رواية جانا الهوى الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم الشيماء محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية جانا الهوى البارت الثاني و الثلاثون 32   بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى كاملة

رواية جانا الهوى الفصل الثاني و الثلاثون 32

همس بتحاول تفكر في أي حاجة تقولها لأخوها غير حقيقة حبها لسيف : أصل المذاكرة و ....
قاطعها نادر بحزم : لو هتكدبي عليا وتألفي قصة مالهاش أساس من الصحة فارحمينا احنا الاتنين من جدال عقيم مالهوش أي قيمة ؟
بصتله باستغراب ودموعها بتلمع بألم : شاغلاني المذاكرة يا نادر مش ده اللي بتشوفوني فيه ؟ المذاكرة وبس ؟ انتوا حصرتوني في النقطة دي بس فليه مستغرب دلوقتي اني أقولك اني مهمومة بسبب المذاكرة ؟
اتنهد وبصلها بحنان أخوي: محدش حصرك أبدا في نقطة المذاكرة يا همس بس انتي حلمتي حلم وكلنا معاكي فيه وبنشجعك على قد ما نقدر مش بنحصرك أبدا في المذاكرة ، لو مش عايزة تكوني معيدة محدش هيجبرك تكونيها لكن لو ده لسه حلمك فمطلوب منك ترمي كل حاجة تانية ورا ظهرك لحد ما توصلي لحلمك ده وقوليلنا ازاي نساعدك وازاي ندعمك بالشكل اللي انتي عايزاه وهتلاقينا كلنا معاكي وفي ظهرك .
دموعها نزلت وهي مكورة نفسها وضامة رجليها بايديها وبتسمع أخوها وحاولت تتكلم وسط بكائها: أنا عايزة أبقى معيدة وعايزة أحقق حلمي بس دلوقتي في اللحظة دي حاسة ان كل حاجة مالهاش معنى ومالهاش قيمة ، ايه يعني لما أبقى معيدة بس مش مبسوطة ؟ حياتي كلها مالهاش معنى يا نادر .
أخوها قرب منها وحط ايده حواليها بتساؤل: ومين اللي خطف معنى حياتك يا همس ؟
بصتله بعينين واسعة فابتسم بتأكيد: ماهو مفيش أي حاجة ممكن توصلك للإحساس ده غير انك تخسري حد مميز ، دي الحاجة الوحيدة اللي بتوجع بالشكل ده وبتحسي بعدها ان حياتك مالهاش معنى .
دفنت وشها في كتف أخوها بقهر : والعمل ايه ؟ أنا عايزة أكون معيدة بس برضه مش قادرة أخرج من الحالة دي ، قولي أعمل ايه ؟
فكر شوية وبعدها سألها : انتي مش شايفة انك المفروض قبل ما تسأليني سؤال زي ده تفهميني ايه اللي حصل الأول ؟ وليه الحد ده لو هو معجب بجد ما اتكلمش معانا احنا ؟ ولا هو هرب لما طلبتي منه يظهر بشكل واضح ؟ فهميني علشان أعرف أتكلم .
بصتله بتردد فابتسم يطمنها: طول عمرنا أصحاب يا همس قبل ما نكون مجرد اخوات ، اتكلمي معايا علشان أقدر اديكي رأيي أو أقدر أقف جنبك – بصلها يشجعها تتكلم – طيب الأول قوليلي هو زميلك في نفس الدفعة ولا الدفعة اللي أكبر منك ؟
حركت راسها برفض : مش زميل لا.
فبصلها باستغراب :امال لو مش زميل هو ايه ؟ معيد مثلا ؟
حركت راسها برفض برضه فاستغرب أكتر : ماهو انتي مش هتتعاملي في الكلية غير مع دول يا زميل يا معيد ؟ اوعي يكون من برا الكلية خالص ؟
بصتله وهي بتفكر هتقوله ايه بالظبط فردت بتوتر : هو في الكلية
مط شفايفه بحيرة : مش زميل ومش معيد وفي الكلية ؟ فزورة دي يعني ؟ همس اتكلمي بقى ؟
أخدت نفس طويل وبدأت تحكيله بتردد : هو دكتور و ....
قاطعها بذهول : دكتور ؟ أقرع وبكرش ؟
كشرت واعترضت بغيظ: هو ليه كلكم عندكم نفس الصورة دي للدكتور ؟ أقرع وبكرش ؟
بصلها بذهول : علشان دي النوعية اللي مرت علينا ، هم بيكونوا كده ، كبار في السن فما ينفعش أصلا تحبيه كطالبة يا همس وبلاش تخليني أغير رأيي فيكي أصلا .
ردت بتوضيح : هو مش أقرع ولا بكرش ومش كبير في السن هو تلاقيه أصغر منك أصلا .
نادر بصلها بعدم اقتناع وبتهكم نوعا ما : أصغر مني ؟ مش واسعة دي شوية يا همس ؟ لو قلتي معيد أصدقك وأقولك ماشي أصغر مني لكن دكتور ازاي ؟ ده علشان يحضر الماچستير وبعدها الدكتوراة محتاج سنين .
وضحت بفخر : هو من النوعية بتاعتي ، اللي في سنتين حضر ماچستير وسنتين عمل دكتوراة يعني متخرج من خمس أو ست سنين ، ها كده يبقى أقرع وبكرش ؟
بصلها بهزار: كده تخطينا نقطة كبير في السن لكن أقرع وبكرش لا دي مش شرط السن الصراحة .
كشرت همس أكتر : يووه يا نادر هو شاب عادي اوك شاب بس المختلف انه الدكتور بتاعي .
بطل هزار وبدأ يتكلم بجدية : طيب شاب عادي ايه مشكلته ولا ايه اللي حصل مخليكي في الحالة دي ؟ هل محتاج مثلا وقت يكون نفسه ولا ايه ؟
همس بصتله وبدأت تحكيله عن كل الملابسات اللي حصلت وبعدها اعترافه بإعجابه بيها من غير تفاصيل لانها عارفة ان أخوها هيرفض التفاصيل دي، وأخيرا سبب انفصالهم .
سمعها بهدوء : طيب ليه يا همس ما تكونش دي مجرد حجة قالهالك علشان يعرف يخلع بهدوء ؟
حركت راسها برفض وردت بتلقائية: هو معجب بيا ، أنا شوفت ده في عينيه ، في تصرفاته كلها ، في خوفه عليا ، في لهفته وجنونه لما وقعت في الميا وهو طلعني ، صدقني يا نادر هو بيحبني مش بس معجب .
نادر حرك راسه برفض : لو بيحبك زي ما انتي فاكرة مش هيتخلى عنك بسهولة مهما يكون التمن .
كشرت بغيظ : يعني انت مش هتسيب حبيبتك لو في نفس ظروفه ؟
وضحلها : يا حبيبتي البنك ما بيتخلاش عن عميل كبير زي ده بسهولة ؟ عميل زي ده بحجم القروض دي معناه انه موثوق فيه يعني مش أي حد والسلام ، فممكن يكون بيقول أي حجج وخلاص .
همس بإصرار : لا يا نادر أرجوك ، هو بجد بيحبني بس غصب عنه .
انضمتلهم هند وهو سكت بس همس كملت : هند عارفة فاتكلم قدامها .
بص لهند بعتاب : وأنا آخر من يعلم يعني ؟ طيب يا هنود انتي ايه رأيك هل هو بيحبها بجد ؟
هند بصت لأختها الصغيرة وبعدها لأخوها وردت بجدية: أعتقد أيوه بيحبها هو مغلوب على أمره ، بعدين سواء بيحبها أو لا الموضوع انتهى يا نادر خلاص وهو بمجرد ما الامتحانات تخلص هيتجوز خطيبته فالموضوع منتهي .
نادر بص لأخته الصغيرة بهدوء: محدش بيعلم الغيب والموضوع مش منتهي ، لو بيحبها بجد زي ما بتقولوا هيدور على طريقة يأجل بها جوازه من البنت دي وهينحت الصخر علشان يوصل لحبيبته .
نادر لمح عينين أخته لمعت بأمل وخاف يكون بيديها أمل كذاب فوضح كلامه : أنا بتكلم عن نفسي لو أنا في مكانه - افتكر بحزن انه سبق واتخلى عن حبيبته لحد ما فات الأوان فكمل بألم – مع اني أنا اللي بقول هعمل وهعمل وقت ما حبيبتي طلبت مني أساعدها اتخليت عنها فللأسف يا همس مفيش حاجة مضمونة أو محدش يقدر يقول انه هيقدر يواجه ولا مش هيقدر ، القدر في النهاية هيقول كلمته .
الاتنين سرحوا في جملته ان القدر في النهاية هيقول كلمته وهو كمل بتنبيه لأخته : بس من هنا لحد ما ده يحصل سواء هو يثبت حبه أو يضعف ويستسلم انتي يا همس ما تتخليش عن حلمك ، على الأقل يا حبيبتي ده اللي في ايديكي وده اللي هيطلعك وهيخرجك من البؤرة اللي انتي فيها ، أنا لولا شغلي كنت اتجننت أو جرالي أي حاجة فشغلي هو اللي بدفن نفسي فيه فانتي مذاكرتك ادفني وجعك فيها وطلعي الشحنة اللي جواكي وطلعي غضبك فيها علشان في النهاية لو مكتوبلك تخسري ما تخسريش كله يفضلك حاجة تتسندي عليها ، مش بقول كده علشان أوجعك بزيادة بس اعملي حساب بكرا لو كملتي معاه وكان نصيبك هيكون فخور بيكي ولو مالكيش نصيب هتكوني انتي فخورة بنفسك ان رغم كل اللي مريتي بيه إلا انك ما اتنازلتيش عن حلمك وحققتيه .

عز مراقب ابنه في الجنينة آخر الليل رايح جاي وبيقعد شوية ويقوم شوية وهو حاسس بالعجز مش عارف يعمله ايه أو يساعده ازاي ؟
أخيرا نزله وهو أول ماشافه ابتسم باصطناع ورحب بيه وقعدوا مع بعض وكان عز أول واحد يقطع الصمت اللي فضل بينهم شوية : ما طلعتش أوضتك ترتاح ليه ؟ انت من بدري في الشركة
بصله واتنهد بتعب : حبيت أقعد في الهوا شوية قبل ما أطلع أوضتي أنام ،بابا أنا كويس صدقني اه مرهق مش هنكر ده بس كويس .
حرك راسه بموافقة أو بتقبل لكلامه : سمعت انك اتخانقت مع آية النهارده وصوتكم كان عالي جدا ، خير في ايه بينكم ؟
بصله باستغراب : سمعت منين ؟ مريم قالتلك ؟
بادله استغرابه : يعني دي مشكلتك ؟ سمعت منين ؟
وضحله : مش حكاية دي مشكلتي حكاية اني أعرف مين بيوصلك أخباري ولو هي مريم يبقى سوري مالهاش مكان عندي ، لو ماعندهاش أمانة كفاية انها تسمع وتسكت يبقى ما تلزمنيش على باب مكتبي .
أبوه ابتسم : يا سيدي لا مش مريم ، دي نوال السكرتيرة بتاعتي كانت بتجيب أوراق من عند مريم ولفت نظرها صوتكم العالي وصادفت اني كنت بسألها عن آية رجعت ولا لسه من مشوارها فقالتلي انها عندك وان صوتكم عالي شوية وماحبيتش أتدخل واستنيت حد فيكم يتكلم بس انتوا الاتنين ساكتين .
حرك كتافه بلا مبالاة : مفيش حاجة مهمة ، اتنين اخوات وشدوا مع بعض عادي يعني .
بصله بعدم تصديق : انت ليه طردت حازم من الشركة ؟ برضه قلتلي اتنين أصحاب اتخانقوا مع بعض !
نفى بهدوء وهو بيدعك دماغه من الإرهاق : أنا قلتلك قل أدبه ماقلتش اتنين أصحاب اتخانقوا .
علق أبوه باستفهام : يعني مابقيتوش أصحاب ؟ ايه اللي عمله كبير أوي كده مش قادر تتخطاه ؟
سكت وماردش فكمل بهدوء: تعرف انه جالي وطلب مني يرجع الشغل واني أتوسطله عندك ؟ ايه يا سيف اللي عمله كبير أوي مش قادر تسامحه عليه ؟
سيف بص لأبوه لفترة ورد بضيق : إذا سمحت ما تضغطش عليا أنا حاليا مش مستعد اني أقولك عمل ايه فأرجوك خلي عندك ثقة فيا لما أقولك اني مش هقدر أسمحله يرجع أو اني ممكن أسامحه وأخليه يرجع ؛ في حاجات ما ينفعش فيها الرجعة .
أبوه اتنهد باستسلام: طيب يا سيف مش هضغط عليك ، طيب وآية برضه ما أضغطش عليك ؟
حاول يلاقي إجابة بس مش عارف فأبوه قال باستنكار: مش هتدخل في علاقتك بهمس ومش هتدخل في علاقتك بشذى ولا علاقتك بصاحبك لكن من حقي أتدخل في علاقتك ببنتي ولا ايه ؟
بصله بحيرة : كل اللي أقدر أقولهولك ان آية متضايقة من الوضع الجديد في الشركة ومش عاجبها القرارات اللي عملناها وعندها إحساس اننا همشناها فاتخانقنا مع بعض وشوية لخبطنا في الكلام يعني الموضوع كله يخص الشغل وانت مش محتاج تشغل نفسك بيه .
عز اعترض : ازاي بقى يا سيف ؟ آية كده بتفتكر اني بفضلك عنها وده مش صحيح ، أنا لازم أطمنها وأعرفها ان انتوا الاتنين غلاوتكم واحدة .
ابتسم بتفهم : براحتك – وقف- يلا نطلع أنا ورايا بكرا محاضرة بدري قبل ما أروح الشركة.

الصبح سيف نزل لكليته وهو قلبه بينبض انه هيشوف همس ومش عارف يهديه ولا عارف يتخطاها ، بيفكر ازاي هيديها الفستان اللي معاه ؟ وبأي مناسبة؟ وهل ممكن تقبله ؟
دخل المحاضرة وعينيه بتدور عليها بس مش شايفها ، بص لخلود وهالة والمكان الفاضي جنبهم واستغرب هل ممكن همس ما تحضرش محاضراته تاني ؟ هل ممكن تعاقبه بالقسوة دي وتحرمه منها ؟
اتضايق وفكر يلغي المحاضرة بس ذنب باقي طلبته ايه ؟
بدأ محاضرته وراجع مع الطلبة لحد ما خلص والكل اتلم حواليه كعادتهم وكان منهم خلود اللي واقفة جنبه قريبة منه جدا وبتسأله كتير وكل ما بيبعد عنها شوية هي بتقرب بحجة الزحمة حواليه.
وقف الأسئلة وخرج وفكر يروح لهالة يسألها عن همس ومتردد ، والمحاضرة التانية بدأت والكل بيدخل وعمال يدور على همس يمكن تيجي و لمح هالة لوحدها كانت بتجيب ساندوتش من الكافيتريا ورايحة للمحاضرة بسرعة فوقفها بتوتر: باشمهندسة لحظة
وقفت وبصتله باستغراب : خير يا دكتور ؟
بص حواليه بس مفيش حد من دفعتهم فاطمن شوية وسألها: همس فين ؟ ماجتش ليه ؟
بصتله بتعجب : حضرتك بتسأل ليه عن همس دلوقتي ؟ مش نهيتوا كل حاجة ؟
اتنهد بألم : هالة ؟ همس فين ؟ تخيلت انها مش هتحضر محاضرتي بس لكن هي مش في الكلية أصلا ولا ايه بالظبط ؟
وضحتله : هي سافرت يا دكتور بلدهم .
بصلها بذهول : يعني ايه سافرت ؟ والمحاضرات ؟ والامتحان اللي جاي ؟ هالة اوعي تقولي انها مش هتحضر ؟
رفعت كتافها بحيرة : هي بعد ما شافتك مع خطيبتك وبعد ما روحنا مرة واحدة قامت لمت حاجتها وقالت مسافرة ولما قلتلها زيك كده الامتحانات قالت هتبقى تيجي على الامتحان وطلبت مني أصورلها كل حاجة فمعرفش الصراحة دماغها فيها ايه أو ناوية على ايه ؟
رفع راسه للسما مش عارف يفكر ولا يقول ايه وبعدها بص لهالة برجاء: حاولي تكلميها وتخليها تحضر وابعتيلها كل حاجة تاخديها ولو ما يضايقكيش ممكن تديني رقم موبايلك أطمن منك عليها؟ يعني ممكن أكلمها بس لو دي طريقتها انها تتخطاني فبلاش أنا أتكلم معاها بشكل مباشر فلو ينفع انتي تطمنيني عليها ياريت ؟ كمان مش عايز أطمن عن طريق خلود لأنها بقت غريبة اليومين دول ومش فاهمها الصراحة فانتي أكتر حد ممكن أثق فيه يا هالة
هزت دماغها بتقبل وادتله رقمها وبعدها راحت محاضرتها .
سيف راح الشركة ودخل مكتبه وبعدها طلب من مريم تناديله نوال سكرتيرة والده وخلال دقايق كانت قدامه كان بيشتغل على اللاب وتجاهلها شوية وده وترها لحد ما قفل اللاب وبصلها ونظراته خوفتها .
علقت بتوتر : خير يا باشمهندس ؟ في حاجة ؟
اتكلم بهدوء بس بلهجة صارمة : لو اللي عملتيه امبارح اتكرر تاني مش هيكونلك مكان هنا ، أنا بحذر مرة واحدة بس .
عينيها وسعت برعب : أنا عملت ايه يا باشمهندس ؟ أنا ماعملتش أي حاجة غلط .
بصلها بصمت وهي بتحاول تفكر غلطت في ايه فاتكلمت بتوسل: طيب عرفني غلطي ايه وأنا أوعدك مش هكرره تاني .
اتكلم بهدوء: أكتر حاجة بكرهها في الدنيا هي نقل الكلام ، ما تتخيليش بكره الشخص اللي بينقل كلام ازاي ؟
حست انه بيتكلم عن خناقته مع آية بس ده أبوه هي ما نقلتش الكلام لحد غريب وهو لاحظ تعبيراتها فرد بحزم: أيوة بتكلم عن اللي فهمتيه ده بالظبط .
علقت بتبرير : بس أنا ما نقلتش الكلام لأي حد أنا بس والدك .....
قاطعها بغضب : والدي في البيت مش هنا ، هنا هو مش والدي هنا مكان شغل وسيادتك سمعتي اللي حصل هنا وروحتي نقلتيه هناك بغض النظر سمعتي مين بيتكلم أو نقلتيه فين ، سمعتي ونقلتي .
اتراجعت باعتذار: أنا آسفة بس والله ما فكرت فيها كده أنا بس هو سألني فين باشمهندسة آية وأنا علقت مش أكتر لكن مش قصدي أبدا أنقل كلام أو كل ده وآسفة مرة تانية لو ضايقت حضرتك .
رفع عينيه ليها بجمود: اعتبري ده إنذار أول وأخير اللي يحصل في مكتبي يفضل في مكتبي واللي ينقل كلام مالهوش مكان هنا ، اتفضلي شوفي وراكي ايه ؟
اعتذرتله كمان مرة وخرجت من عنده ومريم بصتلها باستغراب وهي خارجة متوترة بالشكل ده .

عز أخد آية وطلعوا يتغدوا مع بعض الاتنين وبعد ما خلصوا أكل عز سألها : ماعلقتيش على التغييرات اللي عملناها في الشركة، ايه رأيك ؟
بصتله بتهكم : مش شايف حضرتك ان السؤال ده متأخر ؟
استغرب : ليه متأخر ؟ بعدين هل انتي معترضة اني خليت أخوكي يقف جنبي في الأزمة دي لحد ما نعديها ؟
علقت بحنق : انت خليته الكل في الكل يا بابا مش مجرد يقف جنبك .
مسك ايدها بحب: وفيها ايه يا آية ؟ ده أخوكي يا قلبي وهو أكتر حد ممكن أثق فيه .
حركت راسها برفض : ومين قالك ان ثقتك دي في محلها ؟
عينيه وسعت باستغراب وحرك راسه برفض : احنا بنتكلم عن سيف يا آية ، عن أخوكي يا بابا ؟ انتي ليه محسساني اننا بنتكلم عن حد غريب ما نعرفهوش ؟
حركت وشها بعيد ومش عايزة توضح أو تتكلم أو مش عارفة ممكن تقول ايه لأبوها ومش عارفة ممكن يكون رد فعله ايه لو عرف عن علاقتها بحازم ؟
عز أصر عليها : بصيلي هنا واتكلمي وفهميني من امتى دي نظرتك لأخوكي الكبير ؟ وايه سببها النظرة دي ؟
كشرت أكتر وردت باختصار : بابا يلا نرجع الشركة أكيد .....
قاطعها بغضب : كلميني زي ما بكلمك وفهميني ليه مختلفة مع أخوكي بالشكل ده ؟
فكرت تقول ايه وبعدها افتكرت علاقته بهمس فبصت لأبوها بتبرير: تقدر تقول اني اتصدمت فيه .
رد بذهول : اتصدمتي فيه ازاي يعني ؟ ايه اللي عمله صدمك يا آية ؟
اتنهدت وردت باتهام: واحد خاطب واحدة وبيحب واحدة يعني خاين و ....
قاطعها عز بغضب : انتي مش فاهمة حاجة ولا فاهمة ايه الظروف اللي أجبرته لده فما تتكلميش في حاجة مش فاهماها سيادتك .
وقفت بغضب : ومن هنا لحد ما أفهم هو في نظري خاين وحضرتك مسكته شركتك فأنا بصراحة مصدومة فيكم انتوا الاتنين ، انت شايف تصرفاته وشايف خيانته لخطيبته وحتى لحبيبته وساكت وموافقه فبصراحة انتوا الاتنين في نظري غلط ، أنا عايزة أرجع الشركة ياريت .
حاول يعترض بس هي قاطعته بضيق : بابا إذا سمحت بلاش نتكلم دلوقتي بدل ما نتخانق زي ما اتخانقت أنا وسيف امبارح وأكيد حضرتك عرفت علشان كده بتكلمني .
اعترض : يا بنتي أنا كل اللي يهمني انتي وأخوكي تكونوا كويسين وبخير وتحبوا بعض .
ابتسمتله باقتضاب : إن شاء الله ينفع بقى نرجع الشركة ؟
قام معاها بس حاول يدافع عن سيف ويفهمها ملابسات الموضوع لكن هي رفضت تسمع .
حاول بعدها يتكلم مع سيف بس سيف طلب منه ما يتدخلش في علاقتهم؛ لان كل اللي آية قالته مجرد حجة مش أكتر علشان تغطي عن علاقتها بحازم وهو فاهمها كويس بس حاول يطمن أبوه ان الموضوع بس شوية وقت وكل حاجة هتتعدل .

كان في عربيته وقبل ما ينزل منها فتح شنطة العربية شاف علبة الفستان ، فتحه بيتأمله وبيتخيل همس لابساه واتنهد مش عارف ازاي ممكن يكمل حياته من غيرها ؟
قفل الشنطة وقفل عربيته وقعد قدام البيسين سرحان فيها وماسك موبايله بيجاهد نفسه علشان مايكلمهاش.
كل شوية بيفتح الموبايل ويفتح الرسايل بينهم وبعدها يقفله تاني ويتراجع .
أخيرا ماقدرش يمنع نفسه وكتبلها بحزن (( لو حبيتيني بجد وكان ليا خاطر عندك اوعي تخلي اللي حصل ده يأثر على دراستك ، عارف ان اللي بطلبه منك صعب بس علشان خاطري إلا مستقبلك وحلمك ، بلاش تزودي وجعي وتشيليني فوق طاقتي لان لو ده حصل مش هسامح نفسي أبدا وهيكون وجع فوق تحملي ، علشان خاطري يا همس إلا مستقبلك وحلمك ، علشاني أنا ، علشان أفضل فخور دايما بيني وبين نفسي انك انتي الإنسانة اللي حبيتها ، انتي اللي مهما كان وجعك كبير بس فضلتي واقفة على رجليكي واتحملتي وكملتي طريقك ، ارجعي لدراستك ومذاكرتك ومحاضراتك ولو مش عايزاني أظهر في الكلية لحد بعد الامتحانات قوليلي ومش هاجي ))
بعت الرسالة واستناها تشوفها بلهفة
همس ساعتها كانت بتذاكر وأخوها وأختها جنبها كل واحد مشغول بحاجة ، خلصت مذاكرتها وآخر الليل قبل ما تنام مسكت موبايلها تقلب فيه كعادتها ولفت انتباهها رسالة على الواتس من رقم مش متسجل عندها ، فتحتها وقلبها بيدق تلقائي وكأنه عارف ان دي من حبيبه ، قرأت الرسالة ودموعها نزلت وضمت الموبايل لحضنها ، فكرت في ألف رسالة ممكن تكتبها بل بالفعل كتبت كذا رسالة وقبل ما تبعتها تمسحها ، كتبتله : بحبك ومسحتها
كتبت : وحشتني ومسحتها
كتبت : مش قادرة أعيش وأكمل من غيرك ومسحتها
كتبت : مش عايزة أشوفك تاني وبرضه مسحتها
مش عارفة ممكن ترد عليه بايه ؟ وكل ما بتكتب حاجة بتمسحها وأخيرا كتبت بوجع (( هحاول أحقق حلمي لان ده اللي فاضلي وده العكاز اللي هتعكز عليه باقي حياتي ، هدفن وجعي في مذاكرتي ودراستي وربنا يقدرني ويخفف عني ويشيلك من جوا قلبي ، ياريت أقدر أقولك ما تيجيش الكلية تاني بس في ٣٠٠ طالب غيري محتاجين حضرتك ومحتاجين لوجودك فما أقدرش أطلب منك طلب زي ده ))
سيف استنى فترة كبيرة رد منها بس ما ردتش فطلع أوضته غير هدومه وأخد شاور بارد وقعد على سريره يمكن ينام أو يرتاح ، موبايله وصلته رسالة فتحها بسرعة وابتسم انها ردت وكتبلها بصدق (( وأنا مش هاممني من ال ٣٠٠ طالب دول غير واحدة بس ))
ابتسمت أول ما قرأت الرسالة بس كشرت من تاني ؛ هو سبق وقطع علاقته بيها فكتبتله بغيظ (( انت اهتميت بألف موظف عندك فليه دلوقتي مش عايز تهتم بطلبتك ؟ هم موظفينك أغلى وأهم من طلبتك اللي راميين مستقبلهم عليك ؟ ))
كشر لأن مش ده قصده وهو ما اختارش الموظفين عليها هو ماكانش قدامه اختيارات أصلا ، فكر كتير يكتب ايه لحد ما استقر (( طلبتي مهمين عندي أما بالنسبة للي بتقوليه فأنا ماكانش قدامي اختيارات أصلا ، أنا كل الطرق اتسدت في وشي والطريق اللي مشيت فيه كان أقل طريق فيه خساير ومش عارف أمشي فيه ولا عارف أرجع عنه ولا عارف أصلا إذا كان الطريق ده صح ولا غلط بس الطرق التانية الدمار اللي فيها مستحيل أتحمله ، سامحيني وأرجوكي ارجعي لكليتك ))
حست بوجعه اللي بين السطور وفكرت تفضل تتكلم معاه بس وبعدين ؟ ولامتى ؟ وايه النهاية ؟ حب بيوجع قلوبهم ومالهوش أمل يعيش ويشوف النور ؟
كتبت (( ربنا يسهل ما تقلقش عليا ))
ابتسم بحزن وكتب (( ربنا يوفقك ))
قفل الموبايل وفضل باصص للسقف وهو بيفتكر كل لحظاتهم الحلوة وكل خناقاتهم مع بعض وبيبتسم وبيكشر حسب الموقف .

راح الكلية عند همس وبيراقب من بعيد لبعيد واستغرب انه مش شايف همس في أي مكان ، شاف نانيس وهايدي وراح سلم عليهم وفضل يهزر كعادته ويتكلم معاهم ومش عارف ازاي يعرف منهم أي حاجة عن سيف وهمس ومش عارف ازاي يفتح الكلام أصلا ؟
أخيرا قرر ما يستعجلش الأمور و واحدة واحدة هيوصل للي عايزه ، بلغهم بالمكان اللي بيسهر فيه وطلب منهم يجوا يسهروا معاه وأخد أرقامهم الاتنين .

نادر رجع وصاحب الشقة وصل وكتبوا العقود وبدأ كل يوم يفرش فيها حاجة ونقل كل حاجته من المستشفى للشقة الجديدة

بدأت الامتحانات وهالة مستنية بتوتر صاحبتها وفرحت أول ما شافتها بتقرب منهم ، جريت عليها تستقبلها بفرحة وخلود انضمتلها بجمود وقفوا التلاتة مع بعض قبل الامتحان ، موبايل هالة رن ولقت سيف فبعدت عنهم وردت عليه : أيوة يا دكتور اطمن جت اهيه.
ابتسم بارتياح : طيب الحمدلله ، خفت انها تقل عقلها وما تجيش ، المهم حالتها ايه ؟
بصت ناحيتها : بتحاول تكون كويسة ، هطمنك بعد الامتحان إن شاء الله .
قفلت وراحت لصاحبتها وقفت معاها : أخبارك ايه يا همس ؟ مذاكرة ؟
ابتسمت بصعوبة : بإذن الله ، ربنا يسهل يا هالة ، ما تقلقيش عليا .
اتدخلت خلود باقتراح: مذاكرة يا همس كويس ولا ايه ؟ أنا ممكن أساعدك لو .....
قاطعتها همس بهدوء : لا يا خلود ربنا يسهل أنا الحمد لله مذاكرة وربنا يسهلها إن شاء الله .

امتحان ورا امتحان بيعدي وهمس بتحاول ما تفكرش في سيف اللي بيطمن عليها كل يوم من هالة خصوصا ان الدكاترة لاغيين محاضراتهم علشان يذاكروا فماشافتهوش خالص لحد ما جه آخر يوم امتحان مادته ، همس كانت متوترة جدا وخلود مراقباها وحاولت تشرحلها بس همس رفضت وقالتلها انها مش محتاجة مساعدة ولو احتاجت هتطلبها بنفسها .
بدأت اللجنة وهمس متوترة مستنية تشوفه بس دخل اتنين، المعيد بتاعهم ومعاه معيد تاني وزعوا الورق وهي احبطت لأنها كانت عايزة تشوفه بأي شكل .
سيف قرر ما يدخلش عندهم علشانها وعلشان تقدر تركز بدون ما يشوش عليها أو يضيع تركيزها بس ماقدرش يلتزم بقراره ده لأنه لازم يشوفها ويشبع عينيه منها .
دخل المحاضرة ومن غير ما تشوفه حست بدخوله من نبضات قلبها اللي دقت بسرعة .
رفعت عينيها له واتقابلت عينيهم اللي لاموا وعاتبوا بعض على بعدهم بالشكل ده .
كذا طالب نادى عليه وهو راحلهم يجاوبهم ، همس فضلت باصة لورقتها بتتخانق مع نفسها علشان ما تناديش عليه ، الامتحان بالنسبالها كويس بس هي عايزة تحس بقربه منها ، عايزة تاخد نفس عميق من ريحته اللي بتعشقها ، عايزة قربه بأي شكل .
أخيرا وهو قريب لقت نفسها بتنادي عليه ، قلبه كان هيقف لما نادت وقرب منها و انحنى جنبها وقرب منها جدا واتمنى لو يقدر يضمها مش بس يقرب منها ، اتفاجئ بيها بتمد ايدها تمسك قميصه عند صدره وبتشده عليها وعينيهم اتعلقوا ببعض وهمست باشتياق وضياع : وحشتني .
سيطر على شوقه ليها بالعافية وبهدوء مسك ايدها وشدها من على صدره بس ماكانتش عايزة تسيب قميصه ، ضغط على ايدها بهدوء ونزلها بس ما سابهاش وفضل ماسكها وهمس برجاء وخوف عليها : علشان خاطري ركزي في امتحانك ، هكون موجود في المكتب بعد الامتحان نتكلم بس دلوقتي امتحانك يا همس .
ضغطت على ايده ودمعتها نزلت موتته وهو ولا قادر يبعد ولا قادر يمسح دموعها ولا ينفع يفضل جنبها .
اتعدل وبعد غصب عنه وطلع برا اللجنة كلها وعرف ان قراره انه يشوفها كان غلط .
خلص الامتحان واتلم الورق وهي فضلت تعيط مكانها ومهما أصحابها يكلموها مش بترد عليهم .
المعيدين طلعوا الورق لسيف اللي دور على ورقة همس بس زي ما كان متوقع ماكملتش امتحانها بعد ما هو دخل ، غمض عينيه وقعد مكانه ماسك ورقتها مش عارف يعمل ايه ويتصرف ازاي ؟
عقله عاجز عن التفكير ، السؤال اللي سابته مش صعب أبدا وتقدر تحله في دقيقتين بالظبط وعليه درجة كبيرة ، درجته كفيلة تبعدها تماما عن حلمها.
همس بعدت عن الكل وقالت هتروح بس ماقدرتش تمشي ، لازم تشوفه بأي شكل ، طلعت مكتبه و وقفت قدام المكتب مترددة تدخل أو لا ؟
أخيرا خبطت ودخلت والاتنين بصوا لبعض كتير يشتكوا لبعض من بعض بصمت لحد ما هي نطقت ببكاء : ما كملتش الامتحان .
دموعها كانت نازلة وهو رفع ورقتها بعجز : عارف .
أخد نفس طويل وقام من مكانه وقف قدامها بألم : وبعدين ؟ هنفضل نعذب في بعض لامتى ؟ همس قوليلي أعمل ايه وأنا هعمله ؟
بصت لعينيه وشايفة حبه واضح وده بيوجعها ، يمكن لو بطل يحبها هتقدر تتقبل وجعها ده لكن طول ما هي حاسة بحبه ده مش قادرة تتخطاه .
همست بشجن : بطل تحبني .
ابتسم بوجع : قوليلي ازاي ؟
عيونهم متعلقة ببعض وهي حركت راسها بحيرة : معرفش ، بس بطل تحبني علشان أقدر أنا أبطل أحبك يا سيف ، مش هقدر أتحمل الوضع ده .
مد ايده مسح دموعها وهي غمضت عينيها فقالها بحزن: طيب بطلي عياط ، علشان خاطري كفاية عياط .
مسحت هي كل دموعها وبصتله بوجع: هبطل بس قولي انك لقيت حل غير ده .
حرك راسه برفض وقلة حيلة : مفيش ، المهم انتي بتعملي كده في كل امتحان ولا ده بس ؟
سألته بحيرة : بعمل ايه ؟
جاوبها بضيق : بتسيبي نص الامتحان بدون حل ؟
بصتله بعتاب : انت مش بتيجي في كل امتحان .
كرر سؤاله بغيظ: برضه دي مش إجابة يا همس .
جاوبته باطمئنان : قفلت الامتحانات اللي فاتت والحمد لله ان مادتك آخر مادة .
سيف فكر للحظات وبعدها قفل باب مكتبه بالمفتاح وهي استغربت وبصتله واتمنت لو يضمها بس هو مسك ورقتها وعطاهالها بحزم : كملي حلك يا همس .
عينيها وسعت وبصتله بصدمة وهو كرر بتوسل: كملي الامتحان علشان خاطري كمليه .
مد ايده بالقلم ليها وهي بتبص للقلم وتبصله وهمست بحزن: هيفيد بايه ؟ انت متخيل اني هقدر أكمل للآخر ؟
هز راسه بتأكيد : هتكملي علشاني هتكملي.
مسكت القلم من ايده وبدأت بتوتر تكتب اللي فاضلها ودموعها بتنزل و بتمسحهم لحد ما خلصت في دقيقتين زي ما هو كان متوقع وحطت القلم من ايدها وبصتله بخفوت : خلصت .
أخد منها الورقة بصلها وابتسم بارتياح وحطها مع باقي الورق ، سألته باستغراب : مش هتشوف حلي صح ولا غلط ؟
بصلها ورد بعفوية : هصحح الورقة مع باقي الورق أنا بس خليتك كملتي مش أكتر لأني حبيبك لكن الصح والغلط زيك زي باقي الطلبة هصححلك كدكتور المادة مش كحبيبك .
سألته بترجي : وهو انت حبيبي ؟ انت مش عايز تكون حبيبي .
رفض كلامها ووضح بحب : أنا بتمنى أكون حبيبك وبتمنى أقول للعالم كله اني بحبك بس غصب عني .
اتراجعت علشان تمشي بس وقفها ونطق اسمها بلهفة : همس .
غمضت عينيها لأنها لما بتسمعه بيهمس بالشكل ده وينطق اسمها كده بتكون عايزة ترمي نفسها في حضنه وتطلب منه يفضل يكرر في اسمها كتير .
قرب منها وقف قدامها بتوتر : هو أنا لو حبيت أهاديكي هتقبلي هديتي ؟
بصتله باستغراب : تهاديني ؟ ليه ؟
ماعرفش يقولها ايه فقال بصدق : مش عارف بس جبت حاجة ليكي مش عارف ليه وما تسألينيش ليه بس أول ما شوفتها ماقدرتش أسيبها مكانها لأنها ليكي انتي وبس ، ينفع تقبليها ؟
سألته بحذر : ولو ماقبلتهاش ؟
عينيه بيترجوها : هتفضل معايا بتخيلك فيها بس بتمنى تقبليها .
هزت راسها بموافقة : هقبلها – مدت ايدها بهدوء – هاتها.
ابتسم باتساع: في عربيتي ، ينفع تستنيني في المكان اللي كنتي بتركبي منه ؟
هزتله راسها بموافقة وهو فتح الباب بهدوء واطمن ان مفيش حد في الطرقة وخرجها وهي نزلت تستناه .
قعدت على الرصيف لحد ما هو جه بعربيته وقف قصادها : اركبي .
بصتله باستغراب وهو كرر بصرامة : اركبي يا همس .
ركبت جنبه وبصتله بتذمر : وبعدين معاك ؟
بصلها بتبرير: هوصلك وبس .
ما اتكلمتش وهو ما اتكلمش لحد ما وصلها وقفل عربيته وبصلها بحيرة : باقي السنة أعمل فيها ايه ؟
ردت بغصة في قلبها قبل حلقها : انت بتسألني أنا ؟ مش عارفة أقولك ايه ؟
جاوبها بحزن: قوليلي أعمل ايه ؟ أبلغ أي زميل ليا يكمل معاكم السنة ؟ أكمل أنا معاكم السنة ؟ مش هينفع كل ما تشوفيني تعملي زي النهارده وتعيطي كده ؟ مش هقدر أتحمل أنا ده ، فايه العمل ؟ أعتذر عن باقي الترم ؟
مش قادرة تتخيل انها ممكن تتحرم منه فردت بلهفة: ما تعتذرش وخليك معانا ، مش هعيط كل ما أشوفك ، أوعدك هحاول.
ابتسملها بحب: لو في أي وقت حسيتي ان وجودي صعب عليكي بلغيني .
هزت دماغها وبعدها سألته بتذكر : فين الهدية ؟
ابتسم بهدوء : في شنطة العربية .
نزلوا الاتنين وهو فتح الشنطة شافت العلبة الكبيرة واستغربت وحاولت تخمن جواها ايه ؟ فتحها واتفاجئت بالفستان وبصتله فوضح بعشق : زي ما قلتلك ماقدرتش أشوف غيرك لابسه فجيبته .
ماعرفتش تقول ايه أو تنطق حتى بس بعدها ردت بحيرة: ولنفترض مش مقاسي ؟
ابتسم بثقة : مقاسك أو أنا متأكد انه مقاسك ، همس أنا بجد مش عارف أنا ليه اشتريته بس أقسم بالله لقيتني قدام المحل وبدخل وباخده وأنا مش عارف هعمل بيه ايه أو بجيبه ليه فعلشان خاطري اقبليه ، البسيه في فرح هند وبدر مش قلتي هيتجوزوا في أول الإجازة ؟
ابتسمت : بإذن الله .
ابتسم هو كمان : خلاص البسيه وقتها وخليني أشاركك بشكل أو بآخر في الفرح ده - سكت وكمل بغصة ألم - أينعم كنت بتمنى أحضره معاكي بس مفيش نصيب .
قفل العلبة وعطاهالها وهي مسكتها بحيرة: هقول للبنات ايه ؟ وهقول لبابا وماما ايه ؟
حرك راسه بحيرة : مش عارف ، والله ما عارف أقولك ايه ؟
هزت راسها وسابته وأخدته وطلعت وخلود أول ماشافتها سألتها بتعجب : كنتي فين وايه العلبة دي؟ ومين جابها ؟
بصتلها بتعب : كنت مع نادر ونزلنا اشترينا ده ، عندك مانع ؟
اتراجعت وهي مش مصدقاها : مع نادر ؟ ولحقتي تلفي وتشتري ؟
بصتلها لفترة وبعدها جاوبتها بجمود : ما لفتش – فتحت العلبة وكملت- ده فستان كان عجب نادر وأخدني بس أشوف مقاسه وأجيب المناسب وعجبني فجيبته .
خلود طلعت الفستان وانبهرت بيه : ده تمنه ايه ده ؟ أكيد غالي .
بتدور على السعر بس هالة اتدخلت وأخدته منها : قولي اللهم بارك وربنا يجعله لبس العافية مالناش دعوة بسعره – بصت لهمس بابتسامة – مبروك عليكي .
ابتسمتلها وهي بتبص للفستان اللي شكله فوق الروعة، كلمت باباها طلبت منه فلوس علشان تجيب فستان تحضر بيه فرح أختها وهو بعتلها اللي محتاجاه وبكده مهدت لظهور الفستان وهي من جواها متضايقة من كدبتها .

كل يوم بيسهر في المكان اللي قال لنانيس عليه على أمل انها تيجي لحد ما جت في آخر يوم امتحان للميد ترم تحتفل وهناك شافته وراحتله قعدوا مع بعض يتكلموا كتير لحد ما هو سألها : أخبار سيف معاكم ايه ؟
بصتله وهي بتشرب من كوبايتها : مش بيجي كتير ومابقاش متواجد في الكلية زي الأول ، بس تصدق سوري يعني هو صاحبك اه بس هو رخم وعايش دور الجد أوي وخنيق اوفر .
ابتسم لان ده اللي كان عايز يسمعه : سوري ليه أنا معاكي سيف فعلا رخم .
ضحكوا الاتنين وهي سألته بفضول : ليه بتقول انه رخم ؟
كان حذر جدا وهو بيتكلم: جد زيادة عن اللزوم وساعات كتير بحس انه عايش الدور أوي ، وعايش دور المثالي أوي وهو مش مثالي ولا نيلة بس للأسف مش بعرف أمسك عليه غلطة دايما حريص .
نانيس افتكرت يوم ما شافته ماسك ايد همس في المصنع وصورتهم وافتكرت في الميا لما نط وجابها
لاحظ سرحانها فقاطعها : وصلتي لفين كده ؟
ابتسمت : افتكرت كام موقف له هو فعلا مش مثالي أبدا.
أكد بسرعة : وأبعد ما يكون عن المثالية ، أنا عايز أقولك ان ساعات كتير بحس انه بوشين أو لا كذا وش ، وش الدكتور الجامعي المحترم ووش المهندس اللي ماسك الشركة وعامل نفسه عم المهم ، وش الخطيب اللي خاطب واحدة مركز وستايل ، وآخرهم وش الحبيب اللي عايش الدور مع عيلة .
عينيها لمعت بلهفة : انت تعرف حكايته مع العيلة دي ؟
بصلها وقرب منها بمكر: أعرف بس ماعنديش دليل للأسف .
بصتله باهتمام : واللي يديلك الدليل هتعمل بيه ايه ؟
بص حواليه وكأنه بيطمن ان محدش سامعهم ورد ببساطة: ولا أي حاجة بس حاجة أكسر عينيه بيها لما يقف قصادي يتبجح بإنجازاته ويتفاخر بيها .
اتراجعت بتوتر وهو كشر وسألها : امال انتي عايزة تعملي ايه ؟
بصتله وهي مترددة تثق فيه ولا لا فشجعها : قولي بتفكري في ايه ؟ أنا معاكي في اللي هتقوليه .
علقت بهدوء: انت صاحبه الانتيم ؟
ابتسم لأنه فهم انها عايزة تعمل حاجة أكبر : كنت ، تعرفي انه طردني من الشركة .
شهقت : بجد ؟ ليه ؟
كشر : علشان عارضته ، علشان قال ايه اتعديت حدودي معاه ، ما تخيلتش أصلا ان بينا حدود بس طلع ليا حدود في التعامل مع سيادته ، أنا شلت الشركة مع أبوه وهو مسافر وبعد ما رجع أول حاجة عملها طردني .
ابتسمت وقربت : بص أنا سيف ما يهمنيش أوي اللي هتعمله فيه بس نفسي يبطل يبص لفوق أوي ، أنا ألف واحد يتمنوا يكلموني مش أعزمهم ويرفض أو أكلمه ويتكبر يرد ، وبابا للأسف عامله قيمة لان له وضعه في سوق البيزنس ، كمان البنت اللي معاه غايظاني أوي ونفسي أحط مناخيرها في الأرض بس مش عارفة ازاي ؟
ابتسامته وسعت بانتصار : قوليلي معاكي دليل ايه وهنحط وشهم الاتنين في الأرض وحياتك انتي هخليهم ما يرفعوش وشهم تاني .
بصتله بابتسامة واثقة: وأنا معاك ياحازم

همس خرجت مع أصحابها يتمشوا في البلد شوية وفي المولات ويغيروا جو وهي بتتمشى معاهم لفت انتباهها حاجة ماقدرتش ما تشتريهاش وبالفعل راحت تجيبها
قربت منها هالة بتساؤل : ليه يا همس بتشتري الدبلة دي ؟
بصتلها بحيرة : مش عارفة بس عجبتني ؟
اعترضت باستغراب : سودا ؟ دبلة سودا يا همس عجبتك ؟
ابتسمت وهي ماسكاها في ايدها : اه ، حلوة أوي الكتابة اللي فيها و واضحة ( I Love You ) وكمان بصي الحرفين اللي من فوق دول (SH ) عمرك شوفتي دبلة مكتوب عليها من فوق يكون ظاهر للكل الحرفين كده ؟
بصتلها باستغراب : حرف ال ش ايه علاقته بيكي ؟
عدلت كلامها: حرف ال S وال H سيف وهمس مش SH أبدا .
حركت راسها برفض : يا همس بلاش ، علشان خاطري بلاش وكفاية تفكري بالطريقة دي .
همس بصت للبائع : هاخدها لو سمحت .
حاولت هالة تمنعها بس هي أصرت واشترتها

تاني يوم استنت سيف اللي استغرب انتظارها له قدام مكتبه ، فتح الباب ودخلوا الاتنين وبصلها بتساؤل : خير يا همس ؟
بصتله بابتسامة : ينفع تقبل هديتي ؟
بصلها بحيرة وأخد نفس طويل : هديتك ؟ - تمتم بألم – أنا كنت عارف ان خطوة الفستان دي غلط وعملتها.
بصتله بترجي : وقبلته منك فالدور عليك .
حرك راسه برفض : همس كده مش هننتهي أبدا لو فضلنا بالطريقة دي قلتلك أبطل آجي الكلية وانتي قلتيلي أكمل الترم ده فعلشان خاطري خلينا نلتزم بقرارنا .
عدلت كلمته بحزن : قرارك ، قرارك مش قرارنا أبدا ، ليه من حق الراجل بس ياخد قرار الارتباط وقرار الانفصال ؟
اتنهد وبصلها بوجع : أنا ما أخدتش قرارات أنا اتحطيت في وضع غصب عني ومطلوب مننا نقبله مش موضوع أبدا مين ياخذ قرار يا همس؟ انتي عارفة كل الظروف اللي أجبرتني للوضع ده .
بصت لبعيد بألم : مش هنتكلم كتير يا سيف ، هتقبل هديتي ولا لا ؟
فكر يرفض بس هتعاند وهترجع الفستان وخاف يوافق يتمادوا في علاقتهم وفضل ساكت شوية بيفكر يقول ايه ؟
كررت سؤالها بجمود: هتقبلها ؟
بص لعينيها بارتباك : بس توعديني نبطل نتكلم مع بعض لأي سبب ونبطل الاستعباط اللي بنعمله ده ؟ نوعد بعض احنا الاتنين نوقف كل اللي بيحصل ده ؟ توعديني ؟
دمعتها نزلت بألم : أوعدك .
مد ايده باستسلام: هاتي هديتك .
مسحت دمعتها و طلعت من شنطتها علبة صغيرة خلت قلبه اتخطف أول ما شافها وهو متوقع جواها ايه ؟
فتحتها وشاف الدبلة وابتسم تلقائيًا لما شاف الحرفين ( Sو H )
وبعدها لمح اللي مكتوب جواها واتنهد بحيرة؛ الدبلة دي مش مجرد دبلة دي وعد بالحب مدى الحياة أو هو شافها كده ، فضل متردد وهو موجوع و وجعه بيزيد كل لحظة لأنه اتمنى دبلة زي دي هي تلبسهاله في النور مش كده ومش بالطريقة دي أبدا.
همس مسكت الدبلة وبصت لعينيه بحزن: أوعدك ان دي آخر مرة هطلعلك المكتب ده أو هكلمك كسيف وبس من النهارده هتكون الدكتور بتاعي وبس .
استنت انه يفتح ايده وياخدها بس اتفاجئت بيه بيمد ايده بعفوية علشان هي تلبسهاله فبصت لعينيه بحيرة وهو ابتسم بحب : دي أبسط حاجة أقدر أوعدك بيها أو أقدمهالك ، اني مفيش غيرك هلبس دبلتها .
لبسته الدبلة في ايده وهو مد ايده مسح دموعها بوعد : لو الدبلة دي هتريحك نفسيا أو هتطمنك اني ولا حبيت ولا هحب غيرك فأنا هفضل لابسها يا همس - سكت وكمل بألم - لكن لو هنخل بوعدنا وهنفضل نتكلم بأي حجج فهرجعهالك ، هادينا بعض وانتهى لحد كده من النهارده كل واحد فينا في طريق، اتفقنا ؟
هزت دماغها وبعدها خرجت وسابته عايزة تمشي وتختفي من الدنيا كلها .
نزلت بسرعة فوقفتها خلود بتساؤل : همس هو سيف في مكتبه ؟
ردت بدون ما تقف : معرفش .
كملت جري وخلود مستغربة مالها فكرت تنزل وراها ولا تطلع تشوف سيف ؟ أخيرا قررت تطلع عنده .
هالة كانت مستنياها وأول ما شافتها راحتلها بس اتفاجئت بيها مكملة في وشها ومش عايزة تقف وبتمسح في دموعها فبتجري وراها وبتحاول توقفها وخصوصا انها خرجت برا الكلية ومكملة جري وهي بتناديها بخوف: همس اقفي ، طيب بالراحة ، همس ؟
همس مكملة لحد ما فجأة حست نفسها بتطير وبتنزل على الأرض وبتتدحرج كتير وبعدها الدنيا بتسود قدامها.
هالة حاولت تحذرها بس همس ما سمعتهاش واتفاجئت بالعربية بتخبطها وشافتها بتتدحرج وبتثبت مكانها ، الصدمة شلتها مكانها وخلتها ماتتحركش .
google-playkhamsatmostaqltradent