رواية مرايا القلب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ريهام حلمي

الصفحة الرئيسية

  رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات

رواية مرايا القلب

 رواية مرايا القلب الفصل الخامس عشر


في قصر زين الهواري ،،،

بعد اسبوع كان زين ينفذ ما قاله ،فاليوم يوم زواجه من الفتاه التي انتظرها طويلا ،كان القصر ملئ بالضجه والفرح والسرور لزواج ابنهم البكر بل كبير البلده بأكملها وحاميها …

بينما هي كانت في غرفتها لا تشعر بشئ حولها مشتته حائره ،فمن ذلك اليوم الذي دفعته عنها لم تراه سوي مرتين وفيهما كان يسألها عن احوالها بجفاء وبرود ،لم تدري ما الخطأ الذي ارتكبته لتُعامل بتلك الطريقه..

فكرت بنفسها كيف ستكون حياتها معه ،لا تنكر ان تجاهلها له بدا يضايقها كثيرا ،لا تصدق ما آلت اليه حياتها منذ ان اتت الي ذلك القصر ،وماذا عن دراستها التي اهملتها كثيرا ،لنتفض في مكانها عندما فكرت انه ربما يمنعها من كليتها ،عند ذلك الفكره شعرت بألم يستولي علي رأسها ،لتقرر الذهاب اليه وتسأله قبل كل شئ…

خرجت من غرفتها للتوجه الي غرفته التي تجوارها ،لتطرق علي الباب طرقات خفيفه كعادتها ،بينما هو بالداخل كان يتمم ارتاء ملابسه استعدادا للنزول عندما سمع طرقات علي الباب فعلم علي الفور من تكون ،ليأذن لها بالدخول وعلي ما زال علي حالته..

اقتربت منه مريم لتردف بخفوت:
=صباح الخير

نظر لها عبر المرآه ثم رد عليها باقتضاب:
=صباح الخير

طاال صمتها ليزفر هو ثم سألها بنفس النبره:
=خير في حاجه عاوزه تقوليها؟!!

فركت يدها بتوتر ثم اجابت عليه بقلق :
=كُليتي انا اتأخرت عليها اوي وعاوزه اعرف هسافر امتي القاهره ..

ابتسم من زاويه فمه بسخريه ثم التفت اليها قائلا ببرود :
=مفيش سفر ولا فيه كُليه .

ارتجف قلبها علي اثر كلماته واهتزت عينيها مهدده بانزال دموعها ،لتردف بنبره باكيه:
=بس حضرتك قولت هتسبني اكمل دراستي ..

رمقها ببررود ثم اجاب عليها بغلظه :
=وحضرتي رجع في كلامه ،ويلا روحي علي اوضتك اجهزي النهارده فرحنا .

كاد ان يتخطاها ويخرج للخارج لتقول هي بقوه جديده عليها :
=مفيش فرح وانا مش موافقه اتجوزك .؟

ظل ثلاث ثواني مديرا ظهره لها وابتسامه شقت فمه بعد جملتها بالضبط هذا ما يريده قوتها ثم التفت لها رافعا حاجبيه ثم اشار الي نفسه قائلا بسخريه :
=انتِ بتقوليلي انا الكلام ده ؟!!

علي الرغم من توترها الداخلي من هيئه التي تسبق الهدوء قبل العاصفه لكن ابت الخضوع والتنازل عن حقها ،لترد عليه بشجاعه :
=ايوه بكلم حضرتك ،لو مكملتش كٌليتي يبقا مفيش فرح وكمان هطلق .

اقترب منها ببطئ بعد جملتها لتتراجع هي للخلف خوفا منه حتي شعرت بالحائط خلفها يعيقها ،لتبتلع ريقها بزعر اما هو فاحاطها بكلتا زراعيه هامسا بجانب اذنها بنبره ارعبتها :
=بلاش تتحديني يا مريم هتتعبي .

اطلقت العنان لدموعها في تلك اللحظه من كلماته القاسيه عليها ،لينتبه لها ثم يمسح دموعها بانامله الخشنه ،ثم همس بجانب اذنها بحنان :
=بعد الفرح بيومين هنسافر علشان تكملي السنه وتبقي احسن دكتوره في مصر كلها.

رفعت عينيها الدامعه له بصدمه ،ليتسم هو ثم يتابع بنفس النبره :
=كنت بهزر معاكِ ،انا راجل يا مريم ومش ممكن ارجع في كلمه قولتها ابدا ..

افلتت شهقه باكيه منها للتحول الي بكاء متقطع مسموع ،ليلوم نفسه علي المزح معها من البدايه ،ليضمها الي صدره مربتا علي ظهرها بصعودا ونزولا لتهدأتها ،ثم اردف مازحا :
=اهدي يا مريم يظهر ان تقلت شويه بس لازم تتعودي علي هزار الصعايده ..

ضحكت من بين دموعها رغما عنها ،ليشاركها هو الاخر بضحكاته الرجوليه التي تفاجأت بها مريم ،فلاول مره تراه يضحك هكذا ،ورغما عنها تسللت اليها رائحته الرجوليه حتي شعرت انها لا تريده ان يبعدها عنه في تلك اللحظه او ربما اعتادت علي قربه …

ولكن ما حدث العكس حيث ابتعد عنها فجأه ليهتف بجفاء :
=نسيت انك بتضايقي لما اقرب منك ،انا خارج لو حابه تفضلي هنا خليكي ،السلام عليكم ..

صدمت مريم مما فعله وتقلباته المفاجأه ،لترد عليه ببلاهه :
=وعليكم السلام
_____________________

في قسم الشرطه ،،،،

حاول ياسين مرارا وتكرارا الاتصال بشهد ليعرف مكان حبيبه ولكن الاخري منذ ان حدثته من اسبوع لما تجيب عليه بتاتا وهاتفها مغلق ،بدأ القلق يتسرب الي نفسه خوفا عليها فلماذا كل هذا الغياب ؟!!

دلف آسر في تلك اللحظه بوجه منهك ،فطيله الاسبوع وهو يبحث في كل مكان عن حبيبه ربما يجدها وفي تلك الحاله اقسم ان يغلق تلك القضيه ،فبهروبها قد ثبتت الجريمه عليها …

نظر له ياسين باشفاق من حالته ليقول له بهدوء:
=مفيش اخبار عنها .

رفع اليه نظره ثم رد عليه بمبره متعبه :
=مفيش كأنها تبخرت ،ونجدت بيه اداني مهله اسبوع والا هيتخذ ضدي الاجراءات اللازمه ..

صُدم ياسين مما يقوله فربما يوقف صديقه عن العمل بسبب ذلك ،ليصر علي مقابله شهد حتي ينقذ صديقه …

نهض آسر ثم قال له بحزن بادي علي ملامحه:
=انا هروح مكتبي اشوف ورايا ايه.

اومأ ياسين برأسه بصمت يتابعه وهو يخرج ،بينما ظل هو يحدق بالسقف يفكر مرارا وتكرارا ما الذي عليه فعله ،ليعلن هاتفه عن وصول مسج ،ليفتح تلك الرساله ويجد انا هاتف شهد قد فتح ،وما ان هم ليتصل بها حتي سبقته هي ووجد اسمها يضئ هاتفه …

لم ينتظر ثواني واجاب عليها قائلا بلهفه :
=الو،شهد تليفونك مقفول ليه ؟!!

انتظر ان يسمع صوتها ولكن بدلا عن ذلك سمع صوت رجولي غليظ يرد عليه بغضب :
=انت مين وعاوز من بنتي ايه ؟!!

اغمض ياسين عينيه بغضب ليفتحها مجددا ثم رد عليه بهدوء :
=انا ياسين الصياد يا أكرم بيه ؟

جاءه صوت الاخر قائلا بدهشه :
=ياسين !!انت تعرف شهد من فين ؟

حمحم ياسين بحرج ولكن اجاب عليه بنفس هدوءه :
=انا اتعرفت عليها في الحفله وعرفت انها بنت حضرتك ،انا آسف لو كنت اتصرفت غلط وكلمتها بدون اذنك .

لم يبدو علي الاب انها غضب بل علي العكس ،لم ينكر الفرحه التي ظهرت علي ملامحه فربما يكون بينهم نسب لما لا ،ليرد اكرم بهدوء :
=انت عارف معزتك عندي يا ياسين يا بني ،وعارف كويس انك هتحافظ علي بنتي ،بس بلاش كلام في التليفون تاني البنت لسه صغيره وممكن تفسر اي كلام من ناحيتك علي هواها .

ابتسم ياسين علي حديثه ،ليوافقه الرد قائلا بادب :
=طبعا يا أكرم بيه ،وزي ما حضرتك عارفني انا راجل دوغري ،لو تسمحلي اجي انا والدي ووالدتي النهارده اتقدم رسمي للانسه شهد …

لم ينكر اكرم ما قاله فهو بالفعل رجل شهم وليس مراهق ليتحدث مع الفتيات خلسه ،وكم شعر بسعاده بداخله لطلب ياسين فابنته يلزمها رجل مثله ليخرجها من وهمها التي تعيش به …

اتفق ياسين معه عبر الهاتف علي كل شئ ثم اغلق معه عائدا بظهره للخلف مبتسما ،فحمد لله انه وجد ترحيبا من والدها لطلبه فهي الفتاه الاولي التي يتحدث معه واحبها بصدق …
________________
في فيلا شهد المهدي ،،،

صدمت مما تسمعه من والدها من يريد الزواج مِنْ مَنْ مستحيل توافق علي تلك المهزله ،هي لن تتزوج ابدا ،لتصرخ بوالدها بغضب :
=انا مش عايزه اتجوز مستحيل انا مش موافقه .

بثانيه كان يقبض والدها علي زراعها بحده ،ليصرخ هو الاخر بها بعصبيه :
=اومال كنتِ بتكلميه ليه ؟ انتِ عاوزه اتجنني يا بنت .

حاولت تحرير زراعها من قبضته ولكن كان يقبض عليها بشده ،لترد عليه بدون وعي:
=انا بتسلي بيهم علشان انتقم منك في اللي عملته فماما ، ده اخرهم معايا انما جواز لا مستحيل ..

لم يصدق والدها ما تتحدث عنه ،الهذا الدرجه اهملها ،ام كتمانه لسر والدتها جعلها تعيش في وهم انه قاتل امها السبب ،كاد ان يرفع كفه ليصفعها ولكن توقف لم يستطيع ان يفعل بها ذلك ،ليدفعها عنه بغضب ثم اردف بحده :
=هتتجوزي يا سين الصياد يا شهد حتي لو غصب عنك وابقا وريني هتقدري تعملي ايه؟

ارتفعت وتيره انفاسها بغضب مما يقوله لترد عليه باحدي واضح :
=مفيش حد يقدر يغصبني علي حاجه انا مش عايزاها حتي لو اضطريت اموت نفسي مش هتجوزه ..

القت بوجهه كلماتها ثم غادرت وهي تسب وتلعن بياسين الذي اوصلها الي تلك المرحله كيف يفعل ذلك ،من سمح له كادت ان تصيب بالجنون فهي قد حدثت المثير من الشباب لم يجرؤ احد الوصول اليها او الي الدها ،لتقول بغضب وهي تضرب بقبضتها الفراش :
=غبيه ،غبيه بتعرفي نفسك لي ليه ،والله لاوريك يا ياسين .

ظلت تلقي ما تطوله يدها بالغرفه وهي تصرخ بغضب ،تمنت لو معها هاتفها لكانت اخرجت كل غصبها وعصبيتها به ..
_____________________
ڤي مستشفي غياث البكري ،،،

دلفت ياسمين الي مكتب غياث وهي تكاد تموت من خجلها بسبب ما حدث الاسبوع الماضي ،فدائما يخبر والدها انه يريدها بأمر هام وهي كانت تهرب منه بحجه مرضها ،فهي باتت متأكده انه عرف ما تجرعته بعدما اخبرتها والدتها انها تم سحب عينه دم من جسدها …

انتبه غياث الي وقوفها علي باب الغرفه ،ليردف بجديه :
=تعالي يا ياسمين .

تقدمت اليه بخطوات مهزوزه لتقول له بارتباك :
=السلام ..عليكم .

اشار لها غياث بالجلوس وهو يرد عليها بهدوء:
=وعليكم السلام اتفضلي اقعدي ..

جلست وهي تريد ان تنشق الارض وتبتلعها بدلا من الجلوس امامه وهي تفكر بنفسها انه ربما يلقي عليها كل اللوم ،ليفيقها من شرودها صوته الرجولي الخشن :
=ياسمين انا عملتلك شويه تحاليل والنتايج بتقول ان فيه نسبه كبيره من الهيروين دخلت جسمك ،احكيلي بالظبط ايه اللي حصل معاكي وصلك للمرحله دي !!

ابتلعت ريقها بألم ماذا ستقول له ،شقيقتك فعلت بي كل ذلك وهل سيصدقها ،صمتت كثيرا وعندما طال صمتها سألها غياث باصرار :
=اتكلمي وقوليلي ايه اللي وصلك للطريق ده !!

مسحت تلك الدمعه التي فرت من عينيها ،لترد عليه بقهر :
=لو سمحت يا دكتور انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ده .

قطب جبينه بعدم رضا من حديثها الاحمق ،كيف له ان يتركها دون ان يصل معها لحل لنهايه تلك السموم التي تدخل الي جسدها بلا رحمه …

نهض من مكانه ليجلس بالمقعد الذي امامها مردفا بحده :
=مش بمزاجك وحالا هتقوليلي ازاي ده حصل يا ..يادكتوره .

رفعت نظرها اليه باعينها الدامعه ،لا تعلم لما تشعر بنفسها انه لن يصدق ان شقيقته فعلت ذلك ،لتحسم امرها وتستقيم واقفه ثم ردت عليها بقوه زائفه :
=اللي حصل ما يخصكش يا دكتور ودذثي مشكلتي وانا هحلها عن اذنك .

صدم غياث من ردها ،ليستشيط غضبا بداخله من حديثها ،وعندما وجدها تخرج هتف بها بغضب :
=استني عندك .

التف حول مكتبه مره اخري ضاغطا علي جرس يوصله بطاقم الممرضات دون ان تنتبه ،بينما هي التفتت له تحاول ان تداري دموعها التي باتت تهدد بالسقوط امامه …

لتتشجع وترد عليه بجديه :
=افندم يا دكتور فيه حاجه تاني حضرتك عاوز تقولها .

ابتسم من زاويه فمه بسخريه ثم رد عليها بغموض :
=المره دي مش هقول يا ياسمين انا هعمل .

لم تفهم ماذا يقصد الا عندما دلفت ثلاثه ممرضات اجسادهن ضخمه ،ليأمرهم بجديه :
=خدو الدكتوره علي غرفه 104 ومفيش خروج ليها لحد ما اجيلها ..

صدمت ياسمين مما يقوله ومادت ان تتحدث ولمن شهقت بألم ما ان احكموا قبضتها علي زراعيها يجروها جرا للخارج ..

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent