رواية مرايا القلب الفصل الثامن 8 بقلم ريهام حلمي

الصفحة الرئيسية

  رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات

رواية مرايا القلب

 رواية مرايا القلب الفصل الثامن

في قسم الشرطه،،،
دلفت چيهان ومع زوجها مصطفي الحاوي بقلب متلهف بعدما جاءها ذلك الخبر المشؤم ومن خلفهم ثلاثه من المحامين الذين أتوا للدفاع عن حبيبه ،لم تصدق ما فعلته ابنتها الحمقاء بنفسها ،بالاضافه الي سمعتها التي ستضرر بالتأكيد ما ان انتشر الخبر بالصحف …

وجدت شهد بالخارج والعسكري يقيدها بتلك الاساور الحديديه ،لتتجه ناحيتها قائله بزعر :
=شهد ايه اللي حصل وفين حبيبه؟!!

نظرت لها شهد بعينيها الباكيه ،لترد عليها بشهقات خافته :
=حبسوا حبيبه ياطنط ،والله احنا معملناش حاجه ،ادخلي للظابط ده وقوليله انا خايفه علي حبيبه اوي..

وقفت امام العسكري لتهتف بغضب :
=بنتي فين ،حبيبه الحاوي فين انا عاوز اقابل الظابط اللي قبض عليها فورا ؟

لم تعجبه العسكري النبره التي تتحدث بها ولكن فضل الصمت لانها تبدو عليها انها من الطبقه المخمليه ولايريد ان يتأذي بعمله ،فأوما برأسه قائلا بهدوء:
=هبلغ اسر بيه ؟

دلف العسكري ،ليجذبها مصطفي برفق من زراعها قائلا بخفوت :
=چيهان اهدي وبلاش تهور خلينا نحل الموضوع ده بهدوء .

فتحت فمها لتنطق ولكن قاطعهم صوت العسكري يسمح لهم بالدخول ،دلفوا جميعا ،ليتعجب اسر من ذلك الاعداد قائلا بجديه :
=مين حضراتكم ؟

رمقته چيهان بفروغ صبر لترد عليه بهدوء حاولت التمسك به :
=انا الدكتوره چيهان مامت حبيبه وده الدكتور مصطفي الحاوي
باباها ، المحامين دول علشان يدافعوا عنها .

رمقهم آسر بتعحب ،ليقول بتهكم:
=تلات محامين !!طب اتفضلوا يا اساتذه .

جلس المحامين بينما رمقته جيهان بغيظ ،بينما سأله مصطفي بتلهف :
=بنتي فين يا حضرة الظابط عاوز اشوفها؟!!

نظر اليه اسر ليرد عليه ببساطه :
=في الحجز..

شهقت چيهان مما يقوله بينما تضايق مصطفي ان ابنته تُعامل بتلك الطريقه ،ليهتف بغضب :
=حجز !!بنتي انا في الحجز انت ازاي تتجرأ وتعمل فيها كده !!

ضرب آسر كفه علي المكتب بقوه شديده ليرد عليه بعصبيه :
=حاسب علي كلامك واعرف انت فين وبتكلم مين ،بنتك متهمه في قضيه قتل عاوزني اعملها ايه ابيتها في فندق خمس نجوم !!

رمقه مصطفي بزهول من ذلك الاسلوب التي يتحدث به ،فكاد ان يتحدث ولكن اشار له بكفه بالصمت قائلا ببرود :
=كلمه كمان وهطلعك بره .

اشار المحامي لمصطفي ان يتحلي بالصبر قليلا ،فصمت مرغما ريثما يري ابنته الحمقاء ،بينما عندما وجدهم آسر هدأو استدعي العسكري ،فجاء العسكري بالحال ليأمره بجمود :
=هات حبيبه الحاوي من الحجز .

ادي العسكري التحيه العسكري وهو يقول بطاعه :
=اوامرك يا أسر بيه.

جلس الجميع في ترقب في انتظار ابنتهم ،اما بالخارج عندما وجدتها شهد أتيه نحوها حتي نهضت بلهفه تحتضنها قائله بخوف عليها :
=حبيبه انتِ كويسه ،انا اسفه مقدرتش احميكي يارتنا ما روحنا هناك ،حبيبه ردي عليا !!

رمقتها حبيبه بزعر ممزوج ببكاء ثم ردت عليها بانهيار :
=شهد انا خايفه اوي انا مش هقدر اقعد مع الستات دول اللي هناك تاني شه..اا..

جذبها العسكري بقسوة عندما طال حديثها ،لتتأوه بالم من تلك المعامله ،لتنهار شهد وهي تري صديقه طفولتها بتلك الحاله ،وتنتظر والدها بفارغ الصبر ربما يجد لهما حلا …

في الداخل ما ان رأي مصطفي ابنته حتي اقترب منها وحذبها الي احضانه بخوف عليها ،بينما اخذت حبيبه تبكي علي صدره كالاطفال وهي تهتف بهذيان :
=خدني من هنا يا بابي والله هسمع كلامك بس ما تسبنيش هنا انا خايفه ..

رمقهم آسر بستخفاف لينهض بعدها قائلا بجمود :
=هسيبكم مع بعض خمس دقايق .

خرج لتنهار حبيه اكثر ،بينما جذبتها چيهان الي احضانها لتشعر پالم بقلبها اول مره تشعر به ،فعلي الرغم من قسوتها معها الا انها تحبها بشده ،لتقول لها بهدوء ممزوج بدموعها :
=اهدي يا حبيبه انا هخرجك من هنا بس بلاش عياط عاوزاكي قويه .

اومأت برأسها موافقه فهي تعرف والدتها خق المعرفه ،وبعد دقائق من الاتصال بعلاقتهم مع من في الداخليه استطاعت اخذ الموافقه بخروحها بكفاله ..

ليغتاظ آسر مما فعلوه ،ثم رمقهم بضيق قائلا للعسكري الذي بجانبه :
=اكتب يا بني .

_____________________

في ڤيلا مصطفي الحاوي ،،،

جلست حبيبه تبكي علي الاريكه الفاخره بعدما افرجوا عنها وهي تستمع لتوبيخ والدتها ،لتصرخ ببكاء:
=كفايه بقا انا تعبااانه حرام عليكي قولتلك مكنتش اقصد ..

لتحدجها والدتها بغضب لتصرخ هي الاخري:
=انتِ غبيه ومشفتش اغبي منك ،ازاي تمسكي السكينه وليه اصلا تروحي عنده انا مش قولتلك تشيلي الموضوع ده من دماغك !!

لم يعجبه مصطفي ذلك الحال بينهما ليهتف بغضب:
=كفااايه انتوا الاتنين وبلاش عصبيه خلينا نفكر في حل للمصيبه دي!!

صمتت حبيبه مع استمرار بكائها بينما هتفت جيهان بتهكم:
=حل !!حل ايه يا دكتور بنتك بصماتها علي السكينه ،واللي اسمها عبير دي هتطلع منها زي الشعره من العجينه وفوق دا كله رايحه تبرأ شهد هانم ،يعني بنتك ليساها لبساها ..

ازداد بكاء حبيبه ،ليحدجها مصطفي بغضب علي كلماتها المسمومه غير مراعيه مشاعر ابنتها ،لينادي بعلو صوتها علي مربيتها:
=فاطمه ..يا.. فاطمه ..

اتت فاطمه علي الفور بعدما استمعت الي ندائه الغاضب ،ليقول بحزم :
=طلعي حبيبه ترتاح في اوضتها ..

اومأت له مسرعه ،ثم اقتربت من حبيبه وجذبتها برفق صاعدين الي الاعلي حيث غرفتها ،وما ان تأكد من رحيلهما حتي هتف بها بتوبيخ :
=ايه الكلام اللي بتقوليه للبنت دي ،انتِ مش عرفاها بتخاف قد ايه ..

ابتسمت من زويه فمها بسخريه لترد عليها بتهكم :
=وانا جبت حاجه من عندي مش ده اللي هيحصل ويا عالم هيحكوا عليها باعدام ولا مؤبد ..

مسح علي وجهه بضيق لا يعلم كيف يحلها ،ليقول بغموض :
=انا هحلها من غير البنت ما تتأذي حتي لو اضطريت اهربها بره البلد ..
_______________________

في غرفه ياسمين ،،،

ساءت حالتها كثيرا لتشعر ان روحها ستخرج من جسدها ،لا تعلم تلك الحاله التي اعترتها ،وماسببها عزمت علي ان تذهب للطبيب يفحصها لتعرف ما بها ،نظرت بجانبها الي تلك الاقراص التي اعطتها لها ليان ،فهي الوحيده التي تبعد تلك الصداع اللعين الذي يستولي علي رأسها …

ابتلع القرص بتعب وما هي الادقائق حتي شعرت بتنميل اطرافها وجسدها في سكون غريب ،تطلعت حولها بالغرفه فشعرت انها بعالم اخر لاتتذكر منه شئ ،بينما دلفت والدتها الي الغرفه ورأتها بتلك الحاله لتسأاها بقلق :
=ياسمين ايه الحاله اللي انتِ فيها دي ،بقالك يومين مش مظبوطه ..

اغمضت ياسمين عينيها بوهن لترد عليها بخفوت :
=انا كويسه يا ماما شويه صداع هنام وهبقي كويسه ان شاء الله.

لم تقتنع رقيه بحديثها لتنفي برأسها قائله بنفس النبره :
=لا دي مش عوايدك انا اول مره اشوفك بالحاله دي ،انا هروح لدكتور غياث يجي يشوفك ..

ما ان سمعت اسمه حتي انتفضت بألم تمسك زراعها ،لا تريده ان يراها وهي بتلك الحال بل تريده من الاساس ان يفحصها ستخجل كثيرا منه ،لتهتف لوالدتها برفض:
=يا ماما علشان خاطري ما تروحيش انا هبقي كويسه والله ،وبكره هروح المستشفي وهكشف هناك ..

اومأت والدتها بقله حيله ،لتقترب منها وتغطيها بحنان ،ثم هتفت له بحزن :
=تصبحي علي خير يابتي .
_وحضرتك من اهله يا ماما

تركتها والدتها ،لتغمض هي عينيها وتتذكر ما حدث اليوم بالمستشفي …

ذهبت الي مكتبه بعدما استدعاها ،لتفرك بيدها كعادتها عند التوتر ،طرقت طرقات خفيه ليأذن لها بالدخول ،فدلفت وتركت الباب مفتوح ،بينما هو رفع عينه لها ليشير بيده قائلا بهدوء:
=اقعدي يا دكتوره .

جلست ياسمين بتوتر ،بينما تنهد غياث ليتابع بجديه :
=حالتك اليومين دول مش عجباني ،بتدخلي العمليه ومش مركزه ابدا وكذا مره تعرضي حياه المريض لخطر ،وغير كده بتخرجي من المستشفي بدون استأذان ..

ادمعت عينيها من اثر حديثه ،ليزفر هو بضيق ثم تابع بلطف :
=ياسمين لو في مشكله معاكي قوليلي .

نفت ياسمين برأسها قائله بنبره اوشكت علي البكاء :
=انا..انا اسفه يا دكتور انا فعلا مش مركزه اليومين دول ،علشان كده انا بطلب من حضرتك اجازه لحد ما استجمع نفسي تاني .

علي الرغم من ضيقه انها ستظل بعيده عنه ولكن اومأ برأسه بهدوء ثم قال بتفهم:
=تمام يا دكتوره انا هكتبلك علي اجازه ولو احتحتي اي حاجه انا موجود ،اتفضلي .

شكرته مريم بأدب ،لتنهض وتعطيه ظهرها وهنا اطلعت العنان لدموعها التي حبستها طويلا امامه…

عادت ياسمين من شرودها ثم اغمضت عينيها لتذهب في ذلك العالم الذي وضعته بها ليان البكري رغما عنها ،فهل من عوده من ذلك الطريق ؟؟

بينما علي الجانب الاخر كان يجلس غياث مع والد ياسمين بالحديقه علي تلك المقاعد ليقول له برزانه :
=عاوز اكلمك في موضوع مهم يا راجل ياطيب .

ابتسم صابر علي تلك اللقب الذي يطلقه عليه ،ليرد عليه بامتنان :
=اتفضل يابني انا سامعك.

ربت غياث بخفه علي قدمه ثم هتف له بهدوء:
=انا يشرفني اطلب ايد الانسه ياسمين علي سنه الله ورسوله …
__________________

ڤي قصر زين الهواري ،،،،
التف الجميع ليتناولو وجبه العشاء ،فنظر زين حوله يبحث عنها فقطب جبينه بعدم رضا عندما لم يجدها فسأل بنبره رجوليه جاده:
=مريم فين ،مش بتتعشي معانا ليه؟

رمقته والده بحنق وكذلك الجد الذي لم يكن راضيا بها تماما ، ليرد عليه بقسوه:
=البت دي ما هتجعدش وسطينا واصل ،.

رمقه زين بعدم رضا من حديثه ،لن يسمح بان يحدث لها مكروه مهما حدث ،لذا قال بنبره حازمه:
_جدي لو سمحت مريم مسؤله مني من اهنا ورايح ،وكمان ليها حجوج(حقوق) في الجصر ده زي كل احفادك ..

صمت قليلا يتابع رد فعلهم علي حديثه وعندما رآهم صامتين حتي تابع بنفس النبره:
=ورد اطلعي چولي لمريم خليها تتعشي معانا.

اتسعت ابتسامه ورد ما ان نطق اسمها وودت لو تطيل النظر اليه اكثر ،بينما عندما رآها زين شارده حتي هتف بنفاذ صبر :
=ورد سمعتي چولت ايه؟

انتبهت ورد له فنهضت علي الفور لتنفيذ حديثه ،بينما تابعها مروان بحنق يبغضها لشده ولا يدري لماذا…
بعد قليل جاءت ورد وخلفها مريم التي تفرك يدها بتوتر خائفه منهم ،ليزيل زين هذا التوتر عنها قائلا ببحه صوته الرجوليه:
=اچعدي يا مريم ما تتكسفيش.

جلست مريم بجوار ورد بادبها المعتاد ،فربت فايز علي ظهرها بحنان يحثها علي بدأ طعامها فأومئت له بابتسامه متوتره ،واخذت تأكل بهدوء وكم كانت جائعه لانها لم تأكل منذ يومين علي الرغم من عدم مهرفتها لبعض الاصناف امامها ،حاولت الا تبالغ في اكلها لانها ما زالت تشعر بالحرج منهم …

نظر لها مروان الشقيق الاصغر لزين ثم همس لها بصوت لا يسمعه الا هي :
=اني مروان واد خالك فايز .

التفتت له مريم وابتسمت لذلك الصغير لترد عليه بهمس هي الاخري:
=تشرفنا يا استاذ مروان وانا مريم .

ابتسم هو الاخر ليلاحظ ذلك زين ويجن جنونه ثم هتف بعنف:
=مرووان كفايه حديت (كلام )علي الاكل ويلا علشان تطلع تذاكر ..

اومأ مروان مسرعا بعدما رأي تعبيرات وجهه المخيفه ،وايضا مريم مثله التي خشيت من صوته ففد عاشت سنواتها الاربع والعشرون لم يعلي احد نبره صوته هكذا ،ترحمه علي والدها الفقيد بنفسها ،فكم تفتقد الهدوء والسكينه التي كانت تنعم بهم معه في حياته ..

انهي الجميع طعامه لينهض زين ثم نظر لها قائلا بجمود :
=عاوزك في المكتب يا مريم ،خلصي وكلك وحصليني..

هتف بكلماته وتركهم حيث مكتبه بينما هي ارتعبت بنفسها ما الذي سيتحدثه معها ،لتفيق من شرودها علي جمله سعاد المغتاظه :
=جومي شوفي العمده عاوز منيكي ايه بدل ما انتي مبومه اكده..

ابتلعت كلماتها بحرج لم يكن من طباعها رد الاساءه بالاساءه ،لترد عليها بأدب :
=حاضر يا طنط .

رمقتها سعاد باستخفاف لترد عليها باستنكار:
=طنط ،اني مش طنط يختي .

_سعاد كفايكي حديت ماسخ .

نطق بتلك الجمله فايز الذي يستنكر كلام زوجته اللعوب ،ثم التفت الي مريم قائلا بحنان :
=ادخلي يا بتي شوفي واد خالك عاوز ايه.

اومأت مريم بطاعه ثم تقدمت بخطوات مرتعشه اتجاه المكتب ،لتطرق بعدها طرقات خفيفه تكاد لا تسمع ،لتسمع صوته الرخيم يأذن لها بدخول…
ابتلعت ريقها في وجل حتي اقتربت من مكتبه تفرك يدها بتوتر لا تعلم ماذا تفعل ،ليخرجها هو من شرودها قائلا بهدوء:
=اقعدي يا مريم .

تعجبت من تغير لهجته الصعيديه ،ليدرك ما تفكر به ،ليتابع بنفس النبره :
=انا بتكلم بحراوي كويس اوي فتره الكليه وبعد مده شغلي هناك كفيل يخليني اتقن اللهجه ..

اومأت برأسها دون ان تنطق ،ليزفر بضيق يريد سماع صوتها وقبل ذلك يريد ان تنظر له ،فيقسم بداخله انها لم تتعرف الي وجهه الي الآن ..
تذكر شيئا ما لتتهجم ملامحه علي الفور وهو يسألها بترقب ممزوج بحده :
=روحتي فين بعد ما ابوكي اتوفي .

ادمعت عينيها ما ان تذكرت والدها ولم تنتبه لتلك النبره الحاده التي يسألها بها ،لترد عليه بحزن :
=كنت عند عمتي .

ارتاح قلبه بشده بعد اعترافها بذلك فهو يعلم ولكن يريد اختبارها لا اكثر ،ليسألها مجددا :
=طيب مين عمل فيكي كده ،وليه مشيتي من عند عمتك ..

توالت الذكريات عليها واحده تلو الاخري لم يضغط عليها بذلك الشكل ،لتحسم أمرها وتهتف بقوه مزيفه :
=دي حاجه خاصه بيا من فضلك متطغطش عليا ،انا اصلا مش هفضل هنا كتير .

ما ان انهت جملتها حتي تعالت ضحكته الرجوليه والتي تنم عن سخريه كبيره ،لتتعجب مريم من ضحكه هذا اهي القت مزحه عليه ليفعل ذلك ،بينما تماسك زين بصعوبه ليهتف بعدها بجبروت :
=مشكلتك يا مريم انك ما تعرفيش انتِ بتتعاملي مع مين ،بس انا هعذرك لاني لسه ما تعرفنيش ،وساعتها هتعرفي الفرق بيني وبين عمتك جيهان اللي قدرتي تهربي منها .

صدمت مريم من معرفته بذلك ،ليتابع هو بجمود غير عابئا برده فعلها :
=بس مش هتقدري تهربي من زين الهواري علشان انا مش بسيب اللي يخصني ،فهمتي يا بنت عمتي ؟

قطبت مريم حبينها بعد فهم ،لماذا يتكلم هكذا ،لترفع مجبره وجهها ناظره اليه حتي تلاقت اعينهم بنظره طويله ،لتدرك مريم خطأها وتشيح بعينها منه ،تلك العيون التي رأت بهم قسوه وجبروت كبير ،كيف لم تدرك ذلك من البدايه …

حاولت مريم التحلي بالهدوء لتهتف بتريث :
=حضرتك انا مش ناويه اهرب ،واللي حصل مع عمتي غصب عني ،هي مسأله وقت وهمشي من هنا فمن فضلك بلاش اسلوب التهديد ده .

ابتسم من زاويه فمه بسخريه ،ليرجع بظهره للمقعد قائلا بتهكم :
=انا مش بهدد يا دكتوره انا بعمل علي طول وياريت فكره انك تمشي من هنا تشليها من دماغك علشان افضل هادي معاكي للأخر ..

تهديد، تهديد هذا ما فكرت به كل حديثه ينم عن ذلك ،لا تعرف لما يحدث معها ذلك عمتها تهددها وذلك المتجبر امامها يهددها وقبل ذلك كل حديثه عباره عن اوامر لا تدري ماذا تفعل ،لتدمع عينيها بدون وعي وعي منها من كل ذلك الضغط ..

انتبه زين لعيونها الدامعه ليهتف ببرود شديد:
=الموضوع مش مستاهل كل التأثر ده يا مريم ،هتسمعي كلامي وتفضلي تحت طوعي هتتعاملي احسن معامله ،اما لو حاولتي تتذاكي عليا هتشوفي وش التاني اللي متمناش انك تشوفيه ..

شحب وجهها اثر حديثه ،واول ما طرأ علي بالها وصيه والدها ان تذهب لاهل والداتها فهم لا يفرقون عن اعمامها المتحبرين ،لا لن تدع احد يتحكم بها ،لترد عليه بجديه :
=حضرتك بأي صفه بتتكلم معايا كده ،انا لو كنت هعيش هنا يبقا هعيش تحت طوع جدي مش حضرتك ،عن اذنك..

القت كلماتها القويه الممزوجه بادبها المعتاد ثم نهضت لترحل ،مما جعله يعض علي شفتيه من الغيظ ،وقبل ان تدلف الي الخارج اوقفتها كلماته البارده التي جعلتها تتسمر مكانها :
=بصفتك مراتي يا بنت النويري ..

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent