رواية لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي عبر مدونة دليل الروايات
رواية لن ابقي علي الهامش الفصل الثامن و العشرون 28
وتلك النهايات التي ننتظرها لا تأت وان أتت نترقب خسارتها فنحن نحيا لنفقد فنتألم لنتأمل ونأمل أن تحظى أرواحنا بسعادة لا نعلم أين هي.
دققت النظر بتلك الورقة التي منحها اساف إياها، تحدثت إليه بترقب قائلة
الشيك مكتوب فيه مبلغ اكبر من اللي اتفقنا عليه يا اساف، بعدين احنا بناخد جزء من المبلغ والباقي وقت تسليم المشروع
اساف : المبلغ الزيادة ده لأني هطلب بعض التعديلات البسيطة، وبالنسبة انكم بتاخدوا جزء في البداية فأنا واثق فيكي، مش محتاج ضمانات يا همس
همس : بس ده حقك، الشغل شغل
اساف بحزن
ممكن اسألك سؤال وتجاوبي من غير ما تاخدي كلامي على محمل التطفل
اجابته همس بهدوء قائلة
اكيد يا اساف، انت اخويا الكبير وصديق عزيز
اساف بجدية
ليه، ليه مستمرة معاه رغم خيانته ليكي؟
توترت همس وتحدثت بحرج قائلة : تقصد ايه، مش فاهمة؟
اساف بحب وندم : أنا سألت عنك أول ما نزلت مصر، عرفت كل حاجة، ازاي تفضلي على ذمته بعد ما جرحك بالشكل ده، وليه سامحتيه، معقول حبتيه للدرجة اللي تخليكي تنسي خيانته، ليه مقدرتيش تديني زمان فرصة ثانية، اشمعنى هو؟
همس بحدة طفيفة : لو سمحت يا اساف، الماضي انتهى انا بتعامل معاك باحترام لأنك فعلا اكتر من أخ، ذكرياتي كلها كانت معاك، والدك ووالدتك كانوا أب وأم ليا لكن حياتي الشخصية ممنوع حد يتدخل فيها، زي ما أنا مسألتش عن حياتك ملكش تسأل عن بيتي وجوزي.
اساف : حقي افهم، ليه سامحتيه وأنا لأ!
همس : لا عمري سامحت ولا هسامح حد خان ثقتي وهان عليه وجع قلبي.
اساف بشيء من الأمل : يعني هتنفصلوا؟
همس بجدية : هتفرق معاك في حاجة، تفتكر اني لو انفصلت عن فيصل ممكن ارجعلك مثلاً؟
اساف : وليه لأ؟
همس بحزن : لأن الماضي بيفضل مرحلة عدت وصعب ترجع، ذكرى بتفضل جوانا مش اكتر.
اساف : بتحبيه يا همس؟
همس : كنت مسلماله روحي يا اساف، في بداية جوازنا كنت دايماً خايفة ومتوقعه يوجعني، بسببك فضلت فتره معنديش ثقة في حد، لكن فيصل قدر ينسيني، ادمعت عيناها لتهمس بألم
اداني احساس انه مستحيل يأذيني أو يعمل زيك، ومع كل يوم بيوم كنت بسلمله اكتر واحس ان الدنيا بتضحكلي، بس فجأة انتهى كل شيء يا اساف، ارتحت كده
اساف : لأ يا همس، عاوز افهم، ليه مستمرة معاه، لسه باقيه عليه
همس : الحياة مش أنا وفيصل، احنا في بينا طفلين، أولاد ملهمش ذنب في مشاكلنا، مش من حقي احرمهم من أبوهم
اساف : وحقك انتي فين، ليه تكملي حياتك مع انسان مقدرش قيمتك
همس : بحاول، بحاول اخلق فرصة جديدة نكمل بيها حياتنا
اساف : ولو مقدرتيش تسامحيه
همس : مش عارفه، كل يوم بسأل نفسي سؤالك ده ومش لاقيه اجابة
اساف : ياريت تفكري بعقلك، هتقدري تكملي وتنسي، هتثقي فيه من تاني ولا لأ.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
والصمت وقت الألم والانكسار كسر مضاعف يعجز الأطباء عن جبره فيبقى أبد الدهر، نسعى إلى علاجه دون فائدة فصمتنا لا يمنحنا فرصة الشفاء.
ليتني اصرخ بلا توقف إلى أن يفر ذاك الواقع المرير وترجع حياتي كما كانت، صفحة جديدة بيضاء بلا خدوش أو ذكريات، ارسم بداخلها ما أشاء، احدد كل شيء واسمح للجميع بالبقاء دونك انت، سأحرص على محوك من داخلها إلى الأبد.
استمعت رضوى إلى حديث مصطفى بهدوء ، لقد لاحظت شروده الدائم طيلة الأيام الماضية لكنها عجزت عن ادراك السبب، سألته اكثر من مرة لكنه كان يراوغها دون اجابة وها هي قد فطنت إلى السبب.
نظرت إليه بتعب قائلة بشيء من اللوم
لحد امتى يا مصطفى، لحد امتى هنفضل ندور في نفس الدايرة، جوازك وطلاقك وبناتك، وأنا، أنا امتى هرتاح واستقر واعيش من غير ما أخاف، امتى هفرح زي الناس ليه كده؟
مصطفى : يا رضوى أنا مردتش اقولك علشان متزعليش نفسك، انتِ اللي اصريتي تعرفي وكل يوم بتسأليني عن أمي وسبب غيابها.
رضوى : لأني غبية،أنا بسأل عنها لأني مستغربه انها مجتش تشوف الولد، مش ده الولد اللي كان نفسها فيه ومن يوم ما اتجوزنا بتستناه، بس تقريبا هي عاوزة الولد من أي ست في الدنيا إلا أنا مش كده يا مصطفى؟
مصطفى بصدق
على فكرة أنا مقولتلهاش انك حامل في ولد، ولا اتصلت عليها بعد ما ولدتي
رضوى بيأس : مش هتفرق، أنا عاوزة اعرف دلوقتي موقفك ايه.
مصطفى : موقفي من ايه، انتِ متخيلة اني بفكر اتجوز تاني!
رضوى : وايه اللي يمنعك، أنا زي ما انا، وانت زي ما انت
مصطفى : اللي اتغير كتير يا رضوى، انا وانتِ اتغيرنا، تعبت من اللف والدوران، نفسي ارتاح جنبك انتي وولادنا بس اعذريني وقدري حيرتي، عارف ان ملكيش ذنب ولا يهمك بناتي التانيين، بس دول حته مني مقدرش ارميهم، لو سنهم كبير كنت دخلتهم مدرسة داخلي، بس حرام عليا اتخلى عنهم وأنا واثق ان أمهم مبتفكرش فيهم من الأساس.
رضوى بحدة نابعة من صراعها الداخلي :
والمطلوب مني ايه، اخدهم اربيهم مع ولادي، اشوفهم قدام عيني ليل نهار واحرق دمي واعصابي، انسى اني انسانه واتعامل على اني ملاك وماخدهمش بذنبك وذنب امهم، خفت وضعف صوتها وخرج متألماً تشتعل بين أمواجه نيران الغيرة قائلة
امنع نفسي كل ما أشوفهم عن التفكير، محاولش اتخيلك وانت مع امهم، انسى ان حضنك اللي كان أماني وامنيتي بقى ملكها هي.
مصطفى بندم
يا رضوى ارجوكي أنا فعلآ تعبان، ياستي أنا مطلبتش ولا هطلب منك تربيهم، ان شاء الله هلاقي حل، لو الدنيا قفلت أوي هدور على مؤسسة مضمونة تاخدهم الفترة اللي امي هتسافرها
نظرت إليه بحزن ولم تعقب فهي واقعة بين شقي الرحى، بين واجب وواقع تفرضه الحياة وبين غريزة انثوية تنفرها من كل ما يخص سوزي، تعلم أن أطفالها لا ذنب لهم لكنها تخشى وجودهم فربما تسيء اليهما وربما كان وجودهما استسلاما منها لأمر ترفض الاعتراف به، انتشلها من حيرتها صوت رضيعها الباكي فاسرعت إليه وتركت مصطفى ينظر في أثرها بمزيد من الحيرة والضياع.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
عادت تجر من خلفها اثقال الفكر وهموم التردد لكنها لا تستطيع الهرب ولا سبيل إليها سوى العودة
اقترب منها طفلها الأكبر بحب قائلاً
ماما، أخيراً رجعتي
قبلته همس باشتياق لا ينقطع فهو قطعة من روحها وابتسمت إليه بمشاكسة قائلة:
ايه يا ايدو، وحشتك
اياد بسعادة : اه وحشتيني كتير وكمان مؤيد فضل مستني بس نام من شوية
همس بتعب : وفين بابا؟
اجابها صغيرها ضاحكاً بمزاح طفولي سالب للألباب
بابا نام وهو بينيم مؤيد
بادلته همس مزاحه قائلة : مش معقول، يعني بابا دخل ينيمه نام هو كمان، ايه الناس دي، يعني مفيش حد صاحي غير حبيب قلب ماما
اياد بسعادة : ايوة، أنا مش بعرف أنام من غيرك
ضمته إليها بقوة تستنشق عبيره، تطمأن بقربه وتمنحه ما يحتاج من أمان، حملته بحرص وهمست إليه
ايه رأيك نحضر العشا وبعدين نصحيهم ياكلوا معانا
اياد بحماس : اوك، بس أنا عاوز بيتزا
همس : حاضر، اعمل أحلى بيتزا
اقترب منهما همس وملامحه المرهقه تحكي الكثير، هرول إليه اياد بعدما انزلته والدته، تحدث إلى والده قائلاً
ماما هتعمل بيتزا
فيصل : هو أنا نمت كتير ولا ايه؟
نظر اليه اياد بغيظ قائلاً
ايوة، حضرتك نمت وسبتني لوحدي
فيصل مبتسماً : اخوك ضحك عليا ونيمني
همس : طيب ادخلوا صحوه على ما اخلص علشان يلحق يفوق
فيصل : ايه رأيك نتعشى برة، نغير جو ونروح بعدها لمصطفى ورضوى نباركلهم على المولود
همس : انت عارف اني مش بحب اكل المطاعم، وبالنسبة لرضوى فأنا رحتلها.
فيصل بغضب : رحتي، من غير ما تقوليلي
جاهدت همس ألا تبادله غضبه بغضب أشد مراعاة لطفلهما فتحدثت إليه بود قائلة:
حبيب ماما روح صحي اخوك وبابا هيحصلك
اياد بسعادة : ماشي، التفت إلى والده قائلاً
بابا مش تتخانقوا أنا هخاصمك لو زعلت ماما.
ابتعد اياد فتحدثت همس بحدة إلى فيصل قائلة
مبسوط كده، عقدت الولد وارتحت، انت مالك اروح لرضوى ولا مروحش، مالك بيا أساساً، انت فاكر انك ردتني لعصمتك فخلاص كل حاجة اتحلت
فيصل بهدوء : في ايه يا همس، أنا قدامك أهو بحاول بكل الطرق اراضيكي، اعملك ايه، بتحاولي تتجاهلي وجودي ليه، هو مش الاصول بتقول انك قبل ما تروحي مكان اعرفه، ولا ده من ضمن العقاب.
همس : ياربي، افهمك ازاي، انا تعبت وانا بحاول اتعامل معاك عادي، مش قاااادرة، أنا بموت من جوايا وكل ما بشوفك بتألم، وولادي محتاجينك وروحهم فيك، اعمل ايه، بتحاسبني اني رحت لرضوى، انا رحت ليها زيارة شغل قبل ما تكون زيارة عائلية، كنت بديلها نصيبها من الصفقات اللي فاتت، حاجة تسندها وتحسسها ان تعبها ليه قيمة ومكنش ينفع تروح معايا لأني.....
اقترب منها ناظراً اليها بعشق قائلاً
لأنك ايه، مش عاوزة حاجة تجمعني بيكي، مش عاوزاني معاكي يا همسي؟!
دفعته بغيظ وهدرت بغضب
متقوليش الاسم ده تاني فاهم.
جذبها إليه عنوة وضمها إليه باشتياق، اشتياق متبادل واحتياج غريزي، رغبة في السكون والسكينة.
ضاعف فيصل من احتضانها وكأنه يخشى أن تبتعد، استسلمت همس باديء الأمر فمنحته املأ في المزيد، اقتنص الفرصة وقبلها بنعومة قوية ورغبة متأججة لكنها لم تدعه ينعم بالكثير بعدما فرقت بينهما دموعها الحارقة.
رفع وجهها إليه قائلاً :
ارجوكي يا همس، بلاش دموعك دي، أنا اسف
همس بضعف :
صدقني متعودتش قربي منك يبقى مجرد رغبة، من أول يوم اتجوزنا فيه كانت علاقتنا أمنية وعشق مش حساه ولا قادرة الاقيه، مش عاوزة اعمل حاجة واندم عليها رغم انه حقك.
فيصل بصدق واختناق من رفضها له
وأنا مش عاوز مراتي وبس، أنا عاوز همس حبيبتي، همسي أنا ولحد ما ترجعلي مستحيل اجبرك على حاجة.
تركها وغادر مسرعا، عليه بالذهاب إليه، عليه أن يفهم ربما يستريح، لن يقف مكتوف الأيدي هكذا إلى الأبد…
وقف أمام البيت الذي يقطن بداخله شقيقه الغير شقيق، تنهد بتيه يسعى لاستجماع شتاته ولم يدر متي وكيف انتهى به الحال أمامه
ابتسم بوجهه وتمنى أن يصافحه بحرارة لكنه اكتفى بقدومه، تحدث إليه بود قائلاً
ادخل يا فيصل، كنت منتظرك من زمان.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
ولا ندرك ما للربيع من رونق وتميز إلا بعدما يأت الخريف ويعصف بأزهارنا فيهلكها فننظر إلى أوراقها الجافة الفاقدة للحياة بتمني وندم على ما فات…..
لم تستمع سوزي إلى صوت والدتها المحذر، لقد طلبت إليها التعقل والسعي لاستعادة تامر إليها لكنها لم تهتم بل صاحت قائلة
أنا هروحلها، هعرفها مقامها وافضحها، متجوزها في السر ودلوقتي جاي يعملها قيمة ويساويها بيا.
وبختها والدتها لكنها صمت اذنيها فقد أعماها غرورها واعتقدت واهمة أن تامر لن يتخلى عنها مهما فعلت…..
انطلقت بسيارتها تسابق الوقت وبداخلها غضب لا حدود له، انسابت دموعها فقد اختل عالمها بأكمله، زواجها من مصطفى وحياتها معه، لقد اعتادت تدليله لها، ربما كان عليها الانصات إليه والاكتفاء بما لديه، لم تكن راغبة بالانجاب بقدر رغبتها في تملكه بالكامل، لا تعلم هل كان حباً أم اعتياداً أم أن كلاهما واحد، والآن هي متعبة روحها تحترق ولا تعلم ما أصابها، هل ا تمر به حزنا على نفسها أم ندما على كل شيء، لمَ اختارت الأسهل فكان محالاً بصعوبته
وصلت إلى وجهتها ومبتغاها، ترجلت من سيارتها بعنف تدفع الباب بقوة علها تنفس من خلالها شيء مما يسري بداخلها
اقتحمت باب المكتب الخاص بهاله دون استئذان لتنظر هاله إليها بفزع قائلة:
في ايه، انتِ ازاي تدخلي بالأسلوب ده؟
سوزي بشراسة : أنا حرة، اعمل اللي يعجبني يا مدام، مش مدام برده
هاله بضيق : عاوزة ايه يا سوزي، ياريت تمشي وأي حاجة تخصك تكلمي تامر بعيد عني
سوزي : يا شيخة، انتِ مفكراني عبيطة وهسيبلك جوزي كده بالساهل، فوقي يا ماما
هاله بخوف من حدتها : لو قربتي مني هوديكي في ستين داهية، امشي وأنا مش هقول لتامر حاجة
قهقت سوزي قائلة بلهجة ساخرة : وانتِ بقى فاكرة تامر هيفضلك عليا علشان الحمل اللي ضحكتي بيه على عقله، طيب ايه رأيك بقى اني هخليه يطلقك ويرميكي في الشارع، ده لو انتِ أساساً حامل منه، اللي تتجوز في السر مش بعيد تحمل من أي حد وتلفقها لغيره.
صفعتها هاله بقوة فدفعتها سوزي دون ارادة منها كرد فعل للصفعة لكنها كانت دفعة قوية وقعت هاله على اثرها أرضا دون حراك لترتعد سوزي خوفاً بعدما فقدت هاله وعيها.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
قاطعه قائلاً بحدة وكره غاضب
والمفروض بقى اتعاطف معاه واقول مسكين، كان مريض، طيب يا سيدي هصدقك واعتبر ان والدك كان
غير مسؤول
(Obsessive compulsive disorder)
اشمعنى أنا اللي رماني ومسألش عني معملش معاك انت واخواتك كده ليه؟
نكس محمود رأسه بخزي قائلاً
لأنه اتلعب عليه، في ناس استغلت حالته وعشقه لوالدتك وقدروا يوصلوله ان والدتك...
تردد محمود فنظر إليه فيصل بترقب يحثه على الحديث
تنهد محمود قائلاً
والدتي كانت مريضه هي كمان، كانت بتحب جارها، الشاب الوسيم الغني، كان حلم لبنات كتير لكن هو قلبه متحركش غير لما قابل والدتك، اتجوزوا وكان الكل بيحسدهم، ظاهريا عندهم كل حاجة لكن حالة ابوك بدأت تزيد، شكه مع غيرته المجنونه على مراته كانت جحيم محدش عايش فيه غيرها، ولأنها بتحبه كانت بتتحمل.
والدتي بعد ما هو اتجوز قلبها انكسر وحاولت تنساه بس مقدرتش، للأسف جدتي كانت عارفه نقطة ضعفه ، طول عمرهم جيران وهو بيحترمها وبيقدرها وكانت الوحيدة المسموح ليها تدخل البيت في وجوده وغيابه، بدأت توطد علاقتها بأمك، كانت بتثق فيها جدا وبتعتبرها أم ليها لكن جدتي استغلت طيبة والدتك كانت بتخطط طول الوقت وبتفكر في طريقة تبعدهم عن بعض وبالتالي بنتها هتتجوز اللي بتحبه ومرت الأيام وقدرت جدتي تلاقي الخطة المناسبة، كانت بتتعمد ترمي كلام قدام أبويا عن خيانة الستات وتحكي مواقف بسيطة تجننه وتخليه يشك ويراقب، كانت تتعمد تسيب حاجات بسيطة، علبة سجاير مثلاً، ترش برفان رجالي في البيت من غير ما والدتك تاخد بالها، لحد ما طلبت من امك في يوم تكتب جواب محتواه يبين ان....
فيصل : ان ايه اتكلم
محمود : انها بتحب واحد وعلى علاقة بيه ونفسها تطلق علشان تتجوزه، والدك وقتها صدق خاصة وان كل الدلائل كانت ضدها
فيصل : وانت عرفت ازاي؟!
محمود بحزن : جدتي وهي بتموت اعترفت بكل حاجة لأمي، طلبت منها تروح لوالدتك وتطلب منها تسامحها بس أمي خافت، خافت لما ابويا يعرف ان مراته وحبيبته بريئة يرجعها من تاني.
فيصل بكره
يعني امي تعيش مقهوره ومظلومة وتموت من غير ما حقها يرجعلها علشان امك خافت على حياتها، ده ايه الجبروت ده، وانت جاي بعد السنين دي تقولي، طب ليه؟
محمود : لأن ابوك وامك كانوا ضحايا، أنا فعلا غلطت اني ما قدرتش اقف في وش والدتي وقت ما عرفت الحقيقة، بس صدقني غصب عني.
انقض عليه فيصل يخنقه بقهر محكماً قبضته حول رقبته قائلاً بضياع
اخرس، كفاية بقى، يعني ايه بعد السنين دي كلها وكرهي ليه ولأمي وضعفها وكرهي لنفسي وكرهي لحب مراتي ليا، ضيعت نفسي وحياتي ويطلع في الآخر مظلوم، انتوا ايه سيبوني في حالي.
استطاع محمود أن يتخلص من براثنه بشق الأنفس وابتعد عنه يلتقط أنفاسه بصعوبة، يسعل بقوة إلى أن هدأت انفاسه قليلاً ليتحدث إليه برجاء:
أنا حاسس بيك يا فيصل، بس صدقني دي الحقيقة، والله العظيم ما كان في ايدي حاجة أعملها.
فيصل : انت غبي يالا، انت فاهم اللي أنا عيشته ومريت بيه سنين حياتي كلها، كام مرة سمعت امي بتبكي بحرقة ووجع، كام ليلة بكيت وكتمت صوت بكايا بأيدي علشان محدش يسمعني، انت فاهم يعني ايه اعيش عمري كله بسأل نفسي عملت ايه لأبويا علشان يرميني ويفضل ولاده عليا، انت جاي تحكيلي اللي حصل ومنتظر مني ايه اخدك في حضني واقولك كل اللي فات خلاص هننساه، بتحاول تبرر موقف امك، وأنا مين يجيبلي حق أمي
جدتك علشان تحقق لبنتها حلمها وتجوزها للراجل اللي بتحبه تفضح ست مسكينة، تسوء سمعتها وتدمر حياتها، ليه، أنا فعلا مش قادر استوعب ان في ناس بالحقارة دي.
محمود بخزي
أنا مقدر موقفك، بس ربنا عاقب أمي وبزيادة، انت دكتور وفاهم مريض الوسواس القهري والشك حالته بتطور ازاي، أمي كانت محبوسة ممنوع تخرج، ممنوع تستخدم تلفون، مفيش حد من اصدقاءها بيقرب من البيت، حتى علاقتها بيه كانت فاتره، مقدرش يحبها وهي كانت عارفه، واعتقد ان اكبر عقاب ليها انها فقدت ولادها الاتنين قبل ما تموت، أمي لما اخواتي عملوا الحادثة وماتوا قالت ان ده ذنب والدتك
فيصل بشماته نابعة من قلب احترق ظلماً لسنوات
فعلا عندها حق، وصدقني لسه حسابهم في الآخرة عند ربنا لأني مستحيل اسامحهم لا في الدنيا ولا بعد الموت يا محمود.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية لن ابقي علي الهامش) اضغط على أسم الرواية