رواية التوأم الفصل الأول 1 - بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

  رواية التوأم كاملة بقلم رغدة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية التوأم الفصل الأول 1

يجلس بكل اناقه ببدلته الرماديه المفضله له وقميصه الابيض وربطة العنق الحمراء

شعره المصفف بعناية ولحيته المشذببة التي تزيده جاذبيه

رفع قدح قهوته التي ينبعث منها البخار ورائحتها الزكيه وبتلك اللحظة الفارقة لم يسعه الا الفرار للذته وملاذه يفضي اليه كل مايلم بقلبه يحتسي قدح من القهوة اللذيذة مع مكعبات من الشيكولاتة الناعمة التى تاخذه إلى عالم الكمال مع ارتشاف أول قطرة من قدحه المفضل لعلها تحلي مرارة القهوة ومرارة واقعه وماضيه ومرارة الفراق


ارتشف عده رشفات يحاول كبح فكره وقلبه عنها ولكنها كالوباء الذي انتشر واستحال العلاج منه


خلع نظارته الطبيه ومسح عينيه وحين ازال يده نظر خارج المقهى لينصدم بوجودها،،،،


كانت على الرصيف المقابل بابتسامتها الجذابه الاسره للقلوب بيدها عدة لوحات تعطيها لرجل يقف امامها يبادلها الابتسامه

مسح عينيه ثانيه وارتدى نظارته ونظر متمعنا لينتفض مسرعا للخارج يصرخ بصوته كله: نادو نادو

حاول عبور الشارع ولكن كانت السيارات تمر بسرعة من امامه

كان يتنفس بقوة وهو يشير للسيارات للتوقف وما ان عبرت اخر مركبه وعبر الشارع للرصيف حتى اختفت

كانها لم تكن شد شعره وزفر بقوة وهو ينادي باسمها وعينيه تدور بالمكان باكمله باحثة عنها ولكنها كأنها تبخرت كأنها لم تكن


اقترب من احدهم وكان يعزف بكمانه يضع قبعته امامه يلقي له المارة بضعة جنيهات


مراد: لو سمحت يا اخ


هز الشاب حاجبه وهو يشير بعينيه للقبعه

نظر مراد للقبعة وسحب من جيبه مبلغا من المال وقال له: المبلغ ده قصاد جواب لسؤالي


نظر الشاب للمال ووضع كمانه جانبا وهو يمد يده ياخذ المال ولكن مراد بقي متشبثا بالمال وقال: كان في بنت هنا معاها لوحات تعرفها

هز الشاب راسه بنعم

مراد: تعرف راحت فين

الشاب: لا

شد مراد المال فقال الشاب: بس اعرف هتيجي امتى

ارخى مراد المال

ادخل الشاب المال بجيبه وقال: نيرمين بتيجي كل خمستاشر يوم بتبيع لوحاتها وتمشي

ابتسم مراد بمرارة وقال: هي بقا اسمها نيرمين

الشاب: بتقول حاجه

استدار مراد وعاد للمقهى وعينه مسلطة بالاتجاه الاخر عائدا بذاكرته عام مضى


فلاش باك


دخل شركته بخطى سريعه وواثقة تحت نظرات الموظفين دون ان يعطيهم ادنى اهتمام ودلف للمصعد

وقف يعدل ربطة عنقه ويتأكد من اناقته وما ان توقّف المصعد حتى خرج ووقف امام مكتبها يتأملها

مراد: صباح الجمال يا حبيبتي

نادين وهي تزيح خصلات شعرها المنسدل على وجهها بابتسامة رائعة قالت: صباح الورد يا حبيبي، اتأخرت النهارده

مراد وهو يتحسس وجنتها بأصابعه: كنت عند المحامي خلصت كل العقود

ازدادت ابتسامتها وقالت باندفاع: بجد يا مراد

مراد: وجد الجد كمان وكلها اسبوع بالكثير وتبقي شريكة حياتي بكل حاجه

نادين بدلع وهي تلعب بربطة عنقه: انا بحبك اوي يا مراد

مراد وهو يمسك يدها يرفعها لشفتيه يقبلها: وانا بموت فيكي يا قلب مراد


نادين وهي تتحرك نحوه بدلع حتى التصقت به وبصوتها اللعوب: طب والموضوع اللي قالك عليه بابا


حاوط خصرها بيده ورفع يده الاخرى بحقيبه وقال: المبلغ كله هنا يا قلبي

الصقت شفتيها على وجنته وقبلته بنعومة ويدها تمتد بخفه تمسك بالحقيبه من يده

كان مغمض العينين يستمتع بقبلتها التي تحولت من وجنته لشفتيه حتى اصبح كالمغيب


ابتعدت بخفه عنه تاركة اياه بعالم اخر لا يود الخروج منه بعد ان اصبح هو وقلبه اسيرا لها


زفر مراد وقال: امتى يوم الخميس ييجي وتبقي مراتي

نادين : هانت يا حبيبي كلها كام يوم


مراد: احنا لازم نخلص كل شغلنا عشان هاخدك ونلف العالم كله، انا هعيشك ايام عمرك ما هتنسيها


ابتسمت نادين وقالت له وعينيها تطالعه باغراء واضح: ده انت اللي هتعيش ايام عمرك ما تخيلت تعيشها ولا عمرك هتنساها

اقترب مراد منها وقبلها بشغف وقوة ولم يبتعد عنها الا حين شعر انه سيفقد السيطره على نفسه


دلف مكتبه وتبعته معها الاوراق التي تحتاج توقيعه

تناول قلمه وبدا بتوقيعهم دون قراءتهم

نادين بمكر ويديها تمسد كتفيه : مش هتقراهم يا حبيبي


مراد: مش انتي قرياهم يبقى خلاص،

استدار بكرسيه يحتضن خصرها بيديه وراسه بحضنها : انا بثق فيكي اكتر من نفسي يا نادو

اكملت تمسيد كتفيه وعنقه وانتقلت لرأسه تداعبه وهي تبتسم ابتسامة عريضه ولكنها لم تكن ابدا ابتسامة عشق بل كانت خبيثة ماكره


اسبوع واحد فقط وجاء اليوم المنتظر يوم زفافه من معشوقته

كان يرتدي بدلة سوداء تغمره سعادة لا توصف وقف امام مرآته للمره التي لا يعرف عددها يتاكد من شكله قبل هبوطه للقاعه


وفي الغرفة الاخرى كانت تجلس بفستانها الابيض بكامل زينتها والثقة تعلو ملامحها تلمع عينيها بنظرة انتصار وكانها حققت اكبر انتصاراتها


دلف والدها وليد وطلب من الميكاب ارتيست ان تتركهم هي ومساعداتها وبالفعل لم يبق الا هو مع ابنته

وليد: جاهزة يا حبيبتي

نادين: ايوة يا بابا

اخرج وليد من جيبه زجاجة صغيره واعطاها لها: كده كله تمام

وضعتها بحقيية يدها البيضاء الصغيره: بابا انت خلصت كل حاجه مش كده

وليد: متقلقيش ساعه بالكتير وكل حاجه هتكون بحسابنا اللي برا

وليد: يلا يا عروسه

ابتسمت وهي تتشبث بذراعه وتسير بجانبه


يقف بهيئته الخاطفة للانظار وسط القاعه ينتظر وصول عروسه

وما ان تسلطت الاضواء على مدخل القاعه وفتح بابها على وسعه حتى شعر بانفاسه تتسارع ودقات قلبه كانها طبول

دلفت والاضواء مسلطة عليها تسير بخطى واثقة وابتسامتها لا تفارق وجهها اما هو فكان يتأملها بوله وعشق واضح للجميع وما ان اقتربت حتى اختطلها من يد والدها واحتضنها بقوة


بدا الحفل برقصة لللعروسين

جذبها نحوه بتملك وهو يراقصها وكانها لعبة بيده يحركها كما يشاء تاركة اياه ينعم بشعور السيطرة المؤقته وكل ما يشغل تفكيرها ما سيحدث بعد ذلك


انتهى الحفل وانفض الحضور وصعد العروسين لجناحهم وقبل ان يدخلوه اقترب وليد من مراد وقال بنزق: مراد يا حبيبي انا عارف انك عريس بس في ورق محتاج امضتك

مراد: دلوقتي يا عمي؟؟

وليد: اصل طيارتي الفجر ومش هقدر أأجل

نادين: هو ده وقته يا بابا

وليد: خلاص براحتكو بس كده هنخسر الصفقه دي

مراد: خلاص يا حبيبتي هوقعهم بسرعه اهو

مد وليد القلم لمراد الذي وقع الاوراق سريعا وعينيه على عروسه

اختفى وليد من امامهم بسرعه


حمل مراد نادين ودلف بها لجناحهم

كان يشعر بفرحة كبرى واخيرا اغلق بابا عليهما

حملها واخذ يدور بها وصوت ضحكاته ملأت الغرفه

وضعها على السرير وجلس بجوارها ينظر لها يتامل كل انش بها يتفحصها غير مصدق انها معه وبين يديه وعلى سريره

واخيرا اصبحت زوجته واكتمل حلم عاشه منذ شهور عده

قبلها قبل متتاليه بشغف وعشق و رغبه تعمقت قبلاته

لم تعد تقوى على السيطرة على نفسها وان حصونها تنهار واصبحت من موقع قوة وسيطره إلى موقع الضعف والاستسلام


كادت ان تسلم نفسها له من فرط حماسته واندفاعه ولكن صدحت كلمات والدها وكانه يهمس باذنها بقوة


وليد: شغلتنا دي عاوزة قوة واياكي تكوني لقمه سهله وتسلمي نفسك لاي حد عشان مش هيكون في حد خسران باللعبه دي غيرك


دفعته بضعف من صدره وقالت بخفوت: مراد

نظر لها وجد وجهها مصطبغ باللون الاحمر وعينيها تتهرب من عينيه

اجلى صوته وقال انا هروح اغير هدومي بالاوضه التانيه قبل جبينها واخذ منامته وخرج


زفرت براحة بعد خروجه واضعة يدها على موضع قلبها تحاول تهدئة دقاته


اغتسلت وابدلت ثيابها سريعا واحضرت كوبين من العصير وجلست تنتظره

دق الباب وفتحه وجدها ترتدي قميص نوم ابيض قصير تبدو به بابهى حلة

جلس بجوارها ممسكا خصلات شعرها المنسدل على كتفيها

امسكت كوبا من العصير واعطته له ارتشفه سريعا وعينيه لا تحيد عنها

اقترب منها وضمها لصدره وما هي الا دقايق وكان يسحبها الى السرير


استيقظ مراد وهو يشعر بالم يكاد يفتك براسه

وعينيه تبحث عنها في انحاء الغرفه فلم يجدها

حاول ان يتذكر ما حدث ولكن كل شيء ضبابي


ناداها كثيرا لم تجب ولكنه وجد ورقه صغيره موضوعة بجانب السرير

التقطها بسرعه وقرا ما بها ليشعر بصدمه تجتاحه

يتردد صداها في داخل افكاره

كيف خدعته كيف استطاعت خداعه طوال هذه المده دون ان ينتبه وهو رجل الاعمال

الذي شق طريقه بنفسه منذ صغره


عاد من شروده والتقط هاتفه مفتاح سيارته

تاركا بعض المال على الطاوله ثمن قهوته

عاد لمنزله وما زال يفكر في لقائهما كيف ظهرت امامه بعد طوال هذه المده بعد عام كامل بحث عنها طوال هذه المده ولم يجدها

يال السخرية وجدها امامه بالصدفة البحته بعد ان شعر باليأس


جلس على مكتبه واخرج من درجه المغلق ملف وفتحه

اخرج منه ورقه واتكأ على كرسيه وعينيه تنهش حروف كلماتها

google-playkhamsatmostaqltradent