رواية انت عشقي وقسوتي الفصل السابع عشر 17 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل السابع عشر 17 

 - بارت ١٧

عاليا باندهاش .. خالتو منى !
منى بعتاب متوجهة لتجلس بجانبها .. ايوة خالتو منى اللى نسيتيها خالص ومبقتش فى حساباتك 
عاليا .. لا طبعا انا مقدرش انساكى ليه بتقولى كدة 
منى .. يعنى مبتكلمنيش ولا تسألى عليا وقولت معلش دراستها شغلاها ومش فاضية .. لكن لما تمرى بأزمة كدة متفكريش تلجأيلى خالص ولا حتى تكلمينى ؟! وتروحى تعدى عند ناس غرب !! .. هيا سميحة بس اللى خالتك ولا ايه ؟!
عاليا .. ابدا والله بس الموقف اللى اتحطيت فيه خلانى معرفش افكر .. لقيت نفسى مش قادرة اعد فى البيت ولا طايقة اشوف حد وكنت محتاجة فعلا ابعد شوية واريح اعصابى 
منى .. وسميحة ذنبها ايه فى ده كله .. انتو قررتو تنفصلو ده قراركم وانتو احرار .. هيا ذنبها ايه تسيبيها وتوجعى قلبها عليكى كدة 
تحولت نظراتها لتمتلئ عيونها بالغضب والقسوة قائلة عاليا .. مش عايزة اشوفها هيا كمان ولا قادرة اتعامل معاها .. ثم اكملت بضعف .. افهمينى يا خالتو .. بعد اللى حصل بقيت حاسة انى ضايعة وتايهة اوى 
احتضنتها منى بحنان قائلة .. بعد الشر عليكى من الضياع ليه كل ده .. انتى مش لوحدك احنا اهلك يا حبيبتى وهنفضل جنبك .. ولو مش مرتاحة مع سميحة انا موجودة وخالك موجود واعمامك انتى عندك عيلة كبيرة يا عاليا وكلهم بيحبوكى ويخافو عليكى .. بس مينفعش تفضلى اعدة عند الناس كدة يقولو عليكى ايه ملكيش اهل !
عاليا .. ربنا يخليكم ليا .. وانا فعلا كنت همشى بكرة .. قررت اروح اعد فى بيتنا القديم 
منى باستغراب .. تعدى لوحدك ازاى يعنى .. لا طبعا مينفعش
عاليا .. ليه مينفعش يا خالتو .. انا كبرت خلاص وكلها شهرين واتخرج واشتغل 
منى .. وانا روحت فين يا عاليا من ده كله .. برضو مصممة تلغينى من حياتك 
عاليا .. ابدا والله انا مقصدتش 
منى .. طب يلا .. قومى غيرى هدومك وحضرى شنطتك عشان تيجى معايا 
عاليا .. اجى فين .. انا قلتلك مش راجعة البيت ده تانى 
منى .. رغم انى مش قادرة افهم سميحة مضايقاكى فى ايه .. بس انا مش هضغط عليكى 
انتى هتيجى معايا البلد .. هنسافر سوا وهناك اعصابك هتهدا ونفسيتك هترتاح .. هتشوفى خضرة وزرع وتشمى هواء نضيف يشرح صدرك بدل حبستك دى بين اربع حيطان .. انتى كدة مش بتريحى اعصابك انتى بتموتى نفسك بالبطئ
عاليا .. ايوة يا خالتو بس .. والكلية 
منى باصرار .. مفيش بس .. ولسة بدرى عالكلية لما يبقى ييجى وقتها يعدلها ربنا .. قومى يلا نحضر شنطتك 
....
بعد فترة وجدتها تخرج من حجرتها ممسكة بحقيبة كبيرة
ملك .. ايه ده انتى رايحة فين ؟
عاليا .. هسافر مع خالتو يا ملك .. هيا اصرت اروح معاها 
ويمكن فعلا هناك ابقى احسن 
ملك .. كدة هتسيبينى 
عاليا .. كلها اسبوع ونرجع الكلية يا لوكا 
ملك .. طب انتى شايفة ان كدة احسنلك يعنى 
عاليا .. اه البلد جوها حلو اوى وانا فعلا برتاح هناك .. مع انى مروحتش غير مرتين مع ماما 
ملك .. طيب يا حبيبتى خدى بالك من نفسك وكلمينى طمنينى عليكى متقطعيش 
منى .. يلا يا عاليا عشان منتأخرش .. متشكرة اوى يا ملك لوقفتك مع عاليا تعبناكى معانا 
ملك .. ابدا يا طنط متقوليش كدة دى عاليا اختى وغالية عندى اوى 
ودعتها عاليا محتضنة اياها .. مع السلامة يا لوكا .. اشوفك على خير 
ملك .. ترجعى بالسلامة يا حبيبتى هتوحشينى .. هبقى اكلمك اتطمن عليكى 
عاليا .. سلميلى على طنط كتير .. سلام عليكم 
.....
شادى .. يعنى لو انا متصلتش انتى متتصليش .. بجد زعلان منك 
ماهيتاب .. والله عندى مشروع زى الزفت مش عارفة اتحرك فيه خطوة واحدة ومخنوقة منه اوى 
شادى .. معقول ماهى يقف ادامها حاجة !! لالا اكيد بتهزرى 
ماهيتاب بحزن .. لا والله فعلا المشروع وحش اوى .. لأ وجاى فى الاجازة بوظلى الاجازة كلها 
شادى .. منا قلتلك اجى اشتغل معاكى عملتيلى فيها من بنها ومردتيش عليا .. كان زماننا خلصناه سوا
ماهيتاب بجدية .. نشتغل ازاى بس يا شادى طب فى الكلية وعدت محدش خد باله لكن تجيلى البيت ويشوفونا بنشتغل سوا وانت اصلا مهندس وملكش فى مجالى .. هيقولو علينا يا مجانين يا بنستهبل 
شادى بشقاوة .. هههه طب ما انا فعلا بستهبل .. هو يعنى انا بفهم حاجة فى الديكور بس كفاية عليا تكونى قريبة منى بستمتع بأى وقت بنقضيه سوا 
ماهيتاب بخجل .. مممم وانا كمان على فكرة .. بس مش هينفع فى البيت .. لما نرجع الكلية باة .. الاجازة اصلا باظت خلاص بالمشروع المهبب ده
شادى .. لا وانا ميهونش عليا اجازتك تبوظ .. عشان كدة فضى نفسك بكرة هنقضى اليوم سوا وافصلى من المشروع اللى مزعلك ده 
ماهيتاب .. ايه ده بجد ؟ .. اشمعنى بكرة وهنروح فين 
شادى .. هنروح فين دى عليكى انتى اختارى المكان اللى عايزة تروحيه .. والسبب هتعرفيه بكرة 
ماهيتاب .. طيب هقول لبابا وارد عليك 
شادى .. انا وفرت عليكى وقلتله خلاص 
ماهيتاب .. ههههه علطول كدة اعد جوة دماغى 
شادى .. وانتى اعدة ومربعة فى قلبى 
ماهيتاب .. احم .. طيب هروح اكمل باة شغل واشوفك بكرة 
شادى .. ماشي يا حبيبى .. باى 
.....
منى .. برضو مش هتطلعى تسلمى على خالتك على ما احضر شنطتى 
عاليا باصرار .. لأ .. حضرى شنطتك برحتك هستناكى فى العربية لحد ما تخلصى 
منى .. لو افهم بس ايه اللى حصل بينكم قافلك منها كدة 
عاليا .. معلش يا خالتو سيبينى برحتى 
منى .. طيب .. انا طالعة 
انتفضت سميحة من مكانها عند سماع جرس الباب فأسرعت لتفتحه بلهفة 
سميحة بلهفة شديدة .. عاليا فين .. جت معاكى ؟
منى بزعل .. لا .. رفضت حتى تطلع تستنانى احضر شنطتى 
ثم اكملت بتساؤل .. انا عايزة افهم باة ايه اللى حصل بينكم مخليها مش طايقة تيجى البيت ولا تشوفك ؟! 
سميحة بارتباك .. ها مممفيش .. محصلش حاجة .. هو اللى حكيتهولك بس 
منى تنظر لها بشك .. متأكدة ان اللى حكتيه بس هو كل اللى حصل ؟
سميحة متذكرة كلام ملك .. اه .. متأكدة طبعا 
منى .. طيب يا سميحة .. انا هروح الم حاجتى ونسافر .. هاخد عاليا تعد عندى شوية لحد ما اعصابها ترتاح 
سميحة بتوتر .. هيا قالتلك حاجة ؟
منى .. حاجة ايه ؟
سميحة .. لا اقصد يعنى .. قالتلك ايه .. اتكلمت معاكى فى ايه 
منى .. ولا حاجة .. مخنوقة وتايهة شوية وده طبيعى فى الاول بعد كدة هتنسى وتكمل حياتها 
سميحة بقلب ممزق .. وحشتنى اوى .. هيا فين طيب 
نفسي اشوفها اوى 
منى .. فى العربية تحت 
ركضت سميحة بلهفة باتجاه النافذة .. بجد مش تقولى .. هروح اشوفها 
ظلت تنظر اليها بعيون ادمتها الدموع حينما وجدتها تجلس على السيارة ويبدو عليها التعب والحزن فعيونها هى الاخرى حزينة دابلة وملامح وجهها مرهقة جدا 
سميحة فى نفسها .. يا حبيبتى يا بنتى نفسي اخدك فى حضنى اوى .. يا ترى هتسامحينى وترجعى لحضنى تانى .. ولا ههون عليكى وتبعدى عنى 
وجدتها تنظر للاعلى فاختفت بسرعة عن انظارها متخفية خلف الستار بقلب ممزق
منى .. اشوف وشك بخير يا سميحة 
سميحة .. هيا هترجع امتى ؟
منى .. لسة مش عارفة .. هبقى على تليفون معاكى اقولك اخبارها 
ثم احتضنتها بحنان قائلة 
منى .. خدى بالك من نفسك يا حبيبتى .. واهتمى بادويتك متهمليش فيها 
سميحة .. وهيا العيشة بقى ليها معنى بعد ما عاليا فارقتنى .. ده هيا اللى كانت مالية عليا الدنيا وواخدة بحسى 
ربتت على ظهرها قائلة .. معلش وضع مؤقت بس وان شاء الله كل حاجة ترجع زى الاول 
سميحة .. يارب .. يسمع من بقك ربنا 
......
ظل ادم يتصل بعمر مرات عديدة اخرى ولكن لم يرد عليه ابدا .. حتى فقد الامل فقام بارسال الرسائل له على هاتفه وعبر مواقع التواصل الاجتماعى عسى ان يرى ايا منهم ولكن يبدو انه قد اغلق حساباته ايضا 
ادم فى نفسه .. ياريتك ما قفلت موبايلك يا عمر .. كنت زمانك ارتاحت من العذاب اللى انت فيه ده .. معقول متفتحهوش خالص كدة من ساعة ما سافرت 
طب اتصرف ازاى دلوقتى .. منا مش هفضل اتفرج عليك وانت بتنتهى ادامى 
ظل يفكر ويفكر الى ان اضاءت بعقله فكرة 
ادم .. شكل مفيش حل غير كدة فعلا .. بس يارب الحق
بعد بعض الوقت 
جلس على شاطئ البحر ثم قام بالاتصال بمحبوبته 
ادم .. ياترى ملوكتى بتعمل ايه متأخر كدة ؟
ملك .. ولا حاجة كنت داخلة انام خلاص .. البيت باة وحش اوى من ساعة ما عاليا مشيت 
ادم .. هيا روحت خلاص ؟
ملك بحزن .. اه خالتها التانية جت خدتها تعد معاها .. وانت كنت بتعمل ايه 
ادم .. اعد على البحر بس انا كمان زهقت جدا وانا اعد لوحدى كدة 
ملك .. ليه لا حاول تفرفش كدة وتتبسط على الاقل تعوض يومين النكد اللى فاتو دول 
ادم بشقاوة .. يعنى رأيك ادلع نفسى كدة واستمتع واقضيها ؟
ملك .. اه طبعا مدام انت هناك حاول تتبسط 
ادم بخبث .. متأكدة .. يعنى اهيص واعيش حياتى ومش هتزعلى 
ملك .. لأ وانا ازعل ليه لما .. سكتت فجأة مدركة ما يقصده فأكملت بصوت عالى 
ملك بانفعال .. طب فكر بس كدة يا ادم تبص على واحدة وانا اجى اجيبكم انتو الاتنين من شعركم وارميكم فى البحر اللى انت فرحانلى بيه ده 
قهقه ادم من قلبه لتخرج ضحكاته بصوت عالى جدا ... هههههههه الله مش انتى اللى قلتى ههههههه
ملك .. بتضحك ماشي يا ادم باة بتستغل براءتى وحسن نيتى عشان اغراضك الدنيئة 
ادم .. يا لهووووى انتى هتلبسينى تهمة وانا اعد اغراض ايه بس صلى على النبى فى قلبك كدة واهدى 
ملك .. منا كنت هادية وبتكلم بحسن نية واعدة اقولك افرح واتبسط لزومه ايه تطلع جنانى عليك 
ادم بشقاوة .. بصراحة .. بموت فيكى وانتى غيرانة عليا ومتجننة كدة .. بتضحكينى من قلبى يا بنت اللذينا 
ملك .. مين دى اللى غيرانة !! انا زعلانة بس ان نيتك طلعت سودة وانا اللى كنت فاكراك ملكش فى الكلام ده 
ادم بعشق .. والله عيونى ما بتشوف غيرك يا لوكتى .. ولا يملى عينيا غير ملك قلبى .. انا بشوفك بقلبى وده محدش قدر يدخله ويسيطر عليه كدة غيرك 
شعرت ملك بضعف قلبها مع تسارع نبضاته وكأنه فى سباق .. لتنهار جميع حصونها امامه معلنة عن عشقها بل وغرامها به .. ظلت صامتة لفترة تحاول استعادة نفسها ردا عليه 
ملك .. مممم امال ليه بترخم عليا وتضايقنى كدة 
ادم .. عشان بحب اشوف غيرتك عليا .. دى اكتر حاجة بتحسسنى بحبك ومشاعرك ناحيتى لانك مبتتكلميش كتير ولا بتعبرى عن مشاعرك ناحيتى خالص 
ملك .. يعنى انت مش عارف مشاعرى يا ادم ؟ معقول لسة عندك شك فيها ؟
ادم .. لا طبعا هو انا هسلمك قلبى وكل جوارحى لو عندى شك .. بس قلبى بيشتاق يسمع منك .. بيحبك اوى وبيبقى نفسه يحس حبك ده 
ملك .. اوعدك اول ما تبقى دبلتك فى ايدى هعوض قلبك عن كل ده .. وهثبتلك مشاعرى قولا وفعلا 
ادم .. امتى باة ييجى اليوم ده .. حاسس انه بعيد اوى .. اليوم فى بعدك عنى بسنة 
ملك .. هانت .. انا كمان مبقتش قادرة ابعد عنك والله .. ومستنية ترجع عشان نتقابل فى الكلية 
ادم .. اه صحيح انا مسافر لعمر بكرة 
ملك باستغراب .. عمر !! ليه مش كان لسة معاك من يومين 
ادم .. اه بس موبايله مقفول من ساعتها وقلقت عليه مش عارف اوصله خالص .. قلت اروح اتطمن عليه وارجع علطول متنسيش انه كان عامل حادثة ولسة تعبان
ملك .. ماهو اكيد فى وسط اهله وهما هياخدو بالهم منه اكتر منك ليه القلق 
ادم .. مش عارف مش مرتاح .. وكمان عايز الحق اروح وارجع قبل سيرين ما تيجى .. مينفعش اسيبها لوحدها فلما توصل مش هبقى فاضى 
ملك .. ايه ده هيا مش نازلة مع باباك ؟
ادم .. لا بابا عنده شغل وهيا جاية لوحدها .. عشان تعد معايا وكمان عايزة تشوف شقة هنا مع خطيبها 
ملك .. هيا هتتجوز هنا مش فى الامارات ؟
ادم .. لا شكلها كدة هتستقر هنا خصوصا ان خطيبها رفض يشتغل مع بابا فى الامارات وفضّل يكمل شغله هنا 
وبصراحة دى احسن حاجة عملها فى حياته 
ملك باستغراب .. ليه بتقول كدة ؟
ادم .. بصراحة انا مبرتاحلوش ابدا .. بحسه مش مظبوط كدة ونيته مش سليمة .. مش مطمن ابدا على اختى معاه فكويس انهم هيتجوزو هنا عشان ابقى جنبها وتفضل تحت عنيا لو حصل اى حاجة ابقى موجود .. وكمان موضوع شغله مع بابا ده كان قالقنى خصوصا ان بابا بيثق فيه بزيادة .. فكويس انها جت منه ورفض الموضوع 
ملك .. غريبة بس انت ليه مش بترتاحله هو عمل معاك حاجة ؟ على حد علمى هو ابن عمك كمان 
ادم .. لا ميقدرش يعمل حاجة اصلا .. واه هو ابن عمى بس متقربش مننا ودخل عيلتنا غير من قريب 
طول السنين اللى فاتت كنا برة وهو وعمى كانو هنا ولسة من سنتين تلاتة سافرولنا وبدأو يتقربولنا 
ملك .. بس شكل سيرى بتحبه .. فعلى الاقل عامله كويس عشانها 
ادم .. هيا لا بتحبه ولا حاجة .. انا فاهم اختى كويس هيا بس عايزة تعيش فترة خطوبتها وتخرج وتتفسح وتتبسط زى كل البنات .. عايزة تحس بجد بيحبها وبيهتم بيها بغض النظر عن الشخص نفسه .. والصراحة سليم بارع فى الدور ده وقدر يقنعها بحبه .. انما هيا لسة مشوفتش فى عنيها لمعة الحب من ناحيته .. وعلى فكرة ده رأى ماما برضو
ملك .. صحيح يا ادم هو ليه مامتك منزلتش مصر مع باباك اخر مرة .. وبرضو مش بسمعك بتتكلم عنها كتير 
ادم .. لا ماما مش مستقرة اصلا فى الامارات .. بتسافر  مؤتمرات وندوات كتير وعلطول مشغولة .. ولما نزلو اخر مرة كان عندها مؤتمر فى امريكا فمعرفتش تنزل 
ملك باندهاش .. ليه هيا بتشتغل ايه ؟
ادم .. ماما دكتورة قلب .. ومتخصصة فى عمليات القلب المفتوح وواخدة دكتوراه من انجلترا  
ملك باندهاش اكبر .. ايه ده معقول .. وباباك عادى بيسيبها تسافر كل ده مبيضايقش !
ادم .. مين بابا .. بالعكس ده هو دايما اللى بيشجعها عشان تكون ناجحة فى شغلها .. افتكر انا لما كانت بتعمل الدكتوراة سافرنا كلنا معاها عشان نبقى جنبها وبابا كان مساند ليها جدا .. هو بيحب نجاحها وبيفتخر بيها علطول واحنا كمان بنفتخر بيها جدا  
ملك .. ما شاء الله قليل لما تلاقى زوج كدة بيشجع زوجته على الشغل 
ادم .. منا طالعله عشان كدة ببقى عايزك شطورة ومتفوقة دايما فى الكلية .. عايزك ناجحة فى الكارير بتاعك ومستعد اساعدك على قد ما اقدر عشان تحققى اللى نفسك فيه وتبقى فخر لولادنا 
تهللت اساريرها حين نطقه كلمة (ولادنا) لينفرج ثغرها رغما عنها قائلة 
ملك .. ان شاء الله هخليك انت وولادنا تفتخرو بيا علطول 
بس انا كمان عايزاهم يبقو فخورين بباباهم ونجاحه وتبقى قدوة ليهم 
ادم .. ان شاء الله يا حبيبتى هنكون فخر لولادنا وهما كمان هيكونو فخر لينا 
ملك بشرود متذكرة .. صحيح هو انا ممكن ابقى اسأل مامتك على حاجة فى تخصصها ده ؟
ادم .. اكيد طبعا .. ما انتى قريب هتشوفيها واحنا بنتقدملك .. بس هتسألى على ايه هو فيه حد تعبان عندك ؟
ملك .. لا ده واحد قريبنا كدة .. هبقى احكيلك بعدين عشان انا لسة مش عارفة تفاصيل اوى 
ادم .. ماشي يا حبيبتى انا اصلا نفسي اعرفك عليها اوى 
حاسس انها هتحبك زى ما سيرى كدة حبتك اوى 
ملك .. وانا كمان حبيتها وفرحت لما قلت انها هتستقر هنا 
ادم .. طيب يلا يا حبيبى هروح انام باة عشان عندى سفر بكرة .. تصبحى على خير 
ملك .. وانت من اهله توصل بالسلامة 
.....
فى منزل عمر وتحديدا فى ردهة المنزل 
عمر .. على فكرة انا مش نازل القاهرة تانى .. قررت اعد معاكم هنا 
حسن .. كويس انا برضو هبقى مرتاح اكتر لو استقريت هنا بعد التخرج .. وعندى كام واحد اعرفه ممكن يلاقولك شغل كويس 
عمر موضحا .. لا يا بابا انا اقصد مش هكمل السنة هناك كمان .. هاخدها هنا 
حسن .. نعم !! ده اللى هو ازاى يعنى مينفعش طبعا لازم تكمل السنة هناك طالما امتحنت .. وبعدين تعالى هنا انت ليه مش عايز تنزل تانى 
عمر .. تعبت يا بابا .. تعبت من غربتى وبعدى عنكم ٥ سنين مبقتش مرتاح ولا قادر عالوضع ده تانى .. كمان عندى مشاكل فى الكلية مخليانى قافل منها .. وبعدين انا سألت فعلا عن امكانية التحويل للجامعة هنا وقالو ينفع بس هعيد السنة دى من الاول .. كأنى كنت مأجل سنة وخلاص 
سعاد .. يالهووووى يا عمر تعيد السنة .. انت بتقول ايه يابنى ده احنا بنعد الايام وماصدقنا خلاص هتتخرج ونفرح بيك وتبقى بشمهندس اد الدنيا .. تقوم تضيع فرحتنا كدة ؟!
حسن بهدوء .. شوف يابنى .. انت لما طلبت تدرس فى جامعة القاهرة وتسافر وتبعد عننا .. انا وافقت عشان عارف انها ليها اسمها ومكانتها بين الجامعات وفرص شغلك هتبقى كتير .. واستحملنا بعدك عننا وانت ابننا الوحيد  وكله عشان مصلحتك ومستقبلك .. احنا تعبنا جامد فى بعدك عننا وقلبنا كان بيوجعنا كل ما تيجى تسافر .. واستحملنا وصبرنا عشانك .. تقوم عايز تيجى دلوقتى تضيع كل ده فى اخر سنة اللى هيا اهم سنة وفيها كمان مشروع التخرج اللى بيتحدد منه مجالك اللى هتكمل فيه !! وعشان اسباب مش منطقية دى كلها ٣ شهور مش قادر تستحملهم !!
