Ads by Google X

رواية هالة و الادهم الفصل السابع 7 - بقلم هدي زايد

الصفحة الرئيسية

 رواية هالة و الادهم كاملة بقلم هدي زايد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية هالة و الادهم الفصل السابع 7 

 ولجت ليالي و هي تسأل عن سبب تلك الفوضى التي تعم المكان و قالت:

– إيه دا في إيه ؟!

رد أدهم و قال:

-ليالي شوفيها مالها بتقول عاوزة اخوها و مامتها

حاولت ليالي أن تساعدها في الجلوس من جديد على طرف الفرش ثم نادت للممرضة و قالت لأخيها:

– معلش يا أدهم اخرج أنت دلوقت و أنا هاخلص و اجاي لك مكتبك

– تمام

بعد مرور نصف ساعة

طرقت ليالي الباب قبل أن يأذن لها أدهم بالدخول جلست على المقعد و هي تضع ساق فوق الأخرى و قالت:

– خير يا دومي كنت عاوزني في إيه ؟!

ردت أدهم بجدية و حاجب مرفوع عن الآخر

– احنا في الشغل على فكرة

ردت بمشاكسة مقلدة إياه قائلة:

– بس لوحدينا على فكرة

تابعت بجدية قائلة:

– جيت ليه الطوارئ ؟

ردت أدهم قائلًا:

– كنت عاوز منك إيه موضوع العزومة اللي عملتيها دي و قلتي بقلب قوي كدا لعمك يجي عندنا ؟!

حكت مؤخرة رأسها وهي تقول بجدية مصطنعة:

– بص بقى بصراحة و من غير لف و لا دوارن مش أنا صاحبة فكرة العزومة دي صاحب الفكرة هو عمك نفسه

رد أدهم قائلًا بنبرة ساخرة:

– و هي مراته الست نازلي هانم حرم الدكتور ادهم الشرقاوي دكتور النسا و التوليد هتقبل تيجي عندنا الحارة ؟

– متقلقش ما أنا سألت عمك قالي أنا اللي عازم نفسي هتقبلوا و لالا يا ولاد اخويا قلت له تنور في أي وقت و نعملك أحلى غدا كمان

رد أدهم باسمًا و هو يصحح لها قائلًا:

– تعملي له أنتِ أحلى أكل أنا طول الأسبوع دا يا حبيبتي إجازة من المطبخ و المواعين

– دووومي دا عمنا و احنا عزمنا

سألها بنبرة مغتاظة قائلًا:

– أنا ليه مبسمعش بتتكلمي بصغية الجمع في العزومات و اللبس و الفلوس ليه مبسمع فيها في تنضيف مكانا اطباقنا مكواتنا ليه في دول بيتقالي نضف مكانك اطباقك و اكوي هدومك

وجهت ليالي سبابتها نصب عيناه و قالت بجدية مصطنعة

– لأن المرأة نصف المجمتع و يجب عليها مشاركة الرجل في كل شئ ماعدا الطبخ و الغسيل و المكواة و بالذات المكواة

ابتسم لها و لم يعقب على تلك المحاضرة التي لن تنتهي إلا بفرض سيطرتها الكاملة على ما وضعته من قرارت، ردت بتذكر قائلًا:

– صحيح البنت اللي بتدور على أهلها دي لاقيتهم ؟

– قصدك مين ؟ قصدك هالة؟

– هي اسمها هالة ؟ إيه حكايتها البنت دي ؟

– مش عارفة بس هي جت هي واخوها عان مامتها تعبانة و المفروض تعمل قسطرة استكشافية على القلب فـ هالة متحملتش الخبر و اغمى عليها بس احساسي بيقولي إن البنت دي حكايتها حكاية

عقد ما بين حاجيبه و قال بفضول

– ليه بتقولي كدا ؟

رفعت كتفيها و قالت:

– مش عارفة بس و أنا بحاول اهديها قعدت تقول أنا السبب يارتني ما كنت قلت لها و كلام من النوع

******

بعد مرور يومين

كانت والدة هالة في حالة صحية أفضل من ذي قبل بينما شحب وجه ابنتها و تغيرت حالتها النفسية و الصحية، انتظر إبراهيم و هالة الطبيب المعالج لوالدتهما ليطمئنهما و لكن ما قاله الطبيب زاد من قلقهم حين قال

– للاسف لازم نعمل العملية محتاجين نركب دعامة للقلب و إلا الحالة هتسوء

سألته هالة قائلة:

– طب لما تعملها يا دكتور هتعيش و تبقى كويسة ؟

رد الطبيب بعقلانية وعملية :

– الأعمار بيد الله احنا بنعمل اللي علينا مش أكتر مافيش حاجة مضمونة و لا أكيد غير بإذن الله معاكم يومين ترتبوا فيهم نفسكم للعملية

ختم حديثه قائلًا:

– ياريت تبقى تعدي على الحسابات

حرك إبراهيم رأسه و قال بتفهم

– مفهوم يا دكتور شكرًا

نظرت هالة لأخيها و قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء

-ها نعمل إيه يا إبراهيم دا الموضوع دا شكله عاوز مصاريف جامدة ؟

رد إبراهيم بإبتسامة باهتة و قال:

– متخافيش ربنا مش هايسبنا إن شاء الله

ربت على يدها و قال:

– أنا هاسيبك دلوقت و هروح اشوف الحسابات و بعدها هعمل كام مشوار متقلقيش لو مجتش تاني أو جيت متأخر

– ماشي بس خليك معايا على التليفون و عرفني هاتعمل إيه ؟

– حاضر

تركها و سار تجاه المصعد الكهربائي، ضغط على زر المصعد وقف لثوانٍ قبل أن يلوح بيده لأخته مغادرًا المشفى، كان أدهم واقفًا في المصعد حين قام إبراهيم بتسجيل رسالة صوتية قائلًا:

– مصطفى أنا هابيع المكتب بتاعي شوف لي أي حد يشتري بأي سعر محتاج لفلوس ضروري حاول تشوف أي مشتري من اللي كانوا عاوزينه

لحظاتٍ ثم أتته رسالة منه استمع لها ثم ضغط على زر التسجيل و قال:

– مش هاينفع و بعدين أنا سايب هالة أختي في المستشفى لوحدها مع ماما و أنت عارفاها بتخاف من المستشفيات و بتتعب منهم هي بتحاول تبين دلوقت إنها كويس عشان أنا سايبها بص هات المشتري و نخلص دلوقت و بكرا نروح الشهر العقاري نخلص كل حاجة المهم تجيب لي فلوس النهاردا اتفقنا يا مصطفى ؟!

خرج إبراهيم من المصعد الكهربائي متجهًا نحو باب المشفى لا يعرف أن ما سيفعله من المحتمل أن يُنهي حياته المهنية، لم يكن أمامه أي خيار آخر سواه فقرر أن يذهب إليه عله يجد عنده ما ينقذ والدته، وقف على اعتاب مكتبه و قال بخفوت

– يارب أنا مضطر اعمل كدا عشان أمي لكن أنا مش في نيتي أبدًا امشي في طريق الحرام إن كنت مش راضي اقفل الباب دا في وشي و افتح لي طريق تاني يرضيك يارب

ولج المكتب و انتظر زميل أيام دراسته الوضع بالنسبة له غاية في الحرج و الحزن لأنه قرر أن يسير في نفس درب بعض المحامين غير الشرفاء لكسب الأموال، طرقات خفيفة على سطح المكتب الزجاجي التوتر يجتاح قلبه كيف سيخبره بأن وافق على قبول تلك القضايا، بينما كان زميله في مكتبه الخاص جالسًا يراقبه عبر شاشة الحاسوب النقال و إبتسامة الشماتة تزين ثغره، مازالت عيناه معلقتان على تلك الشاشة حين قال:

– سيبي ربع ساعة و بعدها دخلي و لما يدخل ابقي قولي إن في معاد مع واحد مهم و كنتي ناسية

ردت المساعدة قائلة :

– مفهوم يا فندم

خرجت المساعدة و إبتسامتها تختفي تدريجيًا من على ثغرها، وصلت إلى مكتب الذي يجلس في إبراهيم ابتسمت له و حاولت أن لا تُظهر عكس كلماتها المُحذرة

– حاول ما تبينش إنك فهمت حاجة ممدوح المفروض يرميك هنا ربع ساعة و بعدها تتدخل و يبدأ يترسم عليك امشي و أنا هابلغ بعدين اللي حصل

سارت تجاه مكتبها جلست خلفه و قالت بإبتسامة واسعة حين وقف هو

– انا هعمل نفسي بكتب لك معاد و هاديك رقمي عشان نعرف نتواصل أنت ربنا بيحبك اخرج من هنا و اياك تتواصل معاه مهما حصل

أومأت له برأسها علامة الإيجاب و قالت:

– العفو يا فندم دا واجبي، نورت يا فندم

*******

دول عشر الف جنيه تقدري تعديهم قبل ما تمشي و بالنسبة لباقي فلوسك كمان ساعتين تقدري تاخديهم لأن السيولة اللي في المحل مش هتكفي

أردف الصائغ عبارته و هو يلملم المصوغات الذهبية من على سطح الطاولة الزجاجية، و أزاح الجزء المتبقي جنبًا، جمعته هالة داخل صندوقها الخشبي و غادرت المكان قائلة بامتنان

– متشكرة هاجي لك بليل إن شاء الله

– تشرفي يا فندم المحل محلك في أي وقت

خرجت هالة من المحل و هي تجر خيبات الأمل خلفها ظنت أن مصوغاتها الذهبية ستجمع لها مبلغًا كبيرًا لكن ماجمعته لا يتجاوز نصف المصروفات داخل المشفى، تقابلت مع حمزة بن عمها في الطريق استوقفها قائلًا:

– هالة عاملة إيه ؟

ردت بإبتسامة متكلفة قائلة:

– الحمد لله بخير

– أنا عرفت إن مرات عمي في المستشفى بس مش عارف انهي مستشفى ياريت تعرفيني عشان عاوز ازورها

– هي في مستشفى الأدهم الاستثماري

– طب هو أنتِ رايحة إمتى عشان نروح سوا و …

ردت هالة بنبرة مقتضبة قائلة:

– أنا مش فاضية لو عاوز تروح روح أنت يا حمزة انا لسه عندي كام مشوار

نبرتها تلك و حدتها في الحديث جعلته يعلم تمامًا أن ما يحاول فتحه من جديد لن يتم بتلك السهولة

تركته قبل يسألها سؤالًا آخر، جفائها لم يأتي من فراغ بل أتى بعد سنواتٍ من المحاولات في التنازل عن بعض الحقوق، التراكم الذي حدث جعله يخسر الكثير من مكانته لديها .

******

في منزل محمود بمنزل أبيه، كان جالسًا في غرفته مضطرب عن الطعام، طالت لحيته و بكت عيناه حتى كاد أن يفقد بصره حزنًا على فراق حبيبته، ولج والده محاولًا إخراج ولده من حالته تلك، نظر حوله وجد حالة من الفوضى في كل مكان عاد ببصره له و قال:

– و آخرة اللي أنت في دا إيه ؟

بلع محمود لعابه و قال بمرارة

– عاوزين مني إيه تاني ؟!

رد والده و قال:

– عاوزينك تخرج من اللي أنت في دا و كفاية حزن بقى على ناس متستهلش هي لو كانت باقية عليك كانت عملت اللي عملته دا معاك فيها إيه يعني لما جوزها يتجوز عليها هي آخر أول ست و لا آخرهم !! ما هي أمك اهي عايشة مع ضُرتها في نفس البيت و محصلش أي حاجة !!

رد محمود بنبرة مختنقة قائلًا بعصبية:

– عشان هالة مش أمي و لا أمي زيها عشان أنا عشت عشر سنين صابر و ساكت و قافل على قلبي و مش عاوز حاجة من ربنا غير إن هالة تبقى من نصيبي و لما تبقى نصيبي تيجيوا بكل جبروت تقولوا أمك في كفة و مراتك في الكفة التانية ساكتين بقالكم عشر سنين و محدش فيكم قدر يحلف عليا و بتقولوا سيبوا براحته ولما اتجوزت اللي بحبها قلتوا ازاي يعيش مبسوط يلا ننكد عليه و نجبره يتجوز

رد والده بنبرة ساخرة قائلًا:

– لا والله بقالك حس يا محمود و بقيت تعرف تتكلم

تابع بنبرة آمرة قائلًا:

– يلا قوم الحق دقنك دي و تعال معايا نرجع بنت عمك عشان تربي ابنك في وسطكم

رد محمود بعنادٍ قائلًا:

– لا مش هرجعها و دا كان شرطي عليكم لو خسرت هالة هتخسروني أنا كمان

ختم حديثه قائلًا بعدم اكتراث

– و إن على ابني اللي جاي في السكة هيتربى عادي و لو محتاج حاجة مني هاجيبها له

سأله والده بنبرة مغتاظة قائلًا:

– بقى يا محمود هاتمشي كلمتك عليا !!

رد محمود بعصبية قائلًا:

– و على أي حد خلقه ربنا أنا خلاص خسرت و مش باقي على حد

– طب عليا الطلاق لو مـ….

قاطعه محمود قائلًا:

– مبقتش بأكل من الكلام دا خلاص

ختم حديثه قائلًا:

– خد بعضك بقى يابا و امشي عشان يادوب الحق ادور على طريقة ارجع بيها مراتي

*****

بعد مرور يومان

كانت هالة واقفة أمام المشفى في انتظار أخيها الذي تأخر كثيرًا عن الموعد الذي حدده

كانت تنظر في ساعة معصمها بين الفنية و الأخرى و هاتفها لا يهدأ من مكالمات صادرة من نفس الرقم الذي يحاول إزعاجها منذ فترة

وصل أخيرًا إلى المشفى، كانت يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة و هو يعتذر منها قائلًا:

– معلش يا لولو اتأخرت عليكي

– و لا يهمك يا حبيبي قل لي مين شيري دي اللي بترن عليا و مصممة توصلك و مش عارفة

رد بتأفف قائلًا :

– دي واحدة دماغها تعبانة سيبك منها عملت لي خدمة و من يومها و هي لازقة لي فاهمة إني بحاول اخلع منها

غمزت هالة بجانب عيناها قائلة:

– ايوة يا عم شيري و ليالي و ما خفي كان اعظم

رد إبراهيم بنبرة ساخرة و هو يلج المشفى محاولًا تقليد نبرتها:

– هي شيري و ليالي و بس دي ليلة طويل اخاف احكي لك عليها اتحسد و اتحقد منك

ضحكت و لأول مرة منذ فترة طويلة ولجت أسفل ناظريها توقفت فجاة متعمدة محادثتها مع اخيها و هي تقول:

– دكتورة ليالي اذيك عاملة إيه ؟

ابتسمت لها و قالت:

– بخير و الحمد لله أنتِ إيه اخبارك ؟

– الحمد لله فينك سألت عليكي و لقيتك إجازة

– كانت إجازة صغننة و رجعنا للشغل ووجع القلب من تاني

كلمات بسيطة حاولت من خلالها إطالة الوقت

حتى قررت أن تغادر و لكنها عادت تسألها بتذكر قائلة:

– هالة هو المكتب اللي كنتي بتقولي عليه إيه اخباره اتباع و لا لسه موجود؟

نظرت هالة بإبتسامة واسعة و هي تنظر لأخيه

ثم عادت ببصرها لها و قالت بمكر:

– و الله يا دكتورة كنت سمعت إن إبراهيم اخويا بيدور على مشتري جديد لو حابة

ردت ليالي قائلة بجدية:

– طب أنا كنت عاوزة أأجر المكتب فـ لو حضرتك هتـ….

رد إبراهيم مقاطعًا إياها بعتذار قائلًا:

– للأسف كنت محتاج ابيعه مش أأجره لو هتشتري يبقى شوفي معاد يناسبك و نتفق على كل حاجة

لوت ليالي فاها و قالت بإحباط:

– الظاهر إن مافيش نصيب ربنا يوفقك و تبيعه عن أذنكم

– ليه كدا مش أنت كنت مش عاوز تبيعه ؟ اديني جبت لك اللي يأجره دلوقتي عاوز تأجره ؟!!

رد إبراهيم قائلًا بنبرة حانية:

– المكتب دا غالي عندي لما كنتزبفكر ابيعه فأنا بابيعه عشان محتاج للفلوس لكن لو عليا مش هابيعه أصلًا و الله .

– طب و هتعمل إيه دلوقت ؟!

– هعمل إيه يعني يا هالة بدور على حد يشتري بس السعر مش مناسب خالص المكتب في مكان حلو و الناس استغلا لية بتحاول تحر ق سعره عشان محتاج

ردت متسائلة بفضول:

– أنت عاوز كام في المكتب ؟!

– عاوز 100 الف جنيه

– طب و اللي يجيب لك نص المبلغ دلوقتي ؟

و النص التاني بعدين توافق ؟!

رد إبراهيم قائلًا:

– يا ستي أنا مش محتاج غير الخمسين الف عشان مصاريف المستشفى و الباقي كنت هخلي معايا عشان محتاجهم

ردت هالة بجدية مصطنعة و هي تربت على كتف أخيها و قالت:

– متقلقش وراك رجالة اعتبر الخمسين الف في جيبك و سيب المكتب

رد إبراهيم بذات النبرة و قال:

-لا يا حبيبتي أنا عاوزهم فعلا في جيبي شغل اطمن دا و اخد على قفايا زي كل مرة دا أنا ما بحبوش أنا خلاص قفايا قرب ينور في الضلمة بسببك

google-playkhamsatmostaqltradent