رواية لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي عبر مدونة دليل الروايات
رواية لن ابقي علي الهامش الفصل التاسع 9
منذ ان عادت بمفردها إلى بيتها ورأسها يدور بداخله تساؤلات لا حصر لها، ترى هل هي مخطئة، وما الخطأ في وقوع أحدنا أسيراً للحب، أما يقولون أن القلوب مأمورة ولا سلطان عليها هي مطلقاً لم تتقرب إلى فيصل بل جاهدت في الابتعاد لكنها لم تستطع تلك كانت قناعاتها هي ولكن الحقيقة دائما لها وجه واحد وجهها لا يراه سوى من يبعد عن عينيه غشاوة الرغبة وجنون الامتلاك...
ارتدت ملابسها وهمت بالخروج لكنها اصطدمت بجسده وكادت أن تقع لولا احتضانه لها وكأنه سند محال أن يتركها تميل.
توردت وجنتاها ونظرت إليه بامتنان قائلة:
أسفه يا فارس، كنت مستعجلة لأني اتأخرت عالشغل.
فارس بجدية : ولا يهمك، انت دايما مستعجلة يا كاميليا.
كاميليا بحدة:
تقصد ايه، اسمع يا فارس مش معنى اني رفضت ارتبط بيك تتعامل معايا بالشكل ده، انت مهما حصل ابن عمتي.
فارس بكبرياء جريح:
وانتي بالنسبة ليا اخت مش اكتر وموضوع ارتباطنا ده كان بسبب إلحاح أمي.
كاميليا بتوتر : يعني انت مش بتحبني!!
فارس بسخرية:
طبعآ بحبك، زي اختي الصغيرة بالظبط، واه بالمناسبة مبروك عالخطوبة عقبال الفرح.
كاميليا بعناد : قريب ان شاء الله
فارس : ربنا يسعدك، انت وهو لايقين علي بعض في بينكم كيميا عالية
كاميليا : مش عارفه حاسة انك بتتريق ليه؟
فارس بصوت هامس:
لما هتحبي بجد يا كاميليا عيونك هتتكلم قبل ما انتي تتكلمي، هتلمع بطريقة مختلفة مش هتنطفي بالشكل ده.
تركها واقفه وغادر صافقاً خلفه الباب بغضب فشل في اخفاءه بينما تمتمت هي بحزن:
مش نقصاك والله يا فارس ليه كلكم واقفين ضدي.
مر ما يقرب من النصف ساعة وكاميليا واقفه بانتظار سيارة تقلها الي المشفى دون فائدة، تأففت بضيق فقد تأخرت للغاية، نظرت إلى ساعة يدها وتحدثت بغضب قائلة:
اوف هو يوم باين من أوله اتأخرت جدا
تحدث من خلف ظهرها قائلاً :
تعالي أوصلك في طريقي
التفتت اليه قائلة : لأ مش عاوزة
تحرك فارس دون ان يلتفت إليها قائلاً :
براحتك أنا قولت أساعدك
هرولت خلفه بغيظ إلى أن لحقت به قائلة:
استنى انت ما صدقت قولتلك لأ
فارس : وهو لازم كل حاجة اتحايل عليكي مرة واتنين
كاميليا بحزن :
مش يمكن بشوف رد فعلك، بشوفك بتتكلم بجد ولا مجرد عزومة وكلام عالفاضي.
فارس : كل شيء ممكن يا دكتورة، تعالي اوصلك مع ان طريقنا مش واحد.
صعدت كاميليا إلى جواره وتحرك فارس في صمت فلم يعد هناك ما يقال.
..............
لم يصدق ياسين انه قد عاد بالفعل إلى بيته وأسرته يقبل يدا والدته بحب واشتياق واشفاق عليها مما أصابها من وهن العمر وتقدمه واه مما يعانيه قلب ابن ابتعد مجبراً عن حضن والدته وكلما عاد يستشعر ضعفاً يبكي فؤاده خوفاً من الفراق
اقتربت أماني تحمل بين يديه الكثير من أنواع الحلوى المختلفة التي أعدتها وتفننت في تزيينها من أجل زوجها الذي تضاعف غربته عشقها له.
كان محاطاً بابنائه الثلاث وابنتيه فوق قدميه يستمدان من قوته قوة خاصة فقط بالابنة وابيها.
تحدثت أماني قائلة :
انزل يا سما انتي وبوسي اقعدوا جمب بابا علشان يرتاح
اعترض هو قائلاً :
سيبيهم ولا انتي غيرانة منهم؟
ابتسمت والدته بحب قائلة : ربنا ما يحرمهم منك يابني
ياسين : ولا منك يا ست الكل
تطلعت إليه أماني بغيظ قائلة:
وأنا هغير من ايه، انت ليا أنا لوحدي ولا عندك اعتراض!!؟
قالتها وهي تلوح بالسكين الذي تقشر به حبات البرتقال من أجله فرفع يديه قائلاً باستسلام مرح :
أكيد طبعا، العمر مش بعزقه
تساءلت والدته في تعب قائلة :
عملت ايه مع همس يابني ؟
ياسين بترو : متقلقيش ان شاء الله خير
الأم : يعني اتصالحت مع جوزها ولا عملت ايه ؟
ياسين : اخر الاسبوع هروحلها، ومش هسيبها غير لما اطمن عليها
أماني بغيرة طفيفة : يعني يومين الأجازة هتضيعهم بعيد عننا !؟
ياسين : يعني أسيبها لوحدها يام اسلام؟
أماني: مقصدش والله بس ...
ياسين : متقلقيش الاجازة مش هتضيع ولا حاجة ادعولها انتم بس ربنا ييسرلها الخير.
وعندما ترى من حولك قطعة من روحك تتحرك إلى جوارك تختلف الحياة بعينيك ويغمرك مشاعر أخرى لم يخيل إليك ان تحياها
رؤيته لأطفاله وقد تغيرت ملامحهم بغيابه عاماً جديداً تدعوه إلى البقاء بعيدآ كي يضمن لهم تلك السعادة والاستقرار الذي يحلم به، عليه البقاء بعيداً كي لا يضعف فيهدم بيديه عالمه الذي أسسه هو وزوجته.
في المساء وكما جرت العادة توافد الأهل والاصدقاء علي زيارة ياسين ورؤيته وكانت شقيقتاه أولى الحضور.
أتى أحمد والذي اشتاق الي صديقه، تبادلا السلام والحديث لساعات إلى أن حل الليل وغادر كل إلى بيته ونام الجميع والسعادة تحيطهم وبقى هو يتذكر وكأنه لا يتقن شيئا سوى ادخار الذكريات
عودة بالزمن إلى سنوات مضت
تنهد بحزن وتمنى بصدق خالص أن تنعم فرح بحياة هادئة مع زوج يمنحها من الحب ما تستحق
لقد توفيت والدتها بعد زواج ياسين بثلاث سنوات، توفيت من كانت سبباً رئيسياً في حرمانه من فرح لكنه مطلقاً لم يكن لها سوى الحب والتقدير، وعند وفاتها كان حزنه مضاعفا، من أجلها ومن أجل فرح.
ابتسمت فرح عندما رأته جالساً في انتظار قدوم شقيقها قائلة
ازيك يا ياسين، عامل ايه ؟؟
أجابها مبتسماً : الحمد لله بخير طول ما انتي بخير
فرح : أحمد دقيقتين وجاي، تشرب ايه ؟؟
ياسين : ولا حاجة تسلم ايدك قوليلي ايه رأيك في عادل موافقة ولا لأ؟؟
فرح بترقب : انت ايه رأيك ، اوافق؟!
ياسين : أنا شايف انه ابن حلال وطيب وهيحافظ عليكي عن أي حد تاني
فرح بشجن وتنهيدة متعبة : بس خالتي صعبة، مش حنينة زي أمي.
ياسين : المهم هو، بعدين هي في الأول والأخر خالتك.
لم تستطع البوح بما تريد فما تريد بات محالا ولم يستطع هو أن يخبرها أن الحياة عليها أن تستمر به أو بدونه لكنها وكعادتها أدركت ما يفكر به ولم تتركه في حيرته كثيراً بل أعلنت عن موافقتها قائلة:
عندك حق، أنا هبلغ أحمد اخويا إني موافقة واخليه يتفق معاهم.
...............
دفعه بكامل قوته لكن مصطفى لم يتركه بل تشبث به قائلاً
يا فيصل اعقل بلاش عبط، هتفرج الناس عليك
فيصل بجنون : أنا، انا يترفع عليا قضية خلع ومن مين!!!
همس....معقول قدرت تعملها؟ !!!!!!!!
مصطفى : قولتلك همس غير رضوى مصدقتش.
فيصل : وأنا مش هسيبها، مهما عملت مستحيل اسيبها، اوعى يا مصطفى خليني أروحلها.
مصطفى : طيب اقعد واهدي بلاش تروحلها وانت متعصب كده
دفعه فيصل ولم يجبه بل اسرع في مشيته وملامحه لا تبشر بالخير
بحث مصطفى عن رضوى إلى ان وجدها فطلب إليها بلهجة جادة قائلاً :
تعالي يا مدام رضوى حالا عندي عالمكتب
لحقت به رضوي التي صدمت عندما صاح بوجهها قائلاً :
انتي كنتي عارفه ان همس رفعت خلع ؟!
رضوى : اه هي قالتلي
مصطفى بشراسة : ومقولتليش ليييه؟!
رضوى : واقولك ليه، هي حرة!؟
مصطفى ممسكا معصمها بقوة : يعني ايه حرة، مفروض كنتي تعقليها ولا انتي مشجعاها؟!
رضوى : سيب ايدي، اقولك ايه وامتي وفين، انا مستحيل كنت هقول لأني عارفه انك هتبلغ صاحبك في ساعتها وبعدين انت محسسني ان سيادتك كنت معايا وخبيت عليك انا كل اللي بيني وبين الشغل وبس..
وعموما ده حقها، حقه يتجوز وحقها ترفض او توافق.
مصطفى : كسر حقها، ايه اللي بتقوليه ده دي قليلة الرباية..
رضوى : قليل الرباية هو اللي يخون العشرة ويبص علي بنت غير مراته
مصطفى : تقصدي مين يا رضوى؟!
ردي وفهميني قصدك ايه، فيصل انسان محترم وشايلها هي وولاده فوق راسه وبعدين بقاله كتير بيحايل فيها ورافض يطلقها تقوم تخلعه...
وبعدين انتي بتدافعي عنها ليه مش خير، ولا ناوية تعملي زيها؟
رضوى : لا اطمن لا انا زيها ولا انت زي فيصل
همس طلبت الطلاق مليون مرة وفيصل رفض، أنا بقى مطلبتش الطلاق منك لأني ببساطة عارفه انك هتوافق وما هتصدق، همس تقدر تربي ولادها وتعيش وممكن تتجوز واحد احسن من فيصل كمان، لكن انا مقدرش ادخل راجل علي بناتي وللأسف مقدرش اتجوز غيرك.
تركته وغادرت وجلس هو يزفر في ضيق مما يدور من حوله
.........
اخذت سوزي تداعب طفلتيها بملل بينما والدة زوجها تشاهد التلفاز
تساءلت سوزي قائلة :
هو مصطفى اتاخر النهاردة كده ليه ؟!
اجابتها بضيق : ربنا يعينه بيشتغل ويشقي بقى همه تقيل
سوزي بغضب :
تقصدي ايه يا حماتي، خلي بالك كويس انا مش زي رضوى هسمع واسكت لأ أنا مش بسيب حقي!
والدة مصطفى بصدمة :
هتعملي ايه يعني، هتيجي تضربيني ياختي ده بدل ما تنكسفي علي دمك وتسكتي بتردي
سوزي : وانكسف ليه، جايبة بنتين زي القمر وبعدين العيب في ابنك مش فيا، ولا انتي متعرفيش ان اللي بيحدد نوع المولود الراجل مش الست يا حبيبتي.
والدة مصطفى : اما انك بجحة بصحيح وانا كنت بقول عليكي مؤدبة
سوزي : مؤدبة! وهو انتي ينفع معاكي أدب، بس ملحوقة ان ما خليت مصطفى يقلب عليكي مبقاش أنا.
حملت سوزي طفلتيها وغادرت شقة حماتها وتركتها تنظر في أثرها بكره ووعيد.
................
كانت همس نائمة بغرفتها بعدما أرسلت طفليها إلى مدرستهما، تحركت من مرقدها بفزع بعدما اقتحم فيصل الغرفة وجنونه يسبقه، يصرخ باسمها رغم رؤيته لها وقربه منها جذبها إليه فباتت أسيرة داخل احضانه تساءل بشراسة
وتحذير قائلاً :
قوليلي انك معملتيش كده، قولي انك مرفعتيش عليا قضية خلع.
ابتلعت ريقها بخوف لكنها تذكرت صفعها لها سابقاً فاستعادت قوتها وقالت:
لأ، حصل يا فيصل انا طلبت منك بالذوق تطلقني وانت رفضت.
دفعها بقوة فوق فراشهما وكبلها بجسده قائلاً :
هقتلك يا همس، هقتلك ومش هطلقك
سامعة؟!
نظرت اليه بضعف من قربه ورفض لذاك القرب قائلة :
ما انت قتلتني فعلاً، بالله عليك كفاية، اشتد نحيبها وازداد هو قرباً منها يضمها إلى صدره باشتياق، همس إليها بحب قائلاً:
ليه يا همس، معقول فعلا كرهتيني ....مش مصدقك.
همس : مبقاش يفيد الكلام يا فيصل، بلاش نوجع بعض اكتر من كده
ورحمة ماما يا فيصل تطلقني، انا عارفه انك مستحيل ترفض بعد ما حلفتك بوالدتك، ورحمة مامتك، وحياة أي ذكرى حلوة لينا سوا، ارحمني من الألم اللي بحسه في وجودك.
ابتعد عنها وأولاها ظهره وكأنه عاجز عن قولها بمواجهتها
ظل صامتاً قليلا الي أن قال :
حاضر، أنا مش هجبرك تعيشي معايا غصب عنك، بس خليكي فاكرة ان انتِ اللي طلبتي،
انت طالق ياهمس.
..............
بعد يومان انتظر مصطفى خروج رضوى وعزم أمره علي اصلاح ما أفسده سابقاً، عليه بالتقرب إليها من جديد
بادئ الأمر تعجبت رضوى من انتظاره لها لكنها تحدث بجدية قائلاً :
أنا هقضي اليوم معاكم، البنات وحشوني
لم تعقب هي بل اكتفت بالصمت وماذا تقول فقد اعتادت غيابه وربما تدعي ذلك
اقترب مصطفى من مقعد رضوى لكنها لم تنتبه إلى قربه الشديد الا عندما انحنى يقبل وجنتها باشتياق لتشهق هي برفض وصدمة قائلة:
في ايه يا مصطفى!؟
مصطفى : في ايه يا رضوى؛ انتِ ناسية انك مراتي.
قهقهة رضوى بقوة إلى أن ادمعت عيناها حزناً وانكسارا لتجيبه بنفور قائلة:
مراتك!
ده انت محاولتش تقرب مني بقالك اكتر من سنة؛ فجأة كده اكتشفت اني لسه علي ذمتك وان َليا حقوق؛ صمتت عن الكلام للحظات لتهتف بسخرية
اهه؛ يمكن علشان المدام لسه والده جديد ومش هتقدر تلبي طلباتك كراجل فجيت للجارية أم بناتك.
مصطفى بصدق : انتِ عمرك ما كنتي جارية يا رضوى.
رضوى باكية : عندك حق دي حتى الجواري معروف مصيرهم أنا لا حصلت جارية ولا أميرة أنا زوجة علي الهامش..؟
واحدة مرهونة باسمك بعقد رسمي تدخل وتخرج البيت تشوف بناتك وقت ما تحب وانت مش خايف من الناس؛...
بس مفروض كنت تخاف من ربنا؛ لأني عمري ما هسامحك وهطلب يوم القيامة حقي منك قدام ربنا
.ابتلع مصطفى ريقه بخوف وندم فقد سرقته سكين الحياة وجذبته تلك الحياة الجديدة فتغافل عن رضوى وتناسى احتياجها إليه، زلزلت كيانه الذي كان ثابتاً بأوتاد الظلم وتصدع بنيانه الهش على يديها.
اقترب منها وضمها اليه علها تهدأ لكنها استكملت:
عمري ما هسامحك ولا هسامح اهلك؛ امك كانت فرحانة اوي ان مراتك حامل في ولدين وقالتلي ربنا هينصفه ويجيب ولد يشيل اسمه
اشتد نحيبها بقهر لتتحدث بصوت تختلط به عبرات السعادة قائلة:
بس ربنا نصفني أنا والست جابتلك تؤام بنتين؛ روح لأمك بقى تبدلهم
مصطفى بجدية:
أنا عارف اني غلطان و ظلمتك يا رضوى؛ بس انتِ كمان عملتي كتير ورفعتي عليا قضية؛ كان ممكن وقتها اطلقك واديلك حقوقك واخلص لو انا شايفك قليلة زي ما بتقولي..؟
انا لسه بحبك وباقي عليكي؛ اديني فرصة وخلينا نرجع زي الأول علشان البنات وعلشانا.
رضوى : مقدرش؛ انا مبقتش عوزاك.
مصطفى بإصرار : كدابة يا رضوى؛ انتِ لسه بتحبيني؛ وحتى لو الحب قل بس موجود وانا متأكد.
نظرت إليه بغضب : ومراتك؟
مصطفى بضيق : مقدرش اطلقها للأسف بناتي هيدفعوا التمن.
اغمضت رضوى عيناها تستجمع قوتها وتذكرت تحدي سوزان لها من قبل وكلماتها القاسية؛ لقد حان الوقت لاسترداد حقها بمصطفى رغماً عنه وعن الجميع؛ لقد كانت فيما سبق نقية حد السذاجة وها هي تدفع الثمن لذا عليها اتباع أساليبهم الرخيصة الملتوية كي تحظى ببعض حقوقها.
رضوى بعدما أفاقت من شرودها:
وانت متخيل اني هثق فيك تاني؛ عاوزني اسامحك واقرب منك وبعد دقيقتين ترميني زي بنات الليل وتطلع جري علي بيتك؟!
مصطفي بصدق:
لو انتِ موافقة هنفذلك كل طلباتك؛ ومن النهاردة هقضى نص الاسبوع هنا ونصه عند سوزي
رضوى بجنون : ماتجبش سيرتها قدامي؛ فااااهم!
مصطفي : حاضر؛ قولتي ايه؟
رضوى بجدية : أنا مش زيك ولا زيها وعمري ما هحرم شرع ربنا واقولك طلقها، أنا عاوزة عدل ربنا وحقي، اتصل علي الهانم بتاعتك دلوقتي وقولها اللي احنا اتفقنا عليه.
مصطفى بتردد ورفض للمواجهة بينه وبين سوزي : ولزمته ايه بس ما أنا اكيد هقولها.
رضوى : لا ياحبيبي؛ زي ما أنا ببقى عارفة انك معاها وفي حضنها ورميني حقي عليك تعرفها انك لسه باقي عليا
وبتحاول ترجع علاقتنا زي الأول؛ كفاية انها قالتلي قبل كده اني مش مالية عينك وإلا مكنتش اتجوزتها.
مصطفى بغضب : قالتلك امتى الكلام ده؟
رضوى بخفوت : يوم ما جبتها وجيت المستشفى تشوف بنتك لما العربية خبطتها.
لم يفكر مصطفى مطولاً بل اجرى اتصاله بسوزان التي اسرعت الي اجابته بلهفة سرعان ما تحولت الي غيرة عمياء وشراسة جعلت مصطفى يصدم علي الفور فهو من قبل لم ير وجهها الأخر.
تحدث اليها بشدة قائلاً:
لو فضلت تصرخي في وداني كده كتير هقفل السكه في خلقتك؛ وبعدين ده رضوى رغم انها مراتي الأولى معملتش ربع اللي انتي بتعمليه.
سوزان بحدة : لو بتحبك ولا عندها ذرة كرامة كانت عملت ياحبيبي.
لاحظ مصطفى انطفاء وجه رضوى التي وصل الي مسامعها كلمات ضُرتها اللاذعة فأجابها بهدوء قاتل.
حتى لو هي مبتحبنيش فأنا بحبها وبقولك أهو من النهاردة هعدل بينكم علي أد ما أقدر هقضي معاكي ٣ أيام وهي ٤ أيام.
صرخت سوزان بغضب قائلة:
عدل ايه ده يا مصطفى؛ واشمعنا هي ٤ أيام؟!
مصطفى بندم : كفاية اني سبتها سنة كاملة قضتها معاكي؛ ده حقها يمكن ربنا يسامحني.
لم يستطع مصطفى الاستمرار في محادثتها بعدما ازداد اعتراضها واخذت في سب رضوى فأسرع إلى انهاء الاتصال تاركاً اياها تتوعد وتخطط لما هو قادم.
تطلع مصطفى الي رضوى فلم يجدها من حوله؛ اسرع باحثاً عنه يخشى ان ترفض الرجوع إليه؛ اقتحم غرفة نومهما فوجدها متكورة فوق فراشهما تئن في صمت؛ استشعر مصطفى فداحة افعاله كما لم يفعل من قبل لذا تقدم منها بحذر؛ القى بجسده الي جوارها وكم اشتاق إلى لحظاتهما الخاصة؛ جذبها برفق واصرار الي صدره ولم تعترض هي فربما تحتاجه بقوة؛ همس اليها بصدق قائلاً:
أنا أسف يا رضوى؛ أسف.
وكم من أسف يجعلنا نتألم أكثر مما نحن عليه، اسف يشبه في حماقته من يقترب من السنة النيران الغاضبة فيلقي إليها بكومة من الحطب منتظراً منها أن تنطفيء فما تزداد سوى اشتعالاً وكأنها تعلن عن تمردها ورفضها لما يقدمه إليها.
انتفضت رضوى وعيناها خير دليل على انكسارها، أشارت إليه قائلة
شايف السرير ده، عارف أنا كام يوم اتمنيت الاقيك جنبي فيه، كام لحظة اتمنيت حياتي تنتهي بسبب اشتياقي ليك، كام مرة سألت نفسي امتى هترجع وتعوضني يا مصطفى، عارف أنا حسيت بأيه لما اتجوزت ورمتني، صراخها كان قاسياً جعله عاجز عن الرد وربما كان بلا حجة فما الدافع لأن تقتل إنساناً منحك حياته بلا تردد؟!
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية لن ابقي علي الهامش) اضغط على أسم الرواية