رواية جعفر البلطجي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

  رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الفصل الثالث عشر 13

 أبتسم جعفر ونظر لبيلا النائمه بأحضانه وطبع قُبلة على رأسها ونظر أمامه من جديد وقال بنبره حاده متوعده:أستعد للعياط عشان الليلة دي مش هعديها على خير … ومتهربش عشان الحفلة هتعجبك أوي

أغلق بوجهه دون سماع الردّ وعلى شفتيه أبتسامه متوعده ، عاد جعفر ينظر لها وهو يتوعد بشدة لفارس

على الجهه الأخرى

نظر فارس للهاتف وهو يبتلع تلك الغصه وشعر بالتوتر وهو لا يعلم على ماذا ينوي جعفر ولكنه سيواجهه مهما حدث وينتقم منه

في منزل كيڤن

نزل جعفر على الدرج واقترب من سراج وقال:عايزك في طالعه

نظر لهُ سراج قليلًا قبل أن يقول:في حاجه حصلت ولا ايه

حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:فارس أتصل بيا وبيهددني بخصوص اللي حصل

اعتدل سراج بوقفته ونظر لهُ بأهتمام وقال:وانتَ قولتله ايه

جعفر بهدوء:هقابله … ومش أي مقابله … لازم استضيف ضيفي ضيافه حلوه ولا ايه

أنهى حديثه وهو يخطف من يده كوب العصير وأرتشفه مره واحده ، عقد يديه على الطاولة أمامه ونظر لهُ وقال:من كلامك أفهم أنك هتعمل ليلة من لياليك الحلوة … زي ليالي أم كلثوم كدا

ضحك جعفر بخفه وأستند بذراعيه على الطاولة ونظر لسراج المبتسم وقال بأبتسامه:الليلة دي بالذات … هتبقى برقبة سلسلة ألف ليلة وليلة بطلها فارس العجوز وشركاءه .. شوفلي مقدمة حلوة أحطها للملحمة دي

نظر سراج حوله وهو يقول بتفكير:مقدمة حلوة … لا خساره فيهم تتعب دماغك عشانهم أحنا ناس مش بتاعت مقدمات أحنا بندخل في الجد على طول

جعفر بأبتسامه:عندك حق … بس انا ناوي أبدأها بمقدمة فريدة من نوعها

شرد سراج للحظات قبل أن يقول:مش جاي لوحده خلي بالك

نظر لهُ وأبتسم أبتسامه واسعه وقال:وات إيفر

نظر لهُ سراج بذهول وقال:ايه يا مان ما انتَ جامد أهو ووات إيفر ايه محبكها ليه كدا

جعفر بأبتسامه:لقطتها وبيلا عرفتني معناها

سراج بأبتسامه وحماس:قولي بقى ناوي على ايه

نظر لهُ جعفر بأبتسامه شيطانية وقال:مفاجئة

سراج بأبتسامه:تبًا لمفاجئاتك عزيزي

زفر جعفر بعمق ونظر حوله وقال:أومال فين الباقي

سراج:سميث وكاثرين برا كالعادة والأستاذ كيڤن ومراته فوق وإيميلي هتلاقيها هنا في أي لحظة كالعادة وكين مع نفسه

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر للخارج فقال سراج:أتطمنت على بيلا

حرك رأسه برفق وهو يقول:اه الحمد لله نايمه فوق

سراج بأبتسامه:اكيد شرشحت لسميحة

أبتسم جعفر وقال:سميحة بقت عبارة عن سوابق … بيلا متوصتش من ناحيتها

ضحك سراج وقال:تخيلت شكلها … إن جيت للحق … هي صعبانه عليا

جعفر بهدوء:ومين سمعك … اللي بتمر فيه برضوا مش قليل .. حقها

زفر جعفر ونظر للخارج بشرود وقال:تعرف يا سراج … انا من ساعه ما جيت على الدنيا وانا مشوفتش يوم حلو فيها … بكلمك بأمانة مش أڤوره مني … اللي مريت بيه مكانش قليل … شوفت كتير أوي واتحرمت من أبسط حقوقي … انا كنت دايمًا شخص وحش غير مرغوب فيه من الكل … مقابلتي ليكوا كانت صدفه وعمرها ما هتتنسي … حسيت أن الدنيا بدأت تضحكلي من جديد وقربت افرح … ييجي مرض أمي يدمر كل حاجه من جديد … وارجع لنقطه الصفر من جديد … كبرت وخدت علي الشارع وزي ما بيقولوا بقيت تربية شوارع مش تربية جميلة بس محدش بصلها من جهه تانيه وقال ليه هو بقى كدا أكيد في سبب … محدش حس بيا صدقني ولا حاول يغيرني … لحد ما قابلتها وشوفتها أول مرة … كانت عادية خالص لا هي ملكة جمال ولا هي وحشه جمالها كان عادي … بس فيها حاجه شدتني … قولت جرب مش هتخسر حاجه يا جعفر دي البت اللي حبيتها من أول مرة بس في نفس الوقت يا سراج كنت خايف وجوايا شعور محيرني وصوت تحذير … مكنتش عارف أعمل ايه بس مش هخسر حاجه وموقف بيجر التاني وعدم تقبلي مستمر وغير مرغوب فيا لحد ما أقتنعت فعلًا أن انا شخصية متتحبش

تحدث سراج بهدوء وهو يقول:متقولش كدا يا جعفر كفاية رجولتك وجدعنتك مع الكل ودي شهادة من الكل انتَ جدع وشهم ومفيش منك صدقني ودي ميزة حلوه أوي ويمكن دي اللي خلت بيلا تبتدي تحبك وتقرب منك أنك شديد وشخصية أي بنت تتمناها … ساعات يا صاحبي الإنسان بيكون مليان عيوب ومعندهوش غير ميزه واحده بس كفيلة تغطي عيوبه كلها … والعكس … انتَ محطوط تحت أختبارات لازم تنجح فيها بأي تمن المهم أنك تنجح وانا مش هسيبك لحظه واحده مهما حصل انتَ اخويا يا جعفر اللي مجابتهوش امي يا جدع … المهم دلوقتي تنسى كل دا وتركز في اللي جاي وتركز في مراتك وتخلي بالك منها إبن الجزم دا مش هيهدي صدقني

أبتسم جعفر بخفه وضحك سراج بخفه وربت على يده وقال بأبتسامه:أضحك يا عم محدش واخد منها حاجه وسيبها على ربنا … المهم دلوقتي مستعد تقابل كرومبو دا ولا ايه دنيتك

حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:اه طبعًا … هو مش بيقولي لو راجل واجهني اشطا انا هوريه ليله حلوه بس كدا غالي والطلب رخيص

أبتسم سراج وقال:شكلك هتعملها حفلة فعلًا على كدا أجي بقى

جعفر بأبتسامه:دا برضاك أو غصب عنك على فكرة يعني في كلتا الحالتين هتيجي يعني هتيجي

سراج بأبتسامه:ولو رفضت

نظر لهُ جعفر وقال:بلاش عشان متزعلش

ضحك سراج بخفه وخرجا من المنزل وهو يقول بأبتسامه:قاسي يا جعفر طول عمرك

جعفر بأبتسامه:مع ناس معينة بس خلي بالك

سراج بمرح:اموت في صراحتك

ذهبا وهما يتحدثان ويضحكان من الحين للأخر

في الحارة

كان أكرم واقفًا وهو يُراقب غزالة وهادي وخلفه منصف ولؤي الذي قال:هما دول اللي قالبين الدنيا على جعفر

أكرم بهدوء:هما بعينهم

منصف:وناوي تعمل ايه معاهم

أكرم:هناخدهم زي ما جعفر كان عاوز

لؤي:حاسس أنه أتسرع

أكرم:لا طبعًا نمسكهم أحنا بدل ما يمسكونا هما ونتبهدل يا عالم مين وراهم

منصف:نتحرك ؟!

لحظات من الصمت قطعها أكرم وهو يقول:أتحركوا

تحركوا ثلاثتهم كي يقوما بإمساك غزالة وهادي وإلقاءهما بالمخزن

في مكان آخر

كانت مها نائمة بهدوء والغرفه يملئها الظلام الدامس ، لحظات وفُتح الباب ودلفت جميلة وهي تسير على قدميها وتُمسك بوسادة بيدها وتنظر لمها النائمة بعمق لا تعي لشئ ، وقفت بجانب الفراش ونظرت قليلًا لها ومن ثم وضعت الوسادة على وجهها وهي تقوم بخنقها ، بينما أستفاقت مها بفزع وبدء صوتها المختنق يطلب الأستغاثه في محاولة فاشله منها وهي تُخاول إبعادها عنها وهي تتحرك بعشوائية وتصرخ بصوتٍ مكتوم ، تملصت مها منها دفعتها بقدمها بعيدًا وهي تشهق بقوه وكأنها كانت في أعماق البحار لا نجاة من أذمتها وقد حُسب الأمر ، نظرت لها ونهضت سريعًا وخرجت خارج الغرفة وفتحت باب المنزل بخوف شديد وركضت مبتعدة وهي تنظر خلفها وترى جميلة تلحق بها وهي تركض خلفها ، سقطت دموعها بخوف وهي تركض بالشوارع المظلمه وتنظر خلفها بخوف شديد

في مكان آخر

فُتح باب المخزن الذي أصدر صوت صرير هادئ ولكنه مزعج بنفس الوقت ، دلف جعفر بهيبته وشموخه المعتاد واقترب من فارس ورجاله الذي يعلم بأنه لا يستطيع أتخاذ خطوه بدونهم ووقف أمامه وهو يعقد يديه أمام صدره وينظر لهُ بابتسامه بارده بينما نظر لهُ فارس نظره ذات معنى ، نظره تحمل الشر والحقد والتوعد الشديد ، أقترب سراج بهدوء تحت هذا الظلام ونظروا هم لهُ وكلما أقترب أتضحت الرؤية وظهر وجهه بوضوح شديد أمام أعينهم ، وقف بجانب جعفر الذي كان واقفًا وينظر لفارس الذي أبتسم بتهكم وقال:جاي مع سراج بس ولا العكس

لم يجيبه جعفر وظل ينظر لهُ للحظات ، خمس دقائق قد فاتوا على جملة فارس دون أن يُعلق عليها جعفر الذي أخذ نفسًا عميقًا وزفره بهدوء وهو يتحدث قائلًا بهدوء:قولتلك بلاش رجاله يا فارس


أبتسم فارس وهو يقول:ودا ميوحيش بحاجه ولا البعيد كمان مبيفهمش

نظر جعفر للأرض قليلًا ثم تحدث من جديد وهو يحتفظ بهدوءه قائلًا:بلاش تخبط في الكلام عشان انا عصبي وغبي دا أولًا … ثانيًا انا طالما أديتك كلمه تنفذها وتاخدها ثقه … بس كالعادة مخوني .. تالت حاجه انا كنت عارف أنك هتخوني وتجيب رجالتك معاك

قام بطرقعه أصبعيه ورأى فارس رجال جعفر يتقدمون ويقفون خلفه وهم ينظرون لهُ فنقل فارس نظره لجعفر بحقد الذي كان ينظر لهُ بأبتسامه واسعه وهو يقول:ايه يا فاروسه ظهر عليك غضب ربنا فجأه ليه

ضرب بخفه على جبينه وهو يظهر عليه معالم الدهشه والتي تحولت إلى عده ضحكات متتالية وهو يقول:نسيت أني غدار … وهغدر بيك في أي وقت … فحبيت تأمن نفسك مش كدا … بس في كل الأحوال دا مش هيمنعنا من أننا هنتناقش بكل هدوء .. من رئيس عصابة مجرم لرئيس عصابه أجرم منه لا رجالتك تدخل ولا رجالتي تدخل وعشان أكون صادق معاك انا هديهم أشاره بعدم التدخل مهما حصل بيني وبينك

نظر لهم جعفر وفهموا هم نظرته وتراجعوا خطوه للخلف بينما نظر لفارس من جديد الذي نظر لهُ للحظات ثم نظر لرجاله وقال:محدش يتدخل

تراجعوا خطوه للخلف ونظر فارس لهُ من جديد وهو يقول:أديني أديتهم أمر بعدم التحرك كدا نلتزم بأتفاقنا للأخر

جعفر:أكيد وانتَ عارفني كويس

أبتسم فارس وهو يقول بسخريه:طبعًا عارفك يا جعفر مش جديد عليا

تقدم جعفر خطوه للأمام ووقف وهو ينظر لهُ قائلًا:نتكلم بقى

تقدم فارس أيضًا خطوه ووقف أمام جعفر الذي نظر لهُ بأبتسامه وقال:حلو أوي نتكلم من راجل لست

فارس بحده:قولت ايه

جعفر بأبتسامه وتذكر:من راجل لراجل يا فارس معلش أصل انا ومراتي حبيبتي بنتناقش كدا فأيه يعني لما أقولهالك دون قصد مش نهاية الدنيا

نظر لهُ فارس نظره حاده تحمل التوعد فأسطرد جعفر حديثه وهو يقول:نتكلم جد بقى … يا شيخ فارس

نظر لهُ فارس نظره شك بينما أكمل جعفر وقال:يرضيك يا راجل يا كُباره يالي رايح جاي تقطم فيا وتقول قال الله وقال الرسول تبقى شيخ رايح جاي على المسجد وفي نفس الوقت من ورانا كدا يعني ينفع .. انا مش هحاسبك لأن ربنا هو اللي هيحاسبك فانا مليش دخل بس متجيش تبقى انتَ كدا وتيجي تنصحني بالصح تيجي أزاي دي … انتَ طالما كدا من ورا الكل فأكيد انتَ هتتجوز وكدا يعني بس ليا تعليق صغير على حاجه كدا … أن انا لما أجي أتجوز بنتك انتَ ملكش دعوه خالص

رأي تعابير وجهه تبدلت فتحدث جعفر قبل أن يتحدث هو وقال:قبل ما تجعر وتصدعني … حابب أعرفك حاجه كدا صغنونه … بيلا مراتي دلوقتي … يعني هتغلط فيها كأنك غلطت فيا انا وعشان تعرف انا مقبلش عليها كلمه متعجبنيش أو أحس أنها من ضمن تخبيطات الكلام … بيلا أتهجمت على سميحة دا اللي واجعك أوي وايه يعني مراتي حبيبتي أضايقت منها ومراتك عنيها عليا وبتتلزق فيا فمراتي حبيبتي بتغير عليا فحبت تأدبها يعني تأديب حريم مع بعضهم وخلي بالك انا شجعتها على دا عشان مكدبش عليك انا بموت في الصراحه وانا في نفس الوقت مدخلتش سبتهم مع بعض براحتهم خالص وانتَ لو كنت موجود ساعتها كنت أتدخلت وبعدت بيلا عن حبيبت القلب ليه عشان انتَ حُرمة زيهم لكن لو انتَ واثق في مراتك مش هتدخل فبترجع في الآخر برضوا لثقتك في مراتك ثم أن انا مستحقرك أوي بصراحه … بس على العموم يا برنس انا مراتي مش غلطانه ومراتك الحرباية تستاهل أكتر من كدا ولو معترض وريني عرض كتافك

أنهى حديثه وهو يضرب بخفه على ذراع فارس الذي أمسك بيده فجأه وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى ، نظره تملئها الغضب والتوعد فنظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يمُدّ يده هو الآخر ويُمسك بيده ويُبعدها عن قبضته وهو مازال يُمسك بيده فضغط جعفر على قبضته بينما أنكمشت معالم وجه فارس قليلًا وهو ينظر لهُ فقال جعفر بصوتٍ يُشبه فحيح الأفعى:أي حركه غدر كدا أو كدا منك هيكون قصادها ردّ فعل مني وحش أوي

ترك جعفر يده ونظر لهُ للحظات قبل أن يدفعه بعيدًا عنه وهو ينظر لهُ بأستحقار ومن ثم نظر ليديه وأخرج منديلًا معطرًا من جيبه ومسح يديه وهو يقول ببرود عندما شعر بنظرات فارس لهُ:أصل انا نسيت أقولك ميزة فيا … أن انا نضيف وبقرف أوسخ أيدي في ناس شبهك بس أنتوا عليكوا حركات بتخلي الواحد يعني يخرج عن شعوره ويعمل حاجات هو رافض يعملها … بس على كُلٍ … حابب تضيف حاجه يا مهزق ولا معندكش كلام تقوله وقبل ما لسانك يفلت وتعبط في الكلام حابب أقولك حاجه انتَ متعرفهاش لحد دلوقتي وانا متأكد أنك مسافه ما هتسمعها هتجيلك جلطة في ساعتها

نظر لهُ بطرف عينه وعلى ثغره أبتسامه جانبيه فتحدث فارس بترقب وهو ينظر لهُ قائلًا:حاجه ايه دي

اتسعت أبتسامه جعفر وقال:أو بلاش أعرفك دلوقتي .. خليها وقت يكون مولع عن دا أكتر عشان أشوفها والعة من كله وانتَ بتولع معاهم

أعطاه جعفر ظهره وهو يقول:دا كان مجرد تمهيد مش أكتر يا فارس … لو العركة بدأت هتخسرها انتَ ورجالتك … بلاش تنكش فيا عشان لما هصحى … مش هعرف أنام تاني

خرج جعفر ولكن لحق بهِ فارس وأوقفه بحديثه قائلًا:على فين يا بلطجي كلامنا لسه مخلصش

تحدث جعفر بنبره بارده وهو يُعطيه ظهره قائلًا:كلامي خلص ومعنديش حاجه أقولها تاني … مات الكلام يا فارس

أقترب منه فارس حتي أوقفه وهو يجذبه من قميصه وقال بغضب شديد:انا بكلمك يعني تقف عدل احسنلك

ضحك جعفر بخفه وهو يسخر منه وهو يقول:والله وبقى للجاموس صوت … مات الكلام يا فارس وأسكت عشان مزعلكش وانا مش عاوز أوصل للمرحله دي دلوقتي تمام

كان سيذهب ولكن أوقفه حديث فارس مره أخرى وهو يقول:وانا لسه مخلصتش يا جعفر ولما الكبار يتكلموا تقف تسمع يا محترم

تركه جعفر وذهب وهو يبتسم بخفه ولكن سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال أخرج هاتفه ورأى مها تهاتفه وبهذا الوقت المتأخر ، عقد حاجبيه متعجبًا وأجابها قائلًا:أيوه يا مها غريبة تتصلي بيا في الوقت المتأخر دا

تحدثت مها بصوتٍ باكِ وهي تلهث قائله:جعفر ألحقني عشان خاطري

شعر جعفر بالقلق عليها وقال:في ايه يا مها مالك في ايه انتِ كويسه

مها:انا في الشارع ومش عارفة هروح فين انا تعبانة أوي ومحتاجاك أوي يا جعفر

تحرك جعفر وخرج من المكان وهو يقول بجديه:انتِ فين في التوقيت دا

نظرت مها حولها وهي تقول:هبعتلك المكان دلوقتي عشان خاطري تعالى بسرعه انا في الشارع لوحدي

تحدث جعفر وهو يتحرك بالسيارة الخاصه بسراج قائلًا:طيب انا جايلك حالًا

أغلق معها وتحدث سراج وهو ينظر لهُ قائلًا:في ايه يا جعفر مها كويسه

تحدث جعفر وهو ينظر للطريق قائلًا:معرفش بس اكيد في حاجه كبيره لأنها في الشارع دلوقتي وصوتها معيط

عقد سراج حاجبيه ونظر للطريق وهو يقول بتعجب:في حاجه … وصوتها معيط …. وفي الشارع

نظر للهاتف وهو يرى الساعه تدق الثانية عشر وقال:ودلوقتي … انتَ عارف الساعه كام دلوقتي أحنا في نص الليل

جعفر:ربنا يستر وميكونش اللي في دماغي صح

سراج بعدم فهم:ايه اللي في دماغك بالظبط مش فاهمك

تحدث جعفر وهو ينظر للطريق قائلًا:لا متاخدش في بالك مفيش حاجه

صمت سراج ونظر للطريق مره أخرى فعلم بأن الموضوع خاص لذلك تجنب الحديث فيه معه وصمت هو أحترامًا لهُ

في مكان آخر

كانت غزالة جالسه وبجانبها هادي وهما يستندان على هذا العمود الخشبي ويلتف حولها حبل متين وقطعه القماش موضوعه على أعينهما

تألمت غزالة وهي تقول:اه يا راسي اه … راسي بتدق زي الطبول

تألم هادي وهو يقول:راسي عامله زي القنبلة اللي قربت تنفجر

غزالة:هو احنا فين ومين اللي جابنا هنا

تحدث لؤي وهو يقف أمامهما وعلى يمينه أكرم وعلى يساره منصف وقال:أحنا

عقدا حاجبيهما وقالت غزالة:ايه دا مين انتَ

لؤي:يخصك في حاجه … هتطلعيلي بطاقه ولا ايه

ضحكت غزالة وقالت ساخرة:دمك خفيف … انا بتكلم بجد

لؤي:انا اللي هسألكوا أنتوا مين

غزالة:ايه دا هو مين فينا الخاطف

هادي:انتَ عايز ايه مننا أحنا منعرفكش

لؤي بأبتسامه:صحيح أنتوا متعرفونيش … بس انا عارفكوا أو بمعنى أصح أحنا عارفينكوا

غزالة بتعجب:أحنا .. ليه أنتوا كام واحد بالظبط !

منصف بأبتسامه:تلاته

غزالة بأبتسامه بلهاء وسعادة:الله صوتك حلو أوي انتَ أسمك ايه

نظروا لبعضهم وأشار أكرم بأنها بالكاد مجنونه فنظر منصف لها بعدما سمعها تقول بأبتسامه:استنى هخمن انا … رؤوف أو مهند صوتك شبه مهند الممثل التركي دا تعرفه صوتك شبه صوته أوي أسمك مهند وأكيد بقى أشقر وعيون زرقاء وأبيض منور كدا وعضلات

منصف:انتِ شكلك عايشه في عالم الروايات والمسلسلات العبيطة تخيلك أوڤر

اختفت أبتسامتها وقالت:ايه دا انتَ مش زي ما قولت

منصف:لا انا مش كدا خالص

غزالة:بجد … طب ما تخلينا حبايب وشيل القماشه اللي على عيني دي عشان أشوفك وناخد وندي مع بعض بدل جو التنشنة دا

نظر منصف لهم بقلة حيلة وأقترب منها ونزع قطعة القماشه عن عينيها وابتعد بينما فتحت عينيها واغلقتها عدّه مرات قبل أن تنظر لهُ وتُصدم مما هي تراه حتى أنها فتحت فمها ببلاهة وهي تنظر لهُ بذهول ، بينما وقف هو مكانه وهو ينظر لها وقال:أرتاحتي كدا

غزالة بذهول:دا بجد … خالفت كل توقعاتي

أبتسم بجانبيه حتى ظهرت غمازته فقالت غزالة بهيام:وكمان عندك غمازه الله

أشار أكرم للذي يجلس بجانبها وقال:في لطع قاعد جنبك لو ناسيه

تحدثت غزالة بعدم أهتمام وهي تنظر لمنصف قائله بأبتسامه:مش مهم دلوقتي قولي بقى أسمك ايه يا حليوه

منصف:هو أحنا جايين نتعرف انتِ مخطوفه

غزالة بأبتسامه وهيام:مش مشكله المهم هتعمل زي أبطال المسلسلات والروايات اللي بيخطفوا ويعذبوا البطلة وهي تحبه وبعد كدا يحصل مشاكل تفصلهم عن بعض وبعدها يكتشف أنها بتضيع منه ويدور عليها بس يكون فات الأوان بقى وتتخطف وينقذها ويموت الأشرار كلهم لوحده وهي تكون وحشته بقى وتقوله إنها بتحبه من أول مره شافته فيها وهو طلع عينها وبهدلها ويحس ساعتها بالندم بعد ما مرمطها وهانها ويعتذرلها ويقولها إنه كان بيحبها برضوا بس مرضاش يقول ويعيشوا في تبات ونبات بعدها صح

كانوا ينظرون لها بذهول وعدم أستيعاب ، نظر أكرم للؤي الذي نظر لهُ وتحدث منصف بتقزز وهو يقول:لا طبعًا ايه القرف دا انتِ دماغك مسحوله للدرجادي دا عبط يا ماما مش قصه حب روميو وچوليت

غزالة بأبتسامه:صدقني حلوه أوي جربها ومش هتندم وهتدعيلي

نظر لها بذهول ورمش بعينيه عدة مرات ثم قال:بقولك ايه أسكتي خالص

غزالة بأبتسامه:مقولتليش بقى أسمك ايه

زفر منصف وقال:أسمي زفت منصف

غزالة بسعادة:بجد الله حلو أوي ولايق عليك جدًا انتَ قمور أوي وملامحك رجولية .. ملامح راجل مصري أصيل .. بقولك ايه تتجوزني

مسح منصف على خصلاته بنفاذ صبر وقال:بقولك ايه متجننيش معاكي واسكتي شويه

غزالة بحزن مصطنع:أخس عليك يا منصف كدا تزعق لحبيبتك وتزعلها بالشكل دا انا زعلانه منك

نظر لهما منصف وقال بنفاذ صبر:انا برا لحد ما تخلصوا عشان ضغطي عليّ ومش قادر

تركهم منصف وخرج ونظرت لهُ غزالة وقالت بصوتٍ عالِ قليلًا:منصف أحنا لسه مخلصناش كلامنا أخس عليك

نظرا لها بينما زفرت هي ونظرت لهما ولكنها نظرت للؤي مطولًا ثم قالت بأبتسامه:خلاص منصف زعل انتَ شكلك زيه بس بالك طويل … ها اسمك ايه يا قمر

أقترب منها لؤي حتى وقف أمامها ونظر لها وقال بأبتسامه:عايزه نتعرف مش كدا

حركت رأسها ببلاهة وهي تنظر لهُ بأبتسامه فأبتسم وهو ينظر لها قائلًا:أكيد

ما إن أنهى حديثه حتى أخرج المخدر وقام بالرش أمام وجهها جعلها تفقد الوعي سريعًا وفعل المثل مع هادي الذي فقد الوعي أيضًا ونظر لهما بقرف وقال:جتكوا القرف فيكوا … ولية رغاية

تركوهما وذهبوا بعدما أغلقوا الباب خلفهم جيدًا وذهبوا

على الجهه الأخرى

كانت مها جالسة على الرصيف وتضم نفسها وتنظر أمامها بشرود ، صف جعفر السيارة وترجل منها ومعه سراج واقترب من مها وهو يقول:مها

أستفاقت مها من شرودها ونظرت لهُ ووقفت سريعًا وأقتربت منه وعانقته بقوه وهي تلف يدها حول عنقه بينما بادلها هو عناقها وهو يُربت على ظهرها بحنان وشعر بها وهي تبكي بصوتٍ مكتوم فتحدث هو بقلق وقال:في ايه يا مها ايه اللي مقعدك كدا في نص الليل وازاي خرجتي من البيت في ايه

نظرت لهُ مها وهي تبكي قائله:انا مش عايزه أرجع البيت يا جعفر خدني معاك لو بتحبني

مسح دموعها بأطراف أصابعه وهو يقول:ايه اللي حصل طيب فهميني

بكت مها من جديد فسمع سراج يقول:متضغطش عليها دلوقتي يا جعفر وسيبها تهدى الأول

نظر لها جعفر ومسدّ على خصلاته وقال:تعالى معايا

حاوط كتفها وأخذها وعادا للسياره من جديد وجلست هي بالخلف وجلس جعفر على مقعد السائق وبجانبه سراج وتحرك بالسيارة

في الصعيد

وصلت هناء بوقتٍ متأخر لمنزل أخيها عبد المعز برفقة أبنه حليم ، دلفت للداخل وأستقبلها عبد المعز بترحاب شديد وهو يقول:يا مرحب يا مرحب نورتي الصعيد يا بت ابوي

أبتسمت هناء وعانقها هو بحب أخوي وهو يقول:أتوحشتك جوي جوي جوي يا هناء

هناء بأبتسامه:وانتَ كمان أوي يا عبد المعز

أقتربت عزيزة وقالت بأبتسامه سعيده:يا مرحب بالغالية نورتي الصعيد

أحتضنتها هناء وهي تقول بأبتسامه:وانتِ كمان أوي يا عزيزه أوي

أقترب صلاح وهو يقول بأبتسامه:حمدلله على سلامتك يا عمتي

هناء بأبتسامه:الله يسلمك يا صلاح

عزيزه بأبتسامه:معلش بجى كلهم ناموا عشان مصالحهم الصبح

هناء بأبتسامه:عادي يا عزيزه هو انا غريبه يعني

عبد المعز:يلا روحي أرتاحي بجى عشان السفر أكيد تعبك عجبال ما عزيزه تچهزلك الوكل

رفضت هناء وهي تقول:لا مش عايزه أكل انا هنام على طول عشان عايزه أنام

عبد المعز:وه كيف بس يا هناء

هناء:صدقني انا مش عايزه هنام عشان مش قادره

عزيزه:خلاص لو دا هيريحك خلاص المهم راحتك .. وريها أوضتها يا حليم

حرك رأسه برفق وهو يقول:أتفضلي يا عمتي

هناء بأبتسامه:عن أذنكوا

عبد المعز بأبتسامه:أتفضلي

ذهبت هناء لغرفتها برفقه حليم تحت نظراتهم الهادئة

في منزل كيڤن

أستيقظت بيلا من نومها بتكاسل وهي تنظر حولها بهدوء وهي ترى الغرفة فارغة ، نهضت بهدوء وجلست على الفراش وهي تبحث عن جعفر بعينان ناعستان ، نظرت للساعه بهاتفها ووجدتها الواحده والنصف بعد منتصف الليل ، عقدت حاجبيها وهي تتسأل إلى أين ذهب ، نهضت بهدوء وخرجت من الغرفة وهي تبحث عنه ، نزلت للطابق السُفلي وهي تبحث عنه وبدأت تشعر بالقلق حتى سمعت صوته بالقرب منها فوقفت وهي تنظر يسارها ورأته جالسًا بغرفه الأستقبال ومعه مها وسراج يتحدثون ، أعادت خصلاتها للخلف وأقتربت منهم بهدوء حتى وقفت بالخارج وهي تنظر لهم بهدوء ، أنتبهت لها مها وقالت:بيلا

نظر لها كلًا من سراج وجعفر الذي تحدث بصوتٍ هادئ وقال:تعالى واقفه كدا ليه

أقتربت بيلا بهدوء وهي تعقد حاجبيها بخفه ووقفت بجانبه فكان هو جالسًا على المقعد العالي بعض الشئ ، نظر لها وقال:مالك يا بيلا مخدتيش بالك من مها ولا ايه

نظرت لهُ بيلا وهي تشعر بأنها تائهه فتحدث جعفر بصوتٍ عالِ قليلًا وقال:بيلا

أستفاقت بيلا ونظرت لهُ وقالت بهدوء:نعم

جعفر بتساؤل:في ايه ؟

بيلا بهدوء:مفيش حاجه

سراج بأبتسامه:شكلها لسه صاحيه عشان كدا مش مركزه

نظرت لهُ بيلا ثم نظرت لجعفر الذي قال:انتِ كويسه بجد

حركت رأسها برفق وهي تقول:أيوه

نظرت لمها وقالت:أزيك يا مها

أبتسمت مها بخفه وقالت:كويسه الحمد لله

بيلا بهدوء:معلش مخدتش بالي أنك موجوده سرحت شويه

مها بأبتسامه خفيفه:ولا يهمك

نظر جعفر لمها وقال:ملكيش دعوه وانا هتصرف في الموضوع دا وهتفضلي معايا مش هسيبك معاها … أتفقنا

حركت رأسها برفق وهي تقول:أتفقنا

نهض جعفر وهو يقول:تعالي معايا يلا عشان ترتاحي شويه

نظر لسراج وقال:سراج وريها أوضتي انا وبيلا … هتبقي مع بيلا وانا هنام مع سراج

سراج بأبتسامه:لا انا مش عايزك

نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:يلا ياض اخلص

ضحك سراج وقال:خلاص متقلبش وشك كدا

نظر لمها وقال:تعالي اوريكي الاوضه بدل ما نمسك في بعض دلوقتي

تحرك سراج وتحركت مها معه بينما نظر جعفر لبيلا بعدما وقف أمامها ورآها شاردة من جديد فطرقع أصبعيه أمام وجهها وهو يقول:صباح الخير

أستفاقت بيلا بفزع وهي تنظر لهُ فقال جعفر بتساؤل:في ايه يا بيلا سرحانه لتاني مره ومعداش دقيقتين على بعض ورجعتي سرحتي تاني مالك بجد

حركت رأسها برفق وهي تقول:مفيش

مدّ يده وأعاد تلك الخصلة الشاردة خلف أذنها وهو يقول:متأكده أن مفيش حاجه

حركت رأسها برفق وهي تقول:أيوه

صمت جعفر للحظات ثم قال:أمتحانك الجاي أمتى

نظرت لهُ بيلا بهدوء وقالت:بعد يومين

حرك رأسه برفق ولم يتحدث ونظرت هي لهُ بهدوء دون أن تقول شئ

بعد مرور شهر

أنهت بيلا آخر أمتحان لها وخرجت من الجامعة وكان جعفر واقفًا ينتظرها ، أقتربت منه بهدوء وأخذها هو بأحضانه وهو يُربت على ظهرها بحنان وهو يقول:انا عارف أنك زعلانه بس مش في أيدك حاجه تعمليها يا بيلا

لم يصدر منها ردود أفعال فمسدّ على خصلاتها بحنان غير عادي تشعر بهِ بيلا ولأول مرة وسمعته يقول بهدوء:مسيرك تشوفيها تاني دي مش أول ولا آخر مرة

لم تتحدث فصمت هو للحظات قبل أن يقول:بقولك ايه

رفعت رأسها ونظرت لهُ بهدوء فقال هو:عصير قصب

حركت رأسها فورًا برفق وقال هو:بصي انا عايز أكل كشري بأي طريقه وبعدها نشرب قصب

بيلا بترقب:ونتمشى شويه وتجيبلي درة

نظر لها جعفر وقال:لا الكلام دا بليل بقى بيكون روعة أحنا دلوقتي هناكل كشري ونشرب عصير قصب وبليل ننزل نتمشى زي ما انتِ عاوزه وناكل درة ونعمل كل حاجه انتِ عوزاها

بيلا بترقب:وعد

أبتسم جعفر وقال:وعد

بيلا:مش هتنام قبلها بساعه واجي أصحيك تقولي لا مش قادر

حرك رأسه نافيًا وهو يقول بأبتسامه:لا مش هعمل كدا

نظرت لهُ وقالت:حلو انا سجلتلك الكلام دا عشان انا واثقه أني هسمعهولك

ضحك جعفر بملئ فاهه وقال:انتِ زوجة مش جدعة على فكره

بيلا بأبتسامه:وانتَ زوج كسول بتاع نوم على فكره

ضحك جعفر مره أخرى بخفه وقال:طب بقولك ايه يلا عشان نلحق نستغل اليوم ونقضيه مع بعض سوى

في الصعيد

هناء:يعني مش ناوي ترجعها يا صلاح عدى شهر وشويه على آخر قاعدة كانت بينكوا

صلاح بهدوء:عايزها يا عمتي بس هي مُصرة على الطلاج

هناء:طب حاول تشوف ايه اللي بيضايقها منك يا صلاح وتبطل تعمله أو تغيره

صلاح:معرفش يا عمتي صدجيني

هناء:انتَ صعبان عليا يا صلاح بس هي معذورة هي شافت منك كتير يا ابن اخويا ومبقاش عندها طاقه تتحمل حاجه أكبر منها

صلاح بهدوء:انا عارف أن اني غلط وعارف أن چوازنا أحنا الاتنين مچبورين عليه ويعتبر إكده باطل

هناء:طب انا هسألك سؤال وتفكر فيه قبل ما تجاوب … انتَ بتحبها

صمت صلاح قليلًا وهو يُفكر ووجد حقًا بأنه يُحبها ولكنه لا يُريد الأعتراف يشعر بأنه سيفعل جريمة إن أعترف لها ، تحدث بعد صراع دام للحظات وقال:لاع

هناء بيأس:برضوا لسه مُصر تعند يا صلاح

صلاح بضيق:مش عارف يا عمتي

هناء:خلاص طلقها وسيبها تشوف حياتها ومستقبلها

صلاح بحده وغضب:لاع معطلجهاش اني

هناء بتفاجئ:يوه طب تيجي أزاي

زفر صلاح ومسح على وجهه بضيق فقالت هناء:أبسط مثال عندك بيلا بنتي أهي كانت زيك مش حباه ومكانش في دماغها أصلًا بس مع مرور الوقت بدأت تتقبله وأعترفتله أنها بتحبه هو برضوا مأثرش من ناحيتها على الرغم من أنه بيحبها حب غير طبيعي وميقدرش يعيش من غيرها بس شوف دلوقتي عايشين أزاي .. يا صلاح الوقت بيعدي ويا عالم تكون معاك النهارده بكرا متلاقيهاش وتندم ندم عمرك … أتخلى عن مبادئك شويه وقولها حقك عليا يا أزهار انا بحبك طايب بخاطرها ورجعها وعوضها وغيرّ من نفسك هتلاقي نفسك بني آدم تاني خالص وهتعيش مبسوط … أزهار غلبانه وبتحبك أوي يا صلاح انا عارفه … فكر في كلامي وهتلاقيني بتكلم صح

نظر لها صلاح للحظات ثم نظر أمامه مره أخرى بهدوء وهو يُفكر في حديثها

في مكان آخر

كانا يجلسان على الطاولة ويتناولان الطعام وكانت بيلا سعيده

تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:مبسوطه

حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:مبسوطه أوي يا جعفر … مش عارفه اوصفلك سعادتي بجد

أبتسم جعفر وقال:مش محتاجه توصفيها عشان انا شايفها في عنيكي ودا اللي انا عايز أشوفه .. فرحتك وضحكتك بس وهحاول أعملك أي حاجه نفسك فيها لأجل أشوف فرحتك دي

أبتسمت بيلا أكثر وقالت:كُل انتَ مبتاكلش ليه

أخذ جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو يقول بأبتسامه:مش عارف .. يمكن عشان سرحت فيكي شويه شويتين كدا

أتسعت أبتسامتها وعادت تنظر للطعام مره أخرى بهدوء ولم تفارق الأبتسامه شفتيها ، بعد مرور القليل من الوقت كانا يسيران بجانب بعضهما وهو يُمسك بيدها ويشربان العصير ويتحدثان سويًا ، كان جعفر ينظر لها طوال الوقت وهو يبتسم ويستمع إليها طوال الوقت دون ملل ، كانا يجلسان على المقعد ويستمع إليها وهو يتحدث معها بشغف كبير

جعفر:بيلا عايز أسألك سؤال

نظرت لهُ وقالت:ايه هو

جعفر:هو انا لو حصلي حاجه هتزعلي عليا

تحدثت بيلا بلهفة وهي تُمسك بيده وتقول:بعد الشر عليك متقولش كدا

جعفر:انا عايز إجابه يا بيلا

تحدثت دون تفكير وهي تقول:أكيد يا جعفر … انا حتى مش متخيله الفكرة انا من غيرك ولا حاجه … انا طول ما انا جنبك ومعاك بحس بالأمان … من غيرك مبحسش بيه … انا خدت على وجودك في حياتي أزاي عايزني أتأقلم على حياتي وأرجع أعيش عادي وانتَ مش فيها … انا بحبك وبخاف عليك أوي ومش متخيله حياتي من غيرك … ببساطة مش هرجع بيلا اللي انتَ تعرفها وهبقى واحده محدش يعرفها ولا هي حتى هتبقى عارفه نفسها

كان ينظر لها بهدوء ويستمع إليها حتى أنتهت هي ونظرت لهُ بعينان لامعتان ، عينان يملئهما العشق والحزن فضمها لأحضانه برفق وعانقته هي بحب ووضعت رأسها على كتفه بهدوء بينما طبع هو قُبلة على رأسها وقال بحنان:انا مش بحبك بس يا بيلا … انا بعشقك ومش قادر أشوف حياتي من غيرك

أنهى حديثه وهو ينظر أمامه بهدوء وهو مازال يضمها لأحضانه

في الصعيد

بعد مرور يومان

عده طرقات على باب منزل أزهار ، تقدمت أزهار وفتحت الباب بهدوء ورأت صلاح يقف أمامها وينظر لها وهو يرتدي بدلة سوداء ويُمسك بباقة ورد دلف وعادت هي خطوتان للخلف وهي تنظر لهُ بذهول أغلق الباب خلفه وتحدث بأبتسامه وهو يقترب منها قائلًا بغمزة:وحشتيني أوي يا بنت العبيطة

google-playkhamsatmostaqltradent