رواية مرايا القلب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريهام حلمي

الصفحة الرئيسية

  رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات

رواية مرايا القلب

 رواية مرايا القلب الفصل الثالث عشر 

في ڤيلا غياث البكري،،،،،

استيقظت صباحا لتجد نفسها في غرفه ليان ،ثم انتقلت بنظرها الي الاسفل حيث ردائها لتشهق بفزع ما ان رأت نفسها بتلك الملابس ،امسكت طرف الفستان لتسحبه للاسفل لتغطي بها ساقيها ،ثم دارت بعينها انحاء الغرفه حتي وقعت عينيها علي ليان النائمه باريحه وتذكرت انها أتت لتتناول جرعتها منها ،ضمت ركبتيها الي صدرها ثم وضعت رأسها بينهما وهي تبكي بحرقه لا تعلم ماذا فعلت بها تلك الحقيره في الليله الماضيه هي لا تتذكر اي شئ ..

استيقظت ليان علي صوت بكائها المزعج فهتفت بغضب :
=وقفي المناحه اللي عملاها علي الصبح دي انا دماغي وجعاني ..

وقفت علي قدميها لتذهب لها ثم سألتها ببكاء هستيري:
=انتِ عملتي فيا ايه امبارح ومين لبسني الهدوم المقرفه دي ، حرام عليكي ليه بتعملي فيا كده لييه؟!!

صمتت ليان قليلا لتنفجر بعدها بضحك هستيري ثم اقتربت منها ،لتدفها باتجاه المرآه لتري حالها قائله بخبث:
=علشان انتِ بنت الخدامه ما تستحقيش اي حاجه من اللي انتِ فيها ،اقولك انا عملت ايه خليتك زي البنات القذره اللي بترمي نفسها علي الرجاله لأي ومش اي راجل ده غياث البكري ..

اتسعت عينا ياسمين بصدمه ما ان ذكرت اسمه بينما اكملت ليان بخبث اكبر:
=امبارح كنتِ عنده بالفستان القصير اللي انتِ لابساه ده عريتك قدامه وهو دلوقتي شايفك رخيصه وقذره ومش ممكن هغير الصوره دي عنك بعد اللي شافه يا ..دكتوره .

ارتجف قلب ياسمين مما تقوله لتضع يدها عاي اذنها وهي تبكي بكاء هستيري قائلا بجنون:
=انتِ كدابه ده محصلش محصلش .

ابعدت ليان كفيها عن اذنها لتسمعها ثم رفعت ذقنها وهي تشير باتجاه المرآه قائله بشماته:
_لأحصل ، امبارح جرك لحد عندي الاوضه علشان امك ما تشوفكيش والدليل لما تشوفي معاملته هتتغير معاكي انتِ خلاص انتهيتي عند غياث يا ياسمين ..

رفعت ياسمين نظرها باتجاه المرآه لتتلمس وجنتيها ووجهها الشاحب ،اغمضت عينيها بقهر لتشعر بثقل شديد في قلبها كيف تواجهه ،كيف ستبرر له ،ابتعدت عن المرآه لتبحث عن ثيابها لتأخذها وترتديها علي الفور ثم ارتدت حجابها علي عجاله ،ومسحت وجهها جيدا لتخرج من عندها بوجه شاحب ،لتجد نادين دالفه الي غرفتها وهي تنظر لها بشماته ،فأدركت ياسمين مخططهم القذر لتوقيعها…

نزلت بخطوات متعجله وتتمني بداخلها الا تراه ولكن ليس ما يتمناه المرأ يدركه ،وجدته أمامها وهو ينظر اليها تلك النظره التي تخيفها ،لم تدري ياسمين ماذا تقول وماذا ستببر ليخرج صوتها مبحوحا من كثره البكاء:
=أنا..اا

قاطعها هو بصوته الخشن الذي بث الرعب بداخلها :
=ولا كلمه يا دكتوره اللي عملتيه امبارح ده اسمه جنان واستهتار لولا عارف انك ما كنتيش في وعيك كان هيبقي رد عليكي جامد يا دكتوره .

بهت وجهها لتخيلها انه يعلم بادمانها ،ولكن فكرت بنفسها ربما تلك الحقيقيه البشعه تشفع لها عنده بعد ما فعلته بلا وعي البارحه ،عندما طال شرودها اخرجها صوته الخشن :
=روحي دلوقتي والنهارده تيجي عندي المستشفي هعملك شويه تحاليل اياكي تتأخري..

ابتلعت ريقها بخوف وتوتر وكادت ان تعترض ولكن قاطعها بحده :
=لما اكلمك رُدي عليا ..

انتفضت من صوته لتهس بعدها بقهر:
=حاضر ..

رمقها بنظره اخيره ليتحرك من امامها ذاهبا الي عمله تاركا خلفه فتاه محطمه داخليا وخارجيا ،تهدت ياسمين لتقرر الذهاب الي منزلها علها تستريح قليلا بعد ما حدث ولكن قاطع تحركها ترحيب والده غياث بها بحراره :
=ازيك يا ياسمين يا حبيبتي عامله ايه ؟

ابتسمت ياسمين بتوتر لترد عليها بهدوء:
=الحمد لله بخير ،وحضرتك عامله ايه ؟

اقتربت منها لتمسد علي كتفها ثم اردفت بحنان :
=انا الحمد لله ،غياث عنده حق يختارك ما بين كل البنات ربنا يحفظك يا بنتي ويبعد عنك كل شر ..

ادمعت عينا ياسمين من حديثها ،فقد أصابها كل الشر ثم تنهدت بمراره ما ان اتت بسيره زواجها من غياث مؤكد انه لا يفكر بتاتا الان بالزواج منها ،اخرجتها من شرودها صوت والدته وهي تخبرها بسعاده :
=غياث لسه من شويه قبل ما يمشي قالي احدد ميعاد مع رقيه علشان نيجي نتقدملك رسمي ،وغياث هيقول لعم صابر يارب يتمملكم علي خير يابنتي ..

صعقت من ذلك الخبر لم تصدق ما سمعته احقا مازال يريد الزواج منها بعدما حدث ،نزلت دموعها علي وجنتيها لم تستطع كتمانها كثيرا ،لم تكذب ابدا عندما قالت عليه رجلا بكل ما تحمله الكلمه …

لاحظت الام دموعها فهتفت بقلق :
=انت بتعيطي يا ياسمين ؟

مسحت دموعها سريعا ،لترد عليها بابتسامه :
=ابدا يا طنط بس انا ..اا..

صمتت ولم تستطع التحدث ،لتظن انه من خجلها وان تلك دموع الفرح لا اكثر ،لتتبادل معها اطراف الحديث ثم استأذنت منها لتفكر ما عليها فعله لتخرج من تلك المصيبه التي وضعتها ليان البكري بها ….

__________________
في محافظه اسبوط،،،،

وصل سائق الشاحنه الذي اتفقت معه شهد لتهريب حبيبه ،بينما دهشت عندما شاهدته يتوقف في مكان لا تعرفه لتهتف بارتباك :
=ه هو احنا .. فين ..يا عمو؟

رمقها السائق بملل من اسألتها التي لا تنتهي ليرد عليها بحنق :
=احنا في محافظه اسيوط يا آنسه وده كان اتفاقي مع صحبتك .

اتسعت عينيها بصدمه ،فهي اخبرتها انها ستذهب الي شاليه في الغردقه خاص بوالدها ،ليخرجها من شرودها زجر السائق لها :
=خلصينا يا آنسه ورايا مشاوير كتيره غيرك

انتفضت علي صوته لتنزل من الشاحنه بخطوات مهزوزه لتضع نظارتها الكبيره وتمم علي مكياجها ،ثم نظرت حولها بضياع فماذا ستفعل هنا لا تعرف اي احد ،لتنزل دموعها علي وجنتيها بخوف لتتذكر شهد ثم نظرت امامها بغل كيف تفعل بها هذا ،تتمني لو ان معها هاتف لكانت قامت بمهاتفتها والقت بوجهها كل ما تحفظه من الفاظ خارجه ،تتمني لو انها امامها لكانت جذبتها من شعرها الي ان تبكي ألما ..

اخرجت نفسها من حاله الجرم الذي انتابتها لتفكر ماذا تفعل ،لتلاحظ ذلك المسجد الكبير بالقرب منها ثم وجدت رجلا يبدو من هيئته انه تخطي الستون عاما لتذهب اليه بلا تردد حتي وقفت امامه بتوتر ،بينما قطب الرجل جبينه لسألها بحيره :
=خير يا حچه في حاجه ؟

فركت كفيها بتوتر لترد عليه بنبره باكيه وهي تقلد مربيتها :
= انا مش من هنا ومعرفش حد ممكن ساعدني ..

اشفق عليها كثيرا ثم نظر الي هيئتها علي الرغم من كبر سنها الا ان صوتها بدا له صغيرا ،ليشك بها ولكن حسم امره ليقول لها بابتسامه :
=اتفضلي معايا ان كبير البلد اهنا وهساعدك علي جد (قد )ما اچدر ..

اتسعت ابتسامتها لتذهب خلفه وتتمني بداخلها الا يطول ذلك الفرار كثيرا وتعود الي حياتها البسيطه …
___________________

في فيلا شهد المهدي ،،،

تعالت ضحكاتها علي الهاتف بعدما اخبرها السائق بصدمه حبيبه ما ان انزلها بمحافظه اسيوط ،لتغلق معه وتشكره علي ما فعله لها وصديقتها ..

تطلعت في هاتفها الي صورتها هي وحبيبه التي تضعها خلفيه شاشتها ثم هتفت باسف :
=سوري بقا يا بيبا كان لازم ابعتك مكان محدش يعرفك فيه لحد ما اكشف الزفته دي ..

تنهدت بضيق ليتعالي رنين هاتفها باسم ضحيتها الجديد ،ياسين الصياد لتتسع ابتسامتها ثم اجابت عليه لتقول بدلع:
=اتأخرت عليا اوي النهارده ..

رد عليها ياسين من الطرف الاخر بابتسامه:
=معلش كان معايا شغل كتير النهارده في الشركه ،قوليلي بقا عامله ايه ؟

تنهدت لترد عليها بملل :
=ملل جدا بابي حابسني في البيت اسبوع ،الحمد لله وافق ياخدني الحفله ..

قطب جبينه بعدم فهم ليسألها بفضول :
=وحابسك ليه؟

تنهدت بضيق ثم ردت عليه بحنق:
=من وقت حادثه حبيبه صحبتي وهو اتعصب علشان روحت معاها عند واحد معرفوش شقته ومنعني اخرج ..

لا يعلم لماذا تضايق من تحررها فهي تتحدث كأنها لم تفعل شئ ثم قال لها بجديه :
=انا لو مكانه كنت هعمل كده ،تصرفكم كان غلط .

قطبت جبينها بعدم رضي مما يقوله لترد عليه بحده :
=لا طبعا مش من حقه يعمل كده انا ما غلطتش واعرف ازاي ادافع عن نفسي .

حذرها ياسين بغضب :
=ما تعليش صوتك ،ومتجادليش في الغلط ..

صدمت من رده فعله وصوته الغاضب ،لتهتف به بحده :
=بقولك ايه فكك مني وده اخر مره تكلمني فيها ومن غير سلام ..

اغلقت بوجهه الهاتف ثم رمته بعيدا عنها بغيظ لا تصدق انه تحدث معها بتلك الطريقه وهي التي ظنت انها ستوقعها بشباكه من المحادثه الاولي بينهما فيبدو انه ليس بالسهل هذا الياسين ….

اما علي الجانب الاخر زفر هو بضيق وغضب ،فهي قد اغلقت بوجهه الهاتف بلا ادني احترام ،ليرجع ظهره للخلف مقررا عدم تركها فهي دخلت بعرينه وانتهي الامر…
_________________

في قصر زين الهواري،،،،

تم عقد القران في اجواء متوتره وغاضبه ،وبعدما خطت مريم توقيعها ذهبت الي غرفتها بخطوات راكضه فهي لن تنسي ما قالوه عن والدتها ،هي تسامح في حقها لكن لن تسامح ابدا في حق ووالدتها المتوفاه …

اما زين فغضب كثيرا من تصرفها ،وقرر ملاحقتها لغرفتها بعدما يودع الرجال الذي اتوا لتهنئتها ،سار بخطوات رزينه ليفتح ااغرفه علي حين غره ،لتشهق هي بخوف من دخوله المفاجئ …

بينما هو تسمر مكانه بصدمه عندما رأي شعرها الاسود الحريري الطويل الذي يتعدي ظهرها ومنامتها الورديه الذي جعلتها في ابها صورتها ،هو يعرفها انها جميله ولكن الان فاقت كل مقاييس الجمال …

انتفضت مريم عندما ادركت ما ترتديه ،نظرت حولها ربما تجد اسدالها لترتديه ولكن كان بعيد جدا عليها حاولت التحرك لتجلبه ولكن لحقها هو مان امتد زراعه ليجذبها اليه من خصرها حتي اصتدمت بصدره العريض ،لترتفع دقات قلبها بخوف وتحاول ابعاده عنها ،ليحذرها بهمس :
=اياكي تحاولي تبعد عني تاني ..

ارتجفت شفتيها وعجزت عن الحديث ،لتأمل وجهها عن قرب ثم يمد يده ويبعد خصل من شعرها التي تناثرت علي وجهها خلف اذنها ثم تابع بتملك :
=مبروك يا حبيبتي ،خلاص بقيتي ملكي ..

زاغت عينيها بعد حديثه لترد عليه بتوتر:
=اا..الله يبارك في حضرتك ،االوسمحت ابعد اناا

لم يرد عليها ليقربها اليها ثم احتضنها دافنا وجهه في خصلات شعرها الناعمه وبزراعيه يحاوط ظهرها بشده ،بينما هي اغمضت عينيها بخوف وتوتر تشعر انها علي وشك الاغماء ،لما لا يفهم انها لم تتعود ذلك القرب من احدهم لما لا يفهم حيائها …

فتحت عينيها لتهتف بأعين دامعه وهي تحاول البعد :
=..لو سمحت ابعد

وعي لنفسه في تلك اللحظه فقد كررت ذلك مرتين ،ليبعد عنها بجفاء ثم رمقها ببرود يعطيها ظهره يحاول الجمود امام ذلك الجمال ،وعندما سيطر علي حاله التفت لها ليردف بنبرته الرجوليه الخشنه :
=انتِ ازاي تطلعي هنا بعد كتب الكتاب مش فيه معازيم عاوزين يباركولك ؟

تعحبت من حاله الذي تغير فجأه ،وتتوتر من صوته الحاد ،لترد عليه بارتباك:
=اا..انا مكنتش اقصد انا بس كنت مصدعه وقولت اطلع هنا بعيد عن الدوشه انا آسفه

هي كذلك فلا تثبت علي موقفها بمجرد سماع صوته الحاد ،اعتذرت علي الفور ناسيه انه زجرها امام عائلته بقسوه ولم يراعي ما وجه لوالدتها من اتهامات …

اومأ زين برأسه ثم اقترب منها ممسكا بكتفيها ثم اردف بجديه :
=انا مش عاوزك تعتزري انا عاوزك تسمعي كلامي وما تبقيش بسذاجه دي يا مريم ..

تطلعت اليه حيره ليخرجها هو عن حيرتها قائلا بنفس النبره :
=انا عارف الفخ اللي عملته مرات عمي وامي والبت الصغيره فيكي ..

اقترب منها اكثر ثم تابع بجمود :
=وانتِ بكل سذاجتك صدقتيهم ،هقولك كلمتين اسمعيهم كلمه مني يا مريم ،لو فضلتي تتعاملي هنا بطيبتك ودور الشيخه ده هتتأذي كتير ،انا قادر احميكي من كل اللي هنا بس مش هقدر احميكي من غضبي

صمت ليري رده فعلها ثم خلل يده في خصلات شعرها ليتابع بحزم :
=كلمتي انا بس اللي تتسمع في البيت ده ،ممنوع خروج من غير اذني والاهم ما تخبيش حاجه عني ،فهمتي يا مريم ؟

تطلعت اليه ثم ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها قائله بطاعه :
=حاضر ..

ابتسم لها ببساطه ثم قبل جبينها قائلا بهمس :
=تصبحي علي خير يا حبيبتي .

ردت عليه بعقل شارد :
=وحضرتك من اهله .

ابتسم بسخريه علي تلك الرسميه التي تتعامل بها ثم تركها مغادر الغرفه بهدوء اما هي فتابعت خروجه وهي تفكر بحديثه…

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent