Ads by Google X

رواية اوتار حاده الفصل الرابع عشر 14 - بقلم مروه اليماني

الصفحة الرئيسية

     رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات

رواية اوتار حاده

رواية اوتار حاده الفصل الرابع عشر 14

لم يكن ما حدث معها بهين, تشعر بالحيرة, الغضب, والألم, قلبها يعتصر ولا ‏تعرف لما أول شيء خطر بذهنها أن ياسين إرهابي, رغم ما تراه منه من ‏طيبة وخُلق حسن, لكن تلك أصحبت الطبيعة الفكرية في هذا الزمن, حين ‏نري شخص ملتزم في عبادته وطاعته لربه أول ما يخطر في أذهننا أنه أحد ‏أعضاء تلك الجماعات الإرهابية التي نسمع عنها كل يوم, وأنه شخص مؤمن ‏ظاهرياً فقط لم يتعمق الدين إلي جوهرة وأقتصر علي تلك المسبحة ‏والمصحف وسجادة الصلاة الذي لا يفارقهم, وحين يُضع أمامنا في موضع ‏أتهام تكون أول تهمة له أنه إرهابي منزوع القلب والرحمة, وكأن الأمة ‏العربية أصبح غريب عليها كل هذه السمات الإسلامية, التي يجب أن تصبح ‏حقيقتها الوحيدة التي يراها البشر, وأصبحت تقلد الغرب تقليد أعمي في ‏عادتهم التي لا تتفق مع مجتمعاتنا أو ديننا الإسلامي, فأصبحنا نصور للعالم أن ‏المسلمين هم مجموعة من الإرهاب, مجموعة من القنابل المتحركة التي قد تنفجر ‏في مجتمعاتهم في أي وقت, وأن الإيمان علامة من علامات الإرهاب! ‏والتخويف ونشر الذعر والتفرقة بين أبناء الوطن, ونسيني أن كل مكان ‏وطائفة وجماعة يسود أفرادها التباين فمنهم السيء ومنهم الحسن, وأنه ليس ‏بالضرورة أن يكون كل مُلتحي ومنقبة أو مخمرة ملتزمين إرهابين وأفراد ‏لمنظمات عالمية تهدف لنشر الذعر .‏



وقفت لتنظر لنفسها في المرآة, ملابسها وزينتها كل شيء أعدته لتلك ‏المناسبة السعيدة أصبحت تخنقها الأن كلما تذكرت ما حدث, وعينيه ‏الخاجلتين اللتان أوحت بشيء يخفيه عنها, وجمود والدها الذي أوصد باب ‏غرفتها بالمفتاح كي لا يزعجه أحد, دل كل ما حدث اليوم علي شيء أكبر ‏وأبشع من ما تخيله عقلها, فمن أين عرف والدها ياسين؟ وكيف عرف ما ‏حدث معه ؟!, كل هذه الأسئلة كانت تدور في ذهنها ولا تعرف لها ‏جواب, كل ما كانت تعرفه أن هناك طرف خيط لا يزال مخفي عنها ويجب ‏عليها معرفته لتصل إلي الحقيقة الكاملة . ‏



كيف أظلمت حياته بعد أن ملائها النور, كيف انغلقت الورود وحبست ‏عطورها بعدما عطرت حياته واعتادت أنفه رائحتها, لما غابت الشمس بعدما ‏أضاءت عالمه, هل وجدته عالم مظلم لا يستحق النور فرحلت, أم خشيت ‏أن تنطفي هي من كثرة ظُلمته . ‏

جلس علي فراشه مجدداً والحزن خيم عليه مرة أخري, لكن تلك المرة لم يعد ‏عنده أمل أو طاقة ليجاهد بهم وينهض من جديد, كانت نور القشة التي ‏قسمت ظهر البعير, كانت بصيص النور الذي أضاء ظلمته, ولكنه أنطفئ . ‏

ظل هكذا حتي الصباح, قلبه حزين علي من يهوي ولا يجد إليه سبيل, ‏حزين علي خيبة جديدة في دولاب خيباته التي لا تنتهي . ‏



كان يجلس بغرفته حين دخلت نشوي لتخبره أن أصدقائه بالخارج, أذن لهم ‏يالدخول وتركتهم نشوي, جلس مصطفي وعاصم علي الفراش, ظل الصمت ‏رفيقه لفتره قطعها ياسين حين قال :من بين كل بنات العالم طلعت بنت ياسر ‏علام . ‏

مصطفي: يعني إيه يعني بنت ياسر علام ... لو بتحبك بجد يا ياسين هتدور ‏علي الحقيقة .‏

عاصم: دا لو مكنش أبوها ألف لها حقيقه علي مزاجه .‏

قال ياسين بحزن: معدتش فارقه خلاص نور كانت صفحة واتقفلت .... لما ‏الصفحة دي أتفتحت كنت فاكرها الجنة ... كنت فكرها الفرحة اللي ‏هتعوضني عن كل اللي فات ... العوض اللي ربنا بعتهولي ... مكنتش متخيل ‏أنها نار جات تحرق اللي كان باقي مني .‏

نظروا له بحزن وشفقه, كأنهم عادوا لنفس النقطة من جديد, نفس الغرفة ‏ونفس الجلسة حين خرج من محنته الأولي وكان مُعرض للاكتئاب كل شيء ‏كما هو الفارق الوحيد هو سبب الخيبة او ربما فهم مرتبطين علي الأقل ‏بذات الشخص. ‏



جلست عصمت بجوار ياسر وقالت بمكر: هدي نفسك يا حبيبي ... أنت ‏تقدر تحل المشكلة دي كلها لما تجوز نور لحد تاني وهي دلوقتي كرهت ‏الشاب إلي أسمه ياسين ده .‏

رمقها بغضب وقال: شريف صح ... كنت عارف أنك هتستغلي حاجه زي ‏دي عشان توصلي للي عيزاه وبتخططي ليه من سنين ... أنا عارف هدفك ‏بس كنت سايبك يمكن تحسي علي دمك وتبطلي .‏

ظلت صامته فوقف وقال: أنا اكبر غلطه غلطها في حياتي لما أتجوزتك ‏وطلقت زينب والظاهر أن ربنا عاقبني بيكي... بس جه الوقت إلي هصلح ‏غلطتي فيه... أنتي طالق .‏

وقفت والدهشة تكسوها, ثم قالت بحده: ماشي أنا همشي بس قبل ما ‏أمشي هاخد حقوقي وكمان حقي في إدارة المستشفى .‏

قال ياسر ببرود: حقوق هتوصلك... أما المستشفى أنتي ملكيش فيها أي ‏حاجه, المستشفى كلها بإسمي دلوقتي, أخرج ورقة من جيبه وأمسكها في ‏يده, ثم قال: والتنازل معايا .... دلوقتي بقي عايز لما أرجع البيت ملكيش ‏فيه, ثم أعاد الورقة في جيبه .‏

قالت عصمت بغضب: أنت نصبت علي يا دكتور ياسر.... مش بعيده عليك ‏ما أنت حقير وتعملها .‏

صفعة قوية نزلت علي وجهها لتشهق, ثم قالت له: والله لندمك يا ياسر. ‏أبتسم ساخراً ثم تركها وخرج . ‏



كانت تضم قدميها وهي تجلس القرفصاء علي فراشها, وكأن الشمس لم تُشرق ‏عِندها بعد, كانت تظن أنها في هذا اليوم ستكون أسعد مخلوقات الأرض ‏وليس أتعسهم, ظل هاتفها يَصدح ويزعجها, فنظرت به, وجدتها إيمان ‏فأغلقت هاتفها ولم تجيب, بعد مرور القليل من الوقت وهي علي تلك الحالة ‏دلفت سارة وجلست علي طرف الفراش, وضعت يدها علي ساعد نور ‏وقالت: نور .‏

نظرت لها نور بعينين متورمتان ووجه جاف شاحب يخلو من التعابير, كيف ‏لتلك الوردة أن تَذبُل بين ليلة وضحاها؟! كيف لهذا الوجه الذي كان نضر ‏بالأمس أن يصير بهذا الشحوب! .‏

قالت سارة: أنا عارفه أن الصدمة صعبه عليكي .... بس مينفعش تستسلمي ‏بالشكل ده .‏

طرق الباب, ثم دلفت إيمان وجلست وهي تقول : مكنتش أعرف أنك ‏ضعيفة وهتستسلمي بسرعة كده, إيه يعني إلي حصل طلع كداب, في ستين ‏داهية أحمدي ربنا أنك عرفتي قبل ما الخطوبة تتم ربنا بيحبك عشان كده ‏بين لك الحقيقة, نقوم بقي بدل ما نحمد ربنا ونشكره, نحزن وننكد علي ‏نفسنا . ‏

سارة: عندك حق يا إيمان ... وياسين مش أول ولا أخر حد في الدنيا يا ‏نور .‏

قال نور بحزن: ياسين خدعني, ثم قالت وهي تبتسم ببراءة: لما كانت عينينا ‏بتيجي علي بالصدفة, كنت بحس أني لقيت كل الدنيا, لقيت أخويا وصحبي ‏وأبويا وأبني وحبيبي وكل دنيتي, كنت بحس بالأمان, كنت بحس بيه من ‏غير ما يتكلم وبحس أن في سر مخبيه, أنا مش ههداء ولا أرتاح إلا لما ‏أوصل للحقيقة .‏

إيمان: مش كل الحقايق ينفع نوصلها....سعات بيبقي في حقايق لو وصلنا ليها ‏نندم ونتمنى لو أننا لسه موصلناش.... بنتمني لو الأيام ترجع بينا تاني .‏

نور: بس في حقايق لو معرفنهاش هنندم أكتر أننا كملنا طريقنا من غير ما ‏نبصلها كويس . ‏



كان ياسين يجلس علي مقعده أمام البحر كعادته في المساء, جلس إياد ‏بجواره وقال: كنت متأكد أني هلاقيك هنا, رنيت عليك كتير بس مبتردش .‏

‏_: معلشي التليفون فصل .‏

‏_:أنا عايز أفهم إيه اللي حصل .... ليه بابا عمل كدا؟! .‏

‏_: طب ما تسأله هو بتساءلني أنا ليه؟ . ‏

‏ _: عشان هو مش راضي يقول ولا هيقولنا أي حاجه.... كل إلي قاله ‏إنك كنت محبوس قبل كدا .‏

‏_: وليه مسالتوش عن السبب أو حتي هو عرف منين؟ .‏

‏_: ما كل دي أسئلة ومش لاقي ليها أي أجابه, هو عرفك منين وأزاي ‏عرف إلي حصل معاك ده وهل هو حقيقه ولا هو بيكدب ؟! .‏

‏_: وأنت عندك شك أنو هو بيكدب .‏

صمت إياد قليلاً, ثم قال: زمان وأنا صغير كدب عليَّ وقالي أن والدتي ‏ماتت, والشخص إلي عنده المبدأ ده ممكن يكذب عشان أي حاجه ‏وخصوصاً لو في سر وراها .‏

نظر ياسين له وصمت, فقال إياد: أنا كدا كدا هسيبه وأقعد عند أمي .... ‏هو أبويا وأنا بحترمه وأكيد هفضل أحترمه وأحبه مهما عمل ... بس أنا يهمني ‏الحقيقة . ‏

قال ياسين وهو يعود بنظره للنيل: الحقيقة صعبه وتقيله عليك يا إياد .‏

‏ _: هو السبب؟! .‏

نظر له مجدداً وظل صامت, فقال إياد: اعتبرني دلوقتي صحبك وبس مش ‏أبن ياسر علام وأحكي لي وأنا هسمعك, وصدقني في تلك الحالتين سوي ‏كنت فعلاً زي ما هو قال أو كنت مظلوم, فدا مش هيأثر أبداً علي ‏صداقتنا .‏



عاد ياسين لمنزله ووضع المفاتيح علي الطاولة, وهو يقول: نشوي, ظل يردد ‏أسمها ويبحث عنها في المنزل وأثنا خروجه من غرفته سمع صوت الجرز ‏ذهب ليفتح ظننا منه أن الطارق نشوي, لكنه تصمر في مكانه حين وجدها ‏نور! ظل واقف في مكانه ينظر في الأرض, وهي تنظر له والدموع ‏في عينيها, قال ياسين: أتفضلي .‏

دلفت نور وترك الباب مفتوح ثم تبعها قالت وهي تقف مكانها أمام الأريكة: ‏إيه السر اللي بينك وبين بابا؟ ويا تري لو كانت الخطوبة دي تمت كنت ‏هتقولي الحقيقة وأنت مخبي عليَّ إيه؟! .‏

ياسين: طب ما تسأليه هو .‏

نور: سألته وسمعته ودلوقتي دورك, عايزه أعرف الحقيقة منك أنت .‏

قال ياسين بحزن: صدقيني أحسن لو معرفتهاش .‏

قالت بغضب وحده: ياسين بقولك عايزه أعرف الحقيقة .‏

تركها ودلف لغرفته, ثم فتح خزانة ملابسه وأخرج الجريدة الموجودة ‏أسفلهم, ثم عاد لها وهو يحملها, أعطاها إياها قائلاً: أتفضلي .‏

أمسكتها بيد مرتعشة وقالت وهي تبتلع غصت حلقها: إيه ده!.‏

قال ياسين وهو يشير للجريدة: أفتحي صفحة الحوادث.‏

‏ فتحتها ببطء ونظرت فيها بتمعن وبدأت الدموع تترقرق في عينيها, وجدت ‏صورته وعينيه مُغطاة بشريط أبيض مع كلام كثير أسفل عنوان كبير الحجم ( ‏القبض علي طبيب مصري يتاجر في الأعضاء البشرية ) .‏

‏( ظاهرة بشعة وجدت طريقها للمجتمع المصري, واتخذت من الفقراء وقلة ‏حيلتهم واحتياجهم للمال, منطلقاً لها, مُستغلة فقرهم للمال وحاجتهم في ‏الحصول عليها بأي طريقة كانت حتي لو عن طريق بيع أجزاء من أجسامهم, ‏ليرضوا أنفسهم ويتخلصوا من فقرهم, أنها تجارة الأعضاء البشرية .‏

وصلت المعلومات لفرق الأمن من شخص يدعي "علي" وتمكنت قوات ‏الأمن من القبض علي الطبيب الذي تزعم هذا التشكيل (ياسين .ب) الذي ‏يعمل بمستشفيي خاصة بمدينة 6 أ كتوبر, وتم تحرير محضر بالواقعة وتمكنه ‏القوات من القبض علي باقي المتهمين وبالتحقيق معهم وبسماع الشهادات تبين ‏أن الطبيب يتزعم تشكيل يتكون من مجموعة أطباء وممرضين ور, استغلوا ‏مهنتهم وفعلوا ذلك دون علم صاحب المستشفى الذي أنكر معرفته بالأمر ‏وتبين أنه لم يكن قائم علي إدارة المستشفى, وكانت العمليات تحدث في ‏المساء حتي لا يتمكن أحد ممن اكتشاف تلك الجريمة, وتم الحكم علي المتهمين ‏بالسجن 5 سنوات ) ‏

نظرت له نور بامتعاض, وقالت: أنت عملت كدا فعلاً .‏

لم يجيب, قالت بحده: ما ترد .‏

قال ياسين: ده الكلام اللي أتنشر في الجرائد كلها, بس المسرحية الجميلة دي ‏كان ليها مؤلف, المؤلف ده هو أبوكِ .... كل اللي أنتي قرتيه ده حقيقه بس ‏حقيقته هو, دا فعلاً كان بيحصل في المستشفى القديمة .‏

رفعت حاجبيها وقالت: أنا مش فاهمه حاجه .‏

قال ياسين: أفهمك أنا .... كان عندي صديق أسمه سامح لما أتخرجت من ‏كلية الطب كنت عايز أشتغل وقتها هو اللي جاب لي شغل عند والدك في ‏المستشفى القديمة اللي في 6 أكتوبر, وقتها طبعاً أنا فرحت لأنه كان حلم ‏بالنسبة ليا إني أشتغل مع أبوكِ, دكتور من أمهر الجراحين في مصر, بعد ‏فترة من شغلي كان كل يوم في الوقت ده بيعدي علي هناك كنت بحب ‏والدك فيه أكتر وبيزيد إعجابي بيه وبذكائه, كنت بتدرب تحت أيده وكان ‏وقتها المساعد بتاعه هو سامح, وتقريباً كان سره كله, كنت بغير منه عشان ‏هو أقرب واحد للدكتور ياسر فينا كلنا, وفي يوم حبية أشتغل لوقت أطول ‏وأثبت له إني مجتهد, سامح سابني بدري وقالي أنو هيروح, وتقريباً كدا كله ‏نسي أني لسه في أوضتي بشتغل, في اليوم ده حصلت حاجه غريبه, ‏الدكتور طلب من الكل يمشوا وقالهم باقي اليوم أجازة, لما خرجت من ‏مكتبي بعد ما شفت الساعه ولقيتها داخله علي 11 قولت كفاية كدا لأني ‏فعلاً كنت تعبت, وأنا خارج شفت حاجه غريبه أوي, عملية بتحصل باليل ‏وفي وقت زي ده وانهارده المفروض أن مفيش شغل في المستشفى, وإلي ‏كان بيعمل عملية نقل الأعضاء والدك وسامح ومجموعه من الممرضين إلي ‏بيساعدوهم....صمت قليلاً ثم تابع قائلاً: بعدها حاولت أفهم إيه اللي بيحصل ‏بالظبط, وأكتشفت أن الموضوع ده مبيتكررش كتير لما بيلاقوا متبرع بس, ‏وفي يوم سامح شافني وعرف إني عرفت كل حاجه, وطبعاً يا أكون ‏معاهم يا أتحبس أنا, لما رفضت حبايب والدك قاموا بالواجب معايا, ‏واتحبست فعلاً, مش أنا وبس, أنا ومجموعه من الناس كانوا معترضين معايا ‏وحبه منهم أشتغلوا فعلاً مع والدك بس طمعوا, فوالدك أدبهم وعمل كارت ‏إرهاب للتنين , بعد كدا المستشفى أتقفلت وعرفة أن والدك بعدها شارك ‏واحد من عيلة الشرقاوي بس الغريب أن الشخص ده كان شريك بجزء ‏صغير ومحدش كان يعرف عنه حاجه, ولما والدك شاركه برضوا محدش عرف ‏إلا بعدها لما الراجل ده مات وأتنقل حقه للورثة, إلي بعد كدا بقي إيه ‏‏...الله أعلم . ‏

كانت تسمعه والدموع تسيل من عينيها ببطء وصمت, كان جزء بداخلها ‏يصدقه وجزء أخر يرفض التصديق, وقفت حين أنتهي من حديثه وظلت ‏صامته لدقائق, ثم قالت: والمفروض بقي إني أصدق الهبل ده صح .‏

‏_: كنت عارف ومتأكد أنك مش هتصدقيني... عشان كدا مكنتش عايز ‏أقولك حاجه.... كان هاين عليا أسيك مصدومه فيّ أنا وبس.... بس في ‏نفس الوقت جزء كبير جوايا كان نفسه تصدقي وتغفري الغلطة إلي أنا ‏مغلطهاش أصلاً, تركته وغادرت وهي حزينة وتبكي علي حالها, وجلس هو ‏أيضاً مُتحسراً علي حاله .‏



عادت نور لمنزلها ودلفت بعدما جففت دموعها, وجدت والدها بالأسفل, ‏قال: نور كنتي فين؟ .‏

نظرت له قليلاً, وكلام ياسين يتردد في أذنيها, قالت: مفيش يا بابا خرجت ‏أشم شوية هواء .‏

أحتضنها قائلاً: طيب يا حبيبتي ... أنا عايزك تنسي كل إلي حصل وتبدئي ‏صح مع الشخص إلي يستاهلك ويقدرك . ‏

بكت بين ذراعيه, فقال: لا الحالة دي متنفعش مع الخبر الحلو إلي أنا ‏محضرهولك .‏

اعتدلت لتسمعه, فقال: في شاب أتقدم لك النهارده... أنا موافق عليه ‏شاب محترم وطموح ومن عيلة محترمه . ‏

‏_: إلي حضرتك تشوفه صح يا بابا أنا موافقه عليه! .‏

‏_: أفهم من كلامك أنك موافقه .‏

أومأت برأسها إيجاباً, ثم صعدت لغرفتها والدموع في عينيه, حين دخلت ‏الغرفة جلست علي الفراش وظلت تبكي وهي تضع وجهها بين راحتيها .‏



في منزل ياسين عادت نشوي والأولاد بعدما رحلت نور بفترة, رأت نور ‏غرفة ياسين مُشتعل وهو يجلس علي الفراش ويبكي, هرولت تجاهه و ‏قالت نشوي:‏

‏ أنت كويس؟! . ‏

أوم برأسه وظل صامت فقالت: أنا شفت نور وهي خارجه ... قولت لها ‏الحقيقة .‏

قال بحزن وهو يجفف تلك الدموع الخائنه: مصدقتنيش .‏

‏ نشوي: ياسين بيتهيقلي كفاية كدا في مصر.... إحنا هنسافر وأنت هتيجي ‏معايا... هناك أحسن بكتير وأكيد هتلاقي بنت الحلال إلي تصدقك وتقدرك ‏‏.‏

قال ياسين بحزن وهو ينهض: معاكي حق ... كفاية كدا في مصر

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent