Ads by Google X

رواية جبران العشق الفصل السادس والاربعون 46 - بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

  رواية جبران العشق البارت السادس والاربعون  46 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل  السادس والاربعون  46

- اطلع برة أنا مش عاوزة اشوف وشك تاني في حياتي بررررة حياتي يارتني ما قابلتك ولا حبيتك أنا دلوقتي ما بكرهش حد قد ما بكرهك ... طلقني
حرك رأسه نفيا بعنف تقدم صوبها يحادثها نادما حزينا :
-وتر اسمعيني بس والله العظيم أنا بحبك وما كنتش واخدك كُبري ولا كل الكلام دا أنا حبيتك بجد
ابتسمت في سخرية وجسدها لا يتوقف عن الارتجاف تحتضن نفسها بذراعيها ضحكت تردف مشئمزة :
- بتحبني ، بتحبني وأنت بتتفق معاهم انهم يكسروا شوكتي أنهي حب دا ... العذاب اللي عيشته دا كله بسببك أنت ، أنت فاكر أن أنا ممكن اسامحك في ألف سبب وسبب يخليني اكرهك يا جبران ولا يا مراد بقي اطلع برة برررة
صرخت بها بجنون وجسدها انهار تماما ما عادت تملك ذرة مقاومة واحدة لا ترغب في تلك اللحظة سوي في تلك الأقراص ليتوقف ذلك الألم الذي لا يحتمل ... تحركت ناحيته تقبض علي تلابيب ثيابه تصرخ بلا وعي :
- أنا عايزة البرشاااام هو فييين ..
كم أراد أن يبكي علي ما صابها تماسك بصعوبة يلجم زمام نفسه بشق الأنفس .. حرك رأسه بالإيجاب ليمسك بها جيدا ادارها إليه ليرتطم ظهرها بصدره يلف ذراعه حول ذراعيها والذراع حول خصرها صرخت بشراسة تقاومه تضرب جسدها فيه عله يحررها تصرخ فيه :
- سيبني يا حيوان ... سيبني لهقتلك ، انتوا كلكوا شياطين أنت وبابا وكلكوا ...
صرخ جبران في الأطباء بالخارج لا يفهم لما لم يأتي أحد علي صوت صراخها إلي الآن ... يحاول السيطرة عليها وهي تتلوي بين يديه بعنف تخدش ذراعه بأظافراها تصرخ فيه أن يتركها أخيرا لبي الطبيب النداء دخل إلي الغرفة يحادث وتر بحذر :
- اهدي يا آنسة وتر اهدي أنا هديكي اللي أنتي عايزاه
إلي طاولة صغيرة وضع فوقها بعض الأدوية توجه يملئ سرنجة بمادة شفافة عاد إليها ابتسم يغمغم مترفقا :
- ما تخافيش خالص ... سيب دراعها لو سمحت
حرر جبران احدي يديها اقترب الطبيب يدس السن بتروِ في عرق يدها الظاهر لتندفع تلك المادة داخل جسدها وهي تراقب بلهفة تظن أنه مخدر كالاقراص ... لم تشعر بنفس شعور الأقراص لحظات بسيطة وبدأت تشعر بأن جسدها يثقل وعينيها تنغلقان ورغبة النوم تهجم عليها ...حملها جبران يتوجه بها إلي الفراش سطحها فوقه برفق نظرت ناحيته عينيها شبه مغلقة تهمس بنبرة خاملة :
- امشي اطلع برة أنا مش عاوزة أشوفك
مال بجزعه ناحيتها يمسد خصلات شعرها القصيرة يومأ برأسه أمسك كفها يلثمه بقبلة حزينة يهمس لها :
- هبعد يا وتر بس لما تخفي وتبقي كويسة مش هتشوفي وشي تاني من بعدها
اشاحت بوجهها في الإتجاه الآخر تقاوم النوم لبضع ثوانٍ إلي أن غلبها رغما عنها ... ليقبل جبينها ويخرج من الغرفة يجذب الباب عليها .. تحرك يبحث عن بيجاد إلي أن وجده اخيرا أمام غرفة العمليات ؟! اقترب منه يسأله قلقا :
- بيجاد مين في العمليات حياة ؟
انسابت دموع بيجاد ينفي برأسه بعنف رفع وجهه من بين كفيه ليري جبران عيني بيجاد الحمراء ووجهه الشاحب الخائف وقف عن مقعده تحرك ناحيته صاح بنبرة خائفة تغص ببكاءه :
- رُسل يا مراد ... رُسل بيقولوا حالتها حرجة عشان العملية بتاعت عينيها أنا خايف عليها أوي ... أنا ربنا بيعاقبني فيها علي اللي كنت بعمله مش كدة بس أنا توبت يا مراد والله توبت واستغفرت ربنا
جذب جبران بيجاد إليه يعانقه لينفجر الأخير في البكاء مذعورا علي تلك القابعة خلف باب غرفة العمليات لا يعرف ما سيكون مصيرها
مرت دقائق قبل أن ينطفي المصباح الذي يعلو غرفة العمليات يعلن انتهاء الجراحة فُتح الباب ليهرول بيجاد وجبران إلي الطبيب الذي خرج توا غمغم مبتسما يطمئنهم :
- الحمد لله قدرنا نتعامل مع الجرح اللي في راسها وما حصلش اي نزيف داخلي ولا ضرر للمخ ... لما تفوق بإذن الله هنعمل باقي الأشعة عشان نطمن أكتر عن إذنكوا
شقت الابتسامة شفتي بيجاد ليسجد مكانه تنهمر دموعه تقطر علي أرض المشفي هب واقفا يعانق جبران يصيح سعيدا :
- رُسل كويسة يا مراد ... الحمد لله يارب
ضحك جبران بخفة يربت علي كتفه بخفة يغمغم :
- طب سيبها ترتاح هي كدة كدة تحت تأثير البنج وتعالا معايا نروح لزياد عشان لو فاضل اي ورق ولا حاجة عشان نخلص من الليلة دي كلها
اومأ بيجاد مترددا من ترك رُسل بمفردها ولكن عناصر الأمن تملئ المشفي والجميع تحت أيديهم الآن عادا أبيه الذي كان السبب في كل شئ وشقيقته السامة التي تأمرت علي قتله مع أعز أصدقائه ... تحرك كل من جبران وبيجاد إلي مديرية الأمن القريبة من المستشفى ولكن الحقيقة أن زياد لم يكن في مكتبه في المديرية زياد كان لايزال في المستشفي يقف أمام أحدي الغرف التابعة لقسم الطب النفسي حياة بالداخل أمسك مقبض الباب يتنفس متوترا خائفا من ان يراها قد تفتت من جديد ... الأطباء أخبروه أنها هادئة للغاية لم تقم بأي رد فعل كم توقعوا حتي أنها لم تصرخ ... فتح الباب برفق يبحث عنها بعينيه وجدها جوار الشرفة تجلس تضم ركبتيها لصدرها توجه انظارها إلي الحديقة ابتلع زياد لعابه مرتبكا يخطو صوبها لا يعرف أكان يتوهم أم ما يراه صحيح ولكنه شعر بجسد حياة يرتجف وهو يقترب منها جذب مقعد يجلس بالقرب منها التفتت له لتبتسم ساخرة تعاود النظر أمامها من جديد ارتبك من رد فعلها الغريب يحاول أن يقول شيئا :
- حياة !!
لم يعرف ما يقول بعد فصمت ينظر لها متوترا وهي لم تنطق بحرف واحد تعلثم يتمتم :
- حياة والله كان غصب عني أنا قلبت عليكِ الدنيا ربنا يعلم ما سبتش مكان ما دروتش فيه حياة أنا آسف بجد آسف
ومن جديد ابتسمت في سخرية ترفع كتفيها بلامبلاة تغمغم ببساطة مخيفة :
- مش فارقة عادي في ناس كدة الدنيا بتحكم عليهم بالإعدام من غير سبب ناس تعيش في عذاب لحد الموت زيي كدة يعني أنا مثلا عملت ايه عشان يحصلي كل دا ... أنا كنت طفلة أهلها ماتوا ... كنت طفلة عمها كان بيعذبها من طفولتها ... بقيت خدامة كل اللي رايح واللي جاي يتحرش بيها ... وبعدين المفاجأة الكبيرة اتبعت زي الجواري بتوع زمان لشخص مريض شوفت منه كتير أوي ولما اخيرا بعدت وبدأت اعيش حياتي رجعت لنفس الدوامة تاني ...انت فاكر أن الدنيا دلوقتي ضحكتلي عشان بعدت عن وليد ... هقابل اللي أسوء منه مش بعيد الاسوء دا يكون انت ... أنا خلاص ما بقاش عندي ثقة في حد
التفتت له لترتطم مقلتيها بعينيه انتفضت كل خلية يري العذاب يتعذب في مقلتيها أما هي فابتسمت ساخرة تردف :
- أنت نفسك قولتلي ثقي فيا أنا هحميكِ منه مش هيقدر يوصلك وايه النتيجة رجعت لنقطة الصفر تاني ... يلا الدور علي مين يجي يكمل نهش فيا
- حياة اسمعيني أنا
همس بها بنبرة راجية يتوسلها أن تستمع له فما كان منها الا أنها ابتسمت قامت من مكانها صوب الفراش تمددت تغطي جسدها بالغطاء جيدا نظرت له تغمغم ناعسة :
- أنا عاوزة انام يا زياد اقفل النور وشد الباب وأنت خارج
ورفعت الغطاء تغطي وجهها لتُنهي النقاش قام زياد يجر ساقيه إلي الخارج ينظر لها يشعر بالغطاء يهتز وصوت أنين بكائها المنخفض تنهد بحرقة خرج من الغرفة يغلق الباب استند بظهره الي الباب المغلق لتدمع عينيه حزنا علي حالها
_______________
وصل جبران وبيجاد إلي مديرية الأمن توجها إلي مكتب زياد دخلا لم يكن زياد هو من بالداخل بل شخص آخر ابتسم جبران ينظر للجالس علي المقعد خلف المكتب في حين ضحك الأخير يردف مشاكسا :
- الله المعلم جبران السواح أكبر تاجر حشيش في المنطقة داخل برجليه مديرية الأمن
ضحك جبران عاليا تحرك يجلس علي أريكة سوداء من الجلد يغمغم ساخرا :
- جري ايه ياض يا حسن !! انت عشان هتترقي هتشوف نفسك علينا ... دا أنا المعلم يا صبي المعلم
ضحك حسن عاليا يتذكر ما حدث قبل عامين من الآن
Flash back
يوم صيفي حار درجة الحرارة حقا خانقة يقف أمام مكتب اللواء يزفر أنفاسه مختنقا غاضبا دق الباب بخفة عدة مرات إلي أن سمع صوته الهادئ يأذن له بالدخول فتح الباب خطي للداخل رفع يده يؤدي التحية للجالس أمامه يغمغم بتهذيب :
- طلبتني يا افندم .. خير ان شاء الله
رفع محمد عينيه عن الأوراق أمامه ينظر للواقف أمامه محتدا غاضبا !! ذلك الشاب الأحمق يودي بمستقبله إلي الهاوية صفع محمد سطح المكتب أمامه بكف يده يصيح فيه غاضبا :
- لاء مش خير ... مش خير أبدا ايه اللي أنتِ فيه دا يا حسن أنت لسعت خلاص ... واخد جزا مرة واتنين وتلاتة ترقياتك واقفة بقالها 3 سنين أول ما بدأت تشتعل كنت ماشي زي السيف ايه اللي جرالك اتهبلت ... أسلوبك عنيف بشكل مش مقبول مع الكل
كور حسن قبضته يشد عليها يتنفس بعنف يحاول أن تكن نبرته هادئة :
- يا افندم أنت عارف إني ماليش في شغل المكاتب دا خالص دا كبت لطاقتي أنا مكاني مش هنا
وضع محمد القلم من يده في هدوء شبك كفيه أسفل ذقنه يغمغم :
- أنت عارف أنك ممنوع من طلوع أي عملية عشان آخر مرتين عرضت الفريق اللي معاك كله للخطر بترمي نفسك والفريق اللي معاك في النار من غير لا خطة ولا حساب للعواقب عشان كدة اتمنعت من طلوع أي عملية ...عندك كبت تخرجه في التدريب ما تتجنش
زفر حسن أنفاسه حانقا يومأ برأسه علي مضض كاد أن يغادر حين دُق الباب ودخل شخصا آخر إلي الغرفة توجه يجلس علي المقعد أمام المكتب اشار لحسن يغمغم يسأل :
- ماله دا يا محمد
اشار محمد إلي حسن يغمغم حانقا:
- حسن بيه كان من أشطر الظباط اللي عندنا وكان ما شاء الله طالع زي السهم ترقية في الثانية قبل ما يتهبل تقريبا
حرك ذلك الرجل الجالس اصبعيه السبابة والابهام أسفل ذقنه قطب جبينه يسأل الواقف أمامه :
- تحب تطلع عملية بس مختلفة شوية
رفع حسن وجهه يومأ برأسه بالإيجاب سريعا دون تردد ليبتسم الجالس اشار بيده إلي حسن لينصرف :
- طب روح أنت دلوقتي وأنا هجيلك مكتبك نتناقش
انصرف حسن وهو في طريقه سمع ذلك الرجل يوجه حديثه لمحمد يسأله :
- مش دا ابن رجل الأعمال كمال شريف الدين ..
- هو يا سيدي ، الراجل ما فيش علي سمعته غبار مش عارف ابنه طالع كدة ليه
ضحك حسن ساخرا في نفسه لا أحد يعلم خفيفة ذلك الشيطان غيره هو
في غرفة المكتب نظر الرجل لمحمد يردف بترو :
- بقولك ايه أنا بدور علي ظابط جديد ينزل مع جبران الحارة هو خلاص خلص شغل في أسيوط وناوي اخليه ينزل الحارة اللي فيها طليقة سفيان كأنه بلطجي وعايز ظابط معاه حسن ينفع
حرك محمد رأسه بالنفي سريعا يغمغم مستهجنا :
- حسن ما ينفعش طبعا حسن عصبي ومندفع وأنت بتقول أن جبران دا نفس الحكاية الاتنين هيطقشوا في بعض
ضحك الرجل الجالس بخفة يرفع سبابته ينفي بها ببطئ يغمغم :
- بالعكس هما الإتنين شبه بعض فهيعرفوا يتفاهموا سيبك من جو الفيزيا بتاع الأقطاب المتشابهة تتنافر دا في علمي رياضة إنما في الحقيقة العكس تماما ما أنا وأنت شبه بعض وأعز أصدقاء وأنا واثق انهم هيبقوا أصدقاء مش مجرد عملية بيعملوها
في مكتب حسن كان اللقاء الأول بينه وبين جبران بعد أن أخبره محمد طبيعة المهمة الذي هو بصددها وقف حسن أمام جبران يتفصحه بعينيه ليكتشف أن جبران كان يفعل المثل بادر جبران مد يده ليصافحه يغمغم مبتسما :
- جبران السواح
ابتسم حسن بلا اكتراث يمد يده يغمغم :
- المقدم حسن كمال
ضحك جبران عاليا يسحب يده من يد حسن يغمغم ساخرا :
- جرا ايه يا حسن باشا هتروح الحتة تقولهم أنا المقدم حسن كمال ابقي الدراع اليمين لتاجر الحشيش دا ...
ضحك حسن بلا مرح يومأ له بالإيجاب ليلف جبران ذراعه حول كتفي حسن يغمغم ضاحكا:
- دا احنا هنبقي تيم عسل واحنا مش طايقين بعض كدة
ضحك حسن تلك المرة يومآ برأسه موافقا ، في صباح اليوم التالي وقفت سيارة نقل كبيرة يقودها من الأمام حسن وجواره جبران وبالخلف رجالهم منهم عمر ذلك الضابط الصغير الذي تعين قبل أشهر بسيطة
قفز الرجال من السيارة لينزل جبران من مقعده القي السيجارة من يده أرضا يدعسها بحذائه في مشهد سينمائي تقليدي للغاية !!
توجه الي محل النجارة الذي استأجارته له الشرطة دفع الباب ليصدر صدي عالي مخيف تحرك رجال جبران لداخل المحل يخرجون المعدات للخارج في حين توجه جبران إلي المقهي الشعبي جلس هناك تحت نظرات أهل الحي التي تراقب ما بين ترقب وحذر وخوف قاطع ما يحدث صوت صافرة سيارة الشرطة التي دوت في المكان وقفت احدي سيارات الشرطة لينزل زياد منها ينظر لجبران غاضبا محتدا اقترب منه ليقف جبران من مكانه ابتسم يغمغم مرحبا :
- اهلا اهلا زياد باشا بشحمه ولحمه دي الدنيا ضيقة صحيح بتعمل ايه هنا يا باشا
وضع زياد يده علي كتف جبران يغمغم متوعدا :
- أبدا بشد البلطجية وتجار الحشيش اللي زيك من قفاهم
ابتسم جبران ساخرا ينظر ليد زياد التي وُضعت علي كتفه يغمغم مبتسما:
- طب وأنا مالي يا باشا دا أنا فاتح ورشة نجارة وعايز آكل لقمتي بعرق جبيني بالحلال
ضحك زياد عاليا قبل أن تختفي ضحكاته وتحتد عينيه غضبا :
- حلال هو اللي زيك يعرف حلال دا أنت ما فيش حاجة حرام ما عملتهاش من سرقة لبلطجة لفردة لحشيش وما خفي كان أعظم وكل مرة تتشد وتتحبس وتخرج ورحمة أبويا لو وقعت تحت أيدي ما هتخرج ولا بالطبل البلدي
ابتسم جبران ساخرا ولم يرد في تلك الاثناء ظهر حسن اشار زياد إليه يغمغم ساخرا :
- ودا مين دا كمان بلطجي جديد من عينتك ايه بتوسع النشاط ... أنا حذرتك يا سواح ما تخلنيش اوريك النجوم في عز الضهر
نظر زياد ساخرا إلي حسن قبل أن يغادر ... لتحتد عيني حسن غضبا الأحمق يسخر منه زياد لم يكن سوي مساعد له والآن بعد أن تأخرت ترقياته وصل زياد لنفس رتبته ...اجفل علي صوت جبران الذي علا يصيح في خيلاء :
- المعلم جبران السواح من النهاردة من اللحظة دي أنا كبير المنطقة دي واللي عنده اي اعتراض يبروزه ويعلقه في الصالون عمررر مش عايز الاقي حد واقف قدامي
تنهد حسن يبتسم ساخرا بدأ العمل الآن !
Back
قام حسن من مكانه توجه إلي الشرفة الكبيرة ينظر لانعاكاس صورته في زجاجها وهو يرتدي زيه الرسمي حقا افتقده عامين وهو يتلبس شخصية ذلك البلطجي إلي أن باتت جزء لا ينفصل من شخصيته
في تلك اللحظات فتح زياد الباب دخل إلي الغرفة وجهه حزين شاحب ارتمي علي اقرب جواره يمسح وجهه بكفيه يغمغم تعبا :
- كانت ليلة طويلة أوي ... شيرين ما ماتش الدكاترة بيقولوا أنها كويسة ... مجدي الرصاصة كانت في قلبه ... احنا تحت ايدينا سفيان ووليد وطارق قبضنا عليه ... الشابين الأجانب دول لقينا الهليكوبتر بتاعتهم محروقة في الصحرا وفيها جثتين متفحمين مش ظاهر ليهم اي ملامح
اعتدل جبران يسأل زياد سريعا :
- الحريقة كانت بسبب رصاص أو بفعل فاعل
فهم زياد إلي ما يرمي جبران تحديدا لينفي برأسه يغمغم :
- لا يا مراد أنا فاهمك قصدك انهم دبروها وهما هربوا بس الحريقة كانت بسبب عطل في محرك الطيارة
اومأ جبران ولكن جزء لازال بداخله يشك في أمر ذلك الحادث ... قاطع الصمت في الغرفة صوت بيجاد وهو يغمغم منتصرا :
- بس احنا الحقيقة عملنا شغل فاخر كنا واخدين بالنا من كل التفاصيل لحد ما وقعناهم في المصيدة ..
وافق كل منهم بإيماءة من رأسه وكل منهم عقله شارد يفكر في القادم وعقل جبران مع المايسترو الذي اختفي وكأن الأرض انشقت وابتلعته هو وروزا
في تلك الاثناء دق هاتف مكتب زياد رفع حسن السماعة يضع الهاتف علي أذنه يغمغم :
- ايوة يا افندم مع حضرتك المقدم حسن كمال
صمت حسن للحظات يستمع لما يقول الطرف الآخر قبل أن تتسع عينيه في ذهول يهمس مدهوشا :
- حاضر يا افندم احنا جايين حالا
اغلق الخط لينظر للاعين التي تراقبه بفضول في حين تتمتم هو مدهوشا :
- سفيان الدالي بعد ما اعترف بكل حاجة لقوه منتحر في الزنانة بتاعته ؟!!!


google-playkhamsatmostaqltradent