Ads by Google X

رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية الفصل التاسع 9 بقلم سندريلا انوش

الصفحة الرئيسية

   رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية بقلم سندريلا انوش


 رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية الفصل التاسع 9

 فبكت بكل قوه وهي تقبل يد والدتها وتقول:ارجوكي يا ماما دا هيموت لازم يروح للمستشفي..ثم قبلت يدها بجنون وهي تقول:ابوس ايدك يا ماما ما تحرقي قلبي عليه والله هموت يا ماما والله.

فنظرت والدتها بكل قسوه ثم تغيرت معالم وجهه الي الحزن والحنان وتركت يد ابنتها فنظرت اليها ندي بامتنان ثم نزلت مهروله الي الشارع.. 

لتجد الاخر يتشنج بقوه وهو الارض فجثت علي ركبتيها رفعت وجهه الي فخذها وهي تبكي قائله:منصور..اي اللي حصل.

ثم حاولت فتح فمه حتي لا يقطع لسانه ولكنها تفاجئت برغوه بيضاء تنزل من جانب فمه فعلمت انه تسمم..

فصرخت فمن حولها بصوت متحشرج:انتم بتتفرجوووا علي اييي اطلبوا الاسعاااااف.

فهدر احدهم قائلاً بعمليه:طلبنا الاسعاف من ساعة ما وقع يا ابله ندي.

فنظرت الي المتحدث ثم احضتنت وجه منصور بيدها وهي تقول بنبره مرتعشه:متقلقش يا منصور هيجوا اهم.

فتحركت عيناه حتي قابلت عيناها فهدء جسده قليلاً وفرت دمعه من عيناه حزناً علي حاله وعلي حال تلك العاشقه فما ذنبها ان تعشق شخص مثله مدمن للممنوعات! 

فمسحت ندي دمعه وقلبه يتمزق فنزل خيط من الدماء من انفه ففزع قلبها وقرع مثل الطبول خوفاً من فقدانه..

فصرخت بفزع وهي تمسح تلك الدماء:انت اييي اللي بيحصلللك دااا.

اما في احدي الشرف نظرت النساء اليهم ثم غمزت تلك المرأة التي امامها ثم قالت:مش قولتلك ماشيه معاه.

فزمت المرأة الاخري شفتيها بشماته وقالت:ولي ماتكونش غلطت معاه زي ما امها عملت زمان..انت ناسيه انها بنت حرام ولا اي؟! دانا افتكر لما اهل امها باسوا رجل ابوها عشان يسجلها باسمه وبعدها فص ملح وداب..دا الزمن بيكرر نفس ياختي.

بينما ابيه كان يقف ويري ابنه علي حافة الموت فلم يرمش له جفن..وهنا سمع الجميع صوت سيارة الإسعاف..

فمسحت ندي علي خصلاته بحنان وابتسمت بتوتر لتبث له الامان حتي نزل المسعفون..وحملوه علي الناقل ودخلوا بها السياره..بينما ندي لم تنتظر دعوه للركوب بل دخلت بجانبه..ورأت من نافذه السياره امها تقف فالشرفه وتبكي بكل قهر..

فظنت انها تبكي خوفاً علي منصور الا انها تبكي علي ما حدث منذ قرابه الست وعشرون عاماً..وتراه يتكرر امامها ولكن مع اختلاف الشخصيات والسيناريوهات..

عند روز..

كانت تقف وتنظر من خلف زجاج مكتبها علي الطرق من امامها حتي دلف هيثم...

فنظرت اليه ثم ارجعت نظرها الي الطرق فجلس هيثم قائلاً:شغله بالك في اي ما الاسهم بترتفع والشغل بقي كويس! 

فقالت بنبره تكسوها الحزن:لا مفيش افتكرت بابا وماما بس.

فحمحم هيثم بعدم فهم فقالت هي:اصل ماتوا من قريب.

فهز راسه بتفهم وقال:البقاء لله..بس هو ممكن توضيح بسيط! 

فنظرت اليه وجلست علي كرسيها وهزت راسها بالموافقه فقال بترقب:انا ملاحظ ان وجيه باشا كان كبير فالسن شويه عنك! اي اللي خلاكي توافقي عليه من الاصل.

فنظرت اليه بتركيز وقالت بنبره قويه:ساعات الظروف بتجبرنا علي حاجات عمرنا ما كنا نفكر نعملها في يوم من الايام.

ثم نهضت قائله:انا تعبانه محتاجه اروح..يلا بينا احنا.

عند ندى...

كانت تقف بتوتر عند باب غرفة العمليات حتي خرج الطبيب بوجه لا يبشر بالخير فتقدمت بارتجاف فقال بقوه:هو كان متعاطي مخدرات!؟

فهزت راسها بحزن فقال الاخر:اخد جرعه زياده كانت ممكن تتسبب في موته..ياريت يا مدام تشوفيله مصحه يتعالج فيها حرام شبابه يروح فالحاجات دي..عن اذنك.

انصرف الطبيب وهي تفكر في حديثه عن المصحه بينما ترددت كلمة مدام في اذنها فقطع حبل افكارها خروج منصور علي الناقله فسارت بجانبه حتي دخلوا الي ذلك العنبر ولكن اوقفها الممرضون..

فنظرت اليهم بعدم فهم حتي قال احدهم بجديه:مدام دا عنبر رجالي ممنوع الستات تدخوله. 

فصاحت بغضب وهي تلوح بيدها في الهواء:يعني اي عنبر رجالي بقولك عاوزه اطمن عليه.

فهزوا رؤسهم بالنفي فنظرت اليهم بتوعد ثم نظرت الي الناقل وهو يضع منصور اسفل النافذه علي فراشه فضيقت عيناها بمكر وابتسمت قائله:خلاص تمام.

فنظروا الممرضين الي بعضهم بعدم فهم حتي اختفت من امامهم وخرجت خارج تلك المشفي الحكوميه..

ثم لفت حولها حتي وصلت الي عنبر الرجال من الخارج لانه كان في الدور الاول ارضي..

ثم حددت النافذه وابتسمت بانتصار وتسلقتها بصعوبه وجلست عليها وهي تضرب كف بكف لتبعد الغبار الذي كان علي يدها..

ثم نظرت الي ذلك النائم والي تلك الستائر التي تفصل بينه وبين الفراش المجاور له..

ثم قالت بهمس:منصور..منص..امنصوووووور..يابناااااي. 

فحركت جفنه بتشنج ثم فتح عيناه ونظر حوله بدهشه ثم وقعت عيناه عليها فاغمض عيناه وقال:ياربي هي دي الحور عين اللي فالجنه! 

فنظرت اليه بضيق وقالت:يا روح تيته انت لسا عايش.

ففتح عيناه ونظر اليه وقال بغضب:محدش قالك تجبيني هنا او تيجي ورايا..كنتي سبيني اغور في داهيه.

فلمعت عيناها وقالت:بقي دا جزاتي يعني! 

فابعد عيناه عنها فقالت وهي تمسح دموعها:انت اكيد بس تحت تأثير الزفت دا ومتقصدش تقول كدا صح.

فنظر اليها بحزن ومسح علي وجهه بضيق وقال:ابله ندى..عيشي حياتك انت لسا صغيره..متربطيش نفسك بحياة واحد زي..انا اخري السجن ويا موت في جرعه زياده زي انهاردا.

فهزت رأسها بالنفي وقالت بصوت عالي نسبياً:ياعم انت مااالك انا عاوزه اضيع عمري معاك مالكش دعوه وبعدين انت لسا 32 سنه يعني شب..وعلي فكره بقي انت اللي بضيع عمرك فالهباب دا.

فابتسم بسخريه فقالت هي بعزيمه:اتريق اتريق..والله يا منصور ما هيسبك غير وانت مبطل الزفت دا ويبقي طولك في عرضك وعندك عضلات كبيره كدا زي بتوع الافلام والسيما.

فضحك رغماً عنه فقالت هي بمشاكسه:الاه مانت عندك اسنان اهو وبتضحك زينا اومال مكشر في وش اللي خلفوني لي من الصبح.

فجلس علي فراشه وقال:انا حاسس اني بكلم واحد صحبي مش حبيبتي! 

فاتسعت بؤرة عيناها وقالت:اي قولت اي ونبي قولها تاني كدا.

فقهقه بقوه فسقطت هي بين ذراعيه فكانوا في وضع لا يحسدوا عليه وهنا دلف الطبيب وازاح الستائر فانكشفوا الي الجميع..

فاحمر وجهها وهي تقول بتعلثم:طبعا لو حلفتلك اني وقعت من الشووباك عليه هتصدقني صح! 

فهز الطبيب رأسه بيأس وقال:اطلعي برا يا مدام والله ما ينفع كدا.

فنهضت وهي تعدل ثيابها ووجهها مثل الطماطم الطازجه فضحك منصور عليها بشده..

ففحصه الطبيب وكتب اذن خروج بعد غسيل معدته بنجاح..فوقفوا امام موظفة الاستقبال لدفع حساب علاجه فلم يكن معه اية نقود..

فاخرجت ندي المبلغ المطلوب من محفظتها واخرجت بطاقتها الشخصيه لتتم جميع اجراءات الخروج ثم خرجوا سوياً..

ظل منصور يسير بجانبها بهدوء حتي قالت:اي رأيك نروح نقعد عالكورنيش شويه قبل ما نروح الحاره.

فنظر اليها وكاد ان يرفض حتي نظرت اليه باعين راجيه فقال بخضوع:طيب يلا.

فابتسمت بسعاده حتي وصلوا الي الكورنيش وجلسوا علي احد المقاعد..

ظل الصمت هو سيد الموقف حتي قالت ندي:منصور انت بتستفاد اي من الحشيش والحقن؟؟

فتنهد قائلاً:بتنسيني اللي بيحصل معايا فالدنيا دي كلها.

كادت ان تتكلم فقال هو:الدنيا دي معانده معايا بشااكل..لا اهل كويسين وصحبه عدله حتي تعليمي مشتغلتش بيه.

تحولت بنبرته الي البكاء وهو يقول:انت مفكره اني مبسوط يا ابله! 

فابتسمت هي بحزن وقالت:طب اي رأيك اساعدك! 

فنظر اليه بعدم فهم فقالت بتوضيح:بص انا معايا مبلغ كويس..هدخلك بيهم مصحه لعلاج الادمان..وابقي ردهملي بعدين.

كاد ان يرفض فمسكت يده بترجي وهي تقول ببكاء:عشان خاطري يا منصور انا عارفه انها صعبه شريه عليك أن ست هي اللي تعمل كدا بس حاول ارجوك..عشان خاطري وخاطر نفسك.

فنظر الي كفها وربت علي يدها بكفه الاخري وقال:خلاث يا ندى هروح مصحه عشانك..بس اوعدك الفلوس دي هترجعلك تاني.

فابتسمت براحه وقالت:طب انت معاك شهادة اي؟!

فتنهد وقال:تجاره انجليزي بس محدش راصي يوطفني بيها.

فشهقت قائله:انت بتهزر دا انت ممكن تكون محاسب في بنك.

ثم وضعت يدها اسفل ذقنها وقالت:هجبلك انا شغله بشهادتك..بس اوعدني انك هتكمل علاج بارادتك.

فابتسم وقال بنبره صادقه:بوعدك اني هكمل علاجي عشانك. 

فخجلت قليلاً وقالت:طب ما كان من الاول كان لازم يعني تبقي تقيل كدا.

فضحك وقال:ولا كنت تقيل ولا حاجه..انا كنت بحبك بس بقنع في نفسي انك تستاهلي حد كويس ومستواه افضل.

فنكزته في ذراعه وقالت:ياعم وانت مالك انا بحب المعفنين الاه!

فضحك بقوه بينما نهضت هي وجرته من يده قائله:تعال نشتري دره مشويه.

في المساء عند هيثم..

خرج من دورة المياه وهو يجفف شعره ثم جلس علي فراشه..

تزامناً من دخول مهند الهمجي وهو يلهث وكأنه كان في سباق..

فنظر اليه هيثم بضيق بينما قال مهند بتعلثم:قاسم.. قاليي ان ان نننن...فنهض هيثم وسحب مهند وجلس معه علي فراشه وهو يقول:اهدي وخد نفسك اومال محدش بيجري وراك..هاا قاسم قالك اي؟!

فسحب مهند الهواء الي رئتيه وقال بنبره باكيه:ال الل..مماا الملك مات...


google-playkhamsatmostaqltradent