رواية القاتل الراقي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم سارة بركات

الصفحة الرئيسية

   رواية القاتل الراقي كاملة بقلم سارة بركات عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية القاتل الراقي الفصل التاسع عشر 19

“موعدٌ مع الملك”
إستقرت مريم بأحضان ياسين وهي تبكي بقوة على ما حدث؛ أما هو كان يربت على رأسها بهدوء .. قتل رجاله آسر ولكن مريم ظلت مختبئة بأحضانه خوفٍا مما ستراه إذا خرجت منه .. وبعد ثوانٍ قليلة شعرت مريم بأن ياسين يسحبها لتقع معه أرضًا … نظرت له بعدم إستيعاب وإنتبهت لتلك الدماء التي تسيل من جسده وبالتحديد أسفل ظهره لتتأكد أن الرصاصة التي أطلقها آسر قد أخذها ياسين عنها ..
مريم ببكاء:”ياسين.”
نظر لها ياسين وهو يشعر بالألم ولكنه فقد الوعي .. حمله رجاله سريعًا ووضعوه بسيارة وهرولت مريم خلفهم ركبت معه بذات السيارة وأسندت رأسه على ركبتيها وأمسكت بيده بقوة وتبكي بنحيب على ما حدث … تشعر أنها تائهة .. تشعر ان الحياة أصبحت مُظلمة أكثر مما كانت ..
مريم ببكاء:”ياسين.”
فتح عينيه مرة أخرى …
مريم:”ماتسبنيش.”
رفع إحدى يديه وقام بمسح دموعها المنهمرة ولكنها كانت مستمرة بالبكاء ..
ياسين بدون وعي:”تهون الدنيا كلها قدام دمعة من عيونك.”
مريم ببكاء:”أنا هعمل كل إللي هقدر عليه عشان أنقذك.”
أغمض ياسين مرة أخرى وضغط على يدها برفق وتحدث بجملة واحدة قبل ان يفقد وعيه مرة أخرى ..
ياسين:”أنا واثق فيكي.”
فقد ياسين وعيه وإزداد بكائها أكثر .. ضغطت على مكان جرحه لكي تمنع النزيف ولكنه كان شديدًا يبدو أن هناك عضوٌ ما قد أُصيب!! … بعد مرور عدة دقائق .. وصلت سيارة ياسين وخلفها سيارات رجاله .. وهنا إقترب المُسعفون مهرولون نحو سيارة ياسين وللمفاجأة فقد إنتشر الخبر سريعًا لقد كانت الصحافة أيضًا بإنتظار قدومه وبدأوا بتصوير كل شئ … حمله المسعفون على النقالة وتتبعهم مريم مهرولة غير آبهة بملابسها المليئة بدمائه، بل كانت تبكي فقط وهي تنظر إليه هكذا مغمض العينين لا تذكر كيف أتوا هنا وكيف حدث كل هذا، كانت كالمُغيبة ولكن كل ماتذكره أن قلبها كاد يخرج من مكانه لخوفها عليه في تلك اللحظة … تلك اللحظة فقط جعلتها تنسى من هو! … ومنذ ذلك الحين وهي تبكي بكثرة على ماحدث له وتتمنى ألا يتركها الآن، راقبت المُسعفون وهم يدخلونه لغرفة العمليات ورأت الممرضات يهرولون نحو الغرفة ومعهم بعض الأطباء أما طارق فقد كان يراقبهم ولم يُحرك ساكنًا وتجاهل خبر أن ياسين المغربي قد أصيب بعيار ناري كما إنتشر في الصحف بسرعة .. تقابلت نظراته مع مريم التي تبكي ولكنه تجاهلها وتركها .. نظرت مريم في إثره ولكنه قررت أن تتبعه …
مريم:”دكتور طارق.”
إلتفت طارق لها بإستفسار …
مريم ببكاء ورجاء:”بعيدًا عن أي خلاف شخصي بيني وبينك، أنا برجوك إنك تبقى معايا في العملية دي.”
طارق عاقدًا حاجبيه بغضب:”مش هبقى معاكي، أنا آسف بس ماتطلبيش مني أنقذه.”
نظرت له مريم بعدم فهم ولكنها تجاهلت ذلك وترجته مرة أخرى …
مريم:”طب أرجوك، إلتزم بالقسم إللي إنت أقسمته وساعده معايا ده مريض محتاج للإنقاذ.”
طارق بغضب وتكرار:”ماتطلبيش مني أنقذه … سيبيه يموت.”
مريم بنفي:”ماقدرش أسيبه يموت .. انا محتاجاك تساعدني، محتاجه وجودك عشان ترشدني .. الإصابة أسفل الظهر بس من الجنب .. أنا خايفة عشان أنا في حالة مش هقدر إني أعمله العملية فيها خايفة مشاعري تسيطر عليا، خايفة أعمل حاجة غلط في العملية ويحصله حاجة.”
نظر لها لثوانٍ عديدة وبعدها تحدث ..
طارق بتنهيدة:”إلغي مشاعرك وإعمليله العملية إنتي قدها، لكن صدقيني أنا مش هعمله العملية.”
هزت رأسها بهدوء ذهبت لغرفة تبديل الملابس .. نظر طارق في إثرها متمتمًا بضيق ..
طارق:”هتندمي على كل ده بعدين.”
ثم إتجه نحو مكتبه .. دخلت غرفة العمليات بعدما قام الأطباء والمرضى بجميع الإستعدادات لبدء العملية … نظرت مريم لجسده النائم بإستسلام لمصيره … أغمضت عينيها وهنا هبطت دمعة أخيرة قبل أن يظهر في ملامحها الجدية .. إنضمت للأطباء الموجودين بالغرفة وبدأوا بتنفيذ العملية … إنتشرت الصحافة حول المشفى ولكن ماكان يمنعهم من الدخول رجاله المنتشرين بالمشفى أيضًا … كانت أشرقت تجلس بشرفتها في منزلها بمنتصف الليل تشرب قهوتها وتراقب قطة صديقتها وهي تلعب .. أغمضت عينيها عندما لامس شعرها نسمة هواء رائعة ولكنها فتحتهما بإتساع عندما سمعت ذلك الخبر الذي يتم إذاعته الآن بالتلفاز .. إستقامت من مقعدها وخرجت من الشرقة ونظرت لخالتها التي كادت أن تغير القناه ولكنها تحدثت ..
أشرقت:”سيبي القناة يا خالتو.”
نظرت لها خالتها بإستفسار … أما أشرقت نظرت للتلفاز ورأت مقاطع مصورة لصديقتها التي تبكي وهي تحتضن جسد زوجها ..
؟؟:”لقد تم إغتيال رجل الأعمال ياسين المغربي بعد يومٍ من زفافه الذي كان مفاجأة منه للجميع و…………”
كانت أشرقت ترى الخبر وهي حزينة وخاصة عندما رأت دموع صديقتها المنهمرة .. إستفاقت عندما أردفت خالتها بإستفسار ..
خالتها:”هي مش دي مريم صاحبتك؟”
هزت أشرقت رأسها سريعًا وتركت الكوب من يدها وهرولت نحو غرفتها لتقوم بتغيير ثيابها .. لا تدري مريم كم مر من الوقت وهي واقفة على قدميها تقوم بإنقاذ حياته هي وباقي الأطباء … يقومون بكل مايستطيعون فعله لإنقاذه فقد قاموا بإيقاف النزيف وأزالوا العيار الناري من جسده وكل شئ أصبح بخير ولكن توجد هناك عواقب … فقد تضررت إحدى كليتيه بتلك الرصاصة وكان يجب عليهم إزالتها ولأنها زوجته فقد واقفت لكي تنقذ حياته بقدر الإمكان .. و قد قاموا بإزالة كليته اليُسرى … بعد مرور وقت طويل .. خرجت مريم من غرفة العمليات وقامت بنزع كمامتها الطبية وهي تبكي ..
أشرقت:”مريم.”
إلتفتت لصوت صديقتها التي تناديها، رأتها تقف بنهاية الممر إقتربت منها أشرقت وهي تفتح لها ذراعيها إستقرت مريم بأحضانها وهنا بدأت بالبكاء بنحيب .. وكانت أشرقت تُربت على ظهرها ..
أشرقت:”عيطي .. عيطي يا مريم.”
زاد بكائها أكثر وكل ماتتذكره هي أنها كانت سوف تفقده وذلك بسببها هي .. لقد ضحى بنفسه لأجل حمايتها … لقد كانت سيئةً معه كثيرًا في الآونة الأخيرة …
عماد:”مريم.”
إبتعدت عن أشرقت عندما سمعت صوت عماد .. كان يبكي بسبب ذاك الخبر الذي رآه بالتلفاز .. إقتربت منه وإحتضنته ليطمئن … ولكنها كانت تحتاج لياسين نفسه لكي يُطمئنها هو؛ فحتي عندما ضحى بنفسه لأجلها كان يربت على كتفها وشعرها لكي تطمئن وهو جريح يحتاج لمن يخبره أن كل شئ سيكون على مايرام ولكن ما حدث هو العكس …
مريم وهي تنظر في عينيه:”هو كويس … ماتقلقش عليه.”
عماد ببكاء:”أنا ماليش غيره يا مريم.”
هزت مريم رأسها وهي تبكي وإحتضنته مرة أخرى … كان طارق يراقب ما يحدث وتقابلت عينيه مع أشرقت التي تجاهلت وجوده وإبتعدت بأنظارها عنه .. رحل وتركهم بمفردهم .. إنتبهت مريم عندما فُتح باب الغرفة وخرجت الممرضات وهن يحركن النقالة التي تحمل جسد ياسين … هرولت خلفهم وتبعتها أشرقت التي أمسكت بكرسي عماد لكي تساعده في التحرك خلفها … وضعته الممرضات بغرفته وبقيت مريم بجانبه ومعها أشرقت وعماد بنفس الغرفة … تنظر لوجهه الهادئ ذو الملامح الخشنة ممسكة بيده … وبعدها نظرت للأجهزة الموصولة بجسده وهبطت الدموع من مقلتيها مرة أخرى ..
أشرقت:”إنتي مغيرتيش هدومك من بعد ماخرجتي من العملية.”
إنتبهت لما تقوله لها صديقتها ونظرت لملابسها .. إبتعدت عن ياسين ..
مريم:”أنا مش معايا لبس، إللي أنا كنت لابساه مليان بدمه.”
هبطت دمعة من مقلتيها على إثر قولها ذلك ..
أشرقت بإبتسامة:”أنا عملت حسابي، تعالي يلا.”
هزت رأسها وخرجت من الغرفة وتبعتها أشرقت … أما عماد فكان كل ذاك الوقت ينظر لياسين النائم … لم يعهده هكذا إلا في سنواته الأولى لديهم هو وزوجته الراحلة .. كان طفلًا بريئًا سلبت منه الحياة أغلى مايملك وهو والديه … ولكنه أراد الإنتقام وأصرّ عليه ورآه من حقه … وإنتقم لهما وخلُفَ ذلك الإنتقام ميلادُ قاتلٍ قتل براء وتحرك لينتقم من الجميع دون رحمة … قام عماد بمسح دموعه وهو يتذكر كم كان يتمنى أن يصبح ياسين كإبنه تمامًا يستطيع الإعتماد عليه في أي شئ ولكنه قام بعصيانه …
عماد:”شوفت قد إيه الموت قريب مننا؟ ياما نصحتك تبعد عن الطريق ده، لكن إنت عندت وأصريت وأديك وصلت للنهاية إللي إنت إخترت بدايتها بإيدك.”
تنهد بحزن وأمسك بيده يربت عليها …
عماد:”هتقوم يابني، وهنبدأ من تاني وهتكون ياسين إللي أنا كنت بتمنى دايما تكون هو.”
كانت ترتدي الملابس التي أعطتها إياها صديقتها وبعدما إنتهت خرجت من الغرفة وتوجهت نحو أشرقت التي تنتظرها …
أشرقت بإستفسار:”بقيتي أحسن شويه؟”
هزت رأسها بإرهاق …
أشرقت:”بصي .. أنا مش هسألك عن إللي حصل، بس عايزة أعرف الإصابة عملت ضرر ليه؟”
حاولت أن تتحكم بدموعها التي ستهبط ولكنها لم تستطع …
مريم ببكاء:”خسر كِليته .. أنا عملت كل إللي أقدر عليه بس كنت بتمنى إنه مايخسرش حاجة، بس كان لازم أنقذه.”
إحتضنتها أشرقت وقامت بالربت على ظهرها وأردفت..
أشرقت:”المهم إنك عملتي كل إللي عليكي، أنا واثقة فيكي إنتي دكتورة شاطرة وأدرى تمامًا بمصلحة المريض.”
هزت مريم رأسها بتيه ونعاس..
أشرقت:”إنتي مانمتيش كويس، تعالي إرتاحي”
مريم بنفي:”لا، لازم أبقى جنب ياسين.”
أشرقت بإبتسامة:”أكيد هتكوني جنبه بس إنتي كمان محتاجة تنامي، على الأقل تريحي شويه لإنك مش شايفة قدامك، إحنا خلاص بقينا الصبح.”
هزت مريم رأسها وذهبت لغرفته لتراه قبل أن تنام … دلفت للغرفة وجدت عماد يمسك بيده يُربت عليها .. إبتسمت بإرهاق وإقتربت منه ..
مريم:”مش هتحتاج حاجة مني يا عماد؟ أنا هنام شويه.”
عماد:”إرتاحي يا مريم، أنا بس كنت عايزة أسألك هو ياسين هيفوق إمتى؟”
مريم:”في خلال كام يوم، على يكون الجرح لم شويه.”
هز عماد رأسه وتحدث بإبتسامة:”شكرا.”
إبتسمت له بنعاس وبعدها خرجت من الغرفة …
مريم بإستفسار لأشرقت:”إنتي هتعملي إيه دلوقتي؟”
أشرقت بتنهيدة:”طالما إتطمنت عليكي هروح البيت خلاص.”
مريم:”طب ماتخليكي معايا؟”
أشرقت بضيق:”مش حابه أبقى مع طارق في مكان واحد.”
مريم بتوضيح:”ماتحسسنيش إن أنا السبب، أنا بس زعلي الأساسي هو إنك ماقولتليش حاجة، وطارق خلاص ملوش دخل في إللي حصلي.”
أشرقت:”مالهاش علاقة .. أنا وطارق إنتهينا خلاص ده إنسان مريض.”
تنهدت بقوة ثم إستأنفت حديثها..
أشرقت:”عمومًا ماتشغليش بالك بيا، المهم إنك تكوني كويسه ماتقلقيش عليا، وأنا هبقى أكلمك أطمن عليكي.”
هزت مريم رأسها لها وإتجهت للغرفة التي ستبقى بها … خرجت أشرقت من المشفى وكادت أن تصعد لسيارتها ولكنه إستوقفها ..
طارق:”أشرقت.”
إلتفتت للخلف تنظر له بإستفسار ..
طارق:”إزيك؟”
عقدت حاجبيها بضيق من تحدثه إليها ..
أشرقت:”نعم؟ عايز إيه؟”
طارق:”مش عايز حاجة، أنا بس حابب أطمن عليكي.”
أشرقت:”أنا كويسه.”
صعدت لسيارتها وقبل أن تتحرك نظرت إليه وتحدثت بتحذير ….
أشرقت:”ياريت لو شوفتني في مكان بعد كده تعمل نفسك مش شايفني لإني مش حابه أتعامل معاك بعد كده.”
تحركت بسيارتها تاركة إياه ينظر في أثرها … مرت الأيام وكانت مريم تقوم بمتابعة حالة ياسين الصحية أثناء نومه .. كان عماد يجلس دائمًا بجوار ياسين يتحدث معه عن ما سيعيشونه كأبٍ وإبنٍ عندما يستيقظ … أما بالنسبة لياسين فقد كان في عالمٍ آخر .. عالمٌ يملأه الدفئ والطُمأنينة قد كان يحلم بوالديه طوال ذلك الوقت … وفي يومٍ ما … كان براء يجلس مع والديه في حديقة لطيفة تملأُها الخضرة وكانت ضحكاتهم تملأ المكان … نظر مصطفى نحو فريدة بحنان وأخبرها بحبه لها ثم عاد ونظر لبراء ..
مصطفى:”أنا بحبك إنت كمان.”
إبتسم براء ببراءة طفولية وتابع نظرات والده لوالدته ولكن إختفت إبتسامته عندما رأى الدماء التي تسيل من رقبتها وتبكي ونظر لوالده وجد الدماء منتشرة بملابسه ويفقد أنفاسه …
مصطفى بصوت متقطع:”إوعدني .. إنك تعمل .. إللي أنا معرفتش أعمله.”
براء ببكاء:”أوعدك يا بابا.”
نظر مصطفى نحو فريدة المُلقاة أرضًا وبكى بنحيب ..
مصطفى:”سامحيني يا فريدة.”
إستيقظ ياسين وهو يتصبب عرقًا ونظر حوله، وجد نفسه في غرفة بيضاء … إستقام بألم من فراشه ونزع الأجهزة الطبية عن جسده بألم قد شعر به في جانبه الأيسر وقف أرضًا بصعوبه متكئًا على قدمٍ واحدةٍ، إنتبه عندما فُتِحَ باب الغرفة وكانت مريم .. شهقت مريم عندما رأته مستيقظًا أمامها .. إقتربت منه ونظرت له بلهفة أما هو كان ينظر لها بهدوء ولكن ملامح الألم تغزوا وجهه .. إقتربت منه وعندما تأكدت بأنها لا تحلم أسندت برأسها على صدره قليلًا ثم رفعت رأسها لتنظر في عينينه الباردتان اللتان إشتاقت إليهما … هبطت الدموع من مقلتيها وتحدثت بإبتسامة مهزوزة ..
مريم:”حمدالله على سلامتك.”
هز ياسين رأسه وكاد أن يتحرك ..
مريم بإستفسار:”رايح فين؟”
صمت قليلًا ثم تحدث بهدوء إعتادته منه دائمًا ..
ياسين:”عايز أمشي من هنا.”
مريم:”بس إنت لسه ماخفتش، محتاج ترتاح شوية و تاخد مسكنات و…..”
ياسين مقاطعًا لها بهدوء:”من غير كلام كتير يا دكتورة .. يلا نمشي.”
مريم:”طب إسند عليا.”
نظر لها قليلًا ثم تنهد بإستسلام وإستند عليها وخرجا من الغرفة .. تأهب رجاله عندما رأوه مستيقظًا ويخرج من المشفى ..جهزوا سيارته للتحرك جلس ياسين بالسيارة وجلست هي بجانبه تنظر إليه بإبتسامة هادئة، تترقب حركاته ردات فعله ..تعلم أنه يشعر بالألم لكنه عنيدٌ وباردٌ أيضًا .. إنتبهت عندما سألها ..
ياسين بإستفسار:”عماد فين؟”
مريم:”في القصر، كان تعبان الفترة دي وبيريح هناك .. تعرف هو فضل جنبك مامشيش.”
هز رأسه ونظر أمامه بهدوء ..
مريم:”ياسين.”
نظر لها بإستفسار …
مريم بإبتسامة:”أنا مبسوطة إنك كويس، ماكنتش هسامح نفسي لو حصلك حاجة بسببي.”
ياسين بهدوء:”إنتي زوجتي ومن الواجب إني أحميكي.”
لقد إشتاقت كثيرًا لسماع تلك الكلمة .. “زوجتي” .. تشعر أنه قد غاب عنها أشهرٍ وليس ليالٍ .. سعيدة كثيرًا لأنه أصبح جيدًا الآن … بعد مرور فترة قصيرةٍ … وصلَا القصر سويًا وهبطَا من السيارة .. كان ينتظره أحد الحرس ممسكًا عكازًا خشبيًا لكي يستند عليه .. أخذه ياسين منه ودخل القصر به، تابعته مريم بهدوء تراقب حركاته وتنتبه لها .. إنه بخير فقط هو يحتاج لبعض المسكنات حتى يصبح بخير تمامًا .. كان يصعد سلم القصر بعكازه بهدوء محاولا السيطرة على الألم الذي يشعر به .. إنتبه عندما توقفت بجانبه …
مريم بإبتسامة:”تسمحلي أسندك لحد فوق؟”
ياسين:”أنا كويس.”
مريم:”ياريت تبقى كويس دايما، بس أنا حابه أساعدك عشان تعرف تطلع.”
ياسين:”الأفضل إني اخلى حد من رجالتي يساعدوني .. جسمك ضعيف.”
مريم بإصرار:”مافيش حد هيسندك غيري.”
تنهد ثم هز رأسه وقامت بمساندته من الجهة اليسرى … قام بلف ذراعه اليسرى حتى أمسك بكتفها وبدأ يستند عليها …
ياسين بإستفسار:”إيه إللي حصل في جنبي الشمال؟”
مريم بتنهيدة:”لما الرصاصة دخلت جسمي إنحرفت شويه، بس أنا عملت كل إللي أقدر عليه.”
ياسين:”إيه إللي أنا خسرته؟”
صعدا درجة أخرى وأردفت بحزن ..
مريم:”كليتك الشمال.”
همهم وصعدا درجة أخرى أيضًا..
مريم مستأنفة حديثها:” سبب إنك مش عارف تمشي على رجلك الشمال هو وجع جنبك إللي مخلى الجزء الشمال كله موجوع بسببه … بس ماتقلقش كلها كام يوم وهتبقى كويس وهتمشي على رجليك الإتنين كمان.”
إبتسم بهدوء وأكملا صعود الدرج سويًا وهي تتذكر أنه منذ أيام كان يساعدها في صعود الدرج والآن هي من تفعل ذلك .. لم تكن تعتقد أنها ستكون سعيدة هكذا وهي معه … تتذكر كيف كان يهذي في الأيام الماضية أثناء نومه .. كيف كان ينادي أبيه .. كم كان يرجوه أن يبقى معه .. ألهذه الدرجة يحب عماد كثيرًا؟ .. إذًا لماذا يقسو عليه؟؟ لما يريه دائمًا جانبه السئ؟؟ .. صعدا أدراج القصر جتى وصلا للطابق الخاص بهما، إبتعد ياسين عنها وأكمل بعكازه وتبعته .. دخلا لغرفتهما وأغلقت مريم باب الغرفة خلفهما .. جلس ياسين بفراشه وأخذت مريم العكاز من يده ووضعته بجانب السرير ..
مريم:”أنا بعت حد من الشباب يجيبلك علاجك، لازم تستمر عليه عشان تخف.”
هز رأسه .. تعجب عندما وضعت يديها الإثنتين على صدره تدفعه للخلف بهدوء ..
مريم بإبتسامة:”نام شويه عشان ترتاح.”
ياسين:”مش محتاج أرتاح.”
مريم:”على الأقل نام شويه.”
إستسلم لإصرارها وإستلقى بجسده على الفراش وظل ينظر بعينيها الذي تنظر له بالمقابل ..
مريم:”لما الأدوية تيجي هصحيك.”
أغمض عينيه وبدأ بالنوم .. أما هي تنهدت وخرجت من الغرفة لكي تخبر الخادمات بتجهيز العشاء لهما .. مرت الأيام وبدأ ياسين بالتحسن وذلك متابعة زوجته لحالته بإستمرار .. حتى مر شهر على ذاك الحادث .. كان يرتدي حُلةً سوداء راقية ويجلس بمكتبه بالشركة يكتب خطابًا مبتسمًا بهدوء فذلك الخطاب ليس لأي أحد بل لها فقط … بعد الإنتهاء قام بالإمضاء في نهاية الخطاب “زوجكِ العزيز” ..طوى الورقة وقدمها لأحد رجاله لإرسالها للقصر .. ” رواية/ القاتل الراقي .. بقلم/ سارة بركات” .. كان عماد يتحدث إليها ويتضح على ملامحه الضيق ..
عماد:”كنت متوقع إنه هيتغير لكن هو زي ماهو.”
مريم بإستفسار وتعجب:”زي ماهو إزاي؟؟ هو رجع للقتل؟؟!!”
عماد بضيق:”لا .. بس لسه بيعاملني بنفس معاملته، مايستحقش زعلي عليه أبدًا.”
أمسكت بيده تربت عليها ..
مريم:”ماتزعلش يا عماد، ياسين بيحبك أوي أنا لما كنت جنبه في المستشفى كنت بسمعه بيناديلك إنك ماتسيبهوش.”
إنتبه لها ونظر لها بإستفسار .. إستأنفت حديثها ..
مريم:”كان بيقول ماتسبنيش لوحدي يابابا.”
تهكم عماد بقهر؛ فهو يعلم تمام المعرفة أنه لم ولن يكون أبًا لياسين مطلقًا …
عماد:”مش أنا.”
نظرت له بعدم فهم …
عماد:”ياسين مش إبني، مكنش بيناديلي أنا، كان بينادي لأبوه إللي خلفه.”
تعجبت مريم من حديثه ذاك ..
مريم:”إنت بتقول إيه؟؟ إزاي مش إبنك؟؟ أنا مش فاهمة حاجة … مش إنت بتقول إنه يبقى إبنك؟”
عماد بحزن:”أنا مش أبوه الحقيقي .. والده الحقيقي إتقتل هو ومامته *نظر لها* … قدام عينيه وهو صغير، وأنا أخدته من ميتم وكفلته.”
شهقت مريم بفزع وهلع مما يمكن أن يكون قد رآه ذاك الطفل الصغير .. هكذا إذا .. هو بارد لا توجد لديه مشاعر .. هكذا إذا!! تبين لها كل شئٍ الآن … لقد ماتت مشاعره منذ ذاك الحين.
عماد:”كان نفسي يعاملني زي أبوه.”
إنتبهت مريم لحزنه وربتت على يده .. هبطت الدموع من مقلتيه وتحدث بعجز ..
عماد:”أنا بعتبره إبني فعلا .. مش عايزك تتخدعي بقسوتي المزيفة إللي بعامله بيها دي .. أنا بحب ياسين .. ياسين إبني، بس هو مش مديلي فرصة .. ياسين عايش على ذكرى باباه ومامته طول حياته إللي أنا مش موجود فيها نهائيا.”
دمعت عينيها وتحدثت بتصميم ..
مريم:”فلنفرض طيب إنه مش بيعتبرك باباه .. ليه دايما إنت الشخص الأول إللي ياسين بيسأل عنه في أي مكان؟؟ ليه إنت الشخص الأول إللي ياسين بينتبهله وبياخد باله منه؟؟ ليه هو مهتم بيك.”
عماد:”معرفش.”
مريم بإصرار:”لا لازم تعرف .. حتى لو هو مش بيبينلك إنك باباه؛ فعلى الأقل إنت الشخص إللي ربيته ودخلته بيتك يا عماد .. كنت دايمًا بتحكيلي عن طيبة مراتك الله يرحمها … أكيد ياسين لمس منها حنان مش طبيعي .. أكيد شاف فيك إنت كمان أب مسئول .. بس زي مانت قولت فعلا .. هو عايش على ذكرى باباه ومامته.”
أكمل عماد عنها بإستيعاب:”فمش حابب يأذيني.”
تحولت نظراتها للإستفسار ..
مريم:”طب هو ليه مش عايز يأذيك؟ أنا كده حاسه إني تايهة ومش فاهمة حاجة.”
عماد بتنهيدة وتوضيح:”ياسين دخل في طريق القتلة والمجرمين ده عشان ينتقم من إللي قتل باباه ومامته .. جمال … قتله فعلا ومن بعدها .. *نظر لها حزن* … حالته باقت وحشه وبقا بيشوف جمال ده في كل مجرم.”
مريم بإستفساروعدم إستيعاب:”هو إيه بالظبط إللي حصل لباباه ومامته؟”
بدأ عماد في سرد الحادث الخاص بوالديه على حسب القصة التي رواها براء لألفت زوجة عماد والتي قصَّتها عليه فيما بعد …
كانت مريم تبكي عندما سمعت قصته .. لقد كانت قصة مؤلمة جدا ..
مريم ببكاء:”أنا مش عارفة أقول إيه، بجد .. أنا مش عارفة هو إزاي متماسك كده؟؟ .. أنا لو مكانه هنهار، هو إزاي بالقوة دي دلوقتي؟؟”
عماد:”دي قصته يا مريم، من بعدها ياسين دخل ملجأ وإتعرض للعنف النفسي والجسدي هناك .. كان بيتضرب والكل بيتنمر عليه .. كانوا ظالمينه .. هو بس كان خايف، كان عايز حد يطمنه، بس للأسف ماحدش عمل كده.”
مريم ببكاء:”إنت عارف إن بالمنظر ده كده ياسين يبقى مريض نفسي ومحتاج يتعالج، لإننا في كل مرة بنسيبه حالته بتسوء أكتر.”
عماد:”أنا ياما إتحايلت عليه إني أعرضه على دكتور نفسي لكنه رفض وكان عنيد جدا معايا وخلاص سيبته لحاله وطردته من البيت.”
مريم:”وإنت ليه ما أصرتش؟ ليه ما أخدتوش غصب عنه؟”
عماد:”إنتي ليه بتتكلمي معايا كده؟”
مريم ببكاء:”عشان إنت كملت عليه يا عماد .. إنت ما أخدتش بإيده إنت كملت عليه.”
عماد:”ماتلومينيش يا مريم، أنا كنت خايف على مراتي وعلى نفسي منه.”
مريم بإستفسار وتعجب:”يعني عاش حوالي 11 سنة في بيتك وإنت ربيته بإيدك وخوفت على نفسك منه بعد كده؟؟! طب مراتك؟؟ كانت مؤيدة لرأيك ده؟”
عماد بإستسلام:”لا، مراتي كانت على إستعداد تعيش مع قاتل في بيت واحد، كانت شايفاه إبنها مكانتش شايفه وحش قدامها.”
مريم ببكاء:”غريزة الأمومة .. مهما الإبن عمل، الأم بتسامح في النهاية وبتتعايش.”
نظر لها عماد بإستفسار وكاد أن يتحدث قاطع حديثه صوت طرقات على باب غرفته .. دلفت إحدى الخادمات للغرفة بإبتسامة وأعطت ورقة مطوية لمريم ثم خرجت من الغرفة .. مسحت دموعها المنهمرة وقامت بفتح الورقة وبدأت بقرائتها …
“زوجتي العزيزة .. لقد كنتِ خير الرفيق لي في الآونة الأخيرة، إذ أنكِ كنتِ تراعينني ولم تُقصري معي مُطلقًا .. وها أنا اليوم أريدُ أن أشكُرَكِ على عونكِ لي، إسمحي لي بدعوتك على العشاء بمكانٍ هادئ، لعلنا نحن الإثنين ننعم ببعض الهدوء والراحة ونتحدث سويًا عن مستقبلنا قليلًا، سيعطونكِ خبرًا بالقصر قبل التحرك …. زوجكِ العزيز.”
إبتسمت من خطابه ذاك ونظرت لعماد الذي ينظر لها بإستفسار …
مريم بإستفسار:”إنت قولتلي باباه كان عامل إزاي؟”
عماد::” كل إللي أعرفه إن باباه كان شخص راقي جدا من عيلة كبيرة تابعة للملك فاروق.”
إتسعت إبتسامتها ونظرت للخطاب الذي بيدها مرة أخرى..
مريم:”أنا قرأت في علم النفس كتير، بس أول مرة ألاقي واحد توكسيك بالجمال ده.”
قهقهت مريم وتابعها عماد بالضحك وبعد أن إنتهى الإثنين من الضحك .. إستقامت مريم وتحدثت بإبتسامة ..
مريم:”طب أستأذن أنا عشان ورايا ميعاد مع الملك.”
هز عماد رأسه بإبتسامة وخرجت من الغرفة … دلفت لغرفتها وتوجهت لخزانة ملابسها تبحث عن شئٍ ما يناسب الليلة … بعد مرور وقت ليس بطويل .. كانت تجلس بالسيارة مرتديةً فستانًا باللون الأزرق وتركت شعرها الأسود المموج منسابًا على طول ظهرها .. توقفت السيارة بأحد الأماكن وقام بفتح الباب أحد رجال ياسين .. هبطت من السيارة بهدوء وبدأت بالبحث عنه بعينيها أشار لها الحارس لمكانه .. دلفت للمطعم الذي ينتظرها به ياسين .. نظرت حولها ووجدت أن المكان مُزين بشكل رائع لها .. والشموع تملأ المكان إنتبهت لياسين الجالس على الطاولة التي بالمنتصف بمعنى أدق الطاولة الوحيدة بالمكان، إستقام من مقعده عندما تقابلت نظراتهما، إقترب منها ومد يده لها .. أمسكت بيده وهو قبل يدها بنعومه وجعلها تجلس بكرسي وجلس أمامها ..
ياسين بإبتسامة هادئة:”جيتي في وقتك.”
مريم بإبتسامة:”أنا دايمًا باجي في وقتي.”
أشار ياسين للعاملين بالمطعم .. وإقتربوا منهم ووضعوا العشاء بالطاولة ..
ياسين:”إتفضلي.”
هزت رأسها وبدآ بتناول الطعام .. وبعد مرور وقت قصير كانا يجلسان أمام كُلًا منهما كوب العصير الخاص به ..
ياسين:”أنا سعيد جدا إنك قبلتي دعوتي على العشاء.”
مريم بتهكم واضح:”كنت هبقى زوجة سيئة لو رفضت دعوتك طبعا.”
إبتسم ياسين لدعابتها تلك وأخذ رشفة من عصيره ثم عاد ينظر إليها …
ياسين:”أنا جبتك النهاردة هنا عشان عارف إنك عندك كلام كتير ليا عايزه تقوليه وأنا كمان عندي كلام ليكي.”
تنهد ثم إستأنف بهدوء ..
ياسين:”شكرا إنك كنتي معايا.”
مريم بإبتسامة:”العفو، بس ماتتعودش على كده.”
تعجب ياسين من حديثها ..
مريم بتوضيح:”بهزر على فكرة.”
همهم منتظرًا أن تتحدث هي، أما هي تنهدت بهدوء ونظرت إليه لعدة ثوانٍ وبدأت بالتحدث …
مريم:”أنا مش هنكر إني لما عرفت حقيقتك كنت خايفة جدا وكل حاجة جوايا ناحيتك خبيتها وإعتبرتك قاتل بمعنى أصح مجرم .. بس لما إنت أنقذتني وكنت هتضحي بحياتك عشاني ده خلا تفكيري ناحيتك يتغير .. خلاني أفتكرلك كل حاجة من تاني .. خلاني أفتكر إنك إنت مُنقذي .. إنك عمرك ماهتسيبني .. خلاني أفكر إن جواك شخص كويس .. شخص محتاج إللي ينقذه .. قررت أنا أبقى الشخص ده وهتحمل أي عواقب، أنا بحبك يا ياسين وهفضل جنبك مش هسيبك، إنت خلاص بطلت تقتل وأنا هكمل معاك في الخطوات الجاية.”
كان ياسين ينظر لها بهدوء ثم تحدث بإستفسار …
ياسين:”مين قال إني بطلت أقتل؟؟”
تعجبت مريم من إستفسار ..
مريم:”مش فاهمة.”
ياسين برُقيّ:”السؤال هنا يا زوجتي العزيزة إنتي شايفاني إزاي؟”
مريم:”ياسين.”
ياسين:”نعم؟”
مريم:”أرجوك متحاولش تهدم الصورة إللي فضلت أصلح فيها في الفترة الأخيرة.”
ياسين:”تقبلي الواقع .. *إبتسم بهدوء* .. أنا قاتل.”
كانت تتمنى أن تنسى ولو قليلًا أنه قاتل .. لكن مع الأسف لن تستطيع فعل ذلك فمن الواضح أنه يريدها أن تتقبله كما هو … إنتبهت للموسيقى الهادئة التي إنتشرت بالمطعم .. إستقام ياسين من مقعده ومد يده لها ..
ياسين برُقيّ:”تسمحيلي بالرقصة دي؟”
نظرت ليده لعدة ثوانٍ ولكنها بالنهاية أعطته يدها .. إستقامت من مقعدها ووقت أمامه، لف يده حول خصرها وأمسك يدها بيده الأخرى … بدآ بالرقص سويًا وهما ينظران في أعين بعضهما رقصة هادئة وناعمة يتحركان فيها بسلاسة وهدوء … ظلا هكذا يتراقصان في هدوء حتى بعدما إنتهت الموسيقى وعم الهدوء في المكان ولكنهما مازالا يتراقصان … يرى بأعينها الكثير … يرى أنها تريد أن تتحدث بما تشعر به الآن .. يريد أن يسمع تلك الكلمة منها منذ أن تزوجا ..
ياسين وهو ينظر بداخل عينيها:”قوليها.”
ظلت صامته لعدة ثوانٍ تستجمع مشاعرها ولكنها لا تستطيع فهي تائهة بعينيه …
مريم:”أنا بحبك يا ياسين.”
أغمض ياسين عينيه كأنما سمع لحنٌ موسيقيٌ عذب .. أعاد فتح عينيه وتوقف وإقترب بوجهه نحوها وإلتقط شفتيها بقبلةٍ لطيفةٍ ناعمةٍ … ذابت بين أحضانه ومايدور بعقلها هو أنها بتحدٍ قوي .. إما أن تفوز وتقوم بمعالجة زوجها أو تنهزم لواقع أنه قاتل .. ولكنها ستقبل التحدي وستساعده .. تفرقت شفتيهما ولكنهما ظلا قريبين .. نظراتها المستسلمة له جعلته يقترب منها مرة أخرى ليلتقط شفتيها بشغف … وبعد عدة ثوانٍ إبتعد وأمسك بيدها ليجعلها تسير خلفه ركبا السيارة سويًا وتحرك بهما السائق نحو القصر .. بعد عدة دقائق .. دخل بها الغرفة وهو يحملها بين يديه يقبلها بشغفٍ وضعها بالفراش وهي بين يديه .. إستسلمت له وهنا أصبحت زوجته قولًا وفعلًا.
google-playkhamsatmostaqltradent