رواية سمال الحب الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية سمال الحب الفصل  الخامس والعشرون 25  بقلم مريم محمد 

رواية سمال الحب الفصل  الخامس والعشرون 25

_ أبكي عليكِ ! _
كما كان يتمنّى دومًا، ها هي الدفّة، قد إنتقلت إلى يديه، و أصبح هو الكبير... و لو بصورة مؤقتة !
لكن هل هو سعيد ؟ هل هو مرتاح ؟
لقد خسر الكثير، لحقت به خسارة أكبر من أن يستطع تداركها في بضعة سنوات أو حتى عمره بأكمله، و فوق كل الخسائر، كان أبيه ...
الاكتشاف الأكثر أهمية الآن، أنه عرف بأنه أبدًا لم يكن يكره أخيه الأكبر، بل كان يكره حب أبيه له.. و أبيه لم يعد هنا
كل مشاعر الحقد و الكراهية تبخرت ...
أجل إنها الحقيقة
"مصطفى" لا يكره "رزق"... حتى أنه قلقًا عليه !!!
في هذه اللحظة تمامًا، غمره الخوف أن يخسره، أن يخسر الآخ الذي لم يسيئ إليه في يوم، و لم يخطئ في تقديره أو معاملته، هو الوحيد الذي مجّده و حاول مرارًا أن يبث فيه ثقة بنفسه، و هو أيضًا من كان يسعى طوال الوقت لصداقته، لكن حماقة الأخير و غيرته المستعرة أعمته عن كل ذلك
لكن
ليس بعد الآن ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
اقتحم سرب من الرجال العمالقة و المدججين بالأسلحة المشفى الخصوصي الواقعة على الخط المؤدي إلى "حي الجزارين"... كان العاملين عليها على درجةٍ من التفهم و التعاون أذهلت الزائرين و المرضى
لكنهم الآن صدقوا ما يُقال، تلك العائلة الاجرامية المشهورة، لا تُمس أبدًا، إنهم ملوك حرفيًا فوق أراضيم، و يبدو أن المشفى بمن فيها تابعة لهم أيضًا ...
تصدّر "مصطفى" رجاله وصولًا إلى طابق العمليات، كان "علي" هناك، بيّد أن القلق ينال منه شر منال هو الآخر
أقبل "مصطفى" صوبه صائحًا :
-إيه الأخبار يا علي ؟
رد "علي" دون أن يغيرّر في وضعيته شيء :
-طلبوا نقل دم كتير.. خلصوا عليه الكميّة إللي هنا. بس انا قبلها بعت أجيب له.. لسا مافيش أخبار تاني !!
رفرفت جفون "مصطفى" مرارًا و هو يصطف بجواره متطلعًا عبر الواجهة الزجاجية المغطاة الآن بستار شفاف إلى حدٍ ما، قال واثقًا :
-هايبقى كويس.. أنا عارف ...
-يا رب ! .. ثم أدار رأسه نحو متسائلًا :
-انتوا عملتوا إيه طمنّي ؟
-كله تمام.. احنا دلوقت زي التنين إللي صحا. كلهم استخبوا و عارفين لو طلعوا هايتحرقوا من اصغرهم لاكبرهم.. بس يقوم رزق. هانولع فيهم واحد واحد !!!
-أنا خايف عليه. الاخبار إللي هايسمعها لما يفوق مش قادر أو ماعنديش الجرأة أتخيّل حالته بما يعرفها
شدد "مصطفى" بحزم :
-لازم يعرف أول ما يفوق. إحنا ماعندناش وقت. لازم ياخد الصدمة مرة واحدة أحسن ما ياخدها على مراحل و مش هانخلص
إنفعل "علي" بغتةً :
-انت إتهفّيت في دماغك.. عايزه يعرف أول ما يفوق إزاي. إزاي ياخد في وشه ٣ مصايب ورا بعض إزاااااااااي ؟؟؟؟؟؟
نظر له "مصطفى" باهتمامٍ و علّق مستنكرًا :
-٣ مصايب ؟!
عددهم أمامه "علي" بتكشيرةٍ مريرة :
-موت نسمة.. إختفاء كاميليا.. و ليلة !
-ليلة مالها ؟!!
-مالهاش أثر. دورت عليها في المستفى كلها.. فص ملح و داب !!!!
تصاعدت الدماء من جديد إلى وجه "مصطفى" و هو يغمغم بغيظٍ محتدم :
-رضوان.. رضوان السويفي. أكيد خادهم الاتنين.. مافيش غيره. و رب الخلق نهايته على إيدي أنا المرة دي. و ويله لو مس شعرة منهم
ينفتح باب غرفة العمليات في هذه اللحظة
فينقطع حديثهما و يتجها حتى قبل أن يخرج كبير الأطباء كليًا إليهما ...
-رزق عامل إيه يا دكتور ؟؟!! .. قالا معًا في صوتٍ واحد
أزال الطبيب القناع عن أنفه و فمه و قال بارهاق واضح بعد قضاء أربعة ساعات متواصلة داخل الغرفة :
-هدوء بس شوية يا حضرات.. هدوء
ألح "علي" بعصبيةٍ مكبوتة :
-بقولك رزق عامل إيه دكتور إنطق أرجوك أعصابنا مش متحملة !!!
تنهد الطبيب و قال بتروٍ :
-مافيش داعي للقلق ده كله. صحيح الإصابات كانت كتير. لكن كلها في مناطق أقل خطورة. النزيف بس إللي يقلق و طول مدة العملية كان محتاج دم. هو دلوقتي تمام. بس حاطينه تحت الملاحظة و هايفضل في العناية يومين على الأقل
سأله "مصطفى" مباشرةً :
-ينفع أدخل أشوفه ؟
نظر له الطبيب و أبدى موافقة :
-ينفع بس مش قبل خمس ساعات. و واحد بس مسموح له يدخل و يا ريت مس لوقت طويل
اومأ "مصطفى" موافقًا و هو يقول مصممًا على ما بعقله :
-اطمن يا دكتور.. دقيقتين هاتوفي بالغرض !
_______________
كان وجود الجليسة بصحبتهم مثل عدمه، إذ لم تمسح لها "ليلة" بأن تلمس الصغيرة و لو عرضيًا منذ غادروا شقة "حسن" حتى وصلوا إلى المطار
تبقّى على موعد إقلاع الرحلة ساعة تقريبًا، و هم ينتظرون هنا بمقهى "ستاربكس" في صالة الاستراحة، و قد طلب "حسن" القهوة الاسبريسو المفضلة لدى "ليلة" و له هو قهوةً داكنة، و الصغيرة "كاميليا" أتى لها بكأسًا ورقيًا من الشوكولاه المخفوقة مضافُ لها الكريم شانتيه اللذيذ
أما الجليسة فقد طلب لها وجبةً على طاولة محاذية بمفردها ...
كانت "ليلة" بالفعل بحاجة إلى القليل من القهوة و قطعة خبز كي ما تتمكن من استرداد قواها بعد قضاء ذلك اليوم العسر
لذا قبلت ما قدّمه لها "حسن" و جلست تأكل و تشرب أمام عينيه الجذلتين، خاصةً و هو يراقب التفاصيل المُحببة التي حُرم منها طويلًا، فها هي تتطعم الصغيرة و هي تضعها في حضنها كأنما هي طفلتها الفعلية، بينهما إنسجامًا تامٌ و واضح لدرجة أن لا أحد بامكانه أن يشك بانها ليست أمها
حتى التشابه، إلى حدٍ تحمل الصغيرة دماؤها، و لهما نفس النظرة الحادة و الشراسة ...
لم يتمالك "حسن" نفسه من الضحك، فاندلق القليل من فنجان القهوة و هو يقهقه فجأة كاسرًا الحوار الصامت
انتبهت "ليلة" إليه و تساءلت رافعة حاجبها :
-و ده إيه ده !
في إيه ؟!
أخذ "حسن" ينفض عن سرواله قطرات القهوة و ينظفها بمحرمًا قطنيًا كان أمامه، لا زال يضحك و هو يرد عليها بمرحٍ :
-مافيش.. بس افتكرت حاجة
ليلة بارتيابٍ : خير !
رفع "حسن" كفّه و أشار لها موضع أسنان الصغيرة الأربعة، تلك العضّة التي لم تختفي بعد ...
-أصلي مش قادر أنسى. البنت دي فيها شراسة مش طبيعية. عارفة ؟ بتمشي للواحد و هي عاملة كده كأنها يتسن سنانها ...
و قلّد الصغيرة و طفق يضحك ثانيةً و هو يُكمل :
-مع إني ماعملتش حاجة. كنت بطبطب عليها تقوم قرماني المتوّحشة. على فكرة بتفكرني بيكي.. فاكرة و احنا صغيرين ؟ كنت أكبر منك بس كنت باخد منك ضرب و قرص و عض
لم تستطع "ليلة" إلا أن تتبسّم ما أن بدأ يذكّرها بطفولتهما، الحقبة المزدهرة بحياتها قبل أن تلج بالكابوس الذي لن تفيق منه طيلة حياتها ...
دمعت عيناها حنينًا و هي تقول بتسامح الآن :
-بس كنت بصالحك دايما. و انت كنت حافظ هزاري و مش بتزعل
اومأ موافقًا و سعيدًا بمآل الحوار :
-أيوة صحيح.. و مش بس هزارك إللي كنت حافظه. كل تفيصلة تخصك لسا فاكرها.. انتي جيتي و كنتي صغيرة أوي. أنا إللي ربيتك يعتبر. لما كبرت و أمي ماتت و سافرت. كان همّي الوحيد إني هابعد عنك
ردت بنظرة أليمة و لهجةٍ مريرة :
-يا ريتك ما سافرت.. يا ريتك ما بعدت يا حسن. ماكنش كل ده حصلّي !
تلاشت ابتسامته هنا و سألها بجدية :
-إيه إللي حصلّك يا ليلة ؟
ماتقوليش إن الحيوان ده كان بيئذيكي !!!!
كانت إشارة صريحة لزوجها، فسارعت للنفي بصرامةٍ :
-لأ طبعًا. رزق عمره ما أذاني.. مش هو
عبس ...
-أومال مين ؟!
صمتت محدقة بعينيه و لم ترد ...
هدر نداء الرحلة في هذه اللحظة، فتشتت تركيزه و قام واقفًا و هو يسحب من جزدانه ورقتين نقديتين من فئة المئتان، ألقى بهما فوق الطاولة و قال آمرًا بلطف :
-يلا قومي. لسا هانقابل صاحبي إللي هايسلّمنا ورق البنت و يعدينا لبوابة الطيارة
طالعته بعدم تصديق و قالت و هي تقوم حاملة الصغيرة على ذراعها :
-أنا مبهورة بيك بجد.. مرتب لكل حاجة. كأنك بتخطط من بدري !
تجاهل ملاحظتها و قال بعجالة :
-يلا بينا ..
و هتف مناديًا على الجليسة، دقائق و كانت أوراق "كاميليا" في يده، و ذلك الضابط الذي سيمررهم دون عوائق حاضرًا، لكن توجب عليهم أن ينتظروا قليلًا
فقررت "ليلة" تجربة آخر محاولة معه ...
-حسن !
إلتفت إلى ندائها ...
-في حاجة ؟
رمقته باستعطافٍ قائلة :
-مالوش لازمة إللي بتعمله ده. صدقني.. مش هاتستفيد أي حاجة. سافر انت و سيبني أمشي ...
لمست الغضب فيه خلف هدوئه الظاهري، لكنها تابعت مُكرهة و هي تضع يدها التي رصدها بعينيه الآن فوق بطنها :
-أنا حامل يا حسن.. أنا شايلة ابن أو بنت رزق !
اعترفت له و كانت تظن أنها تسعى في خطة خلاصها، لكن ما حدث هو أنها لاحظت احمرار بشرته و إحتقان وجهه ما يدل على سوء ما فعلت
رغم أنها لا تعرف بالضبط ما مشكلته !
لحظاتٍ مطوّلة مرّت على هذا الوضع، ثم لمحت ألقٍ شيطاني يلتمع بعينيه، و خيّل إليها إنها ترى شبحًا لأخيها و رفيق طفولتها، لم يكن هو الذي اقترب منها خطوة الآن فابتعدت هي مثلها حذرًا و ليس خوفًا ...
نظرت له بتركيزٍ، بينما يسلّط عليها نظراته الثاقبة المُبهمة و هو يفتح فمه ليقول بصوتٍ جامد كالصقيع :
-مفاجأة.. عارفة يا ليلة. أنا كنت مخطط إننا هانربي كاميلا زي بنتنا.. بس بعد الخبر ده. أنا مافيش في الدنيا حد أسعد مني
لقد أدركت مقصده فعلًا، لكنها استوضحت بحدةٍ تحذيرية :
-إنت تقصد إيه ؟!
ابتسم بخبثٍ و جاوبها :
-قصدي واضح.. كل حاجة كانت في إيد رزق من إنهاردة بقت في إيدي. بنته هاتكبر و هي بتقولي أنا يا بابي. و إبنه هايتولد شايل إسمي أنا !
كادت تفقد عقلها من شدة الغضب و هو تقول بحنقٍ كبير :
-الكلام ده مش هايحصل. سامع ؟ لو على جثتي.. ولاد رزق مالهمش غير أب واحد. رزق. رزق و بس يا حسن. و انا بسهولة ممكن أخد البنت و أمشي دلوقتي حالًا. أو أعملك فضيحة هنا
رد عليها بمنتهى البرود :
-جربي تعملي كده.. مش هاتلحقي. حتى لو خرجتي بيها من هنا. معايا برا إللي هايطلعني منها. و بردو هاخدها منك يا ليلة.. لو عايزة تمشي إمشي. مش هامسكك. لكن البنت دي. مش هاسيبها. مش هاسيبها ترجع لابوها طول ما أنا عايش !
للمرة الثانية تشعر "ليلة" بالخوف منه، تضم الصغيرة في أحضانها و هي ترشقه بنظرات البغض الآن، و قبل أيّ شيء تبغض نفسها
لسانها مُثقل، لا تستطيع إخباره بالحقيقة.. لماذا ؟
لماذا يشقّ عليها أن تخبره بجريمة أبيه في حقها علّه يتركها ...
لماذا ؟
_______________
مفعول المخدر لا ريب بدأ يتراجع مع مرور الوقت، رغم أن رأسه لا يزال ثقيلًا، و تركيزه خاضع لعجز جسمه
لكن عقله لم يكفّ عن التفكيؤ لحظة، حتى و هو بين الحياة و الموت، كان يشعر بتلك الغصّة في قلبه، إنه يشعر بأن جزءً منه قد تركه و ابتعد عنه بالفعل
يشعر بالخواء
غريب هذا الشعور، جعله يحس باليتم مجددًا، و لكنه يتم من نوع أشدّ، ذلك النوع الذي يجعله بلا مأوى، بلا جذور، و كأنه قارب تتقاذفه أمواج البحر الهائج في العتمة و العواصف ...
-رزق.. رزق...رزق !
إنه صوت أخيه، صوت "مصطفى".. يعرفه جيدًا... هذا يعني بأنه تجاوز المرحلة الحرجة
صار بخير
لكنه يشعر بأنه ليس كذلك !!!!
-آ. آاا آااااااااه ...
أخذ يتآوه أسفل قناع الأكسجين، و بصعوبة شاقّة باعد بين جفونه، ليرى في البادئ تشويشًا، سرعان ما صفا و إنبلج وجه أخيه أمامه
كان يرتدي الزّي المُعقّم، رفع "رزق" يده بضعفٍ محاولًا إزالة قناع الأكسجين، لكن امتد يد "مصطفى" تمنعه و هو يقول :
-لأ.. خليك زي ما انت.. أنا جاي أقولك حاجة مهمة بس. و عايزك تمسك نفسك
لا يعرف من واتته القوة، دفع يد أخيه بعزمٍ و أزال قناع الأكسجين أخيرًا، راح يعب الهواء إلى رئتيه بشقّ الأنفس و هو يردد بصوتٍ أشبه بالهسيس :
-كـ. كـ..ـامـ..ـيليـ..ـا.. كـ..ـاميـ..ـليا و نسـ..ـمة !!
أزال "مصطفى" بدوره القناع عن أنفه و فمه، أغمض عينيه و تنفس بعمقٍ، ثم فتحهما ثانيةً و بلّغه برباطة جأش :
-أمر الله يا رزق. نسمة ماتت في الحادثة.. و بنتك. بنتك مش لاقينها. على الأغلب رضوان السويفي خطفها. لازم تمسك نفسك و تر٠ع تقف على رجلك عشان ترجعها. سامعني يا رزق ؟
لا
في الأخير لم يعد يسمعه ...
دخل في حالة صدمة كبيرة، صدمة جعلته ينتفض في مكانه و يحاول أن يقوم مترنحًا و صارخًا في آنٍ :
-لأ.. بنتي... بنتي ما ضاعتش. بنتي ماتت ؟ ماتت و انتوا مخبيين عليا !!!!
حاول "مصطفى" تهدئته و جثم عليه بطل قوته ليبقيه مكانه صائحًا :
-إهدا يا رزق.. إهدا.. أقسم لك بالله بنتك مش ميتة. لو ميتة ماكنتش هقولك حاجة أصلًا و انت في الوضع.. أنا صممت إنك تعرف عشان تبقى حافز ليك و تقوم بسرعة.. إهدا يا رزق ....
لكن بلا جدوى
ظل هائجًا تحت يديه، و لولا أن بالفعل فقد الكثير من قواه، لكن "مصطفى" شعر بأنه لن يقدر عليه لفترة طويلة، فبدأ بالصراخ على إبن عمه
أتى "علي" في لحظاتٍ في إثره الطبيب الذي وبخهم :
-إيه التهريج ده ؟
إللي بتعملوه في المريض. أنا بحملكوا المسؤولية لو حصلّه حاجة
صاح "مصطفى" في وجهه بهمجيةٍ مخيفة :
-طيب ما تعمل حاجة الأول و بعدين تعالى كلمني. شوف شغلك يا دكتور بدل ما أشوف شغلي أنا معاك.. إتحررررررك !!!
أذعن الطبيب مغتاظًا من اضطراره للتعامل مع شاكلة ذاك الهمجي و النزول إلى هذا المستوى الرديئ، و بينما كان كلًا من "مصطفى" و "علي" يمسكان بـ"رزق" حتى يتسنّى للطبيب ضخ الإبرة المخدرة بوريده، كان لا يزال يبكي و يصرخ و هو يخاطب "علي" في هذه اللحظة :
-كاميليا.. بنتي. بنتي يا علي.. بـ..ـنتـ..ـي !
و بدأ يفقد وعيه مجددًا، ليرى وجهها الضحوك البهيّ قبل أن يسقط في الظلمة تمامًا ! ........................


google-playkhamsatmostaqltradent