سعاد .. يعلم ربنا يابنى انا كل ليلة كنت بنام ودمعتى على خدى انك بعيد عننا وابوك كان بيصبرنى بان ده فى مصلحتك ولازم نستحمل عشانك .. جاى دلوقتى عايز تضيع تعبنا ووجع قلبنا ده 
عمر بانفعال .. وانا تعبت .. خلاص مبقتش قادر استحمل .. لا مرتاح فى الكلية ولا فى البلد كلها .. ثم شعر بغصة بقلبه قائلا بمرارة .. ولا حتى الناس اللى فى الكلية عارف اتعامل معاهم .. اكيد مش هاخد قرار صعب زى ده الا لما اكون فعلا جايب اخرى .. يا ريت تحسو بيا شوية وتقدرو موقفى 
حسن .. بص يا عمر ده مستقبلك ودى حياتك .. احنا علينا النصيحة والتوعية لكن فى الاخر القرار قرارك .. كل اللى طالبه منك متتسرعش وفكر كويس اوى قبل ما تبدأ فى اى اجراء 
فكر هتخسر ايه وهتكسب ايه .. ووضعك هيكون ازاى 
ولما تفكر كويس وتاخد قرارك .. هتلاقينى فى ضهرك ايا كان هو ايه طالما شايف انه فى مصلحتك 
ثم انهى الحديث قائلا .. يلا تصبحو على خير باة انا داخل انام عندى شغل بدرى 
سعاد .. وانت من اهله يا حج متنساش تاخد دواك قبل ما تنام 
......
استيقظت عليا صباحا على ضوء الصباح المتسلل لغرفتها  واصوات العصافير المغردة على نافذتها لتجد خالتها منى تقوم بفتح الستائر و النافذة لتوقظها قائلة .. اصحى يا عاليا يلا كفاية كدة 
عاليا بنوم تجذب الغطاء عليها .. اقفلى الشباك يا خالتو وسيبينى نايمة شوية 
منى تزيح الغطاء عنها .. لا كفاية نوم دى الساعة بقت ١٠ ..  يلا صحصحى كدة وقومى شمى هوا نضيف وشوفى مناظر حلوة 
ما هيا النومة دى اللى كأباكى علطول
عاليا .. طب سيبينى ساعة واحدة وهقوم لوحدى 
منى .. ولا دقيقة يا عاليا .. بلاش كسل قومى يلا نعمل الفطار سوا ونفطر مع بعض فى الجنينة 
عاليا ناهضة بتبرم .. طيب داخلة الحمام 
بعد فترة دخلت المطبخ لتعد الفطور معها 
عاليا .. صباح الخير  
منى .. صباح النور يا حبيبتى .. ايوة كدة قومى شوفى الدنيا .. يلا انزلى هاتيلى بيض من عشة الفراخ اللى تحت هعملك احلى فطار ممكن تاكليه فى حياتك 
عاليا .. تسلم ايدك يا حبيبتى 
ثم وجدت من يأتى من الخلف ليصبح عليهم 
منى .. صباح الفل يا حبيبى .. يلا خد عاليا وروحو هاتو البيض والخضار من تحت زمانها نسيت الاماكن 
عاليا .. فعلا انا كنت لسة هقولك فين العشة دى 
منى .. هو هيوريكى .. يلا بسرعة باة احسن انا جوعت ومستنياكى كل ده نفطر سوا 
عاليا راكضة .. حاضر طيران  
.....
انتظرها امام منزلها فى سيارته حينما رآها تأتى اليه بتلك الابتسامة التى تأسره كلما رأها 
ماهيتاب .. صباح الخير .. برضو اتأخرت مفيش فايدة 
شادى .. متبقيش مفترية باة ده هما كلهم ربع ساعة 
ماهيتاب .. لا نص ساعة واظبط ساعتك بعد كدة 
شادى .. والله غصب عنى كنت فى الكلية بخلص ورق مهم وانتى عارفة الزحمة والطوابير 
ماهيتاب .. طيب سماح المرة دى عشان الكلية .. مش هتقولى باة ايه مناسبة الخروجة دى .. انا اعدة طول الليل افكر الفضول هيقتلنى 
شادى .. هههههه لا لسة مش دلوقتى .. المهم فكرتى هنروح فين 
ماهيتاب .. اه طبعا .. هنروح البرج 
شادى باندهاش .. البرج !! برج القاهرة يعنى ؟!
ماهيتاب .. ايوة .. انا مروحتوش من وانا صغيرة وعايزة اروحه معاك .
شادى .. بس كدة انتى تؤمرى .
ماهيتاب .. وبعد البرج فى مكان لازم نروحه 
شادى .. مكان ايه ده ؟!
ماهيتاب .. هتعرف بعدين 
شادى .. هههه ماشى بترديهالى يعنى 
ماهيتاب .. مش انت اللى بتحب الغموض والالغاز .. خلينا نلعب باة 
شادى .. يا سلام نلعب واحنا ورانا ايه .. وانا اطول العب مع برنسيس ماهى 
.....
اعدت منى فطورا شهيا جدا لعاليا واصرت على تناولهم اياه فى حديقة المنزل كى تشجع عاليا للخروج من المنزل ورؤية العالم من حولها 
جلسا لتناول فطورهم معا 
عاليا .. الله ايه الجمال ده شكل الاكل يفتح النفس 
منى .. بالهنا والشفا يا حبيبتى كله من خير الارض .. هو فيه احلى من خضار بلدنا  
عاليا .. فعلا شكل الخضار هنا نضيف اوى وبيلمع يتاكل من غير غسيل حتى 
منى .. طبعا لا كيماويات ولا بلاوى سودة كله طبيعى 
والبيض كمان بلدى وبخيره .. هتلاقى طعم الاكل مختلف عن اكل المدينة 
عاليا .. جدا بجد الاكل طعم اوى تسلم ايدك 
منى .. الله يسلمك يا قلبى .
بعد انتهاءهم من الفطور 
منى .. عاليا مش عايزاكى تزعلى انى صحيتك بدرى .. بس انتى لازم تغيرى نظامك اللى يكئب ده .. وهنا الحياة مختلفة الناس بتقوم من صباحية ربنا تخبز وتزرع وتأكل الفراخ وتحلب اللبن .. زى ما بيقولو فى الحركة بركة عشان كدة صحتنا حلوة والطبيعة هنا كمان بتخلى نفسيتك حلوة 
وانتى محتاجة لده دلوقتى نومتك مش هتحل حاجة ولا هترجع الزمن 
عاليا .. انا فهماكى ومش زعلانة ولا حاجة عندك حق انا لما قومت ونزلت الجنينة اتبسطت ونفسيتى ارتاحت 
منى .. طب كويس .. روحى باة اتمشى كدة فى الارض وشوفى الخضرة والزرع واستمتعى بجو المكان .. وبالمرة هاتى شوية فاكهة يغذوكى شوية شكلك ضعفانة ومش عاجبنى 
عاليا .. هههههه هو انتى جايبانى تظغطينى ولا ايه .. هتدبحونى عالعيد 
منى ... ههههه لا متخافيش مش هندبحك يا غلباوية .. يلا روحى غيرى جو 
عاليا .. ماشى رايحة 
ظلت تتجول فى الاراضى الخضراء وسط الزروع والاشجار منبهرة بالمناظر الجميلة من حولها مستمتعة بالهواء النقى والجو المعتدل وضوء الشمس المنعكس على القمح المزروع بالارض لتظهره ذهبيا بشكل جذاب وخاطف للانظار
حقا كان المكان رائع وكأنه لوحة فنية متقنة من فنان بارع
وفى اثناء تجولها لاحظت وجود شجرة تفاح تبدو رائعة جدا ممتلئة بالتفاح الطازج ذو اللون الاحمر اللامع لم تستطع مقاومته فقامت بقطف ثمرة من التفاح بدون وعى حينما تفاجأت بمن يجمع بعض الخضروات بعيدا ناظرا لها بطريقة ارعبتها .. فانتابها الخوف الشديد واخذت تركض مسرعة بعيدا عنه .. ظلت تركض وتركض لاهثة كى تهرب منه حيث كاد قلبها ان يتوقف من شدة نبضاته حتى اصطدمت بشخصا ما فجأة 
شعرت بالرعب يجتاح قلبها حيث ازدادت ضرباته خوفا ورهبة مما امامها 
رفعت وجهها له ببطئ شديد وما ان رأته حتى اتسعت عيناها جاحظة مذبهلة ممن رأته امامها غير مصدقة 
عاليا باندهاش .. انت !! معقول !! 
...... 
شعرت ماهيتاب بسعادة شديدة عند وصولهم لأعلى نقطة ببرج القاهرة .. حيث كان المكان شبه فارغا من البشر .. مع زرقة السماء الصافية فوقهم مباشرة والجو الرائع تتخلله بعض نسمات الهواء الباردة التى انعشت روحها مداعبة جسدها برقة 
اخذت تركض بطفولة رافعة ذراعيها لاعلى بمرح وسعادة تشعر انها تطير ليست على الارض 
تحت نظرات شادى العاشقة لها والمتيمة بتلك الحركات الطفولية البريئة التى تجعلها بنظره ملاكا رقيقا ليس من البشر 
ظل ينظر اليها بعشق واعجاب شديد يشعر انها قد اسرته وسلبته عقله وقلبه ايضا ببراءتها ونقاءها هذا
شادى ناظرا لعيونها بغرام .. انتى ازاى جميلة اوى كدة .. بجد بحسك طفلة من جواكى اقل حاجة بتبسطك  
ماهى بسعادة .. عشان انا بجد فرحانة اوى انك معايا فى المكان الساحر ده .. فرحانة من قلبى ان وصلنا لأعلى مكان هنا مع بعض و شايفين الدنيا كلها حوالينا .. النيل والخضرة والبيوت اللى بتحضنهم .. تحس انك مالك كل الدنيا من هنا 
اقترب منها شادى اكثر قائلا بنظرات هيام مغرما بها .. انتى اللى ملكتينى يا ماهى .. انا كل يوم بحبك اكتر من اليوم اللى قبله .. عشقك فى قلبى بيزيد يوم عن يوم .. بشوف كل حاجة فيكى حلوة اوى بقيت بشوف الدنيا بعنيكى انتى .. بفكر بعقلنا احنا الاتنين .. حاسس ان انا وانتى خلاص بقينا واحد ومفيش حاجة هتقدر تفصلنا عن بعض 
ماهيتاب بعشق شديد .. انت اللى ملكتنى وسرقت قلبى وعقلى من اول لحظة شوفتك فيها .. خطفتنى من نفسى وبقيت كل حياتى .. ومش متخيلة ابعد عنك لحظة تانى 
شادى .. عمرى ما هبعد عنك ولا هقدر اصلا .. بقولك ايه ما تيجى نتصور باة فى المكان التحفة ده احنا متصورناش مع بعض خالص قبل كدة 
ماهيتاب .. فكرة حلوة يلا
قام بتصويرها عدة صور بحركات مرحة مختلفة .. فقد كان مستمتعا جدا بتصويرها ومراقبة ملامحها وحركاتها .. ثم اخذ معها عدة صور اخرى توثيقا لتلك اللحظة المميزة لتكون ذكرى جميلة لهم مستقبلا 
....
عاليا باندهاش وذهول .. انت !! معقول !
توقف الزمن بهم حين نظرت بعيناه مقتربه منه غير مصدقة انه امامها حقا .. ظلت تفتح وتغمض عيناها عدة مرات كى تتأكد انه حقيقة وليس حلما 
اما هو فبرقت عيناه مذبهلا وانحبست انفاسه متجمدا بمكانه حين رأها .. فقربها الشديد منه واقتراب انفاسها جعله يشعر بقلبه ينتفض بعنف مع تسارع نبضاته الموشكة على التوقف .. ظن انها خيالا او وهما صنعه عقله كى يريحه قليلا .. لم يستطع تصديق انها حقيقة ملموسة امامه 
وما زاد توتره وارتباكه ايضا اصطدامها بصدره الذى تسبب بقشعريرة تسرى بسائر جسده و جعله يشعر بعضلاته تكاد تنهار اثر لمستها له 
بعد صمت طويل ونظرات عيون مذهولة تشع سعادة 
قرر ان يتأكد انها امامه حقا  
عمر ممسكا ذراعيها يتأكد من وجودها  .. عاليا !! انتى بجد ؟! يعنى انتى ادامى حقيقى ولا بيتهيألى ولا ايه 
عاليا مبتعدة عنه .. انا هنا اه .. بس انت بتعمل ايه هنا ؟!
عمر .. انا اللى بعمل ايه !! .. ده بيتى .. ودى ارضنا .. انتى باة ايه اللى جابك هنا 
ثم اكمل بحزن متذكرا .. ايه بتقضى شهر العسل مع جوزك هنا ؟!
عاليا بحرج تنظر لاسفل .. احم .. لا انا متجوزتش اصلا .. محصلش نصيب 
عمر بسعادة لم يستطع اخفاءها وما زال غير مصدقا ايضا 
عمر .. بتقولى ايه ؟ متجوزتيش ازاى .. ده فرحك كان من يومين ايه اللى حصل 
عاليا .. قررنا نسيب بعض على اخر لحظة .. عادى مكناش مرتاحين فقررنا منكملش 
شعر عمر انه بحلم جميل وليس ذلك هو الواقع .. تمنى ان يطول به هذا الحلم بل لم يرد ان يستفيق منه ابدا .. 
حدث نفسه قائلا .. بالتأكيد هذا حلم لا محالة .. فكل ما تمنيته واكثر يحدث امام عينى .. اذا فانه حلم .. ليته كان الحقيقة .. ليته يتحقق فعلا 
تعجبت من سكوته وشروده لمدة طويلة فبادرت بالحديث 
عاليا ..  ايه روحت فين .. على فكرة مكنتش اعرف ان  بلدك هيا الشرقية  
عمر .. هو انا حاسس انى بحلم .. حاسس ان دى مش حقيقة .. بس عايز اعيش الحلم ده ومصحاش منه ابدا 
عاليا بخجل .. احم .. لأ حقيقة مبتحلمش .. بس ليه بتقول كدة ؟
عمر ناظرا بعيونها .. يعنى مش عارفة ؟!
توتر جسدها لتظل صامتة تنظر له نظرات مبهمة ليقوم بتغيير مجرى الحديث متسائلا بفضول 
عمر .. وانتى باة ايه اللى جابك هنا .. ده اخر مكان كنت اتخيل اشوفك فيه 
عاليا .. انا اعدة هنا مع خالتو منى .. بعد اللى حصل جابتنى هنا عندها عشان اريح اعصابى ومضايقش نفسى وابعد عن كل حاجة 
عمر .. معقولة كمان طنط منى جارتنا تبقى خالتك ؟
عاليا .. ايه ده انت تعرفها ؟
عمر .. اه طبعا اعرفها .. ثم بدأ بالسير ببطئ بجانبها مكملا حديثه .. هنا يا عاليا كل الناس تعرف بعض .. الجيران هنا اهل وسند وعشرة .. مش زى القاهرة الجيران بيسلمو على بعض بالعافية ولاسباب كمان .. هنا فيه دفا والفة وطيبة بين الناس مشوفتيهاش قبل كدة 
وطنط منى دى صاحبة ماما .. وابنها فادى صاحبى وكمان بذاكرله رياضة من السنة اللى فاتت 
عاليا .. ايه ده بجد بتذاكرله ؟
عمر .. اه والله انا بحبه جدا الواد ده بحسه خليفتى فى الملاعب 
عاليا ... ههههه لا وهو الشهادة لله يتحب ههههه
اهلكت قلبه بضحكاتها ما زال غير مصدقا انها امامه حقا ويتحدث معها بأريحية كما السابق واكثر 
فبعد ان كانت صعبة المنال .. بل ومستحيلة عليه 
بعد ان ايقن انها لغيره وقرر الابتعاد .. الان هى معه .. تحدثه ويحدثها وكأن شيئا لم يكن 
عجيبة انتى ايتها الحياة .. فبين ليلة وضحاها تنقلب كل الموازين رأسا على عقب .. ومن كانت بعيدة باميال عنى ها هى الان اقرب الناس الى
لاحظت عاليا صمته وشروده بها للمرة الثانية فخجلت قائلة .. طب انا هروح باة 
عمر باندفاع .. ليه ما تخليكى شوية .. ثم تدارك نفسه قائلا .. قصدى يعنى هتمشى ليه وراكى حاجة ؟
عاليا .. لا بس زمان خالتو قلقانة عليا اتأخرت اوى .. خصوصا انها كانت خايفة اتوه عشان مجتش هنا بقالى كتير 
عمر .. ممم طب خليكى هنا ثوانى .. ثم ذهب لشجر التفاح والبرتقال يقطتف منه بعض الثمرات ليملأ سبتا بالفواكه المتنوعة 
تحت نظرات عاليا المتعجبة 
عاليا .. انت بتعمل ايه ؟
عمر .. مش معقول اول مرة هزور طنط منى هدخل بايدى فاضية .. يلا بينا باة 
عاليا .. على فين ؟!
عمر .. هوصلك .. مش خالتو خايفة تتوهى هوصلك عشان متتوهيش 
عاليا .. ههههه انت صدقت ولا ايه انا عارفة كل حاجة هنا خالتو هيا اللى قلوقة شوية 
عمر باصرار منتهزا تلك الفرصة ليقضى معها اكتر وقت ممكن .. وانا قلوق اكتر منها ومش هسيبك تمشى لوحدك .. وبعدين بالمرة اذاكر لفادى كان جايلى بالليل هروح افاجئه انا باة 
عاليا .. طيب يلا عشان منتأخرش
ظلا يسيرا معا وسط الاراضى الخضراء والطبيعة الساحرة يسيطر عليهم الصمت التام كل منهم شارد بافكاره بالاخر حتى رأى ما بيدها ليتذكر قائلا 
عمر .. صحيح انتى ليه كنتى بتجرى بسرعة كدة ؟
عاليا متذكرة ما حدث .. بصراحة كنت خايفة اوى 
عمر بتعجب .. خايفة من ايه ؟
عاليا .. هقولك بس متضحكش عليا .. اتفقنا 
عمر .. اتفقنا قولى 
عاليا .. اصل وانا ماشية وسط الزرع شوفت شجرة تفاح حلوة اوى .. فقطفت واحدة ونسيت انها مش ارضنا .. بعدين بصيت لقيتك بتجمع حاجات من الارض وبتبصلى جامد قلت بس ده صاحب الارض وهيزعقلى عشان خدت حاجة من ارضه .. فجريت بسرعة عشان اهرب منه 
عمر .. ههههههه ههههههه هيزعقلك عشان خدتى تفاحة ده يبقى نتن اوى ههههههه
وبعدين يزعقلك ازاى يعنى هو انتى عيلة صغيرة ؟! 
عاليا .. شوفت ضحكت عليا برضو .. مش هقولك على حاجة تانى 
عمر .. طب خلاص متزعليش مش هضحك .. بس فهمينى خوفتى كدة ليه 
عاليا .. اصل بصراحة انا عندى عقدة .. وانا صغيرة جيت هنا مع ماما وكنت اعدة بلعب واتنطط واطلع على الشجر مع جيراننا .. راح جه واحد تقريبا كان صاحب الارض اللى كنا بنلعب فيها زعقلنا جامد وكان شكله يخوف اوى ساعتها وكمان كان ماسك عصاية كبيرة بيخوفنا بيها .. فاترعبت ليضربنى واعدت اجرى كتير عشان اهرب منه لحد ما وقعت وعورت رجلى جامد واعدت اعيط 
من يومها باة وانا متعقدة وتقريبا مجتش تانى من بعدها كنت بخاف 
عمر .. مممم عشان كدة خوفتى وجريتى ؟! وانا باة كنت شبه الراجل المرعب ده وماسك عصاية !
عاليا .. لا انا مكنتش شايفاك اصلا شوفتك من الجنب .. بس انت كنت بتبصلى جامد فخوفت 
عمر .. انا بصيتلك جامد لانى مكنتش مصدق انك عاليا فعلا قلت انا بيتهيألى او انك واحدة شبهها مثلا .. ثم نظر بعيونها نظرة اذابتها قائلا .. ولحد دلوقتى حاسس انى بحلم 
عاليا بابتسامة خجلة .. طب يلا عشان وصلنا 
عمر بحرج .. لأ انا مش هينفع ادخل معاكى .. ادخلى انتى عرفيهم الاول انى معاكى 
عاليا .. طيب ماشى .. وانصرفت من امامه لتدخل المنزل وعلى وجهها ابتسامة واسعة تحت انظاره العاشقة و الممتزجة بالذهول مما يحدث
وجدت خالتها تجلس بالحديقة تحضر للغداء
اتت من خلفها تقبل وجنتيها قائلة بمرح .. ازيك يا احلى مونمون فى الدنيا 
منى بسعادة لسعادتها .. الحمدلله يا قلبى .. شكلك اتبسطتى 
عاليا بسعادة عارمة .. جداااا اتبسطت وارتحت اوووى 
منى .. طب الحمدلله ربنا يفرحك يا حبيبتى 
عاليا .. على فكرة معايا ضيف 
منى باستغراب .. ضيف مين انتى تعرفى حد هنا ؟
عاليا .. ده زميلى فى الكلية قابلته هنا صدفة واتفاجأت بيه .. اسمه عمر البدرى 
منى .. بجد عمر يبقى زميلك .. ده متربى على ايديا وسعاد مامته صاحبتى اوى .. طب وسايباه برة كل ده ياعاليا ينفع كدة 
عاليا .. والله هو اللى قالى اقولك الاول 
منى باعجاب .. راجل ياحبيبى وبيفهم فى الذوق والاصول طول عمره .. صدق اللى قال عليه زينة الشباب 
يلا نروحله 
استقبلته منى بحفاوة شديدة فهى تحبه حقا وتعتبره مثل فادى ابنها 
منى .. اهلا وسهلا يا حبيبى .. بقالك كتير اوى مجتش هنا  
عمر .. ما حضرتك عارفة انا مش اعد هنا عشان الكلية .. اتفضلى 
منى .. ايه ده كله ليه التعب ده 
عمر .. دى حاجة بسيطة يا طنط .. ثم نظر لعاليا قائلا بمزح .. عشان عاليا تعرف بس اننا مش بخلاء ومبنزعقش لحد ياخد حاجة من ارضنا 
عاليا مبتسمة  .. شكلى انا اللى جبته لنفسى وهتمسكهالى ذلة 
منى رافعة حاجبيها باستغراب  .. انتى خدتى حاجة من عندهم ولا ايه 
عاليا .. والله يا خالتو مخدت بالى انها مش ارضنا الا لما شوفته ركزت ساعتها 
منى بضحك ... ههههههه طب وفيها ايه دى .. احنا بناخد من بعض عادى 
عمر .. والنبى قوليلها يا طنط .. احسن غلبت افهمها اننا هنا اهل وبنكمل بعض مش مصدقة 
منى .. طول عمركم اهل كرم يا عمر .. ربنا يزيدكم من نعيمه 
عمر .. الله يخليكى .. امال فين الواد فادى مش ظاهر ليه .. كان جاى اذاكرله فقلت اوفر عليه المشوار واذاكرله هنا 
منى .. ده كان عنده درس وزمانه جاى .. اعد استناه ده انت اول مرة تيجى من سنين .. ما تقولى حاجة لزميلك يا عاليا 
عاليا بخجل .. خليك هو زمانه جاى 
منى .. وانا باة عاملة كيكة برتقال تحفة .. لسة خارجة من الفرن حالا هجيبهالكم مع كوبايتين شاى بلبن 
عمر .. تسلم ايدك متتعبيش نفسك 
منى .. لا تعب ايه .. ثوانى وجاية 
عاليا برقة .. اتفضل اعد 
جلس عمر بمقابلها ناظرا اليها بعدم تصديق مما يحدث معه 
عمر .. عارفة ان فادى هيظأطط لما ييجى ويلاقينى 
ده بيتحايل عليا عشان اجى اذاكرله وبيتذل لما يجيلنا لانه معظم الوقت مبيلاقينيش كمان 
عاليا بمرح .. حلو الكلام ده استغل انا باة الموقف واقوله ان انا السبب عشان اهريه طلبات براحتى ههههه
عمر بعشق لم يستطع اخفاؤه .. طب ما انتى السبب فعلا .. عاليا انا جاى هنا عشانك اصلا ولولاكى مكنتش عبرته .. وشكلى كدة هزهقكم منى الفترة الجاية كمان
ابتسمت عاليا ناظرة للاسفل بخجل شديد 
عمر .. تعرفى لو كان حد قاللى امبارح بس اننا هنعد الاعدة دى مع بعض فى يوم من الايام .. استحالة كنت اصدقه وكنت قلت عليه مجنون 
عاليا .. هههه مجنون كمان 
عمر .. يعنى انتى شايفة اللى بيحصل ده طبيعى !! .. 
انعقد لسانها تنظر له بحيرة وشرود لا تعرف بما تجيبه
هى تدرك جيدا ان ما حدث للتو ماهو الا صدفة صنعها القدر كى يجمعهم سويا .. ولكنها تخشى ان تستسلم لتلك الفكرة فتصدم مرة ثانية .. قاطع افكارها تلك صوت منى وهى تأتى بصينية ممتلئة بالكعك والمشروبات الساخنة
منى .. اتفضل يا حبيبى الف هنا .. يارب تعجبك 
عمر .. تسلم ايدك اكيد طبعا هتعجبنى 
عاليا .. شكرا يا خالتو 
ثم جلست معهم وظلو يتسامرون حتى اتى فادى هاتفا من خلفهم قائلا 
فادى باندهاش .. ايه ده بشمهندس عمر بجلالة قدره عندنا .. ده انا قلبى هيقف من الفرحة والله 
عمر .. اه شوفت واعد ملطوع بقالى ساعة اهو مستنى سيادتك 
فادى .. والله يا فندم لو اعرف انك جاى مكنتش روحت الدرس اصلا .. ده يوم تاريخى سعادتك 
عمر موجها حديثه لعاليا  .. هههه شوفتى مش قولتلك 
عاليا لفادى .. عد الجمايل بأة انا اللى جبتهولك
فادى .. ايه ده انتو تعرفو بعض ؟! 
عمر .. عاليا زميلتى فى الدفعة .. وكمان معايا فى مشروع التخرج يعنى نعرف بعض كويس 
فادى .. ايه يا جدعان المفاجأت اللى نازلة عليا انهاردة دى 
عمر بضحكة .. ومين سمعك .. المهم كفاية رغى وروح هات حاجتك عشان نبدأ مذاكرة 
فادى .. وكمان هتذاكرلى هنا .. هيا الدنيا جرى فيها ايه يا جدعان ده هما ساعتين اللى غيبتهم .
عمر بسره .. دول اسعد ساعتين فى حياتى 
فادى .. بتقول ايه ؟
عمر .. مبقولش .. وروح يلا هات الكتب متضيعش وقت 
فادى .. لا اضيع ايه ده انا ما صدقت .. حمامة 

بعد انصراف فادى 
منى .. والله مش عارفة اشكرك ازاى يا عمر على تعبك معاه .. ده مبيفهمش الرياضة غير منك رغم الدرس اللى بياخده بيبقى محتاجك معاه برضو
عمر .. ده اخويا الصغير يا طنط ربنا يوفقه بس ويجيب مجموع كبير ويفرحنا كلنا
فادى لاهثا .. انا جيت اهو .. يلا بينا 
منى .. طيب نسيبكم انتو تذاكرو ونروح نحضر الغداء على ما تخلصو .. يلا بينا يا عاليا 
.....
بعد التقاطهم للصور التذكارية واثناء تناولهم الطعام سويا 
ماهيتاب .. ميرسى اوى يا شادى على الخروجة الجميلة دى .. فعلا استمتعت جدا 
شادى .. وانا مش عايز غير اشوف الابتسامة دى على وشك دايما .. مستعد اعمل اى حاجة بس عشان اشوف السعادة اللى فى عنيكى دى علطول 
ماهيتاب .. ربنا يخليك ليا .. مش هتقولى باة ايه مناسبة الخروجة دى 
شادى .. ههههه لسة فاكرة 
ماهيتاب .. بصراحة الفضول هيقتلنى 
شادى مقبلا يدها .. بعد الشر عليكى يا حبيبى .. طيب يا ستى المناسبة انى خلاص سلمت كل شغلى فى الكلية وقدمت استقالتى نهائى .. هركز شوية فى رسالة الماجستير لحد ما بابا يرجع من السفر وابدأ شغل معاه 
حاسس براحة نفسية رهيبة والفضل ليكى بعد ربنا طبعا
ماهيتاب .. معقول خلاص .. يعنى مش رايح الكلية تانى ؟
شادى .. لا طبعا هروح اول شهر كدة فى الدراسة اتابع مع المعيد الجديد وابلغ الطلبة بتوعى انى همشى .. لازم اودعهم دول عشرة ٤ سنين وغاليين عندى 
شعرت ماهيتاب بالغيرة الشديدة عند ذكره لطلبته وتذكرت طالبته الفتاة التى كان يحبها وتحدث عنها سابقا ظنا منها انه يقصدها بكلامه حيث ما زالت تعنى له .. ويريد ان يودعها بصفة خاصة 
لذا تغيرت ملامح وجهها من السعادة للعبوس وتوقفت عن تناول طعامها شاردة بحزن
شادى باستغراب .. ايه مالك سرحانة فى ايه ومبتكليش 
ماهيتاب بحدة .. شبعت 
شادى .. شبعتى ايه اكلك زى ما هو 
ماهيتاب بحزن .. ممكن نمشى 
شادى .. مالك يا ماهى ايه اللى ضايقك فجأة كدة .. انا قلت حاجة زعلتك ؟!
ماهيتاب .. لا مفيش .. تعبانة شوية .. وعايزة امشى 
لاحظ شادى تغيرها المفاجئ ويبدو انه تفوه بما ضايقها 
لم يتحمل حزنها هذا وعبوس وجهها فأمسك بيدها بحنان قائلا 
شادى .. من امتى واحنا بنخبى على بعض حاجة .. مش اتفقنا من اول لحظة نكون اصحاب وصرحاء مع بعض مهما حصل .. ومنخبيش عن بعض حاجة 
ماهيتاب بضعف .. وهو انا عارفة اخبى عنك حاجة !! ما انت كاشفنى اهو 
شادى .. طيب قوليلى ايه اللى زعلك فجأة كدة؟
ماهيتاب .. مش قادرة اتكلم 
شادى بحنان .. وانا برضو مش هقدر اسيب حبيبى زعلان وعنيه دبلانة كدة .. انا عايزك علطول فرحانة والضحكة متفارقكيش 
التمعت دمعة بعيونها رغما عنها ابية ان تترقرق على وجنتها قائلة .. ليه !! ليه عايزنى علطول فرحانة ؟!
شادى باندهاش  .. انتى بتسألى بجد يا ماهى ! .. اكيد طبعا عشان بحبك وزعلك بيخنقنى انا كمان .. معقول لسة عندك شك !
ماهى وقد ترقرقت دمعتها رغما عنها قائلة بألم .. امال .. امال البنت اللى فى الكلية .. اللى عايز تروح مخصوص عشان تشوفها دى ايه ؟!
شادى باندهاش اكبر وهو يقطب حاجبيه .. بنت !! اى بنت ؟! ثم ادرك مقصدها فذهل كثيرا من تفكيرها قائلا بانفعال لم يستطع السيطرة عليه .. انتى بتقولى ايه .. هو انتى متخيلة انى لسة بحبها !! معقول شايفانى بالحقارة دى ارتبط بيكى واخطبك وانا فى قلبى واحدة تانية !! معقول دى نظرتك ليا يا ماهى ؟!
ماهيتاب بضعف .. انا مقصدش .. انا قصدى تكون لسة منستهاش .. بس عايز تودعها يعنى 
شادى .. اودع مين ! انتى بتقولى ايه ؟! انتى مدركة كلامك ده معناه ايه .. معناه انى واحد خاين بحب واحدة وانا خاطب واحدة تانية .. ازاى قدرتى تفكرى فيا كدة ازاى !
ماهيتاب بالم .. مش انت اللى قلت .. قلت طلبتى  غا.....
قاطعها بقسوة قائلا .. قلت الطلبة بتوعى غاليين عندى .. والبنت دى مجتش فى دماغى للحظة وانا بتكلم .. وانا معقول هتكلم بالبجاحة دى .. وانا قاصد اتكلم عليها قدامك 
انتى شايفانى بالبشاعة دى !!
ماهيتاب ببكاء .. يا شادى انت اللى اتكلمت وقلت ....
شادى بحدة .. اسمعينى كويس يا ماهى .. انا لو كان عندى ذرة شك ان لسة فيه حاجة من ناحيتى ليها عمرى ما كنت جيتلك ولا اتقدمتلك .. انا مصارحتكيش بحبى الا لما اتأكدت انها مبقتش تعنيلى اى شئ .. افهمى كويس ان انا  راجل واستحالة العب ببنات الناس بالطريقة دى 
ولو نيتى وحشة كدة مكنتش حكيتلك عليها وصارحتك من الاول .. لكن انا مرتبطتش بيكى ولا حكيتلك الا لما اتأكدت انها مبقتش تهمنى وانتهت بالنسبة لى 
ثم اكمل بعدم تصديق .. ازاى تفكرى فيا كدة .. ازاى  معندكيش اى ثقة فيا بالطريقة دى .. ولا ثقة فى حبى ليكى بعد كل ده .. ازاى انا هتجنن
شعرت ماهيتاب بأنها قد اخطأت خطأ كبير بحق شادى .. فمعه كل الحق كيف لها ان تفكر به بتلك الطريقة .. اين ثقتها به وبوعوده وكلامه .. شعرت انها افسدت كل شئ بينهم بلحظة حماقة .. فقالت بحزن 
ماهيتاب بدموع .. انا مقصدتش .. بس لما افتكرتها غصب عنى اتضايقت .. فكرة انها غالية عندك وعايز تودعها موتتنى من جوايا 
شادى وقد اضعفته دموعها فقال مطمئنا اياها .. مين دى اللى غالية عندى .. قسما بالله ما جت فى بالى اصلا 
انا بتكلم عن الطلبة بصفة عامة .. هو يعنى مفيش غيرها فى الكلية !!
ماهيتاب .. حقك عليا .. انا اتضايقت غصب عنى .. ثم انهارت بالبكاء قائلة .. يا شادى انا مش هستحمل تبعد عنى .. كل ما افكر مجرد تفكير بس انى  ممكن اخسرك بموت بجد 
رق شادى لبكائها واشفق على حالتها تلك .. فضم يديها بحنان مهدئا اياها قائلا بصدق 
شادى .. انا معرفتش الحب غير معاكى يا ماهى .. اى حاجة قبلك مكنتش حب .. ممكن نقول اعجاب انجذاب .. انما حب وقلبين مربوطين ببعض محصلتش غير معاكى 
صدقينى لا هيا ولا اى واحدة غيرها قدرو يحتلو قلبى ويسيطرو عليه زيك .. انتى بس الحقيقة اللى فى حياتى صدقينى وثقى فيا 
ثم اخذ يجفف دموعها برفق قائلا 
وبعدين انا عمرى ما هبعد عنك .. طمنى قلبك انا كمان لو بعدت عنك اضيع .. مقدرش اخسرك مهما حصل 
ماهيتاب .. والله بثق فيك جدا ومقصدتش اللى فهمته .. معقول انا هشوفك خاين !! انا بس فكرت ان ممكن تكون غصب عنك عايز تشوفها او عندك رغبة تودعها بنفسك .. وده ضايقنى وجرح قلبى 
شادى .. والله العظيم ولا فارقالى اصلا .. ده كان وهم وانتى اللى فوقتينى منه .. انتى اللى نورتيلى طريقى معقول هرجع اروح للوهم تانى برجلى !! 
ماهيتاب .. طيب انا اسفة .. حقك عليا متزعلش منى .. والله انا مقصدتش اهينك ولا اجرحك .. وعشان كدة مكنتش عايزة افتح الموضوع وكنت هسيب نفسى اهدأ لوحدى .. انت اللى صممت اتكلم واطلع اللى جوايا 
شادى .. ومش ندمان على فكرة .. عشان عايز يبقى بيننا دايما صراحة ووضوح ومنخبيش اى حاجة فى قلبنا .
ماهيتاب .. يعنى خلاص مش زعلان ؟!
شادى .. لا زعلان .. وزعلان اوى كمان .. كنت فاكر عندك ثقة فيا وواثقة فى حبى ليكى اكتر من كدة 
ماهيتاب .. خلاص باة سماح المرة دى واوعدك مش هزعلك تانى 
شادى .. ماشي .. هعديها بمزاجى عشان اول مرة بس .. لكن لو حسيت تانى للحظة انك مش بتثقى فيا او ان صورتى فى عنيكى مش كويسة ..صدقينى مش هتعدى وهيبقى فيه كلام تانى ساعتها 
ماهيتاب .. اخر مرة وعد 
شادى بحدة .. هنشوف يا ماهى .. هنشوف 
...
يارب يكون البارت عجبكم وفى انتظار تعليقاتكم وتوقعاتكم .. وتفاعلكم مع الاحداث 😉
دمتم بالف خير ❤️

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent