Ads by Google X

رواية نجمة في سمائي الفصل السادس 6 - بقلم دعاء احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نجمة في سمائي (كاملة جميع الفصول) بقلم حصريا عبر دليل الروايات دعاء احمد

رواية نجمة في سمائي الفصل السادس 6 


الغيره مَرض لا يُصِيب إلا من يحُب بِصدق.!

خرجت شمس من فيلا دوريدار بعد أن حزمت أمرها و قررت المغادرة فهي لن تتحمل إهانة أي شخص لها رغم لُطف السيدة صفاء معها و طيبة قلبها إلا أنها تشعر ببعض بالغضب..... بعض ماذا!!

بل الكثير من الغضب منه و من تلك المدعوة «هند» التي كلما حاولت التعاطف معها و الاشفاق عليها تأتي هند و تفتعل مصيبة جديدة
تجعلها تكره أكثر.

وقت متأخر من الليل تسير فتاة جميلة وحدها في الطرقات تبحث عن وجهتها و كأن هناك قبضه قويه تعتصر قلبها، شعور الضيق يسيطر عليها.

اخذت شمس نفس عميق و هي تجلس على الرصيف، زفرت بحزن و هي تضع يدها على قلبها، لا تعرف أين ستذهب الأن!

المؤكد أن بيت الطالبات تم اغلقه نظراً لتأخر الوقت و لا تعرف أي مكان آخر، حتى الأموال التي تملُكها لن تكفى للمبيت في أي فندق.

ابتسمت تلقائياً و هي تتذكر وصية أبيها، حين يضيق صدرها و يملأه الحزن، حين تنغلق الابواب بوجهها.. عليها أن تذكر الله
ظلت تتلو بعض الآيات القرآنية بهدوء، و ترددها بداخلها كي يطمئن قلبها.

نهضت من مكانها و هي تسير بالطرقات لكن توقفت فجأة حين رأت سيارة تقترب منها.

ابتلعت ما بحلقها بخوف نهش بقلبها و هي تري تلك السيارة التي تعرفها جيداً و ما هي إلا ملك لحمزة دويدار. 

أسرعت في خطواتها و هي لا تريد رؤيته و لا حتى التحدث معه، لكن كيف عرف بخروجها من القصر؟! 
لا يهم ذلك و لا يهم أي شي اخر فقد حزمت أمرها و لن تعود مجدداً

كان يجلس في سيارته يقودها بغضب و هو يزيد من السرعة حتى يلحق بها. 

بداخله غضب كبير منها كيف لها أن تسمح لنفسها بالمغادرة؟! كيف لها أن ترحل دون الالتفات له حتى؟ 
من سمح لها بالمغادرة؟! 
يرغب الآن في احتضانها بقوة و تكسير عظامها، فكل عضلة بجسده تأن شوقاً لاحتضانها 

لوهلة تخيل فكرة أنها تريد المغادرة و تركها دون أن تشفق على قلبه؟! 

ماذا تقول أنت؟! هل جُننت أنت للتو قمت بخطبة فتاة أخرى؟ و أمامها... أمام عينيها 

من قال لك ان تغرق بها عشقها من سمح لك بذلك، هي نفسها لم تسمح لك بفعل ذلك؟ 

من صرح لك بالنظر لها و تاملها عن قرب؟ 
المخطئ الوحيد هو أنت و قلبك الذي لم يتلذذ بتلك المشاعر الغريبة من قبل. 
و كأنك حفظت كل ذرة من مشاعرك حتى أتت تلك الفتاة و في لحظة واحدة ملكتك.

توقفت سيارته فجأة أمامها لتصرخ بفزع و هي تسقط أرضا من شدة الرعب حتى كادت السيارة ان تصدم بها. 

