Ads by Google X

رواية اوتار حاده الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مروه اليماني

الصفحة الرئيسية

   رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات

رواية اوتار حاده

رواية اوتار حاده الفصل الحادي عشر 11

خرجت نور من عند إيمان, قالت لإياد : هات تليفونك . أخذت منه ‏الهاتف وكتبت رقم أمها الذي تحفظه عن ظهر قلبك, وانتظرت حتي تجيب, ‏أجابتها في محاولتها الثانيه قائلة : السلام عليكم .‏
‏_: عليك السلام .‏
‏_: نور! .‏
ابتعدت عن أخيها الذي يراقب تصارفتها, قالت لأمها : أيوه يا ماما أنا نور ‏‏.... حضرتك ينفع تخرجي دلوقتي .‏
‏_: أيوه يا بنتي بس أنتي كويسه .‏
‏_: كويسه يا ماما ... ثم أملت عليها العنوان وأخبرتها أنها ستنتظرها هناك, ‏عادت لأخيها وأعطته الهاتف وقالت: يلا تعال هنشوف تاكسي.‏
قال أياد وهو يمسكها من يدها : نور أنتي مالك بقالك كام يوم متغيره, ثم ‏أشار لملابسها الجديدة وقال : وإيه لبسك دا ! ... أنتي كويسه ؟ . ‏
هزت رأسها إيجاباً وقالت : دا أ كتر وقت أنا كويسه فيه في حياتي كلها . ‏
نظر لها متعجباً ولم يكد يتحدث حتي جذبته من ذراعه خلفها وسارت ‏متوجه للشارع العمومي لتستقل سيارة أجره تنقلهم للمطعم القريب من بيت ‏أمها, وصلت هي وأياد لتجدها بانتظارهم ولحسن حظها لم يكن المطعم ملئ ‏بالزبائن اليوم .‏
قال لها إياد بحده : ممكن أفهم جيبانه هنا ليه ؟! .‏
نظرت له ولم تجيب فرفع حاجبيه وكاد يتحدث, لكن نور أشارت باتجاه أمها ‏التي كانت تتفحصهم بصمت, قال لها إياد قبل أن ينظر لتلك الطاولة التي ‏تجلس عليها سيدة في العقد السادس ترتدي وشاح وعباءة سوداء : أنتي ‏غريبه أنهارده .‏
حين نظر لهذا الأتجاه علقت عينيه بتلك السيدة التي نظرت لهم بتعجب ‏فأدار وجهه وقال : أهي الست خدت بالها منك لله يا شيخه فضحتيني .‏
قالت نور وقلبها يخفق بشده : هي مستنيانا .... دي ماما يا إياد .‏
تحولت معالم وجهه وتجمعت الدموع في عينيه, هل قالت ماما, هل أخبرته ‏أن تلك أمه حقاً أم أنه أخطا السمع, لم تترك له مجال للحديث وهربت منه ‏متوجه لأمها التي كانت ستأتي إليهم يبدو أنها شعرت أن هناك خطب ما, ‏لكنها جلست حين رأت نور تقترب ويتبعها إياد .‏
‏ لم تكن تصدق عينيها أنها تراهم الاثنين وفي يوم واحد, لم تكن تصدق أن ‏الله أستجاب لدعوتها بتلك السرعة وكيف لا وهو علي كل شيء قدير, ‏فحمدت الله علي تحقيق أمنيتها, لكنها كانت تري نور ثانيه تقترب منها نور ‏تبدو أ كثر جمالاً ووقار من ذي قبل أ كثر رشداً وتسير علي الطريق ‏الصحيح, فأطمئن قلبها عليها .‏
جلست نور بعدما احتضنتها, ثم أقترب إياد الذي قال قبل أن تحضنه: أنتي ‏أمي .... هو أنتي عايشه بجد ولا أنا بحلم .‏
نظرت لنور التي لم تكن تعلم كيف تتصرف في هذا الموقف, كم خافت من ‏هذا اللقاء . قالت زينب وهي تبتسم : أيوه يا إياد أنا أمك يا حبيبي ... ‏بتقول كدا ليه ؟! .‏
ازدادت الدموع بعينه وأبتسم قائلاً وهو يحتضنها : الحمد لله أنك عايشه بابا ‏قالي أنك موتي بعد ما خلفتيني .‏
تجمعت دموع عينها هي الأخرة ورمقت نور بنظره يفهم كلاهما معناها, ‏أخبروه أنها ماتت! , ما كل هذا الجحود يا ياسر , لم تكتفي بحرماني من ‏أبني أوهمته أني راقدت تحت التراب لتبعده للأبد وتحرمنا من بعضنا, لكن ‏الله جمع بيننا عنوة عنك فسلطانه أقوي .‏
قالت زينب وهي تجلس وتمسك بيد إياد الذي جلس بجوارها علي الفور : ‏أنسي كل الي فات يا حبيبي المهم أننا سوي النهارده .‏
قال إياد وهو ينظر لنور أنسي .... أنسي أنهم حرموني منك كل دا لا يا أمي ‏مش هنسي ... حتي أنتي يا نور زيهم أنانيه ومبتحبيش غير نفسك .‏
حدث ما لم تكن تتوقعه الأن صارت جانيه وموضوعة في قفص الاتهام, ‏كيف أستطاع قول ذلك! لم يكن بيدها حيله من قبل, قالت بحزن أنا يا ‏إياد .... أنا مش أنانيه صدقني في كل مره كنت عايزه أقولك الحقيقة بس ‏مكنش بيجيلي الجراءة أني أعمل كدا .‏
‏_: ومقولتيش لأمي أني معرفش الحقيقة ... كل لحظه كانت بتتخيل فيها أننا ‏مش بنزورها وأتخلينا عنها كان قلبها بيتقطع فيها ميت حته يا نور .... وأنتي ‏عارفه وساكته وعامله نفسك مش وخده بالك وبتريحي ضميرك بأنك مش ‏هتقدري تواجهي جبروت ياسر علام .... بس أنا بقا هقدر ومش هسيب ‏حضن أمي تاني .‏
كانت تسمعه بصمت, ثم قالت بحزن عميق : أنا أسفه .... أسفه يا أمي بس ‏مكنش في دماغي كل دا والله يا إياد .....‏
قاطعتهم زينب قائله : خلاص يا ولاد معدش فيه فايدة من الكلام ده ... ‏المهم أننا سوي وربنا جمع بنا .... بس ليه عصام مجاش معاكم .‏
نور : عنده شغل يا أمي ... مبيرجعش البيت في أيام والله من كتر شغله .‏
هزت رأسها موافقه وقالت : ربنا يعينه .‏
إياد : أوعدك يا أمي أننا مش هنفترق تاني .‏
نظرت له نور وقالت برجاء : عشان خاطري بلاش يا إياد ..... عشان ‏خاطري .‏
تذكرت زينب ما حدث مع نور وياسر في الفترة الأخيرة فسألتها, أخبرتهم نور ‏كل ما حدث فاتضحت الأمور أمام إياد ووعدها بأن يخفي الحقيقة ويصبر ‏قليلاً فقط حتي تعود الحياة لطبيعتها .‏
لكن داخله كان يرفض ذلك, كيف يسمح لأبيه أن يدمر حياتهم بتلك ‏الطريقة؟ هل سيطيع الصمود أمام أبيه وتنفيذ وعده لنور, أم عصابيته ‏ستخرب كل شيء ؟! .‏

دخل إلي منزل وهو متحير مما راء نور عليه, كيف تغيرت بين عشيت ‏وضحاها وما الذي دفعها لهذا التغير الرائع, أأصابها مكروه ما ؟! , لا يهم ‏ما حدث المهم أنها تغيرت وصارت علي حال أفضل الأن, حاول مجدداً عدم ‏التفكير فيها, فنهض وتوجه للمطبخ يبحث عن شيء يسد به جوعه, فتح ‏الثلاجة وظل يمرر عينه بها حتي اخرج زجاجة عصير ولم يجد أمامه سوء ‏بعض الجبن والعيش, ثم أخذ كوب وسكب بعض منه وتناولهم .‏
وظل طوال الليل يتململ علي فراشه يحاول استجلاب النوم الذي رفض ‏المجيء, فنهض ولجأ إلي من له الملتجأ ليمتع أذنيه بكلامه العظيم .‏

ظل إياد صامت في السيارة ينظر لنور بين الحين والأخر, لا يعرف هل ‏يسامحها أم ذنبها غير قابل للغفران!, هل يقسو عليها ويجافيها أم يأخذها في ‏حضنه ويبكيان سوياً! , يحتاج لمن يسمعه لمكان يثور فيه ويصرخ بصوت ‏عالي ولا يسمعه أحد, يريد أن يعاتب أبيه ويسأله لما كذب عليه وجعله ‏يحي في هذا العناء؟! , أليس أبنه ليقسو عليه بهذه الطريقة ويحرمه من ‏حضن أمه ؟! .‏
كانت نور أيضاً حزينة تنظر من زجاج سيارة الأجرة للطريق الذي لا تركز ‏في معالمه فقط تنظر وعقلها شارد في عالم أخر من الحزن والندم, نظرت ‏ناحية إياد وقالت لنفسها كأنها تحدثه (هل ما زلت تراني أنانية ولم أفكر ‏فيك أو في أمُنا؟ , لو لم أحمل همكم لماذا جمعتكم ببعض أذن؟ لما حملت ‏نفسي هذا العناء وحملت ما لا أقدر عليه, أليس لأجلكما. أعلم أنك مجروح ‏وحزين علي حالك وحال أمنا لذا أنت غاضب مني ولم تقصد ما قولته فلو ‏كنت أنا مكانك لفقدت أعصابي وثورت علي الجميع) ثم أدارت وجهها ناحية ‏الطريق مره أخري ولكنها نظرت للسماء وظلت تقول في نفسها (لا آلة إلا ‏أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .‏
وصلا للمنزل فنزل كل منهم وأعطت نور للسائق بعض النقود, ثم دلفا ‏للداخل وجدت كامل يقترب منها بسرعه وهو يقول : دكتوره نور كويس أن ‏حضرتك رجعتي البيه رجع وقلب عليكِ الدنيا .‏
لم يتعجب إياد فهو عرف الحقيقة ولكن قدمه كانت لا تريد الاقتراب أكثر ‏من ذلك, أيعقل أن يدخل السجن بقدمه؟! .‏
تقدمت نور مسرعة وقالت له قبل الدخول : عشان خاطري متقولش أحنا ‏كنا فين وسيبني أنا أتصرف .‏
هز رأسه موافق كأنه لا يريد الحديث معها مجدداً , دلفا للداخل فوجدت ‏أبيها ينتظرهم كما توقعت هو وعصمت, هرول تجاههم فور رؤيتهم صفع نور ‏علي وجهها فتقدم إياد ووقف أمام نور التي أحتمت به, بينما بعده والدها ‏بحده : كنتي فين؟! وأزاي تخرجي من البيت أنا مش قولت مفيش خروج ‏‏.‏
قال إياد : كنا في خطوبة إيمان والموضع جه فجأة, وكنا عارفين أن حضرتك ‏مشغول محبناش نزعجك .‏
‏_: ومخدتوش كامل يوصلكم ليه ؟ .‏
‏_: عادي حبينا نبقا براحتنا ...... نظر لعصت التي راء في عينها الشماتة ‏والفرحة في نور فشعر أنه يكرهها أكثر من ذي قبل ,كأن كره نور لها أنصب ‏في قلبه الأن تابع كلامه قائلاً : عن أذن حضرتك عشان مصدعين وعايزين ‏نرتاح. ‏
لم يترك لوالده مجال للرد, أخذها من يدها وصعد في وجود أبيه الذي ‏تعجب من طريقة وقلة زوقه في الحديث معه , لم ينده عليه ويوقفه عند ‏حده كي لا يساله لماذا يفعل ذلك مع نور باعتبار أنه لا يعرف بالنسبة لأبيه! ‏‏,توقفا أمام غرفتها فمد يده ومسح دموعها وقال : أدخلي أرتاحي شويه ‏عشان تصحي فايقه لشغلك .‏
أومأت برأسها, ثم دلفت للداخل, وكذلك هو دخل لغرفته, ظل يفكر فيما ‏حدث فرغم ثقل الحقيقة علي قلبه لكنه راء أمه وأرتمي بحضنها وهذا كان كافئ ‏ليجعله أفضل وأهدي, لكن أمر والده كان يزعجه بدأ يشعر أنه يكرهه فهو ‏السبب في كل لحظة قضاها بعيداً عن حضن أمه الذي لا يعوضه سواها .‏

في منزل زينب, كان قلبها يحزن كلما تذكرت ما أخبرها به إياد, كيف يخبر ‏أبنها بمثل ذلك الكلام؟ , ألم يعد يخشي الله أم نسي أنه موجود ألا يكفيه ‏ما يفعله من ذنوب ليزيد عليه هذا الذنب ويفرق بينها وبين أبناءها, يحرمها ‏من حقها فيهم وحقهم عليها؟! أَخلعَ قلبه ووضع مكانه حجر ؟ , هذا ليس ‏ياسر الذي أحبته حب لا مثيل له, حب لا يزال موجود حتي الأن وبعد ‏كل هذا!, لكنه حب لياسر الذي أحبته وتزوجته ليس لهذا الذي جرحها ‏وتراه الأن بجبروته ولا يخشي أحد ويظلم لينال ما يريد فقط, لا يفكر سوي ‏في نفسه ومصلحته, أين ذهب الشخص الذي أحبت ؟! أين ذهب من ‏كان يحذرها من غضب الله وسخطه! . ‏
تذكرت يوم أخبرها بشراكته لوالد عصمت الشرقاوي قبل أقلاسه وأن هذا ‏المال سيساعدهم لتحسين حالتهم المادية وتطوير المستشفى وتحديث معداتها, ‏فرحت عينيه برزق الله, وبعد فتره من هذا الخبر انتقلوا لمنزل جديد أشبه ‏بالفيلا, لكن بعد ذلك اكتشفت أنهم حل عليهم اللعنة! . ‏

عند ياسر خرج من المنزل فور صعود أبناءها ونده علي كامل السائق ‏صاحب الخمسون عاماً وقال له ناهرٍ : تاني مره يا زفت لو خرجت من ‏البيت لوحدها قبل ما أنا إلي أحدد هوريك الويل فاهم .‏
أوم برأسه وقال : فاهم يا بيه .‏
أخذ سيارته وخرج من المنزل ظل يقودها بلا وجهة حتي توقف قال لنفسه ‏بحسرة كأنه يحدث شخص أخر : ( هتعمل إيه يا ياسر .... هتعمل إيه ‏والخيوط كلها بدأت تفك من أيدك .... حتي ولادك معتش عارف تسيطر ‏عليهم ولا تمنعهم من أنهم يشوفوا أمهم ..... أنت تحمد ربنا أنها ساكته وربنا ‏ساترك بعد كل ده .... رغم أنك نسيته ونسيت عقابه.... رميت كلامه ‏بعرض الحيط من غير ما تخاف ولا تهتم واخترت متاع الحياة الدنيا وسبت ‏الأخرة ليه عملت في نفسك كدا ليه ؟ . ) تنهد بقوة, ثم قاد سيارته عائد ‏لمنزله .‏

أما نور فجلست حزينة علي الفراش تتحسس موضع القلم الذي تلقته من ‏أبيها, أهذا لأنه قلق عليها, أم فقط لأنها خالفة أوامره؟ . كيف قدر علي ‏صفعها وهي لا تُكن له إلا الحب رغم ما فعله معها ومع أخواتها, فهي لا تراه ‏فعل ذلك سوي بدافع الحب وخوف فراق أبناءه, لكن ما زال نفس ‏السؤال عالق في الهواء ( كيف لمن يخشي الفراق أن يسقي مرارته لغيره؟! ‏‏.) ‏

أنتهي من تلاوة القران, رن هاتفه فرد قائلاً: السلام عليكم يا نشوي .‏
‏_:عليكم السلام ورحمة الله....أنت كويس يا حبيبي .‏
تعجب ياسين ورد قائلاً: الحمد لله....بس في حصلت عشان تقولي كدا.‏
‏_:لا عادي قلقت عليك فحبيت أطمن والحمد لله إني لقيتك بخير .‏
‏_:طب أنتي ونادر والولاد عاملين اي .‏
‏_:بخير الحمد لله يا حبيبي متقلقش....المهم خلي بالك من نفسك .‏
‏_:حاضر....استودعك الله .‏
دخل ياسين لغرفته وظل يبحث في خزانته علي بجامة ليرتديها وينام وقعت ‏بعض الملابس بالخطاء, فراء ما لم يكن يحب أن يراه (جريدة يضعها أسفل ‏ثيابه) لم يظهر منها سوء طرف صغير, ظهر بالخطأ ليعيد له ذكرياته التي لا ‏ينساها ولا يحب أن يتذكرها! .‏
أغلق الخزانة بقوه كأنه يحبس ذكرياته مع هذا الباب الخشبي, جلس علي ‏الفراش ووضع رأسه بين يديه أتت له فكرة أن يأخذه ويحرقها عله يحرق ما ‏حدث معه وينساه للأبد ولكن بمجرد ما فتح الخزانة حتي أوصده مجدداً ‏ورجع عن تلك الفكرة .

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent