رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية بقلم سندريلا انوش
رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية الفصل السابع و العشرون 27
وهنا التفت الرائد احمد باتجاه صوت اطلاق النار والي ذلك الصوت الانوثي الذي صرخ بأسم احدهم..
فسحب من سيارته بسرعه المصباح اليدوي واخذ سلاحه..
ثم اضاء المصباح حوله..فسمع صوت انين قوي فسار باتجاهه وجد شيء اسود علي الارض وينتفض فظن انه فخ للايقاع به..
فابتعد قليلا وقال بصوت عالي:ميين؟!
فرفعت وجهها عن الرمال وقال:قتله..قتله.
فاقترب بحرص وقال:قتل مين؟!..وبعدين بنت زيك بتعمل اي في مكان ز...فامعن النظر بها وقال بصدمه:انت ميساء!
ثم جثي علي ركبتيه وساعدها علي النهوض قائلا:ابوكي قالب الدنيا عليكي بقاله شهرين!
وحاول سحبها باتجاه السياره فوقفت مكانها وقائله:م..مش همشي لازم ارجعله.
كاد ان يتكلم ولكن سمع احدهم يقول من علي بعد:ميساااء..مش هتعرفي تهربي مني..دي صحرا يعني لو فلتي مني مش هتفلتي من الديابه.
فاطفئ احمد مصباحه ونزل علي ركبتيه وسحب ميساء علي الارض قائلا بخفوت:مين دا.
فكتمت شهقاتها فقال احمد:انطقي يا ميساء انا رائد فالداخليه هساعدك..انطقي ميين دا.
فهزت راسها بالنفي..فتنهد احمد بيأس وقرر ان يتصرف هو بمعرفته..فزحف علي الارض وترك ميساء..
وظل علي بعد ليس بهين حتي رأي احدهم يقترب وفي يده صباح صغير..
فاخفض راسه قليلاً..
عند ميساء..
ظلت تبكي بصوت مسموع حتي اقترب عمها ووقف خلفها قائلاً:زعلانه علي حبيب القلب مش كدا؟؟
وهنا أتت طلقة احمد في قدم عمها فسقط علي الارض صارخاً بألم..
وظهر احمد خلفه واخرج كلبشه قائلا:مطلوب القبض عليك بتهمت خطف بنت اخوك ميساء عماد الدين.
ثم اخرج من جيبه الهاتف اللاسلكي وقال:محتاج قوات الأمن علي طريق مصر اسكندريه الصحراوي..وسيارة اسعاف ضروري..في اقصي سرعه.
ثم وضعه مجدداً في جيبه وسحب عمها علي السياره وهو يصرخ بألم..
بينما ميساء كانت في عالم اخر حتي أتى احمد اليها وساعدها علي الوقوف ولكنها قالت بصوت مبحوح:انا مش هسسسيييبه..يووسف مش هسيبه.
فربت احمد علي كتفها وقال:اهدي يا انسه ميساء ربع ساعه وقوات الامن والاسعاف هتكون هنا..لكن اني اخاطر بنفسي وبيكي وندخل جوا استحاله.
فقالت بتعلثم:ي..يعني انت هتساعده صح!
فهز رأسه بتفهم وقال:يلا بينا بس عشان الديابه متجيش او اي حيوان مفترس.
فتمسكت في ذراعه بقوه فتعجب احمد من ردة فعلها حتي قالت بحرج:ان..انا اتعميت.. اسفه والله بس فعلا اتعميت ومش شايفه اي حاجه.
فتنهد احمد وقال بحرج:ولا يهمك يا انسه ولا يهمك.
ثم سار بها الي سيارته حيث القي بعمها في الحقيبه دون اية رحمه..
وبالفعل لم يمر كثيراً من الوقت حتي أتت سيارة الشرطه ومعاها قواة الامن وسيارة الاسعاف...
فخرج احمد من سيارته وارتدي زي الدخليه وقال الي احد الرجال بقوه:خد البتاع اللي شنطة العربيه وحوله علي التحقيق من غير ما تعالج جرحه..وبعدين اتصل بعماد الدين باشا عرفه ان بنته في الحفظ والصون ولاقناها.
فقال الاخر برسميه:اي اوامر سعادتك!
فربت احمد علي كتف الاخر وقال:لا روح نفذ اللي قولتلك عليه وابعتلي عبد الحفيظ عشان هنفتش المنطقه كلها.
عند هيثم في المشفي..
تأفأف ايهم بضيق ونهض قائلاً:احنا من الصبح هنا وهو لا فاق ولا اتنيل دا ما صدق انه ينام ولا اي.
فنهض مهند وهو يمدد جسده لاعلي قائلا:ياعم انت وراك حاجه مهمه يعني..وبعدين ماهي روز عنده جوا اهيه لو صحي هتعرفنا.
فابتسم قاسم ونهض ليقول:عنده حق يا..ياا..يااا..ااا..
هنا ساد صمت غريب في المشفي وظل قاسم يتعلثم وهو ينظر امامه بينما كان مهند وايهم امامه وينظروا اليه بتعجب..
ولكن صوت تلك الخطوات المنتظمه وكأنها ايقاع موسيقي..وهي تقترب منهم جعلهم في شك من امرهم..
فاستدار مهند ببطئ حتي وقعت عيناه علي الديب وهو يسير في رواق المشفي بكل هيبه ووقار مما جعل المشفي بأكملها في هدوء المقابر ليلا..
التفت ايهم ايضا فلمح شبح ابتسامه علي ثغره ناهيك عن الثقه الجباره في تقدمه اليهم..
**ياجماعه بحبببه بحبببببهه الاه!**

نظارته الشمسيه فوق راسه فجذبها بقوه ووضعها في جيبه ووقف امامهم ومازال قاسم يقول:ياااا..يااا.
فنظر اليه امجد قائلاً:ماله!
فابتسم مهند وقال بريبه:لا دا دا تعبان معلش لا علي المريض حرج.
فنظر امجد اليه بتفهم ثم تغيرت نبرة صوته الي الجديه وقال:لسا مفاقش؟!
فهز ايهم راسه بالنفي..فابتسم امجد ورفع اكمامه وقال بنبره قاتله:نفوقه احنا.
و بدون تردد اقتحم الغرفه مما اثار فزع روز وانتفضت من مكانها جاحظت الاعين وهي تري الديب امامها..
فنظر امجد اليه بطرف عينه ثم تقدم الي تلك المزهريه ورفع الزهور منها ثم سكب ما فيها من ماء علي وجه هيثم الذي انتفض هو الاخر بفزع..واخذ يسعل بقوه حتي استرجع انفاسه واتضحت الرؤيه امامه..
فجلس امجد علي حافة فراش هيثم وابتسم بطريقه غريبه وقال:ولد ولا بنت؟!
فابتلع هيثم ريقه بتوتر وقال:هو اي؟!
ففتح امجد عيناه بتعجب وقال:الاه! مش كنت بتفوق من البنج الولاده!..اصل مش رصاصه اللي تستاهل كدا النوم دا.
فابتسم هيثم بتوتر فصرخت روز بأمجد:انت بتعمل اي هنناا عاوز تاخد دا كمان مني؟!
فعكف امجد حاجبيه وقال لهيثم:هما مشغلين التكيف ولا اي؟! اصل سمعت زنه غريبه كدا.
فأحمر وجه روز من شدة سخطها وغضبها ثم سارت ببطء وحملت المزهريه في يده عزمت علي ضرب امجد بها..
ولكنه في لمح البصر خطف المزهريه من يدها وضربها في الحائط واخذ ذراعها ولفها خلف ظهرها..
فنهض هيثم بسرعه ودلف ايهم وقاسم ومهند علي صوت ذلك التحطم القوي...
سار هيثم بقدر ما يمكن من السرعه ومسك امجد قائلاً:انا بعتذرلك يا امجد عنها بس ارجوك سيبها..هي اللي جابتني هنا من غيرها كان زماني ميت.
فنظر امجد اليه بشرر وقال بقوه:تتعلم مترفعش ايدها علي اسيادها.
ثم تركها بعنف..فبكت هي وتمسكت في هيثم وقالت:انت تعرفه منين..دا قاااتل..قتل جوزي يا هيثم.
فتنهد امجد وجلس علي الاريكه الجلديه وقال:مش انا اللي قتلته دا لويس اليكساندر.

فقال الجميع بصدمه عدا روز:لوويسس!
فمسحت دموعها بروي وقالت:لويس مين دا.
فقال هيثم:زعيم مافيا روسيه..له عداوه قديمه معانا كلنا.
فابتعدت روز عن هيثم وقال بتعجب:وهو ماله بيك..انت اي علاقة بالمافيا يا هيثم.
فانزل رأسه في الارض فنظرت الي مهند الذي نظر حوله بتصنع وقال:يااه سقف اول مره اشوف سقف!
فتقدم هيثم ومسك كف يدها قائلاً بترجي:ممكن تسمعيني للاخر يا روز.
فنظرت في اعينه لتستشف منه الصدق..فابتسم بامتنان قائلاً:بصي يا ستي بالمختصر كدا.
عند ميساء..
كانت تجلس في غرفة الرائد احمد وتشرب عصير الليمون بتوتر..حتي فتح الباب وسمعت صوته الدافئ وهو يقول بلهفه:ميساء بنتي.
فوقع الكأس منها ونظرت باتجاه الصوت بلهفه وقالت بصوت باكي:بابا!
فركض ابيها واحضتنها بقوه واخذ يقبل كل انش في وجهها قائلاً:عرفت الحقيقه كلها سامحيني يا ميساء..انا سبتك مع شوية وحوش.
فاحضتنته ميساء بقوه وقالت بصوت متحشرج:مش مهم يا بابا المهم انك معايا ومش هتسبني.
فابعده عنه واحضتن وجهها بين كفوفه وقال:انا طلقتها واخدت كل الفلوس اللي بأسمها فالبنك..اما اخويا..اخويا اللي من لحمي ومن دمي اللي امنته علي شرفي وعرضي..مش عارف اقول عليه اي؟؟
ثم مسح علي جفونها وقال:هرجعلك نور عينك تاني باذن الله من بكرا هتسافري المانيا تتعالجي هناك.
فمسكت ميساء كفوف والدها وقال:يوسف يا بابا يوسف هو اللي انقذني وهربني من ايد عمي..بس هو..هو مات! انضرب بالرصاص عشااني يا بابا.
فضمها ابيها اليه وقبل رأسها قائلاً:متزعليش يا ميساء دا قدره يابنتي قدره..المهم دلوقت تعالي نرجع بيتنا..عشان ت تاح وباقي اجراءات المحضر المحامي بتاعي هتوالي امرها بنفسه.
فهزت راسها بالموافقه.. وسارت بحرص من زجاج الكأس الذي وقع..حتي خرجت من القسم وهي واضعه يدها في جيبها وممسكه بقلادة يوسف بقوه..
عند هيثم..
جلست روز بصدمه قائله:يعني انت هربان من اخوك وكمان الصغير!..طب مانت ازاي شغال مع المافيا ومش قادر عليه!
فابتسم هيثم بألم وقال:مش قادر عليه؟! دانا بأشاره واحده هقضي عليه.. بس دا اخويا يا روز عارفه يعني اي اخويا؟
فصرخت به وقالت:ماهووو اخوك دا كان هيقتلك الصبح.
فوضع عيناه في الارض بينما قال قاسم:هيثم مش لوحده دا تحت ايده مملكه كامله يعني لو رفع قرار بقتل اخوه هيتقتل في ساعتها.
فنظر امجد اليه بملل..فقالت روز:انت تعرف بالرغم من ان جوزي متقتلش بسببك.. بس بردو بكرهك.
فقلب امجد عيناه بملل وقال:ومين بيحبني يعني..جيبي حاجه جديده ونبي.
فنظرت اليه بشرر وقالت بهمس:بارد.
ثم نهض امجد وقال:اخوك لو مبطلش يا هيثم انا اللي هقتله بنفسي..فنظر هيثم اليه بصدمه..ثم تنهد وهز راسه بالموافقه..
ثم نظر امجد اليهم وقال وهو يشير الي مهند وقاسم وايهم:انت وانت وانت..تيجوا ورا دلوقت.
ثم خرج امجد وخلفه قاسم وايهم ومهند..فسار هيثم الي الفراش وجلس عليه ومدد قدميه امامه..
ثم جذب الغطاء عليه ونظر الي روز بصمت..فتنهدت هي وجلست بجواره علي الفراش وقالت:انت حياتك صعبه لي كدا.
فضحك هيثم وقال:كلنا حياتنا صعبه بس بدرجات مختلفه.
فنظرت روز الي جرحه وقالت:عندك حق..ثم وضعت يدها علي الشاش وقالت:بس انت قومت ازاي من مكانك وانت كدا.
فضحك بصخب وقال:البنج لسا مفعوله مراحش عشان كدا مش حاسس بحاجه.
فارجعت خصلاتها للخلف وقالت بخجل:طيب انت مش فاكر حاجه من الصبح.
فعكف حاجبيه بتعجب:حاجه زي اي؟!
فتغيرت ملامحها في ثانيه وقالت:قبل ما يغمي عليك.
فابتسم هيثم بحب وقال:اااه لم رفعت ايدي وحطيتها علي خدك وقولتلك بحبك!
فهزت راسها بنعم..فهز راسه بالنفي وقال:لا والله مش فاكر.
فاحتقن صدغيها بالحمره وضربته علي صدره بخجل..فضحك بقوه علي هيئتها تلك
في الصباح في دولة الكويت..
خرج كامل وفي يده حزمه من الاموال ثم دلف مكتب منصور اثناء صلاته ووضع تلك الاموال في حقيبته الصغيره..
وخرج مسرعاً بينما انهي منصور صلاته واتصل بندي التي اجابه علي الفور بسعاده قائله:قبببللل ما تقول حااجه انا كلمت الراجل بتاع الشقه ووافق علي 250 الف بسس.
فجحظت اعين منصور وقال بصدمه:بتتكلمي بجد!
فضحكت بقوه وقالت:بجد ياخويا بجددد..و85متر كمان وفي بلكونه في المطبخ عشان التهويه..وعلي فكره المنطقه مش وحشه خالص الشارع بتاعها مييت اصلا وعلي اوله جامع عشان تبقي تنزل تصلي.
فضحك منصور بقوه وشكر ربه وقال:الحمدلله ياارب الحمدلله..ربنا واقف جنبنا يا ندي..وعالم احنا بنتعب قد اي عشان نكون في الحلال مع بعض.
فأبتسمت ندي وقالت:ربنا يكملنا علي خير يا منصور..يلا يلا روح عشان ابو بدر ميزعلش انت لسا مترقي يااض.
فضحك بقوه وقال:ماشي يامو لساني مااشي.
ثم اغلاق المكالمه معها ودلف الي البنك فوجده في حاله من الهرج والمرج..
فاوقف احد الموظفين قائلا:في اي..اي الدوشه ولي الناس دي بتجري كدا.
فقال الرجل وهو يلهث:اربع تلاف دينار كويتي اختفوا من الخزنه.
فجحظت اعين منصور وقال بصياح:انتم كنتم فييين..وازاي مبلغ كبير زي دا يختفي!
فهز الرجل كتفيه بقلة حيله..وظل منصور طيلت اليوم يبحث مع الموظفين علي المال حتي وقفوا جميعاً في منتصف البنك وامامهم ابو بدر..
فتقدم منصور وقال برسميه:احنا قلبنا البنك وفتشنا كل المكاتب بس محدش لاقى حاجه.
فقال كامل بتهكم وشماته:بس محدش دور في مكتبك يا منصور!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية) اسم الرواية