رواية التوأم كاملة بقلم رغدة عبر مدونة دليل الروايات
رواية التوأم الفصل الثاني 2
جلس على مكتبه واخرج من درجه المغلق ملف وفتحه
اخرج منه ورقه واتكأ على كرسيه وعينيه تنهش حروف كلماتها
مازالت رائحتها تعبق بين ثنايا طياتها
كتبت له
مراد اكيد انت مش مستوعب في ايه وانا فين وعملت كده ليه
بس انا مش هسيبك بحيرتك ابدا
اسمي مش نادين بس مش هقدر اقولك اسمي الحقيقي
كمان شويه هتاخد اكبر مفاجاة في حياتك
وزي ما وعدتك عمرك ما هتنساني ابدا وهفضل ذكرى بعقلك قبل قلبك
بس عاوزة اقولك حاجة مهمه صدقني انت دخلت قلبي والحكايه مش شخصيه ابدا
انت كنت زيك زي غيرك الاختيار جه عليك وانا ببساطه نفذت
ببساطه انت ممكن تكون ضحيه بس انا واثقه فيك وانك تقدر توقف على رجليك من تاني
متتمناش تشوفني تاني ومتدورش علي لانك مش هتلاقيني
مع حبي امووووواه
زفر بقوه وهو يذكر اتصال محامي الشركه يصرخ به ان كل اسهم الشركه بيعت وتم تحويل كل السيوله الى سندات لا يمكن تتبعها
اعاد رسالتها للملف خاصته واخرج الصورة الوحيده لهما وهو يبتسم على غباءه فهو صدق كرهها للتصوير رغم جمالها الاخاذ ورضخت له في احد الايام ووقفت خلفه واظهرت جزء من وجهها وهي تغمز بعينها
رغم خداعها له الا ان قلبه القابع بين اضلعه يأبى ان يحررها من داخله
ما زالت متربعة على عرش قلبه بكل شموخ
تلك النصابه السارقه لم تكتفي بسرقة امواله التي كد وتعب بها بل سرقت قلبه ولم يسطع استعادة اي منهما
ولكنه رغم هذا الحب الا انه اقسم ان يجدها وينتقم منها اشد انتقام ليس لاجل ماله فهو على قناعه ان المال يمكن تعويضه ولكن لقلبه الذي ذاق المرارة والالم لبعدها
خمسه عشر يوما داوم على الذهاب لنفس المقهى يجلس بانتظار اللحظه التي ستظهر به
وجاء اليوم المنتظر وظهرت به وهي تحمل لوحات بيدها كما اخبره ذلك الشاب
وقفت في نفس المكان وهي تعرض اللوحات على قارعة الطريق تبتسم للمارة وهي تجذبهم لرؤية ما تعرضه
وضع فنجان قهوته ومشى بخطوات ثابته واثقه نحوها يحاول كبح دقات قلبه عن الخفقان
وقف خلفها واستنشق عطرها يملأ به جوفه ليهمس لنفسه
غيرتي بارفانك زي ما غيرتي حاجات كتيره
نادو: همس بها
التفتت وما زالت ابتسامتها تزين ثغرها وقالت بصوتها الذي اشتاقه : تحب تشتري لوحه ؟
يا لها من مخادعه وممثلة بارعه
واللوحات دي مين رسمها
قالت بسرعه : انا , بص دي لوحه للبحر وقت الغروب . ودي صورة اطفال بيلعبوا
اخذت تثرثر كثيرا وهو لا يستمع لما تقول بل ينظر لها مستمتعا ومشدوها بملامحها وقوة ثباتها : ينتظر انهيارها : اعترافها : اعتذارها ولكنها مستمرة بالثرثره وكانها لا تعرفه
استشاط غضبا وهو يرى عينيها خالية من اي تعبير
امسك معصمها بقوة جعلها تصرخ بالم وهي تصرخ به : سيبني انت اتجننت !!!
لم يعيرها اي انتباه وسحبها خلفه امام اعين المارة الذين لم يبالوا بها
اجبرها على الصعود بسيارته وهو يصرخ بها : اخرسي اخرسي واركبي والا اقسم بالله لهندمك وادفعك التمن غالي
وصل لمنزله وانزلها غير عابئ ببكائها وتوسلاتها ودلف بها مغلقا الباب خلفه
جثت عند قدميه مشبثه بيده تتوسله :ارجوك سبني اروح متئذنيش . اعتبرني اختك . والله ماما هتروح فيها هي ملهاش غيري
كانت تتوسله وتبكي بحرقه
جثى بجانبها وامسك وجهها بين كفيه وقال : ليه ؟ ليه بتعملي كده ؟ قصرت معاكي بايه ؟
ده انتي لو طلبتي اي حاجه كنت لبيتهالك و ادتهالك ؟ ليه غدرتي بيا؟
معقول للدرجه دي كنت غبي ؟
ثم صرخ بها وهو يهزها بعنف لسا بتكدبي ليه ؟؟؟؟؟؟؟
شعرت بدوار اطاح بها لتسقط مغشيا عليها بين يديه
بعد وقت دلف مكتبه واخذ يضرب على صدره موضع قلبه بقوة وهو يصرخ بلوعه : لحد امتى هتفضل ضعيف قدامها
كنت فاكر انها هترمي نفسها بحضنك
هتعتذر هتقولك وحشتني
بس لا هي كدابه وهتفضل كدابه
عايشه بكدب طول عمرهاا
فتحت عينيها ببطء لتجد نفسها بالسرير . خوف بل رعب هو كل ما شعرت به
نظرت لنفسها بتفحص لتطمئن حين وجدت نفسها ما زالت بملابسها كما كانت ,وقبل ان تزفر بارتياح فتح الباب ودلف ببطء وابتسامة مكسورة على وجهه
عادت لبكائها ورجائها ولكنه لم يتكلم بل جلس على طرف السرير وقال بضعف وصوت متحشرج : انتي كويسه
اومات براسها دون ان تتكلم
امسك يدها ووضعها على صدره وقال برجاء : قوليلي ازاي اقنعه ميدوقش ليكي . قوليله ازاي ينساكي
فهميه انه غبي
افلت يدها بعنف وصرخ : قوليله انك كدابه وانك خدعتيه وانك متستاهليش كل الحب ده
وعمرك ما حبتيه
عشان اقدر اخد حقي منك ومن باباكي ده لو هو بجد باباكي
عشان انتقم الانتقام اللي تستاهلوا
وارجع حقي وحق قلبي منك
قلبي الي هان عليكي بكل سهوله .,
كانت تضع يديها على اذنيها حتى لا تستمع لكم الاتهامات التي يوجهها لها بالباطل
ازاح يديها وقال: ابعدي ايديكي كده ولا الحقيقه بتجرح
عريتك قدام نفسك . انا مش عاوز منك حاجه الا اني افهم ليه
بكت وقالت : والله ما اعرف انت بتتكلم عن ايه .انا اول مره اشوفك النهارده , وبابايا ميت من اكتر من عشرين سنه
قهقه مراد بشده حتى ادمعت عيناه وفال : يااااه انتي موتي وليد باشا كده بكل سهوله
ايه الانانيه دي بتاعتك
كل ده عشان متعترفيش بغلطك
طب انا هسيبك هنا لحد ما الاقي جواب لكل اسئلتي او يبقى يشرف الوالد هنا عشان ينقذ حضرتك
خرج سريعا واغلق الباب خلفه قبل ان يخونه قلبه ويضعف امامها
بكت كثيرا وطرقت الباب مرارا وهي تتوسل له ان يخرجها ولكنه كان قد غادر المنزل باكمله
في مكان اخر في احد الاحياء تقف امرأة كبيره بالسن تتكئ على باب منزلها وهي تبكي وبعض الجيران يحاولون تهدئتها
ايمان : بنتي يا ناس بنتي فين
احد الجيران :الغايب حجته معاه يا ست ايمان
ايمان: لا قلبي بيقولي بنتي فيها حاجه , دي عمرها ما عملتها واتأخرت وكمان فونها مقفول
ظهر شاب كان يجري من بعيد
ايمان بلهفه : طمني يا صالح لقيتها
وقف يلتقط انفاسه وهو يقول : في مصيبه يا ست ايمان , في حد جه خدها بعربيته
ايمان وهي تضرب على صدرها : يا لهوي راحت فين
صالح : هي مراحتش هو خدها غصب عنها
اخذت ايمان تنتحب وهي تلطم بنتي , بنتي خدها فين ومين ده
صالح بنفي : محدش يعرفه يا ست ايمان
بعد منتصف الليل عاد مراد ظنا منه انها قد خلدت للنوم ولكنه سمع صوت بكائها
جلس ارضا على الطرف الاخر من الباب وارجع راسه للخلف كأنه يواسيها
بعد عدة ساعات بزغ الفجر وهدات انفاسها واختفت شهقاتها فتح الباب برويه وهدوء ليجدها ممددة ارضا واثر البكاء ما زال يرتسم على وجنتيها
حملها بين يديه ووضعها على السرير وجلس بجانبها يرسم باصابعه ملامح وجهها البريء يتسائل كيف لهذه الملاك ان تكون نصابة وسارقه
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية التوأم ) اسم الرواية