Ads by Google X

رواية لن ابقي علي الهامش الفصل الواحد و الثلاثون 31 والاخير - بقلم نداء علي

الصفحة الرئيسية

   رواية لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي عبر مدونة دليل الروايات

رواية لن ابقي علي الهامش

رواية لن ابقي علي الهامش الفصل الواحد و الثلاثون 31 والاخير

لا شيء يقتحم حياتنا دون سبب ولا ألم يداهمنا بلا حجة، ما تجرعته سابقاً من قهر منحها صلابة من نوع خاص وثبات عند الشدائد، عند زواجه بأخرى فقدت رغبتها بالحياة وها هي الآن تستعيد ما كان ملك لها.

ألقت رضوى الهاتف بتحدي قائلة

افتحي الفيديو وشوفي بنفسك يا سوزي، اعتقد ان الفيديو ده لو مصطفى شافه هيكون رد فعله وحش اوووي.

فغرت فاهها بصدمة وهمست

عملتها يا تامر، يا حقير.

نظرت إليها رضوى بجدية قائلة

أنا اكتر واحدة اتمنى ان مصطفى يعرف حقيقتك

سوزي بصدق : بس أنا مليش دخل،ومكنتش اعرف ان ماما ممكن تعمل كده في مصطفى، أنا بحبه وعمري ما أفكر اسببله أذى

رضوى

والله انتِ وامك واحد، وهنفترض انك ملكيش دخل، معرفتش انه عامل حادثة وبين الحياة والموت، ده انتِ عملتي فرح محصلش وهو لسه مخرجش من المستشفى، اسمعيني كويس لأن انا جبت اخري منك ومن أمك، ابعدي عن بيتي وجوزي، مصطفى خلاص فاق ومبقتيش فارقة معاه، بطلي تحومي حواليه لأن لو حتى لو فكر يرجعك مش هسمحله ولو اضطريت هبعتله الفيديو علشان يعرف حقيقتك وحقيقة والدتك، أنا شفت منه الويل وظلمني ظلم ربنا عالم بيه ومع ذلك لا فكرت ولا حاولت اضره، لكن انتم اتسببم في اعاقة هتفضل ملازمه ليه طول عمره، انا بطلت اتساهل في حقي يا سوزي ومصطفى حقي، أنا عمري ما طلبت منه يطلقك وكنت راضية بعدل ربنا لكن حتى العدل استكتروه عليا وفي الاخر ربنا رجعلي جوزي وبقى ليا لوحدي، انتِ رفضتي وجودي على ذمته وأنا دلوقتي برفض وجودك في حياته، وبالنسبة لبناتك وقت ما تحبي تشوفيهم هتشوفيهم، صمتت قليلاً لتهمس بسخرية

رغم اني عارفة ومتأكدة ان بناتك من الأساس كانوا حجة علشان الدكتور يحن ويرجع، مظبوط يا حبيبتي؟!

نكست سوزي رأسها بتوتر ونظرت بترقب إلى المكان من حولها هامسة بهدوء

وانا ايه يضمني انك مش هتعرفي مصطفى

اعتدلت رضوى واقفة تلملم حاجاتها قائلة

أنا بطبعي مقدرش ابدأ بالشر يا سوزي، طول ما انتِ بعيد عني وعن بيتي هعتبر ان الفيديو ملوش وجود، لو عقلك بقى صورلك اني ممكن انسى واسكت وقتها هتعرفي اني مبهزرش معاكي، كفاية أوي اللي حصلي بسببك، دوري على مصلحتك بعيد عن جوزي، فاهمة؟!

غادرت رضوى بخطوات مسرعة إلى أن باتت بعيدة بالقدر الكافي فتنهدت بقوة تلتقط أنفاسها التي حبستها كثيراً تهمس بهدوء

ده الصح يا رضوى، حافظي على بيتك وبناتك كفاية اللي ضاع زمان.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بينما هو غارق في صمت استمر أسابيع عدة، جلست هي إلى جواره قائلة بصوت متعب

وبعدين معاك، خلاص بقى يا فيصل، الحمد لله ربنا قدر ولطف وكل اللي فات ماضي مش هتقدر تغيره، حاول تساعد نفسك وتتخطي اللي حصل، بذمتك الولاد مش وحشينك، دول هيتجننوا عليك وانت رافض اجبهم المستشفى

نظر إليها وليته ما فعل، لقد تبدل وكأنه بلا روح، لقد فقد فيصل شيء محال أن يعود، فقد ثقته وقناعاته الوهمية، ما اعتنقه سنوات كُشف على حقيقته فايقن انه باطل

ابتلع ريقه هامساً

عارفة ياهمس، أنا أول ما شفتك اتمنيت احضنك، يمكن كلامي غريب بس أنا بتمنى طول عمري حد يخبيني عن الناس كلها، معاكي انتِ وبس اتمنيت انسى فيصل.

ترقرت بعينيها دموع عجزت عن حجبها فتحدثت قاصدة ألا يستمر في حديثه

ايه رأيك نروح البيت، مش أحسن من المستشفى

نكس رأسه بيأس

أنا عارف انه صعب تنسي،لو النسيان سهل كنت ارتحت

شردت همس وتحدثت إليه بصدق

أنا كنت بالنسبة ليك مسكن، مسكن قوي قدر ينسيك الألم سنين لكن للأسف مقدرتش اداويك يا فيصل، علشان كده دورت على بديل، انت حاولت تلاقي مع غيري مسكن يخفف وجعك وحيرتك.

فيصل : محصلش، أنا مشاعري عمرها ما اتحركت مع أي ست، اللي حصل كان وهم

همس : اللي حصل كان درس، وجع صعب حد يفهمه يا فيصل، انت..

فيصل بصدق : أنا بحبك، عارف اني غلطان بس بحبك، متأكد انك مستحيل تنسى ورغم ده بحبك، أنا مديون ليكي بالكلام ده، اعتراف اني غلطت.

ترددت همس قليلاً لتسأله بترقب

ومحمود، اخوك؟! على فكرة من يوم ما انت دخلت المستشفى وهو جنبك مش بيروح بيته نهائي

أغمض عيناه قائلاً

قولتلك ياريتنا ننسى يا همس، يوم ما احس انك قدرتي تنسي صدقيني وقتها هيبقى عندي أمل امدله ايدي واتقبل حقيقة انه أخويا.

.......................................................................

وتبقى بعض الآثام مرهونة بعفو صاحبيها مهما اعربنا عن توبتنا وتغنينا بها.

منذ عودته إلى مسكنه وهو قابع بغرفته، يكتفي بصوت أطفاله وهمسها الذي يعشقه، انقذته من موت محقق، وليست المرة الأولى التي تهبه فيها همس حياة جديدة.

تنهد بمشقة فقد كان يصارع الموت وحيداً، وأتت هي إليه، يتذكر لحظات استيقاظه داخل المشفى وهي واقفة في ركن بعيد تنتحب في صمت، والى جواره مصطفى وبعض الاطباء، اصابته جلطة قوية لكن الله ساق همس إليه ليجعل لعمره بقية.

يعلم أن الحب الذي كان بينهما بلغ اشده وصار صرحاً مشيداً بيديهما لا يسوءه شيء، كان آمناً فهدمه هو دون تريث وبقيت روحه وروحها وطفليهما عالقين تحت انقاضه.

بينما همس في عالمها تدعو في صمت أن تنقشع غيوم الانكسار وترجع إلى سابق عهدها، قوية، محبة، واثقة في الحياة.

ونظرت بعيدًا حيث السماء الصافية وتخيلت حالها هناك وتساءلت

هل جرحها عميق بهذا القدر كونها كانت عاشقة حد الثمالة، أكلما ارتفعنا إلى عنان السماء كانت سقطتنا مميته والنجاة منها محالة!

أيبقى فيصل على الهامش بعدما كان محور الكون وسر جماله؟!

وبعض النهايات تبقى هكذا تؤرجحها الأيام إلى أن تصل إلى مصيرها المحتوم.

لا أحد رماه الدهر بأسهم العشق راغب في الفراق لكنها خطوات نخطوها في سبيلنا منا من يصل إلى عالمه ومنا من يضل سبيله وبقضي أيامه في تيه.

بينما هو حائر لم يعد بداخله ذاك الغضب القديم، كان اشبه ببركان نشط يشتعل بلا توقف وها هو الآن خامل، صمته مهيب، لن يعود كما كان ولن ينسى ما قاله محمود، عليه أن يتعايش مع عالمه الجديد إلى أن يتعافى.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

اقتربت منه قائلة بزهو وسعادة ممزوجة بشجن لن تفلح السنوات في محوه وقالت

سم الله يا حبيبي، شوف ابنك ماشاء الله تبارك الله جميل ازاي.

تراجع فارس عدة خطوات قائلاً بفزع

ابني، ازاي وامتى، معقول يا امي تسمعي كلامها، تخبي عني انها حامل، المفروض دلوقت افرح وانسى بقى ان الهانم كانت شايلة ابني، حتة مني تسع شهور كاملين ومفيش مرة واحدة فيهم حاولتي حتي تلمحي ولو من بعيد انها حامل.

جميلة بحدة : وهو انت كنت سألت، انت سافرت من غير حتى ما تعرفني السبب، طلعت تجري وسبت بنت خالك لوحدها يا فارس احترم نفسك بقى وصلح القرف اللي انت عملته.

خانته عيناه ونظر بلهفة إلى الطفل الباكي بين يدي والدته فغمره شعور رائع جعله يبتسم قائلاً

هو ولد ولا بنت؟!

استنشقت عبيره بحب هامسة:

ولد، يتربى في عزك انت وأمه ياقلبي

حمله فارس بلهفة يشوبها الخوف من ايذائه وضمه إلى صدره في صمت، صمت امتد طويلاً انتهى بتنهيدة قوية من فارس اعقبها بقوله:

أنا هستني لما نطمن عليها هي والبيبي وهاخدكم معايا، أنا شغلي برة كويس ومش هقدر اسيبه وانزل.

جميلة : لما كاميليا تفوق وتقدر تقرر نبقى نشوف، وإياك يا فارس تزعلها، والله العظيم انا اللي هتصرف معاك، كفاية اللي حصل منك.

بلع ريقه بتوتر قائلاً

حضرتك تقصدي ايه، هي كاميليا قالتلك حاجة؟!

جلست جميلة إلى جواره واحاطته بذراعيها بحنو وحب وهمست إليه بصوت خافت

كاميليا مقالتش حاجة، بس لما هي تعبت ورحنا للدكتور وقال انها حامل صدمتها وحزنها خلاني افهم اللي انت عملته، ولما طلبت مني مقولكش حاجة مقدرتش أرفض طلبها لأنك تستاهل، قوم يا بني ادخل اطمن عليها واتفاهم معاها وبلاش عصبية يا فارس، انت الراجل يعني مفروض يبقى عندك عقل اكتر من كده.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

جاهد فارس نفسه قدر استطاعته كي يبقى هادئا كما طلبت إليه والدته لكن ثورتها العارمة جعلته يجيبها بغضب هو الأخر قائلاً

مش من حقك، انتِ كنتِ عارفه انك حامل وخبيتِ عني وأنا هسكت واعدي الموضوع فياريت انتِ كمان تنسي اللي فات ونبدأ من جديد.

عادت إليها شراستها وعنفوانها فأعلنت عصيانها قائلة

بتحلم، انتَ اكيد مش في وعيك ، عاوزني انسى عملتك السودة واكمل معاك عادي، ليه وعلشان مين؟

فارس : علشان ابننا، ايه هتربيه لوحدك!

كاميليا : اه طبعا، ده ابني انا تعبت فيه وهربيه لوحدي، هعلمه يبقى راجل يعتمد عليه، مش عيل يهرب في أول مشكلة تقابله.

فارس بغيظ : بذمتك كلامك ده يترد عليه بأيه؟

كاميليا بمكايدة

امممم ايه رأيك تغتصبني تاني وتهرب؟

جحظت عيناه ونظر إليها بخجل قائلاً :

أنا معملتش كده، انتِ مراتي ومن حقي….

قاطعته قائلة بحدة : من حقك ايه، تغصبني على حاجة مش عوزاها، وتاني يوم تسافر وتسيبني، من حقك تشكك في اخلاقي وشرفي، على فكرة أنا يمكن سمحتلك تقرب مني واستسلمت للأمر الواقع، عارف ليه؟ علشان تبعد عني للأبد، بس للأسف متوقعتش انه يحصل حمل ويفضل بيني وبينك رابط جديد.

فارس بمهادنة : والحمد لله ربنا كرمنا بولد زي القمر يبقى ليه العناد والمشاكل؟!

كاميليا : بص بقى علشان أنا مش طايقة نفسي أساساً، انت تروح مطرح ما كنت وملكش دعوة بيا خالص وبالنسبة لابني فأنا كفيلة بيه، تمام؟

فارس بسخرية

في المشمش، أنا قاعدلك ياحبيبتي ومفيش سفر غير وانتوا معايا.

كاميليا بجنون : يا عمتو، عمتوووو تعالي ارجوكِ

هرولت جميلة إلى الغرفة قائلة بقلق

مالك يا بنتي، حصل ايه، عملت فيها إيه يا فارس؟

كاميليا بتعب وضيق حقيقي

ارجوكِ خليه يخرج ويسبني، مش قادرة أشوفه قدامي علشان خاطري خليه يمشي.

اومأت إليها جميلة في هدوء قائلة

حاضر، تعالي يا فارس وسيب مراتك ترتاح

فارس بغيظ : يووة يا ماما، دي بتدلع ورافضه تسمعني للأخر.

جميلة بجدية

بعدين ابقى اتكلم، قولتلك اطلع معايا خليها تنام شوية قبل طاهر ما يصحى

اضاء وجه كاميليا وعادت إليه الحياة وغامت عيناها بدموع الحنين إلى والدها وهمست بضعف

طاهر! حضرتك قولتي طاهر؟

جميلة بحب وامتنان وجهته إلى فارس

فارس قالي نسميه طاهر وأنا ملقتش اسم أجمل من اسمه الله يرحمه وبعدين أنا سألتك كام مرة هتسمي البيبي ايه وتقوليلي بعدين، لما أولد ربنا يحلها.

ابتسمت كاميليا بعدما ملأ فؤادها ذاك الإسم سعادة فارقتها كثيرًا واستغل فارس سكونها فاقترب منها بخفة قائلاً بصوت هامس :

أنا فعلا غبي وجبان واتعودت اهرب من المواجهة بس صدقيني مستحيل ابعد تاني حتى لو هموت على ايدك، بحبك يا أم طاهر.

غادر مهرولاً بصورة تمثيلية ساخرة جعلتها تبتسم مرغمة تاركة ما بينها وبينه للأيام علها تداوي جراحها وترمم تلك الصدوع العالقة بينهما.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

تهادت في مشيتها بزهو، تلتقط بعض النظرات من زملائها فتزداد ثقة بنفسها، لقد اصرت على الخروج إلى عالم جديد، لن تبقى مهمشة ستبدأ من جديد، هكذا كانت تظن، لكننا لا نبدأ من جديد إلا بعدما نتصالح مع ما مضى، نتحدث إليه ويمنحنا صك غفرانه فتهدأ صراعاتنا ونبتعد عن تلك الحفر المليئة بسوء افعالنا

لقد ملت سوزي سريعاً من استياقظها المبكر واجتهادها في العمل، ليس لديها تلك الارادة ولا ذاك الشغف لذا عادت سريعاً إلى حل بديل وكان كعادتها رجل يمنحها حياة ترجوها.

وضعت ما بيدها من أوراق وابتسمت بنعومة مدروسة إلى صاحب الشركة الوسيم، يكبرها بما يزيد عن العشرين عاماََ لكنه جذاب للغاية ولديه من الأموال ما يزيد جاذبيته، ربما كان متزوجاً ولديه ابناء وربما لا، لن يشكل ذلك فارق معها.

تحدث هو إليها برغبة قائلاً

كنتي فين انبارح، ازاي تغيبي من غير ما تقوليلي

اسبلت عينيها بحزن مصطنع واستدعت القليل من الدموع الزائفة ونظرت إليه باعجاب حقيقي قائلة

ماما عوزاني اسيب الشغل

اجابها هو بلهفة قائلاً

انتي بتقولي ايه، مستحيل اسمحلك تبعدي عني

ابتسمت هي بدلال قائلة

مش فاهمه قصدك، وحضرتك عاوز مني ايه بالظبط

اجابها بجدية

عاوز اتجوزك، وقبل ما تقولي اه أو لأ صدقيني هحققلك كل اللي بتتمنيه ومش هتحسي بفرق السن ابداً.

google-playkhamsatmostaqltradent