رواية خسوف الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم اية العربي

الصفحة الرئيسية

   رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية خسوف الفصل الثاني و العشرون 22

احيانا يكون الصمت اقوى من اي حديث
&&&&&&&
نزل بدر امام شقة ريحانة وطرق بابها ثم فتح بمفتاحه ودلف ينادى عليها بحذر وترقب .
خرجت من غرفتها تجر الكرسي خاصتها مردفة بابتسامة هادئة _ اهلين بدر … الف الحمد الله ع السلامة … ليش عذبت حالك ! … صرت منيح هلا !
نظر لها بترقب قليلاً ثم اتجه يدنو من رأسها يقبله بحنو مردفاً _ انا تمام … انتِ كيفك ! ..
اومأت بحرج من قربه وابتعدت تتراجع للخلف قليلاً مردفة _ نحمد الله … اتفضل اعد هون .
جلس بجوارها يتطلع للمكان من حوله … سحب شهيقاً عالياً … ضميره يؤنبه من ناحيتها بسبب غيابه عنها طيلة هذا الاسبوع … دائماً يشعر بذلك الشعور … زفر بضيق ثم اردف متسائلاً _ شو ريحانة كيف صارت علاقتك بقمر ! … بعرف ان انتوا قربتوا من بعض شوى هاد الاسبوع … وبعتذر لانه انا ما كان فيني انزل الدرج .
اومأت بهدوء ثم اردفت بصدق _ لااا ابن عمى لا تعتذر بنوب انا بقدر هالشي … وعلاقتى بقمر كتير منيحة … قمر حبّابة كتير بدر … مهضومة وطيوبة … بس وقت يخصك الموضوع ما حدا بيتوأع شو بتساوى … هى عن جد بتحبك كتير … حبها إلك قوى عن جد … بتستعمل فيه كل مشاعرها حتى السلبية لحتى ما حدا يقرب منك .
شرد بقلبٍ مرتعش يفكر فى معشوقته ويبتسم تلقائياً ثم تنهد واردف _ ايه هي هيك .
تنهدت ريحانة بقوة تفكر في ما تنوى اخباره به … عليها التروى والتريث قليلاً … نظرت له بترقب ثم اردفت بتوتر _ بدِر انا كان بدى ياك بشغلة عم فكر فيها من وقت طويل … وهلا بعتقد انه صار الوقت المناسب لحققها .
ضيق عيناه مستفسراً ثم اومأ بتشجيع يردف _ ايه قولي حبيبتى اللى بدك ياه .
تنهدت تفرك اصابعها بتوتر ثم اردفت بهدوء وترقب _ انا كان بدى أفتح مشروع صغير لإلي … هون بالبيت .
طالعها قليلاً بصمت ثم اردف بترقب _ مشروع شو هاد ريحانة ! … كيف بيصير هالشى ! … قوليلي شو ناقصك وانا بجبهولك فوراً .
هزت رأسها تردف بقوة وتعقل _ لا ابن عمى ما تفهمنى غلط … انت ما قصرت معى بنوب … بس انا بدى احقق حلم لإلي من وقت طويل … بدى اجيب قرض وافتح ورشة تفصيل صغيرة هون بالشقة … انا بعرف هالامور كتير منيح وهلا بفرجيك شغلاتى اللى انا ساويتا بدون ماكينة … بس بدى أحس حالى قوية بدر … بدى اعتمد ع حالي وما اضل هيك مستسلمة لآخر عمرى ! … فات ١٠ سنوات بدر على هالحادثة … امور كتيرة اتغيرت معي … حتى ما عم اشغل حالي بشغلات كتير … صرت بدى اساوى يللي بيقويني وما بيخلى حدا يتطلع علي بشفئة .
طالعها بشرود وصمت واعجاب … معها كل الحق في تحقيق ذاتها … تنهد بعد قليل يومئ مردفاً بحماس _ رح اساويلك اللى بدك اياه ريحانة … رح افتحلك هالمشروع اذا هيك بدك .
هزت رأسها تردف بكبرياء ورفض _ لااا بدر … انا يللي بدى اساوى ورح اجيب قرض وبسده من ارباح المشروع … وحتى انى تواصلت مع شركة دعاية ع الانترنت وهن بدهن يساوولي دعاية لحتى يصير عندى زباين .
ابتسم باعجاب واردف _ وانا معك … بس مافي داعي بنوب للقرض … اصلاً هالمشروع ما بيحتاج تمويل كبير … اعتبري هالمصاري دين بتسديه وقت ما بدك … بس مافي داعى للقرض .
تنهدت تفكر في كلامه لدقائق ثم اردفت بقبول _ تمام بدر … بس رح اسدلك اياهن وقت ابلج شغل .
اومأ لها ووقف يتجه الى المطبخ بترقب وتروي يردف _ بدك شاي ولا قهوة !
ابتسمت بسعادة واردفت وهى _ اذا هيك ساويلنا اتنين قهوة .
&&&&&&&&&&
في شقة سلوى .
تجلس مع حفيدها تلاعبه والصغير يضحك بصخب بينما خرجت بثينة من غرفتها تردف بترقب _ يالا يا ناهد .
اومأت ناهد وهو تخرج من غرفتها مردفة على عجلة _ خلاص يا بثينة خلصت اهو يالا .
نظرت لها والدتها تردف بترقب _ خلاص يا بثينة ! … نويتي يابنتى !
تنهدت بعمق تومئ مردفة بحماس وتشجيع بعدما رأت شخصية زياد وغيره _ ايوة يا ماما … كان مفروض آخد القرار ده من وقت طويل … بس معلش ملحوقة … كفاية اوى لحد هنا … يكفي انه كان بيحاول هو وعمى يتهموكى في شرفك بس الجيران ردوا عليهم .
اومأت سلوى تتنهد بعمق وشرود ثم اردف بترقب _ ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا بنتى .
اتجهت تعانق والدتها وصغيرها مردفة بترقب _ هو ده الخير يا ماما … البعد عن الانسان ده خير اوى … ومتقلقيش المحامية دى ممتازة وان شاء الله قضيتى هيتحكملي فيها من اول جلسة .
اومأت سلوى بقلق مردفة _ ماشي يا حبيبتى ربنا يقدم اللى فيه الخير … خلوا بالكوا من نفسكم .
غادرتا الشقيقتان وظلت سلوى تدلل حفيدها بحب بينما شردت تفكر في امر ياسر الفوى الذى شغل بالها مؤخراً … يهتم بشئونهن ويطمئن دوماً عليهن … حتى هذا الحديث الذى تحدث به امام الدعو فوزى !… ترى ماذا يريد !
تنهدت تردف بصوت مسموع تتحدث الى نفسها _ ايه يا سلوى ! …معقول بعد العمر ده يا ام بثينة ! … معقول تعمليها ! .
&&&&&&&
فى المطعم يقف نادر حزيناً يعد الاطعمة بشرود وكذلك ياسر التى شغلت باله مؤخراً تلك السيدة الخلوقة … هادئة عقلانية ستغير روتين حياته الممل … هل يمكن ان يحدث ذلك ! … وكيف سيتقبل اولاده الامر ! .
نظر لنادر بترقب فوجد الحزن مرتسم على وجهُ فاتجه اليه يربت على ظهره بحنو مردفاً _ روق يا حبيبي … روق وسيب حملك على ربنا .
اومأ نادر يردف بحزن _ ونعم بالله يا بابا … انا كويس متقلقش .
تنهد ياسر يردف بترقب _ طيب ما ترجعها يابنى ! … وهى عرفت غلطتها ومهتعملش كدة تانى !
ترك ما في يده ونظر لوالده باستنكار وألم يردف _ ارجعها ! … ازاي يا بابا ! … ازاي ءأمنلها بعد كدة ! … ازاي انام جنبها وهى كانت تعمل مصيبة زي دي !! …
انا من البداية اخطأت في اختياري يا بابا … البداية اصلاً كانت غلط … كنت مفكر ان هى دي اللى هلاقي معاها الحب والراحة … قولت يمكن تعوضنى عن الجزء اليتيم فيا اللى امى الله يرحمها سابته … بس انا كنت غلطان اوى … جيت ع الكل علشانها حتى اختى الوحيدة ياما ظلمتها علشان خاطرها … مش بعد ما اتحررت من سحرها ارجعها تانى … انا كدة مرتاااااح .
نظر لابنه بتعمق ثم اومأ بصمت يعلم انه محق … اكمل عمله بينما تنهد نادر واردف متسائلاً بترقب _ هو بدر هيرجع امتى !
اردف ياسر بترقب _ هو كان مفروض ييجي النهاردة بس اختك مرضتش تخرجه … فقال بكرة هيرجع .
اومأ نادر ووقف يتابع عمله برأسٍ شاردة في مستقبله القادم .
&&&&&&&&
مساءاً
عند الجارة ام محمد التى تقف تودع شقيقها وابنته مردفة _ سلم على اخواتك يا محمود … وخلى بالك من سدرة .
اومأ لها محمود بحنو مردفاً _ حاضر يا ام محمد … وعرفي صاحب البيت انك هتخلى الشقة وانا هبعتلك عربية تاخد العفش ..
اومأت مبتسمة تردف بحنو _ حاضر يا حبيبي هكلمه .
غادر مع ابنته بعدما ودعها بينما هى كادت ان تغلق بابها لولا خروج بدر من عند ريحانة الذى منعها .
نظرت له مبتسمة بحنو تردف بهدوء _ حمدالله ع السلامة يابنى … رجلك عاملة ايه دلوقتى ! .
اغلق بدر باب ريحانة واردف بهدوء وترقب _ الحمد لله يا خالة … احسن بكتير تسلمى .
تنهدت تومئ ثم اردفت بترقب _ ممكن اتكلم معاك شوية يا بنى ! .
طالعها بترقب ثم اردف بتروى _ ايه طبعا خالة فيكي تحكى يللي بدك اياه .
اردفت وهى تفسح له المجال _ طب اتفضل جوة نتكلم .
طالعها بترقب قليلاً ثم اومأ وخطى متحفظاً للداخل بترقب يبدو ان الامر جاد .
دلف واغلقت هى الباب بهدوء … اتجه يجلس على الاريكة بحذر بينما هى اردفت بترقب _ تشرب ايه يا حبيبي !
اردف بهدوء _ لا تسلمى … بس قوليلي شو في !
جلست بجواره تردف بهدوء وتروى _ انا يمكن بكرة ولا بعده اسيب الشقة يا بدر… هروح اعيش عند اخواتى يابنى .
نظر لها بتعجب ثم اردف متسائلاً _ اخواتك ! …كيف يعنى خالتى !!! بعتئد كان بينكم سوء تفاهم من وقت موت الحاج ! .
اومأت تردف بتروى _ اتصالحنا يا حبيبي … وهما راضونى وعايزينّى ارجعلهم انا والعيال ونعيش معاهم خصوصاً محمود اخويا محتاجنى جنب بنته بعد ما مراته انفصلت عنه وبعدت … وانت عارف انى ماليش حد غيرهم … واهو العيال يتربوا وسط اخوالهم .
اومأ مؤيداً واردف بهدوء _ معك حق خالتى … اذا انتى قررتى انا مافيني اقول شي .
اومأت تردف بامتنان وشكر _ انت خيرك عليا يابنى من وقت عمك ابو محمد ما مات … كفاية انك رفضت تاخد منى مليم ايجار … جميلك ده فوق راسي واردهولك ان شاء الله لما ربنا يرزقك بالطفل اللى يقر عينك .
شرد يفكر في هذا الحلم البعيد … ترى هل سيتحقق يوماً وسينجب طفل او طفلة يشبهان امهما في كل شئ حتى في نوبات جنونها !
ابتسم تلقائياً يردف بامتنان _ لا تحكى هيك خالتى … هاد واجبي … انتِ كمان ما قصرتي معي بنوب … كمان ما قصرتى مع ريحانة .
اومأت تشجع نفسها مردفة بترقب _ ايوة يابنى … هو ده بقى الموضوع التانى اللى انا عيزاك في .
ضيق عيناه بترقب يردف متسائلاً _ شئ خاص بريحانة !
اومأت تردف بترقب _ ايوة يا حبيبي … انت عارف انى همشي وانا على عيني اسيبها … علشان كدة عايزة اوصيك عليها يا بدر … مش عيزاك تظلمها يا بنى … انا من وقت ما هى جت هنا وانا بصراحة ملاحظة انك بعيد اوى عنها … وهى مراتك يا حبيبي وليها حق عليك بردو .
طالعها بتعجب … اردف بتساؤل _ ريحانة خبرتك شي خالتى ! .
هزت رأسها بنفي مردفة _ لاااا … عمرها ما اشتكت … الكلام ده نابع من ام لابنها … انت عارف انى بحبك وخايفة عليك يا حبيبي … وعارفة انك اتعذبت كتير اوى في حياتك وكنت شاهدة على حزنك … ومشوفتكش فرحان من قلبك غير لما قمر دخلت حياتك … بس يا حبيبي ربنا قال اعدلوا … وانا مش عايزاك تبقى ظالم .
التوى قلبه من حديثها واردف وهو يتقلب في مجلسه _ لا خالتى … اعوذ بالله ان اكون ظالم … بس فيه شغلات انتِ ما بتعرفيها .
اومأت مردفة بتفهم _ فهماك يابنى … فهماك بس بردو خلي بالك منها … انت عارف وضعها ولما انا همشي هتبقى محتجاك اكتر .
تزاحمت الافكار في رأسه وتشوش عقله في لمح البصر … شرد يفكر ويعيد حديث ريحانة السابق وحديث تلك السيدة الذى سيؤرقه ويشتته ..
اردفت هي عندما لاحظت تشتته _ انا بقولك كدة يابنى علشان بحبك … متزعلش منى ده بعشمي معاك .
اومأ لها ووقف على حاله يردف قبل ان يغادر _ تمام خالتى ما تعتلي هم … ان شاء الله بيصير خير … عن اذنك .
قالها وغادر للخارج بشرود ومنه الى شقه قمر ليفكر ويعيد ترتيب افكاره المتزاحمة .
صعد للأعلى يطرق بابها … فتحت له تطالعه بعيون مشتاقة معذبة ولكنه لم يبادلها بل مر شارداً حتى دلف واتجه يجلس على الاريكة .
اغلقت الباب واتجهت خلفه ثم جلست امامه تطالعه بتعجب متسائلة _ بدر ! … فيه حاجة حصلت ؟
لقد ظنت ان ريحانة اخبرته بالأمرين التى حادثتها عنهما … لذلك تسائلت … اما هو تطلع عليها بشرود وصمت فتعجبت من نظرته الضائعة وتسائلت مجدداً _ حصل ايه يا بدر احكي لي .
نظر لها بعمق ثم تسائل كأنه يحادث نفسه بترقب _ قمر هلا انا ظالمها لريحانة !
توتر داخلها وابتلعت لعابها مردفة بتساؤل _ ازاي !
سحب شهيقاً عالياً يردف بضيق وشرود وتشتت _ من وقت ما رجعت معي لهون وانا ما عم اراعيها منيح … وقتها اغلبه لحالها و حتى بهالاسبوع انا ما نزلت لعندها بنوب … هاد ظلم .
التوت احشاؤها بشعور مؤلم لا ارادياً واردفت بعيون لامعة _ بس اللى اعرفه ان ده طلب ريحانة يا بدر … ازاي هتعطيها حقوق هي رفضاها ! … والاسبوع ده انت كنت ممنوع تماماً من نزول السلم علشان كدة منزلتش … وكنت دايماً بتكلمها في الموبايل تطمن عليها … وغير كدة انا كنت يومياً بنزلها … انت قولت ان علاقتك بريحانة بنت عمك وبس يا بدر يبقى ظالمها ازاي !
نظر لها بتشتت واردف بحزن _ بس هى مرتى يا قمر … هاد شى حقيقي مافيني اغيره .
انسحب قلبها بشعور مميت واردفت بألم طغى على ملامحها _ هي ريحانة قالتلك ايه يا بدر !
هز رأسه بتشتت ثم اردف _ ما قالت شي … هاي الخالة ام محمد عم توصيني فيها قبل ما تترك البيت … قالت لي لا تظلمها … قالت انى لازم اعطيها حقوقها !
سحبت نفساً قوياً الى رئتيها بالرغم من انعدام الاوكسجين حولها واردفت بشعور مميت _ حقوقها ازاي يا بدر ! ..
افاق على نبرة صوتها المعذبة فطالعها بلهفة واردف وهو يتطلع على ملامحها بحب وعذاب _ لا قمر مو متل ما فهمتى بنوب … انا عم فكر معك بصوت عالي … انا مافيني اساوى هيك بنوب لا مع ريحانة ولا مع غيرا … وانا وقت وعدتك بهالشى كنت صادق معك … انتِ مكانتك بقلبي محفوظة … بس انا عم فكر في حل معك لحتى ما اكون ظالم قمر … عم تفهمى عليّ .
برغم الألم والخوف الذى اجتاحها الا انها اومأت تردف بهدوء وتروى لاول مرة _ فهماك يا بدر … وعلشان ترتاح يبقى لازم تتكلم مع ريحانة … لا انا ولا ام محمد هنقدر نفيدك او نشيل عنك احساس الظلم اللى انت حاسه … بس انا من وجهة نظرى انك اتعاملت مع ريحانة معاملة ابن العم اللى مافيش زيه … انما لو كزوج فدة امر منتهى يا بدر … انت وهى حكمتوا فيه من اول ما رجعت .
نظر لها مطولاً … ثم اومأ يردف بتأكيد _ معك حق قمر … انا ضرورى احكى مع ريحانة … ورح احكى معها هلا .
اومأت مشجعة … فهى على يقين ان ريحانة ستخبره بأمر الانفصال وقتها سيتم حسم هذا الموضوع الذي يؤرقها ويرهقها ويؤلم قلبها وقلبه ويعطيه شعور بأنه ظالم .
وقف على حاله ثم اتجه يعانقها بقوة مردفاً بحب وحزن _ ما تزعلي منى … انا عم اشاركك احزانى لانو انتِ جزء منى … بس صدقيني ما بقدر ع زعلك بنوب .
بادلته العناق بقوة تعتصره كأنها لم تراه منذ دهر ثم ابتعدت تطالعه بعيون عاشقة مردفة بحب _ يالا روح اتكلم مع ريحانة وشوف هتقولك ايه !
اومأ لها مبتسماً ببعض الراحة ثم خطى للخارج ومنه للاسفل .
طرق الباب ودلف شقة ريحانة ينادى عليها فلم يأتيه رد .
ترقب ووقف ثم خطى بحذر الى غرفتها فوجدها تصلى فرضها بتمعن .
تنهد وعاد مكانه يجلس ينتظرها على الاريكة التى تحتل الصالة .
بعد دقائق جائته هي على كرسيها تطالعه بتعجب مردفة _ شو في بدر صار شي !!
تنهد واردف بترقب _ تعى ريحانة بدي احكى معك شي ضرورى .
ترقبت ريحانة وتوقفت بكرسيها امامه متسائلة بقلق _ شو في بدر !
نظر لها بتعمن يردف بهدوء وتعقل _ مو انا يا بنت الناس وقت اجينا ع هون حكيت معك ان ما رح قصر معك بشى ! … مو قولتلك رح اعطيكِ حقوقك كلها وانتِ ياللي ما قبلتى ! … مو حكيت معك بدل المرة كتير وانتِ يللي دائماً كنتِ عم ترفضي !.
تعجبت من لهجته واردفت بتأكيد _ ايه انا طلبت هيك بدر ليش شو صار !!!
تنهد بعمق ثم اردف يخفى امر الجارة _ قوليلي شو بدك ريحانة عن جد … كونى صريحة معى متل ما تعودت منك وقوليلي شو بدك منى لحتى يهدا عقلي لانو انا ما بعرف كيف اتصرف … عم اختنق كل ما بحس حالى ظالمك … مو مرتاح ريحانة .
تنهدت بعمق ثم تمهلت قليلاً قبل ان تردف _ اسمعى بدِر … بالاساس انا كنت رح خبرك بس قولت انطر لحتى افتح هالمشغل بعدا ما بقى فيك ترفض .
ضيق عيناها متسائلاً بترقب يردف _ ارفض شو ريحانة !
سحبت شهيقاً عالياً واردفت بترقب _ انا بدى انفصل بدِر … بدى اطلق .
صدمة الجمت لسانه وظل صامتاً لدقائق ثم اردف بترقب _ تطلقي !!! … كيف يعنى ! … كيف فيكي تطلبي هيك شى منى !!!
تنهدت تردف بتروى _ اسمعنى بدِر وافهم شو بدى … وقت كنت بعيدة عنك ما فكرت ف الطلاق ولا غيره لانه كنت بعيد وما بتعرف انى عايشة … لانو انا ما بقى عندى شي اقدمه لهالعلاقة … الله كرمنى باختبار وانا راضيانا فيه … ما كان بدى شى غير انك تضل بعيد وبخير … بس هلا انا ما عم بتحمل عن جد … ضميري عم يوجعنى … حاسة حالى عم اظلم هالمخلوقة معي … انت وياها يحقلكن تعيشوا حياة هادية مو مضطرين تتحملوا مسئوليتي لانه بالاساس انا ما هقبل بهيك شي … هي تزوجتك وانت لحالك كيف فيني اجبرها هلأ تتقبلنى بحياتك !! منشان هيك انا رح افتح مشروعي واطلق منك واضل هون بصفتى بنت عمك فقط .
نظر لها بتعمن وصمت لثوانى قبل ان يردف _ بتعتقدى انى هقبل بهيك شى !!
تنهدت بضيق واردفت برجاء _ منشان الله بدِر … لا توجعلي قلبي … اذا كان إلي خاطر عندك اتركتى اعيش بسلام … ما تساوى متل ما سويت بالماضي وقت ما رفضت تتزوج علي لحتى تجيب ولاد .
وقف على حاله يشعر بالاختناق وبالتشتت والتيه لاول مرة يحاصر بين امرينٍ احداهما مخالف لضميره وشهامته والآخر مخالف لقلبه وكيانه وروحه …
زفر باختناق ولكنه اختار ضميره واردف بثقة وتأكيد قبل ان يغادر _ ما رح اطلق ريحانة … انسيلي هالكلام كله … اذا بدك ايانى اكون هون بصفتى ابن عمك بس … ايه تمام على راسي … بس طلاق ما في …. ويكون بعلمك انا رح ساويلك اطراف صناعية … بس لحتى ادبر حالي وبعدها بخبرك .
قالها وغادر يتركها ويصعد شقته … فتح ودلف يتجه للاريكة ويجلس عليها … خرجت قمر من غرفتها على صوته تطالعه بترقب مردفة بهدوء وتساؤل _ بدر ! … عملت ايه ؟!.
قالتها وهي تجلس امامه بترقب ولكن عقله شارداً حتى ان صوتها لم يصل اليه .
تنهدت بعمق وتعالت نبضاتها وقررت انتظاره قليلاً حتى يهدأ يبدو ان الامر كان مرهقاً .
ظل على حاله ينظر للا شئ ويفكر ثم خرج من شروده على ملامحها التى يعشقها وهى تطالعه بترقب وقلق .
نظر لها بتعمن ثم اردف _ ريحانة بدها تطلق قمر .
سحبت شهيقاً عالياً تريح به لوعة صدرها ثم اردفت بهدوء ونبرة صوت مريحة لاحظها هو _ وانت قولت ايه !
نظر لها بعيون ضيقة وتعجب يردف _ انتِ كنتِ بتعرفي !!!
طالعته بتمعن ثم اومأت مردفة بصدق _ ايوة كنت عارفة … ريحانة قالتلي يا بدر .
وقف على حاله يطالعها بصدمة ويردف بعقلٍ مشتت _ منشان هيك قلتى لي انزل حاكى ريحانة !!
وقفت هى الآخرى تطالعه بتعجب مردفة _ ايوة لانك كنت حاسس انك ظالمها ! … قولت اكيد كدة هترتاح لما هى تقولك قرارها .
طالعها بعمق وصدمة ثم اردف بحدة دالة على افكاره المتزاحمة والمشتتة _ بس انا مافيني اكون انانى متلك قمر … مافيني !
نظرت له ذاهلة والألم اعتصر قلبها تردف بعيون لامعة _ انا انانية !! …. انا يا بدر ! .. انا لو كنت انانية كنت طلبت الطلب ده من اول ما اعترفتلي بحبك ليا … لو كنت انانية مكنتش قبلت ابداً اكون ضرة مع ان ده اكتر لقب بكرهُ … بس انا قبلت يا بدر … قبلت علشان بحبك وعلشان وضع ريحانة .
هز رأسه يردف بنبرة حادة لاول مرة يستعملها امامها _ وانا خبرتك ان ريحانة ما رح تأثر على حياتنا قمر … قلتلك انو هي بالنسبة لإلي آخر حدا بقيان لي من اهلى ومافيني اتركها …. قلتلك ان الها وضع خاص وما فيني اتغاضى عنه .
هزت رأسها متألمة تردف بصدق _ وانا مقولتش تسيبها ولا عمرى هقول كدة … ولا حتى كنت هفكر انك تطلقها لولا ان هى اللى طلبت … مع ان من حقي يا بدر انى اكون الوحيدة اللى على اسمك وانت اللى اديت لي الحق ده … بس انا تقبلت ريحانة برحابة صدر لان وضعها اجبرنى على كدة … لكن هي اللى قررت ده … وهى هتفضل عايشة معانا على انها بنت عمك … وهى قادرة تتعامل مع وضعها … انا من وقت ما جيت محستش منها انها مُعاقة بالعكس هى رافضة انها تتحط ف الخانة دى … وكمان انت قلت انك هتركبلها اطراف صناعية يبقى ليه ترفض !!
هز رأسه … عقله لا يستوعب … تنهد بعمق يردف بهدوء بعض الشئ بسبب تريثها الذى يلاحظه لاول مرة _ افهمى علي يا بنت الناس …. انا هلأ عم فوت عندها براحتى لانها زوجتى … هلا اذا هى مرضت فيني اراعيها بحرية لانها زوجتى … اذا كان بدها شى او شغلة لزمت خروجها من البيت فيني ادخل لانها زوجتى … كيف فيني طلقها !! … كيف اتركها وانا بعرف انها بحاجتى ! … ما بقالها حدا … امى حليمة اتوفت … وحتى الخالة ام محمد رح تترك البيت … ما إلها حدا غيري .
ألم اعتصر صدرها بمجرد اعترافه انها زوجته … اقتربت منه حتى لفحت انفاسها المعذبة صدره مردفة وهى ترفع انظارها اليه بعيون مرهقة _ انا موجودة … انا مش هسيبها يا بدر … صدقنى مش هسيبها … هفضل معاها لو احتاجت اي حاجة … وانت كمان معاها بصفتك ابن عمها … ولو وصل الامر ممكن نجيب جليسة بس اعملها اللى هي عيزاه … ريحها وريح نفسك وريح قلبي يا بدر .
تعمق في عيناها المرهقة واستشعر ألمها … التوى قلبه لهيأتها ولكن ضميره اجبره على قول _ ما فيني قمر … ما بيصير … يمكن اذا سوينا هالاطراف وقدرت توقف ع اجريها وقتها بفكر بس هلا مستحيل .
التوت احشاؤها وشعرت بالنيران تتآكلها … لقد كانت تتأمل شيئاً آخر منذ ان اخبرتها ريحانة بأمر الانفصال … نزلت عبرة من عيناها امامه أضعفت قلبه العاشق ومد ذراعه ليعانقها ويربت على قلبها ولكنها اوقفته بحركة يدها ومسحت دموعها بعنف مردفة بقوة وشموخ _ تمام … كويس انك ريحت ضميرك … بس عمر قلبك ما هيرتاح يا بدر … المرة دى انت ظلمت الكل .
تركته وغادرت مسرعة الى غرفتها تحبس نفسها في الداخل بينما هو شدد من خصلاته بقوة وقلبٍ ممزق قبل ان يقرر مغادرة المنزل بأكمله .
اما هى فجلست على فراشها وسمحت لدموعها الابية ان تسقط … كانت تتأمل شئ آخر تماماً ولكن دائماً ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه .
شردت لوقت تفكر وتفكر الى ان استدلت على امر ستنفذه بدئاً من هذه اللحظة .

google-playkhamsatmostaqltradent