Ads by Google X

رواية وعد بلا رحمة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ياسمين ابو حسين

الصفحة الرئيسية

 

 رواية وعد بلا رحمة الفصل التاسع والعشرون بقلم ياسمين ابو حسين

 رواية وعد بلا رحمة الفصل التاسع والعشرون

عدلت من وضع حجابها و طالعت ساعة معصمها ثم قالت بغضب:
_ بقا كده يا يحيي كل ده تأخير طب و ربنا لهوريك.
_ هتوريني ايه بقا.. طب و ربنا هموت و اشوف.
التفتت لمي خلفها و طالعته بتنهيدة ملتاعة.. بينما اقترب منها و قال بإبتسامته الهادئة:
_ الجميل زعلان مني و لا إيه.
اومات لمي برأسها نافية و قالت مسرعة:
_ ابدا مين المتخلف اللي قال كده.
ارجع شعراته للخلف و هو يضحك لتظهر اسنانه ناصعة البياض و قال بمزاح ساخر :
_ قوليلي صحيح كنتي هتوريني ايه بقا.
رفعت عيناها بملل و قالت له:
_ اتأخرت ليه.. الفرح كان حلو و كله بنات طبعا و انت ما صدقت.
سحب كرسيا و جلس بجوارها يطالع سطح النيل و قال ببساطة:
_ فرح بمسجد و الرجالة بمكان و الستات بمكان و انتي بتقولي بنات.. صبرني يا رب.
عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بعبوس:
_ و لما هو كده ليه رفضت اني اروح بقا.
التفت برأسه ناحيتها و قال رافعا حاجبا بقوة و بنبرة عميقة:
_ لازم تفهمي انه من هنا لغاية ما هاخدك بيتي مش مسموح حد يشوفك غيري انتي فاهمة.
ابتسمت لمي بخجل و قالت:
_ تمام.. قولي بقا اخبار الفرح ايه؟!
هز يحيي كتفيه بتسليم و قال:
_ عادى ربنا يهنيهم.. مافيش غير رجوع وعد المفاجئ ده قلب الدنيا.
انتفضت لمى واقفة و قال بفرحة:
_ وعد رجعت؟!
_ أيوة رجعت تفتكرى هيكون في امل ترجع هي و جاسم ده كانت عينه هتطلع عليها.
عادت لمي لجلستها و قالت بحزن:
_ بيحبوا بعض قوى و مستغربة ازاى قدروا ينفصلوا عن بعض.. كانت صدمة للكل.
اجابها يحيي بعقلانية:
_ انتي ما شوفتيش جاسم الفترة اللي جه قعدها معايا.. كان متدمر لدرجة انه فقد النطق لأيام و لولا دكتور وعد قدر يعالجه كان هيطول في حالته دى.. ده غير الرصاصة اللي خدها في رجله.. كل ده اثر عليه طبعا و اللي استنتجته ان وعد كانت قاسية عليه قوى.
طالعت لمى السماء الصافية و قالت:
_ ربنا يهديهم لبعض لأنهم في بعدهم للاسف بيمثلوا انهم عايشين.
عادت بعينيها اليه و قالت برجاء طفولي:
_ يحيي ممكن تاخدني لوعد بكرة اشوفها علشان وحشتني قوى.
قاوم شعوره ناحيتها و قال بمزاح:
_ موافق بس بشرط.
_ إيه هو الشرط؟!
سحب نفسا طويلا و زفره علي مهل و قال بنبرة ملتاعة:
_ مسمعش اسمي منك تاني .. بعد الجواز انتي من نفسك مش هتقوليه لاني كل ما بسمعه منك ببقى مش علي بعضي.
توردت وجنتاها بخجل و همت واقفة و قالت بتلعثم:
_ انا.. انا هطلع بقا لتيتة نجاة علشان اتاخرت و هتزعقلي.
وقف امامها و قال بغمزة من عينه:
_ اهربي براحتك.. هانت و هتبقي في بيتي و ساعتها.
حملت المقاعد و ابتعدت و هي تقول:
_ تصبح علي خير.. سس سلام.
طالع انصرافها بحب.. ثم سار حتي النيل و قفز في مركبه و ادار محركها و ابتعد و هو يمني نفسه بها.. تلك الجنية التي سحرته من اول نظرة....

...................................................................
.................

لا يعلم هل بقاؤه بتلك الشقة تعذيب لضميره ام شوق ام اطلال لولاها لتوقف زمنه و حياته.. الغريب بهذه الشقة انها هي و محتوياتها ما بقيت و الاغرب انها لم تأخذ حاجيتها منها.. تركت كل شئ مكانه و ابتعدت كانها تمني نفسها بيوم عودتها لعشها...
ككل ليلة يطالع الفراش و يفتح الخزانة و يمرر انامله علي ملابسها.. و يختتمها بالمرآة و التي وضع عليها مستحضرات تجميلها و عطرها...
حتي بالحمام صابونها و غسول شعراتها المميز برائحة المسك و الذي بات يستخدمه قبل النوم كل ليلة كي يغفو على رائحتها و كأنها تغفو علي صدره كما كانت تفعل كل ليلة...
توقف مكانه و سأل نفسه بتلهف.. هل اعتادت النوم بعيدا عن صدره.. ام مازالت تشتاق إليه كما يقتله شوقه..
خلع سترته و ارتمي على اقرب اريكة و هو يتذكر نظراتها اليه.. اصبحت اكثر قوة و ثباتً لم تكن بهذا الشموخ من قبل.. مازالت تحمل كل الحب و الشوق له و لكنها زادت بريقا جذابا يحرقه شوقا..
عبست عينيه قليلا و هو يتذكر هذا الشخص و الذى أتي معها من بلد اخرى خوفا عليها من ان تعود بمفردها.. فصك أسنانه بقوة و قد عادت حركة ساقه المتوترة من جديد...
انتبه جاسم علي طرقات علي باب شقته فوقف و سار ناحيته و هو يهز رأسه بيأس و فتح الباب قائلا بتذمر:
_ لسه صاحية ليه يا ماما هو كل يوم كده.. ارتاحي يا حبيبتي.
طالعته دولت بلوم و قالت:
_ لازم اطمن عليك يا حبيبي ما هو انت لو تفوت عليا قبل ما تطلع هتطمني عليك.
دلفت للداخل فأغلق الباب خلفها و قال:
_ هحاول افوت عليكي اول بعد كده.
جلست و قالت له بإبتسامة متسعة:
_ علا قالتلي ان وعد رجعت.. هتردها لعصمتك بقا و ترجعوا مع بعض صح؟!
جلس أمامها و قال بنبرة هادئة:
_ ايه اللي اوحالك بكده يا ماما؟!
رفعت دولت حاجبها و قالت بضيق:
_ اوحالي.. يا ابني انت بتموت في بُعدها عنك و هي كمان .. هتستني ايه لما يتقدملها حد و يتجوزها و تضيع منك.
تذكر ذلك الشخص مجددا.. ولكنه اجابها ببرود:
_ كل شئ قسمه و نصيب يا ماما.
احتدت نظراتها ناحيته و قالت:
_ قولي انك بتهزر.. هتسيب وعد بيوم تضيع منك يا جاسم و تمشي ورا غبائك ده؟!
_ معرفش بقا يا ماما اللي عاوزه ربنا هيكون.
وقفت و اشارت بيدها علي شقته الخاوية و قالت بغضب:
_ انت عاجبك حياتك دى.. يا ابني ده صدى صوتنا من هدوء الشقة بيخوفني.. بتعاقب نفسك علي ايه و بتعاقبها معاك.. كلنا بنغلط يا جاسم و خلاص كفاية لغاية كده اللي بتعمله فينا كلنا ده.
وقف امامها مسرعا و قد اكفهر وجهه و قال بنبرة عميقة مرعبة:
_ و انتي فاكرة هي هتقبلني برجلي العاجزة دى.. انتي مش عارفة انا بتوجع ازاى و انا بحاول ادارى عرجة رجلي و انا ماشي علشان ما أحسش في عين حد بشفقة عليا.. و لو جت من وعد يا ماما انا هتدمر.
مررت دولت كفها علي وجهها و قالت بعد تفكير:
_ وعد بتحبك عارف يعني ايه بتحبك يا جاسم و لا مش عارف يا باش مهندس.
ابتسم بسخرية و قال:
_ و لما بتحب توجع حد بالكلام مش بس هتوجعه يا ماما دى بتدبحه و هي دبحتني مرة و مش هستحملها تاني ابدا.
اقتربت منه دولت و قالت بإشفاق:
_ انت متأكد انها اتغيرت و علاجها النفسي بعد مشكلتكم فادها كتير و انا متأكدة انه اللي هترجع تعيش معاك دى وعد جديدة انت كنت بيوم بتتمناها.
يعلم ان كلماتها صائبة و قد لمس تغير وعد بآخر لقائاتهم.. و لكن الخوف بداخله يطغي علي مشاعره.. الخوف من الفشل مجددا..
ابتلع ريقه و قال بنبرة ثابتة:
_ علي الله كله يا ماما.
طالعته مطولا ثم تركته و سارت حتي باب الشقة فتحته و خرجت و اغلقته بقوة ورائها جعلت كل شئ حوله يهتز.. اغلق عينيه بوهن و القي بجسده على الأريكة و هو يتنفس بصعوبة...
بينما عبثت دولت بهاتفها و ارسلت لسلوى رسالة فحواها:
_ زى ما اتفقنا يا سلوى لازم خطتنا تنجح مهما حصل و مش لازم نغلط بأي حاجة تمام.
و ابتسمت بمكر و قالت:
_ هتشوفوا شغل الحماوات بقا لما يكون صح يا احنا يا انتم!!

