Ads by Google X

رواية زهرة الفصل السابع 7 - بقلم ندي أشرف

الصفحة الرئيسية

   رواية زهرة كاملة بقلم ندي أشرف عبر مدونة دليل الروايات

رواية زهرة

 رواية زهرة الفصل السابع 7

دلفت زهرة إلى والدتها تتلهف إلى رؤيتها والتحدث إليها فاحتضنتها قائلة:
- ماما حبيبتي الحمد لله على سلامتك.. وحشتيني.
أجابت في تعب:
- الله يسلمك يازهرة.. طمنيني يابنتي.. انتي كويسة؟
- الحمد لله أنا بخير ماتقلقيش عليا، دا أنا في أحسن حالاتي دلوقتي لما عرفت إنك فوقتي وبخير، ماتتصوريش كنت هموت عليكي ازاي، يرضيكي تعملي فيا كدة؟
قبلت يد والدتها في حنان وأخذت سنية تُربت على رأسها وتحنو على شعرها في تعب قائلة:
- أنا معرفش إيه اللي حصلي.. فجأة حسيت بدوخه ومحستش بأي حاجه تاني حواليا.. زهرة عاوزاكي تسمعيني كويس يابنتي..
رفعت زهرة رأسها تنظر في عيني سنية بإنصات واهتمام قائلة:
- نعم ياحبيبتي قوليلي أنا سمعاكي..
- أنا حاسه إني هموت قريب وعايزة أتطمن عليكي.. في حاجات كتيرة انتي ماتعرفيهاش وجه الوقت إنك تعرفيها..
أجابت زهرة وهي تبكي حزناً على حال والدتها:
- انتي بتقولي ايه بس يا ماما بعد الشر عليكي ربنا يبارك في عمرك يا حبيبتي ومايحرمنيش منك أبداً، عشان خاطري بلاش تقولي كدة تاني، وانتي هتبقي زي الفل وهنرجع بيتنا نعيش حياتنا زي ما كنا..
استطردت قولها بصعوبة قائلة:
- إسمعيني بس يا بنتي.. المنشاوي بيه مش مجرد شخص غريب أبوكي كان شغال عنده، هوا يبقى من أهلك.. أهل أبوكي يعني..
تعجبت زهرة فتسائلت:
- من أهلي! ازاي يعني مش فاهمة؟
- هقولك..

قصت عليها كل شيء يوضح صلة القرابة فيما بينهم وسبب عدم معرفتها بالأمر لهذا الوقت..

جلست زهرة تحدق في والدتها غير مستوعبة ما سمعت حتى قطع حديثهم صوت طرقات سليم على الباب ثم دلف قائلاً:
- السلام عليكم..
ثم نظر إلى سنية مبتسماً فقال:
- حمدالله على سلامتك ربنا يتم شفاء حضرتك على خير..
بادلته الابتسامة فقالت:
- الله يسلمك ياحبيبي كتر ألف خيرك..
صمت قليلاً ثم توجه ببصره إلى زهرة قائلاً:
- زهرة بعد إذنك ممكن تسيبينا شويه!
رفعت إحدى حاجبيها في تعجب ثم أومأت لها سنية إيجاباً فقالت في حرج:
- تمام، هجيب عصير وأرجع تاني..
خرجت وهي في حيرة من أمرها تتسائل فيما سيتحدث سليم مع والدتها..
وقفت أمام الباب رأت في وجهها المنشاوي وزوجته جالسين يتحدثون فتأملت وجهة وهي تقول في نفسها: " يعني إحنا قرايب! عشان كدة فيك من بابا شبه كبير.."
لاحظها المنشاوي فناداها ودعاها للجلوس بجانبهم والاطمئنان منها على والدتها..
٭٭٭
٭في ڤيلا المنشاوي٭
دخل عثمان السواق ويحمل بين يديه العديد من الحقائب وخلفه فريدة فتسائلت سماح بتعجب:
- إيه ده يا عثمان؟
أجاب:
- دي شنط الست فريدة.. تؤمريني بحاجه؟
- لا ياعثمان شكرا روح انت..
- عن إذنك ياهانم..
دلفت فريدة في حماس قائلة:
- اشتريت يا ماما شوية لبس واكسسوارات إنما إيه.. تحفة.
أجابت سماح في حنق:
- كل دي شنط جايباها ليه بتتجوزي؟ وإيه التأخير دا كله!
أجابت بدلال:
- يا ماما بقى دا بدل ما تقوليلي فرجيني وتشوفي ذوقي!
سحبتها من يدها وأجلستها أمامها قائلة:
- لا سيبك من الكلام ده دلوقتي، أنا عندي ليكي خبر حلو أوي..
أجابت فريده بفرحه:
- يبقى أكيد زهرة سابت الڤيلا خلاص صح؟
- يعني حاجه زي كدة.. المنشاوي كلم بدرية وطلب يكلم زهرة مخصوص وبعدين مشيوا بسرعة على المستشفى حتى ملحقتش أفهم منهم إيه حصل بالظبط، بس شكلها فاقت من الغيبوبة..
تنـهدت فريدة قائلة:
- ياه دي كانت هم على قلبي، مش بتنزلي من زور والله يا ماما البنت دي.. معرفش ليه!
لكمتها سماح على كتفها قائلة:
- بقى ماتعرفيش ليه بردو.. خايفة لا تاخد سليم منك ها..
ردت فريدة في حرج:
- الله، إيه الكلام ده بس..
ضحكت سماح فقالت فريدة:
- أنا هاروح المستشفى لازم أعرف إيه اللي حصل بالظبط..
- لأ ماتروحيش، خبر دلوقتي بفلوس بكرة ببلاش..
سحبت حقيبة يدها وذهبت قائلة:
- لأ معلش أنا هروح أعرفه بفلوس خليني أتطمن، هكلمك لما أعرف أي حاجه..
حاولت سماح منعها لكنها أصرت على الذهاب فصرخت بها قائلة:
- ماشي يا فريدة لما ترجعي أنا هعرفك إزاي تتجاهليني وتمشي اللي في دماغك تاني!.
٭٭٭
٭في المستشفى٭
هتفت سنية في تعب بنبرة ضعيفة:
- خير يابني اتكلم، في حاجه حصلت؟
اقترب منها سليم فقال بتردد:
- لا لا مافيش حاجه حصلت أنا بس في موضوع مهم حابب أتكلم معاكي فيه قبل ما أي حد يجي ويسمعني..
تسائلت في حيرة:
- موضوع إيه ده ماتتكلم يابني قلقتني!
- هوا بخصوص زهرة.. أنا.. يعني..
من وقت ما شوفتها وأنا معجب بيها جداً وبأخلاقها وبتمنى لو تكون من نصيبي.. صدقيني أنا عمري ما كنت مشدود لحد كدة ولا شغلت بالي بالأمور دي بس زهرة غير!

بكت سنية من فرحتها لما تسمع فقالت:
- بس يابني إنت فين وزهرة فين! ومين يرضى بعلاقة زي دي.. أكيد أهلك هيتمنوا ليك نسب غير..
قاطعها سليم قائلاً:
- أنا عرفت إن في صلة قرابة بيني وبين زهرة وأنا أولى بيها من أي حد تاني.. وغير كدة أنا بحبها.. أنا بحب زهرة وعايز أتجوزها !
دلفت زهرة على فجأة قائلة:
- يا نهار إسود!
شعر سليم بالحرج الشديد فقال:
- طيب استأذن انا بقى..
هتفت سنية:
- لا استنى يابني متمشيش.. إنت بقيت بالنسبالي عامل زي طوق النجاة اللي طمن قلبي وأنا كنت حاسة نفسي زي الغرقانة وماليش إيد واحدة تشدني لبر الأمان.. أو مش تشدني أنا بالتحديد، زهرة.. هيا اللي كان نفسي أحسها في أمان بعد اللي حصلي وبعد ما بدأت أحس إن أيامي في الدنيا معدودة!
فأجاب:
- متقوليش كدة ربنا يبارك في عمر حضرتك
فاستطردت قولها:
- إنتوا لسة صغيرين على كلام زي ده بس ما باليد حيلة..
تخبطت مشاعر زهرة ولم تعرف اتفرح لما سمعت أم تحزن فقالت:
- طب يعني هوا دا وقته يا ماما؟ بصراحه انا مش عارفه اقول ايه ثم أخفضت بصرها في حرج شديد..
استجمع سليم قوته وشجاعته فقال:
- تقولي موافقة بيا ولا لأ.. وعد عليا لو وافقتي لأقف جنبك لحد ما تتخرجي وتحققي اللي بتتمنيه وأحافظ عليكي وأشيلك جوا عنيا كمان، وربنا يباركلنا في عمر طنط سنية وتشوفك معاية في سعادة وأكيد هيا مش هتتمنى لبنتها أكتر من كدة!
تسائلت زهرة:
- والمنشاوي بيه رأيه إيه فالكلام ده؟
- سيبك من كل ده أنا هعرفهم بالوقت المناسب بس أهم حاجه عندي أعرف، إنتي موافقة بيا ولا لأ؟
وحبيت أتكلم مع مامتك عشان تبقى نيتي واضحة معاكي إني مش بتسلى بيكي وتثقي فيا..
تسائلت سنية في رجاء:
- ها يا زهرة طمني قلبي يابنتي وقولي إنك موافقة أنا مبقتش ضامنة في عمري بقية..
أجابت زهرة وقد ترقرقت عيناها بالدمع قائلة:
- أي حاجه ترضيكي يا ماما أنا موافقة عليها بس عشان خاطري بلاش توجعي قلبي بالكلام ده..
ابتهج سليم لما سمع فقال:
- يعني موافقة؟!
اجابت في خجل:
- موافقة..
- يبقى نقرا فاتحة بينا وبين بعض كدة لحد ما تبقى رسمي بإذن الله.. وأفاتح بابا وماما فالموضوع.. تمام؟
أجابت سنية في سعادة رغم شدة قلقها ومخاوفها من ردة فعل المنشاوي وزوجته بدرية قائلة:
- على خيرة الله..

استطاعت فريدة أن تصل إلى المستشفى وبالفعل وصلت إلى الغرفة فلم تجد أحد بالخارج فقد ذهب المنشاوي وبدرية للتحدث مع الطبيب..
دلفت على حين غرة فسمعت سنية تقول:
- مبروك عليكم ياولاد وعقبال خطوبتكم رسمي وجوازكم إن شاء الله...

وقفت في صدمة لا تستوعب ما يحدث نظرت إلى زهرة في كره وحقد شديدين وشعرت حينها أن كل محاولاتها في التقرب من سليم باءت بالفشل ولن تحصل عليه أبداً، لم يكن ينظر سليم لأي فتاة بأن تكون زوجة له بناءً على شكلها أو جسدها.. بل كانت تسقط فريدة من عينيه في كل مره حاولت فيها إظهار مفاتنها له أكثر كي يُعجب بها ويتزوجها.. لم تلفت إنتباهه سوى الفتاة المحتشمة التي تستحق أن تحمل إسمه وأن تكون زوجة صالحه له وأم صالحة لأولاده.

فقدت السيطرة على أعصابها وهي تتسائل:
- هوا إيه اللي بيحصل هنا بالظبط
أجاب سليم غاضباً:
- إنتي اللي بتعملي إيه هنا؟ وازاي تدخلي كدة من غير استئذان؟ انتي مش هتبطلي حركاتك دي أبداً..

أعادت السؤال مرة أخرى قائلة في غضب:
- رد عليا يا سليم الست دي بتباركلكوا على إيه؟
أجاب في جمود:
- أنا طلبت زهرة للجواز وهيا وافقت..
الموضوع لسة بينا وإن شاء الله قريب تبقى خطيبتي.. ابتسم ثم قال : - بس الموضوع ده يفضل بينا ها.. مش هتباركيلنا ولا ايه!

صرخت به غاضبة:
- نعم! خطيبتك! أمال أنا إيه؟!!
تسائل باستنكار:
- مش فاهم إنتي إيه ازاي يعني؟ إحنا عمرنا ما كان في بينا حاجه.. فريدة لو سمحتي إرجعي لعقلك وروحي عالبيت أحسنلك بعدين نتفاهم..

نظرت فريدة إلى زهرة في غضب وهي تبكي قائلة:
- إنت بتسيبني أنا عشان دي!
ثم ذهبت مندفعة بإتجاه زهرة وقامت بجذبها من حجابها بشدة حتى إنخلع عنها الحجاب ونزل شعرها منسدل بنعومة وهي تحاول الإفلات من بين يديها حتى صار وجهها أحمر قائلة:
- إبعدي عني يا مجنونة إنتي أكيد مريضة نفسياً.. ظلت تحاول إبعادها عنها بلا جدوى حتى تمكن سليم من دفعها بعيداً عن زهرة ثم صفعها على وجهها بقوة سقطت على إثرها على الأرض قائلة:
- بتضربني عشانها يا سليم! والله لأوريكوا انا مش هسيبكوا في حالكوا وهتشوفوا انا هعمل إيه..

شعرت سنيه بالذعر والرعب على إبنتها التي تعرضت للضرب فجلست تتنفس بصعوبة وتعب فسألتها:
- زهرة انتي كويسة يابنتي؟ حقك عليا ماتزعليش..
كذلك قال سليم وهو يمد يده إليها بالحجاب:
- أنا آسف على اللي حصل ده..
توجهت صوب والدتها قائلة:
- أنا كويسة ياحبيبتي متخافيش.. حصل خير.
رد سليم مازحاً:
- طبعاً حصل خير مش لسة قاريين فاتحتنا..
تنهدت زهرة ثم قالت في قلق:
- أكيد فريدة هتقول لباباك على اللي حصل وتسببلنا مشاكل وكل حاجه تخرب بسببها..
سنية:
- صحيح مكنتش قولتلها ياسليم اتسرعت إنت
أجاب:
- ولا يهمكوا أنا هتصرف..
أطرق المنشاوي على الباب ثم دلف هو وبدرية ليمطئنوا على سنية.

أما فريدة فقد خرجت من المستشفى مسرعه تبكي وكانت تستشيط غضباً لا ترى أمامها شيء، تتخبط في كل من يأتي في طريقها ولا تعتذر تنظر إليها الناس بتعجب و يضربون كفاً بكف..

بدأت في البحث في هاتفها عن رقم السائق الخاص دون أن تهتم للطريق أمامها ويدها ترتعش إثر توتر أعصابها وفجأة صدمتها سيارة يقودها شاب من الشباب الطائش الذي لا يهمه أي شيء في الحياه سوى متعته ونفسه!

لم تشعر فريدة بشيء إلا أن تلك السيارة صدمتها بقوة حيثُ جعلتها ترتفع عن الأرض وتعود إليها مغشياً عليها والدماء تحاوطها من كل مكان..

هبط ذلك الشاب مسرعاً حتى كاد قلبه أن يتوقف قائلاً:
- يا آنسة.. يا آنسه، إنتي سمعاني؟ طيب ردي عليا الله يخليكي..
تلطخت يده بدمائها ولا هي تستجيب لندائاته..
إجتمع الناس من حوله فقال أحدهم:
- لا حول ولا قوة الا بالله البنت ماتت ولا إيه؟
كذلك قال الآخر:
- هيا دي أخرة السواقة بجنون، عاملين سباق مع الزمن انتوا!!
وآخر:
- دا كإن الدنيا ليهم عالم متعرفش يعني ايه نظام حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا..
ورفع أحدهم هاتفه ليقوم بتصوير الحادث..

لم يسمع الشاب لأي منهم فقد كان بعالم آخر لا يعلم ما الذي سيحدث له وبأي مصيبة أقحم نفسه!
فقام سريعا أغلق سيارته وحملها إلى داخل المستشفى سريعا في قسم الطوارئ.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية زهرة) اضغط على أسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent