رواية التوأم كاملة بقلم رغدة عبر مدونة دليل الروايات
رواية التوأم الفصل الرابع 4
مضى يومين من اصعب الايام على نرمين التي لم تتحرك من امام العناية تنتظر والدتها ان تفتح عينيها
كان صالح ووالدته معها ولا يفارقاها وكان ايضا مراد الذي يشعر بالذنب وتانيب الضمير لما آل اليه الامر
فاقت ايمان وبدأت تستعيد عافيتها وتم نقلها الى غرفة عاديه وبعد لقاءها الحميمي الذي كان لا يخلو من البكاء طلبت ايمان ان تلتقي بمراد
اعترضت نرمين وصالح بداية ولكن اصرارها ارغمهما على الخضوع لمطلبها
بخطى مثقله دلف اليها وما ان اقترب منها حتى قال معتذرا : انا بعتذر منك وحقك عليا مكانش قصدي وصدقيني دي مش نرمين
ايمان بصوت ضعيف : اقفل الباب
التفت حوله واقفل الباب بوجه صالح الذي كان يقف امامه
ساعدها مراد لتعتدل بجلستها وقالت : الكلام الي هقولك عليه هيفضل بينا ومش عاوزة نرمين تعرف عنه حاجه لحد ما ييجي الوقت المناسب واقولها انا
جلس على الكرسي امامها وقال بكل تاكيد: اوعدك محدش هيعرف
تنهدت بالم وعادت بذكرياتها لاكثر من خمسة وعشرين عاما
فلاش باك 💔
ايمان بصراخ : حرام عليك الي بتعمله بينا .
بنتك محتاجه عمليه وانت مضيع فلوسك عالحرام والهباب الي بتشربه
دفعها وليد بقسوة ليرتطم راسها بقوة بالحائط وتتاوه بالم ,
نظر لها بقسوة وحمل احدى الطفلتين وقال : انا هاخد بنتي وانتي اشبعي بالي كل اهتمامك بيها ويا رب اسمع خبرك انتي وهيا قريب اوي
ايمان بصراخ : لا لا انت واخد بنتي فين -- وليد ارجع
تحاملت على نفسها وجرت خلفه ولكنه كان قد انطلق بسيارته تاركا خلفه زوجته وابنته المريضه
بحثت عنهم كثيرا عند اقاربه وكل معارفهم ولكنه اختفى تماما . كأنه لم يكن له وجود
وفي احد الايام تفاجأت برجل غريب يطرق بابها
السلام عليكم
وعليكم السلام
مدام ايمان
ايوة انا
ممكن توقعي عالورق انك استلمتي , وناولها ظرف
وقعت على الدفتر الذي كان يحمله وانصرف الرجل لتتفاجا بورقة طلاقها .
شعرت ان الدنيا تتلاعب بها دون رحمه .الا يكفي ما فعله بها وخطف صغيرتها ايضا طلقها غيابيا .
هنا ايمان باتت على يقين انه لن يعود وعليها ان تعتمد على نفسها وتعمل لتأمين تكاليف العمليه .
ولكن وليد لم يستكفي بهذا ,فبنفس اليوم جاء رجل اخر معه رسالة من من كان زوجها مع كارثتين
الاولى انه قد باع منزله لهذا الرجل وعليها اخلاؤه في اقرب وقت والأخرى يخبرها ان ابنتها قد فارقت الحياة
صرخت كثيرا وبكت حتى شعرت انها قد فقدت بصرها
هون عليها جيرانها قليلا وارسلوا بمن يخبر والدها بما تعانيه ابنته
جاء والدها واخذها مع ابنتها الى منزله البسيط واعتنى بكلاهما رغم كبر سنه وحاجته لمن يعتني به
واستطاع ان يستلف مبلغ مالي وبعض المساعدة من اهل الخير المقيمين بنفس الحي ان يؤمن تكاليف عملية حفيدته
ومن هنا تغيرت ايمان وحياتها وبات كل همها عنايتها بابنتها ووالدها الذي أثبت أن الرجال ليسوا سواسيه
ومضت بضع سنوات ليفارق والدها الحياة ويتركها تلاطم مصاعب الحياة وبقلبها حسرة على صغيرتها
عملت بالخياطه لتأمين لقمة عيشها هي ووحيدتها دافنة الماضي بكل ما به من قسوة
نهاية الفلاش باك 💔
عادت من ذكرياتها وهي تقول : بنتي نيفين يا مراد اكيد هي , عمر قلبي ما صدق انها ماتت
كان يستمع لها وعينيه تبكي رغما عنه وبقلبه يتوعد لذلك المدعو وليد على قسوته وما فعله بهذه السيده وبطفلتيه
اقترب منها وامسك يدها وقبلها وقال : اوعدك هدور عليها وهلاقيها حتى لو باخر يوم بعمري
اجهشت بالبكاء فاحتضنها وقلبه يبكي عليها قبل عينيه
سمح الطبيب بخروج ايمان مع توصياته بالراحه وعدم الانفعال او ان تتعرض للزعل والاجهاد
بعد عودتهم استلقت ايمان على سريرها واسرعت نرمين بتحضير الطعام تاركة ام صالح معها وحين دلفت للصاله وجدت بعض الاغراض الملقيه ارضا منذ تعب والدتها
فانخفضت لتعيد كل شيء مكانه ولكنها وجدت تلك الصورة لتصاب بصدمة وتزداد حيرتها حين رات نفسها مع مراد تاملتها كثيرا لتجد فارق واحد بينهما
نظرتها المليئه بالثقه والغرور واكثر من هذا نظرة اغراء واضحه
نفضت افكارها واخفت الصورة لتكمل الترتيب واعداد الطعام
اسبوعين كاملين نقلت نرمين اقامتها الكامله لغرفة والدتها واعتنت بها رغم تحسنها
كان مراد ياتي كل بضعة ايام لزيارة ايمان وتقرب من نرمين التي اتضح انها النقيض من شقيقتها فهي طيبه وليست اولعوبانيه ملتزمة لحد كبير عزيزة النفس رفضت اي مساعده ماليه منه بل وعدته انها ستسد تكاليف المشفى التي دفعها لوالدتها
استشعر الحب والدفء بداخل هذا المنزل البسيط وهذا ما كان يفتقده منذ وفاة والديه بحادث سير مؤلم وهو ببداية شبابه
كثف مراد جهوده وعين بدل المحقق اثنين ولجأ
لاصدقاؤه في المباحث واغدق بالاموال على الحميع في سبيل ايجاد وليد ونيفين
وفي احد الايام اخبره صديقه انه بحاجة لمعلومات اكثر وان وجود صورة لهما ستكون مفيدة اكثر فذهب مراد لزيارة ايمان
جلس مراد امام ايمان وعيني نرمين تراقبه فهي لم ترتح له وتشعر بان هنالك ما هو خفي عنها بينه وبين والدتها
مراد لايمان : عامله ايه يا طنط
ايمان : الحمدلله يا ابني تسلم على سؤالك
نظرت لابنتها وقالت اعمليلنا قهوة
وما أن تركتهم حتى قال مراد :عاوز صورة للانسه نرمين ومعلومات عن وليد ممكن تساعدنا
ايمان : صورة ل نرمين ليه
مراد : انتي ناسيه ان نيرمين ونيفين نفس الشكل
هزت راسها بمراره وقامت من مكانها : ثواني وهجيبلك طلبك
عادت بعد دقائق وبيدها صورة لابنتها وحقيبة صغيرة قديمة جدا
اعطته اياها وقالت هنا في صور قديمة لينا وفي قسيمة جوازي و قسيمة طلاقي وشهادة ميلاد البنات
امسكها بسرعه وهو يقول : ده المطلوب , احنا ممكن نجيبه من بياناته
اكملا حديثهما غافلين عن تلك التي تقف بشرود تستمع لحديثهما
انهى مراد قهوته وغادر وما ان اقفلت ايمان الباب خلفه حتى وجدت ابنتها تقف امامها بنظرة اتهام ولوم
ايقنت ايمان ان سرها قد كشف قبل ان تبوح هي به
نرمين بنبرة الم : كنتي هتقولي امتى ان بابا عايش ؟
خبيتي عليا السنين دي كلها وانتي مفهماني انه مات
ليا اخت وانا عايشه لوحدي عمر بحاله
ليه عملتي كده ليييه ??
قالت اخر كلماتها بصريخ لتركض نحوها ايمان وتاخذها باحضانها وهي تقول : اسمعيني الاول قبل ما تحكمي
اسمعيني عشان تعرفي ان انا نفسي مكونتشس اعرف هما عايشين ولا لا ,
نرمين بنجيب : ,ازاي متعرفيش وانا سمعاكم بوداني انتي واللي اسمه مراد ده
تنهدت ايمان وقالت : تعالي جوا وانا هفهمك كل حاجه
قصت ايمان لها الماضي بكل مرارته وايضا زواج شقيقتها من مراد وكيف ساقها القدر امامه ليراها ويكون هو يد العون ليبحث لها عن نيقين
مضت ايام على نرمين وهي تفكر بمدى قسوة المدعو والدها فكيف له ان يترك والدتها وهي بهذه الطيبه والحنان وكيف يكون عنده قلب ويترك صغيرته من كانت تصارع الموت دون ان يلتفت لها بل ان ما بصدره حجر صوان ليخبر ام ان طفلتها قد فارقت الحياه وهي حية ترزق ...
وايضا فكرت بهذا المراد الذي برغم ما فعلته به شقيقتها الا انه ما زال يبحث عنها بل ويعشقها
نعم كان قاس حين خطفها واحتجزها ولكنها تتذكر كسرته ونظرته وتوسلاته لها
باتت لياليها محتضنة تلك الصورة تحاول فهم هذه القريية البعيده
اما عن مراد فبعد حصوله على بيانات وليد الحقيقيه اصبح العثور عليه مسألة وقت فقط
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية التوأم ) اسم الرواية