..........................................................
...................

لم يستطع النوم الا القليل.. و كأن عينيه ترفض مرور دقائق دون ان تراها بها.. و كأن عقله يخشي ان يكون كل ذلك وهما.. و كأن قلبه يأبي الابتعاد عنها مجددا...
طرق بأنامله علي وجنتها و قال بنبرة هادئة :
_ روضة.. يا روضة.
تمطأت بتكاسل و فتحت عيناها بتثاقل و سألته بعبوس:
_ الساعة بقت كام.
اجابها مالك و هو يملس علي شعراتها:
_ الساعة سبعة الصبح يا عمرى.
ضربت جبهتها بضيق و قالت:
_ حرام عليك يا مالك دى رابع مرة تصحيني في ساعتين سيبني انام شوية و نام انت كمان.
زم شفتيه بحدة و قال:
_ هو احنا متجوزين علشان ننام.. ثم احنا نمنا كتير بحياتنا قبل كده خدنا ايه.. قومي بقا.
نثرت روضة شعراتها للخلف و جلست و هي تفرك عيناها و قالت بوهن:
_ انا استسلمت و خلاص صحيت.. هقوم احضر فطار.
ازاحت الغطاء فجذبها ناحيته قائلا ببديهية:
_ فطار ايه ده احنا لسه متعشيين من ساعتين لحقتي تجوعي.
تصنعت البكاء و قالت بتذمر:
_ بالظبط متعشيين من ساعتين يعني ننام هه نناااااام و الله حرام اللي بتعمله فيا ده.
سحب نفسا طويلا و زفره علي مهل و هو يطالعها بشوق و قال:
_ عاوز افضل باصص لعنيكي و اسمع صوتك و بس.. لسه مش مصدق انه بقيتي ليا و معايا كنت خايف اي حاجة تأثر على ارتباطنا و تروحي مني.
_ قصدك موضوع وعد؟!
كان ردها سريعا جعله يرفع حاجبيه بتعجب.. ثم أغمض عينيه و فتحهما قائلا بجدية:
_ كويس انك فتحتي الموضوع ده علشان نقفله تماما.. انا مش هحلف و احاول اقنعك بحاجة تعبت كتير علشان اخليكي تصدقيها.. انا هقولك جملة قالتهالي وعد يوم عيد ميلاد ريتال الأخير.
اسرعت قائلة بترقب:
_ قالت ايه؟!
اعتدل بجلسته حتي اصبح مقابل لها و تعمق بعينيها قائلا:
_ قالتلي ربنا يهنيك مع الوحيدة اللي حبيتها يا مالك.. انت عمرك ما حبيت غير روضة فاكر لما كنت طول الوقت عاوزني نسخة منها اعملي زى روضة البسي زى روضة اتكلمي زى روضة فكرى زى روضة.. اكتشفت انه حتي روان كنت بطلب منها نفس الطلبات.. كنتي محور كلامي طول الوقت مع العيلة.. كنت بقرأ الكتب مخصوص علشان الاقي باب اتكلم معاكي فيه لاني كنت بحب تفكيرك.. في حب بيكون مش ظاهر لينا بس ظاهر لكل اللي حوالينا و انا كنت اعمي.
كانت تتلقف كلماته برضا نفس تعبت كثيرا من قبل.. ليعود هو و يقول بنبرة ثابتة:
_ سالتي نفسك مرة انا ازاى قدرت انسي حب وعد العظيم ده في يومين!! تاني يوم كتب كتابها كنت منهار مش علي حبي اللي ضاع لأ علي غدر صاحبي ليا.. يومها اغمي عليا و انا معاكي و مجرد ما سمعت كلمة حبيبي منك قلبي شاور عليكي و قالي هي دي اللي انا بحبها هي دي اللي ريحتها دايما بتربكني و بتخليني احس اني عايش.. هي دى اللي برش برفاني علي الكتب بتاعتها قبل ما ارجعها علشان افضل ذكرى علي كل كتاب ليها.
رفعت حاجبيها و هي تطالعه بدهشة.. فمال ناحيتها و لامس جبهتها بجبهته و همس امام شفتيها بحب:
_ اكتشفت اني بحبك من اول يوم شوفتك فيه و لما روان سألتك يومها ليه لبستي النقاب رغم انك صغيرة قولتلها اللي هيحبني و هيحب يرتبط بيا.. لازم يحب عقلي مش شكلي.. و انا ترجمت حبي لعقلك غلط يا حب عمرى كله.
لفت ذراعيها حول عنقه و قالت بسعادة امتزجت بدموعها:
_ انا اللي بحبك بجنون يا حب عمرى .. و مش عاوزة انام خليني كده اسمعك و اشوفك و مش عاوزة حاجة تاني من الدنيا.
ضمها لصدره و دس انفه بين شعراتها مستنشقا رائحة المشمش اللذيذ بتلهف جعله يأخذها لعالمه مستجيبة لكل عنفوانه دون خجل.....

.......................................................................
................

بعد يومين لا جديد بهما.. استيقظ جاسم من غفوته علي صوت طرقات علي باب الشقة.. فترك فراشه و توجه ناحية باب شقته و هو يقول بتذمر غاضب:
_ بتصحيني ليه يا ماما النهاردة أجازة حرام عليكي.
فتح الباب حتي جحظت عينيه و هو يري وعد امامه.. اغلق عينيه بقوة و فتحهما مرة أخرى عله يتوهم.. و لكنه وجدها تقف امامه تطالعه بنظرات ثابتة.. و خلفها عمرو الذي قطع علاقته به تماما يوم انفصالهما..
تطلع لهيأته و قال بتوتر:
_ اسف علي شكلي ده.. بس نورتوا إدخلوا اتفضلوا.
اجابه عمرو بوجه ممتعض:
_ احنا مش جايين نتضايف.. وعد جاية تاخد شوية حاجات ليها من الشقة و رنيت عليك تليفونك مغلق فجيت علي طول من غير اذن.. ممكن تدخل و لا في مشكلة.
طالعه جاسم بلوم و قال:
_ اذن ايه اللي انت عاوزه يا عمرو علشان تيجي هنا انت تدخل باي وقت و من غير استأذان ده بيتك.
ابتسم عمرو بسخرية و قال:
_ المهم احنا مش هناخد من وقتك كتير.
اشار لهم جاسم بذراعه و هو يطالع وعد بتلهف و قال:
_ اتفضلوا و اي حاجة بالبيت تحت امركم.
دلفت وعد و هي تتطلع حولها بحزن.. بكل مكان ذكرى.. بكل ركن تجدهما.. حتي اريكتهما و التي كانت لا تفارق حضنه بها مازالت علي حالها..
التفتت ناحية جاسم و قالت بملامح باهتة:
_ بعد اذنك عاوزة ادخل اوضة النوم.
اومأ جاسم برأسه في صمت بالموافقة.. فسارت ناحيتها و افكارها و دقات قلبها حملوها و القوها داخل صراع لن يشعر به سوى الذى يطالع خطواتها الثقيلة بفهم لما تشعر به و يشعر هو به يوميا...
منذ عودتها و يشغله شئ واحد.. لم تعد تخفي نقاط نمشها.. و لم تعد تخفي احمرار اهدابها و حاجبيها.. تركت جمالها عرضة لإعجاب أي شخص.. فهل تنتوى فعلا الزواج من غيره..
هل أتت لتأخذ اشيائها لانها تنتوى ارتدائهم لغيره؟!!!
لاحظ عمرو ارتباكه و تعرق جبهته فإبتسم بنصر..
وقفت وعد بمنتصف الغرفة تطالعها بنهم.. ليأتي عطرها و يصيب انفها و قلبها.. لتبتسم شفتيها بإنتشاء.. كل شئ علي حاله و مع ذلك البيت نظيف للغاية.. توجهت ناحية الخزانة و فتحتها و اخرحت حقيبة سفر كبيرة و حملتها و وضعتها علي الفراش و سحبت سحابها فإنفتحت...
عادت للخزانة و بدأت في تجميع ملابسها و رصتهم بالحقيبة.. لم تترك قطعة قماش خلفها.. لن ترحمه.. و جمعت ادوات تجميلها و حملت زجاجة عطرها و طالعتها بإشفاق.. يبدو انه يستخدمها كي يشعر بها حوله..
و لكن.. حانت لحظة العقاب.. فطالعت نفسها بالمرآة و هي تتوعده.. و وعدها سيكون بلا رحمة.. القت بزجاجة العطر داخل حقيبتها.. تاكدت انها لم تنسى شيئا.. فاغلقت الحقيبة و انزلتها و جذبتها ورائها...
وقف عمرو مسرعا و استقبلها كي يأخذ منها الحقيبة و هي قد تعلقت عيناها بتلك الشباك السوداء والتي طالما ما علقت بهما..
خرج صوتها متحشرجا و هي تقول:
_ خلاص اخدت كل هدومي و حاجتي.
لم يشعر جاسم بنفسه و هو يسألها بصدمة:
_ كلها؟!
اجابه عمرو بإندفاع:
_ انت كنت عاوزها تسيب حاجة ليها هنا ليه؟ اساسا خطوة اتاخرت كتير.. شكرا علي وقتك.
وقف جاسم امامه و قال مسرعا:
_ انتوا هتمشوا بسرعة كده ميصحش يا ابن الاصول ده عيب في حقي.
جذب عمرو الحقيبة و قال بجدية:
_ واجبك وصل من زمان يا جاسم.. تشكر.
و ما ان سار خطوتين تتبعه وعد حتي رن هاتفه.. فتوقف و اجابه بتوتر:
_ انتي كويسة يا روان؟!
اتاه صراخها.. فترك الحقيبة من يده و قال بعينين متسعتين بصياح قلق:
_ اهدى و ظبطي نفسك انا مش هقفل معاكي و هخلي وعد تكلم ماما و مامتك يطلعولك حالا بس اهدى.
تعلقت وعد بذراعه و قالت بسعادة:
_ روان بتولد يا عمرو؟!
اومأ برأسه و قال بخوف:
_ ايوة بتولد كلمي ماما تطلع لها حالا بسرعة يا وعد.
ركض جاسم ناحية غرفته ارتدى سترة رياضية علي بنطال جينزى و حمل مفاتيح سيارته و خرج قائلا:
_ انا هوصلكم للبيت بالعربية اكيد مش هتعرف تسوق و انت كده يا عمرو يالا بسرعة.
استسلم عمرو لرغبته و تابع حواره مع روان قائلا:
_ اهدى يا قلبي و بالراحة ظبطي نفسك شهيق و زفير شهيق و زفير.
خرجا من الشقة كل منهم يتحدث بالهاتف بينما طالع جاسم حقيبة وعد التي كانت تقف بمنتصف الشقة بسعادة.. و مر علي شقة والدته و اخبرها بامر ميلاد روان و انطلقا بعدها بالسيارة ناحية منزلهم ...

.................................
وقف الجميع امام غرفة العمليات و القلق مصيبهم و عمرو يقف امام الباب مستندا بأذنه عليه عله يسمع اي صوت.. كان من المتوقع ان تلد روان بطريقة طبيعية و لكن الطبيب قرر ان تلد بعملية قيصرية بعدما استشعر الخطر علي الصغير...
ضرب عمرو الباب بقبضته و قال فاقدا صبره بصياح غاضب:
_ محدش بيخرج ليه بقالهم ساعة هو ده طبيعي؟!
وقفت آمال بجواره و قالت لطمانته بنبرة هادئة:
_ يا حبيبي الدكتور ما كانش مستعد و تجهيز غرفة العمليات بياخد وقت ما تقلقش دقايق و هتطمن عليهم.
زفر مالك بضيق و قال:
_ عمرو معاه حق يا ماما انا بدأت اقلق.
كانت وعد و روضة تتابعان الموقف بقلق و هما تحتضنان كفين بعضهما.. و وعد بين اللحظات تغتلس النظر لجاسم الواقف يطالعهم بتوتر.. لم تغفل عينها عرجه ساقه.. فظنت انه ربما آلمته ساقه من طول وقفته..
كلما وقعت عيناها عليه تشعر بألم في قلبها و هي تتذكر يوم القاها بطول ذراعه و طلقها.. شعرت بتجمع العبرات بعيناها فوقفت و سارت حتي الحمام و اغلقته عليها و بكت في صمت...
حتي اليوم جمعت كل اشياىها علي امل ان يتحرك و يطلب بقائها معه و عودتها إليه.. لكنه لم يبدى اى اشارة بتمسكه بها.. تطلعت بالمرآة و واجهت ضعفها و جففت وجهها بقوة..
تمالكت نفسها و غسلت وجهها و اطمأنت علي هدوء ملامحها و خرجت مقتربة منهم.. تتابع قلقهم حتى خرجت الممرضة تبتسم بسعادة و تحمل الصغيرة بين ذراعيها..
تعالت الشهقات و هما يتجمعون حولها.. فإقتربت الممرضة من عمرو و قالت:
_ حمد الله علي سلامة النونة و مامتها يا أستاذ عمرو.
حملها بين ذراعيه و تابع زمة شفتيها الحمراء و وجهها الصغير الدائري الابيض و اهدابها الصفراء و كفيها الصغيرين.. فتساقطت دموعه دون ان يشعر...
طالعتها سلوى بفرحة و قالت:
_ بسم الله ما شاء الله.. زى القمر.. دى صهباء زى وعد.
التفت عمرو ناحيتهم و قال بنبرة متحشرجة نتيجة بكاؤه:
_ بنتي.
اقترب منها مالك و قال بتاثر:
_ زى القمر يا حبيبي ربنا يباركلك فيها.
وقفت آمال امام الممرضة و سالتها بتلهف:
_ طمنيني علي بنتي.. روان كويسة؟!
اجابتها مسرعة:
_ زى الفل ما شاء الله.. هي لسه صاحية من البنج النصفي.. بس تطمنوا عليها و هتاخد منوم علشان ترتاح شوية.
انحني عمرو بفمه ناحية آذن الصغيرة ... و أذن بهما و الجميع يطالعه بسعادة..
ما ان انتهي عمرو حتي اقترب من وعد و ناولها اياها قائلا:
_ شيلي وعد الصغيرة يا وعد.. بقت شبهك اسما و شكلا سبحان الله.
حملتها وعد بين يديها بحرص شديد و روضة تقف بجوارها.. كانت الصغيرة رائعة الجمال.. ضحكت وعد و قالت لها بمداعبة:
_ نورتي العيلة يا وعد.. باباكي سماكي علي اسمي و انا بتمنالك ما يكونش نصيبك مني غير اسمك وبس و يرزقك سعادة الدنيا كلها يا قلبي.
كلماتها هزت كيان المتابع لهم بألم.. شعر به مالك فحمل الصغيرة و اقترب من جاسم قائلا بإبتسامة متسعة:
_ بقا عندنا اتنين وعد يا جسوم.. شوف النونة جميلة ازاى.
طالعها جاسم بحذر.. حتي لانت ملامحه و هو يتابع تمطأها و فركها لوجهها بكفيها الصغيرتين.. فلاحت ابتسامة خفيفة علي شفتيه و لامس كفها بسبابته دون وعي منه.. اغلقت الصغيرة كفها علي إصبعه فشهق قائلا بتعجب:
_ دى مسكت صباعي!!!
ربت سراج علي ذراعه و قال:
_ عقبال ما يجيلك يا جاسم.
هذه الدعوة كانت كفيلة برفع عينيه ناحية وعد التي كانت تطالع هاتفها بشرود غير مبالي و تكتب و كانها تراسل شخصا .. عاد بعينيه للصغيرة و قد رق قلبه لها ليس لأنها تشبه زوبعته و لكن لتمنيه دمية مثلها له...
تم نقل روان لغرفة خاصة هي و الصغيرة.. و إطمأن عليها الجميع.. استأذن جاسم منهم و تركهم و انصرف.. و مالك و روضة ايضا عادوا لعشهم...

...............................................................................
........................

أصبح هذا المكان ملجأه كلما ضاقت به الدنيا و أظلمت.. لتأتيه نسائم الهواء و تداعب و جهه و كأنها تربت علي قلبه كي يهدأ.. كان في بعدها يشتاق حد الجنون.. يتألم كلما سمع اسمها او طالع شاشة هاتفه او دلف لشقته...
لم يكن يعلم ان وجودها حوله سيكون أكثر إيلاما و يرهقه شوقا..
ذلك الشوق الذي دفع الجمرة الجالسة بجواره ان يخرج عن صمته قائلا بتذمر غاضب:
_ جاسم انا خلاص صبري جاب آخره و محتاج صبر يصبر له.. جوزني لمى بدل ما اخطفها و اتجوزها غصب عنها و عنكم و الله.
زفر جاسم بضيق و طالعه بنصف عين قائلا ببرود:
_ انت ايه اللي مقعدك جنبي اصلا.. انا ناقصك يا يحيي و حياة ابوك امشي و سيبني انا عندى اللي مكفيني.
شبك يحيي انامله وضم ركبته لصدره و ركل مياه البحر بقدمه الاخرى و قال بهدوء:
_ المفروض تكون فرحان انك شوفتها و اتطمنت عليها مش تبقي قالب وشك و سايب عفاريتك تتنطط قدامك براحتها.
سحب جاسم نفسا طويلا و زفره دفعه واحدة و قال بملامح متهدلة:
_ ما هي لو جنبي هتوحشني اكتر.. طالما هي بعيد انا مش بكلمها و مش بشوفها.. بس هي قدامي دلوقتي اقنع قلبي ازاي انه ما يجريش عليها اقنع نفسي ازاي انه مش من حقي المسها.. اقنع نفسي ازاي انه ابعد عنها وأقف ابص عليها من بعيد كأني حد غريب.. الموضوع صعب يا يحيى.
طالعه يحيي بترقب و زم شفتيه بإمتعاض و قال:
_ عارف انا الاحساس ده ما هي لمى قدامي طول الوقت مش قادر ان انا المسها ولا قادر ان انا اعبر لها عن حبي بطريقه صح انتم السبب انا لازم ارتبط بها في اقرب فرصه.. لغايه امتى هافضل مستني لما ظروفكم تتحسن.. انا ما فيش حاجه نقصاني وهي كانت بتطلب منى طلب واحد .. تكون موجوده وعد وهي موجوده خلاص يلا نتمم الخطوبه والجواز هنصبر ليه.
انفرجت شفتي جاسم بإبتسامة خافتة و قال:
_ تعرف يا يحيي انا اوقات بحسدك علي غتاتك دى.
قهقه يحيي ضاحكا و قال بمزاح:
_ حتي الغتاتة هتحسد عليها.. اصل انا امي دايما تقول اني حلو و محسود علشان كده مش عاوز اتجوز.
رفع جاسم عينيه بملل و قال:
_ ما هو اصل القرد في عين امه غزال.
زادت ضحكات يحيي و قال بمداعبة:
_ كده دخلنا في زون الحقد مش الحسد.. متغاظ مني علشان انا احلي منك.
وخزه جاسم في ذراعه و قال بضيق:
_ علشان الشعريتين اللي مطولهم يعني.. يا ابني انا كنت لما ببقي سنجل وقتها بكون علي علاقة بعشرة و هما اللي كانوا بيجروا ورايا.
غمز له يحيي بعينه و قال مازحا:
_ يا جاسم يا جامد.. طب جوزني البت بقا انت اكيد حاسس بيا تعبت و الله.
ضيق جاسم عينيه مدعي التفكير و طالعه قائلا:
_ يوم الخميس الجاي ان شاء الله كتب كتابكم كده كويس.
لم تصل ليحيي ببادئ الامر و لكن بعد مرور خمس ثواني اتسعت عينيه و فغر فمه ببلاهة و قال بصدمة:
_ انت قولت ايه؟!
_ اللي سمعته يا اخويا.
وقف يحيي مسرعا و قال بإبتسامة بلهاء:
_ يوم الخميس يوم الخميس اللي هو بعد بكرة ده.
اومأ جاسم براسه و قال مؤكدا:
_ ايوة.. هات باباك و مامتك و عيلتك كلها و نوروني في بيت جدتي هجهز المضيفة و نكتب الكتاب و تلبسها الشبكة و هي مراتك و حدد ميعاد الفرح اللي يناسبكم انتم الاتنين و كل طلبات لمى عليا.
صرخ يحيي بجنون و اخذ يدور حول نفسه و قال بهيستيرية:
_ و اخيرا.. هروح بقا اعرف اهلي و اجهز المأذون و بدلتي و اشترى الشبكة وأجهز كل حاجة.
اغمض جاسم عينيه و قال بنبرة خافتة:
_ و اخيرا هقعد لواحدى.
انحني يحيي بجذعه ناحيته و قبله في وجنته قائلا:
_ انت احسن اخ بالدنيا كلها والله.
دفعه جاسم و هو يمسح وجنته قائلا بضيق:
_ يخرب بيتك.. انت اتهبلت يا يحيي جاتك القرف.
مرر يحيي انامله بشعراته و قال بسعادة:
_ محتار ابدأ منين قدامي يومين بس.. طب هسيبك بقا مافيش وقت اضيعه خالص.
تصنع جاسم الابتسام و قال:
_ سيبني.. ياريت تسيبني بدل ما اسيب الدنيا انا و ارحل.
اشاح يحيي بذراعه في وجهه و قال بتذمر:
_ مش وقت كأبتك خالص.. و باعدين ما هي قدامك مستني لما الواد المحفلط اللي رجعت معاه ده ياخدها منك و تيجي هنا تعيد فيلم الاطلال و اذكريني.
كلمات يحيي اصابته في مقتل.. تتزوج غيره؟!!
لاحظ يحيي تأثير كلماته عليه فتابع قائلا:
_ لو ما اتعلمتش من كل الندم اللي ندمته قبل كده يا جاسم.. ندمك المرة دى هيدمرك.
و تركه و ابتعد و جاسم يطالع الافق امامه بشرود.. اشتدت قوة الموجات و صارت تتحطم علي الصخور و الذي يجلس فوقها و اصبحت ذرات خفيفة تتناثر علي وجهه كصفعات عله يعود لتعقله...
سيراها بيوم الخطبة مجددا.. هل عنده الجرأة في خلق حديث معها ربما كان بوابة لعودتهما ام سيظل صنما و يشاهد ضياعها هذه المرة ايضا من بين يديه بعجز...
.....................................................
..................

عادت روان وصغيرتها للبيت.. ورغم تمسك عمرو بأن تعود لشقتهما الا ان آمال رفضت و بشدة و ابقت علي وجودها معهم بشقتها هي كي ترعاها طوال الوقت...
كان الجميع طوال الوقت يدورون حول وعد الصغيرة بسعادة.. حركاتها صوت بكائها و ملابسها الصغيرة مثلها كل شئ فيها يدعو للبهجة و الحب....
دلفت روضة غرفة وعد فوجدتها جالسة علي مكتبها تدون شيئا بملف و يبدو عليها الجدية و الانهماك.. اقتربت منها و سألتها بتعجب:
_ بتعملي ايه يا وعد؟!
رفعت وعد وجهها ناحيتها و ابتسمت قائلة:
_ عندى فكرة مشروع مهمة جدا يا روضة و كنت بكتب دراسة مبدأية ليه بعد ما جهزت دراسة الجدوى و درسته من كل الجوانب.
طالعتها روضة بإعجاب و قالت:
_ الله عليكي و انا واثقة انك هتنجحي بس هو المشروع ده عن ايه؟!
تركت وعد القلم من يدها و قالت بجدية:
_ هو مشروع جوة مصر هيكون خيالي و صعب تحقيقه بس هناك بالكويت تنفيذه هيكون سهل جدا لوفرة الامكانيات و الدعم و كمان لانهم نفذوا حاجات تشبه ليه كتير جدا.
جلست روضة قبالتها و قالت:
_ مشروع معمارى قصدك و لا حاجة تانية.
اومأت وعد برأسها و قالت:
_ مشروع معماري.. هو مشروع كبير جدا و ضخم جدا علشان يتنفذ بمصر عاوز مساحة ارض خيالية و انا بمشروعي قللت المساحة دى بمعني انه علي قطعة ارض واحدة يتعمل مشروع كومباوند و فنادق و مولات و مستشفيات دولية و نوادى و منشآت كتير جدا.. بس بمبني واحد فقط.
وضعت روضة كفها تحت وجنتها و قالت بعدم فهم:
_ لا صعبة عليا دى.. المتعارف انه كل المنشآت دى بتكون بمباني منفصلة مش في مبني واحد.
طرقعت وعد بأناملها و قالت بحماس:
_ انا فكرت برة الصندوق لان مشروع زى ده عاوز بنية تحتية تشيل صرح عملاق زى ده و خلال شغلي مع جاسم و الشباب بقا عندى فكرة معمارية مش بطالة.. صحيح مشروعي كلام علي ورق لغاية ما تاخده شركة هندسة تغامر و تعمله بمصر .. مشروع هيشتغل بيه عمالة تقدر بالآلاف و هيرد فلوسه بوقتها.
لمعت عيني روضة و قالت بإعجاب:
_ فكرة عالمية.. كملي شغلك و متقفيش لانه مشروع زى ده مفيد للبلد من كل النواحي.
حملت وعد القلم و لفته بين اناملها و قالت:
_ قولتلك من البداية هيكون صعب تنفيذه بمصر و انه هينفع بالكويت اكتر.
عقدت روضة حاجبيها و قالت:
_ قصدك انك قررتي تستقري بالكويت و هتسيبي مصر يا وعد؟!
سحبت وعد نفسا طويلا و طالعتها بهدوء و قالت:
_ مش هنسميه استقرار بالمعني الحرفي بس انا حابة اسميها دراسة و احتكاك بفكر جديد و علي فكرة حابة اني كل فترة اسافر بلد شكل و اتعلم اكتر فترات تعايش زى بتوع الكورة.
تهدلت ملامح روضة و قالت برزانة:
_ و ده اسميه تطوير ذات و لا هروب من الواقع يا وعد.
ابتسمت وعد بخفوت و قالت:
_ انا بعيش احلي واقع في الدنيا.. مش لازم نكون مع اللي بنحبهم علشان نبقى في كامل سعادتنا.. مجرد ان جاسم بخير و كويس ده مريح قلبي جدا عليه انما موضوع تطوير الذات ف فعلا ده هدفي غير اني ناوية اشتغل علي الماجستير.. تعرفي يا روضة سبب اني اتخطي كل اللي حصلي.
سالتها روضة بفضول:
_ ايه يا ترى؟!
ابتسمت وعد براحة وقالت:
_ و انا بالكويت اتعرفت علي دكتورة مصرية كانت هناك لفترة قصيرة بتعمل معايشة في مستشفي استثمارى كبير لانه عندها خبرة رغم انها صغيرة بالسن و زي القمر حاجة كده تحبي بس تفضلي تبصي ليها.. هي شافتني بالمستشفي كنت تعبانة جدا قدرت تعالجني نفسيا بشكل غريب.. اديتني طاقة و دفعة و شجعتني اشتغل و اكمل دراستي و اقوى.
كانت روضة تتابعها بإندماج بينما اردفت وعد قائلة:
_ لما اشتغلت و بدات اجهز للمشروع ده.. هي اخدت الفكرة و نقلتها لزوجها هو مهندس ناجح جدا و عجبه المشروع بس اكدلى انه هيحتاج شريك ثقة معاه.. فحسيت انه تنفيذه بمصر هيبقى صعب.
اومأت روضة براسها موافقة و قالت:
_ ربنا يوفقك يا حبيبتي و انا واثقة من نجاحك ان شاء الله .. هتروحي كتب كتاب لمي يوم الخميس الجاي مالك و سامر طلبوا مني انا و علا نروح معاهم علشان البنت ما تبقاش لوحدها.
اتسعت ابتسامة وعد و قالت بمداعبة:
_ لازم هروح طبعا مش علشان لمي لأ.. علشان اشوف الاستاذ يحيي اللي بتقعد بالساعات توصف فيه و جننها ده.
ضحكت روضة قائلة:
_ و علا كمان رايحة علشان كده.. و الله انتم مجانين.
اغلقت وعد ملفها و وقفت و هي تقول بحماس:
_ البت وعد وحشتني انا هروح اشوفها و انتي قومي روحي مع جوزك ده انتوا بالهاني مون يا هبلة.
تركتها وعد و خرجت.. بينما فكرت روضة قليلا و تذكرت كلماتها لوعد يوم طلقها جاسم بمنزل جدته و اختفي.. يومها وعدتها روضة بأن تعيدها لجاسم مهما حدث...
طالعت روضة الملف المغلق و وقفت و فتحته و تصفحت اوراقه حتي تبتسمت شفتيها بمكر و اخرجت هاتفها و أخذت صورا للأوراق و اغلقت الملف كما كان..
و خرجت و هي تتنفس براحة و تقول بداخلها:
_ مش هتسبيني تاني يا وعد و سفر برة مصر مش هيحصل وكل خطط ماما و طنط دولت الفاشلة دى انا بقا هوريهم التخطيط على حق و الوش التاني.. لروضة...

.............................................................................................
......................

عادت روضة و مالك للبيت.. فإرتمي مالك بجسده علي الاريكة و قال بتعب:
_ روان بتنشن.. اهه شهر العسل بتاعي بقا يوم.. الجوازة دى منقوقة انا عارف.
انتبه لروضة التي تعدل من وضع الارائك و تنظم البيت وهي مازالت مرتدية ملابسها و نقابها.. تخطي هذا الامر و وقف و قربها منه و غمز لها قائلا:
_ بقولك ايه يا وحش انا هحجز في اي حتة بحر احمر و نسيب تليفوناتنا هنا و اخطفك اسبوع كده في حتة فاضية ايه رأيك؟!
تصنعت روضة الابتسام و اجابته ببساطة:
_ لأ طبعا ورانا حاجات مهمة.
رفع مالك حاجبه و سألها بتعجب:
_ حاجات ايه ان شاء الله.. هنقدم للعيال علي اجازة من المدرسة مثلا.
ابتسمت روضة علي مزحته و قالت بمكر:
_ دقايق و هتفهم قصدى.
ضمها اليه و هو يقول بمداعبة:
_ و الله ما عندى صبر.. طب ما تفهميني دلواقتي ده انتي وحشاني قوى.
انتبها علي طرقات بباب الشقة.. فإبتسمت روضة ابتسامة متسعة و قالت له:
_ ربنا بيحبك و هتفهم دلوقتي مش هتصبر.
ابتعدت عنه و سارت ناحية الباب و انزلت نقابها علي وجهها و فتحته قائلة بترحاب:
_ يا اهلا وسهلا البيت نور.
دلف سامر و علا ليقول الاول بود:
_ منور بيكم يا عرسان و الله.
احتضنت روضة علا و قبلتها قائلة:
_ اخبارك ايه يا علا و اخبار توتا؟
ابتعدت علا عنها و اجابتها بإبتسامة هادئة:
_ احنا بخير يا قلبي.
اغلقت روضة الباب و مالك يطالعهما بتعجب.. ليقول له سامر بمداعبة:
_ اخبارك ايه يا عريس؟
اجابه مالك ببديهية:
_ كويس انك عارف اني لسه عريس و الله.
طالعته روضة بلوم و قالت لهم مشيرة بيدها:
_ اتفضلوا اقعدوا.
جلسوا جميعا فتابعت حديثها قائلة بجدية:
_ طبعا كلكم مستغربين من لمتنا دى بس انا وعدت وعد اني هرجع جاسم ليها باي شكل ولازم اوفي بوعدى.
هزت علا رأسها و قالت:
_ انا معاكي.. جاسم صعبان عليا و انا متأكدة انه بيموت من غير وعد بس المشكلة في ازاى هننجح بده ماما و طنط سلوى تعبوا خطط.
جلست روضة امامهم و قالت:
_ انا في الاول هشرح ليكم فكرة مشروع سكني و عاوزة رأيكم ممكن.
سألها مالك بإمتعاض:
_ مشروع سكني حتة واحدة.. اتفضلي يا هندسة بس في الانجاز لو سمحتي.
ابتسمت علا بخجل.. بينما وقفت روضة و شرحت لهم جميع ما فهمته من وعد و هم يطالعوها بتركيز.. حتي خرج مالك عن صمته و قال بتعجب:
_ انتي جبتي الفكرة دى منين؟!
حملت روضة هاتفها متجاهلة سؤاله و ارسلت لهم جميعا الصور التي التقطتها من ملف وعد و قالت:
_ عوزاكم تراجعوا دراسة الجدوى دى اول قبل ما افهمكم كل حاجة.
حمل كلا منهم هاتفه و تنقل بين الصور بإعجاب حتي قالت علا بعملية:
_ الفكرة جميلة و عملية و فعلا شوفتها في اكتر من بلد و اتمني تتنفذ بمصر خصوصا ان دراسة الجدوى تقريبا ملمة بتفاصيل كتيرة و لسه محتاجة شغل.
رفع سامر حاجبه قائلا:
_ انا اقدر اساعد صاحب الفكرة انه يكمل الدراسة بطريقة بروفشنال اكتر.
ابتسم مالك بدهاء و اغلق هاتفه قائلا بثقة:
_ انا عرفت مين صاحب الفكرة و عرفت قصدك من لمتنا دى يا سوسة.
ابتسمت روضة وهي تطالعه بحب.. بينما قال سامر بإمتعاض:
_ و ناويين تقولوا في ايه و مين و ليه و لا هنبات معاكم النهاردة.
التفت اليه مالك قائلا ببديهية :
_ ارجع لاول كلام روضة هتعرف انها عاوزة ترجع وعد لجاسم يبقي المشروع ده دراسة وعد و اكيد عاوزة شركتنا تنفذه و ممكن الشغل يقربهم تاني من بعض.
غمزت له روضة و قالت بمداعبة:
_ الله عليك يا مالك هو ده قصدى بالظبط.
اعتدلت علا في جلستها و قالت بجدية:
_ بس مشروع زى ده عاوز تمويل جبار و اكيد الشركة مش جاهزة لمشروع عملاق زى ده.
تطلعت روضة بهم و قالت:
_ وعد قالتلي انه في حد اخد فكرة عن مشروعها و عجبه جدا و قال انه محتاج شريك معاه يكون ثقة هيكونوا شركة مشتركة بينهم و ينفذوه.
تطلع مالك بسامر قليلا حتي قال سامر بثبات:
_ كده يبقي لازم نجمع وعد و جاسم باقرب وقت قبل ما تسافر تاني.. ايه رأيكم تعزموهم بكرة و انا و علا نيجي و نقطع عرق و نسيح دمه.
امتعض وجه مالك و قال بضيق:
_ بكرة!! يا جماعة انا عريس بقالي كام يوم بس ما فرحتش لسه ارحمونا مش كده و الله.
تعالت ضحكاتهم فإقتربت منه روضة و قالت:
_ يا حبيبي اخلص بس من الموضوع ده و ناخد اجازة و نروح مكان بعيد لوحدنا لغاية ما تزهق مني.
اقترب منها مالك متعمقا في عينيها و قال بهمس:
_ انا ازهق منك انت يا وحش برضه.
تنحنح سامر و وقف قائلا بمزاح:
_ انا بقول نستأذن احنا بقا بدل ما احنا شبه عزال الفرح كده.
وقفت علا بجواره و قالت:
_ ايوة فعلا اتاخرنا .. روضة انا معاكي علي رنة لو بكرة مناسب ليكم اتفقنا.
اجابتها روضة بتأكيد:
_ هنتقابل بكرة ان شاء الله و هرن عليكي اعرفك عملت ايه.
استاذن سامر و علا و غادرا بينما جلست روضة تناجي ربها في ان تنجح خطتها.....

......................................................................
.................

في اليوم التالي وقفت وعد مع روضة بمطبخها و هي تاكل من طبق حلويات امامها و قالت بتعجب:
_ مش فاهمة ازاى مالك موافق علي العزومات اللي في شهر العسل دى.
جذبت روضة الطبق من امامها و قالت بضيق:
_ هتخلصي الحلو قبل ما تتغدى اصبري شوية.
رفعت وعد عيناها بملل و قالت متاففة:
_ كمان جيباني علشان تجوعيني و الله حرام.
انتبها الاثنان علي صوت جرس الباب فانزلت روضة نقابها و خرجت لتفتح الباب فقابلها مالك قائلا:
_ قلبي يا ناس.
دفعه سامر بيده قائلا:
_ ده وقت موحنك ادخل يا ابني و خلصنا.. مساء الخير يا مس روضة.
قهقهت روضة في خفوت و قالت:
_ مساء النور يا باش مهندس سامر علا فين؟!
دلفت علا من ورائه تجذب جاسم من ذراعه و تقول:
_ انا هنا اهه.
وقف جاسم امام روضة و قال بهدوء:
_ الف مبروك يا روضة و آسفين علي هجمة المخبرين دى بس غصب عني و الله دول مجانين رسمي فهمي نظمى فأرجوكي اعذري تطفلنا ده.
اشارت لهم روضة بذراعها قائلة بترحاب:
_ تطفل ايه بس ده بيتكم و تشرفوا و تنوروا بأي وقت.
انتفضوا جميعه علي صوت تحطم طبق فتطلعوا بوعد التي انحنت تلملم اجزاء الطبق المكسور كما تلملم مشاعرها من رؤيته.. اقتربت منها روضة مسرعة و قالت بخوف:
_ سيبي كل حاجة زي ما هي هتتجرحي.
لم تجيبها وعد و اكملت حتي انجرح اصبعها فتاوهت بألم.. ركض جاسم ناحيتها و قال بقلق:
_ هو انتي مش بتسمعي الكلام ليه ارتاحتي لما انجرحتي.
طالعته بشوق و طالعت لهفته.. بينما وخز مالك روضة بذراعها و قال:
_ هاتي لزق طبي علشان نوقف الدم يا روضة بسرعة.
وقفت وعد و قالت بجدية:
_ انا هجيبه خليكم انتم.
و تركتهم و ابتعدت.. اشار مالك للجميع قائلا:
_ حصل خير يا جماعة اتفضلوا اقعدوا.
جلس مالك مع سامر و جاسم يتسامرون بينما حضرت الفتيات السفرة اقتربت منهم روضة قائلة:
_ اتفضلوا السفرة جاهزة.
وقفوا و ساروا ناحيتها ليقول مالك بإنتشاء:
_ يا جمالو.. اهه الاكل ده كله يا جماعة طبخ روضة مش هتاكلوا بجماله و لا بحلاوته.
جذبت علا مقعدها و قالت بمزاح:
_ ما شاء الله.. برافو عليكي يا روضة عندك انا و وعد علي الله حكايتنا و لا نعرف نعمل اي حاجة.
اجابتها روضة بإبتسامة:
_ بكرة تتعلموا ده مافيش اسهل منه.
بدأوا في ملأ صحونهم و وعد و جاسم يلتزمان الصمت.. حتي قال مالك موجها حديثه لوعد:
_ علي فكرة يا وعد روضة حكت لنا علي مشروعك و عجبنا جدا انا و سامر و علا انتي ازاى جتلك الفكرة دى.
تركت ملعقتها و قالت له بإمتنان:
_ ربنا يخليك يا مالك.
فقال سامر مسرعا:
_ صحيح في ممول مصري للموضوع و بجد مستعد يشارك اي حد ثقة و يعمل المشروع.
اومأت وعد برأسها و قالت:
_ ايوة هو شاف دراسة الجدوى و عجبه المشروع بشكل مبدأى كفكرة انما الشغل اللي بجد هيبان بعد ما مهندس يدرس الموضوع بشكل متخصص و ينفذ الماكيت المبدأي.
اسرع مالك قائلا:
_ ده تخصص سامر و يقدر يساعدك في ده جدا و انا كمان اي رسومات هندسية اقدر اظبطها في وقت قياسي و بكده يبقي معاكي المشروع كامل و تقدري تقدميه للممول ده بكل ثقة.
كان جاسم يتابعهم بتعجب لم يستطع كبح زمام غيرته و قال بهدوء:
_ و الممول ده عرفتيه منين بقا؟!
لم ترفع عيناها ناحيته و اجابته ببساطة:
_ زوج دكتورة اتعرفت عليها بالكويت هما دلوقتي رجعوا مصر و هي تقدر توفر لينا تمويل اجنبي لانها معاها جنسية أمريكية و بيدوروا علي مستثمر ثقة يدخل معاهم في المشروع ده علشان يأمنوا حياة ولادهم .
ارتاحت ملامحه قليلا و سالها بفضول:
_ هو انتي ممكن تشرحي مشروعك ده قدامي.
اجابته وعد بنبرة قاطعة:
_ ليه؟!
حرك جاسم كتفيه و قال:
_ فضول مش أكتر.
عقدت ذراعيها امام صدرها و بدأت في سرد تفاصيل مشروعها بثقة و جاسم يتابعها بتركيز رغم انها تتجنب التطلع ناحيته حتي انتهت...
كان الجميع يطالع جاسم بترقب لرأيه الذي لم يتأخر و هو يقول بجدية:
_ انا ممكن اساعد في تمويل المشروع ده و مكتبي يدير كل الشئون الهندسية من الالف للياء و اقدر كمان اجيب متخصصين اجانب علشان نستفيد من ارائهم و خبراتهم في المجال ده.
قال له مالك مسرعا:
_ معاك حق يا جاسم احنا نقدر نساعدها في ده جدا بس الاول هي توافق اننا نمول لها المشروع .
طلعها سامر وقال:
_ وعد .. محتاجه وقت للتفكير ولا تقدري ترد علينا دلوقتي.
فكرت وعد قليلا واجابتهم قائله:
_ ده مشروع كبير و يحتاج فلوس كتير جدا وتمويل اكبر من خيالكم مش بس خدمات هندسيه.
اجابها جاسم قائلا بعملية:
_ انتي قلتي ان في مستثمر حابب انه يدخل في المشروع واحنا نقدر نشاركه بس خلينا نقعد معه ونطرح وجهه نظرنا وهو يطرح وجهه نظره ونتبادل الاراء.
تهدل وجه وعد وقالت بحزن:
_ انا شايفه انه مشروع زي ده ممكن يتنفذ اكتر في الكويت احسن ما يتنفذ هنا في مصر وقررت اني هاخذ المشروع وهسافر بيه تاني .
امتعض وجه جاسم ولكن مالك اسرع قائلا:
_ ما فيش سفر تاني احنا عاوزين نفضل كلنا مع بعض والمشروع هيتم هنا في مصر باذن الله انا وسامر هنعمل ليه الرسومات الهندسيه وانت خلي جاسم يقعد مع المستثمر عشان يقرب وجهات النظر بينهم .
تنفست وعد الصعداء وفكرت قليلا قبل ان تقول بجدية:
_ انا هاتكلم مع الدكتوره مراته هي صديقتي جدا وهطرح عليها فكره جاسم واخليها تتكلم مع زوجها ولو هو موافق هخليه يسيب الرقم بتاعه معاها وهعطيه لجاسم وهو يتواصل معاه واللي هتشوفوه انا معاكم فيه.
ابتسمت علا قائلة:
_ المشروع ده كل الديكورات بتاعته مش هتخرج عني انا لازم اكون شريك بشركتى في الديكورات والتصميمات النهائيه ف اتمنى لو جاسم هيقعد مع المستثمر ده انا كمان اكون موجوده.. دي خطوه انا مش عايزها تروح من ايدي لو اتنفذ المشروع فعلا .
خرجت روضه عن صمتها قائلة:
_ انتم حددتم دور كل حد فيكم وانا مش موجوده معاكم خالص بالافكار دى.
رد مالك عليها قائلا بمداعبة و هو يطالعها بشوق:
_ انت دورك معايا وجنبي يا احلى حاجه في دنيتي كلها عايزين اولاد كتير وعايزين حياه كبيره وانا عليها اءمن لكم الفلوس وهتعب علي ده علشان ما تحتاجوش اي حاجة.. هو ده دورك يا روضه .
ارتشف جاسم من كوب الماء الذي امامه ثم قال :
_ خطوبه لمى ويحيى يوم الخميس ان شاء الله عايزكم كلكم تكونوا موجودين البنت يتيمه ومالهاش اى حد و احنا لازم كلنا نقف جنبها فحضروا نفسكم كلكم يوم الخميس عند بيت جدتي.
اجابته وعد مسرعة:
_ انا طبعا هروح مش هسيبها لوحدها سواء كنت هسافر او هافضل في مصر كان لازم احضر فرحها قبل ما اسافر فاكيد انا اول واحده هاروح.
اجابها جاسم بانفعال :
_ مالك قال ما فيش سفر وانا بقولك ما فيش سفر والمشروع هيتنفذ في مصر فا ياريت نسمع الكلام عشان متعصبش عليكي.
رفعت وعد حاجبها بامتعاض قائلة:
_ هتزعق لمين.. وبأي صفه هتزعق لي انا اقعدي هنا في مصر بمزاجي ولو حابه امشي واسافر تاني الكويت برضه بمزاجي ومن هنا لغايه المشروع ما يتم او لا انت ما لكش دعوه بيا خالص.
اجابها جاسم بانفعال :
_ لا ليا دعوه بيكي واقول اللي انا عايزه واللي انا هاقوله هيمشي وما فيش سفر من هنا تاني والمشروع ان شاء الله هيتنفذ وهقعد مع المستثمر واتفق معاه وما فيش سفر تاني كلمه اخيره وقلتها يا وعد.
وقفت وعد وقالت بحده:
_ قلت لك انا هاعمل اللي انا عايزاه وصوتك ما يعلاش تاني والا والله العظيم اركب طياره بكره واسيبلك لك مصر كلها.. المشروع اللي بيننا مجرد شغل وما هسمحلكش في التحكم فيا فيه باي حاجه انت فاهم ولا لا .
جذبتها روضه من ذراعها واجلستها مره اخرى وقالت بهدوء :
_ إهدى يا وعد مش كده هو قصده ما فيش سفر واحنا عايزين نفضل ملمومين ونفضل متجمعين مع بعض ليه عاوزه تفرقينا تاني خلينا مع بعض.. ايوة انتم رافضين ترجعوا بس على الاقل تكونوا اصدقاء وشركا في الشغل وبس .
طالعتها وعد وقالت :
_ بالضبط احنا شُركا او لا لسه ما بقيناش.... ان شاء الله هنكون شركاء في شغل وبس وكل التعامل بتاعي هيكون مع مالك وسامر انا مش هتعامل معه في حاجه.. مش بسبب.. بس لانه تخصصي مش هيكون ليه علاقه بي انا تخصصي هيبقى ليها علاقه اكثر بمالك وسامر و هي فكرة مشروع هبيعه ليهم وهاخد حق دراسه الجدوى و هاخذ حق تعبي وبس وبعدها لو حبيت اسافر هسافر برضه.
وقف جاسم ولمم اشياءه وقال بنبره حازمه:
_ انا هامشي قبل ما عصبيتي تزيد اشوفكم ان شاء الله بكره الخميس في كتب كتاب لمى ويحيى واتمنى تكونوا كلكم موجودين السلام عليكم.
تركهم وانصرف تحت انظار الجميع حتى قالت وعد بفتور :
_ فاكر انه انا لسه امراته وبيتحكم فيا خلاص خلصنا هو اللي رفضني ما يجيش دلوقتي ويتحكم فيا انا حره هشتغل بمزاجي وهسافر بمزاجي وهقعد بمزاجي هو ما لوش دعوه بيا انتم لازم تفهموه كده.
تطلعوا جميعهم ببعضهم وقد علموا ان مهمتهم صعبه للغايه و ليست سهله فعودة وعد لجاسم قد تكون اصعب مما يعتقدون....

google-playkhamsatmostaqltradent