رواية اوتار حاده الفصل الثاني 2 بقلم مروه اليماني

  رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات

رواية اوتار حاده

رواية اوتار حاده الفصل الثاني 

《يا ليت كل الصدف كتلك التي جمعتني بك》‏

في الداخل قال عاصم لمصطفي: هتفكر في إيه يا بني أدم أنت ‏‎

اعتدل مصطفي وقال: يا بني أنت مش فاهمني أنا خايف يحصل مشاكل ‏ونخسر صداقتنا بسبب شوية شغل ومشروع مُعرض للفشل .‏‎

عاصم: لا يا اخويا متقلقش إحنا التلاته لزقين لبعض طول ما إحنا عايشين ‏‏.... وبعدين أنت مش أبوك كل شويه يكلمك عشان تسيب الشغل معاه ‏وتستقل وتبني نفسك اهي الفرصة جات لك‎

مصطفي: ماشي ...وربنا يستر ‏‎

عاد ياسين وجلس بجوارهم ومن بعده أتي النادل ووضع الطعام قال ‏مصطفي: أنا فكرت وموافق ...بس لازم نلاقي مكان مناسب ونشوف ‏الإجراءات والحجات دي هنيجي لك بكرا نتكلم في التفاصيل ‏‎

ياسين: أ كيد طبعاً....و إن شاء الله تكون فتحت خير علينا ‏‎

قال مصطفي وعاصم معاً: إن شاء الله ‏‎

ثم بدأوا في تناول الطعام

دلفت نور وجلست علي الأريكة بجوار صديقاتها قالت إيمان: لقتيه ولا لا ‏‎

هزت رأسها أيجابا .‏

قالت نيفين: مش هنتعشاء بقا ولا أي‎

ضحكت نور وقالت :دايما همك علي بطنك كدا ...ارحمي شويه‎

فضحكت الفتيات ثم طلبوا الطعام وظلوا يتحدثون



دلف للمنزل وجلس علي الأريكة بعدما ألقي مفاتيحه علي المنضدة عقله ‏عالق بين الماضي والحاضر يفكر فيما حدث وما سيحدث سأل نفسه هل ‏سينجح حقا تلك المرة أم سيتحول النجاح لفشل في النهاية كما المرات ‏السابقة ؟! ‏‎

كان كلامه مع أصدقائه يحمسه ويزرع فيه الأمل ولكنه يخشي أن يحطم ‏أحلامهم وتضيع صداقتهم كما قال مصطفي دعاء الله أن يوفقه وييسر له ‏الطريق وظل قلبه يعتصر ألماً رغم رضائه بقضاء الله!.‏

‏ أستيقظ في الصباح وجد نفسه قد غفي علي الأريكة نظر في ساعته التي ‏كان يرتديها, ثم أمسك هاتفه واتصل بمصطفي قال: الو صحيتك ولا إي ؟!‏‎

مصطفي: لا أنا في الشركة هخلص واجيلك انا وعاصم بعد ما نفاتح بابا في ‏موضوعنا ‏

ياسين: تمام ...هستناكم ‏‎

أغلق الهاتف ودلف للمطبخ ليعد الأفطار وعقله مشغول بمشروعه الجديد ‏ولكنه دائما يسلم أمره لله فهو علي يقين أن الله سيجبر بخاطره ومهما طال ‏الحزن ستفرج .‏



في شركة والد مصطفي الخاصة بالاستيراد والتصدير دلف مصفي وعاصم ‏أبن عمه لمكتب والده وجلس كل منهم علي المقعدين أمام عثمان ‏‎

قال مصطفي: أزيك يا بابا ...إحنا كنا عايزين نكلمك في موضوع مهم .‏‎

قال عثمان وهو يشير لهم ليتحدثوا: اتفضلوا انا سامعكم . ‏‎

نظر مصطفي لعاصم فقال عاصم: إحنا يا عمي هنسيب الشغل في الشركة ‏هنا .‏‎

نظر لهم عثمان بغضب وقال: إيه هتقعدوا في البيت زي الستات ؟!!‏‎

قال مصطفي بسرعه :لا يا بابا إحنا هنشتغل طبعا بس في شغلنا الخاص .‏‎

قاطع عاصم مصطفي قائلا: يا عمي إحنا قررنا نفتح مشروع كدا يعني ‏ونستقل زي ما حضرتك كنت عايز.‏‎

أبتسم عثمان فرغم أنه لا يريد أن يتركه أبنه كي يتعلم كيف يدير الشركة من ‏بعده إلا أنه كان يعلم أن هذا العمل ليس مناسب لأبنه وأنه يحتاج لما يجد ‏فيه نفسه ويخرج قدراته وأيضا أراد أن يعلمه تحمل المسؤولية ويجعله يبدأ ‏من الصفر كما بدأ هو من الصفر . ‏‎

قال عثمان: أنا مبسوط جدا أنكم خدتوا القرار ده, بس أي طبيعة النشاط ‏الي قررتوا تبدأوا فيه .‏‎

مصطفي :لسه محددناش يا بابا بس أول ما هناخد قرار هنبلغ حضرتك ‏اكيد .‏‎

أبتسم عثمان وهز رأسه متقبل حديث أبنه وقال :وأنا هساعدكم في ‏الإجراءات .‏‎

قال عاصم معارضاً: لا يا عمي شكراً إحنا عايزين نعمل كل حاجه لوحدنا ‏نبدأ من الصفر ونبدأ صح .‏‎

عثمان: برافو عليكم أنكم قررتوا الاعتماد علي نفسكم ‏‎

قال مصطفي بتعجب: أنت غريب أوي يا بابا! .‏‎

ضحك عثمان وقال :ليه عشان عايزكم تتشتغلوا لوحدكوا ومعملتش زي ‏رجال الأعمال ما بيعملوا مع عيالهم ؟! ‏‎

هز كلاهما رأسه فضحك وقال: أنا أذكي منهم كلهم.... عايز قبل ما أسبلكم ‏ثروه كبيره أعلمكم أهميه أن الإنسان يبدأ لوحده ويعتمد علي نفسه,‏‎ ‎أعلمكم ‏تشيلوا المسؤولية من بداية مشرعكوا لحد ما توصلوا للكرسي ده .‏‎

قال جملته الأخيرة وهو يشير علي مقعده ثم أكمل: عشان تقدروا تحافظوا ‏علي الشركه دي والورث ده لازم تخوضوا تجربة لوحدكم وتدوقوا طعم ‏الفشل والنجاح .‏‎

أبتسم كلاهما وزاد الحماس في أعينهم وهذا ما رآه عثمان فزادت سعادته ‏بأولاده ودعاء الله أن يوفقهم فيما عزموا عليه.‏



كان يوعك الطعاك ارتشف قليل من المياه, سمع صوت جرز الباب, فوضع ‏الكوب وذهب ليفتح وجدها شيرين قال: نعم يا أنسه ؟!‏‎

قالت شيرين وهي تبتسم: كنت عايزه اعزمك علي عيد ميلادي هو بكرا ‏وهعمل حفله في البيت كدا ياريت لو تيجي ‏‎

نظر لها ياسين بتعجب وقال : كل سنه وأنتي طيبه .....بس أسف مش ‏هقدر اجي ....مبحضرش أعياد ميلاد ‏‎

ابتلعت غصت حلقها وقالت بحزن دفين وعميق: وأنت طيب ....عن أذنك ‏‎

توقفت سيارة عاصم بينما رحلت وهي حزينة قال مصطفي: أوبااا مين دي ‏يا عم روميو ‏‎

ضحك عاصم وقال :شكل الصنارة غمزت ‏‎

قال ياسين بضجر: متلم نفسك يلا أنت وهو ‏‎

دلفوا للداخل وأوصد الباب فكر قليلاً في هذه المسكينة التي كسر بخاطرها ‏منذ قليل ولكنه لم يكن يقصد ما ذنبه أن كان لا يعترف بأعياد الميلاد تلك ‏ولا يحب المخالطة والصخب



أما شيرين ولجت لمنزلها ومن ثم لغرفتها وألقت جسدها علي الفراش وهي ‏تفكر في هذا الغريب ومعاملته الجافه ‏‎

طرق باب غرفتها قالت ببكاء :مين؟!!‏‎

غادة: أنا ماما يا حبيبتي....قافله بالمفتاح ليه ؟!‏‎

قالت شيرين وهي تنهض من علي الفراش وتجفف دموعها: ثواني يا ماما ‏‎

دلفت للمرحاض وغسلت وجهها ثم فتحت الباب قالت: نعم يا حبيبتي ؟!‏‎

غادة: جايه اطمن عليكي قبل ما أروح الشغل ...أنتي مش إجازتك ‏خلصت ؟!‏‎

شيرين: فاضل أنهادره يا ماما وبكرا هرجع الشغل ‏‎

غادة: خلي بالك من نفسك ....سلام ‏‎

غادرت غادة وتركت فتاتها تعتصر ألماً

أوصدت الباب ونظرت في المرآه قالت لنفسها: هو انا زعلانه ليه ....لا لا ‏مش معقول.....مستحيل ده حتي بيعاملني بطريقه وحشه ومفهوش حاجه ‏تتحب .‏

شيرين هي فتاة قصيرة القامه ونحيفه وبيضاء الوجه لديها عينين عسلية ‏اللون وشعر شديد السواد عمرها سبعة وعشرون عام ومهندسة ديكور ‏بارعة في عملها .‏



خرجت نور من الجامعة بعدما انتهت من شرح المحاضرة للطلاب صعدت ‏سيارتها فكانت تلك المحاضرة الأخيرة لها اليوم, وتوجهت للمنزل .‏‎

توقفت بسيارتها أمام الفيلا وسرعان ما دلفت للمنزل وجدت والدها ‏يجلس علي الأريكة وفي يده ملف وأمامه كوب من العصير .

‏ قالت بتعجب وهي تخطوا نحوه: بابا أنت جيت بدري ليه ؟! ‏‎

أبتسم ياسر ووضع الأوراق من يده وقال: حبيت أرتاح شويه وسبت ‏الشباب يتابعوا الحالات الي في المستشفى ‏‎

جلست سريعا وقالت بخوف: بابا أنت تعبان؟! فيك حاجه ؟!‏‎

قال ياسر بنفي :لا لا يا حبيبتي متقلقيش أنا كويس جداً ‏‎

نور: متأكد يا بابا؟ متخبيش عليا عشان خطري ‏‎

ضحك ياسر وقال: هخبي عليكي ليه بس ؟! ضمها إليه واكمل وهو يداعبها ‏قائلا: حبيبة بابا بتخاف عليه ‏‎

اعتدلت نور وقالت: كتييير عشان مليش حد غيرك ومبحبش حد اكتر ‏منك ‏‎

ياسر : اهاا يمكن عشان مش مرتبطة حاليا ‏‎

نور: لا متخفش مفيش حد مهما كان يقدر يخدني منك أبدا ‏‎

قالتها وهي تنهض من علي الأريكة لتصعد لغرفتها ‏‎

قال ياسر وهو يقف مبتسم : هنشوف !!‏



ظل عاصم ومصطفي ينظران لياسين وهو ينظر في الأرض تارة ولهم تارة ‏أخري‎

قال ياسين وهو يحاول تبرير ما حدث ولينتهي من نظراته الشك تلك ‏‏:بقولك إيه أنت وهو هتفضلوا تبصو لي كتير.البنت كانت جايه تعزمني ‏علي عيد ميلادها وأنا رفضت ....وعشان ترتاحوا لا أنا بحبها ولا عندي ‏وقت وطاقه اضيعهم في الكلام الفارغ ده‎

مصطفي: ايوا بس كدا اكيد زعلت...و‎

قال عاصم لينهي هذا الحديث: طب نشوف شغلنا بقا ...مش فاضين يا ‏مصطفي ‏

نهض ياسين وقال: تشربوا إيه الأول ؟! ‏‎

مصطفي: أي حاجه.....أقولك أعمل شاي دلف ياسين ليعد لهم الشاي ‏فقال عاصم لمصطفي موبخاً: مكن تبطل تتدخل في الي ملكش فيه ...انت ‏عارف أن ياسين هيتعامل بجحود مع أي واحده عشان مش فاضي للكلام ‏ده بلاش حوارات تافهة‎

ضحك مصطفي وقال :يا عم أنا فاضي ونفسي أتجوز والله ‏‎

أتي ياسين ووضع الشاي علي الطاولة وقال: نجوزك يا سيدي بس نخلص ‏مشروعنا وبعدين ندور لك علي عروسه ‏‎

مصطفي: وأنا موافق ‏‎

قالها بنبرة حماس وطفوله جعلتهم يضحكون ‏‎

فقال عاصم ساخراً: بس يا رب الحماس ده يستمر للنهاية ‏‎

ياسين: سيبكو بقا من الكلام ده وتعالوا نحدد النشاط عشان نبدأ نشوف ‏معرض مناسب من بكرا ‏‎

مصطفي: عربيات ولا موتسكلات ؟؟‎

عاصم: أنا شايف أن شغل الموتسكلات بياكل مع الشباب وكمان سهل ‏ومش مكلف أوي يعني هيكون مكسب لينا وبدايتنا.... وبعدين لو ‏الشغل مشي معانا نبقي نفتح معرض تاني بالمكسب ‏‎

ياسين: تمام حلوه الفكرة ....بصوا انا معايا مبلغ يعني هما الي باقين من بعد ‏حسارة المشروع القديم ربت مصطفي علي قدمه وقال :ان شاء الله ربنا ‏هيعوضك ....واحنا كل واحد معاه تقريبا زيهم ‏‎

عاصم: يبقي نبدأ من بكرا التدوير علي المعرض وبعدها نشوف هنجيب ‏الموتسكلات من برا ولا من توكيل هنا



علي مائدة الطعام يجلس عصام ووالده ‏

‏" عصام ياسر شاب أبيض البشرة أسود الشعر نقيب في شرطة المكافحة ‏ذو الثلاثة والثلاثين عام وهو حاد الطباع تسيطر عليه شخصية الضابط ‏سواء في العمل أو غيره ويعد من أ كفأ الداخلية" .‏

نزلت نور وجلست علي مقعدها قالت: فين إياد؟! ‏‎

ياسر: في أوضته دعَ الخادمة وطلب منها أن تذهب وتوقظه قالت نور ‏وهي تقف: استني يا دادا أنا هطلع أشوفه‎

دلفت نور لغرفة إياد وجدته نائم قالت بصوت رقيق: إياد ..... حبيبي قوم ‏عشان نتغداء ‏‎

نهض إياد وقال وهو يفرق وجهة ليفيق: حاضر‎

نور: عملت أي في أول يوم جامعه ‏‎

قال إياد بملل وهو يتذكر يومه: محاضرات وتعارف وكلام عن النظام ‏وشوية دكاترة رخمين قاعدوا يقولوا الي بعدي والي قبلي وكلام تافه كدا ‏‎

نور: ممكن تحترم نفسك شويه وتحسن أسلوبك ...وبعدين انت بكرا هتبقي ‏دكتور ونشوف يا خوي هتعمل أي في السكشن‎

ضحك إياد وقال:لااااا أنا كفاية عليا الشهادة يا حبيبتي عايز أعيش حياتي ‏معنديش وقت للمجستير والدكتوراه وتضيع الوقت ده....أنتي فكراني زيك ‏ولا أي ‏‎

قالت نور بسخريه وهي تُكزه في كتفه لينهض: طب يلا يا فالح... يلا ‏‎

نهض وقال: هغير وأحصلك ‏‎

نهضت من علي الفراش وكانت متوجهه للأسفل ولكنها تذكرت شيء هام ‏فاستدارت إليه وقالت: اه من الحق متحسبناش علي الي عملته الصبح ‏وكلامك الي أتقال‎

هرول إليها وقبل يدها قائلا: لا والنبي وحيات أغلاء حاجه عندك أنا ‏مصدع ومش ناقص محاضرات .....كفاية الجامعة ضحكت نور وقالت: ربنا ‏يهدي يا رب ‏‎

ثم نزلت للأسفل وتركته يبدل ثيابه



عند نشوي جلس الأطفال علي الأريكة بمرح قالت نشوي: يلا عشان نكلم ‏ياسين ‏‎

قالت خديجه بمرح وطريقة طفوليه: هيييييي ياسين وحشنيييييي أوي ‏‎

ضحكت نشوي هي وعمر ثم اتصلوا بياسين علي ‏Skippy

قالت نشوي بعدما فتح ياسين :عامل ايه يا حبيبي ‏‎

ياسين: أنا كويس الحمد لله....أنتي عامله إيه ‏‎

نشوي: كويسه...الأولاد عايزين يكلموك ‏‎

قال عمر وهو يأخذ الهاتف من أمه :ياسين مجتش ليه زي ما قولت ؟! ‏‎

ياسين: عندي شغل أول ما الأمور تستقر هنا هجيلك علطول فين ديجه ‏حبيبة قلبي ؟!‏‎

قالت خديجه بطريقه طفوليه وهي تبتسم: أنا كويسه يا ياسين مش ناوي ‏تتجوز بقا عشان تجيب نونو نلعب بيه ‏‎

ضحكت نشوي وياسين ‏

وقال: يا أروبه ....لما ألقي عروسه الأول ‏‎

قالت وهي تشير بيدها في حركة طفوليه علي خدها وتتصنع التفكير: أنت ‏مش قولت مش فاضي خلي ماما تشوفلك عروسه عايزين نفرح بيك ‏بسرعه

ضحك ياسين وأخذت نشوي الهاتف منهم قال عمر بحزن وهو يضرب ‏الأرض بقدمه: يا ماما هاتي أنا متكلمتش أنتي وخديجه الي اتكلمتوا ‏

نشوي :استنا يا حبيبي هقول لعمو حاجه وبعدين اسيبكم براحتكم ‏

قال ياسين: مش بنتك صغيره أوي علي الكلام ده دي يدوب سبع سنين ‏ضحكت نشوي وقالت: أطفال أخر زمن المهم ‏‎

قاطعها ياسين قائلا: نشوي لو هنتكلم في نفس الموضوع بلاش احسن أنا ‏مش فايق.... هقفل دلوقتي واكلمك بعدين ‏‎

أغلق الهاتف فقالت نشوي بضجر وضيق: ماشي يا ياسين لما أشوف ‏أخرتها معاك ‏‎

دلف نادر فقالت نشوي وهي تقف :ثواني والغداء هيكون علي السفرة ‏‎

نشوي فتاه بيضاء اللون عينيها بنيه وترتدي الحجاب....عمرها سبعة ‏وثلاثون عام تعمل معلمه في أحدي مدارس الكويت . ‏



انتهت نور من تناول الطعام قال عصام وهو ينهض من علي مقعده: نور ‏تعالي عشان عايز أتكلم معاكي شويه

ابتسمت نور وقالت: أ كيد,ثم نهضت,نظر عصام لوالده وأبتسم ثم خرجوا ‏سوي وجلسوا في الحديقة.‏

قال إياد لوالده: هو عايزها في إيه يا بابا ؟! ‏‎

قال ياسر بحده: متتدخلش يا ولد ‏‎

نهض إياد وقال: تمام....انا خارج علي فكره واحتمال اتأخر متستنويش علي ‏العشاء ‏‎

خرج إياد وأشار لنور وعصام بيده مودع ‏‎

قالت نور لعصام: هي مرات أبوك فين ؟! مشفتهاش يعني من ساعة ما ‏جيت ‏‎

عصام: في شرم وبابا كان رايح ليها أنهاره بس أجل سفره وهيروح بكرا ‏بدري أنتي عارفاها طبعاً مردتش تستنا أو تأجل الشوبنج بتاعها ‏‎

ضحكت نور وقالت: مش عارفه بابا بيحب فيها إيه ؟! ثم اكملت بحزن: ‏ومش عارفة إزاي نسا ماما ‏‎

قال عصام: مش عايزين حزن ولا دموع.... ده أنا هكلمك في حاجه ‏هتفرحك ‏‎

اعتدلت نور وصمتت لتترك له فرصه للحديث فقال: عارفه شريف ‏‏....شريف صحبي... عرف أنك رجعتي وطلب أيدك واحتمال يجي بكرا ‏باليل هو ومامته عشان يطلبوا أيدك ‏‎

نور: وبابا عرف ؟!!!‏‎

هز عصام رأسه: وإحنا موافقين....شريف ظابط شاطر وكمان عنده ورث ‏أبوه ....ده غير أنو ابن خالت مرات أبوكي وصاحبي وعارفين أخلاقه ‏كويس ....أنا وبابا شايفين انو اكتر شخص مناسب ليكي‎

نهضت نور وقالت بتعجب واعتراض: عشان غني يبقي مناسب؟!!! ‏‎

نهض عصام أيضاً وقال : نور أنا مبخدش رأيك أنا بعرفك إلي إحنا قررناه ‏‎

قالت نور بحزن: بابا مستحيل يوافق علي حاجه أنا مش عايزاها عمره ما ‏هيجبرني علي شيء يا عصام عن إذنك ‏‎

رحلت نور وتركت عصام, جلس علي الأريكة, بينما في الداخل قالت نور ‏لوالدها: بابا أنت موافق علي جوازي من شريف ‏‎

قال ياسر: أنا شايف أنو مناسب ولو موافقتيش عليه خلاص الموضوع ‏أنتهي بالنسبة ليا وليكي ....بس بشرط أنك تقابليهم وبعدين تأخدي قرارك ‏‎

نور: ماشي يا بابا... عن إذنك عندي شغل ‏‎

ياسر: ماشي ...بس مش عايزك تتسرعي اه وكمان أنا هسافر بكرا وأرجع ‏تاني يوم الصبح عشان هيجوا بعد بكرا ‏‎

هزت رأسها إيجابا و صعدت لغرفتها وهي تفكر في أمر الزواج هل تقبل ‏؟أم ترفض ؟! .‏



في المساء دلف غرفته لينام جلس علي طرف الفراش وظل يفكر في ‏الماضي الذي يلاحقه في كل وقت وكل مكان, يفكر الأيام التي كان ‏يشاهدها وهي تضيع ولن تعود الأيام التي لم يستفيد بها والتي كانت أسوأ ‏ما عاش في حياته بأكملها .‏‎

زفر بقوه ووقف من علي الفراش أزال الستار عن النافذة ونظر وجد نور ‏غرفة شيرين مُضا فتذكر ما فعله معها ولكنه تهرب من أفكاره وأغلق ‏الستار ثم غط في ثبات عميق .‏



أما في غرفة نور كانت تجلس علي الفراش تفكر في كلام أخيها رن هاتفها ‏وجدتها إيمان ردت قائله: الو يا حبيبتي ‏‎

إيمان: مساء الخير ....عايزين نشوفك بكرا عشان نعمل شوبنج ‏‎

نور: حاضر هخلص المحاضرات واكلمكم عشان نتفق أو ممكن نبقي نروح ‏بعدها ونتغداء بره كمان ‏‎

إيمان: ماشي بس يا رب عمو يوافق ويسيبك تتغدي برا ‏‎

ضحكت نور وقالت: لا ما هو مسافر الصبح وهيرجع تاني يوم ...ثم ‏أردفت بضيق: رايح عند حرمه المصون مدام عصمت الشرقاوي بنت أغني ‏رجل في مصر سابقاً‎

ضحكت إيمان وكذلك نور, قالت إيمان: يا بنتي أنا لولا إني أعرفك كويس ‏كنت قولت أنك شريرة‎ ‎ومطلعه عينها ‏‎

نور: أنتي عارفه إني مبطقهاش مش قادرة أصدق أن الست دي خدت ‏مكان أمي في البيت ‏‎

إيمان: طب مش ناويه تروحي تشوفيها ‏‎

نور: نفسي......هموت وأشوفها.... بس هستنا لما بابا يسافر ‏‎

إيمان: طب أسيبك تنامي ونكمل كلامنا الصبح‎

أغلقت الهاتف وظلت تائهة تفكر في أمها حتي غلبها النعاس .‏



أستيقظ من نومه وهو مغموم خرج من غرفته توضأ وصلي ثم خرج من ‏منزله وجدها تخرج من منزلها نظرت له بضيق وحزن ثم سارت في طريقها ‏ندها عليها قائلا: أنسه شيرين ‏‎

توقفت ذهب إليها رغم أنه بداخله لم يكن يريد ذلك ولكن ماذا يفعل؟! ‏يجب عليه أن يعتذر عن ما فعل بحقها وأن كان لا يري في الأمر شيء ‏ليعتذر عليه .‏

قالت شيرين بضيق :هاا حضرتك عايز أيه تاني ؟!‏‎

صمت ياسين لبرهة ثم قال :أنا أسف علي كلامي معاكي إمبارح ....وكمان ‏مش عايزك تيجي البيت تاني ‏‎

نظرت له بتعجب وهي ترفع حاجبيها ‏‎

فقال مبرراً: مش قصدي حاجه والله بس أنتي بنت وأنا شاب عازب ‏ومينفعش حد يشوفك عندي أنا خايف عليكي مش علي نفسي

قالت شيرين بضجر وهي ترحل من أمامه: شكرا

شعر أنها مازالت غاضبه فقال :طب يا تري هل لسه ليا مكان في احتفال ‏أنهاره ‏‎

ابتسمت ثم استدارت ونظرت له‎

قالت: اكيد تنورنا وفرصة تتعرف علي ماما ‏‎

ياسين: دا شرف ليا ‏

رحلت شيرين وهي متعجبة من تقلباته والعجيب في الأمر أكثر أنه لا يطيل ‏النظر إليها ‏‎

اما هو كان بداخله يلوم نفسه علي ما فعل ولكنه لم يكن يريد أن يترك أثر ‏حزن أو جرح بسبب كلامه الأحمق ولم يجد أمامه سوء ذلك .‏



في فيلا ياسر علام وضع السائق الحقيبة في شنطة السيارة وقبل أن يصعد ‏ياسر كانت هي تنزل من علي الدرج, أسرعت إليه واحتضنته, قالت: خلي ‏بالك من نفسك ‏‎

ياسر: وأنتي كمان ‏‎

قال عصام الذي كان يقف خلفها وهي لا تراه: متتاخرش يا بابا عشان ‏الناس الي جاين ‏‎

ياسر: حاضر ‏‎

قالها ياسر وهو يقبل جبهة نور ويودعها ثم صعد السيارة

وأشارت إليه مودعه, استدارت لأخيها الذي مازال يقف واضع يداه ‏بجيوب البنطال نظرت له بغضب ورحلت ‏‎

قال عصام: مالك ؟!! زعلتي ولا إيه ؟!‏‎

استدارت مره أخري وقالت: لا خالص المفروض إني أفرح أنك عايز ‏تتدخل في حياتي وتجبرني علي حاجه صح ‏‎

عصام: بنت أنتي عارفه شريف ويعتبر متربين سوء وأنا أخوكي الكبير ‏بقولك علي مصلحتك

نور: أديك قولت متربين سوء ...يعني زي أخويا ‏‎

خطي عصام نحوها وقال :حبيبتي أنتي لسه مشوفتيش شريف الفترة الي ‏سافرتي فيها....فيها حجات كتير اتغيرت.... بلاش تحكمي قبل ما تشوفيهم ‏ماشي ‏‎

هزت رأسها إيجابا وقالت: ماشي....هطلع أغير عشان أروح الجامعة

رحلت من أمامه فأبتسم علي أخته العنيدة ثم صعد سيارته وتوجه لعمله .‏



جلست شيرين علي مكتبها بحزن وظلت شاردة لدقائق قالت صديقتها ‏‏:مالك يا بنتي في أي ‏‎

قالت شيرين بضيق: مفيش حاجه يا أسيل ‏‎

أسيل :طب مستر لقي عايزك ‏‎

قالت شيرين بضيق: يوووووه عايز أيه ده كمان ‏‎

قالتها وهي تنهض لتذهب إليه, بعد دقائق من سيرها, طرقت باب مكتبه ‏ثم دلفت قال لقي: متأخرة النهار ده ليه؟! ‏‎

شيرين: الطريق كان زحمه شويه ‏‎

قال لقي بغضب: هي الحجج دي مبتخلصش ....أردف وهو يشير للمقعد: ‏أقعدي ‏‎

جلست شيرين فأردف: ده أخر تحذير ليكي لو أتاخرتي تاني هخصم لك ‏فاهمه ‏‎

هزت رأسها إيجابا فقال:طب أرجعي علي مكتبك وكملي شغلك عشان ‏هتوريني التصميمات أخر اليوم ‏‎

شيرين: حاضر....حاجه تانية ‏‎

لقي: لا تقدري تفضلي ‏

عادت لمكتبها وهي مكدره من كلامه، جلست وانشغلت في التصميمات التي ‏أمامها قالت أسيل: إيه زعق تاني ‏‎

هزت شيرين رأسها إيجابا وأردفت: سيبك منه يلا خلينا نركز في شغلنا ‏عشان ميقعدش ينط لنا كل شوية ‏‎

ضحكت أسيل فضحكت شيرين هي الأخري .‏



كانت تقود سيارتها عائده للفيلا رن هاتفها وجدتها إيمان ردت قائله: ايوا ‏‎

إيمان: أنتي فين أنا خلصت شغل ورايحه للبنات ‏‎

نور: طب خلاص هاتيهم وتعالي هستناكم في العربية قدام المول ‏‎

إيمان: ماشي ...سلام يا عمري ‏‎

أغلقت الهاتف وألقته علي المقعد ثم أشعلت جهاز الراديو لتهز رأسها مع ‏أنغام الموسيقي . ‏



في المول كان يتجول في المحلات بحث عن هدية لشيرين التي وعدها ‏بالذهاب لحفل ميلادها, رن هاتفه وجده مصطفي فرد قائلا: أهلا يا رخم ‏‎

مصطفي :أهلا ...حضرتك فين يا بيه ؟! أنا وعاصم قدام الباب بتاع البيت ‏‎

ياسين: بشتري حاجه من المول ثواني وأ كون عندكم ‏‎

مصطفي: لا خليك خلص لف و إحنا هنجيلك نخدك ونروح نشوف ‏معرض ‏‎

ياسين: ماشي.....بس خليكوا في العربية تحت بقا وأنا هخلص وأنزلكم ‏‎

ضحك مصطفي وقال مازحاً: أنا مش مرتاح يا صحبي ‏‎

ضحك ياسين وقال: لا مفيش حاجه من الي في دماغك دي أنا لوحدي ‏وأنت عارف إني مليش في الكلام ده ‏‎

قال مصطفي: المصيبه إني عارف ثم ضحك ‏‎

فقال ياسين بغضب :غور يلا أنا مش فضيلك

أغلق الهاتف ووضعه في جيب بنطاله وجد متجر للهدايا, فولج إليه قال ‏للبائع: أنا عايز هديه شيك كدا ‏‎

ظل ينظر للأشياء قليلاً ثم أشار علي عقد أنيق ورقيق وقال: هاخد ده ‏

قال للبائع: تمام يا فندم ‏‎

وضعه البائع في العلبة وأعطاه إياه، فأنقده ياسين النقود ‏‎

في الأسفل صعدت هي وصديقاتها للأعلى قالت نيفين: مش كنا كلنا الأول ‏‎

قالت إيمان بضيق :يا رب أرحمني ... ثم أردفت وهي تدفعها للأمام أنجري ‏قدامي يا بت ‏‎

قالت نيفين بقلة حيله ونفاذ صبر: ماشي أنا غلطانه لو خرجت معاكم تاني ‏‎

ضحكت نور وقالت وهي تنظر لها: الله يكون في عون إلي هيتجوزك ‏‏....أمه دعيه عليه ‏‎

ارتطمت بشاب فوقع الهاتف من يديها وتحطم نزلت علي الأرض لتحضره ‏فانسدلت خصلات شعرها فأعدتها للوراء وكذلك العلبة التي كانت في يده ‏وقعت منه أيضا ووقع العقد

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية

تعليقات