رواية لا ابالي الفصل التاسع والعشرون 29- بقلم براءة محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية لا ابالي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم براءة محمد

 رواية لا ابالي الفصل التاسع والعشرون 29

في غرفة مزينة في منزلها مروة يجلس الجد و حسن غاضبان اما هناء و سيف فكانت الاثنان متعجبان من ابنهما الذي لتوه تخطي كل توقعاتهم و اتفق مع عائلة العروسة علي الخطبة فقط و لكن بدون موافقة احد حتي العروسة نفسها قرر مع نفسه ان يكون اليوم هو يوم كتب الكتاب ، اما بدرية فهي تجلس هادئة لا تعلم هل هي سعيدة ام متعجبة مثلهم ، امى عروستنا فهي تشعر بأنها تسرعت في ذلك العرس و ان هذا العريس الذي وافقت عليه ليس ذوج مشارك بالمرة فاليوم قرر العرس دون اذنها أذن ماذا سيفعل غدا .
اما خالد و عمر كانا الاثنان يتشاجران و بينهم علي يحاول ان يفصل بينهم .
فقال خالد : يا بني آدم انت نحن مش متفقين على خطوبة بس .
فرد عمر بكل برود : حصل.
فقال خالد : و الخطوبة مدتها ٦ اشهر .
فرد عمر بكل برود : حصل
فقال :والبت اصلا  مكانتش موافقة عليك  ونحن بالمرار اقنعناها.
فرد عمر بكل برود : حصل
فقال خالد : و لما هو حصل يا بارد رايح تقرر مع نفسك ان النهاردة كتب الكتاب مش في ناس المفروض تستاذنهم طب حتب كلف خاطرك و استأذن العروس .
فقال عمر : يا خالد افهمني  انا مكنتش عايز اعمل حاجة حرام و الخطوبة دي بتكون فترة تعارف و كده و بصراحة انا بحب اختك جدا فصعب تكون جمبي و ميحصلش بينا اي تلامس ، قولي انت هل هترضي اننا نروح مع بعض و نتعشي عادي زي اي اتنين مخطوبين او حتي اننا نتكلم علي التليفون لوحدنا او حتي اني المس ايديها .
فقال خالد : لا طبعا شايفني بقرون .
فقال عمر : اهو علشان كده و انا قولت تكون مراتي و نكون براحتنا و نتعرف علي بعض براحتنا نتعشي نسهر  في قعدة لطيف نتكلم هتكون مراتي وحلالي .
فقالت مروة  : بس انا موافقتش الخطوبة اللي وافقت عليها كانت فترة تعارف من بعيد يا أرفض يا اوافق و بعدها نعمل كتب كتاب و نعمل اللي انت بتقول علية لكن انا كنت محتاجة فترة اكون حيادية علشان اعرف اقرر هل انت الزوج المناسب او لا انا لسة اصلا موافقتش عليك .
فقال عمر : نعم يا اختي لا انت وافقتي و ال٦ اشهر دي كانت فترة خطوبة عادي و كنا هنتفق انا عارف نحن اتفقنا قبل كده عادي ، الموضوع و ما فية اني حبيت نكون متجوزين برتبة مخطوبين علشان اعرف اعمل كل حاجات الخطوبة بس حلال .
فقالت مروة  : و انا مش موافقة يلا يا خالد فض الليلة دي مفيش جواز .
فقال حسن   مينفعش يا مروة مينفعش نحن قدام الناس كلها متفقين و روحنا دعينا الناس مع بعض و هو صح طلع عيل و قال للناس انه كتب كتاب و صح انا لا طايقه و لا طايق سحنته (وجه) لكن مينفعش هنتفضح مش فارقة خطوبة من كتب كتاب يا مروة و اللي انت عايزة اعملية في كتب الكتاب و يدك دي ميلمسهاش و انا هعرف صح ازاي اخلية يمشي علي العجين ميلخبطوش و اعرف ازاي اربيه صح .
فقالت مروة : بس يا أبا. 
فقال الجد : كفاية يا مروة ابوك عنده حق يلا نطلعه للناس و بعد الليلة دي انى هعرف أدبه زين .
و خرجوا للناس بالفعل و جلست العروسة في الكوشة امى هم فجلسوا بجوار الماذون .
و قال الماذون : من وكيلك يا عروسة .
فقالت   : وكيلي جدي   ، و وضع عمر يده في يد الجد الذي ضغط علي يد عمر بمجرد ان تلامسا و لكن للعجيب كان عمر يبتسم مسرورا لتحقق مراده .
و بعد فترة قال الماذون : بارك لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير .
فخطف علي المنديل من يد الماذون 
فذهب عمر ليحتضن مروة حضن كتب الكتاب و لكن سبقه خالد الذي حضن اخته و لف بها اكثر من مره ثم همس في اذنها : هتوحشيني يا حبيبتي و الف مبروك مع اني مش طايق خطيبك ده .
اما عمر فكان  يشعر بغيرة و غيظ و ذهب لخالد يحاول ان ينزع عروسه من حضن أخيها و لكن خالد لم يرضي فقال عمر : اوعي كده ميصحش كده يا خالد .
فقال خالد : نعم يا حبيبي خير عاوز اية .
فقال عمر : عاوز عروستي اللي في حضنك دي عاوز حضن كتب الكتاب .
فقال خالد : معندناش الكلام ده معروفة البت بتطلع من حضن اخوها يوم مى تروح بيت جوزها فلما تيجي بيتك يا حبيبي .
فقال عمر : اية التهريج ده انا عاوز   مراتي .
فاتي حسن و قال : في اية يلا با بابا علي الوكشة علشان الناس تعرف تسلم و تبارك مينفعش كده .
فقال عمر : ممكن يا عمي تخلي خالد يمشي و يديني عروستي ميصحش كده .
فقال حسن : خالد ايدك في ايد اختك متفارقهاش ممنوع اللمس حتي .
كانت مروه تضحك عليهم و تصرفاتهم التي تشبة الاطفال .   
اما علي فكاد يسقط من فرط الضحك وقال : نسايبك بيموتوا فيك يا عريس .
فقال  عمر : بس اتجوزها و تدخل بيتي مش هيشوفوها تاني و ذهب للكوشة و كان خالد يجلس في المنتصف و كل ما حاول عمر أن يلمس ايدي مروة يضربه عمر علي يديه و هكذا أصبح الفرح ما هو الي مسرح من مناوشات خالد و عمر 
و انتهي الفرح و ذهب كل شخص علي غرفته و كان عمر يجلس حزينا   يحاول ان يراضي مروة فيعلم أنها لم تسامحه فاتت بدرية و جلست بجواره و قالت   : شايل طاجن ستك لية .
فقال عمر: يعني  اية .
فقالت بدرية : يعني زعلان لية ده النهاردة فرحك .
فقال عمر   : ابدا مروة مخصماني و مش هتكلمني تاني و شافة اني ديكتاتور و الأسرة الكريمة كلها مش طيقاني يا ريتني ما سمعت كلامك و نفذت خطتك استفدت اية انا بقي .
فقالت بدرية : انى غلطانة يا ريتني كنت سبتك كده البت تلففك حوالين نفسك ٦ اشهر و برضوة هترفضك دي بتي و انا عارفها  طلما خافت و قالت لا خايفة هتطلع  فيك القطط الفطسانة و تقلك معلش برضوة .
فمسك عمر يدها و قال : انا اسف يا ست الكل بس اعمل اية مروة زعلانة مني و عاوز اصلحها .
فقالت له بدرية تعالي و رايا ، و ذهب خلفها فادخلته المطبخ و قالت له : بتي تحب الحاجة اللي متعوب عليها و اللي تشتغلها بيدك و انت عاوز صلح دلوك صح .
فاشار عمر براسه بالموافقة .
فقالت : يبقي مفيش غير انك تعملها وكله حلوه من يدك حتي لو حرقتها هتصالحها بيها متخافش .
ففكر عمر و قال : و ماله ميضرش انا بعرف اعمل شاورما ممكن فراخ و .......
و انتهي عمر من صنع الطعام و استطاعت بدرية لن تدخله غرفتها و كانت مروة مسدلة شعرها علي ظهرها و تبكي بكاء شديد  فتزينت عينيها في عين عمر و ظهرت أمامه كأنها حورية من الجنه.
و عندما رأته عدلت جلستها و وضعت طرحتها تغطي شعرها و لم تحدثه بكلمه حتي .
   و نظر لها عمر وجد أنها في درجة عالية من العصبية يعلم أنها لو استطاعت ستقتله علي تلك الفعلة الشنيعة و يعلم أيضا ان تلك الجمجمة التي أمامه يوجد داخلها افكار شريرة تدعو الي قتله و إخراج  احشائه و خنقه بها فتقدم عمر و وضع يده علي يديها فارادت سحب يديها و لكنه سبت يديه اكثر فأكثر   ثم مسك وجهها و رفعها نحو عينيه و نظر في عينيها وقال : 
يا حبيبتي  ان الروح لرموش العيون تشتاق 
           فمن  انفاسي لا تحرميني 
و سوقي عليا دلال و اشواق 
          و بر الفؤاد وارحميني
يا مروتي اعلم ان بيننا اختلاف اعراق      
و لكني حاربت جيوش الارض فانصفيني
فتبسمت مروة و نظرت الية و قالت : الله مين الشاعر اللي انت جبت منه قصيدة علي اسمي .
فضحك عمر و قال : انا اللي كتبها لك يا هبلة .
فقالت : كداب انت بتعرف تكتب شعر يا بتاع أمريكا انت .
فقال عمر  : انت محسساني ان أمريكا دي وصمة عار و بعدين عادي انا لمى سافرت لامريكا كنت الحمد لله بعرف اتكلم عربي و اكتب شعر فصحي و بعدين يا ستي اسمعيها للآخر و هتعرفي اني كتبهالك مخصوص يا حبيبتي .
فتبسمت مروة و صمتت .
فقال : 
    يا حبيبتي ان الروح لرموش العيون تشتاق 
فمن انفاسي لا تحرميني 
و سوقي عليا دلال و اشواق 
و بر الفؤاد وارحميني
يا مروتي اعلم ان بيننا اختلاف اعراق 
و لكني حاربت جيوش الارض فانصفيني
كنت في الحياة ماجنا و للضلال اساق 
و الهوي أشعل قلبي بلهفة المشتاق
و احب من رافقته دربا و بادرتها الاشواق 
فاستلت السيف و طعنت قلبي بيد افاق 
فاتبعت اهلي و خطبت واسعة الآفاق.
و نزعت من ارضي بسببها و عند العودة رأيتها تخطب بكل نفاق .
و ضعت في صحراء قلبي يغزوني خوف دفين 
و تكالبت علي انواع العزاب و صرخت اماه انجيدني 
فانتهكت عاصفة من الشوك جسدي و صرخت من الأنين. 
و فوجئت بقيودي فكت أنها كانت تحررني .
و ظهر من الشوك زهرة بعيناها تأسرني. 
فذهبت لخطبتها بأهلي فوجدتها تناظرني 
تشكو فساد حالي و بالمعروف تأمرني 
و تقول بالنقود لا أبالي و بالقصور لا أبالي 
و بالحسب و النسب لا أبالي و بالجمال لا أبالي 
وللحب لا أبالي كن خلوقا فأبالي .
و هشمت قلبي بكلمات و طعنتني بسيف مسموم 
اتألم بصراخ و آهات و لها أسير مسجون 
و لأجل هواها خلوقا سأكون 
فنهلت من كتب العلم و بنيت بيني و بين الفسق حصون .
و حصلت في شهور ما يحصله العالم في سنون 
و حاربت بعلمي كل أشكال المجون
كانت لي حافز لاحارب اهلي و أهلها و كل العيون 
وذهبت لخطبتها بأهلي فبادرتني بالرفض الحالي .
وقالت انت سيد الفرسان و لكن لا أبالي. 
اخاف ان يضيع فيك الأمان ويضيع شأني العالي 
اخاف ان لا اري فيك الا الأحزان و تضيع آمالي 
فرويت لبها الظمأن بحبي الغالي 
و سرقت لها من الأكوان نجوم تلالي 
و زينت لها الطريق جنان لقلبي المبالي 
و رأت اني العاشق الولهان و لحبها تغير حالي .
وفي يوم تخاصمنا و للخصام انا أبالي. 
و دخلت لاصالحها فرايت ما غير حالي .
رأيت زهرتي نزعت شوكها الذي شاكسني ليالي .
رأيت شعرا مرمريا و كأنه للحور شغل بالي .
و رأيت عيونا تنازع القطط الجمال و الدلال .
رأيت في عينيها نظرة تذيب اعتي الرجال 
و قفت في حضرة شانها متأملا شاملة الخصال .
ارجو ودها و دلالها و ان بالمغروم لحسنها تبالي . 
كانت مروة منبهرة بكل حرف في القصيدة و تبسمت و ضحكت .
فقال : ها سماح .
فتبسمت و كانت علي درجة عالية  من الخجل  و من فرط خجلها  صمتت .
ثم سمعوا صوت خالد يقول : ضحك عليكي يا هبلة شعر و اية ده شاورما جايبهالها منين دي فنص اليل .
فقال عمر و هو ينظر في عيني مروة : لا انى عملتهالها بايدي .
فغضب و قال و انت مين سمحلك اصلا تدخل اوضة اختي يا حيوان .
و كادا ان يبدأ الشجار و لكن سمعوا صوت بدرية التي كانت تنادي بعلو صوتها علي عمر .
google-playkhamsatmostaqltradent