رواية شد عصب الفصل الواحد و العشرون 21 - بقلم سعاد محمد سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية شد عصب البارت الواحد و العشرون 21  بقلم سعاد محمد سلامة

رواية شد عصب كاملة

رواية شد عصب الفصل الواحد و العشرون 21

 

بعد مرور أسبوع 
أمام ذالك المنزل المملوك لـ حسني 
ظهرًا 
أثناء خروجها من باب المنزل وهى تسير تتحدث مع إحدي نساء المنزل انسأم وجهها فجأه حين وقع بصرها على تلك السياره الفارهه كذالك ترجُل زاهر منها كم ودت فى تلك اللحظه أن تختفي حتى لا يراها زاهر، لكن سبق ذالك ورأها زاهر لكن تجاهلها بعد أن رمقها بإزدراء  وتوجه بالدخول الى داخل المخزن،بينما  هى رغم شعورها بالمهانه من نظرته لها لكن  تجاهلت تلك النظره وتحدثت مع المرأه بإختصار على عكس طبيعتها الثرثاره، وكادت أن تُغادر مُسرعه لكن بنفس اللحظه خرج زاهر مره أخري من المخزن يقوم بالرد على هاتفه،لكن لعدم إنتباه الإثنين تصادما ببعضهما،تنرفز زاهر من ذالك وظن أنها تعمدت الإصطتدام به،أغلق رنين هاتفه وقال لها بتعسُف وهو ينظر حوله بترقُب:
فين مرات أبوكِ عشان تكمل سبك التمثليه الماسخه اللى ألفتوها سوا.
شعرت حسني بالمهانه وتدمعت عينيها وتعلثمت بالرد:
أنا زيي زيك ومعرفش لغايه دلوك مرت أبوي كان غرضها أيه من التمثليه الماسخه دي،وأنا كنت جايه النهارده عشان أخد الإيجار من السُكان،،ولا أنا بتنبأ باللى هيحصل فى المستقبل،ومكنش عيندي خبر إنك هتجي إهنه،وإن كان على تمثلية مرت أبوي كيف ما جولت عليها ماسخه وملهاش معني،ودلوك عن إذنك،لازمن ألحق مكتب البريد قبل ما يقفل عشان أحط الفلوس فى دفتر التوفير بتاعي عشان لو روحت بيها لدار أبوي مش هستنفع بقرش منها.
غادرت حسنى وتركت زاهر الذى يشتاط غيظًا من بجاحة تلك الثرثاره فى ردها عليه،لكن بنفس اللحظه شعر بشعور غريب غصه فى قلبه،وعاتب نفسه:
هى فعلًا كانت هتعرف إنى جاي هنا منين أنا نفسي لآخر لحظه مكنتش جاي إهنه.
لكن سرعان ما لام على نفسه قائلًا:
بس برضوا ميمنعش إنها بحجه وقليلة الذوق.
نفض زاهر التفكير فيها وقام بالرد على هاتفه الذى عاود الصدوح مره أخري... 
بينما حسني لا تعلم كيف كبتت تلك الدموع التى تنهمر  الآن من عينيها وهى واقفه أمامه كانت ومازالت تشعر بآلم قوي يختلج بصدرها.
بعد قليل 
بمنزل والد حسني 
دخلت حسني اولًا الى غرفتها وأخفت دفتر التوفير البريدي،ثم توجهت الى غرفة والداها قائله:
كيفك دلوك يا أبوي.
رد والداها:
بخير يا بِتِ بس حاسس بشوية وچع إكده فى صدري حالًا ثريا تيجي تديني العلاج والوجع هيخف.
إستغربت حسني قائله:
هى مرت أبوي مش إهنه،أنا جولت لها إنى مش هتأخر مسافة ساعه ساعتين بالكتير وأها رچعت بسرعه. 
رد إبراهيم:
نزلت من شويه تشتري شويه طلبات لازمه الدار وزمانها راجعه. 
تنهدت حسني بتهكم هامسه لنفسها: 
إن شاله ما ترچع، خلت اللى بسوي والا مبسواش يتغمزوا ويتلمزوا عليا إهنه فى المنطقه، لاه وكمان التاني اللى نفش ريشه عليا ومفكر إنى بتمحك بيه معرفش غرضها من التمثليه القذره اللى عملتها كانت هتكسب أيه من وراي الفضيحه دي، أكيد فى راسها هدف، ولا يمكن عملت إكده عشان تغصبني أوافق على عريس صايع من صيع المنطقه اللى بتجبهم لى، كل غرضها إني أتجوز وترجع تستحوز هى على إلايجار اللى بيجي من دار جدي الله يرحمه.
بعد حوالى نصف ساعه 
دخلت ثريا الى غرفة إبراهيم تلهث بكذب،لكن إدعت التنهد براحه قائله:
الحمد  لله "حسني" رجعت،أنا إشتريت الطلبات ورجعت بسرعه.
تهكمت حسني وهى تنظر الى تلك الحقيبه المنزليه التي بيد ثريا قائله:
رچعتي بسرعه جوي يا مرت ابوي أنا إهنه من أكتر من نص ساعه،طلبات أيه دي اللى فى شنطة السوق.
ردت ثريا ببساطه:
دى لوازم طبيخ الغدا،كانت ناجصه نزلت إشتريتها ورجعت بسرعه.
تهكمت حسني قائله:
فعلًا رجعتي بسرعه جوي،أكيد تعبتي من المناهده مع البياعين،عنك هاتي الطلبات دى وأنا اللى هحضر الوكل،إنتِ بتتعبي جامد جوي.
علمت ثريا أن حسني تتهكم عليها حتي حين إقتربت منها وهى تأخذ من يدها حقيبة السوق ونظرت بداخلها بإستهجان مُبطن على محتويات الحقيبه القليله قائله:
تعبتي نفسك جوي يا مرت ابوي. 
ردت ثريا وعينيها تقدح قائله: 
خليني أجي وياك للمطبخ نجهز الوكل سوا بسرعه زمان خواتك جايين من المدرسه يادوب يتغدوا ويرجعوا لدروسهم من تاني. 
تهكمت  حسني  وهى تسير أمام ثريا، الى أن دخلتن الى المطبخ وضعت حسنى حقيبه فوق منضده رخاميه بالمطبخ ونظرت لـ ثريا بإستهجان قائله: 
الخضار ده مكنش ينفع  يستني شراه  لحد ما أرجع  الدار وتسبي ابوي عيان لوحده إكده،إفرضى كان جاتله ازمه وأحتاج البخاخه مين اللى كان هيناولها له . 
تهكمت  ثريا بتجبُر قائله: 
هيتعب فى نص ساعه سيبته فيها لكن لما يعلم بعملتك مع المستأجر اللى جاله لحد الدار إهنه، وجتها هيطب ساكت. 
تعصبت حسني  قائله: 
بلاش كدب يا مرت أبوي، ولا هتكدبي الكدبه وتصدجيها، كفايه نظرت اهل المنطقه ليا بسببك وبسبب كدبتك اللى معرفش هتكسبى أيه منيها.
ردت ثريا:
وهكسب ايه من الكدب انا شوفتك وإنتي واقفه مع الشاب بالبيجامه وشعرك كان مكشوف وهو كان عرقان ميه،جولي لى تفسير لده غير اللى  جه فى  دماغي،وأي حد مُطرحي كان هيعمل إكده،بس هو نفد وهرب وسابك،عالعموم متخافيش أنا مش هجول لابوكِ،خايفه على صحته برضك چوزي وابو عيالي،اللى خايفه عليهم من طيشك،وليكِ عليا أنصحك.
تهكمت حسني قائله بتكرار:
طيشي وتنصحينى،وتنصحينى بأيه،بأنك تفضحيني جدام أهل المنطقه،عالعموم خلي نصايحك ليك وفريها عندك بنتين هما اولى بنصايحك،أنا حاسه بصداع هروح أخد أى مسكن وأتخمد للمسا يمكن اما أنام  أصحي مرتاحه.
تهكمت ثريا بإيحاء:
مُسكن برضك ولا حاجه تانيه،عالعموم  انا نصحتك.
ردت حسني عليها بضيق قائله:
كتر خيرك.
غادرت حسني بينما تبسمت ثريا وفتحت هاتفها ونظرت الى تلك الصور ببسمة إنتصار قائله:
كده فاضل الخطوه الأخيره. 
❈-❈-❈
بأحد مصانع جاويد
رفع وجهه عن مُطالعة الحاسوب ونظر أمامه مُبتسمً لـ صلاح  الذى دخل الى المكتب قائلًا: 
المفروض إنك عريس جديد،والمفروض تكون مع عروستك دلوك إنتم لسه بشهر العسل ...مش إهنه بتشتغل،إكده سلوان هتاخد عنك فكره إنك بتفضل شغلك عنيها.
إبتسم جاويد وهمس لنفسه قائلًا:
شهر عسل ومع سلوان... 
أنا متأكد إن سلوان مش فارق معاها إننا عِرسان أساسًا...
لكن قال لـ صلاح بتبرير:
عندي صفقه مع عميل روسي والمفروض أحضر ليها كويس لآن الصفقه دى هترفع إسم مصانع الاشرف،وكمان هفتح لينا سوق جديد فى أسواق خارجيه،إنت عارف إن التماثيل الفرعونيه ليها زهوه خاصه عند الأجانب وبيحبوا إقتنائها،بس طبعًا مش كلهم قدامهم فرصة السياحه فى مصر وإقتنائها من هنا،بس انا أتواصلت مع كم عميل من اللى بيتعاملوا مع صناعة الخزف والفخار اللى بأشكال أثريه فرعونيه،وخلاص هبدأ بالتنفيذ العملي وأول صفقه اللى بشتغل عليها دلوك.
إبتسم صلاح بفخر قائلًا:
ربنا يوفقك للخير دايمًا،واضح إكده إن سلوان هتبجي وش السعد عليك...بس برضك بلاش تنشغل عنيها فى البدايه إكده،انا لما أتجوزت أمك جعدت واحد وعشرين يوم مخرجش من عتبة الدار.
ضحك جاويد قائلًا:
لاه دلوك الوقت اتغير عادي،العريس ممكن من تاني يوم ينزل لمشاغله،وأنا متأكد أن سلوان فاهمه طبيعة شغلي.
إبتسم صلاح قائلًا:
زين ربنا يهدي سركم،بس ليا عينديك سؤال ولو مش عاوز تجاوب عليه براحتك.
إبتسم جاويد متسألًا:
وأيه هو السؤال ده؟.
رد صلاح:
أوعى تفكر إن سؤالى ده تدخل ميني فى حياتك مع مراتك،بس أنا وأمك الصبح كنا بنتحدت عن سلوان وهى جالتلى إنها شاكه إنها لساه "بنت بنوت".
إبتسم جاويد قائلًا:
ماما شاكه،لا هى بدال قالت كده يبقى متأكده فعلًا.
إستغرب صلاح رد جاويد قائلًا:
جصدك أيه مش فاهم...هو إنت وسلوان مش متجوزين،ولا...
توقف صلاح عن إسترسال سؤاله حين رد جاويد قائلًا:
لاء إطمن يا بابا أنا كويس جدًا،بس كل الحكايه مش عاوزه أضغط على سلوان أكتر من إكده،إنت عارف إنها واقفت بصعوبه على جوازنا، واعتقد الموضوع ده خاص بيا أنا وهى وبس.   
إستغرب صلاح  قائلًا: 
جصدك أيه بخاص بيك إنت وسلوان، وبعدين إنت جولت إنك سهل تسيطر على  سلوان بعد الجواز.
تنهد جاويد قائلًا:
سلوان عنيده أكتر مما توقعت يا بابا،والموضوع ده رضا وقبول قبل أي شئ تانى وإطمن وخلي عندك ثقه. 
قبل أن يتحدث صلاح 
صمت الإثنين وهما ينظران  نحو باب المكتب الذى فتحه عليهما صالح ودخل   دون إستئذان. 
نظرا الأثنين لبعضهم ثم نظرا الى صالح الذى قال بإستهجان: 
مالكم سكتوا وبتبصوا لبعض إكده ليه كانكم شوفتوا عفريت، لاكون چيت بوجت غير مناسب. 
رد صلاح: 
لاه أبدًا بس مستغرب  مجيتك لإهنه فى المصنع،فى العاده بالوجت ده إنت بتبجي نايم. 
جلس صالح على أحد المقاعد وإتكئ بظهره عليه قائلًا: 
لاه خلاص  الفتره الجايه لازمن أبجي صاحي، بالذات بعد ما قررت أجدم أوراق الترشح 
نظرا صلاح لـ جاويد ثم سأل صالح بإستفهام:
اوراق الترشُح لأيه؟.
رد صالح بزهو:
أنا خلاص قررت   أترشح لعضوية البرلمان .
نظرا جاويد وصلاح لبعضهم بإستغراب ثم تسأل جاويد يود التأكد من حقيقة الامر أم أنها مزحه من عمه وتسأل:
عضوية برلمان أيه يا عمي. 
رد صالح ببساطه: 
مجلس الشعب، وعشان إكده أنا جاي النهارده أخبركم، وكمان عشان بالتوكيد هحتاج للعمال اللى عينديك إهنه فى المصنع يا جاويد.
إستغرب جاويد قائلًا:
وهتحتاج لعمال المصنع فى أيه يا عمي؟!.
رد صالح:
هحتاج لهم فى الدعايه الإنتخابيه وكمان اصواتهم فى الإنتخابات،فى من عمال المصنع ناس كتير من أهل الدايره،وليهم أصوات إنتخابيه،وطبعًا إنتم يهمكم إسم عيلة الأشرف يعلى ويلعلع فى البرلمان،يعني هتساعدوني.
نظر جاويد لـ صلاح بمعزي ثم لـ صالح قائلًا:
بس أنا مقدرش أغصب عالعمال ينتخبوك يا عمي.
رد صالح بإستجبار:
لاه تقدر،تهددهم اللى مش هيصوت ليا فى الإنتخابات إنك هتطرده من المصنع.
رد صلاح بتسرع:
بس ده جطع ارزاق يا صالح وحرام،وبعدين أيه اللى شعشع فى عقلك مره واحده إنك تترشح فى إنتخابات مجلس الشعب،إنتم مش بتفهم فى السياسه،ولا فى دهاليز الإنتخابات،كمان انا سمعت إن النايب اللى كان فى الفتره اللى فاتت هيرىشح نفسيه مره تانيه وهو له سيط جامد جوي فى الدايره. 
تنهد صالح بسأم: 
له سيط ولا إنت وولدك ليكم مصالح إمعاه ومش عاوزين تساعدوني. 
رد جاويد: 
لاه يا عمي ماليش مصالح إمعاه بس دى حقيقه ولازمن تتعترف بيها هو له سيط شعبي كبير إهنه ونحج فى الدوره اللى فاتت بفارق كبير  فى الاصوات عن المنافس له،وأنا مقدرش أجطع رزق حد من العمال كل واحد حر فى إختياره للنايب. 
إحتدت نظرة صالح لـ جاويد وكاد يتهجم عليه لكن حاول صلاح تهدئة الموقف قائلًا:
لسه فتره طويله عالانتخابات حوالى أربع أو خمس شهور يعني قدامك  وقت كويس يا صالح تقدر فيه تكسب أهالى الدايره.
رد صالح بغرور:
انا عارف ان لسه وجت كويس،بس حبيت أجولكم عشان تبجوا إمعاي فى الصوره،وكمان كان  فى أمر  تاني عاوز أحدتكم عنيه.
تسال جاويد:
وايه هو الامر التاني ده يا عمي.
رد صالح:
أرض الجميزه،كل ما ياخدها مُستأجر ويزرعها والزرعه متنفعش إمعاه يسيبها أنا قررت إنى أحاوط نصيبي فى الارض دى بسور مباني،،وبعرض أشتري أرضك يا صلاح أنت وصفيه.
تنهد جاويد مُستغربًا يقول:
بس الارض قريبه من كاردون المباني وسعرها غالي جوي يا عمي.
رد صالح:
أنا عارف إنها السكه الجبليه للبلد وقريبه من الطريق وتمنها غالي بس أنا إمعاي الحمد لله تمنها أو اقل شويه،بس ممكن أقسطهم على دفعات سنويه.
رد صلاح:
بس انا مش بفكر ابيع نصيبي الارض دى ومعرفش رد صفيه أيه أسالها إنت.
رد صالح:
انت عارف ان انا وصفيه مفيش بينا حديت واصل،وانت المسؤل عن كل نصيبها فى ورثة ابوي،وكمان فكر الارض تعتبر بايره ومش مستفاد منها بحاجه،انا خلاص قررت  أبني سور حوالين الارض بتاعتي وبكده سهل تدخل كاردون المبانى رسمي.
رد جاويد:
هى الارض مش محتاجه سور عشان تدخل كاردون المباني اساسًا،بس الأرض دي انا كنت بفكر من مده أنشأ مصنع فيها،حتى اتكلمت مع بابا فى الموضوع ده،وكمان عرضت عالحج مؤنس أشتري أرضه اللى جنب الارض دى وهو رفض ،بس مأجل المشروع شويه.
رد صالح:
أفهم من الحديت ده إنك رافض تبيع لى الارض يا صلاح.
رد صلاح:
انا اساسًا مش بفكر ابيع الارض بس هقول لـ صفيه على عرضك وهى حره.
نهض صالح بغيط قائلًا:
تمام انا خلاص اتفجت مبدأيًا مع مجاول مبانى وكان هيبدأ يبني سور حوالين حقي فى الارض،بس جولت أعرض عليكم الاول، وعالعموم هستني ترد عليا پرد صفيه،اللى طالما انت مش هتبيعلي يبجي هى كمان مش هتبيع،هقوم عيندي دلوك ميعاد مع المجاول هقول له مفيش داعي للإنتظار،خليه يبدأ يبني السور.
غادر صالح دون إلقاء السلام عليهم نظر جاويد
لـ صلاح قائلًا:
انا مش داخل عليا حكاية السور اللى عمي عاوز يبنيه حوالين أرضه ده،عيندي شك يكاد يكون يقين هو فى هدف تاني فى راسه.
رد صلاح بتوافق:
وانا كمان عيندي نفس الشك،بس هو حر،بس إنت مجولتليش قبل اكده انك عرضت تشتري أرض الحج مؤنس.
رد جاويد ببسمه:
فعلًا عرضت عليه أشتريها وأقدمها مهر لـ سلوان لان مكان الأرض عجب سلوان وقالتلى إنها تتمني يكون عندها أرض زى دى حته من النيل  
بس هو للآسف رفض.
تعجب صلاح مُبتسمًا يقول:
طب ما إحنا ارضنا جنب الارض دى.
رد جاويد وهو يتنهد بآسى:
بس أرضنا مش متراعيه زى أرض الحج مؤنس،رغم أني طول عمري اللى أعرفه إن الأرض اللى بيسيل فيها الدم بتبقى خِصبه،بس حتة الأرض دي بالذات زى ما ماما قالت عليها"أرض ملعونه بالدم اللى لا بينشف ولا الأرض بتشربه ".
❈-❈-❈
بالأقصر بأحد الكافيهات 
زفر أمجد نفسه بغضب وهو ينظر لـساعة يده، منذ وقت وهو ينتظر حفصه، وهى لم تأتي رغم أنه  هاتفها سابقًا وطلب منها اللقاء وهى وافقت، لكن مر وقت وهو ينتظرها، فتح هاتفه وقرر أن يهاتفها علها تقول له إنها كادت تصل الى  للكافيه
نهض واقفًا وحرك مقعده قليلًا للخلف ثم جلس عليه ومد إحدي ساقيه غير منتبه أنها قد تُعرقل أحدًا دون إنتباه منه...
بينما ليالي أثناء سيرها بالعصا التى تُرشدها على الطريق لم تنتبه الى ساق أمجد التى إصتطدمت بها دون إنتباه وكادت تتعرقل بعد ان سقطت العصا من يدها لكن سريعًا نهض أمجد وأمسك يدها...شعرت للحظه قبل أن تسقط بالإنعدام وخشيت التنمر عليها من بعض رواد المكان،لكن حين أمسك أمجد يدها شعرت بشعور غريب عليها،وتمسكت بيده وإستمعت الى إعتذاره وهو يساعدها للجلوس على أحد المقاعد قائلًا:
انا آسف،بسببِ حضرتك كنتِ هتقعي.
فى البدايه إستغربت نبرة صوت أمجد لكن قالت له:
لاء العيب مش عليك أنا اللى مكنش لازم أمشي فى مكان وانا مش شايفاه،كان لازم أستني زاهيه هى كانت بترد على بنتها عالموبايل بس أنا قولت لها انا هتمشى على ما تخلص مكالمتها وتحصلني... عيند بقى. 
جذب أمجد عصا ليالى وأمسك إحدي يدها ووضعها بها قائلًا:
إتفضلي عصايتك أهي، وبعتذر مره تانيه. 
إبتسمت ليالى تستشعر الإنجذاب الى الحديث مع هذا الشاب قائله: 
برضوا بتعتذر عادي جدًا، مش أول مره تحصل معايا، بس المره دى إختلفت، إنك شخص واضح أنه ذوق فى رد فعله وميقوليش طالما عاميه ليه مش بتقعدي بجنب.
رد أمجد:
أكيد بيبقى شخص معندوش ذوق.
إبتسمت له ليالى،بنفس اللخظه آتت زاهيه ووقفت جوارها قائله:
معليشي يا ست ليالي المكالمه طولت خليني أخد بيدك عشان نرجع للشقه.
نهضت ليالى وهى تبتسم بداخلها شعور تود المكوث مع هذا الشاب أكثر من ذالك لكن إمتثلت لقول زاهيه قائله لـ أمجد:
بشكرك مره تانيه،وأتمني  فرصه تانيه تجمعنا.
نهض واقفًا يقول:
أنا اللى متآسف،وأتمنى فرصه تانيه أفضل نتقابل فيها.
اومأت له براسها وغادرت مع زاهيه التى قالت لها:
زاهيه أوصفيلي الشاب ده.
إستغربت زاهيه قائله:
شاب عادي مفيش فيه شئ مميز.
ردت ليالى:
لاء يا زاهيه مش قصدي توصفيلى شكله اوصفيلى نظرتك عنه.
إسنغربت زاهيه قائله:
ونظرتي هتكون أيه عنه عادي انا متكلمتش إمعاه،بس هو شكله إكده ذوق وإبن ناس طيبين.
إبتسمت ليالى وكررت قول زاهيه:
فعلًا إبن ناس طيبين.
بينما إبتسم أمجد حين وقف أثناء مغادرة ليالى ورأي إقتراب حفصه من مكانه،شعر لاول مره بشعور يغزو كيانه شعور كان يظن أنه ليس موجود أو كان يظن ان أخري هى من إستحوزت على هذا الشعور يومً لكن كان مُخطئ ذالك كان شعور إعجاب لا حب شعور رغبه لا أمنيه،حفصه تمتلك جاذبيه أكثر لا يستطيع إنكارها  الآن كان مُخطئ حين أخفق فى الرد عليها،أنه كان ينفذ ما تريده والداته لكن الحقيقه الذى إكتشفها الآن أنه كان ينفذ رغبته هو أيضًا.
بينما خفق قلب حفصه حين رأت أمجد لا تنكر أنها مازالت تكن له مشاعر إستحوزت عليها منذ الطفوله كانت تغار إذا إقتربت منه إحدي الفتيات حتي أثناء اللعب،لكن هو لا تود شخص تابع لشخص آخر يُنفذ لها ما تريده هي، تريد رجُل صاحب قرار...لا تنكر شعورها بالغِيره حين رأت نظرة أمجد المره السابقه لتلك الفتاه،واليوم أيضًا حين رأته يقف يبتسم مع تلك المرأه رغم أنها تبدوا أكبر منه بكثير كذالك بوضوخ تبدوا ضريره،لكن أخفت ذالك الشعور وهى تقف أمامه بغرور وهو يشير لها بالجلوس قائلًا:
إتأخرتى بقالى أكتر من ساعه قاعد مستنيكِ هنا.
ردت بغرور:
عادي متأخرتش مش كان ورايا محاضره خلصتها وجيت على هنا.
تنهد أمجد قائلًا:
بس النهارده مش بيقى عليكِ غير محاضره واحده.
ردت حفصه بتفسير:
فعلًا،بس كان فى دكتور من يومين آجل محاضرته وبدلها بالنهارده.
رد أمجد بهدوء:
تمام،خلينا نقعد مش هنتكلم وإحنا واقفين.
إمتثلت حفصه له وجلست بالمقابل له،لكن بلحظه قال أمجد بنبره رومانسيه:
وحشتيني يا حفصه.
إرتبكت حفصه تستغرب صامته.  
      ❈-❈-❈
فى المساء 
بمنزل صلاح 
دلفت سلوان  الى الغرفه وصفعت خلفها باب الغرفه بقوه، تشعر بغضب قائله: 
عامله زى اللى عايشه فى سجن كل شئ ممنوع أنا زهقت من الوضع ده، ومن الست يُسريه دى كمان وليه مُتسلطه وعايشه لى دور الحما الصعيديه وكبيرة الدار، كانت فكره غبره إنى أجى لهنا الاقصر كم يوم أروق أعصابي أهي قلبت الرحله بجوازه سوده... بيت وسور عالي وممنوع رجلى تخطي براهم زى اللى فى السجن، ده حتى اللى فى السجن أهلهم بيزورهم من وقت للتاني لكن هنا مفيش حد بيعبرني، حتى موبايلى الحقير جاويد المُخادع أخده مني، بس أنا مش هستسلم. 
زفرت نفسها بغضب ساخن رغم أن الطقس بارد لكن شعرت بحرارة الغيظ تغزو جسدها، قررت قائله: 
أما أدخل الحمام أخدلى شاور يمكن أعصابي تهدى شويه. 
فكت ذالك الوشاح من فوق رأسها وتخففت من بعض ملابسها بقيت بملابسها الداخليه فقط،وحررت خُصلات شعرها الكستنائيه تنسدل بنعومه فوق جيدها، ثم توجهت نحو باب الحمام ووضعت يدها على المقبض وفتحت الباب،
لكن كاد يختل توازنها بصعوبه إبتلعت ريقها الجاف وهى تشعر بيدي جاويد تحاوط خصرها يضمها قويًا لجسدهُ يمنعها من السقوط أرضًا. 
شعرت بخضه قويه أفقدتها النُطق للحظات 
لكن تبسم جاويد ماكرًا يقول: 
فى أيه مالك فين صوتك، وشك مخضوض كده ليه شوفتى الخُبث والخبائث...ولا عاجبك إنى حاضن جسمك. 
قافت من تلك الخضه وهى تشعر برجفه فى جسدها لكن حاولت نفض يديه بعيدًا عنها، لكن هو تشبث بخصرها... رغم ذالك لم تستسلم وحاولت نفض يديه عنها قائله بإستهجان: 
والله لو شوفت الخُبث والخبائث مكنتش إتخضيت وشهم زى ما إتخضيت من وشك، إبعد عني. 
ضحك جاويد بصخب أغاظها أكثر وهو يجذبها للخروج معه من الحمام وثبتها خلف حائط جوار باب الحمام قائلاً: 
تعرفى إن ملامحك بتزيد جمال لما بتتعصبي. 
مازالت تحاول فك تشبُثه بخصرها وهى تنظر له بإستخفاف قائله بغرورها المعتاد: 
أنا طول الوقت جميله، مش مستنيه شهاده كداب ومُخادع زيك... وأوعى متفكرش إني ساذجه وهقع فى فخ خداعك مره تانيه. 
إبتسم جاويد وهو يرفع يديها اللتان تحاول دفعه بهم لأعلى رأسها ووضع رأسه يداعب عُنقها بآنفه يلفحه بأنفاسه الحاره التى داعبت مشاعرها وتنحى للحظات عقلها وإستكانت بين يديه كآنها تناست خداعهُ لها السابق، شعر بزهو وغرور أن له تأثير عليها وهو يراها إستكانت بين يديه وبلا تفكير، كان ينقض على شفاها يُقبلها بشغف، وهى لا تُعطى أي رد فعل فقط تستقبل قُبلاته... الى أن توقف عنها يلهث بعد أن ترك شفاها مُغصبًا كى يرد على ذالك الصوت الذى قطع تلك الغفوه منها، حين قالت الخادمه من خلف الباب:. 
جاويد بيه الست يُسريه بتجولك الوكل چاهز. 
رد بعصبيه وهو مازال يأثر جسد سلوان بين الحائط وجسده ينظر الى عينيها التى تُشبه قطرة العسل تحدها أهداب سوداء زانها الكُحل الفرعوني سِحرًا آخاذ للعقل: 
خبريها إن مش چعان. 
نظرت له سلوان بسخريه قائله بتهكم: 
مُخادع بتعرف تتلون على كل وش وكل لون،إزاي تتكلم وتتلون زى الحِربايه.
ضحك جاويد،لكن بنفس الوقت 
ضعف تشبُث يديه حول خصرها مما جعلها بسهوله تفلت من بين يديه بعد أن دفعته عنها بقوه، لكن لم تسير سوا خطوه واحده قبل أن يجذبها من يدها مره أخري يلف جسدها بيديه هامسًا: 
أنا فعلاً بعرف أتلون وأتكلم مع اللى قدامى بالطريقه اللى توصلنى لهدفي معاه... حتى إنتِ يا سلواني.
قال جاويد هذا وخلل أصابع يدهُ بين أصابع يدها يشد عليها بقوه، تألمت منها وآنت بآه 
ضحك ساخرًا يقول: 
إيدك لسه ضعيفه ولازمها شد عصب.
تهكمت سلوان وقامت بدفع جاويد بيديها، إبتعد عنها مُبتسمًا... لكن سألها بخباثه: 
أيه اللى مضايقك أوي إكده وخلاكِ تجلعي هدومك.
شعرت سلوان بالخجل حين نظرت لجسدها وتذكرت أنها بملابسها الداخليه...ذهبت سريعًا وإلتقطت تلك العباءه ووضعتها فوق جسدها وتوجهت نحو الدولاب وأخذت منامه لها وذهبت نحو الحمام صامته،تستعر غيظًا من ضحك جاويد وإستهزاؤه وهو يقول:
مش العبايه هى اللى هتخفي جمالك عني يا سلوان .
بعد قليل خرجت سلوان من الحمام، لكن تفاجئت  بصنية طعام موضوعه على طاوله بالغرفه...تجاهلت ذالك وتوجهت نحو الفراش لكن تحدث جاويد قائلًا:
ماما بعتت لينا العشا هنا فى الاوضه وده بالنسبه ليها إستثناء أكيد عشان إحنا لسه عِرسان جُداد.
تهكمت سلوان دون حديث وتجاهلت حديث جاويد،ونحت غطاء الفراش وكادت تتسطح فوق الفراش لولا أن جذبها جاويد من يدها قائلًا:
مش هتتعشي قبل ما تنامي،متاكد إنك جعانه.
نفضت سلوان يد جاويد قائله بإستهجان:
لاء مش جعانه،أنا عاوزه أنام،إتعشى لوحدك.
إبتسم جاويد بمكر وعيناه تتجول على جسد سلوان وهى بتلك المنامه الفيروزية اللون التى رغم إحتشامها لكن تحد جسد سلوان وتُظهر مفاتنها، ومد يده نحو الجزء العلوي من منامتها بإيحاء قائلًا: 
البيجامه دي حلوه أوي،بس لو فتحتي أول زارين منها أكيد هتبقى أحلى. 
رجعت سلوان  خطوه للخلف تشعر بضيق قائله: 
بطل قلة أدبك دي، وسيب أيدي أنا مُرهقه وعاوزه أنام. 
إبتسم جاويد بمكر قائلًا  بإيحاء: 
وأيه سبب الارهاق ده، مع إن اللى أعرفه إننا لسه فى أول الليل،أنا بقول نتعشى سوا. 
تنهدت سلوان بزفر قائله: 
لا فى أول الليل ولا فى أخره،وإتعشى لوحدك هو غصبانيه قولتلك مش جعانه.
تخابث جاويد قائلًا:
بس أنا جعان جدًا ومتعودتش أكل لوحدي لازم وجه جميل يكون معايا يفتح نفسي.
زفرت سلوان نفسها قائله:
قولتلك مش جعانه...يبقى خلاص براحتك تقدر تنزل لتحت وإتعشى مع أي حد.
ابتسم جاويد ماكرًا:
أنا كمان هحس بشبع وأنا.....
لم يكمل جاويد حديثه أكمل بقُبله من شفاه سلوان التى دفعته بغيظ حتى ترك شفاها مُنتشيًا،يقول:
فعلًا الجوع كافر،يا سلوان،قدامك حلين
يا تقعدي نتعشى سوا عيش وملح،يا هنتعشى سوا برضوا بس مش عيش وملح،هنتعشي غرام.
فهمت سلوان حديثه قائله:.هو غصبانيه تمام خلينا نتعشي سوا عيش وملح.
قالت سلوان هذا ودفعت جاويد الذى إبتعد عنها ضاحكًا،بينما سلوان جلست خلف الطاوله وبدأت تأكل فى البدايه كانت على إستحياء لكن هى بالفعل كانت جائعه مازالت لديها رهبه من من بالمنزل،عدا جاويد رغم أنه بنظرها مخادع لكن هو الوحيد الذى تستطيع تناول الطعام معه دون خجل أو حياء.
بعد قليل نهضت قائله:
أهو أنا أكلت إرتاحت كده،سيبنى بقى أنام.
إبتسم جاويد دون رد.
بينما ذهبت سلوان نحو الفراش وتمددت عليه وأغمضت عينيها لدقائق قبل أن تنعس،شعرت بيد جاويد تجذبها عليه.
فتحت عينيها بغيظ قائله:
إبعد عني لو سمحت وبطل حركات كل ليله دي.
قبل جاويد عُنق سلوان  ولف يديه حول جسدها ووضع كف يده فوق موضع قلبها قائلًا: 
نامي يا سلوان،لأن حركتك الكتير بتخلي الشيطان يلعب فى دماغي إني أتمم جوازنا الليله.
هدأت حركة سلوان قليلًا قائله:
قولتلك انسي ان جوازنا يستمر شهر.
ضحك جاويد قائلًا:
فعلًا مش هيستمر شهر،هيستمر العمر كله،بس مفيش مانع لزوجه تانيه تعوض بالناقص معاكِ.
ضربت سلوان كوع يدها فى بطن جاويد صامته تآلم جاويد ضاحكًا، بينما سلوان سُرعان ما ذهبت  الى غفوه بين يدي جاويد الذى تنهد بشوق،وقبل عنقها يشعر بهدوء نفسي. 
❈-❈-❈
بغسق الليل. 
بعشة غوايش 
دخلت صفيه مُلثمه تنهج وذُعرت حين رأت عيني غوايش المتوهجه مثل النيران،لكن سرعان ما تهكمت عليها غوايش قائله:
المثل بيجول
"اللى بيزمر مش بيخفى دقنه"
جايه ليه الليله يا صفيه.
شعرت صفيه بالخوف قائله:
جايه حسب إتفاجنا قبل إكده فين العمل اللى جولتي هتسويه لـ مرت جاويد،وكمان فى حاجه تانيه.
تسألت غوايش:
وأيه هى الحاجه التانيه.
ردت صفيه:
وأنا كنت برش الميه اللى كانت فى الازازه وقع منها نقطه على رجلي ومن وقتها وهى ملتهبه ومفيش مرهم محوق فيها،انتِ كنتِ حاطه فيها أيه مية نار.
ضحكت غوايش بسخريه قائله:
المره الجايه هحطلك فى العمل مية ورد عشان لما تقع على هدومك تبجي ريحتها ورد،وليه محذرتيش،عالعموم متخافيش بكره تطيب بس هتاخد وجت شويه.
تنهدت صفيه بآلم قائله:
طب والعمل اللى جولتى هتسويه بالطرحه بتاع اللى ما تتسمي.
تذكرت غوايش بغيظ ليلة زفاف جاويد 
فلاشــباك 
عادت الى العشه وهى تضع وشاح سلوان المطوي بين يدها،تبسمت حين رأت ذالك الخيال الضخم على الحائط وقامت بالركوع أمامه وأخفضت بصرها وهى  تمد يدها له بذالك الوشاح الذى أخذه منها وقام بإستنشاق رائحته لكن سُرعان ما ألقى الوشاح بذالك المنقد الموضوع به قطع من الفحم متوهجه ليحترق الوشاح وهو يزداد غيظً وإستعارًا
يأمر غوايش بالنهوض،لتفهم لما فعل ذالك وكان جوابه:
أن هذا الوشاح يحمل عرق آخر غير تلك الفتاه.
تذكرت غوايش أن صفيه أخرجت لها الوشاح من بين ثنايا ثيابها  لابد أن أختلط برائحه جسدها هى الأخري...شعرت برهبه من غيظ هذا المارد الذى أمرها أن تأتى بآثر آخر لا يحمل سوا عرق الفتاه فقط،ثم إختفى من المكان.
عادت غوايش تنظر الى صفيه قائله:
الطرحه منفعتش مع الاسياد إنتِ كنتِ حطاها فى صدرك وخدت من عرقك،وانا خوفت عليكِ لو الاسياد نفذوا عليها العمل أنا عاوزاكي تجيبى أتر من  هدوم البت دي وميكونش نضيف بس المره دى إبجي حطيه فى كيس بلاستك.
تنهدت صفيه بسأم قائله:
لسه هرچع أجيب ليها آتر تاني، وبعدين بجالها سبوع متجوزه  من جاويد ومسمعتش إن حصل بينهم خلاف. 
ردت غوايش قائله: 
مش يمكن لسه البت مستحمله على أمل متخافيش الامر مش هيطول، بس هاتيلى آتر ليها ويا سلام لو كان قميص نوم. 
لمعت عين صفيه قائله: 
وهجيبلك قميص نوم ليها منين. 
ردت غوايش: 
مش صعبه عليكِ
❈-❈-❈
كانت ترى نفسها تجري بين المروج الخضراء خلف تلك الفراشه ذات الجناحات الملونه تشعر بـ حريه
مثلها وهى تتنقل بين الأغصان، لكن فجأه هبت رياح قويه أغمضت بسببها عينيها للحظات قبل أن تفتح عينيها وترى نيران تُحيط بها من كل مكان والنيران تقترب منها  وكلما ذهبت نحو  طريق كى تبتعد عن النيران، النيران تقترب منها، وخرج  من بين تلك النيران جسد ضخم  يُشبه المارد الذى  راته بأحد افلام الرعب وإقترب منها بجسده المشتعل،يقول كلمات غير مفهوم منها سوا جملة
"إنتِ لى منذ القِدم."
، لكن هى إرتعبت وعادت للخلف تصرخ وتستنجد لم يآتى براسها غير "جاويد" 
صرخ لسانها بإسمه تستنجد به من ذالك المارد المشتعل الذى يقترب منها لكن فجأه شق تلك النيران طيف آخر وكذالك ظهر جاويد وجذبها إليه. 
صحوت فزعه بتلقائيه منها حضنت جاويد وجسدها يرتعش. 
إستيقظ جاويد على صوت هزيان سلوان العالى الذى يشبه الصراخ،وأشعل ضوء الغرفه  وإستغرب ذالك العرق الغزير الذى على وجهها وحاول إيقاظها
الى أن نهضت وقامت بحضنه وهى ترتعش، قائله: 
إنقذني منه يا جاويد.     

ــــــــــــــــــــــــــ
شعرت سلوان بالهدوء  النفسي وهدأ إرتجاف جسدها، وإستكانت بهدوء غير منتبه أنها بين يدي جاويد الذى يضمها يهمس ببعض الآيات القرآنيه بأذنها...
شعر جاويد بإستكانة سلوان ظن أنها غفت،بين يديه،ضم جسدها أكثر ومال قليلًا نائمًا  على جانبه كى يتمدد على الفراش لكن
سلوان إنتبهت أنها تُعانق جاويد  عاد لها الإدراك وحلت يديها اللتان  كانتا تُعانقه بهما وكادت تبتعد عنه،تُخفض وجهها تشعر بخزي،لكن جاويد تشبث بجسدها وهو يجذبها بين يديه يتمددان فوق الفراش، أزاح  بيده تلك الخُصلات المتمرده من فوق عينيها،وإقترب يُقبل جبينها وهو ينظر بوله لوجهها الذى أصبح أحمر داكن،تمركزت عيناه على شفاها التي تُشبه حبات التوت الأحمر البري،بلا إنتباه منه كان يلتقم شفاها فى قُبلات شغوفه وهو يضم جسدها بين يديه،فى البدايه تغافل عقل سلوان وإستجابت لذالك العِناق وأيضًا لتلك القُبلات،لكن فجأه أغمضت عينيها للحظه جاء بخيالها ذالك المارد الذى رأته بالحلم...إرتعش جسدها وفتحت عينيها سريعًا تشعر بقُبلات جاويد على وجنتيها وكاد يصل مره أخرى لشفاها لكن سلوان دفعت جسده عنها بيديها كذالك حاولت إبعاد وجهها عن شفاه جاويد،قائله دون إنتباه:
كفايه يا"جلال".
لم يهتم جاويد فى البدايه بيدي سلوان التى تدفعه كي يبتعد عنها،ومازال يشعر برغبه قويه فى قلبه يود الإلتحام  بـ سلوان وإذابة ذالك الثلج  المتجمد بينهم بحرارة قُبلاته  المتشوقه والشغوفه يستحث بها سلوان،لكن شعر بتصلُب فى قلبهُ،حين  سمع نُطقها له بإسم"جلال"
ليس فقط قلبه الذى تصلب أيضًا جسده،وقبض بيديه بقوه فوق عضدي سلوان ورفع وجهه ينظر لعينيها بإستياء قائلًا:.
قولت قبل كده تنسي إسم جلال خالص، إسمى جاويد. 
تذمرت سلوان وشعرت بآلم طفيف من قضبتي يديه القويه على عضديها وحاولت فك قبضتي يديه عن عضديها دون حديث...لاحظ جاويد تأوه سلوان فخفف من قبضتي يديه على عضديها لكن مازال يأسر جسدها،ونظر لوجهها الذى مازال يُشع إحمرارًا وتسأل بفضول:
أيه اللى كان خلاكِ بتصرخي وإنتِ نايمه وصحيتي مفزوعه.
تذكرت سلوان جزء من الحلم ثم قالت:
أبدًا كابوس عادي،واضح إنه بسبب نومك جانبي قبل كده مكنش بيجيلى أي كوابيس.
ضحك جاويد وضم جسد سلوان عليه أكثر قائلًا:
يعني نومي جنبك عالسرير هو اللى جابلك الكابوس ده،يعني مفيش سبب تانى.
ردت سلوان بإستهزاء:
وهيكون أيه هو السبب التانى بقى.
إبتسم جاويد وإقترب من أذن سلوان قائلًا بهمس ومغزى:
إنك كنتِ عاوزه تحضنيني زى ما حصل لما صحيتِ من النوم، بس عاوزه تظهري الدلال.
تهكمت سلوان بحياء قائله:
أظهر الدلال،لاء بلاش تتوهم ومن فضلك إبعد إيدك عن جسمي،أنا عاوزه أكمل نومي،وإن حلمت تانى بكابوس مش هقرب منك،مع إنك إنت صاحب أكبر كابوس فى حياتى اللى نفسي أصحى وأفوق منه .
ضحك جاويد وإزداد فى ضم جسدها وخطف قُبله من فمها قائلًا بمرح:
أنا بقول تنامي، عشان بصراحه الشيطان بيغويني ويقولى طالما أنتِ بتتعتبرينى أكبر كابوس فى حياتك أحول الكابوس لحقيقه...
توقف جاويد  عن حديثه لحظات غامزًا بعينيه قائلًا:
وكمان بلاش حركه كتير منك. 
انهى حديثه بقُبله أخري خاطفه، بينما سلوان كادت أن تتذمر من ذالك لكن حذرها جاويد بنظرة توعد  من عينيه فإستسلمت مُجبره وأغمضت عينيها، أو بالأحرى أرادت ذالك العناق الذى يُشعرها بالأمان لأول مره بعد أن ترى هذا الكابوس الذى تكرر معها سابقًا بنفس ذااك المارد الذى يخرج من النيران ويتبعها ويقول نفس الجمله "إنتِ لى منذ القِدم"
سابقًا كانت تصحو مفزوعه ولا تجد أحدًا يضمها ويُهدئها ويُشعرها بالأمان،فى فترات كانت بعيده عن والداها بسبب دراستها هنا بـ مصر وهو بالخارج،تسأل عقلها: 
ما هذا الشعور  الغريب التى تشعر به مع جاويد رغم أنه خدعها لكن بقلبها مازال لديها شعور الأمان معه ونحوه...حتى أنها بدأت تستهوي البقاء فى حُضنهُ رغم إظهارها عكس ذالك...
سُرعان ما نهرت نفسها قائله:
فوقي يا سلوان،جاويد مخادع جيد وبيتلاعب بيكِ هو عارف نقط ضعفك وبيستغلها.
عادت تُخبر نفسها:
بس رغم مرور أكتر من أسبوع على جوازه منك ولغاية دلوقتي مغصبش عليكِ يتمم الجواز،صحيح بيتحرش بيا ويبوسني وكذا مره كان ممكن بسهوله يتمم بقية أركان الجواز.
زفرت سلوان نفسها بقوه حائره بين تضارُب وتصارُع عقلها مع قلبها،لأول مره تعيش هذا الشعور المختلط... شعر جاويد بزفرتها فقال بإيحاء:
بتنفخي ليه سقعانه حضني مش مدفيكِ ولا أيه،لو مش مدفيكِ عندي طريقه تانيه ومتأكد هتدفيكِ.
إستهزأت سلوان بقوله قائله:
لاء وفر طريقتك أنا أساسًا حاسه بالحر بسبب حضنك،وياريت تفك حصار إيديك من حواليا.
ضمها جاويد أكثر وتنهد قائلًا بصدق:
نامي يا سلوان،ومتخافيش أنا جنبك،ومش هخلي حاجه تأذيكِ، تصبحِ  على خير. 
إبتسمت سلوان تشعر براحه وأغمضت عينيها سُرعان ما غفت مره أخرى.   
   ❈-❈-❈
بمنزل القدوسى
فتحت صفيه باب المنزل بهدوء ودخلت تتسحب بهدوء وحذر،لكن فجأه تيبس جسدها وشهقت بخضه حين رأت أمجد امامها يحمل دورق به مياه،بينما إستعجب أمجد ذالك قائلًا:
ماما،مالك أيه اللى خضك، كنتِ فين الساعه دي،يادوب فاضل ساعه  عالفجر الأولانى.
إرتبكت صفيه وتعلثمت بالرد:
يعنى كنت هكون فين،حسيت إنى مخنوقه نزلت إجعد فى الجنينه  شويه وسوهي عليا ونمت من غير ما أحس ولما حسيت بالجو برد صحيت مستغربه،إزاي سوهي عليا الوجت ده كله،وبعدين إنت أيه اللى مسهرك وخرجك من أوضتك دلوك،بتفكر فى الغبيه حفصه اللى ضيعتها من إيديك،فيها أيه لما تكدب وتجول لها إنى بحبك هو الحديت كان بفلوس إياك.
رفع أمجد دورق المياه الذى بيده قائلًا:
أبدًا أنا مكنتش سهران،أنا صحيت من النوم عطشان وملقتش ميه فى الاوضه نزلت المطبخ وأخدت دورق ميه معايا،وتفتكري لو كنت كذبت على حفصه كانت هتصدقني،رغم إني إكتشفت فعلًا،أنا بحب حفصه وأعتقد الوقت لسه مفاتش.
تنهدت صفيه بتهكم قائله:
فات ولا مفاتش أهى جدامك وإنت حر أنا سلتت يدي،كفايه حرقة جاويد لقلب أختك هو ومقصوفة الرقبه سلوان اللى دخلت لدارنا وجابت فى ديلها الفقر بسببها رقدت أختك فى السرير.
تنهد أمجد قائلًا:
تصبحِ على خير يا ماما عيندي محاضرات الصبح ولازم أنام شويه عشان أبقى فايق،كمان هقدم خلاص على رسالة الدكتوراه وكمان انا خلاص إتحدد ميعاد البعثه اللى  تبع الجامعه الفتره الجايه.
تنهدت صفيه قائله:
والبعثه  دى جت مفاجأه مره واحده  إكده،ولا كنت عارف ومخبي عليا؟.
رد أمجد بهدوء:
لاء يا ماما مجتش مره واحده ومكنتش مخبي عليكَ،بس أنا كنت مستني الوقت المناسب وأقول لحضرتك،بس اللى حصل الفتره اللى فاتت نساني.
تهكمت صفيه قائله:
آه معليشى،المهم مدة البعثه قد أيه، فين بجي؟.
رد أمجد:
البعثه مدتها هتبقى ست شهور فى ماليزيا. 
تثائبت صفيه بجحود قائله:
طيب،أنا حاسه بجسمي مكسر من نومتي فى الجنينه،هطلع أفرد جسمي عالسرير.
غادرت صفيه وتركت أمجد 
الذى شعر  بالحُزن  وإستعجب من رد فعل والداته الغير مباليه لسفره،كآنه يُخبرها بأي شئ لا أهميه له لام نفسه كم كان مُغفلًا قبل ذالك حين كان يستمع لها ويفعل لها ما تشاء،حتى بخطبته من حفصه كان بسبب رغبتها فى ذالك،لكن رغبته لم تكن لها أهميه لديها،لكن الآن تعلم الدرس قبل فوات الآوان وضياع حفصه التى لن يخذلها مره أخري ويسير خلف رغبة والداته.
.... 
بينما فتحت صفيه باب غرفة النوم بهدوء ودخلت الى الغرفه أشعلت ضوء خافت وتوجهت نحو الفراش نظرت على وجه محمود تبسمت بإرتياح حين رأته غارق بالنوم،همست بهدوء:
زين إنى بخيت عليه من إزازة المنوم قبل ما أروح لـ غوايش،إكده مش هيحس إنى جومت من جاره وهو نايم،أما أغير خلجاتي وأندس جاره ،أفرد جسمي من الخضتين اللى شوفتهم الليله .      
❈-❈-❈
آتى صباح جديد 
بمنزل صلاح 
بغرفة السفره 
إبتسم صلاح لـ سلوان وهى تجلس جوار جاويد، بحياء مازال يُسيطر عليها، ردت سلوان ببسمه خجوله، بينما دخلت الى الغرفه حفصه بلهفه وجلست على مقعدها قائله: 
جت عليا نومه لو مش منبه الموبايل مكنتش صحيت دلوك. 
ردت يُسريه بتسأول: 
مش النهارده مبيبقاش عندك محاضرات بدري، قبل إكده لما كنت بصحيكِ كنتِ بتجوليلى سيبني أنام. 
ردت حفصه: 
كان فى دكتور فى الجامعه إعتذر عن محاضراته الاسبوع اللى فات وجابهم الاسبوع ده. 
بحياء تسألت سلوان: 
بتحصل كتير، فعلًا كان الاساتذه يأجلوا المحاضرات  ويجيوا مره واحده ويحددوا ميعاد تانى، بس أنا معرفش لغاية دلوقتي  إنتِ فى كلية أيه. 
نظرت حفصه لها بفتور قائله بنبرة تعالي: 
أنا فى كلية الآلسن بدرس لغات أجنبيه... ويا ترى إنتِ بقى درستي أيه؟. 
شعرت سلوان بنبرة تعالي حفصه لكن ردت ببساطه:
أنا درست أداب لغه فرنسيه.
تهكمت حفصه قائله:
يعني بتعرفي تتكلمي فرنساوي كويس.
ردت سلوان:
مش بس فرنساوي أنا بعرف أتكلم أربع لغات
"إنجليزي،فرنساوي،ألماني،إيطالي،وشويه روسي كمان"،أصلي كنت عايشه مع بابا فى الإمارات قبل ما أدخل الجامعه هنا فى مصر وكنت فى مدرسه إنترناشيونال،غير كنت جايبه مجموع كان ممكن يدخلني كلية الآلسن بس انا قولت كده كده أنا بعرف كذا لُغه قرايه وكتابه مش هتفديني،وأنا مش بفكر أشتغل بعد ما أخلص دراسه،وكنت عاوزه جامعه الدراسه فيها سهله إختارت" آداب فرنساوي ". 
شعرت حفصه بالغيظ من رد سلوان،وتهكمت قائله:
وليه مكنتيش بتفكري تشتغلي بعد الدراسه،كان فى دماغك هدف تاني،زى الجواز مثلًا.
ردت سلوان:
لاء الجواز عمره ما كان هدف فى دماغي، ولا حتي كنت متوقعه أتجوز دلوقتي، كمان تقدري تقولى  مكنش فى دماغي أى هدف نهائي،عادي.
تهكمت حفصه قائله بتسرُع:
يعني تافهه.
تحدث جاويد بحِده:
حفصه!... أوعي لـ حديتك. 
تعلثمت حفصه قائله: 
أنا مش جصدي،إن كان جصدي  إزاي  ملهاش هدف فى حياتها و ... 
قاطعت سلوان حفصه تشعر بفتور نحوها: 
أنا فاهمه قصدك كويس،بس مش معني إن مكنش ليا هدف فى حياتي إنى أبقى تافهه،يمكن عشان أنا عِشت حياه قدريه غصب عني من صُغري، فـ إتعودت أمشي مع قدري وأشوف هيوصلني لفين،وأهو وصلني لهنا وكمان إتجوزت،رغم إنى مكنش الجواز فى دماغي،أنا بأمن بـ القدر أكتر من إنى أخطط لمستقبل فى عِلم الغيب،ويمكن يكون فى ده جزء تفاهه فعلًا مني. 
أُعجب صلاح من رد سلوان العقلاني ونظر لها ببسمه ثم لـ حفصه قائلًا:
إنتم هتتحدتوا ويا بعض وتسيبوا الفطور.
ردت يُسريه وهى تنظر لـ ملامح حفصه التى تشعر أنها ليس لديها أُلفه ناحية سلوان،وقالت:
الحديت عالوكل مش بيشبع وبيضيع الوجت.
فهمت حفصه مغزي حديث يُسريه أن سلوان ليست ضيفه وعليها معاملتها بقبول أكثر من ذالك...حادت حفصه عينيها عن يُسريه وبدأت بتناول الطعام بسرعه وغادرت مُتحججه بأنها لا تود التأخير على ميعاد المحاضره بينما بالحقيقه مازالت  تشعر بعدم تقبُل لـ سلوان كزوجه لأخيها.
بعد قليل إنتهى جاويد وكذالك صلاح الذى نهض قائلًا:
الحمد لله،مش يلا بينا يا جاويد عشان توصلني إمعاك للمصنع بليغ من عشيه مأكد عليا أكون عينديه فى المصنع من بدري.
نهض جاويد قائلًا:
تمام يا بابا.
قبل أن يُغادر جاويد غرفة السفره نهضت سلوان بتسرُع خلفه قائله بعفويه:
"جلال".
توقف جاويد ونظر نحو صلاح الذى غص قلبه لكن هو يعلم حقيقة أن سلوان كانت تعرف جاويد بهذا الإسم،بينما شعرت يُسريه بنغزه قويه فى قلبها ودمعه إنحشرت بين أهدابها،بينما قالت سلوان بتلقائيه:
هترجع عالغدا.
رد جاويد بإختصار:
لاء عندي شغل كتير،مش هرجع غير عالمسا.
أومات سلوان رأسها لـ جاويد وظلت واقفه تنظر فى أثره وهو يغادر من المكان،لكن شعرت بيد يُسريه تقبض على معصم يدها بقوه بصوت متحشرج بالدموع قائله:
ممنوع أسمعك تقولى إسم جلال ده تاني، إسمه جاويد فاهمه.
للحظه شعرت سلوان بالخوف من نبرة يُسريه القويه،كذالك بألم من قبضة يد يُسريه القويه  وأومأت رأسها بـ نعم.
تركت يُسريه يد سلوان وغادرت الغرفه،بينما ظلت سلوان واقفه تشعر بوحده ليست جديده عليها.
بينما صعدت يُسريه الى غرفة نومها وشعرت بهبوط فى قلبها وإنفجرت عينيها بالدموع وهى تفتح أحد أدراج الدولاب تُخرج ذالك الألبوم الخاص بالصور،وجذبت إحدي الصور تنظر لها وتتلمس ملامح صاحب الصوره بآسي،كان وليدها الأول 
كان قصير العمر،طريقة موته كانت مُفزعه وصعب على أى قلب" أم" أن تتقبلها ولدها وجد غريق مسلوب القلب.
تذكرت  قول  أوصاف لها ذالك اليوم بعد  دفنه بعدة أيام، كان وقتها جاويد صاحب الإثني عشر عام  بالكاد إسترد جزء من صحته وتسلل خلفها الى المقابر،رأى جلوسها تبكي أمام  ذالك القبر،إقترب منها ووضع يده على كتفها،رأت دموعه هو الآخر،نهضت سريعًا وضمته بحضنها، وسحبته من يده كى يغادران المقابر،لكن قبل أن يخرجا من المقابر تقابلا  مع إنصاف التى نظرت الى جاويد ثم  لـ يُسريه التى رأت طيف أسود من بعيد بين المقابر،جذبت جاويد عليها بقوه كآنها تحميه،ونظرت الى إنصاف ثم أمائت لها برأسها بفهم، وغادرت هى وجاويد من المقابر،لكن ذهبت للقبر باليوم التالى تحمل بيدها إيناء فُخاري به إحدي شتلات نخيل الزينه الخضراء،وضعتها أمام قبر جلال،وجلست قليلًا،الى أن رأت إقتراب إنصاف منها وأخرجت ذالك الحجاب الصغير الموصول بخيط،رغم أن الخيط رفيع لكن سميك،مدت يسريه يدها وأخذت منها الحجاب،وإستمعت لها:
جاويد بلاش يقرب من أرض الجميره،جاويد كان هو المرصود مش "جلال"  ،الحجاب ده يلبسه فى رقابته بإستمرار،"العشق لعنه وهتصيبه،وفيها نجاته أو هلاكهُ... 
القدر وقوة العشق فى القلوب هى اللى هتحدد مصيره،وإحذري قطع خيط الحجاب 
لو إتقطع الخيط معناه حاجه من الإتنين،يا اللعنه إتفكت،يا العمر إنتهى" 
        دمعه نزلت من عينى يُسريه على تلك الصوره، مسحتها بأناملها مازالت تشعر بحسره تسكن قلبها. 
❈-❈-❈
عصرًا 
بشقة ليالي 
كادت ليالى أن تضع  تلك الصنيه الصغيره على تلك  الطاولة صغيره  وهى تبتسم لكن نهض الجالس سريعًا وأخذ هو منها الصنيه،إبتسمت وهى تترك له الصنيه  قائله: 
زاهيه إتصلت الصبح وبتقول أنها داخله على دور برد شديد وخافت تجي النهارده لا تعديني منها،صوتها فى الموبايل كان شكلها تعبانه أوي،بس أنا برضوا بعرف أصرف نفسي،ومتخافش الكيكه دي اللي كانت عملاها زاهيه إمبارح وشالت لك نصيبك منها بعيد عني.
إبتسم الآخر وهو يجذب يدها لتجلس جواره على الاريكه ثم ضمها الى صدره قائلًا بعتاب مرح:.
يعني لو مش زاهيه شالت نصيبِ كنتِ هتاكلي  الكيكه  لوحدك من دوني. 
إبتسمت له قائله: 
إنت اللى بقيت تغيب كتير والمثل بيقول الغايب مالوش نايب و إنت عارف إن أنا نقطة ضعفي هى كيكة البرتقال.
إبتسم وهو يجذب قطعة من قطع تلك الكيكه وقربها من فمه وأخذ قطعه ثم وجه بقية القطعه لفم ليالى قائلًا:
أنا كمان بحب كيكة البرتقال من زمان أوى كانت أمي طول الشتا تشتري لينا برتقال ويوستفندي وتجول كلوا منهم كتير،عشان هما بقللوا نزلات البرد،وكانت تعمل هى وأختي كيكة البرتقال.
إبتسمت ليالى قائله:.
ربنا يرحمهم هما الإتنين.
شعر بغصه قليلًا وصمت،بينما رغم فقد ليالي لبصرها لكن صمته أعطاها شعور أنه يتآلم،رفعت يديها ووضعتها على وجنتيه قائله بيقين:
لسه لغاية دلوقتي مش قادر تسامح أختك يا 
"محمود".
شعر بغصه قائلًا:
حاولت أسامحها كتير،لكن أوقات قلبي بيفتكر إن بسببها زمان إتجبرت أتجوز من"صفيه"
وإتغصبت أتحمل عِشرتها لحد دلوقتي،تعرفي يا ليالي لو مش وجودك فى حياتى،وطول الوجت  تصبريني وتجوليلى عشان خاطر ولادك يمكن مكنتش قدرت إتحمل عِشرة صفيه.
❈-❈-❈
مساءً
بالمصنع 
بمكتب جاويد، نهض بليغ قائلًا: 
كده يبجي كله تمام بضاعة العميل الروسي إنتهينا من تصنيعها،فاضل بجي نشحنها له.
تنهد جاويد قائلًا:
فعلًا كده تمام،الشحن أمره سهل أنا إتفقت مع شركة شحن طيران ليها فرع إهنه فى الأقصر، يعني مسألة يومين أو تلاته بالكتير والبضاعه تكون وصلت للعميل الروسي، متأكد إنه هيرجع يطلب مننا بضاعه مضاعفه، أنا لما كنت معاه فى رحله فى المعابد حسيت إن عنده هوس بالنوعيه دي من التماثيل، وكمان هو متمرس فى تجارة الفُخار والخزف فى روسيا وأكيد عامل دراسة جدوي وافيه عارف بها إزاي  يسوق لبضاعة زى دى كويس. 
إبتسم بليغ قائلًا: 
ربنا يوفقك ويزيدك، إنت تستاهل النجاح إنت وصلاح. 
إبتسم جاويد  قائلًا: 
أنا معرفش من غيرك يا عم جاويد  كنت هتصرف إزاي بصراحه إنت اللى بتشجعني كمان إنت تقريبًا اللى كنت شايل الشغل الفتره اللى فاتت. 
إبتسم بليغ  قائلًا: 
بلاش حديت فاضى، كل ده بذكائك وتعبك إنت أها المفروض عريس جديد، وسايب عروستك وداير معانا  فى المصانع،بس أنا بجول طالما تمام إكده  تاخد العروسه بجي كام يوم وتسافروا فى أى مكان تقضوا يومين عسل،والله العروسه تستحق لو واحده غيرها كانت إضايجت وجالتلك أنا لسه عروسه وفايتني ومهتم بشغلك،خد بالك نصيحه من عمك بليغ الستات بتحوش ولحظه بتطرش وتفتكر لك هفوات وتبجي عينديها كبيره جوي.
ضحك جاويد قائلًا:
بس أطمن إن البضاعه وصلت روسيا للعميل بسلام هاخد سلوان كم يوم ونسافر أى مكان هى تختاروه.
إبتسم بليغ قائلًا:
تمام ربنا يهنيكم،وإبجي سلميلي عليها، همشي أنا بجي بلاش أعطلك،عشان متتأخرش عالعروسه،سلام.
أبتسم جاويد بعد خروج بليغ من المكتب وإتكئ بظهره للخلف على مِسند المقعد يتنهد بشوق،وهو يتذكر قُبلاته لـ سلوان صباحًا كذالك نهوضها خلفه وسؤاله متي سيعود،لكن شعر بغصه،سلوان مازالت تُنادي عليه بإسم "جلال"،يبدوا أن ذالك الخطأ الذى إرتكبه بذلة لسان وقتها سيلازمه مع سلوان لفتره قبل أن تنسى ذالك الإسم،لكن تنهد بشوق،ونهض أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج ذاهبًا الى من تسلب قلبه وعقله معًا رغم عنادها المُحبب له. 
❈-❈-❈
بمنزل صلاح  
كانت سلوان تجلس مع يُسريه ومحاسن التى كانت تمزح وتحاول جذب سلوان للحديث معهم تود إذابة ذالك الجمود بين يُسريه وسلوان،كذالك رهبة سلوان المُتخفظه ليس فقط من ناحية يُسريه،بنفس الوقت دخلت إحدي الخادمات الى الغرفه قائله:
حجه يسريه فى ست واجفه جدام باب الدار  بتسأل عنيكِ.
تسألت يسريه:
ومين الست دي يا توحيده؟.
ردت توحيده:
معرفش مجالتش إسمها كمان مخبيه وشها.
نهضت يُسريه واقفه قائله:
طب دخليها لمجعد الضيوف وأنا  جايه وراكِ أها.  
ذهبت توحيده، بينما إستغربت محاسن قائله: 
هتكون مين الضيفه دي تكون عاوزه منك أيه ؟ 
ردت يُسريه: 
وأنا أعرف منين.
كادت محاسن أن تنهض قائله: 
أجى إمعاكِ أشوف هى مين وعاوزه أيه؟. 
نظرت يُسريه  نحو سلوان قائله: 
لاه خليكِ إهنه شايفه إنك منسجمه مع سلوان، هروح أنا أعرف مين الست دى وعاوزه أيه. 
شعرت سلوان بالفضول هى الاخري لكن ظلت تتحدث مع محاسن ترد على مزاحها بإقتضاب، رغم أنها تشعر معها بالألفه عن يُسريه، لكن هى بطبيعتها حذره فى التعامل مع الآخرين، وإزداد هذا الحذر بعد خداعها فى جاويد،أو ربما هنالك سبب آخر معاملة يُسريه ببعض من الحِده والآمر. 
بينما دخلت يُسريه  الى غرفة الضيوف وألقت السلان على تلك المرأه التى تُخفي وجهها بوشاح أسود... ثم رحبت بها قائله: 
أهلًا يا ست، خير توحيده جالتلى إنك عاوزني فى شأن  خاص.
كشفت تلك المرأه عن وجهها وإقتربت من يُسريه وكادت تنحني تُقبل يدها قائله:
أنا جايه ليكِ مخصوص، يا حجه يُسريه  بعد اللى سمعته عنيكِ وأنك مش بتحبي الظلم، وأنا جايه لك فى "مظلمة شرف" بسبب زاهر واد سِلفك صالح.
❈-❈-❈ 
جلست سلوان مع محاسن تتحدثان قليلًا الى أن صدح هاتف محاسن وقامت بالرد عليه ونهضت قائله: 
ده جوزي بيتصل بيسالني على مكان  حاجه فى الدكان ومش لاقيها، هو هروح له الدكان أطلعها من جدامه، هو إكده يادوب أسلت رچلي من الدكان ويحتار مع الزباين وأماكن البضاعه فين، كآني ببجي مخبياها فى جيبي  وانا ماشيه، جومي إمعاي نتمشى لحد باب الدار، والله جعدتك ما يتشبع منيها، أجولك يسريه خيتي كان لازمها مرت إبن سو زى مِسك، بس الواد جاويد طول عمره بيفهم وذوقه حلو، وأنا من أول ما شوفتك جولت هى دي زينة الصبايا اللى تليق بـ جاويد. 
إبتسمت  سلوان ونهضت معها الى أن أوصلتها الى باب المنزل وهى عائده نظرت نحو تلك الأؤرجوحه الموجوده بالحديقه، شاور عقلها قليلًا ببعض الفضول أن تذهب الى غرفة الضيوف وترى من تلك السيده التى طال مكوثها مع يُسريه، لكن خشيت أن تُحدثها يسريه بحِده أمام تلك الضيفه،كذالك شعرت بنسمة هواء ليليه لطيفه، وتوجهت نحو تلك الأؤرجوحه  وجلست عليها تنظر نحو تلك النجوم المُصطفه بالسماء كذالك القمر الذى إقترب من الكمال، إبتسمت بشجن وهى تتذكر يومًا ما أخبرتها والداتها أن تلك النجوم هى أرواح الناس الطيبين، عقلها وقتها كانت طفله وصدقتها، حتى أنها كانت تنظر للنجوم أحيانًا وتتحدث معها ظنًا أن والداتها إحدي تلك النجمات وتستمع إليها، لكن إكتشفت الحقيقه حين كبرت، أن تلك النجوم ما هى الى مُجسمات فضائيه تدور بفلك خاص بها، لكن تظل بالرأس أشياء نعلم حقيقتها جيدًا رغم ذالك قد نظل  نُصدق وجه آخر نُريده لها... تنهدت سلوان، وبدأت تتأرجح برويه على الأؤرجوحه، غير منتبه الى ذالك الخسيس 
الذى يقف فى إحدي شُرفات منزله 
عيناه تقدح برغبه وهو يضع يده يُمسد  بها على صدره، يبتلع لُعابه، يشعر بإثاره، وفكره واحده تجول  برأسه، كم كان سيشعر الأن بلذة نشوه خاصه لو كانت تلك الجميله بين يديه، تلك الجميله التى أحيت فى قلبه إمرأة الماضي التى فرت منه ليلة زواجه بها، وفضلت عليه خسيس  تلاعب بعقلها ووهمها بعشق هرولت خلفه وتركت كل شئ هنا غير آبهه بمن تركته خلفها بقلب مُحطم، يعلم أن هنالك من ساعدتها فى ذالك وأخبرتها ببعض أطباعه السيئه لكن  لو كان ظفر بها ربما كان تاب عن تلك الأطباع السيئة وإكتفي بها وحدها...
اغلق عينيه لحظات
يلعق شفاه بإثاره وهو يتخيل تقبيلها ونشوه خاصه تسري بجسده وهو يتخيلها بين يديه لكن قطع نشوة ذالك الخيال السافر صورة جاويد وهو يسحبها من بين يديه ويقوم بتقبيلها هو،فتح عيناه سريعًا وليته ما فتحها،ها هو جاويد الذى قطع جموح خياله آتى بالحقيقه،وترجل من سيارته وإقترب من سلوان التى تبسمت له بسمتها مثل ضوء القمر الذى يشق عتمة غيوم الشتاء،شعر ببُغض وحقد كبير  لـ جاويد يُشبه بُغضهُ القديم لـ هاشم بل ربما أكثر حقدًا عليه.    
بينما 
بنفس الوقت دخل جاويد بسيارته الى فناء الموجود بين  المنزلين وأول ما وقع عليه كان وقوف صالح بتلك الشُرفه وعيناه ترتكز نحو تلك الأؤرجوحه التى نظر نحوها ليشعر بغِيره حين رأي سلوان تجلس عليها،توجه نحو جلوسها،شعر بإنشراح فى قلبه حين تبسمت سلوان بعفويه منها،لكن بنفس اللحظه شعر بعصبيه قبل أن يجلس جوارها على الأؤرجوحه قائلًا بحِده:
أيه اللى مقعدك  بره الدار هنا فى الجنينه.
شعرت سلوان بنبرة جاويد الحاده حاولت تجاهلها  وهى تنظر نحو السماء قائله ببرود:
هى الجنينه مش من الدار، وبعدين
كنت بعِد النجوم.
إستوعب جاويد طريقته الحاده وهدأ ونظر لـ سلوان مازحً:
ويا ترى طلعوا كم نجمه.
ردت سلوان:
معرفشي غلطت وأنا بعِدهم،كنت لسه هبدأ أعدهم تاني.
نهض جاويد باسمً يقول بحِده:
طب كفايه عَد وخلينا ندخل للدار،وبعد كده بلاش تقعدي على المورجيحه دي.
تنهدت سلوان وظنت أن هذا تحكم من جاويد كعادته وقالت:
وليه مقعدش عالمورجيحه،عالعموم تمام أنا هنا بنفذ اللى بيتقالي عليه وبس،مش مطلوب مني غير كلمة حاضر.
إستغرب جاويد قائلًا:
سلوان،إنتِ فهمتيني غلط...أنا....
قاطعت حديثه سلوان قائله:
لا غلط ولا صح  ياريت ندخل لجوه لآنى بدأت أحس بشويه سقعه.
دخلت سلوان أمام جاويد الذى كاد يصتطدم بتلك المرأه لكن تجنب منها وأفسح لها الطريق مُعتذرًا...بينما بعد مغادرة تلك المرأه نظر ناحية والداته قائلًا:
مين الست دي يا ماما.
ردت يُسريه:
دى معرفه جديمه،إطلع غير هدومك على ما أجول لتوحيده تحضر العشا.
وافق جاويد يُسريه فبالنهايه هذا شئ لا يهمه سحب يد سلوان معه وصعد الى الجناح الخاص به         تعجب من صمت سلوان التى جلست على مقدمة الفراش، إقترب وجلس جوارها على الفراش  ووضع يده على كتفها قائلًا: 
مالك يا سلوان ساكته ليه. 
ردت سلوان  ببساطه: 
وعاوزني أتكلم أقول أيه. 
إبتسم جاويد بمكر قائلًا: 
ولا يمكن الكابوس اللى شوفتيه لسه مأثر عليكِ. 
تنهدت سلوان قائله: 
الكابوس اللى شوفته أرحم من الحقيقه اللى عيشاها. 
قالت سلوان  هذا وإبتعدت عن يد جاويد وعادت للخلف على الفراش وتسطحت عليه. 
شعر جاويد بغصه فى قلبه ونهض واققًا  ينظر لها قبل أن يتحدث صدح رنين  هاتف أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم مد يده بالهاتف نحو سلوان قائلًا: 
الإتصال ده ليكِ باباكِ. 
نظرت سلوان للهاتف الذى بيد جاويد  وترددت أن تمد يدها له، لكن جاويد أمسك يدها ووضع بها الهاتف قائلًا: 
هروح أغير هدومي فى الحمام. 
توجه جاويد نحو دولاب الملابس وأخذ له زي منزلي وذهب نحو الحمام، مازالت سلوان متردده بالرد، لكن قبل أن تنتهي مدة الرنين ردت. 
تنهد هاشم بهدوء قائلًا: 
إزيك يا سلوان. 
صمتت سلوان للحظات قبل أن يُعيد هاشم سؤاله: 
بقولك إزيك يا سلوان ليه مش بتردي عليا. 
ردت سلوان: 
مفيش بس يمكن شبكة الموبايل مش كويسه، أنا الحمد لله بخير. 
تنهد هاشم  براحه قائلًا: 
فرحت لما إتصلت على موبايلك وردتي  منه قبل كده لما كنت بتصل عليه كان بيدي خارج نطاق الخدمه وكنت بضطر أتصل على التليفون الأرضي او موبايل جاويد. 
إستعجبت سلوان قول والداها، لكن بنفس اللحظه إعتقدت أنه يكذب عليها الا يعلم أن هاتفها كان بحوزة جاويد منذ ليلة كتب الكتاب، لكن صمتت، مما جعل هاشم يسترسل فى الحديث معها، وكانت ترد بإقتضاب، مما جعل هاشم يشعر بوخزات فى قلبه، سلوان مازالت غاضبه، دخل لديه شك أن جاويد مازال لم يستعيد ثقة سلوان، إنتهي الإتصال سريعًا حسب رغبة سلوان التى مازالت تشعر بالغضب، كذالك تشعر بشعور غريب عليها بين القبول بما حدث وزواجها بهذه الطريقه المُخادعه من جاويد، أو رفض تلك المشاعر التى تسحبها بلا إراده منها، لا تنكر إنجذابها لـ جاويد منذ أول لقاء بينهم لكن هذا لم يكُن إنحذاب فقط بل كان ثقه وهو خدعها، تنهدت سلوان بسأم وألقت الهاتف على الفراش بنفس اللحظه  خرج جاويد من الحمام ونظر نحو سلوان  بتعجب  قائلًا: 
خلصتي مكالمة باباكِ بالسرعه دى. 
إعتدلت سلوان على الفراش وتمددت جالسه تقول: 
أيوا، مفيش موضوع يستاهل نطول الكلام فيه، الموبايل أهو. 
إستغرب جاويد  قائلًا: 
ده الموبايل بتاعك. 
ردت سلوان: 
ما أنا عارفه إنه الموبايل بتاعي، بس هو كان معاك من ليلة ما.... 
صمتت سلوان ولم تكمل حديثها، بينما إقترب جاويد من الفراش قائلًا: 
الموبايل كان فى تابلوه العربيه،وأنا كنت نسيه وهو كان فاصل شحن بالصدفه النهارده بفتح التابلوه لقيته حطيته يشحن وأنا فى العربيه عشان منساش أجيبه ليكِ. 
تهكمت سلوان قائله: 
معليشي مشاغلك الكتير نستك، عالعموم انا مش محتاجه له، بالنسبه لى وجوده من عدمه مش مهم، هكلم مين يعني. 
رد جاويد: 
إبقي كلميني  يا سلوان ويلا قومي خلينا ننزل زمان العشا جهز. 
ردت سلوان: 
أنزل إتعشي إنت أنا مش جعانه، حاسه بشوية صداع  ومحتاجه أنام. 
صعد جاويد على الفراش ممددًا جوار سلوان قائلًا بمكر: 
وأيه يا تري  بقى سبب الصداع كابوس إمبارح. 
نظرت سلوان له بسخريه وإلتزمت الصمت. 
تنهد جاويد  وجذب يد سلوان قائلًا:
سلوان خلينا نتعشى، وبعدها إبقى ألوي شفايفك الحلوين دول، إحنا لسه عِرسان جُداد والمفروض  وشك يبقى بيضحك. 
تنهدت سلوان بضجر وسحبت  غطاء الفراش عليها قائله: 
قولت مش جعانه هو الأكل كمان غصب، ولا خداع. 
زفر جاويد نفسهُ سألًا
سلوان مالك الصبح كنت كويسه، ولا طريقة كلام حفصه  ضايقتك.  
ضيقت سلوان عينيها تقول: 
أنا نسيت أساسًا كلام حفصه هى من وقت ما دخلت للبيت وهى واضح إنها كانت عاوزه لك زوجه تانيه، عادي يعني، من فضلك يا جاويد سيبني وإنزل أتعشى أنا مش جعانه. 
تنهد جاويد قائلًا: 
لو مش هتنزلي تتعشى أنا كمان مش هنزل وده محبب على قلبي جدًا، لأنى هتعشى بحاجه تانيه ومتأكد هتبقى ألذ وأطعم... بس فيها عيب مش بتشبع.
أنهى جاويد  قوله ووضع يده على سِحاب عباءة سلوان بإيحاء، فإنتفضت سلوان وأزاحت غطاء الفراش عنها بعنف ونهضت من فوق الفراش قائله بعصبيه: 
هو كل شئ لازم أعمله غصب حتى الأكل كمان. 
إستغرب جاويد رد فعل سلوان  المُبالغ فالأمر لا يستحق كل ذالك منها وكاد يقترب منها، لكن هى رفعت  كف إحدي يديها قائله: 
من فضلك سيبني لوحدي، أنا حاسه أنى مصدعه ولو نمت هرتاح. 
كاد جاويد أن يعترض لكن سلوان أعادت قولها برجاء: 
أرجوك سيبنى لوحدي يا جـ... 
توقفت سلوان  قبل أن تقول "جلال". 
غص قلب جاويد وهو يعلم أنها توقفت عن تكملة إسم" جلال"
تنهد بإستسلام لرغبتها قائلًا: 
تمام مش هضغط عليكِ براحتك يا سلوان.
حاولت سلوان أن لا تنظر له  الى أن غادر الغرفه وأغلق خلفه الباب بقوه، تركت العنان لدموع عينيها  وجسدها الذى تهاوي فوق الفراش، لا تعرف سبب لتلك الدموع ولا سبب لذالك الشعور الذى يجعل قلبها يآن. 
كذالك جاويد خرج من الغرفه وتوجه حديقة المنزل وصعد الى سيارته وخرج من المنزل يقود السياره بلا هدف، يشعر هو الآخر بحِيره تنهش عقله، هو ظن أن سلوان ستغفر كذبته سريعًا، خاصتًا أنه لم يُغير طريقه معاملته معها،لم يتغير سوا إسمه فقط. 
❈-❈-❈
بالقاهره 
وضع هاشم الهاتف جواره يشعر بغصه فى قلبه سلوان رغم مرور أكثر من أسبوع مازالت ترد على إتصاله وسؤاله عليها بإختصار وإقتضاب،حسم أمره وتنهد وقام بجذب الهاتف مره أخري وقام بالإتصال قائلًا:
من فضلك عاوز  أحجز تذكرة سفر للـ الأقصر.
إنتظر الرد بعد دقيقه قائلًا:
تمام متشكر.
بنفس اللحظه وضعت دولت تلك الصنيه الصغيره قائله بإستغراب:
أنا سمعت جزء من مكالمة الموبايل وفهمت إنك حجزت تذكرة سفر للـ الاقصر.
رد هاشم:
ايوا،قلبي مشغول على سلوان ،هسافر أطمن عليها.
تعجبت دولت قائله:
إنت راجع من عندها يادوب من أسبوع وكمان سبق وقولت إن جوزها شخص ثقه.
رد هاشم:
وفيها أيه يعني هى مش بنتِ ولازم أطمن عليها،عالعموم هو يوم صد رد مش هغيب هروح أطمن عليها وأرجع بسرعه...أنا ماليش مزاج للشاي هروح أنام عشان أبقى فايق وأنا فى الطياره.
ترك هاشم دولت التى تهكمت بحسره قائله:
آه عشان تبقى فايق لمقابلة بنتك،كانت غلطة حياتى إنى وافقت أتجوز كنت عايشه مرتاحه مع إبني،منك لله يا شاديه،غوتيني بواحد قلبه إتقفل على بنته  بعد موت مراته،اللى زى ما تكون كانت ساحره له من بعدها يزهد الحريم.
❈-❈-❈
بـ شبرا الخيمه 
شعرت  إيلاف بالسُهد 
نهضت من فوق فراشها وقامت بإزاحة ستائر شباك الغرفه الزجاجي،رأت تجمع تلك الغيوم البسيطه التى تسير بالسماء  تُخفى تلك  النجوم السابحه جوارها منها ما يتوراي خلف تلك الغيوم ويعود للظهور مره أخرى بعد سير الغيوم،تنهدت ببسمه وتذكرت مهاتفة  "بليغ" لها مساء اليوم وسؤاله عنها متى ستعود للـ الاقصر وإجابتها عليه أنها ستعود بعد غد 
سألت نفسها عن ذالك الشعور الغريب التى تشعر به إتجاه بليغ،هل هو إعجاب أم حُب 
حُب...إستغربت تلك الكلمه،تعلم جيدًا بليغ ربما يقترب فى العمر من والداها،سأم وجهها وتحسرت هنالك فرق كبير بين والداها و بليغ،بلحظه 
تمنت لو كان لها والد مثل بليغ،وما كان ترك لها تلك الوصمه التى تشعر بها وتتهرب منها داىمًا ما تخشى أن يعلم أحد عن ماضى والداها  "اللص القاتل"
حتى أنها هى من أرادت الهروب لابعد مكان حتى لا يعلم أحد بتلك والوصمه،والتى للحظه إرتجف قلبها وقت أن دقق جواد بالملف الشخصى لها خشيت أن يكون قرأ بالصدفه عن حادثه والداها التى كانت مشاع وتتصدر القنوات والصحف لوقت،على ذكر جواد لا تعلم سبب لتلك البسمه التى شقت فمها كذالك تلك النغزه التى شعرت بها،لم تنكر إعجابها بشخصيته اللطيفه والإنسانيه،للحظه ضحكت وشعرت بإنشراح فى قلبها،حين تذكرت مزحه قالها قبل أن تآتى لهنا لقضاء أجازتها،شعرت بشوق للحديث معه،تركت تلك الستائر ،وذهبت نحو مكان هاتفها،وجذبته بين يديها كادت تتصل علي جواد لكن فى آخر لحظه ترددت حائره فماذا ستبرر إتصالها له الآن،آتى لها هاجس قائلًا:
بسيطه إسأليه عن أى حد من المرضى اللى متابعه حالتهم فى المستشفى.
لكن سُرعان ما ذمت نفسها قائله:
بلاش تهور،كلها بكره وترجعي للـ الاقصر تاني،الأفضل إنك تحاولى تنامى وتبطلي تفكير سواء فى بليغ أو حتى جواد،إنتِ فى الأقصر بس فى مهمة عمل...لها وقت وهتنتهي وبعدها هيختفى الإتنين من حياتك،بلاش تتعلقى بأوهام مش من حقك تفكري فيها.            
❈-❈-❈
بالمشفى بعد منتصف الليل 
بمكتب جواد 
إتكئ بظهره للخلف يتنهد بإشتياق 
منذ يومان لم يرى إيلاف التى سافرت الى بلدتها لقضاء يومي الأجازه، جذب هاتفه وقام بفتحه على رقم هاتفها وكاد يضغط على ذر الإتصال لكن تراجع قائلًا: 
بطل غباء يا جواد الساعه قربت على واحده ونص أكيد زمانها فى سابع نومه، وكمان هتتصل  عليها بأي حِجه. 
ترك الهاتف على المكتب وزفر نفسه  يشعر بضجر، رغم أنه كثيرًا ما كان يسهر ليالي بالمشفى لكن منذ أن غادرت إيلاف المشفى يشعر بضجر وعدم الرغبه فى العمل... تنهد قائلًا: 
واضح إن فعلًا "العشق لعنة ولاد الأشرف"  
  • تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية شد عصب) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent