Ads by Google X

رواية لن ابقي علي الهامش الفصل الاول 1بقلم نداء علي

الصفحة الرئيسية

  رواية لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي عبر مدونة دليل الروايات

رواية لن ابقي علي الهامش

رواية لن ابقي علي الهامش الفصل الاول


بعض النساء مدائن فاضلة ما كان ليسكن أراضيها ويعمرها إلا صفوة الفرسان والنبلاء الصادقين في عشقهم لترابها، يرونها أجمل المدن وان لم تكن كذلك.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

ارتدت 'مريلة المطبخ' وشرعت في جلي ما أمامها من اطباق وملاعق، لكن ملامحها عابسة بطفولية وغيظ.

اقترب منها بخطوات متلهفة فقد اشتاق إلى مشاكستها ويعلم انها لن تمرر الأمر هكذا دون جدال

نظرت إليه بغيظ قائلة

ايه اللي جابك هنا، خليك مع ضيوفك؟

احتضنها برغبة لكنها لم تتركه يقترب بل باغتته بدلو من الماء البارد ألقت به فوق ملابسه

شهق فيصل بصدمة قائلاً

همس، ايه اللي عملتيه ده؟

صاحت بوجهه وقد فاضت ملامحها بغيرة واضحة وحزن زين مقلتيها قائلة

قولتلك مليون مرة أنا مبحبش الستات الوقحة دي، يعني ايه نبقى في مكان وتيجي واحدة تكلمك بوقاحة وتتجاهل وجودي، لو انت مش عامل حساب ليا اعمل حساب لولادك

نظر إليها باستمتاع وهمس بصوت متلاعب قائلاً بالقرب من اذنيها

ولادي مالهم!

تعلقت عيناها بخاصته وكأنها تشكو إليه ألم تعجز عن تحمله ناتج عن عشق يزداد كل لحظة تقضيها في كنفه فاقترب هو إلى أن باتت بين ثنايا قلبه وتحدث بصدق

أنا لو هعمل حساب لحد هيكون لهمسي، ميهمنيش حد تاني، أزال برفق دموعها المنهمرة وقبل وجنتيها بحب وأوضح لها حقيقة الأمر قائلاً

دي قريبة دكتور مصطفى، وتقدري تقولي كده بتخطط تبقى حماته

شهقت همس بفزع قائلة

ازاي يا فيصل، حماته ازاي طب ورضوى؟!

فيصل : أنا بكلمك ومتأكد إنك مستحيل تجيبي سيرة لرضوى، الحقيقة ان مصطفى ماشي ورا كلام والدته بشكل غريب وشكله هيضيع نفسه.

همس بجدية : بس انت صديقه وواجب عليك تنصحه وتقفله

فيصل : انصحه أه طبعا، لكن اقفله معتقدش، مصطفى عنيد وأنا بطبعي مبحبش أدخل نفسي في حياته الشخصية.

همس : حيوان، أنا من البداية مبحبوش، رضوى مسكينة والله ومتستاهلش كده ابدا، دي بتموت فيه، فعلاً الرجالة كلهم….

قهقه فيصل لكنها وكزته بقوة طفيفة وأشارت إليه تحذره قائلة

بتضحك على ايه، تلاقيك عاجبه الفكرة؟

احتضنها بقوة إلى أن تأوهت بدلال قائلة

اوعى كده أنا أصلاً مش بحبك، وبرده مليش دعوة بكل الكلام ده والله يا فيصل لو شفتك بتكلم الست دي تاني وبتاخد وتدي معاها بالشكل ده هخاصمك بجد، ناس مؤذية ربنا يبعدهم عننا، حبيبتي يا رضوى بقى إنتِ مبسوطة انه رجع مصر واستقر جنبك ومتعرفيش انه بيلعب بديله.

فيصل بجدية :

اوعي ياهمس، أنا قولتلك أهو، إياكِ تقولي حاجة لرضوى احنا مش عاوزين نبقى سبب في مشاكل بينهم، يمكن ربنا يهديه ويبعد عن دماغه الفكرة دي لكن لو رضوى عرفت اكيد هيتخانقوا وهو هيصمم اكتر على رأيه.

همس بحزن : اكيد مش هقولها حاجة، بس هحاول اتكلم معاها تهتم بنفسها شوية يمكن يحترم نفسه ويراعي بيته وبناته.

فيصل : ان شاء الله، المهم بقى هنتغدي ايه، أنا جعان

همس بمكايدة ومشاكسة : مفيش، أكل ايه يا قلبي، أنا أعصابي تعبانه وهدخل انام.

لثم شفتيها بحب وازاح تلك الخصلات الهائمة فوق عينيها قائلاً

أنا بحبك، بحبك لدرجة إني مبقدرش اشوف غيرك.

همس : يا سلام، وعلشان كده بتتعمد تضايقني وانت عارف اني بغير عليك.

ابتسم فيصل وتنهد بقوة فنظرت إليه بترقب وحذر متسائلة :

مالك ياقلبي، انت مخبي عني ايه؟

فيصل : أمي يا همس، أمي حالتها كل يوم بتسوء وأنا عاجز اني اعملها حاجة، خايف تسبني، مرعوب اتحرم منها وابقي لوحدي.

شبت فوق أطراف اصابعها تسعى لتقليل المسافة الفارقة بينهما وهمست إليه بحب بينما يداها تعبس بملابسه التي باتت مبتلة بأكملها فابتسم رغماً عنه قائلاً

انتي قصيرة كده ليه، بعدين بتعملي ايه في هدومي دلقتي عليا ماية باردة وجاية دلوقتي تصلحي غلطتك، انا لا يمكن اضعف قدام عيونك الحلوه دي ابدا.

ابتسمت بغرور وتحركت أمامه بخفة قائلة

أنا مش قصيرة، انت مش فاهم حاجة ابدا، ده انا كنت بلعب سلة.

فيصل : سلة! يمكن كنتي الكورة، لكن غير كده مستحيل

نظرت إليه بشر فأسرع يبتعد عن دربها قائلاً بسخرية

قال سلة قال، ده أنا اوقات بحس انك طفلة صغيرة، الله يسامحه اللي اخترع الكعب العالي، خدعتيني يا هموس.

انتهى فيصل من كلماته وأسرع إلى غرفة نومهما مبتسماً بانتشاء وهو على يقين أنها ستلحق به كي يكملا مشاكستهما التي يعشقها ولا يمل منها مطلقاً.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

وبعض الكلمات حروفها أفعال ليس إلا، عندما أخبرك أنني سند لك لا انتظر منك سوى يد تحملني بعدما تفقدني الحياة قوتي فلا أقوى على السير.

أدمعت عينا جميلة وتعففت بخجل وسعادة من فعلة شقيقها الذي كان ومازال جدار لا يميل وظل يقيها شمس الحياة الحارقة.

ابتسم طاهر بحب واحتواء قائلاً

بتردي ايدي يا ست جميلة، كبرتي عليا يا أم فارس؟

لم تفلح جميلة في كبح دموعها لتنهمر دون توقف وتعلو شهقاتها الباكية لتقول بصعوبة

طول عمرك شايل همي يا طاهر، انت أبويا مش أخويا وبعد موت حسين بقيت سند وأب لفارس، مش هقدر اخد الفلوس دي كلها.

طاهر : دي مش علشانك، دي هدية مني لخطوبة فارس

جميلة بقهر

ميستاهلش يا طاهر.

طاهر بجدية : فارس ابني زي كاميليا بالظبط، وكل شيء نصيب، مش هنكر اني كنت بتمنى يبقى ليهم نصيب مع بعض بس في الأول والآخر ربنا مش رايد.

جميلة : هو اللي مصبرش.

طاهر : الحب أوقات بيأذي يا جميلة، وبعدين ملكيش دعوة سيبيه يختار ويتحمل نتيجة اختياره، كاميليا مشوارها طويل لسه هتشتغل وتحضر ماجستير ودكتوراه والعمر قدامها ان شاء الله.

جميلة بحب : ان شاء الله تعيش وتفرح بيها وبولادها

طاهر برجاء : ياريت، نفسي أشوفها عروسة.

ابتسم طاهر واثر الصمت فرغم سعادته لإبن شقيقته إلا أنه يتألم لوجع ابنته العنيدة وتنهدت جملة فهي لم تتمنى عروساً أخرى لوحيدها.

التفت كلاهما عندما اقتربت كاميليا التي عادت للتو من المشفى المكلفة به تبحث بعينيها عن والدها وملامحها الجميلة تفشي أسرارًا تسعى هي باستماته لإخفاءها، تحدثت بصوت عابس غافلة عن تواجد عمتها، قائلة

بااابا، طاهر باشا انت فين أنا جعانة جدا؟

لبى نداء طفلته دون تردد قائلاً بحب

أنا هنا ياقلب بابا، قاعد مع عمتك، تعالي.

توقفت كاميليا دون إرادتها تلتقط أنفاسها قليلاً فهي تبذل قصارى جهدها لكي تبتعد، تقضي ساعاتها بالمشفى ربما تفلح في نسيانه، لم تلتق به هو ووالدته قرابة الثلاثة شهور، رغم حبها وقربها من عمتها إلا انها باتت كارهة لرؤيتها، تحترق روحها عند اللقاء ولم تفلح في مواصلة الادعاء بأن كل شيء على ما يرام.

وفي لحظات نغفل ونتناسى إلى أن نصحو فجأة فنغدو مجبرين على المضي قدما فقد بات الرجوع ثقيلاً وباتت لذة السعادة الخادعة قاب قوسين من أرواحنا الطامعة…

تنهد بضعف وتردد وابتعد عن أنفاسها المتشبثة بامتلاكه، نظر إليها بترقب وإعجاب يزداد رغماً عنه إلى أن قال

انتي كويسة جدا، مفيش داعي للقلق

سوزي بدلال : لأ يا دكتور، أنا مش بنام خالص ودايما قلبي ببدق بسرعة ومش قادرة اعمل اي مجهود.

مصطفى بتوتر وقد تغضن جبينه عرقاً وازدادت حيرته: هكتبلك فيتامينات تاخديها وممكن أحولك على دكتور متخصص، أنا جراح وانتي عارفه.

نظرت إليه بثقة وإصرار ولم تمنحه مجالاً للهرب بل باغتته بجرأة قائلة

أنا عوزاك انتَ !

مصطفى : اسمعي يا سوزي، أنا متجوز ومخلف ومقدرش اظلمك معايا، أمي لما طلبت ايدك مكنش عندي خبر، وحتى لما اصرت وطلبت مني أروح معاها وأشوفك توقعت إني هقابل عروسة سنها مناسب، أنا اكبر منك باكتر من ١٥ سنة.

سوزي : وأنا موافقة وعاجبني، مطت شفتيها بحزن وتحدثت بلهجة يشوبها العتب

وبعدين أنا مش فاهمة أنت بتتهرب مني ليه، مش عجباك مثلآ!

نفى ما قالته دون انتظار وكأنه يخشى اغضابها وربما فقدانها :

بالعكس، أنا شايف انك تستاهلي شاب قريب من سنك وتكوني الأولى في حياته

اقتربت إلى حد خطر، حد لا يحق لها وهمست بتأكيد

صدقني إللي يهمني اني أكون الأخيرة، أنا بيتقدملي ناس كتير جدا وكل واحد بيكون مواصفاته أحسن من اللي قبله لكن انت غيرهم كلهم.

منحته كلماتها ما يحتاجه أي ذكر يهفو إلى التغيير واستعادة سنواته المفقودة بين طيات الكتب والركض خلف قطار الحياة فاستمع إليها بنشوة ورغبة في المزيد

احتضنت كفه بخاصتها ومنحته شعوراً جعله يلقي بزوجته الغافلة عن نيته وبناته اللائي لم ينعمن بعد بقربه فتحدث بتلهف قائلاً

بس أنا مش هقدر اطلق مراتي.

سوزي : طنط سوسن قالتلي إنك متمسك بيها علشان بناتك وأنا موافقة واحترمت قرارك جدا، صدقني أنا بحبك

مصطفى بدهشة : بتحبيني!

سوزي : أيوة.

مصطفى : طيب يلا قدامي خليني اكلم ماما ونتفق على معاد الفرح.

سوزي بسعادة وتوق إلى وصاله

بجد! فرح علطول مش هنعمل خطوبة؟

مرر بصره فوق ملامحها الرقيقة واعرب عن رغبته دون مواربة قائلاً

لأ، احنا نتجوز علطول، ولا ايه رأيك؟

ابتسمت إليه تعلن عن موافقتها وسارا معاً في طريق ممهد بالكثير من العثرات.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

وعندما اشتدت رياح الغدر، هرولت منها إليك لكنك جردتني من ثياب الثقة والأمان وألقيت بي إلى وسط العاصفة.

كان ياسين مستلقياً يتطلع إلى بعض الاخبار والمنشورات التي تتجدد في لحظات وكأنها لمحات خاطفة لحياة الآخرين، لمحات اكتفى بها عن تفاصيل لم يعد يرغبها.

فبين صفحات التواصل الاجتماعي استطاع أن يجعل لروحه الضاله ملاذاً جديداً وأصدقاء لا يربط بينهم سوى كلمات، تمكن من خلق عالم فشل مراراً في إنجاح بنيانه بواقعه، ربما كانت أسوار الماضي هي العائق أمامه وربما كان هو العائق دون سواه.

تحدث بصوت يغلفه الحنين إلى تلك الصورة التي أرسلتها إليه زوجته وبداخلها أطفاله الثلاث ووالدته قائلاً

وحشتوني أوي، نفسي أشوفكم واخبي نفسي بينكم بس خايف قربي يهد البيت ويضيع فرحتكم.

اقترب منه أحد زملاء السكن المقيم به قائلاً

هتتعشى معانا يا أبو اسلام؟

ابتسم إليه ياسين قائلاً بلطف : لأ، بالعافية عليكم أنا لسه شبعان.

تحرك الآخر من أمامه دون تعقيب وعاود ياسين تصفح هاتفه، مرت لحظات قليلة ووصل إلى مسامعه أصوات لشجار حاد بين زملائه بالسكن، هرول إلى خارج غرفته فأصابه شيء من الصدمة عند رؤيته لعادل ومحمود، وهما في الأصل أبناء عمومة ويربطهما نسب ولكن شجارهما الآن يوحي بأمر جلل

سارع ياسين إلى الحول بينهما فتقدم الحج سعيد،” وهو أكبر الأفراد سناً "لمساندة ياسين، دفعهما عادل قائلاً بصوت حاد يغلفه الذهول والبغض

سيبوني عليه، ابن… عاوز يتجوز على اختي

ياسين : يابني طول بالك الأمور متتحلش كده، اسمع منه الأول وشوف السبب.

محمود بسماجة : مفيش سبب، أنا حر ياعم حقي اتجوز غيرها تلاته، محدش له عندي حاجة

لكمه عادل بغتة فأطاح به أرضا ولم يكترث بل بل وجهه حديثه إلى ياسين قائلاً

السبب يا ابو اسلام انه راجل ناقص، اتقدم لأختي ووقتها مكنش حيلته مليم أحمر ولأنه من أهلنا مقدرناش نقول لأ، احنا عندنا البنت مبتطلعش برة العيلة بتاخد حد من ولاد عمها، وبعد جوازه بشهرين سافر، قولنا بركة الحمد لله هيعوض اختي بقى وربنا هيفتح عليه، صاح عادل بقوة مستكملاً حديثه

متجوزها بقاله سبع سنين منزلش فيهم اجازة غير مرة واحدة، انت فاهم، مرة واحدة لأختي العروسة ولما بتشتكي بنقولها اعقلي كده هو يعني بيتعب ويشقى لمين.

محمود بجدية

اسمع يا عادل، اللي انت عملته هتدفع تمنه غالي وضربك ليا أختك اللي هتشيله وجوازي يخصني أنا لوحدي، بعف نفسي يا أخي، ملكش فيه.

عادل : تعف نفسك! وهي مين يعفها، أراد أن يفتك به لكن ياسين حال بينهما من جديد إلى أن تحدث الحج سعيد قائلاً

ان جيت للحق يا محمود، انت يابني محتاج تتربى من أول وجديد، وانت شرحه يا عادل.

عادل بذهول

وأنا غلطت في ايه ياعم سعيد؟

سعيد : غلطت إنك جوزت اختك لنطع زي ده،

تحدث إلى محمود ونظراته مسلطة عليه بمزيج بين الازدراء والرفض لسلوكه قائلاً

انت اللي زيك محسوبين عالرجالة غلط، بقالك أربع سنين منزلتش اجازة وكل ما نقولك سافر لمراتك تقول السنه الجاية واحنا كلنا عارفين انك رافض تنزل بسبب حرصك عالفلوس، وبعدين حتى لو هتتجوز يبقى بالحسنى والأدب عالقليل علشان خاطر ابنك.

ترددت الكلمة برأس ياسين دون غيره كثيراً، من لزوجته سواه كي يعفها ويغنيها؟

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية لن ابقي علي الهامش) اضغط على أسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent