ده فرح بنتكم والمفروض تكونوا معاهم وبعدين أنا كمان عندي شغل وما ينفعش أتأخر عليه أصلا وهنزل دلوقتي على الشركة على طول لكن بيتك بيت كرم ومش عارف أصلا أشكرك ازاي على ….

قاطعه خاطر المرة دي بتحذير : اوعى تكمل شكر وكلام زي ده ، انت زي نادر ابني وزي بدر .

كشر لما قال انه زي نادر بس ابتسم أول ما قال بدر وبصله بمغزى: بتمنى فعلا أكون زي بدر .

الكلمة الكل استغربها وهمس نفسها اتحرجت بس أنقذها موبايل سيف اللي رن تاني وبمجرد ما شاف الاسم رد بسرعة : أيوة يا كريم

طلع للبلكونة وبيكمل كلامه : اديني ساعتين هكون في المكتب إن شاء الله وما تقلقش كل حاجة هتمشي مظبوطة بإذن الله .

كمل كلامه معاه بس ساب الكل بيفكر في معنى جملته ويقصد بيها ايه ؟ هل يقصد انه عايز يكون زوج بنتهم زي بدر ؟ أو يقصد انه من العيلة زيهم وهم مزودين الموضوع ؟ ايه قصده يا ترى ؟ وليه ماقالش زي نادر مثلا ؟ معنى انه قال بدر انه يقصد علاقة عن طريق بنتهم .

الكل دماغه بتروح وتيجي إلا همس وأمها اللي بتتريق في سرها ( اه يا خاطر لو عرفت ان المحروس عايز يتجوز بنتك في السر ويعملها زي عشيقة له لكنت ترميه من البلكونة اللي واقف بيتكلم فيها مش تعزمه يقضي معانا يوم كمان ؟!) بصت لبنتها المبتسمة بشرود ( ياما نفسي أعرف عقلك فين يا هبلة انتي وليه ده بالذات حبيتيه ؟ معقولة سطحية انتي وتافهة وأعجبتي بس بشكله وفلوسه ومركزه ؟ هل ده اللي عاجبك فيه؟ ولا ايه اللي فيه وأنا مش شايفاه ؟ )

قاطع أفكارها دخول سيف اللي قالهم : السواق على وصول خلاص .

نادر بصله بلوم : للدرجة دي مستعجل ؟ كنت فضلت معانا شوية .

بصله وأخد نفس طويل : ياريت بس فعلا ورايا شغل ما ينفعش يتأخر .

سأله باهتمام : هتروح شغلك بالچينز كده؟ لان بدلتك مش نظيفة ولا تحب أطلع أنا بدلة من عندي ؟

شكره و وضح : السواق أكيد هيكون جايب معاه هدوم والدتي مش هتفوتها حاجة زي كده .

فاتن بصتله بتهكم : ولو فاتتها ؟

بصلها بتأكيد : انتي بتفوتك حاجة زي كده مع عيالك ؟


كشرت لانه بيقلب الكلام عليها وردت بهجوم : أنا أم عادية لكن انتوا والوسط بتاعكم و ….

قاطعها بهدوء : أمي زي أي أم عادية جدا وبعدين ايه الوسط بتاعنا دي ؟ أنا شخصية عادية جدا وأمي ست عادية زي ما أبويا راجل عادي .

علقت بتصميم : أقصد ان الناس الأغنيا بتكون ليهم حسابات تانية غير الناس البسيطة اللي زينا .

ابتسملها بثبات: لا يا ست الكل احنا ناس عاديين جدا ، بنصحى زيكم الصبح وأبويا بيصمم كلنا نفطر مع بعض زي كده وبنفطر نفس الفطار ده .

نادر علق بهزار علشان يخفف حدة الجو واستجواب والدته : يعني مش بتفطروا كرواسون وكورن فليكس وكول سلو والكلام الغريب ده ؟

كلهم ضحكوا وسيف علق : لا يا سيدي ولا كرواسون ولا كول سلو وبعدين مين بيفطر كول سلو على الصبح ؟

نادر قلبها هزار : والله هتلاقي .

سيف كمل وبص لهمس بتلميح : عندك حق في دي أنا أعرف ناس بيضربوا ساندوتشات شاورما بتومية على الصبح .

همس كشرت وعلقت بتلقائية : أصلا ماكانش صبح كان الظهر هيأذن وكنت جعانة.

انتبهت انها كشفت نفسها انه بيتكلم عليها وهو وضح لما لقاها اتحرجت : أول مرة اتقابلت أنا وهمس في الكلية كنت لسه يادوب واصل الكلية وكنت مستعجل وهي كانت لسه جايبة ساندوتش الشاورما ومغرقاه تومية على وشه وخبطنا في بعض ولبست الساندوتش في قميصي بهدلته حرفيا ، بصتلها بصدمة وكل اللي ربنا قدرها عليه طلعت كام منديل لزقتهم فوق قميصي ولما اعترضت بصتلي بكل برود وقالتلي قميصك اتبهدل اتعايش مع الواقع.

نادر سأله بدهشة : كانت تعرف انك دكتور ساعتها ؟

همس جاوبته بنفي : لا طبعا واتأخرت أصلا على محاضرته ويادوب بخبط اتصدمت بيه هو واتشاهدت في سري ؛ ده اللي لبست الساندوتش في هدومه يا ترى هيعمل ايه ؟

أبوها سأل بفضول : وعمل ايه ؟

همس بصتله وهي بتفتكر يومها وقالت بغيظ : طردني من المحاضرة طبعا وما رضيش يدخلني .

سيف بصلها بابتسامة: ما تبقيش نصابة وتقوليلهم طردتك .

بصتله بتحدي : انت ما طردتنيش ؟

جاوبها بذهول من أسلوبها : طردتك بس مش علشان ده ، طردتك علشان اتأخرتي على المحاضرة أكتر من ربع ساعة وقلتلك محدش بيدخل المحاضرة بعدي لكن مش علشان القميص .

همس سألته بتحدي : يعني لو ماكنتش بهدلت قميصك برضه ماكنتش هتدخلني ؟

بصلها للحظة وكمل بابتسامة : أنا ماكنتش بدخل حد بعدي خالص يا همس إلا أول محاضرة فقط بعمل حساب المواصلات والزحمة – بص لأبوها- غلطان أنا كده ؟

أبوها بصله : لا يا ابني مش غلطان .

محدش اتكلم بعدها بس الكل دماغه فيها ألف سؤال وأنقذهم جرس الباب فقامت فاتن تفتح واتفاجئت بحد ما تعرفهوش : نعم ؟

بصلها بهدوء : الباشمهندس سيف موجود ؟

بصت للراجل من فوق لتحت بتعجب : انت اللي جاي تاخده ؟

ابتسملها : أيوة يا افندم .

فتحت الباب : اتفضل هو جوا .

مد ايده ليها بذوق : لا يا فندم هستناه في العربية تحت بس أستأذنك بس تديله بدلته الهانم بعتتهاله والشنطة دي.

ابتسمت بدون سبب بس كشرت بسرعة : ادخل يا ابني اديله البدلة واشرب أي حاجة انت جاي من سفر حد قالك علينا بخلاء ولا ايه؟ ادخل يا ابني .

الراجل اعتذر ودخل بحرج وكلهم بصوله وأول ما سيف بصله وقف بهدوء : ده انت يا نصر ؟ ماعرفتش صوتك يا ابني .

ابتسم بحرج : أنا يا باشا ، الحاجات دي حضرتك الهانم بعتتها .

أخدها منه وبص لفاتن بانتصار: قلتلك مش هتفوتها .

علقت بصدق : ربنا يخليهالك .

أمن على كلامها واعتذر منهم يغير هدومه ، خاطر رحب بالسواق : اقعد يا ابني افطر .

شكره وبالعافية وافق ياخد كوباية شاي وفاتن سألته بفضول : هو انت يا ابني السواق الخاص ليه على طول ؟

ابتسملها : لا يا فندم سيف بيه مش بيحب سواقين وبيسوق عربيته بنفسه واللي عرفته ان عربيته فيها مشكلة وعلشان كده البيه الكبير بعتني لحضرته .

خاطر بفضول : شغال عندهم من زمان ؟ ومرتاح معاهم ؟

نادر أستغرب أسئلة أبوه وأمه بس ماعلقش والسواق جاوب : اه بقالي كذا سنة معاهم وبيتي مفتوح من خيرهم .

خرج سيف يحمحم ونصر وقف باحترام وكلهم استغربوا ده وبصوا لسيف باستغراب؛ لان شكله اختلف ١٨٠ درجة من إنسان بسيط بيفطر معاهم ولابس تيشيرت وچينز لرجل الأعمال اللي لابس بدلة آخر موضة وعلى أعلى مستوى ، وفاتن قلبها اتقبض لان شكله كده مخيف ، مجرد انه مخيف .

أما همس بصتله بوله وإعجاب بيه في كل حالاته وبتقول بينها وبين نفسها ببلاهة: والله حتى لو لابس ايه برضه قمر

سيف شكرهم ، أما نصر فأخد الشنطة اللي معاه ونزل يسبقه وهو سلم عليهم وضغط على ايد همس وهو بيسلم عليها وكأنه بيقولها هتوحشيني وهمسلها بحب: سلام ياكتكوتي.

قال جملته وبعد وهو بيبتسملها ابتسامة سحرتها فرددت بهيام: قلب كتكوتتك

استوعبت فجأة كلمته انه بيقولها كتكوتة! ضيقت عينيها بغيظ وهي بتستحلفله وجريت على البلكونة تشوفه وهو ماشي ووقفت جنب أهلها اللي كانوا سبقوها وواقفين

راقبوه من البلكونة وخصوصا ونصر بيفتحله الباب وهو بيشكره وبيدخل بس قبل ما يدخل رفع راسه لفوق وشاورلهم وكلهم شاوروله وبعدها راقبوه لحد ما اختفى وصمت مخيف سيطر على الكل .

همس أول واحدة هربت من قدامهم وبعدها خاطر طلب من ابنه يجهز وينزلوا شقة هند وهمس راحت معاهم هربا من حصار أمها .

فاتن قعدت لوحدها في البيت تجهز غدا لبنتها وعريسها ولأهل بيتها كمان .

أول ما البيت فضي مسكت موبايلها وكتبت اسم مجموعة الصياد وعملت بحث عنها في جوجل وظهرتلها معلومات كتيرة عن المجموعة والشركة وفضلت أكتر من ساعتين تقلب في جوجل وتقرأ كل المكتوب عنهم وحتى عن ارتباط سيف وشذى بنت عصام المحلاوي ، كل ما بتقرأ أكتر عنهم كل ما الخوف بيملا قلبها أكتر وأكتر ومرة واحدة رمت الموبايل من ايدها والخوف ملا قلبها لان الناس دول مش زيهم ومش من طبقتهم وما بيهزروش وقرصتهم أو لدغتهم بتنزل القبر ، دول ناس مختلفين تماما واللعب قصادهم بيدمر ، مين هي علشان تعادي واحد بمستوى سيف ده ؟ ولو هو حطهم في دماغه بجد هل جوزها الراجل البسيط هيقدر يحمي بيته منهم ومن غضبهم ؟ خوفها زاد و قررت انها توافق على أول عريس يتقدم لبنتها ومش هتستنى حتى الإجازة دي تخلص ، هتتخلص من سيف بطريقتها ؛ لانه مش هيجري ورا واحدة متجوزة وهيشيلها من دماغه فدلوقتي لازم تلاقي عريس لبنتها وبسرعة كمان .

سيف وهو مروح مر على الفندق أكد على العمال اللي هيروحوا ينظفوا الشقة وطلب من المدير لو يعرف حد زي مكتب ديكور يروح ينظم الشقة اللي اتبهدلت ويغيرها وصمم ان الفاتورة تتبعت لشركته ، بعدها كمل طريقه لشركته وشغله .

شذى صحيت من نومها على تليفون من المستشفى فقامت جهزت ورايحة شغلها ، أبوها كان بيفطر وأول ما شافها ابتسم: تعالي افطري.

بصتلهم : لا معلش ورايا شغل بعد إذنكم .

وقفها باهتمام : أخدتي قرار ؟

بصتله بهدوء: لا لسه ، وأول ما آخده هبلغك أكيد .

سابتهم وخرجت بعدها شيرين بصت لعصام بتعجب : قرار ايه اللي تاخده ؟ بتتكلموا عن ايه ؟

بصلها بهدوء وهو بيشرب قهوته : سيادتها عايزة تفسخ خطوبتها لسيف .

شهقت بصدمة : ليه ؟ اتخانقوا ؟

بصلها بتهكم : لا يا ستي بس قال ايه ؟ مش بيحبها كفاية ومش رومانسي !

كشرت بعدم تصديق : يحبها ورومانسي ؟ ومن امتى و هي أصلا رومانسية علشان تفكر كده ؟ لا ما تقلقش هي مش هتسيبه ولا ده تفكيرها تلاقيها بس متضايقة شوية وهتروق وترجع لعقلها .

وصلت شغلها مكشرة ومتضايقة وأول ما الممرضة شافتها قالت: الحالة في أوضة الكشف .

بصتلها وهي بتلبس البالطو والممرضة بتساعدها : كلميني عنها .

الممرضة : واحدة عايزة تعمل تجميل في مناخيرها علشان مش عاجباها خلقة ربنا

– بصت للدكتورة بتهكم – اهي حالة يا دكتورة زي كل الحالات اللي بيجوا هنا ، كلهم شبه بعض ، اللي عايزة تنفخ شفايفها واللي عايزة تصغر واللي عايزة تكبر صدرها وكل واحدة وعايزة حاجة مش فاهمة ليه مش بيرضوا بخلقة ربنا زي ما هي ؟

شذى بصتلها بهدوء : كل واحدة من حقها تكون جميلة وبأي طريقة المهم تكون راضية عن نفسها .

بصتلها بعدم اقتناع : لا يا دكتورة مع احترامي ليكي يعني ما تزعليش مني بس الناس دي معاها فلوس ومش عارفة تعمل بيها ايه؟ فبيتسلوا ويغيروا وشهم كل ما يزهقوا منه.

شذى كانت هتديها محاضرة عن أهمية التجميل بس اتراجعت وقررت تفهم دماغ ممرضتها وليه النظرة التهكمية دي ؟ بقالها كتير شغالة معاها وعمرها ما اتكلمت كده فايه اللي اتغير عندها ؟ بصتلها باهتمام وسألتها : فيكي ايه ومالك ؟ أول مرة تتكلمي كده !

بصتلها وابتسمت بحزن : عادي يا دكتورة .

شذى فضولها زاد وأصرت تفهم : جوزك أخباره ايه ؟ مش كنتي طايرة بيه وقلتي عش العصفورة يكفينا ؟ عش العصفورة ماله بقى دلوقتي ؟

حاولت تغير الموضوع : الحالة دي هتدخليها عمليات على طول ولا ايه ؟

مااتقبلتش تغييرها للموضوع وسألت بإصرار : بطل يحبك ولا انتي بطلتي تحبيه ؟

بصتلها بتردد لوهلة وبعدها اتكلمت باستسلام: ولا أنا ولا هو، واحنا الاتنين بنحب بعض .

ضمت حواجبها بحيرة : امال ايه بقى مشكلتكم ؟ مش الحب بيتغلب على كله ؟

حركت راسها بتهكم : دي الأحلام الوردية اللي بنضحك بيها على بعض لكن الحب له ضريبة مش بيقدر يدفعها غير اللي معاهم فلوس .

شذى حست ان دي إشارة ليها وسألت بحيرة: والفلوس ايه دخلها بالحب ؟

ردت باندفاع: ايه دخلها ازاي يعني ؟ ماهو الحب ده لازمله فلوس علشان يعيش ، يا فرحتي بحبه وما يقدرش يجيبلي فستان ولا طقم للعيد ، ولا يحبني وما يقدرش يغديني برا ولو مرة ، ولا يجيبلي هدية زي باقي البنات ، ولا تحصل مشكلة تاخد اللي وراه واللي قدامه وساعتها تلعني الحب على اليوم اللي حبيتي فيه – بصتلها وكملت بحسرة- نفسي أنام الصبح لحد ما أشبع نوم ، بس ما ينفعش لأني لازم أشتغل علشان نعيش ، شوفتي ؟ حتى النوم مش بمزاجنا .

سمعتها باهتمام وسألتها : بس طول ما انتوا مع بعض مش ده كفاية ؟ مش لما تاخديه في حضنك هتنسي الدنيا وما فيها؟ مش …….

قاطعتها بقهر : لما ترجعي مهدودة من شغلانة زي بتاعتنا بتبقي مش طايقة نفسك وترجعي وراكي تنظيف وبيت ومواعين وأكل وحر وزهق، لو حد قرب منك مش بعيد تقتليه مش تاخديه في حضنك ؟! مش بقولك الحب ده للي معاهم فلوس؟ يعني واحدة زي حضرتك ترجع بيتها عندها بدل الخدامة عشرة يعملولها أكل وعندها تكييفها تقعد فيه في الحر فليه لما جوزها يدخل ما تاخدهوش في حضنها ويدلعها وتدلعه ؟ لكن لو طالع عينها زينا هتديله بلامؤاخذة باللي في رجلها – اتنهدت بحزن وقالت- يلا يا دكتورة الحالة مستنية .

راحت للحالة بس دماغها مشغولة بكلام الممرضة وكلام باباها وارتباطها بسيف الزوج المثالي في نظرها ونظر باباها .

هند فتحت عينيها مستغربة هي فين ؟ ايه الابتسامة اللي على وشها دي؟ وايه سرها؟ وليه هي مبسوطة كده ؟ بصت جنبها لقت بدر نايم وهي نايمة على دراعه ، ابتسامتها زادت وحست انها أسعد ما تكون ، عمرها ما كانت بالسعادة دي قبل كده ، قد ايه بدر حنين ورقيق وصبور ورومانسي وبيحبها وفيه كل الصفات اللي ممكن تتمناها في شريك حياتها؟ فضلت باصاله شوية بحب وحست ان دي أول مرة تبصله بالشكل ده بدون خجل ، بدون قيود .

دفنت وشها في كتفه وغمضت عينيها تحاول تكمل نوم بس حركتها دي صحت بدر اللي شدد ايديه حواليها وفتح عينيه فاتحرجت وخبت وشها أكتر ، لف ناحيتها وبقوا مواجهين لبعض فقال بابتسامة: صباح الخير لأكتر حد بحبه في العالم كله .

ابتسمت بخجل : صباح النور يا حبيبي .

حط ايده على خدها بيبعد شعرها بعيد عن وشها وسألها : ايه اللي قلقك بدري كده ؟

بصت للساعة على الحيط وردت : احنا الظهر يا حبيبي مش بدري .

بص زيها للساعة وابتسم : طالما ما شبعناش نوم يبقى بدري بغض النظر عن الساعة كام أو الوقت ايه ؟

حركت راسها باقتناع : وجهة نظر برضه .

سألها باهتمام وهو ماسك خصلة من شعرها : نمتي كويس ولا في حاجة تعبتك أو قلقتك ؟

هربت من عينيه وشدت الغطا عليها أكتر : نمت كويس .

ابتسم لحركتها دي وكمل هو شد الغطا لحد ما غطى كتفها : بصيلي يا هند واتكلمي معايا .

همست بصوت يادوب مسموع : ما أنا بتكلم اهو .

سألها : مبسوطة بجد ؟ في أي حاجة ضايقتك ؟ انتي كويسة ؟ فيكي ……

قاطعته وحطت ايدها على شفايفه بحب: هو انت بجد يا بدر محتاج تسألني مبسوطة أو لا علشان تعرف إجابة السؤال ؟

اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة مليانة حب وهي كملت بعشق: عينيا مش بتجاوبك ؟ نظراتي مش بتجاوبك ؟ كلي على بعضي لما بدفن نفسي فيك مش بيجاوبك ؟

ابتسم وايده على خدها بيمشيها بحب ومسك دقنها خلاها تواجهه وما تهربش من عينيه : محتاج أسمع منك يا هند الأول ، خلينا نتكلم الأول قبل ما ناخد الأمور مسلم بيها ، نتكلم يا حبيبتي ، نفهم بعض أكتر ، نقرب من بعض أكتر ، كل واحد فينا يفهم التاني بيحب ايه؟ وايه بيبسطه وايه بيضايقه ؟ بعدها نبقى نفهم الإجابة بدون السؤال بس خلينا دلوقتي نسمع بعض ، فسمعيني صوتك .

أخدت نفس طويل وحاولت تكون جريئة وتوضح : بحبك يا بدر وصحياني النهارده في حضنك أجمل حاجة حصلتلي ، كده جاوبتك ؟

ابتسم وغمض عينيه يستمتع بصوتها وكلامها بعدها بصلها : انتي أكبر نعمة ربنا أنعمها عليا يا هند ، وجودك في حياتي أجمل حاجة حصلتلي ، بحبك يا هند بحبك .

العمال وصلوا شقة بدر وهناك استقبلهم نادر وأبوه ومعاهم همس والكل كان بيساعد وينظف وانضملهم فريق من مكتب الديكور وقالوا ان بعتهم اللواء محمد عبدالحميد وبدأوا يقيموا أي خسائر ومهندسة الديكور اللي معاهم بتحرك الكل واللي باظ بتكلف فريقها بتغييره .

خاطر قرب من ابنه بتساؤل : نادر هي الناس دي تبع ايه ؟

بصلهم : أعتقد مكتب ديكور يعني دول بيستلموا شقق وبيوضبوها ويسلموهالك على المفتاح .

سأله بتعجب : طيب احنا ليه ماكلمناش مكتب زي كده من الأول بدل التعب اللي تعبناه ده كله وكانوا هما اشتروا وفرشوا و وضبوا زي ما بيعملوا دلوقتي ؟

ابتسم وبص لأبوه : علشان يا بابا الناس دي بتاخد الضعف يعني لو فرش ب ١٠٠ هما هتلاقيهم بيقولولك ٢٠٠ وهكذا فدول مش أي حد بيجيبهم إلا اللي مش فارق معاه أصلا الفلوس .

همس قربت منهم بفضول: هو مين جاب الفريق ده ؟

أخوها بصلها : ليه ؟ مالهم ؟

ابتسمت وهي بتراقبهم : عاجبني دماغ المهندسة دي ، عسل أصلا بس خلي بالكم دي عمالة تقيد وتكتب كل حاجة بتحط ايدها فيها وبعدين دول جابوا سجادة جديدة للصالة و واحدة لأوضة النوم وكمان مفرش جديد للسرير بدل اللي اتبهدل والحسابة بتحسب ها؟ جهزولكم مبلغ محترم كده .

رجعت تساعد بس دماغها مشغولة بسيف وكل شوية تمسك موبايلها تفكر تكلمه تطمن بس على صحته و وصل بالسلامة ولا لسه ؟

وبعدها بتتراجع وبتقرر انها مش هتفك البلوك .

سيف طول الطريق كل شوية بيمسك موبايله ويفتح الماسنجر بتاعها أو الواتس بس بيلاقيها قافلاهم فيسيب الموبايل من ايده ويتضايق وبيتمنى لو تفتحهم بس يكلمها يطمن عليها ويقفل .

موبايله رن مسكه بسرعة بس أُحبط لما لقاه رقم غريب مش هي ، رد بفتور : السلام عليكم ، مين ؟

• الصياد باشا أخبارك ايه ؟ والله ليك وحشة يا باشا ؟

سيف استغرب مين ده؟ وجاب رقمه منين؟! فسأله : مين انت ؟

• نسيت صوتي يا باشا ؟ ده أنا لسه مكلمك من أسبوعين ؟

نفخ بضيق : أيوة مين يعني ؟ وانجز علشان ما بحبش الكلام الكتير .

• أنا سبيدو يا سيف .

فكر ينهي المكالمة بس اتراجع وقرر يسمعه ويقفل وخلاص مش هيتضر فقال: وبعدين يا سبيدو ؟ خير ؟ ولو هتتكلم في موضوع السباق فخدها من قاصرها وبلاها ، السباق ده كنا عيال وكبرنا خلاص ، ما تضيعش وقتك و وقتي ، أما لو حابب نقعد كاصحاب زي زمان يا أهلا وسهلا بيك .

• يا صاحبي ازاي بس؟! انت كنت البطل كذا سنة وبمجرد ما نقول انك موجود ده هيقلب الدنيا ، بالله عليك وافق ، مرة واحدة بس ؟

سيف بإصرار على موقفه : ما تتعبش نفسك الموضوع منتهي بتتكلم في ايه انت ؟

• طيب ايه رأيك لو ما نقولش اسم الصياد ؟ يعني نقول بس البطل لسنين متتالية وتلبس أي قناع أو ماسك تغطي وشك ونخلي اسمك مجهول أعتقد كده مفيش مانع ، نلعب وننبسط ونتسابق ومحدش هيعرف احنا مين ، ايه رأيك ؟

سيف برفض : هو حد قالك اني رافض علشان اسم الصياد ؟ يا ابني خلاص دي مرحلة وعدت وبعدين مش هتقولي برضه جبت رقمي منين ؟ كل مرة بتهرب من السؤال ده.

ضحك ورد بتهرب من الإجابة : يا سيف ده انت نار على علم مجرد ما تكتب اسم الصياد على جوجل هيديلك تاريخ العيلة كلها .

ابتسم بتهكم : هيديلك تاريخ العيلة فعلا بس مش هيديلك تليفوني الشخصي يا ناصح.

– سأل بحزم- سبيدو جبت رقمي منين ؟وبطل لف ودوران، وإلا بجد هنسى الصحوبية والعشرة وأنساك انت شخصيا .

ابتسم بهدوء : مصادري لا أعلن عنها مطلقا يا سيف ، هكلمك تاني وأسيبك تفكر ويارب تغير رأيك وتنضملنا .

قفل معاه وهو مستغرب إصراره! وليه التوقيت ده بالذات بيكلمه؟ وهل دي مجرد صدفة ولا حد قاصدها ؟

وصل الشركة وبعدها بساعتين كان في اجتماع مغلق مع كريم ومؤمن ، التلاتة مع بعض بيقرروا هيعملوا ايه في الصفقة الجديدة .

بعد ما خلصوا كريم بصله بجدية : سيف أنا بسلمك مشروع ومناقصة من أكبر المناقصات ومش هتتخيل رد فعل أبويا لما عرف اني اتنازلت عنها وسلمتهالك بالشكل ده ورشحتك مكاني .

مؤمن كمل بتأكيد: أيوة عمي أول مرة ياخد رد الفعل ده معانا .

سيف بصلهم الاتنين بأسف : لو الموضوع ده هيسببلكم مشاكل يا كريم فبلاش ، انت في غنى عنها ، هنتصرف بطريقة تانية .

كريم بصله باهتمام : ما اتعودتش أبدا أدي ظهري لحد محتاج مساعدة ولما بقدر مش بتأخر .

مؤمن وضح : المناقصة دي كانت هتبقى مكسب لينا لكن عدم وجودها مش خسارة فاهم ؟ المهم تبدأ ترجع شركتك لبر الأمان من تاني وما تستسلمش لواحد زي عصام اللي عايز يبلع شركتك ويضمها له .

كريم أكد عليه : الصبح الشركة هتكلمك وانت هتقدم العرض بتاعك زي ما درسناه وهتكون وكيلهم هنا في مصر انت وبداية التعاقد معاهم تدفع القسط الجاي وربنا يسهل في الباقي ، محتاج انت كام مناقصة زي دي وبإذن الله الأمور هتتعدل .

انتهى الاجتماع وسيف في مكتبه كل شوية يبص لتليفونه بإحباط انها قافلاه كده .

أخيرا خلص العمال والفريق تنظيف كل حاجة في الشقة ورجعت زي الأول وأفضل كمان وخاطر وقف معاهم وبيتكلم في حسابهم ونادر معاه وكمان همس متابعة بفضول .

رئيس العمال ابتسم : حسابنا واصل يا بيه حتى البقشيش بتاعنا واصل ، بالإذن احنا .

خاطر وقفه بتعجب : واصل ازاي ؟ ومين وصله ؟ فهمني .

بصله بحيرة : ده تسأل فيه سيادة اللواء هو قال ان الحساب واصل وادانا الشاي بتاعنا كمان بعد إذنكم .

بصوا لبعض بحيرة وجت المهندسة تخرج فنادر وقفها بترقب: حساب الحاجات اللي اشتريتيها وحساب الناس اللي تعبوا دول ايه ؟

ابتسمت بعملية : حسابنا واصل يا فندم.

هنا رد بإصرار: أيوة واصل منين يعني ؟ ومين أصلا بعتكم ؟

حركت راسها بحيرة : معرفش يا فندم أنا مدير المكتب ادالي العنوان وقالي آجي وقال ان الحساب واصل لو تحب أسأله ؟

خاطر جاوبها بسرعة : اه يا ريت يا بنتي .

اتصلت بالمشرف بتاعها وقالها ان اللي طلب خدماتهم اللواء عبدالحميد .

بلغتهم وانسحبت وخاطر بص لابنه بقلة حيلة: تعال نروحله، وانتي يا همس روحي لوالدتك .

همس مروحة بس طلعت موبايلها و كل شوية تفكر تتصل بسيف وتتراجع ، موبايلها رن بس كانت هند أختها فردت بسرعة : أخيرا يا رخمة صحيتي ؟ من بدري عايزة أكلمك بس قلت أكيد كملتي سهرتك مع بدر وهتنامي كتير .

ضحكت أختها : فعلا يادوب صاحيين اهو ، أخبارك انتي ايه ؟ سيف لسه عندك ولا مشي ؟

كشرت بإحباط : مشي طبعا من الصبح ، أصلا هو وراه شغل وأمك كان ناقص تطرده .

ضحكت أختها تاني وهمس كشرت بتذمر : أيوة يا اختي اضحكي اضحكي ما انتي في حضنه خلاص هتحسي بغيرك ليه ؟

هند شهقت بمرح: انتي بتقري عليا ؟

أكدت بغيظ : بقر وبحسد وكل حاجة كمان .

هند سكتت فهمس خافت تكون أختها زعلت أو مافهمتش انها بتهزر فاتكلمت بصدق : هند، أنا بهزر يا بت ، ربنا يسعدك انتي وبدر .

هند بتفهم: حبيبتي أنا عارفة انك بتهزري .

همس باستغراب : امال سكتي كده ليه ؟

وضحتلها بحب : يعني لأني ماقدرتش إحساسك وبضحك و …..

قاطعتها همس بسرعة ولوم: اوعي تكملي يا هند اوعي يا قلبي ، امبارح كان فرحك وفرحتك واوعي تسمحي لحد يقلل فرحتك دي ، وصدقيني أنا مبسوطة جدا وفرحانة بفرحتك دي وبدعي من كل قلبي ربنا يبعد عنكم أي حزن أو زعل ويسعدكم على طول ، بعدين انتي بتديني أمل وطاقة أكمل بيها ومين عارف يمكن ألاقي سعادتي بكرا ؟ هند اضحكي وافرحي لينا كلنا ، بيتنا كله محتاج ان الفرح ده يدخله ، محتاجين أمل في الحب ، اضحكي واملي البيت ضحك واعدينا يا ستي بضحكك وهنضحك معاكي ، فاهمة ؟

ابتسمت هند واستغربت حكمة أختها وكلامها فدرت بحب: ربنا يسعدك يا همس ولو سيف فيه خير ليكي ربنا يقربكم من بعض ياقلبي .

همس سألتها بحب : المهم طمنيني عليكي مبسوطة ؟ بدر مبسوط ؟ امبارح كانت ليلة مميزة ولا عادية ؟ احكيلي .

ابتسمت أختها وبصت لجوزها اللي واقف في البلكونة مستنيها تخلص وردت بسعادة : كلمة مبسوطة مش هتوصف إحساسي يا همس وبدعي من كل قلبي تعيشي اللي أنا عايشاه؛ ليلة امبارح كانت أسعد وأجمل ليلة في عمري ، مجرد وجودي في حضن بدر بالدنيا وما فيها ، عقبالك يا همس انتي ونادر يارب .

أمنت على كلامها وقبل ما تقفل هند سألتها وكأنها يادوب لسه منتبهة : الدوشة اللي جنبك دي ايه ؟ انتي في الشارع ولا ايه ؟

ابتسمت لأنها نسيت تماما تفرحها بشقتها : اه لسه مخلصين شقتك وبقت قمر ، قمر عن الأول كمان ، وقت ما تحبوا تروحوا روحوا ، واه صح بابا ونادر رايحين الفندق يقابلوا مدير الأمن .

سألتها باهتمام: ليه ؟ في حاجة ولا ايه ؟

شرحتلها اللي حصل وقفلت معاها أما هند فبصت لبدر وبلغته بالأخبار وبعدها عرفته ان باباها ونادر جايين الفندق ، طلب منها تستعد علشان يمشوا وهو هينزل يشوف حماه ونادر .

همس بعد ما قفلت تخيلت نفسها هي وسيف في فرحهم ، ماقدرتش ما تكلمهوش وأقنعت نفسها انها بس هتطمئن عليه وعلى صحته؛ هو برضه متعور وممكن يكون مصدع وتعبان

شالت البلوك واتصلت بيه كان في مكتبه و معاه مروان بس حاسس بإرهاق ، ومصدع ، وتعبان ، مش طايق ومش قادر يعمل أي حاجة ، أول ما موبايله رن بصله بطرف عينيه ومكسل حتى يمد ايده يجيبه ويشوف مين بيرن ؟

مروان بص للموبايل باستغراب : انت مش سامعه ؟ مش هترد ؟

رد بتعب : مش قادر أرد ومش عايز أرد ولا عايز أكلم حد أصلا ، سيبه يرن اللي عايز حاجة هيتصل تاني .

مروان لف الموبايل ناحيته يشوف مين وبعدها بص لصاحبه بخبث : فعلا هتتصل تاني طالما محتاجاك .

رفع عينيه وبصله بتعجب : ليه بتتكلم بصيغة المؤنث ؟ اوعى تكون شذى ؟

بصله كويس وعايز يشوف رد فعله أول ما ينطق اسمها بمكر: دي همس مش شذى .

هنا سيف اتعدل بسرعة وخطف الموبايل من على المكتب ويادوب هيرد كان فصل وساعتها بص بغضب لمروان اللي وقف بسرعة ورفع ايديه بدفاع: أنا مالي بتبصلي كده ليه ؟ مش انت قلت اللي عايزني هيتصل تاني ؟

زعق بحنق : يا غبي دي عاملالي بلوك وبتفكه بمزاجها وتقفله بمزاجها .

مروان باستغراب : يا سبحان الله بتزعقلي أنا ليه ؟ أنا مالي طيب ؟ أنا قلتلك ما تردش ؟

رد بغيظ : اطلع برا يالا اطلع من قدامي .

ضرب كف بكف وأخد ملفه وطلع وسيف استناه يقفل الباب وجرب يرن عليها وهو بيدعي ما تكونش رجعت البلوك تاني .

google-playkhamsatmostaqltradent