خرج حمزة من سيارته و هو يصفع الباب بقوة خلفه و عيناه تشتعل بضراوة 

أقترب منها بينما نظرت نحوه بخوف و هي تحاول النهوض 

أمسكت معصمها بقوة ليرفع جسدها الصغير نحوه بقوة لتقف فجأة أمامه مباشرتاً، شهقت شمس بارتباك و عدم فهم و هي تحاول الإبتعاد
لكنها دُهشت حين وجدته يصرخ بها و هو يقترب منها و هي تعود للخلف بخطوات مفزوعة حتى كادت ان تبكي من شدة الخوف 
ليهمس بحدة و تملك :

=بتعملي ايه هنا دلوقتي؟ انتي اتجننتي عارفه الساعة كم؟ 

حاصرها بين سوداوات عيناه و خلفها السيارة، لم تدرك متى هبطت دموعها من شدة الخوف و كأنها ترى شخص أخرى لا تعرف أبداً 

حاولت ابعاده قائلة بفزع و دموع:

=استاذ حمزة سبني أمشي لو سمحت.... 

صرخ بوجهها و احمرت عيناه قائلا بحدة:

=مين سمحلك تمشي، انطقي مين سمحلك تمشي، اخذتي الأذن من مين؟ افرضي حد عملك حاجة دلوقتي و انتي لوحدك في وقت زي دا

صرخت شمس بغضب و ذعر حاولت إبعاده و هي تضع يدها على صدره تحاول دفعه بعيداً

=انت بتكلمني كدا ليه، أنت مين علشان تكلمني كدا و بعدين احفظ حدودك و ابعد عني. 

مسك يديها بقوة و هو يضغط عليه و عينيه تلمع بالدموع و كأنه يخشى البعد :

=اوعي تفكري تمشي تاني من غير ما تقوليلي انتي فاهمة؟ 

شمس بخوف و دموع:
=ايدي بتوجعني و بعدين أنت ازاي تكلمني كدا، أنت مين علشان تكلمني كدا؟ 
سبني أمشي لو سمحت؟ كفاية اوي اللي حصل لحد هنا انا مش عايزه اشتغل و بالنسبة للعقد اللي بينا أنا خلاص معتش عايزه اشتغل سيبي ايدي. 

بمنتهى الهدوء ترك يدها و ابتعد خطوة للخلف و هو يضع يده بجيب بنطاله قائلا ببرود و خوف عليها 
و بداخله بركان من الغضب ينفجر بمنتهى الشراسة يجعله يفتك بكل ذرة داخله:

=اوكي يا شمس العقد اللي بينا هيتقطع خالص و هسيبك تمشي، بس ممكن تقوليلي هتروحي فين دلوقتي يا آنسه يا كبيرة؟ 

ابتعلت ما بحلقها متمته بانزعاج و هي تمسح دموعها :
=ممكن حضرتك متتدخلش هروح مكان ما اروح ان شاءله اروح في داهية مالكش دخل، روح لخطتيبك و جدتك هي اكيد هتحتاج بعد اذنك. 

كادت ان تغادر الا أنه جذبها مرة أخرى لتصدم بصدره العريض، شهقت شمس بارتياك و هي ترفع عينيها تنظر لسوداويتاه و هو يصك على أسنانه قائلا بعنف

=لما أكون بكلمك تقفي و تكلميني متدنيش ضهرك انتي فاهمة، اتفضلي اركبي. 

شمس بتحدي و هي تنظر لعيناه بحدة
:مش عايزاه منك حاجة و بعدين لو سمحت بطل كل شوية تعمل كدا، و بعدين أنا و حضرتك مفيش بينا حاجة علشان تمسك ايدي كدا، و بعد اذنك بقا سيب ايدي. 

زفر حمزة بضيق قائلا بغضب :
=اركبي يا شمس أحسنلك أنتي فاهمة بدل ما هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك و ساعتها همشيها رسمي بموجب العقد اللي بينا 

عضت على باطن شفتيها محاولة كظم غيظها منه فابتعدت قليلا متجهه للسيارة لتصعد بها. 

زفر حمزة بحنق ممررا يديه في خصلات شعره السوداء يشدها بغيظ، صعد للسيارة ليجلس بجوارها يقود السيارة قائلا بحزم و اهتمام:

=اربطي حزام الأمان... 

شمس لنفسها :اللهم طولك يا روحك أنا عارفة طلعلي منين دا كمان، و بعدين هو مش كان خرج من خطيبته يكملوا سهرتهم برا ايه عارفه اني خرجت؟! ..... 

بينما يجلس حمزة يقود سيارته و هو يحمد الله أن الحارس الشخصي قام بتبليغه عندم خرجت من المنزل
فخرج مسرعا من ذلك المطعم الذي ذهب اليه برفقة هند و التي شعرت بالغضب الشديد فهي ظنت أنهما سيقضيان الأمسية وحدهما بالخارج طوال الليل 
إلا أن الهاتف الذي جاءه من شخص ما جعله يتلهف للخروج على الفوراً دون حتى الاهتمام باي شئ اخر متحججاً بأن لديه عمل ضروري. 

حمزة:عايزة تروحي فين؟ 

شمس :معرفش، و بعدين أنت مصمم تيجي معايا ليه هو أنت ماسك عليا ذلة و لا أنا ههرب منك، نزلني و أنا هتصرف. 

زم شفتيه بحنق قائلا:
=واضح إنك هتعرفي تتصرفي فعلا.... 

بعد مرور وقت
أوقف سيارته أمام قصر دويدار مرة أخرى ، زفر بحرارة شاعراً بالضعف أمامها 
لما يشعر بكل تلك المشاعر الهوجاء، تمنى لو يصل لجواب واضح و صريح. 

لماذا يخاف و بشدة من فقدنها؟ 
لماذا يختنق عندم تبعد و يشعر بالراحة حين ينظر لبندقيتيها الحنونة 

هل يقع بالعشق؟! دار ذلك السؤال بعقله ليتنفض فجأه و هو ينظر لها 

لم يقع بالعشق بل أنه غرق به و غرق بها، 
لابد أنه وصل لإحدى مراحل الجنون 

ليترك الجواب للأيام و ليلتفت الان الى تلك النائمة بجواره، تستند برأسها على زجاج السيارة و هي تنكمش على نفسها. 

ابتسم حمزة بتسلية و هو ينظر لها بقوة متأملا هدوئها الحاني و الملائكي. 

رفع يده و أقترب منها و هو يشعر بالسعادة، قدر أكبر مما كان يعتقد، لم يأتي بمخيلته يوماً انه سيشعر بكل هذة السعادة بجوار أي فتاة. 

وضع يده على وجنتها الناعمة يلمسها بحنو إلا أنه سحب يده بسرعة و هو يعنف نفسه 
و يلومها على كل ما يشعر به. 

حمحم بصوته الاجش قائلا بجدية:

=شمس، شمس..... 

فتحت عينيها بكسل قائلة:في إيه؟ اي دا هو أنا ازاي نمت. 

رد بجدية قائلا:
=ياله وصلنا.... 

شمس بحذر:مين قالك اني عايزاه ارجع المكان دا ؟ 

أبتسم بمراوغة ذكورية قائلا:
=اامم، ياله يا شمس بطلي عناد...... 

شمس بحنق:و مين قالك اني هقبل اقعد في تاني و... 

قاطعها بنقاط صبر قائلا بنبرة آمرة
:بس بقا ايه مبتفصليش، اتفضلي ياله و على فكرة دا مش طلب دا أمر و اتفضلي انزلي، عايزه تمشي أمشي الصبح انا مش هجبرك تقعدي بس بلاش تهب منك 

أخذت نفس عميق مردفة :
=ماشي و انا هفضل بس لحد الصبح و بعد كدا هرجع بيت الطالبات و حضرتك مالكش دعوة بيا.... 

حمزة بحدة:هنشوف الموضوع دا بعدين ياله ادخلي 

زفر حمزة باختناق بعد أن تأكد من دخولها ثم قاد سيارته الي حيث لا يعرف فقط ظل يقود سيارته لوقت طويل دون الاهتمام باي شي آخر 

=========================
في صباح اليوم التالي
استيقظت شمس مبكرا و هي تشعر بيأس و حزن لأنها مازالت في ذلك المكان لكن هي ستغادر بالتأكيد ستفعل
اغتسلت و نزلت لكن وجدت السيدة صفاء تجلس في الجنينة بجوار أشجار الياسمين و بجانبها السيدة سلمي 

أخذت نفس عميق و هي تتخرج للجنينة 

=صباح الخير يا هانم. 

صفاء بجدية :صباح النور. 

شمس بارتياب :حضرتك كويسة؟ 

صفاء بحدة:و هيفرق معاكي في حاجة؟ مش انتي خالص ناوية تمشي لا و كنتي عايزة تمشي بدون ما تسلمي حتى علينا. 

شمس بلباقة حانية:حضرتك أنا مينفعش افضل هنا تاني و خصوصا بعد اللي حصل في الخطوبة امبارح أنا آسفة. 

صفاء : تقومي تمشي بدون حتى ما تسلمي عليا، للدرجة دي 

جلست شمس بجانبها و هي تحتضن يديها بين كفوفها :
=أنا بس كنت متضايقة اوي صدقيني و كان ضروري اطلع الغضب اللي جوايا صدقيني لو مكنتش عملت كدا كنت هتعب. 

صفاء بحب: شمس متمشيش علشان خاطري أنتي الوحيدة اللي برتاح لها لأنك بتفكريني بمرام الله يرحمها حتى لو مش شبه بعض لكنك بالنسبه ليا مهمة اوي

شمس:بس أنا كدا كدا همشي و ماما واختي وحشوني اوي لازم ارجع البحيرة. 

صفاء :خلاص استنى الاسبوع دا، أنا الاسبوع الجاي هسافر أنا و حمزة نعمل شوية تحاليل ليا و أنتي تقدري ترجعي البحيرة، عارفة إني يمكن أنانية بس أنا زي جدتك و حقيقي بحسك زي بنتي. 

ابتسمت شمس بتاثر و تعاطف و هي تقبل يدها برفق قائلة :

=و أنا هفضل معاكي و مش همشي. 

صفاء بسعادة و طيبة:يبقى خلينا نفطر سوا، انتي عندك كلية النهاردة

شمس :ايوة بس مش هتاخر لان هي محاضرة واحدة. 

صفاء : ربنا ينجحك يارب، انتي تستاهلي كل خير. 
كان حمزة يستمع لحديثهم عن بعض لكنه ابتسم بسعادة لكن قاطع تفكيره رنين هاتفه لتختفي ابتسامته تدريجيا و هو يرى أسم هند. 
*********************

بعد مرور يومان 
كانت شمس وكعادتها فى الايام السابقه تستغل فرصه خروج حمزة وعودته متأخراً فى استخدام غرفه مكتبه للقرءاه ولم تدرى سبب شعورها بالراحه بداخلها ولكنها كانت تفضل المكوث بها عن غرفتها، استأذنت من السيدة صفاء لدخول المكتبة الموجودة بمكتبه. 

ربما لأنها تحب القراءة و الفضل يعود للسيدة صفاء و لحبها الشديد للقراءة

، جلست فوق الاريكه الوثيره الموضوعه بعنايه فى جانب الغرفه وأشغلت ضوء المصباح الخافت و سرحت داخل تفاصيل تلك القصه الخيالية
التى تتحدث عن شاب يعاني ألم الفراق و كيف يكون الانسان بعدها في أشد لحظات احتياجه للشعور بالحب ليحتوي حزنه و ضعفه الذي يغلفه الحزم من الخارج. 

لا تعلم متى غفت و هي تقرأ ذلك الكتاب. 

عاد حمزة فى وقت متأخر من الليل وتوجهه مباشرة نحو غرفه مكتبه ليضع بخزنته بعد الاوراق الهامه ، دلف إلى داخل الغرفه وتفاجئ بنور خفيض يأتى من احد أركانها ، رمش بعينه عده مرات بذهول قبل ان يستوعب

وجود شمس تنام منكمشه داخل الاريكه وهى تحتضن كتاب ما بين ذراعيها ، وضع حافظه اوراقه فوق مكتبه بهدوء ثم توجهه نحوها وانحنى بجزعه فوقها ينظر لها عن قرب 
، كانت مستلقيه هناك بهدوء تمثل كل ما لديه من احلام ، عدل من وضعه ثم جلس على ركبتيه حتى يصبح فى نفس مستواها زفر مطولاً وهو يفكر كم يتمنى لو كان بديلاً لذلك الكتاب الذى يقبع هناك قريياً جداً من قلبها ويستمع إلى دقاته ، فليس من العدل ان ينعم ذلك الكتاب بدفء جسدها بينما هو يظل وحيداً يعصف به الشوق والغيره من مجرد جماد ، تنهد بألم ثم مد كفه ببطء يتلمس برقه وجنتها يتحسسها بشغف قبل ان يهتف بأسمها هامساً بنبره حانيه و هو يبتعد عنها: 

=شمس ..

حركت جفونها ببطء تفتحها وهى تنظر إليه بعدم استيعاب ثم انتفضت من مقعدها برعب وهى تحتضن جسدها بكلتا ذراعيها وتقف فى مواجهته بملامح ناعسه ،
حاول حمزة طمأنتها فتحدث مسرعاً وهو يرفع كلتا يديه فى وجهها باستسلام قائلاً بصوت أجش : 

-متخافيش .. انا بس دخلت الاوضه لقيتك نايمه هنا قلت اصحيكى 

توترت أكثر و هي تعدل من وضع حجابها و هي تبرر له الموقف بارتباك

-انا كنت قاعده هنا بقرا كتاب وبعدين محستش بنفسى ومعرفش ازاى نمت .. 

أبتسم حمزة و هز رأسه لها عده مرات وهو يحرك جسده بتوتر واضعاً يده داخل جيوب بنطاله ، تحركت بجسدها بهدوء فى اتجاه الباب و خرجت على الفور و هي تشعر بخفقات قوية ..

شمس بارتباك و هي تقف خلف الباب مباشرتاً:
=إزاي تنامي في مكتبه غبية.... 

صعدت الدرج سريعاً تحت مرآي أحدي الخادمات الجدد و التي كانت تتنصص عليهما و تراقبهما منذ يوم الخطبة و ذلك بتعليمات من هند و صديقتها الخبيثة لي لي

في صباح اليوم التالي في إحدى الأماكن العامة

كانت لي لي تجلس بجوار هند و هي تبتسم بخبث بينما ترى هند تشتعل من الغيرة و الغضب 

هند بحدة:انا مش هفضل قاعدة كدا حاطة ايدي على خدي لحد ما القيه بيتجوزها دا لا يمكن

لي لي ببراءة زائفة:طب و ناوية تعملي ايه بس يا هند؟ هو انتي تقدري تعملي ايه اصلا. 

هند بغضب :لازم أعمل اي حاجة المهم اخلص منها انتى فاهمة لازم اخلص منها. 

لي لي :طب اهدي بس و أنا عندي ليك حاجة تخليكي تخلصي منها للابد

هند بتسرع:ايه؟ 

لي لي : امم نبعدها عنه يعني مثالا نخلص منها، شوفي اللي زي شمس دي عاملة زي العقربة
بتفضل تحوم حواليه لحد ما بتقدر تسيطر عليه و لازم تسيب البيت 
و دا مش هيحصل الا لما تتلدع و تقرب من الموت 

هند :موت؟! 

لي لي:بالظبط بس مش هنوصل له يعني احنا بس هنديها درس كدا صغير علشان تحرم و تسيب القاهرة و تسافر فوراً لبلدها

هند بابتسامة خبيثة:طب و دا هنعمل ازاي 

لي لي:بصي........ 

ابتسمت هند بشر فمسكت يد لي لي قائلة بامتنان :بجد مش عارفة اقولك ايه يا لي لي بجد انتي أحسن صاحبة ليا

لي لي بخبث:و انتى اوي يا حبيبي و مامي كمان بتحبك اوي 

هند :خالص أنا هقوم دلوقتي عشان انفذ اللي اتفقنا عليه. 

لي لي:اوكيه. 

بعد مرور عدة ساعات في قصر دويدار 

كانت شمس تاخذ حمام دافي بعدما أطمئنت على السيدة صفاء و أجرت اتصال بوالدتها لتطمئن عليها و تخبرها انها ستعود للبحيرة بعد ثلاث أيام. 

خرجت من المرحاض و هي تجفف شعرها، ابتسمت بخفة و هي تجلس على الكرسي الناعم إمام المرآة

كانت ترتدي ثوب طويل تجلس و تمشط شعرها بأريحية. 

لكن لفت انتباهها باقة من الزهور موضوعة على الفراش. 
عقدت شمس ما بين حاجبيها بارتياب و هي تنهض تتجة نحو الفراش. 

مسكت تلك الباقة بابتسامة جميلة تستنشق منها بقوة لكن شعرت بالنفور من الرائحة الغريبة. 

أخذت تبحث بداخلها عن أي شئ
(كارت او ما شابة) لكن شعرت بدوار و كأن قدامها لم تعد تسعفاها للوقوف 

تسارعت نبضات قلبها بقوة مخيفة و هي تضع يدها على رأسها من شدة الألم 
لتسقط تلك الباقة من يديها، و شعور الاختناق يزداد بقوة 

بكت من شدة الألم و كأن الثواني تمر عليها و كأنها دهر باكمله. 
اتجهت نحو باب الغرفة فتحته و خرجت. 

كان حمزة ينزل الدرج لكنه استمع لصوت شهقات قوية خلفه، استدار يرفع راسه.

لم يستوعب حمزة ما يحدث الا و جسدها ينزلق من بين يديه. 

صرخ بأسمها برعب ثم حملها وقد لاحظ بعض الدماء تتساقط من انفها ، تفحص جسدها مسرعاً ليتأكد من عدم وجود اى إصابات خارجيه ثم ركض بها نحو الخارج.
و خلفه ساكنين القصر الذين ذعروا من المشهد. 

كان حمزة يصرخ بكل من يقابله وهو يحملها كالأموات بين يديه ، صعد بها إلى السياره وهو لا يزال يحتضنها ويتمتم برعب ويمسح على شعرها ووجهها بحنان و حماية و هو لا يستوعب ما يحدث :

-شمس افتحي عنيكي... لو سمحتي ارجوكي... شمس 

حاولت التحدث من بين دموعها و وجهها الذي تلوث من دمائها الا انها اغمضت عينيها بضعف و تعب. 

كانت السياره تسير بأقصى سرعه لها مخالفا سائقه كافه الإشارات المروريه
للوصول بأسرع وقت ممكن وهو يرى تلك الفتاة مخدومه شبهه منتهيه

ورغم ذلك لم يسلم من صرخات حمزة الذى كان يوجهها له بقوه و لم تخلو نبرته من الرعب 

بعد قليل 
وفى وقت قياسى توقفت السياره امام المشفى الخاص الذى كان حمزة و والده من اكبر مساهميه ، 
كان كبير الأطباء يقف فى انتظاره عند مدخل الطوارئ لاستقبال شمس بعدما هاتفه حمزة فى الطريق ليخبره بما حدث ، بمجرد رؤيتهم للسياره ركض كبير الأطباء ومعه المسعفين لأخذها منه ثم ركضوا بها مباشرة نحو الداخل. 

ربت الطبيب فوق كتف حمزة الذى كان وجهه يبدو كالأشباح من شده الذعر مطمئناً وهو يتمتم له قبل ان يركض هو الاخر مسرعاً نحو الداخل :

-متخافش حضرتك هعمل كل اللى نقدر عليه واطمنك لما اخلص .. 

ظل حمزة واقفاً مكانه كالجماد يحدق فى أثرها وهم يركضوا بها إلى للداخل رافضاً عقله تصديق ما يحدث. 

ظل هكذا بدون حراك يقف مصدوماً لمده لا يعلمها الا الله حتى خرج الطبيب من غرفه الاستقبال يركض فى اتجاهه قائلاً :

- حاله تسمم .. احنا عاملنا اللازم بس حالتها مش مستقرة
هنطلعها على غرفه الاشعه نطمن ان مفيش نزيف داخلى .. 

فاق حمزة من صدمته وسأله مستفسراً بجمود وقد عاد عقله للعمل : 
-نزيف !!!!!!.. 

اجابه بأسف قائلاً : 
-حمزة بيه للاسف من التشخيص المبدئي حاله التسمم دى مقصوده واضح انها استنشقت مادة معينة .. 
هنتاكد بالتحليل بس دلوقتى لازم نطمن انه معملش نزيف داخلى جوه وخصوصاً بعد نزيف الأنف اللى حصلها .. وعمتاً الحمدلله ان الأعراض بانت عليها .. فى ناس بيحصلها نزيف داخلى بصمت من غير اى اعراض .. بس من الكشف المبدئي الحمدلله اتلحقت بدرى وان شاء الله مفيش حاجه خطيره 

انهى الطبيب جملته ثم استأذنه فى الرجوع للداخل مره اخرى، حينها راي الحرس الخاص بالفيلا ياتون في اتجهه فركض نحوهم بعض لكن دون سابق إنذار سدد له عدة لكمات قوية، ثم امسكه من تلابيد قميصه

-كنت فيييين !!! عايز اعرف اي اللي حصل

اخفض الحارس رأسه للأسفل بخنوع تاركاً لمديره فعل ما يشاء به 

ابتعد عنه بعدما امتلاً وجه حارسه بالد'ماء ثم قال له بنبره مهدده وهو يشير إليه بأصبعه :

-لو جرالها حاجه هخليك تحصلها سامع !!! اقسم بالله لخليكم كلكم تحصلوها .. 

بعد قليل خرج الطبيب وبرفقته شمس المستلقيه فوق الناقلة الطبيه (الترولى) وهى لازالت غائبه عن الوعى. 

ركض حمزة نحوها يمسك بيدها ويمسح على رأسها بحنان وهو يمنع جاهداً دموعه من التساقط 

تحدث إليه الطبيب المساعد قائلاً بأهتمام بعدما لاحظ حاله الالم والحزن الذى يمر بها : 
-لو حضرتك حابب تطلع معانا الاشعه عشان تكون مطمن مفيش مشكله .. 

هز رأسه لها موافقاً دون النظر إليه فهو لم تكن لديه أدنى نيه فى تركها بعد الان 
انتهت إجراءات الفحص وطمأنه كبير الأطباء بأستقرار حالتها وعدم وجود اى مضاعفات اخرى او نز'يف داخلى ثم قام بنقلها إلى غرفه خاصه . 
دلف حمزة إلى الغرفه بخطوات بطيئه متثاقله ، وقف امام الفراش بقلبه المنهك يتأمل شحوب وجهها وتلك الابره الطبيه المنغوسه داخل كفها الرقيق لتتولى مهمه نقل المحلول إلى سائر جسدها ، تحرك ببطء نحو مقدمه الفراش ثم انحنى بجزعه فوقها ليضع كفه بحذر فوق راسها ثم مسح على شعرها بنعومه وحنان قبل ان تتحرك شفتيه نحو جبهتها، اغمض عيناه بتخدر و هو يطبع قبلة طويلة على جبينها. 

طبع قبل مطوله فوقها صاحبتها دمعه واحده سقطت عنوه من بين أهدابه جعلتها تجفل اثناء نومها، شعور الألم الذي أحس به الآن كفيل ليجعله ينهار. 

اخذ نفساً عميقاً يهدء به بركان المشاعر الذى يموج بداخله ثم دفن راسه يستنشق عبير شعرها ببطء وشغف. 

يعلم أنها ستشن عليه الحرب لو علمت أنه رآها بدون حجابها و أيضا سمح لنفسه بالتقرب منها 

اعتدل بعدها فى جلسته وجر المقعد الموضوع فى احدى أركان الغرفه الاربعه إلى جانب الفراش ليجلس عليه واتكأ بذراعيه على طرف الفراش ثم مد يده يتحسس كفها الاخر بحنو قبل رفعه بحذر امام وجهه. 

تأمله مطولاً ثم اخذ يتحسس بإصبعه ذلك الشريان النابض عند مقدمه معصمها كأنه يتأكد من قيامه بمهمته على اكمل وجهه، 

طبع قبله حانيه فوقه ثم قام بطبع عده قبلات رقيقه متتالية داخل كف يدها وهو يتمتم بحزن : 
-شمس قومي.... أنا آسف على كل حاجة عملتها و ضايقتك مني بس أنا أول مرة اخاف اوي كدا من يوم وفاة أمي. أنا آسف 

انهى جملته ثم عاد لتقبيل كفها وأصابع يدها كلاً على حدى وهو يحتضن كفها داخل كفه العريض. 

بعد قليل طرق كبير الأطباء على الباب ليسمح له بالدخول لكن نهض حمزة سريعا متجها نحو الخارج، لن يسمح لأي شخص غيره برؤيتها هكذا، خرج و أغلق الباب خلفه 

-حمزة بيه .. نتايج التحاليل طلعت وزى ما قلت لحضرتك قبل كده، شكنا طلع فى محله الانسه استنشقت مادة سامة عن طريق الأنف و دي مادة سريعة في المفعول، لكن الحمد لله النوع دا مش بيسيب أثر قوي على الرئة او أي أعضاء حيوية. 

جحظت عين حمزة للخارج وبدا الاحتقان جلياً على وجهه وعضلات جسده المتصلبة ولكن لم يعقب ، تنحنح الطبيب مره اخرى مستطرداً حديثه بتوجس :

-احم .. حمزة بيه الموضوع كده فيه شبهه جنائية وانا لازم ابلغ .. 

انتفض حمزة فى وقفته واحتقن وجهه وهو يجيبه بنبره جامده ضاغطاً على حروف كلماته بتحذير قوى :

-و أنا مش عايز حد يعرف حاجة عن اللي حصل .. فاهم !!!!..

ارتكبت ملامح الطبيب ثم بادر بحروف متعلثمه يبرر طلبه قائلاً :

-بس انا لازم اخلى مسئوليتى .. دى مشكله لوح....

قاطع حديثه نبره حمزة الناهره قائلا بحده :

-ملكش دعوه انا هتصرف ..
استدار بجسده نحو الطبيب بغضب وشراسه قائلاً ببرود وهو يرفع احدى حاجبيه فى اشاره للتحدى :

-فى حاجه تانيه يا دكتور؟ 

هز الطبيب راسه نافياً بصمت ثم تحرك بخطوات مسرعه نحو الباب ، أوقفه صوت حمزة يسأله بجمود : 
-نقدر نطلع امتى ؟!..

اجابه الطبيب بمهنيه شديده وثبات مفتعل : 

-مفيش اى خطوره على حياتها تمنعها من الخروج .. بس يُفضل انها تستنى معانا اليومين الجايبن عشان تستعيد وعيها .. 

رد حمزة بنفاذ صبر قائلاً :

-شوف هتكون محتاجه ايه وانا هوفره فى البيت مش عايزها تفضل هنا ..

اومأ الطبيب برأسه موافقاً فهو يعلم جيداً عدم جدوى النقاش معه ثم أردف قائلاً بخنوع :

-مفيش مشكله هجهز لحضرتك واحده من افضل الممرضات عندى تتابع معاها أمور العلاج .. وزى ما قلت لحضرتك الفترة الجاية مهمة .. هتلاقى سخونيه وهلاوس كل ده طبيعى جدا وواحده واحده هتستعيد وعيها وترجع احسن من الاول ان شاء الله .. 

اومأ له حمزة بجمود طالباً منه الانتهاء من إجراءات الخروج بأسرع وقت ممكن ، فهو لا يستطيع تأمينها جيداً وسط هذا الكم الهائل من الأفراد حتى لو كان داخل مشفاه الخاص .

دلف للداخل مرة أخرى ثم جلس الي جوازها و هو يفكر بحذر فيما يدور من حوله 

.... 

   •تابع الفصل التالي "رواية نجمة في سمائي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent