Ads by Google X

رواية لما قالوا دي صبية الفصل الرابع 4 - بقلم ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية

   رواية لما قالوا دي صبية كاملة بقلم ميمي عوالي 


 رواية لما قالوا دي صبية الفصل الرابع 4


بعد مرور يومين ، قام نادر بمهاتفة فرح لابلاغها بتحديد موعد الفحوصات التى حددها منصور ، و اتفق معها على المرور عليها بعملها لاصطحابها معه الى المشفى


و عندما و صل اليها و استقلت معه سيارته قالت : انت دلوقتى لما تعمل الفحوصات تضمن منين ان منصور ما يعرفش ان انت اللى هتعملها مش انا


نادر : كل حاجة بتمشى بالفلوس


فرح : ايوة بس اسمك هيبقى موجود على الفحوصات


نادر : ماتشيليش هم الكلام ده ، انا هتصرف فى كل حاجة


فرح : و لما انت ممكن تتصرف ، ليه واخدنى معاك ، ما كنت تعمل الكلام ده لوحدك


نادر : انا ابويا مش اهبل ، و لو بصيتى وراكى ، هتلاقى عربية زرقا ماشية ورانا ، ابويا باعت اللى يأكدله ان انتى فعلا رايحة معايا المستشفى


لتلتفت فرح الى الخلف ، لتجد بالفعل سيارة تسير خلفهم فيقول نادر : ياريت تتعدلى عشان مايفهمش اننا خدنا بالنا ، و تقدرى تتابعيه من المراية اللى جنبك


لتلتفت فرح معتدلة بجلستها و هى تتابع تلك السيارة بعينيها و تقول : و ايه اللى مخليه يعمل كده


نادر : لانى قبل ما اجيلك عند حسن هددته انى هحكيلك على كل حاجة ، و طبعا بناءا على ماضيه معاكى كان متأكد انك لما تعرفى هترفضى ، فلما انا اروح اقول له فى نفس اليوم انك وافقتى ، رغم فرحته الا انه برضة ما ادانيش الامان على الاخر


فرح : طب ماهو معنى كده أنه ممكن يطب علينا فى اى لحظة


نادر : لا .. ماتقلقيش من الناحية دى ، اصل انا حطيتله العقدة فى المنشار


فرح : مش فاهمة … عملت ايه يعنى


نادر بسخرية : قلت له انك موافقة على الفحوصات و كمان العملية لو الفحوصات طلعت سليمة ، بس بشرط انه لا يحضر ده و لا ده


لتلمع عينا فرح باحساس بالنشوة و الانتصار على منصور و هى تقول : و وافق على الشرط ده


نادر : ما يقدرش يرفض ، ده عاوز يتعلق و لو بقشاية


فرح بفضول : طب و نبيل


نادر بتنهيدة حزينة : نبيل عارف احنا هنعمل ايه ، انا ما بعرفش اخبى عليه حاجة ، و لا هو كمان بيعرف يخبى عنى حاجة


فرح بصدق : ان شاء الله تطلع الفحوصات تمام ، و تعملوا العملية و يخف و يبقى زى الفل


نادر بامتنان : ايوة بالله عليكى ، كل ما ييجى على بالك ادعيلة


فرح : من ساعة ما اتعرفت عليك و حكيتلى الحقيقة و انا بدعيله … و بدعيلك انت كمان


نادر بعدم تصديق : بعد كل اللى حصل لك من بابا


فرح بتنهيدة : و انتو ذنبكم ايه ، بالعكس .. انا شايفة ان انتم كمان اتظلمتم بسببه ، ما تزعلش منى ..طريقة تربيته ضيعت مستقبلكم


نادر بحزن : و ازعل منك ليه ، انتى عندك حق ، بس فى الحكاية دى بالذات ، مش بابا بس اللى غلطان ، انا و نبيل كمان غلطنا


ماما كانت دايما تنصحنا اننا ناخد بالنا من مستقبلنا ، بس احنا استسهلنا ، و قررنا نرمى كل حاجة ورا ضهرنا و نتمتع بالدنيا و بس ، لكن لما حصل اللى حصل ، حسينا ان ربنا بيدينا اشارة اننا نشوف الحقيقة بعنينا ، و ان الدنيا دى مش دايمة لحد ، لا كبير و لا صغير


تعرفى انا و نبيل اتفقنا على ايه


فرح : على ايه


نادر : إن شاء الله لما نعمل العملية و يخف ، هنروح سوا نعمل عمرة و ندعى ربنا انه يسامحنا و يهدينا


فرح : ان شاء الله خير ، ربنا كريم


عند وصولهم الى المشفى لاحظت فرح ان السيارة الزرقاء المتتبعة لأثرهم قد توقفت على بعد منهم و ترجل منها شخص ما و هو مستمر فى مراقبتهم فقالت : طب هو ممكن يدخل ورانا


نادر و هو يتقدم منها : تعالى ندخل بس و ما تشغليش بالك … انا هتصرف


ليدلفا معا الى المشفى ، ليتجه بها نادر سريعا الى درجات السلم ليصعد بها الى الطابق التالى و يصطحبها بعد ذلك الى المصعد ليذهب الى المكان المخصص لعمل تلك الفحوصات ، و دلف الى الداخل بصحبة فرح ، فوجدته يختلى بالطبيب لبضع دقائق ثم يعود الى فرح قائلا .. كله تمام ، هتنتظرينى هنا و اللا هتيجى معايا


فرح : هاجى معاك


ليغادرا المشفى بعد ثلاث ساعات من الفحوصات الشاملة لنادر ليلمحوا قائد السيارة الزرقاء جالسا بالسيارة فى انتظار رؤيتهم ، ليقول نادر بتهكم : اهو لسه قاعد مكانه ، شكله خاف يروح يقول له اننا زوغنا منه


فرح : طب ياللا بينا عشان انت شكلك باين عليه الاجهاد


نادر و هو يدير السيارة : انا مابحبش جو المستشفيات اصلا


فرح : اومال بقى لما الفحوصات تطلع ان شاء الله و تبقى مطابقة هتقعد فى المستشفى ازاى


نادر : بس هى تطلع مظبوطة .. و بعد كده يحلها المولى ، انتى بس قولى يارب


فرح : يارب


نادر : انا عارف انى تقلت عليكى ، بس كنت عاوز اطلب منك طلب تانى


فرح : خير


نادر : لو ربنا كتبلى أنا و نبيل الخير و قمنا منها بالسلامة ، عاوز نبقى اخوات بجد


فرح بابتسامة : ان شاء الله تقوموا بالسلامة


عند وصول نادر الى المنزل ، كان منصور بانتظاره على جمر من النار ، و ما ان رآه حتى هب من مكانه قائلا بلهفة : ها طمننى .. عملت الفحوصات كلها


نادر : ماتقلقش ، كل الفحوصات اتعملت ، و مستنيين النتيجة


منصور بتفاؤل : عندى امل انها تطلع مطابقة


دولت بقلق : هى اختك صحيح موافقة على العملية يا نادر


ليقول نادر بتعاطف مع امه : ماتقلقيش يا ماما ، ان شاء الله الفحوصات تطلع مطابقة ، و ساعتها مافيش حاجة هتمنع العملية ان شاء الله ، و نبيل هيخف و هيبقى زى الفل


دولت بأمل : يارب يا ابنى يارب


و بعد ثلاثة ايام يقوم نادر بمهاتفة فرح مرة اخرى و هو يبكى بشدة و يقول : الفحوصات طلعت مطابقة يا فرح ، هنعمل العملية خلاص ، الدكتور حدد معادها بعد بكرة ان شاء الله


فرح بتأثر بمشاعر اخيها : ان شاء الله تقوموا بالسلامة


نادر : سامحينى يا فرح هتعبك ، لانى هحتاجلك معايا اليومين دول انتى و كامل ابن عمى ، انتو اللى هتساعدونى انكم تبعدوا بابا تماما على ما العملية تتم


فرح بفضول : عاوزنا نعمل ايه


نادر : هقول لك


………


كان منصور يجلس بصحبة نبيل بغرفته ، بينما كانت دولت تعد حقيبة نبيل ببعض المستلزمات التى سيحتاج اليها لدى مكوثه بالمشفى ليستمعوا الى رنين جرس الباب ، ثم يأتيهم نادر بعد دقائق مستدعيا اباه لملاقاة ابراهيم و كامل


ليذهب منصور الى الخارج لملاقاتهم بترحاب قائلا : اهلا يا ابراهيم .. نورت ، ثم قال ساخرا ، نورت يا دكتور ، اخيرا قررت تدخل بيت عمك


ابراهيم : ازيك يا منصور ، احنا جايين نتطمن على نبيل


ابراهيم : اهو خلاص بيجهز عشان هنروح على المستشفى بعد شوية ، عشان يبتدوا يحضروه للعملية


كامل : معلش يا عمى ، انا هوديه انا و نادر و بابا ، و هنفضل معاه لغاية العملية ما تتعمل و اما يخرج من اوضة العمليات بالسلامة ، يبقى حضرتك تقدر تجيله


ليهب منصور من مكانه منتفضا و هو يقول بغضب : ايه الهرى اللى ابنك بيهريه ده يا ابراهيم ، ده مين ده اللى هيمنعنى انى احضر عملية ابنى


كامل بهدوء : اللى اعرفه ان كان فى شرط من البداية و حضرتك وافقت عليه


منصور : هو عشان جاريتها فى التخاريف بتاعتها على ما تعمل الفحوصات هتفكر انها هتمشينى على كيفها


كامل : هى برضة كانت متوقعة كده ، و عشان كده هى مستنية منى تليفون و على اساسه هتحدد ان كانت تطلع على المستشفى و اللا تطلع على المؤتمر الطبى اللى معمول فى شرم


منصور بحدة : انت بتهددنى يا كامل


كامل ببرود : انا ما بهددش حد يا عمى ، انا مجرد بوصل رسالة بامانة شديدة ، زى ما هوصل لها الرد بنفس الامانة


نادر : هو يعنى يا بابا لو حضرتك روحت المستشفى هتدخل اوضة العمليات ، خليك هنا معزز مكرم و اول العملية ما تخلص هيجيلك تليفون تيجى على طول


ابراهيم : و انا مش هسيبه يا منصور ، هفضل معاه و جنبه انا و كامل ، ما تقلقش


ليأتيهم صوت دولت باكية : طب و انا كمان ما اروحش معاه


كامل بتعاطف : صدقينى هيبقى افضل لك


نادر : و بعدين ما انا كمان هبقى معاه و مش هسيبه لاخر لحظة ، ده انا حتى طلبت من الدكتور انى ابقى معاه فى اوضة العمليات و هو وافق


كان منصور ينظر اليهم جميعا بغضب كامن فى صدره و هو يدب بيديه على جانب مقعده بغل و قال : بقى كده يا بنت فاطمة ، بتنتقمى منى و بتربينى … فاكرة نفسك بتمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى ، لكن معلش .. كله سلف و دين .. صبرك عليا بس لما العملية تخلص و اتطمن على ابنى


لينظر اليه كامل فى ازدراء و يقول : طب و الله كويس انك عارف ان كله سلف و دين يا عمى


ثم نظر الى نادر و قال : ياللا يا نادر .. هات اخوك و حصلونا على تحت ، هنروح المستشفى بعربيتى


و عندما ذهب الجميع ، جلست دولت باكية على بعدها عن ابنها فى تلك اللحظات الحاسمة ، و كانت تنظر لمنصور بحزن و هى تحمله من داخلها كل ما يحدث للجميع


اما منصور فكانت النيران تتآكل فى صدره و هو يزداد حقدا على فرح و ينتوى لها اشد العقاب


وصل الجميع الى المشفى و اصر نادر على ان يكون بغرفة منفصلة عن اخيه خوفا من ان يفاجئهم منصور بالحضور فى اى لحظة ، فمكث ابراهيم بصحبة نبيل بغرفته كمرافق له ، اما كامل .. فقد تواصل مع الطبيب الجراح الذى سيقوم باجراء العملية لمتابعة كل التفاصيل


و فى الصباح التالى .. وصلت فرح الى غرفة نبيل و دقت الباب ، و عندما سمعت الاذن بالدخول ، دلفت الى الداخل .. فوجدت نبيل فى ايدى بعض الممرضات و هن يجهزنه للعملية


اجل فقد ابلغوا منصور بموعد يلى الموعد الحقيقى باربع و عشرون ساعة ، و عندما شاهدته فرح ابتسمت و قالت : صباح الخير


ليلتفت اليها نبيل بوهن ، و لكنه ما ان رآها عرفها فقال بابتسامة : صباح الخير ، انتى الدكتورة فرح مش كده


لتقترب منه فرح بابتسامة قائلة : ايوة انا ، انا كنت فاكرة ان نادر بيبالغ لما وصف لى انت اد ايه وسيم


نبيل : نادر دايما عينيه حلوة ، و الظاهر انه طالع لك


فرح بمرح : لااا ، ده انت كمان لسانك حلو ، يبقى ليهم حق البنات يقعوا فيك


نبيل : خلاص بقى ، تبنا الى الله


فرح : ها … جاهز للعملية


نبيل : خايف اوى ، و كان نفسى اشوف نادر قبل العملية


فرح : ما تقلقش ، هتشوفه فى العمليات قبل التخدير


نبيل بابتسامة مرتعشة و عيناه تتلألأ بالدموع : طول عمرى اسمع عن اخواتى البنات ، بس عمرى ما جربت حنيتهم ، ممكن تحضنينى


لتنظر اليه فرح بصمت لبرهة ، ثم تتقدم منه و تقوم باحتضانه لتتفاجئ به و هو يضمها اليه بشدة و يبكى بنشيج قائلا : بالله عليكى لو حصل لى حاجة ، ابقى اسالى على ماما ، ماما مش وحشة ، بالعكس والله ، ماما طيبة اوى ، و عمرها ما وافقت بابا على اللى بيعمله


لتربت فرح على كتفيه و تقول : ايه اللى انت بتقوله ده ، انت هتقوم بالسلامة و هتخف و هتبقى زى الفل ، بلاش التشاؤم ده


لتبعده عن احضانها و تمد كف يدها لتمسح عبراته و تقول : كامل ابن عمك هيبقى معاكم فى اوضة العمليات ، و انا هستناكم برة مش هتحرك من مكانى قبل ما اتطمن عليكم ، ما تتأخروش عليا


ما ان اغلقت غرفة العمليات ابوابها ، حتى جلست فرح برهبة و هى تشعر بالخوف و ظلت تناجى ربها بنجاح العملية و ان يسلمهم و تطمئن عليهم ، لتشعر بيد تربت على كتفها ، و عندما وجدت عمها بجوارها ارتمت باحضانه باكية و هى تقول : طول عمرى مش مسامحاه فى اللى عمله فيا ، و النهاردة كرهى ليه زاد اكتر و اكتر عشان حرمنى من اخواتى طول السنين دى كلها ، ذنبنا ايه نتغرب عن بعض السنين دى كلها ، ذنبنا ايه يا عمى فهمنى


ابراهيم بحزن : ما لكمش ذنب يا بنتى ، اهدى انتى بس كده و تعالى نصلى و ندعيلهم ان ربنا يخرجهم لنا بالسلامة


احد عشر ساعة متواصلة ، استغرقتها العملية الجراحية كادت تودى بحياة نبيل اكثر من مرة لولا عناية الله ، حتى خرج كامل بصحبة الطبيب من غرفة العمليات ، لتسرع اليه فرح و رحمة و ندا و ازواجهم الذين انضموا لفرح و ابراهيم ، ليقول الطبيب باجهاد : العملية الحمدلله نجحت لكن دعواتكم الصادقة ان جسم نبيل يقبل الجزء اللى اتنقل له و مايعتبرهوش جزء غريب و يقاومه ، النتيجة الفعلية هتبان بعد اسبوع من دلوقتى ان شاء الله ان كان حصل تكيف و اللا لا ، و هيفضل فى الرعاية المركزة طول الاسبوع ده عشان يبقى تحت الملاحظة التامة


فرح : طب و نادر حالته ايه


الطبيب بتنهيدة : نادر اتنقل الاوضة بتاعته دلوقتى و هيفوق فى خلال كام ساعة ان شاء الله ، و هيبقى كويس ماتقلقوش ، بس خليكم فاكرين ، نادر مضى على تعهد ان العملية على مسئوليته بالكامل ، لانى ما اخبيش عليكم متوقع اللى ممكن منصور بيه يعمله لما يعرف الحقيقة ، لكن انا اضطريت اطاوع نادر على اللى حصل لانى كنت شايف حالة نبيل و هى بتدهور يوم عن التانى


ابراهيم : ما تقلقش يا دكتور ، هو اما يشوفه كويس قدامه ان شاء الله هينسى اى حاجة تانية


الطبيب : اتمنى ، بعد اذنكم


ليتركهم الطبيب مع كامل و ينصرف ليقول ابراهيم : ايه يا كامل ، ساكت يعنى ، فى حاجة و اللا ايه


كامل : ابدا يا بابا ، بس حبيت ادى مساحة للدكتور يشرحلكم الوضع كله


حسن : شكلك تعبت اوى برضة يا كامل ، انا بقول تروح تستريح ، و انت كمان يا بابا ، روح استريح طالما نبيل هيبقى فى الرعاية


ابراهيم : و اسيب نادر لوحده


فرح : ماتقلقش يا عمى ، روح حضرتك استريح و انا هفضل مع نادر مش هسيبه


ندا : خلاص احنا ممكن نبدل مع بعض


فرح : لا يا ندا روحوا انتوا عشان الولاد اللى سايبينهم من الصبح مع ماما دول ، انا ما وراييش حاجة ، هبات مع نادر النهاردة ، على ما عمى يجيلى الصبح ان شاء الله عشان اروح الشغل


كامل منهيا الحوار : خلاص ، اعملوا زى ما فرح قالت ، و عموما انا كمان بايت هنا ، فماحدش يقلق


حسين : هتتعب يا كامل


كامل : يا ابنى انا اخدت على كده ، ياللا انتو بالسلامة


حسين : طب انا هروحهم و هجيبلكم اكل و اجيبهولكم


حسن : لا روح هات دلوقتى الاول و بعدين روح ، و انا هاخد ندا معانا على مانجيب العيال من عند طنط فاطمة


و بعد ساعة من الزمن ، كانت فرح تجلس بغرفة نادر تتابع مؤشرات شقيقها ، ليدلف اليها كامل و بيده حقيبة الطعام التى اتى بها حسين و يقول : ها يا فرح ، ايه الاخبار


فرح : الحمدلله ، مؤشراته تطمن ، بس يا ترى هيفوق امتى


كامل و هو يضع الطعام على الحامل المتحرك و يقربه من مقعدها : طب ياللا تعالى كلى ، زمانك واقعة من الجوع زيى ، و هو ممكن يفوق فى اى لحظة


فرح بامتنان : الحقيقة ايوة ، فعلا جعانة جدا ، ما اكلتش حاجة من ساعة ما خرجت من البيت


كامل و هو يفتح اغلفة الطعام : و مين سمعك ، و ريحة الكفتة جوعتنى زيادة


ليبدأوا فى تناول طعامهم بنهم ، و لكن قبل ان يكملوا طعامهم سمعوا صوت نادر و هو يقول بخفوت : يعنى سايبنى متبنج و بتاكلوا كفتة لوحدكوا


لتلتفت فرح بلهفة قائلة : حمدلله على السلامة


نادر و هو يبتلع لعابه بألم : عطشان اوى


ليتجه اليه كامل ليقوم بقحصه و الاطمئنان عليه ، و بعد برهة قام كامل بتقريب منشفة مبلله من فم نادر ، و قال : معلش استحمل شوية … و انا شوية كده و هطلب لك كوباية ينسون


نادر : و نبيل ، فاق و اللا لسه


فرح : لااا ، نبيل لسه بدرى عليه ، ما اعتقدش انه هيفوق دلوقتى


نادر : عاوز اشوفه


كامل : اولا انت لسه بدرى عليك على ما تقدر تتحرك ، ثانيا نبيل فى الرعاية المركزة ، مش فى اوضة عادية زيك ، يعنى ممنوع اصلا حد يدخل له ، لكن اوعدك انك اول ما تبتدى تشد حيلك هاخدك تبص عليه


نادل بفضول : بابا ماحاولش يتصل او يعمل حاجة


فرح : ااه صحيح


كامل : الظاهر انه اقتنع بكلام نادر لما كلمه الصبح و قال له ان الدكتور امر ان مايبقاش فى اى تليفونات محمولة قريبة منه و عشان كده كل التليفونات هتتقفل ، و انه هيبقى يفتحه بالليل عشان يطمنهم


فرح : طب ماهم زمانهم قلقوا


كامل : خليت بابا كلم عمى و طمنه ، و قال له ان نادر مش عاوز يسيب اخوه لوحده


نادر : لما احس انى قادر اتكلم كويس هبقى اكلمهم


كامل بتحذير : اعمل حسابك ان ابوك مش هيعديهالك على خير ، و كلنا هنيجى فى الرجلين


نادر : انا اللى يهمنى انى اتطمن على نبيل ، اى حاجة تانية دلوقتى ما تفرقش معايا


فى اليوم التالى ، و فى الثامنة صباحا ، كان نادر يغط فى نوم عميق من اثر الادوية المسكنة .. عندما دق ابراهيم بهدوء على غرفته ، ففتحت له فرح الباب على الفور ، و عندما وجد نادر غارقا فى النوم قال بهدوء : صباح الخير با بنتى


فرح : صباح الخير يا عمى ، كويس ان حضرتك وصلت بدرى


ابراهيم : انا هنا من ساعة تقريبا ، بس كنت بتكلم مع كامل و بتطمن منه على نبيل


فرح : نبيل الحمدلله فاق من البنج الفجر ، و حالته تطمن ، بس طبعا زى ما الدكتور قال ، لسه مش هنقدر نتطمن الا بعد خمس او ست ايام كده ان شاء الله


ابراهيم : ان شاء الله يا بنتى ، ربنا يتم فضله علينا للاخر ، ياللا انتى عشان ماتتأخريش على شغلك ، كامل مستنيكى فى العربية عشان يوصلك


فرح : ماشى يا عمى ، و ان شاء الله هرجع من الشغل على البيت اغير هدومى و اجيلك على طول


ابراهيم : براحتك يا بنتى ، ما تقلقيش روحك ، و لو حبيتى تريحى ريحى ، انا مش هسيب اخواتك لوحدهم


لتتجه فرح الى الخارج حتى وصلت الى سيارة كامل و جلست بجواره و هى تقول بهدوء : صباح الخير


كامل : صباح النور ، عاملة ايه ، مانمتيش عدل طبعا


فرح : لا عادى ما تقلقش ، اول ما اشرب فنجان قهوة هفوق على طول


كامل : يبقى نشربها سوا قبل معاد شغلك


ليصطحبها الى احدى الاماكن التى اصطف امامها بسيارته و طلب من شخص ما افطار وقهوة ، ليأتيهم ما طلبوا و هم فى أماكنهم ، ليتناولوا الطعام و القهوة فى صمت شديد ثم يتحرك كامل مرة اخرى باتجاه عملها ليقول فى ريبة : انا عارف من طبعك انك ما بتتكلميش كتير ، بس حاسك مش طبيعية فوق العادة ، فى حاجة حصلت واللا ايه


فرح : ابدا ، بس الصراحة لاول مرة احس انى خايفة منه


كامل بفضول : تقصدى مين


فرح : منصور


كامل باستغراب : و خايفة منه ليه يعنى ، هو فى ايده ايه يعمله عشان يأذيكى


فرح : مش ده قصدى


كامل : اومال تقصدى ايه


فرح : و انا سايبة نادر و ماشية عمى قاللى .. انا مش هسيب اخواتك لوحدهم


كلمة اخواتك لما قالها .. حسيتها وجعتنى من جوة ، يمكن معرفتى بيهم ماكملتش اسبوع ، بس حبيتهم اوى يا دكتور ، و حزينة من جوايا انى ما عرفتهمش و لا قربت منهم قبل كده


كامل : و هم لو كانوا حاولوا يقربوا قبل كده كنتى هتسمحيلهم بده


فرح بتيه : مش عارفة


كامل : طب برضة ده ايه علاقته بخوفك من عمى


فرح بنبرة حزينة : خايفة يبعدنا عن بعض او يحرمنا من بعض من تانى بقسوته و جبروته


كامل : متهيألى اخواتك مش هيسمحوا بده يا فرح ، و لو هم رضيوا بده و وافقوا عليه ، يبقى مايستاهلوش انك تفكرى فيهم من الاساس


فرح : بس انا حساهم يستاهلوا


كامل : يبقى خلاص ، تاكدى انه مش هيقدر عليهم


كان منصور بمنزله بصحبة زوجته ، يكاد ان يذهب عقله من القلق على ابنه و الغضب من نادر لانه لا يستطيع محادثته ، و كلما زاد قلقه ، كلما زادت نقمته على فرح لاستطاعتها ان تبعده عن ابنه فى احلك الاوقات سوادا بالنسبة اليه


و اثناء غضبه وجد هاتفه يدق برقم نادر فقام بالرد على الفور قائلا بحده : هو انا يا زفت مش متفق معاك انك تكلمنى تطمنى كل شوية ، قافل تليفونك ليه كل ده انا مش فاهم


نادر و هو يحاول جاهدا ان ينقى صوته حتى يبدو طبيعيا : الدكتور مانع التليفونات فى الاوضة عند نبيل تماما عشان ما تأثرش على الاجهزة ، و انا ماسيبتوش لحظة ، و سيبت عمى يطمنك كل ما كان بيقدر يبعد عن الاوضة ، و ادينى اهوه كلمتك اول ما بقيت بعيد عنه


ابراهيم و هو يحاول السيطرة على غضبه : و انت سايبه مع مين


نادر : مع الدكاترة بيتطمنوا عليه


ابراهيم : و العملية هتبدأ امتى ، عاوز اجى بقى اتطمن على اخوك


نادر بتردد : الدكتور قال ان العملية بتاخد وقت طويل جدا ممكن يوصل لاكتر من عشر ساعات و العمليات هتبتدى بالليل متأخر و كمان مش هيخرج على اوضة عادية هيخرج على العناية المركزة ، يعنى كده كده برضة مش هتشوفوه و هو خارج من العمليات ، فممكن حضرتك تيجى بكرة تشوفه


ابراهيم بحدة : انت عاوزنى اقعد هنا و اخوك فى العمليات ، انا هاجى يعنى هاجى


نادر : بلاش تبوظ كل حاجة على اخر لحظة ، العند مامنوش اى لزمة ، حضرتك خليك عندك ، و انا ان شاء الله هطمنك اول ما اتطمن


لتختطف دولت الهاتف من يد زوجها و تقول بلهفة و هى تنظر لزوجها بغيظ دفين : ماتقلقش يا نادر ، ابوك اكيد مش هيعمل حاجة تأذى اخوك بعد كل ده ، انت بس طمننى عليك و على اخوك


نادر بابتسامة : احنا بخير يا ماما ما تقلقيش


دولت : و اختكم يا حبيبى .. كويسة


منصور بغضب : انتى فى ايه و اللا فى ايه ، خليكى فى مصلحة عيالك


دولت بامتعاض : طب على الاقل اتطمن عليها عشان مصلحة ابنك ، دى هتديله حتة من لحمها


ليختطف منصور منها الهاتف مرة اخرى و يقول لنادر : اول ما تدخلوا العمليات تكلمنى ، هبقى عندكم فى ساعتها


نادر : لو عرفت اكلمك بقى ، ربنا يقدم اللى فيه الخير ، ياللا سلام


و بعد ان اغلق الخط قال لعمه : انا مش فاهم انتم اخوات ازاى ، ايه كم العند ده


ابراهيم : مش سهلة عليه برضة يا ابنى ان يقعد مكانه و هو عارف ان اخوك داخل العمليات ، و خصوصا انه حس ان فرح بتنتقم منه


نادر : طب تصدق بقى ، انى حاسس ان ربنا عمل حكاية نبيل دى بالذات عشان انا و نبيل ينصلح حالنا و نقرب من اختنا ، و نفسى كمان نقرب من رحمة و ندا


ابراهيم : اهم زمانهم جايين يتطمنوا عليكم ، مامشيوش امبارح غير لما اتطمنوا انكم خرجتم من العمليات و الحمدلله بخير


نادر : بس انا كان نفسى بابا ما يجيش المستشفى قبل ما اقدر اقف على رجلى ، مش عاوزه يستفرد بفرح و يطلع عليها كل اللى حصل


ابراهيم : ما تقلقش على فرح ، فرح بميت راجل و انا و كامل مش هنسيبها


نادر : بس الافضل انها ماتبقاش موجودة لما ييجى يا عمى ، ابويا ماينضمنش


ابراهيم بتفكير : حاضر يا ابنى هكلمها و ابلغها


google-playkhamsatmostaqltradent