Ads by Google X

رواية سفير العبث الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم روزان مصطفى

الصفحة الرئيسية

رواية سفير العبث الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم روزان مصطفى 

رواية سفير العبث الفصل التاسع والثلاثون 39

| لم يهُن ودك،  ولم يؤازر قلبي رفيق مثلك.. بفضلك أنت..  إستنشق قلبي الخريفي،  نسيم الربيع |
#بقلمي
ليث بصُداع:  أنا مُتشكر جدًا يا مروة ،  أنا بنفسي هتابع القضية دي وهشوف مين المُذنبين فيها حسب وصفك ليهُم..  بس الأخير فكريني تاني كان لابس إيه؟ 
مروة وهي بتبلع ريقها: مشوفتش كويس الدُنيا كانت عتمة، بس متهيألي كان لابس شوز سيفتي سودا و بنطلون زيتي،  وعنده عرج بسيط في رجلُه لما نط من الشباك لاحظته رغم إن الدُنيا برا المهجع كانت ضلمة 
ليث بتركيز:  كُنتِ بتعملي إيه في المنطقة المقطوعة دي يا مروة؟  
مروة بهدوء: أنا هفهم حضرتك،  عربية أختي عطلت على الطريق الرئيسي القُريب من المهجع..  نزلت بالكُرسي بتاعي المُتحرك لتحت عشان شوفت المهجع منور قولت نستغيث بالناس الموجودين جوا جايز يساعدونا،  واختي فضلت فوق على الطريق الرئيسي بتدور على عربيات معدية،  لما بصيت من الشباك المكسور لقيتهُم زي ما قولتلك..  من الرهبة والصدمة جريت بالكُرسي بتاعي والحمدلله مأخدوش بالهُم مني! 
ليث بتساؤل:  ولما طلعوا من المهجع وركبوا عربيتهم مخدوش بالهم من عربية أختك الواقفة؟ 
مروة:  معرفش لإن إحنا نزلنا تحت في العربية بنستخبى منهم من الخوف.. بس هما مشيوا بعربيتهم من الإتجاه التاني. 
خد ليث نفس عميق بعد ما كتب كُل الأوصاف اللي مروة قالتهالُه وقال:  أنا بشكُرك يا مروة على إنك شخصية نزيهة ومحبتيش تسكتي وتتجاهلي الموضوع 
مروة بخوف:  العفو،  بس خايفة يكونوا خدوا بالهُم مني وأنا مدياهم ضهري وبهرب بالكُرسي
ليث وهو بيطمنها:  متخافيش حتى لو دا حصل،  إنتي في حمايتي لحد ما نطابق مواصفاتهُم ويتقبض عليهُم 
شكرتُه مروة وخرجت من المكتب،  بينما ليث رجع ظهرُه لورا وهو بيخبط بسِن القلم على الورقة اللي مكتوب فيها المواصفات. 
* داخل غُرفة عيسى 
دخلت مياسة ورد عيسى الباب وراهُم،  سند بظهره على باب الأوضة وهو بيبُصلها
بلعت مياسة ريقها وقالت بخوف:  سر إيه يا عيسى إنطق وقفت قلبي!  
عيسى بهدوء:  بعد الحادثة..  أقصُد يعني اللي حصل في المنطقة زمان..  
حركت مياسة راسها وهي فاتحة بوقها مستنياه يكمل ف قالت:  مم؟ 
كمل عيسى وقال:  لما سيبت البيت وقررت أشتغل في المافيا،  طبعًا إنتي عارفة إن.. 
قاطعتُه مياسة بخوف وقالت:  ممكن تقول في إيه بسُرعة من غير مط؟  
عيسى بصوت خافت:  كان في واحدة من بنات الملهى..  حملت مني..  وأنا إتسببت في إنها تسقط بنفسي،  يعني 
غرزت سك_ينة في بطنها،  وفي المُستشفى إتأكدت إنه م_ات 
حطت مياسة إيدها على بوقها وهي بصالُه برُعب وصدمة 
مسك هو طرف السلسلة بإيده بتوتُر وهو بيبُصلها وقال:  حسيت إني عاوز أقولك على اللي حصل دا،  لإن حتى يومها المايسترو مكانش يعرف ولما سأل عن البنت قولتله هربت..  ولما لقاها في المُستشفى كانت فاقدة النُطق من الصدمة ف معرفش إنه أنا اللي عملت فيها كدا 
حست مياسة إن الدُنيا كانت بتلف بيها ف سندت على الحيطة وهي حاطة كف إيدها على راسها بصُداع
قرب عيسى ناحيتها ف شاورت بإيديها إن خليك مكانك. 
بعد إيديها بإيده وحط إيده التانية على وسطها وهو بيقول:  بس كُل دا قبل ما تظهري في حياتي،  وأتشد ليكي..  كُنت قبلك ميت معندوش شعور 
هوت مياسة على وشها وهي بتعيط وبتقول:  يعني دا المُبرر بتاعك؟  إنت عارف إني كُنت متحملة نبيل للحظة الأخيرة وإنفج_رت عليه وبعته ليه في الأخر؟ 
بصلها عيسى بحُزن مستنيها تكمل ف قربتله وقالت بدموع:  عشان هو إتسبب في قت_ل إبني!  إكتشفت إنهاردة إن مفيش فرق بينك وبينُه..  هو كان مافيا وإتسبب إني أجه_ضت وإنت عملت زي ماهو عمل وأكتر
عينيه رفت وقال بعصبية وهو مكشر:  اللي بتقارنيني بيه دا كان شغال خدام تحت رجلي أنا والمايسترو..  لما كُنت بعدي من قُدامه مكانش بيرفع عينُه فيا من الإحترام 
مياسة مسحت دموعها وقالت:  مفرقتش برضو،  في نظري واحد..  أأمنك على نفسي إزاي؟ 
عيسى بنبرة مبحوحة:  عشان حبتيني أنا يا ماسة..  محبتيهوش هو،  أنا غير..  أنا الراجل اللي قلبك دق عشانُه!  صح؟ 
مياسة وهي بتبعدُه عنها:  قلبي بيوجعني دلوقتي عشان خاطري سيبني..  عاوزة أمشي
مسكها من دراعها وقال:  متتجننيش بُكرة خطوبتنا! 
سحبت دراعها بعُنف قُطة صغيرة وقالت بصوتها الطفولي:  خطوبة مين إنت مستوعب إنت حكيتلي إيه دلوقتي؟  إيه الثقة اللي مخلياك فاكر إني هقبل أكون على ذمتك وأكون حامل منك في يوم!  
عيسى فتح بوقه بصدمة وعينيه مدمعة وقال:  بعد كُل اللي مرينا بيه مع بعض؟  بعد كُل العذاب دا جاية دلوقتي تقولي كدا؟؟  
رفعت مياسة أكتافها وقالت بعياط:  مش هقدر أعمل كدا،  كُل أملي في الدنيا إني أكون أم لإني حسيت بالشعور دا في يوم..  ولما حبيتك حسيته أكتر،  معرفش ليه خوفت من اللي أنت حكيتُه،  أو لأول مرة أحس إني بجد خايفة منك يا عقرب!
فتحت باب الأوضة وجريت ووقف هو مكانُه مصدوم من اللي أتقال منها..  كُل اللي كان عاوزه إنه يكون صريح معاها طالما بدأوا حياة رسمية مع بعض لأن ذنب اللي عمله مأثر عليه ومشتته 
خرجت مياسة من الأوضة وقعدت في أوضتها وهي بتعيط بإنهيار على السرير،  غيرتها عليه صعبة وقلبها بيوجعها كُل ما تتخيل إن في واحدة هو لمسها. 
وكمان كانت حامل منه! 
خرج عيسى من الأوضة وفتح حنفية الحمام وفضل يغسل في وشه وشعره،  رفع راسُه مرة واحدة ف المياه نزلت على رقبتُه ووشه..  رمش بعينيه مرتين وهو باصص بغضب للمرايا،  لكن كان حاسس براحة في قلبه طفيفة..  لإنه حكى حاجة مخبيها أخيرًا. 
* في قصر أمير الدهبي
دخل الجناح لقى صِبا حاطة فوطة على كتفها وبتمس بوقها من المياة 
إبتسم وهو بيقفل الباب وبيقربلها،  مسك وشها بكف إيدُه وقرب برومانسية وهو بيقول:  وحشتيني 
سحبت وشها من بين إيديه ومشيت بعيد،  قعدت على الطرف التاني من السرير وهي بتدهن كريم على إيديها وبتقول:  وتقدر تنام في أوضة ولا جناح تاني..  عشان الريحة متضايقكش بس 
أمير وهو بيميل راسه لليمين قال:  مش غسلتي سنانك وبوقك تقريبًا؟ 
وقفت صِبا وقالت بعصبية:  مش ملاحظ إنك كُنت سخيف وأوفر أوي إنهاردة 
غمض أمير عينيه وخد نفس عميق وقال:  تمام يا بابا عندك حق،  أنا أسف بس فعلًا ريحتُه سببتلي غثيان..  أنا بحبك ينفع أنام جنبك؟ 
صِبا بعناد:  لا أنا بقى مش عايزة..  إيه رأيك؟ 
إبتسم أمير وغمزلها وقال:  رأيي إنك مش هتعرفي تنامي بعيد عن حُضني 
ضحكت صِبا بسُخرية وهي بتبُصله وقالت:  ليه هو أنت بتشتغل مخدة بعد العصر؟  
بهتت إبتسامة أمير وقال ببرود:  شكل هرمونات الحمل عاملة عمايلها معاكي،  عمومًا أنا هنزل أقعُد تحت أخلص شوية شُغل..  تقدري تنامي وترتاحي في الجناح براحتك 
خرج أنير من الجناح وقفل الباب وراه ف وقفت صِبا بلوية بوز وهي بتقول:  ماله دا إتقمص كِدا ليه؟  هو حُر يعني غلطان وبيتكلم؟ 
* في منزل الرايق 
خبط خبطتين على أوضة رفيف وأختها،  إستنى شوية لحد ما رفيف فتحت الباب وخرجت وهي بتقفلُه وراها بالراحة
بصلها نوح بتأمُل وهو بيقول بنبرة خافتة:  إيه الأخبار،  مزهقتيش؟ 
كتفت رفيف إيديها وقالت بإبتسامة خجل:  كُنت بنيم أختي
مد إيده اللي فيها ساعتُه وسحب منديل شعرها من على راسها..  كوره بإيدُه وهو شايف خُصلات شعرها بتحاوط وشها وقال:  يابخت المنديل..  على طول حاضن شعرك 
رجعت شعرها ورا ودانها وهي باصة للأرض ومُبتسمة هتموت من الكسوف 
قال هو:  تحبي نتصل بالمُربية تقعُد ساعتين مع أختك لحد ما تصحى ونروح أنا وإنتي مشوار حلو؟ 
بلعت رفيف ريقها وقالت:  دلوقتي؟  
رفع نوح حاجب وسند بكتفه على الباب وهو مميل راسه وباصصلها وقال:  بتعملي حاجة مُهمة ولا إيه؟ 
رفيف بتوتُر من قُربه ومن جماله قالت:  لا خالص،  بس قصدي يعني هنروح فين؟  
نوح بصوت رجولي هادي:  هوديكي مكان تستخقي تكوني فيه،  خايفة مني لسه؟  
رفعت رفيف عينيها وبصتلُه وقالت:  بالعكس،  أنا قولتلك لما الكهربا قطعت إني مبحسش بأمان غير في بيتك،  كُل الحكاية إني بتكسف حبتين 
نوح بتقليد لصوتها بس برومانسية:  بتكسف حبتين،  أنا بتعمد أقولك كلام حلو عشان كسوفك دا..  يلا غيري هدومك وسيبي أختك مع المُربية هي ثقة متقلقيش،  هاخدك بعربيتي مفيش سواق معانا ♡ 
سحبت المنديل بتاع راسها من إيده وجريت على جوة عشان تلبس.  إتحرك هو بهدوء لأوضته عشان يغير هدومه ويتحركوا سوا. 
* في فيلا عزيز القائد 
كان شغال فيلم أجنبي وعزيز قاعد من غير قميص ك عادتُه وبالجينز بس..  سيليا كانت حاطة راسها فوق رجليه وهي متابعة الفيلم وحاطة وفاردة رجليها على الكنبة 
عزيز وهو باصص للشاشة:  سيلا إتبسطت لما عرفت إنها هتبات عند جدها؟ 
سيليا بهدوء:  جدًا إنت مش مُتصور،  بايي أصلًا قالي روحي وسيبيهالي..  بيحبها أوي 
وطى عزيز عند ودانها وهو بيقول:  يعني إحنا لوحدنا؟دلوقتي؟
إبتسمت سيليا بدلع وقالت:  لا خالص، نسيت البيبي اللي في بطني 
باس خدها وقال:  ماهو في بطنك ياملبن مش شايف حاجة 
إتعدلت سيليا في قعدتها وقالت:  لا برضو،  ما تيجي نخرُج شوية عشان زهقانة! 
بصلها عزيز بحُب وقال:  لو الخروج هيبسطك ماشي،  تحبي تروحي فين؟ 
قربت سيليا بدلع ناحية وشه وقالت وهي لاوية بوز:  مكان نرقُص فيه و.. 
قاطعها عزيز وقال:  نعم ياختي؟؟  دا أنا قطعتلك هدومك المحزقة وجبتلك لبس فورمال يليق بسيدة مُجتمع،  مراتي أنا تُرقص؟ 
لعبت سيليا ف شعره وهي بتقول:  قصدي نرقُص سلو يا بيبي 
قرب عزيز بوشه ناحيتها وقال وهو بيبوس طرف شفتها:  طب أنا عندي حل أحسن،  إيه رأيك نقعُد في البيت هنا نحب في بعض للصُبح؟
سيليا لمست وشه بإيديها ف غمض عينه وهو بيبوس إيديها وقالت:  صدقني أي مكان بكون معاك فيه ببقى مبسوطة..  بس بقالي كتير مغيرتش جو،  بعدين أنا ملكك يعني هروح فين يعني؟  أقوم ألبس بقى! 
عزيز وهو بيقوم:  هنقوم نلبس سوا. 
رفعت سيليا حاجبها وبصتلُه ف قال وهو بيبُصلها بطرف عينُه:  في إيه؟  ماهو أوضتنا فيها هدومنا إحنا الإتنين! 
سيليا وهي بتلم شعرها:  أه إذا كان كدا ماشي 
جريت على فوق ف قال عزيز بصوت عالي:  هتروحي مني فين؟  هنبات في الشارع يعني ما نهاية الخروجة هنرجع لبيتنا 
* في عربية منال 
كانت سايقة وكان قاعد جنبها راغب وهو بيغني إنجلش 
منال بضيق:  بطل يالا يا فرفور يالا..  إقطع الأغنية دي عشان أركز في الطريق 
ضحك راغب وقال:  شكلك مبتتعلميش من اللي بيحصلك،  ناسية قبل ما نركب العربية عملت فيكي إيه؟ 
منال بعصبية من بين سنانها:  قولتلك إتكتم بقى!  
راغب بص للشباك وفضل يصفر ف بلعت منال ريقها وقالت:  إنت إيه علاقتك بسيادة اللواء لدرجة يوصلك كلام ميري على لسانه معاك ليا؟ 
راغب راجع ظهره لورا بثقة وقال:  أنا راجل واصل بس شكلك مستقلية بيا. 
بصتله منال من فوق لتحت وقال بسُخرية:  واصل أه،  راجل دي فيها كلام تاني 
راغب بصلها بثبات وقال:  مش هتأثر من كلمتك لإني واثق من رجولتي..  تحبي أوريكي أنا راجل ولا لا؟ 
منال بنبرة خافتة بس غاضبة:  بُص عشان أنا بسبب الكوسة بتاعتك إنت وأخوك قدمت إستقالتي،  هدي اللعب معايا لإن مبحبش شُغل الصياعة دا 
طرقع راغب بصوباعه وقال:  في فرق بين الصياعة،  وبين واحد معاه حزام إسود في الكاراتيه وناقل إتنين على الإنعاش
منال بضحكة:  وياترى لما خدت الحزام الإسود عملولك ترابيزة عليها ساندوتشات بسطرمة وجاتوه وإحتفلوا بيك ولا إيه؟ 
راغب بثقة:  لا دا بيحصل في المناطق الشعبية اللي إنتي متعودة عليها،  مش في المستوى الراقي في المُجتمع اللي أنا منه
منال وهي سايقة:  تخيل تبقى راقي بفلوسك مش بأخلاقك. 
راغب بصلها وقال:  بمُناسبة الأخلاق،  أنا كدا جينتل معاكي وممشي الدنيا حلو رغم إنك شغالة تخبيط فيا. 
وقفت منال العربية وقالت برفعة حاجب:  إنزل من عربيتي!  هروح لسيادة اللواء بنفسي وهقوله إنك قولتلي إنه طلبني 
نزل راغب ورزع الباب ف مسكت الدريكسيون بعصبية وهي بتبُصله 
نام على كبوت عربيتها وهو ممدد عليه وبيغني بصوت عالي:  ومن إنهاردة هدلعني،  هخرُج معايا وفسحني.. 
ضربت منال مليون كلاكس وهو مكمل غُنا ومطنشها. 
طلعت راسها من الشباك وقالت بعصبية:  إنت يابني!  هحرك العربية أقسم بالله ما هيفرقلي!  
قال راغب بصوت عالي وهو بيضحك:  أومال حصل إيه للرُقي بالأخلاق،  للدرجة دي روح الإنسان رخيصة عندك! 
نزلت منال من العربية ورزعت الباب وقربتله وهي على أخرها وقالت:  دا لما يكون إنسان،  مش حلوف زيك 
إتعدل راغب على كبوت عربيتها وربع رجليه وهو بيبُصلها،  قلع النظارة بتاعتُه وحطها فوق راسُه وقال:  حتى لو حلوف،  واثق إني مش ههون عليكي 
بصتله منال بضيق وفجأة إبتسمت إبتسامة قُصيرة،  إتنحنحت وهي بتقول بغضب:  إنجز وأنزل عشان مش عاوزة أتأخر على سيادة اللواء
شاور بصوباعه على بوقها وهو بيقول بضحك:  إبتسمتي أهو،  قفشتك يا جوز الهند 
منال بقرف:  نعم يا بابا؟؟  جوز إيه! 
نط من فوق الكبوت على الأرض ووقف قُدامها وقال:  هفهمك،  جوز الهند بيبقى ناشف أوي من برا..  ولو إتعافيت عليه هيكسر إيدك وسنانك
بصتلُه منال بترفُع وغرور ف مشى عيونه عليها وقال وهو بيعمل بلونة بلسانه جوا خده بعدها ضحك:  بس من جوة أبييض،  وطري..  وبيرطب على القلب بالمياة بتاعتُه 
قلبها دق وإتوترت بس قالت بثبات:  يا حنين،  ظا بوست حافظه من الفيس بوك والجو دا؟ 
غمزلها بشقاوة وقال:  مش محتاج،  معايا قاموس في الغرام هيعيشنا شوية حلوين مع بعض
خبطته على دراعُه وهي بتقول بجدية:  طب يلا عشان مخلكش تقعُد مكان ما أخوك كان قاعد،  وسع خليني أتنيل أتحرك
ركبت منال عربيتها وساقتها بسُرعة وسابت راغب واقف في الشارع فاصل ضحك،  شاور بإيدُه لتاكسي وقاله العنوان. 
* في قصر عاصم التُركي
عاصم ببرود وهو بيحرك الكاس بتاعُه عشان حباية الفوار تدوب بسُرعة في المياه:  حمدالله على السلامة
عمة عاصم:  مقولتليش إنك هتسفر أخوك يعني. 
شرب عاصم الكاسة على بوق واحد وقال ببرود:  المفروض ناخُد الإذن في عيشتنا ولا إيه؟ 
عمتُه:  المفروض!  أنا نزلت عشان فرحك على بنتي..  كلمتني فيديو مُنهارة،  معقول تطرُدها وميهونش عليك توصلها! 
عاصم بإستغراب:  نعم؟؟  دا إيه السيناريو اللي هي إخترعتُه دا!  قولتلها ورايا شُغل مش قادر أسهر وبعدين أوصلها فين وإنتوا بيتكُم ورانا ميكملش عشر دقايق وصول!  
عمتُه:  أوك،  وبالنسبة لأخوك اللي سفرتُه،  مش ناوي يحضر فرحك! 
عاصم بحزم:  لا مش هيحضرُه،  شوفوا معازيمكم وأنا هعزم رجال المُجتمع.. 
نزلت عُلا على السلم ف إبتسمت عمتها وقالت:  أخيرًا خرجتي من قوقعتك،  وقررتي تتكرمي علينا يا عُلا
عاصم بتبريقة لعمتُه:  تؤ!  مش لدرجة تعاتبي الطفلة 
قربت عُلا من عمتها وقالت:  هاي يا عمتو،  مبروك لعاصم ولريڤا 
عمتها:  الله يبارك فيكي،  لو لسه مجهزتيش ستايل للفرح معاكي وقت قُليل جدًا،  أكيد هتعملي ستايل يليق بأخت عريس أشهر عائلة في العالم 
عُلا بإنهاك:  أكيد.  عاصم مش مخليني محتاجة حاجة 
عمتها:  بنت!  إسمه أبيه عاصم،  متنسيش إنه أكبر منك
عاصم ببرود:  أنا اللي بخليها تقولي عاصم من غير ألقاب 
عمته:  متنساش إننا علامة راقية قُدام العالم لازم كُل حاجة بحساب حتى الكلمة  
إتأفف عاصم وهو بيرجع راسُه لورا خالص،  إتعدل مرة واحدة وهو بيقول:  الخادمات هيوصلوكي لجناحك،  أنا ورايا شُغل هستأذنك أخلصُه
سابها وطلع وجُم الخادمات طلعوا شُنطها..  
دخل عاصم جناحُه وقفل الباب..  خلع قميصُه ونظارتُه ومدد على سريرُه..  فتح فيس بوك كالعادة عشان أكونت رهف لقاها منزلتش حاجة..  بس لقى واحظ بيعملها ريأكت لاف على كُل بوست وعلى صورتها الشخصية كاتب " ياريت كُل مُحاميين مصر بالحلاوة دي "
ضغط على الفون بصوابعه جامد وخد لينك أكونت الواد دا..  وبعتُه لواحد وكتبله " إقفلي الأكونت دا " 
فات دقيقتين رد عليه الطرف التاني وكتب " تمام ". 
* داخل قسم الشُرطة
خرجت منال من مكتب سيادة اللواء بعد ما سمعتلها كلمتين حلوين جوة،  شافت في طريقها ليث ف مشي جنبها وهو بيقول:  مالك؟ 
منال بضيق:  سيادة اللواء رفض الإستقالة وسمعني كلمتين في جنابي.. 
ليث بجدية:  أحسن إنه رفضها..  محتاجك في مكتبي ثواني
دخل مكتبُه ودخلت وراه منال وهي بتقفل الباب وقالت:  في إيه حصل حاجة في غيابي؟  
قعد ليث ورا مكتبُه وسند دقنُه على إيده وقال:  جاتلي بنت مُقعدة على كُرسي مُتحرك،  إسمها مروة..  بلغتني بحجات مُهمة أوي تخُص جُ_ثة الدهبي اللي لقوها 
قعدت منال قُدام ليث وقالت:  إنتوا بلغتوا عائلتُه اللي هُما مرات أخوه وإبنها رجُل الأعمال أمير الدهبي؟ 
ليث بتنهيدة:  كُنا ناويين نبلغهُم بس المعلومات اللي عرفتها دي غيرت خطتي خالص
بصتلُه منال بتركيز ف قال ليث بوشوشة:  مروةدي شافت ناس خارجين من مهجع قُريب من مكان ما لقينا الجُ_ثة..  ووصفتلي واحد منهُم. 
منال بصتله ببرود وقالت:  وبعدين؟؟  فين المعلومات المُهمة في كُل دا. 
ليث:  التوقيت اللي مروة شافتهُم فيه..  عملت بحث سُغير في الأماكن ُريبة من المهجع..  لقيت قهوة إسمها الشُعراء والواد اللي بيخدم هناك سألتُه عن واحد لابس نفس اللبس اللي مروة قالت شافته..  وأكدلي إن كان في أربع رجالة منهم واحد لابس كدا بالفعل..  وشكلُه ابن ناس
منال خدت نفس عميق وقالت:  القهوة دي فيها تصوير كاميرا؟  شوارع القُريبة من المهجع فيها كاميرات مُراقبة؟ 
رجع ليث لورا بخيبة وقال:  للأسف لا. 
قعدت منال بأريحية في كُرسيها وقالت:  يبقى موصلناش لحاجة برضو..  أصل فين الدليل الملموس في كُل دا؟  ما إنت عارف إن النيابة مبتصدرش إذن قبض وتفتيش غير بدليل.  
ليث:  مش لازم نشتغل تبع القوانين..  عاوزين نوقعهم في الكلام ونسجلهم أنا وإنتي 
منال ببصة غريبة:  إنت بينك وبينهم تار ولا إيه؟ 
ليث بجدية:  تار إيه يابنتي دول مُشتبه فيهم في قضية قديمة مش أكتر،  والمُثير للجدل نسيب بدر الكابر اللي هو إسمه عزيز الإبياري دا متجوز بنت رجل الأعمال بدر..  دا واحد من الأربعة،  إنتي عارفة لو قدرنا نثبت حاجة ونقبُض عليهُم القضية دي هتجبلنا ترقية،  وهتبقى قضية رأي عام..  لإني واثق إن أمير الدهبي كان واحد من الأربعة اللي قعدوا في قهوة الشُعراء 
خدت منال نفس عميق وقالت:  المطلوب مني إيه دلوقتي؟  
ليث:  زي ما قولتلك..  نعرف هما فين دلوقتي ونوقعهم في الكلام وناخده ك دليل عليهم،  ومعانا الشاهد بتاع القهوة كدا القضية هتتقفل 
_ أمام مكتب ليث 
إتحرك واحد من العساكر وهو بيقول للتاني:  هروح الحمام وقف حد مكاني لحد ما أرجع 
إتسحب ودخل الحمامات وخرج فونه..  إتصل على رقم وفضل مستني الرد
رد عليه أخيرًا ف قال العسكري بوشوشة:  نوح بيه،  عندي كلام مهم يخصك إنت وصحابك. 
* في منزل نوح الرايق
نوح بصدمة:  وسمعت إيه كمان؟؟  البنت مُقعدة وإسمها مروة طب ودي أعرفها منين يا غبي!  ومكلمتنيش ليه لما هي دخلت مكتب ليث بيه جاي تحكيلي دلوقتي هي قالت إيه!  خلاص هتصرف أنا..  سلام 
نزلت رفيف وهي بتقول بسعادة:  أنا جهزت،  هنروح فين بقى؟ 
نزل نوح فونه وهو بيبُص لحلاوتها في الفُستان الرقيق اللي لبساه والصندل الإسود اللي مبين رجليها البيضا ف قال وهو بياخُد نفسُه:  الجمال دا يستاهل ألففُه العالم كُله،  بس عاوزك تسامحيني لإني جالي شُغل مُهم أوي وصعب عليا أعتذر عنُه.. 
لمح الحُزن في عينيها ف قال بسُرعة:  وحياة رفيف عندي وغلاوتها..  هخلص الشُغل وهخليكي متعرفيش تاخدي نفسك من كُتر السعادة 
رفيف بإبتسامة رضا:  والله ما زعلانة شُغلك أهم طبعًا،  ربنا يوفقك ويكتبلك اللي فيه الخير
إبتسم على برائتها لإنها متعرفش طبيعة شُغله وبتدعيله على الرغم من كدا ف قال بتلقائية:  لو لفيتي الدُنيا دي كُلها،  مش هتلاقي حد يحبك أدي. 
وشها إحمر من الكسوف ف رفع الفون على ودانُه وهو خارج من البيت بس عينُه منزلتش من عليها. 
* في منزل الغُريبي
يوسف ونيللي وهما قاعدين على السلم وجنبهم كوبايات عصير مانجا قال يوسف:  هووف أخر إمتحان وهنودع الثانوية ونبقى شباب الجامعة اللامعة وبتوع التاتوو 
نيللي:  تسلم إيد طنط،  عاملة العصير حلو أوي،  هتلبس إيه بُكرة في خطوبة أخوك 
يوسف:  جبت طقم شياكة هتشوفيه بُكرة،  بمُناسبة الطقم..  لو شوفتك لابسة عريان بُكرة هقيم عليكي الحد..  أنا دماغي قفل ف متفاجئنيش عشان مفاجئكيش برد فعلي،  أمين؟ 
نيللي بسُخرية:  خوخ وتين 
يوسف:  حزلقوم وجيرمين.  أبو تُقل دمنا على المسا. 
_ داخل الشقة 
مياسة كانت شايلة كوباية العصير بتاعتها ورايحة توديها المطبخ،  لقت حد بيسحبها جوة اوضة وبيقفل الباب،  الكوباية وقعت منها على الأرض وهي مبرقة ف قال عيسى وهو بيلمس شعرها:  متخافيش دا أنا
كشرت بضيق وقالت:  أنا عاوزة أخرج لو سمحت 
عيسى:  هفهمك حاجة وبعدين إخرجي 
مياسة بعناد:  مش عاوزة أفهم،  ممكن أخرج؟ 
عيسى بهمس:  يعني أنا غلطان إني كُنت صريح معاكي؟ 
عينيها لمعت بدموع وهي لاوية بوزها وبصالُه ف مسك دقنها وقال:  أسف..  إوعي تعيطي،  أنا أسف. 
لا إراديًا باس خدها وحضنها،  حضنته هي وهي بتكرمش قميصُه من ورا وبتعيط جامد ف قال:  عارف إنك رقيقة وحساسة..  وحياة أمي بموت فيكي.   مُشكلتك بتقارني نفسك بناس ضوفرك بيهُم 
مياسة بحُزن:  طب وسع عشان لو مامتك دخلت و.. 
عيسى:  محدش هيدخُل أنا قافل الباب 
خبطته على ضهره وهي بتقول:  لا وسع!  أنا لسه مسامحتكش..  متستغلش ضعفي كُل مرة يا عيسى 
حجزها بين دراعاته وقال:  طب وضعفي أنا ناحيتك بتستغليه ليه وتتعبيني معاكي؟  
خبطت مامة عيسى على الباب ف إتخضت مياسة،  غمض عيسى عينُه وقال:  لازم الفصلان،  أيوة يا ماما! 
مامته:  عندك هدوم عاوزة تتغسل؟ 
عيسى ومياسة بين إيديه:  لو هتغسلي إسود خُدي قلبي إغسليه 
ضحكت مياسة ف بصلها عيسى بإبتسامة  غزل راحت مودية وشها الناحية التانية وهي رافعة حاجب قال يعني زعلانة. 
* مساء اليوم / منزل رهف ومنال 
خبط الباب ف قالت رهف وهي لابسة البُرنص بتاعها ورايحة تفتح الباب:  ما خلاص يا منال سمعت!  فين مُفتاحك بجد؟؟  
فتحت رهف الباب لقت عاصم بيدخُل الشقة وبيقفل الباب وراه 
شهقت بخوف ف قال هو بهدوء:  تهربي معايا؟؟  
* بعد مرور يومين / في رُدهة حمامات لحفل راقص أمام بحر الساحل
حركت مروة كُرسيها في الرُدهة عشان تروح الحمام..  كان صوت الموسيقى عالي برا والكُل بيرقُص على الإستيدج والأغاني العالية. 
حبت مروة تروح الحمام ف إتحركت بالكُرسي..  فجأة لقت قُدامها أمير واقف حاطط إيدُه في جيبُه ولابس أيس كاب زيتي وجاكيت إسود
شهقت وهي بتلف بالكُرسي عشان تهرب منه لقت عزيز وراها وهو ساند بإيديه على رُكبته وواقف بيبُصلها بترقُب
صوتت بس صوت الأغاني عالي.. 
جت تلف الناحية التانية وهي بتجري بالكُرسي بتاعها بسُرعة
رجل العقرب ثبتت كُرسيها ووطى وهو بيقلع الكمامة السودا بتاعتُه وبيبتسم وهو مبين سنانُه وقال:  إزيك يا مروة..  هنتكلم كلمتين سوا لو ينفع.   أنا ما صدقت أنفرد بيكي 
مروة برُعب:  معرفكش عشان أكلمك..  إبعد عني 
فجأة الرايق مسك كُرسيها المُتحرك من ورا وقال:  هتعرفينا كويس،  إحنا ما صدقنا لقيناكي لوحدك. 

google-playkhamsatmostaqltradent