رواية لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي عبر مدونة دليل الروايات
رواية لن ابقي علي الهامش الفصل التاسع عشر 19
تعاتبني! وهل صار حق لك أن تلوم وأن تعتب، وتنظر إلىَ عيني وتشتاق وهل من له قلب كقلبك يعرف معنى الحنين والاشتياق، أتبتسم بعدما انتزعت من روحي كل الفرح؟!
تنهدت همس بتعب فقد جاهدت مراراً ألا تأت إليه لكن روحها تصرخ بضعف تتوق إلى رائحة طفليها، تحدث هو بهدوء قائلاً:
ادخلي يا همس، الولاد نايمين.
همس بدهشة : نايمين ليه، دول مبيحبوش يناموا بالنهار
تنحنح بتوتر قائلاً:
اصلهم سهروا بالليل تقريباً نايمين الفجر
همس بغضب حاولت السيطرة عليه
والمدرسة، اكيد مقدروش يروحوا؟
فيصل : مش هتفرق من يوم أو اتنين، انا محبتش ازعلهم وان شاء الله هحاول انيمهم بدري النهاردة.
مدت إليه يدها ببعض الاكياس قائلة:
دي هدوم الولاد والألعاب اللي مؤيد متعود عليها
فيصل باشتياق : طيب ادخلي لما اصحيهم ونفطر سوا
همس بقوة : عندي شغل، واسفة لو جيت من غير ما اتصل بس أنا....
فيصل مبتسماً ببرود : ولا يهمك يا مدام همس، انت تقريبا مراتي ومش غريبة.
همس بسخرية مريرة :
كلمة واحدة كنت زمان بعشق اسمعها، مراتي! تخيل دلوقتي بحس انها طوق من نار بيحرق روحي، يا خسارة يا فيصل.
انصرفت مسرعة ولم تفلح تلك المرة في كبح دموع الألم بل انفلت زمامها أمامه وصفعته بحقيقة أخرى كان يتهرب منها.
التفت إلى الوراء عندما ناداه اياد بصوت ناعس قائلاً :
بابا، هي ماما هنا؟
فيصل بهدوء : لا ياحبيبي، ماما مشيت
اياد بحزن : بس أنا سمعت صوتها.
فيصل بنظرات تائهه : مش هي يا اياد، دي واحدة شبهها بس دي مش همس.
تساءل ابنه بدهشة طفل لا يدرك ما يعنيه والده
يعني ماما هنا ولا لأ، أنا مش فاهم.
فيصل بمرح في محاولة منه لشغل ابنه : مش فاهم ايه بس، تعالي نغسل وشك ونسرح شعرك ده ياعم، ايه الوحاشة دي عالصبح
اياد بغيظ : أنا مش وحش أنا جميل شبه ماما
ابتسم فيصل قائلاً :
فعلا، انت شبه همس في كل حاجة يا اياد، تعالي نصحي اخوك ونفطر.
قناع البراءة ينصهر ويكشر من يرتديه عن انيابه القبيحة فمهما طالت سنوات اختبائه خلف ذاك القنع يبدو وجهه الحقيقي لا محالة فالقلب غلاب، ان كان نقياً ينعكس نقاءه بمرآة الوجه وان كان مشبعاً بأحقاد وكره يطفو وينكشف للعيان
تحدثت والدة سوزي إلى ابن أخيها قائلة:
أنا عاوزاك تشوفلي راجل ولا اتنين بلطجية ومستبيعين
تساءل بفضول:
ليه يا عمتي، ناوية تعملي ايه؟؟
والدة سوزي بغيظ وغضب:
الواد جوز سوزي ضربها وطلقها واخد منها بناتها يابني، مفكر ملهاش رجالة ياخدوا حقها
نظر إليها بصدمة قائلاً:
ازاي، ازاي يضربها ومتقوليش ياعمتي ده أنا اجبلها حقها لحد عندها انتي مش عرفاني ولا ايه؟
والدة سوزي : ياقلب عمتك أنا عارفه انك أدها بس عاوزة اللي هيحصله يبقى بعيد عنك فهمتني
تامر : طب ليه منروحش نعمله محضر ونسجنه، مش بتقولي ضاربها هاخدها ونروح نعمل كشف طبي واطلع عين أمه
والدة سوزي ببكاء كاذب : البت مش راضيه تبلغ بتقول انه مهما عمل أبو بناتها، بس أنا هموت من القهر عليها ومش هسيب حقها.
تامر بترقب: عاوزة تعملي ايه بالظبط؟
اجابته بشر ووعيد : عاوزاه ينضرب لما يقول حقي برقبتي، مش عوزاهم يخلوا فيه حته سليمه بس من غير موت ولا شوشرة، حادثة كده تبان كأن ناس طلعوا عليه يسرقوه
اومأ اليها بطاعة وتحدث بلؤم
اطمني، حقها هيجيلها وزيادة أنا من الأول قولتلك بلاش ياعمتي سوزي صغيرة وزي القمر بلاش ترميها لواحد متجوز وعنده عيال
تنهدت بتعب وضيق مفتعل وتحدثت بندم قائلة:
النصيب يابني، كانت بتحبه وهو وأمه ضحكوا علينا وصدقنا انهم ناس محترمين، يلا منهم لله ضيعوا مستقبل بنتي
تامر بشيء من الأمل
هي مش ناوية ترجعله تاني، يعني ممكن بعد كده تتجوز واحد يقدر قيمتها ويصونها
والدة سوزي بانكسار :
والله يابني لو اتقدملها حد ابن حلال هجوزها من الصبح يمكن تنسى اللي حصلها
تامر مبتسماً : ان شاء الله ربنا هيعوضها باللي احسن منه ألف مرة
تامر معاتبا إياها : كل شيء نصيب، بس أنا كنت شاريها وبحبها
والدة سوزي : ما خلاص يابني مش انت خطبت وهتتجوز قريب
تامر : لا، أنا مش مرتاح معاها والله ولو سوزي توافق أنا مستعد افسخ الخطوبة النهاردة، والحمد لله أنا بقى عندي بدل الشقة اتنين وهجبلها اللي تطلبه
ابتسمت هي بود مصطنع : خلاص ياحبيبي اطمن، شهور العدة تخلص وبعدها نتكلم اصله حرام دلوقتي نتكلم في الحاجات دي
تامر بوله : استنى عادي، أنا بحبها والله ومستعد استناها بس هي توافق
والدة سوزي : هتوافق، بس خلى في بالك أنا مش هكرر غلطتي مع الواد طليقها، يعني لو هتسيب خطيبتك ماشي، غير كده معنديش بنات للجواز
تامر : النهاردة هفض كل حاجة أنا ما صدقت والله.
ترددت رضوى في الإتصال بزوجها، بداخلها احساس ينبأها بأن مكروه أصابه لكنها تتراجع عن تلك الأفكار والوساوس، أسرعت بلهفة عندما استمعت إلى دقاته المميزة يستأذن بالدخول :
استقبلته باشتياق وخوف قائلة:
مصطفى، انت كويس؟!
تحدث باجهاد وندم قائلاً:
لأ يا رضوى، مش كويس أبداً
شهقت بفزع متسائلة:
مالك فيك ايه؟
مصطفى : أنا طلقت سوزي.
صدمتها الجمتها، ليست شامته لكنها غير متعاطفة معها، بداخلها فضول لمعرفة سبب الطلاق وعقلها ينهرها ألا تسأل، سعادة احتلت فؤادها فقد استجاب الله لدعاءها الصامت، دعاء انسان ظلمه البعض دون وجه حق فكانت تناجي ربها بلسان يعجز عن البوح بما يؤلمه فقط كانت تقول يارب انت أعلم بحالي.
تحدث مصطفى بتعب قائلاً:
أنا هضطر اغيب اليومين الجايين لحد ما ألاقي مربية كويسة للبنات، المربية بتاعتهم متحملتش يومين وطفشت بسبب أمي وتحكماتها
رضوى دون تردد : عندها حق والله أمك مفيش حد يتحملها.
ابتسم مصطفى رغماً عنه وتحدثت هي بحرج قائلة
مش قصدي والله
مصطفى : مش هتسأليني طلقتها ليه؟
رضوى : كنت سألتك اتجوزتها ليه يا مصطفى، عالعموم ربنا يهدي الحال وتتصافوا علشان بناتكم.
مصطفى : انتِ عوزاني ارجعلها؟
رضوى : هيفرق معاك أنا عاوزة ايه يا مصطفي، صدقني أنا بتكلم معاك كأنك واحد غريب وبكلمك بنية صافية، لو انت شايف انك طلاقك انت وهي صح أحب أقولك ان ده ظلم لأطفال لسه بيرضعوا مفيش حد هيقدر يعوضهم غياب أمهم.
مصطفى بندم أشد
انتِ خايفة على بناتها وهي رمتهم ومشيت، أنا كنت متوقع انها عالأقل تقولي هاخد ولادي، انتِ فاهمه يعني ايه ترمي بناتها وتمشي
رضوى : مش غلطها لوحدها، الغلط عليك وعليها وبناتك ملهمش ذنب.
مصطفى : أنا مستحيل أرجعلها، أنا مش طايق اسمع حتى اسمها
رضوى بتعجب : سبحان الله مقلب القلوب، ابتعدت قليلاً قائلة:
تحب احضرلك الغدا
مصطفى بحدة قليلة : انتِ رد فعلك بارد كده ليه، الطبيعي تفرحي اني طلقتها ورجعنا زي الأول.
رضوى بضعف : مفيش حاجة هترجع زي الأول، احنا اتعودنا على البعد ومهما قربت مبحسش انك معايا،
معرفش العيب مني ولا منك بس انت مصمم تقلب في اللي فات، طلاقك من سوزي مش هيفرق لأنك ببساطة مطلقتهاش علشاني، أنا خارج حساباتك يا مصطفى، منتظر مني ايه أفرح واقولك الحمد لله انها غارت من حياتنا، طب ازاي وهي سيبالك ذكرى منها طول العمر.
ابتلعت ريقها بمشقة فقد نال منها الضعف مبلغه :
انت مش شايف شكلك عامل ازاي، بص لنفسك في المراية وشوف وشك وملامحك والحزن مغير حالك، حزين عليها ولا على نفسك؟
مصطفى : أنا مفيش ست تكسرني ولا تفرق معايا، أنا مش حزين عليها دي حشرة ادوسها بجزمتي كل اللي مأثر فيا بناتي وبس.
رضوى : هسيبك ترتاح شوية ولما احضر الأكل هصحيك تكون البنات رجعت من المدرسة، ياريت تغير هدومك وتحاول تتكلم معاهم شوية، مش معنى انهم كبروا تنساهم وتركز مع الصغيرين.
اغلقت الباب من خلفها رغم أن بعض الأبواب لا تغلق مهما جاهدنا في ردمها ، لن تنكر سعادتها بطلاقه من سوزي لكنها لن تمنحه تلك السعادة عليه أن يتذوق القليل مما تجرعته هي من قبل.
يكفي ما تعانيه الآن وما تخفيه عنه بشأن مرام، حمل لا يطاق عليها أن تحمله في صمت كي لا تنكسر أمامه.
عقب أن غادرت استمع مصطفى إلى تعليماتها بهدوء فهو بالفعل متعب، توجه إلى حمام غرفته وترك جسده أسفل المياه البارده مغلقاً عينيه بارتياح.
بعد قليل اجتمع بزوجته وبناته يتناولن الغداء، ابتسم بداخله فكل ما في البيت يبدو رائعاً، نظافة المكان الزائدة، رائحة عطرة تحرص رضوى دائماً على تطعيم البيت بها، فتياته في غاية الاناقة والبساطة كحال والدتهم، لما غفل فيما مضى عن كل ذلك، وهل يستحق ما يعانيه الأن من صراع.
نعيم الوالدين لا ندرك فضله إلا بعدما نحيا بجحيم فقدهما، نترك بلا سند، بلا ساتر يمنع عنا صفعات الحياة فنستغيث بهما دون فائدة فمن يرحل منهما يرحل إلى الأبد ومعه روح من أرواحنا.
همت كاميليا بالخروج بعدما أعدت لوالدها افطاره في صمت، ناداها بصوت متعب قائلاً:
هتخرجي برده من غير فطار، افطري وانزلي...
لم تنظر إليه، تحدثت باقتضاب قائلة:
عندي عمليات ، افطر حضرتك متشغلش نفسك بيا
طاهر : لو عندي غيرك كنت هشغل نفسي بيه
نظرت إليه بعتاب قائلة:
ليه، هي العروسة رجعت في كلامها ولا إيه؟
تقدم طاهر بخطوات وئيدة وامسك بيدها إلى ان أجلسها أمامه، تطلعت كاميليا إلى والدها بقلق ورهبة سكنت بداخلها، احتضنها والدها بقوة مفرطة، قوة مهيبة وكأنه ينتزع ما بداخله من قوة وتماسك ويغرسه بداخلها، ابعدها عنها وتحدث بصدق قائلاً:
انتِ أغلى من روحي يا كاميليا، عاوزك توعديني بحاجة واحدة
كاميليا بضعف : بابا، فيه ايه!
طاهر : عاوزك تعيشي، حبي نفسك وقدريها وابعدي عن الظلم، الظلم ظلمات يوم القيامة، فاهمة معنى الجملة دي يا بنتي، معناها مرعب
كاميليا : بابا أنا…....
استوقفها هو قائلاً:
اسمعيني كويس ومتقطعنيش يمكن مقدرش اتكلم معاكي مرة تانية
صاحت بخوف طفلة تستمد الأمان من والدها تستوقفه عن الاستمرار فيما يقول:
بابا ارجوك متخوفنيش، ليه بتتكلم بالطريقة الغريبة دي حضرتك تعبان؟
طاهر بحب : أنا كويس، اسمعيني بقى ماشي
ابتسمت إليه قائلة:
حاضر، أنا قدامك أهو اتفضل اتكلم
بدأ طاهر في قص ما حدث بينه وبين همس من قبل عائداً إلى أشهر ماضية قائلاً
...................
عودة إلى الماضي
…………................
عمَ التوتر والترقب الأجواء من حولهما وكلاهما لا يعرف خطوته القادمة
تنظر اليه همس علي استحياء فهي من قبل لم تقابل رجلاً خارج إطار الأهل وهو ليس أي رجل بل هو والد غريمتها التي أطاحت بعالمها....ترى ما الذي يريده ومن أرسله؟
لاحظ طاهر توترها فتحدث بجدية قائلاً:
تشربي ايه يا مدام همس؟
همس : ولا حاجة.. انا بعد نص ساعة لازم اروح البيت قبل الولاد ما يرجعوا من المدرسة
طاهر : ربنا يباركلك فيهم
همس : متشكرة لحضرتك
طاهر : انا عارف انك مستغربة طلبي اني اقابلك وعندك حق طبعا بس ياريت تسمعيني للأخر وتفكري في كلامي
همس بترقب : اتفضل أنا سامعة حضرتك
طاهر : بنتي موهومة انها بتحب الدكتور فيصل؛ وخداها مغامرة جديدة؛ تجربة حرمت نفسها منها طول حياتها لكن صدقيني كاميليا هتدمر نفسها لما تفوق من الصورة الجميلة اللي رسماها لحياتها مع فيصل؛ طول عمرها بتتمنى تعيش قصة حب شبيهه بحكايتي مع والدتها الله يرحمها لكن للأسف عمري ما تخيلت انها تعمل في نفسها كده.
ابتلعت همس ريقها بحزن وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع:
ميخصنيش؛ انا وهو خلاص انتهت الحياة ما بينا واطلقنا
طاهر : لأ يخصك؛ جوزك هو كمان مبيحبش بنتي يمكن اعجاب؛ او نزوة أنا راجل وافهم كويس في نظرات الحب الحقيقي
همس باكية : لو سمحت حضرتك واضح انك انسان مهذب ومحترم؛ سبني في حالي كفاية وجع قلبي والظلم اللي اتعرضتله بسبب بنتك
طاهر : ارجوك تساعديني؛ أنا معنديش غير كاميليا ومش هسيبها تايهه كده لازم اتصرف
همس : يعني اعمل ايه؟
طاهر : أنا هفهم كاميليا اني يعني.. احم..
توتر طاهر للغاية وبدا كما لو كان شابا مراهقاً فتعجبت همس من حالة ومدت يدها بكوب الماء الموضوع أمامها؛ امسكه طاهر وارتشف منه بضع رشفات ليصدمها بقوله:
هقولها اني شفتك وحبيتك وهتجوزك
هبت همس واقفه وهي علي وشك توبيخه لكن دموعه التي خانته جعلتها تتراجع عن حدتها لتدعه يكمل كلماته قائلاً
أنا مستحيل ابص لواحدة ست مهما كانت مع احترامي ليكي؛ انتِ ماشاء الله أجمل مما تصورت بس أنا قلبي فعلا مش قادر يشوف غير ام كاميليا احنا هنمثل عليهم مش اكتر إننا هنرتبط.
همس : ولو محصلش حاجة وكملوا جوازهم؟!
طاهر : يبقى وقتها خلصت ضميري
همس : وحضرتك انا ذنبي ايه تورطني في لعبة زي دي؛ فيصل عصبي ومش هيسكت.
طاهر : عارف؛ ومتأكد ان أول حاجة هيعملها انه هيجيلي يتخانق معايا ووقتها كاميليا هتعرف أد ايه هو بيحبك حتى لو أنكر د.
همس بكبرياء : وأنا مش الست اللي تجري ورا راجل مهما كانت مكانته عندها.
فيصل مات وسقط من نظري خلاص
طاهر : أنا مريض، عندي كانسر وللأسف مفيش قدامي وقت، السر ده مفيش مخلوق يعرفه غيرك انتِ، ساعديني ارجوكي اني اطمن على بنتي قبل ما أموت.
لم تستطع أن تمنحها أملا في أمر كهذا، لكنها لن تقف مكتوفت الأيدي، نظرت إليها بتعاطف تشفق عليها مما تمر به، اقتربت منها قائلة
اطمني يا رضوى، أنا مش هسكت وبإذن الله هجبلك أصل وفصل الولد ده، اديني فرصة اسبوع واحد ونكون مهكرين حسابه وواخدين كل المعلومات اللي ممكن تقوي موقفنا، لازم لما تواجهيه تكوني واثقة من نفسك ومن كلامك
رضوى بحزن
خايفة يا همس، أنا اتحملت الذل والبهدلة علشانهم، بناتي هما عمري كله، مش هتحمل اخسر واحدة فيهم ولا هسمح لحد يكسر قلوبهم
همس بهدوء
ان شاء الله هتعدي، انتِ ست أصيلة وربنا موجود، صدقيني أنا معاكِ مهما حصل وهنجيب حق بنتك قولي بس يارب.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية لن ابقي علي الهامش) اضغط على أسم الرواية