Ads by Google X

رواية جبران العشق الفصل الخامس والثلاثون 35- بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

   رواية جبران العشق البارت  الخامس والثلاثون 35 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل الخامس والثلاثون 35

رحل وتركها تجلس علي الأريكة في صالة منزلهم تنظر للفراغ الذي يماثل روحها ضياعا لا تجد ما تُسكن به ذلك الألم البشع الذي يغزو خلاياها المشهد لا يختفي من أمام عينيها الشاب وهو يرتجف يتوسله لأجل ذلك السم ونظرة عينيه القاسية ابتسامته الخبيثة كلماته التي لاتزال تطرق عقلها بعنف لم تطلب منه إن يكن البطل الخارق ويصلح العالم ولكن علي الأقل لا يفسده بيديه كيف يمكن أن تكون يديه بذلك الحنو حين يضمها إليه هي نفس اليد التي تدفع السم لمثل ذلك الشاب المسكين
انحدرت دموعها عقلها مشوش لا تعرف ما عليها أن تفعل تتركه تصر علي موقفها وتطلب الطلاق شئ داخلها يؤلمها مع تلك الكلمات مجرد فكرة أنها ستخرجه من حياتها تؤلمها أحبته ولا تنكر إذا هو ربح الرهان توسعت عينيها حينها تتذكر كلمات التحدي الذي وعدها بها 
« تعالي نتجوز يا وتر من باب التغير اعتبريه تحدي أنا أعرف أنك بتحبي التحديات أوي يا تثبتي أني غلطان وإنك فعلا ما حبتنيش وساعتها بكامل ارادتي واقسملك هروح اسلم نفسي واعترف بكل جرايمي ، يا اثبتلك أنك حبتيني وساعتها بردوا مستعد اسيب كل حاجة ونبدأ مع بعض صفحة جديدة »
ربح التحدي وستلزمه بكلمته ستخبره انها أحبته ستطلب منه إن يفي بكلمته ألم يتفاخر أمامها مرارا وتكرارا أن كلمته عهد لا يخلفه أبدا ارتسمت ابتسامة أمل واسعة علي ثغرها جبران شخصية نرجسية لا ترضخ بالعناد أبدا لذلك عليها أن تشعره بأنه هو من انتصر لينفذ لها ما تريد ، قامت سريعا عليها أن تتجهز قبل ان يأتي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دق هاتفها نظرت للمتصل لتجد اسم أمل يُضئ الشاشة ، فتحت الخط سريعا تضع الهاتف علي اذنها تغمغم متلهفة :
- ألو يا أمل أنتي كويسة يا حبيبتي، جبران قالي انكوا بخير بس محتاجين راحة عشان كدة ما رضتش اتصل بيكي أمل ردي عليا ساكتة ليه
صمتت وتر قطبت جبينها ترهف السمع ليصل صوت بكاء أمل وشهقاتها إليها وجملة ممزقة بالكاد سمعتها :
- أنا محتاجاكي يا وتر ارجوكي تعالي
غمغم سريعا دون تردد :
- أنا جيالك حالا خمس دقايق وهبقي قدامك
أغلقت معها الخط لتقع عينيها علي ساعة الحائط لاتزال العاشرة الوقت لم يتأخر لحد كبير توجهت سريعا إلي غرفتها بدلت ثيايها
إلي فستان طويل مغلق عليه إلا يغضب في ذلك الوقت تحديدا إلي أن تحقق ما تريد وليكن للحديث بقية بعد ذلك 
أخذت طريقها لأسفل ما أن خرجت من مدخل العمارة وقعت عينيها علي جبران يقف عند ورشته يمسك منشار كبيرة يجز بعض الأجزاء الزائدة من باب كبير أمامه رفع رأسه يمسح جبينه بكفه لتقع عينيه عليها احتدت نظراته ليلقي المنشار من يده توجه ناحيتها أمسك بيدها يعود بها إلي المدخل وقف أمامها يهمس محتدا :
 أنتي رايحة فين وازاي تنزلي في الوقت دا ومن غير اذني يا بنت الذوات
تنهدت بعمق تحاول الا تصرخ في وجهه هي الأخري رسمت ابتسامة بسيطة تربت علي يده بخفة تغمغم برقة:
- رايحة عند أمل يا جبران كلمتني وهي منهارة من العياط وطلبت مني إني ارحولها ضروري ممكن أروح؟
قطب جبينه ينظر لها متعجبا منذ متي وهي تأخذ الإذن بذلك اللطف إلي ما تخطط وتر تحديدا تنهد يزفر أنفاسه بحدة يومأ لها لتشكره بابتسامة واسعة تحركت لخارج المدخل التفتت له قبل أن تخرج تحادثه مبتسمة :
- لما أرجع من عند أمل في موضوع مهم عايزة اتكلم معاك فيه
وأعطته ابتسامة لطيفة وغادرت ليقف مندهشا ينظر لها وهي تتوجه للعمارة القريبة منهم يتسأل في نفسه مدهوشا ما بها وتر ألم تكن في الإنفصال عنه قبل نصف ساعة فقط ضرب كفا فوق آخر اخذ طريقه عائدا للورشة يغمغم مع نفسه ساخرا :
- علي رأي اللي قال مستهون بالستات يا اخويا دولا مجانين 
علي صعيد آخر أخذت وتر طريقها سريعا لشقة أمل دقت الباب سريعا عدة مرات ليُفتح بعد لحظات ارتمت أمل بين أحضان وتر تبكي ما إن رأتها تحركت وتر بها لداخل الشقة تغلق الباب جلست جوارها علي الأريكة في الصالة تحاول أن تفهم ما حدث ولكن أمل لا تتوقف عن البكاء أبدا بعد ربع ساعة تحديدا هدأت عما كانت عليه أبعدتها وتر عن أحضانها تحادثها قلقة :
- في اي يا أمل فهميني مالك وحصل ايه وكنتوا فين ، جبران مارضيش يقولي حاجة خالص ... اهدي وفهميني
رفعت أمل يديها تمسح الدموع عن وجهها بعنف تحاول أن تهدئ ولو لدقائق تتنفس بعنف مرة بعد أخري نظرت لوتر تقبض علي كف يدها تغمغم بقهر :
- هقولك 
وبدأت تقص لها ما حدث منذ الأمس القريب وتر تتابع بأعين مذهولة ما تسمع ودموع أمل لا تتوقف انهت كلامها بشهقة بكاء عنيفة تلتها صوتها المبحوح :
- حسن اتكسر قدامي يا وتر ...وطي تحت رجلين أبوه عشان يرحمني من رجالته لسه فاكرة نظرة عينيه لما كنا في أوضته كان عتمل زي الطفل الصغير المرعوب .. أنا ما كنتش مصدقة جبران عن اللي قاله عن أبوه بس شوفت بعيني شوفت هو قد ايه شخص بشع مريض 
مدت وتر يدها تربت علي كتف أمل برفق تحاول تهدئتها قليلا لم تستطع وتر أن تُخفي سؤالها الملح :
- أنا عارفة أنه مش وقته بس أنا عندي سؤال أنتي حبيتي حسن يا أمل ولا لاء 
تجمدت أمل للحظات تنظر لوتر أغمضت عينيها تحرك رأسها بالنفي انسابت دموعها من خلف عينيها المغلقة تغمغم بغصة مؤلمة :
- حسن بني آدم كويس جدا عكس ما هو مبين للناس بس أنا ما قدرتش أحبه كل ما احاول اعاند واقول استسلم وأحبه افتكر اللي عمله وأنه اتجوزني غصب عني فاحس بالنفور من ناحيته وإني حتي مش عايزة أشوفه ... عشان كدة أحسن ليا وليه اننا اتطلقنا كدة أحسن ، يمكن بعد كدة ادي لنفسي فرصة أحبه 
ابتسمت وتر تربت علي يدها تومأ لها بالإيجاب كأنها تخبرها أن ما تفكر فيه الآن هو الصواب عادت أمل تحادث وتر بنبرة راجية حزينة :
- ممكن تباتي معايا النهاردة يا وتر أنا مش عايزة اكلم ماما هتفضل تفتح في الموضوع عشان تعرف اللي حصل وهتقلبها مندبة وأنا ما عنديش طاقة لكل دا 
كم أرادت داخلها أن ترفض لديها محددة لليوم ولكنها لم تقدر علي ذلك ابتسمت لها تحرك رأسها بالإيجاب التقطت هاتفها تغمغم :
- حاضر يا حبيبتي هكلم جبران بس الأول اقوله !!
________________
سيجن عقله علي وشك الإنفجار بحث عنها في كل مكان حتي في ذلك النفق الذي اخبرتهم به تلك الطبيبة لا أثر لها لم يجد سوي دبوس شعرها ملقي في النفق تحت الأرض خرج منه علي فضاء واسع ناحية مصنع مهجور بحث فيه شبر بشبر ولم يجد أي شئ لا أثر لها ، هل ذلك هو عقابه لأنه رفض مساعدة حسن وزوجته ، كاد أن يصدم رأسه في حائط غرفة مكتبه حين انفتح الباب ودخل خالد ومن بعده زيدان توجه ناحية صديقه يحاول التخفيف عنه :
- اهدي يا زياد هنلاقيها والله احنا مش ساكتين في أقرب وقت هنلاقيها
نظر زياد إلي صديقه عينيه زائغة وجهه شاحب شعره مبعثر منظره مذري للغاية صاح منفعلا :
- هنلاقيها فين وامتي وعلي ما نلاقيها هيكون عمل فيها ايه دا مريض ومجنون اللي عمله فيها مش شوية دا ممكن يقتلها ، أنا اللي غلطان ما كنش لازم ابعدها عني أبدا 
ترك المكتب وخرج يهرول من المكان بأكمله تنهد زيدان حزينا ينظر ناحية خالد يحادثه قلقا :
- والعمل يا خالي زياد عنده حق دا ممكن فعلا يقتلها 
حرك خالد رأسه بالنفي يحاول تحليل ما حدث يردف في ترو :
- لاء لو كان عايز يقتلها كان ضربها رصاصة وسابها مرمية في المخزن عشان زياد يلاقيها جثة ، خصوصا أنه أكيد عارف صلة القرابة بينها وبين زياد .. هو في الأغلب خاطفها يا اما عشان يساوم زياد بيها يا اما في غاية تانية في نفسه هو الوحيد الأدري بيها !!
هناك عند زياد اخذ سيارته ينطلق بها إلي مقابر العائلة عينيه حمراء تزرف الدموع جسده يرتجف خوفا وغضبا يتخيل الكثير من المشاهد البشعة التي يمكن أن تكون تحدث لها الآن يشعر بتلك العضلة التي تنبض تتمزق من الألم اوقف السيارة أمام سور المقابر من الخارج نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متلهفة الي قبر عائلتهم حيث يمكث أسفل التراب أبويه وشقيقه الكبير الذي كان بمثابة والده .. جلس علي ركبتيه أمام القبر وبكي  انهمرت دموعه بعنف يتمتم بحرقة :
- أنا خايف يا بابا ، مرعوب يا مراد .. أنا مش قوي ومغامر زيك يا مراد أنا طول عمري كنت بستخبي ورا ضهرك لحد ما سبتني وبعدت قولتلي هتبقي جنبي دايما وبعدت هربت .. أنا مش لاقيها يا مراد مش عارف هو بيعمل فيها ايه دلوقتي يا ريتك كنت موجود أنا محتاج ايدك اتسند عليها يا بابا أنا خايف ... خايف أوي
تسارعت الدموع من عينيه بحرقة ليخفي وجهه بين كفيه يشعر بالعجز لا شعور غيره يسيطر عليه !!
_________________
منتصف الليل صوت الساعة الكبيرة في الغرفة وهي تعلن عن انتصاف الليل اوقظها من ثباتها فتحت عينيها تتأوه بعنف ألم بشع يضرب رأسها فتحت عينيها شيئا فشئ ترمش عدة مرات إضاءة الغرفة ساطعة بشكل مبالغ فيها استندت بكفيها إلي الفراش تحاول أن ترفع جسدها عنه لتشعر بملمس ناعم للغاية أسفل كفيها انتصفت جالسة بعد جهد شاق تنظر حولها هنا وهناك عينيها ترتجف ذعرا هو من اختطفها اعادها الي العذاب من جديد حاولت القيام من الفراش علها تهرب ولكن جسدها ابي ذلك تشعر بخدر غريب يسيطر علي أطرافها بالكاد رفعت جسدها قليلا خدر لن تستلم له حاولت بصعوبة التحرك إلي حافة الفراش لتنزل منه تمسك بالمفرش تدفع بجسدها تجمدت ، هربت الدماء من جسدها بالكامل حين سمعته يغمغم ساخرا :
- رايحة فين بس بالعقل كدا انتي اصلا مش قادرة تقومي من السرير هتقدري تمشي 
لن تنظر خلفها اغمضت عينيها بقوة تحاول إقناع نفسها أن ما يحدث الآن لا يحدث فعلا هي فقط في كابوس مخيف وستسيقظ كابوس بشع وستصحو منه الآن ... انسابت الدموع تغطي وجهها تسمع صوت حذائها يقترب من الخلف يصدم الأرض اسفله بخفة وكأنه يلدغه ... تحرك وليد وقف أمامها يكتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا :
- فتحي عينيكي يا حياة دا مش حلم 
شهقت بقوة تفتح عينيها علي مصراعيها تبكي بحرقة ليته كان حالما تلك المرة بدأت تدفع بجسدها للخلف علها تهرب منه فابتعد هو عنها ذهب إلي الأريكة في الغرفة جلس هناك يضع ساقا فوق أخري يمسك بكأسه ابتسم يغمغم ببساطة :
- بس تعرفي حقيقي أنتي وحشتيني ، وحشني تمردك وخضوعك وحشتني الحياة اللي في حياة 
مختل كلماته مريضة مثله تذكرها بكل ما فعله ذهب تأهيلها النفسي هباءا منثورا ما أن عادت إليه لم تملك سوي البكاء المذعور حياتها علي المحك ليته يقتلها فقط دون عذاب شهقت بعنف ترتجف الأحرف بين شفتيها :
- أنت عاوز مني ايه تاني ... أرجوك ارحمني بقي ، أنا ما عملتش اللي قولت عليه ما قدرتش اقتلني 
ابتسم وليد في اتساع يرتشف ما في كأسه جرعة واحدة ضحك بقوة يغمغم ساخرة :
- ما أنا عارف أنك ما عملتيش ، أنتي فكراني فعلا باعتك عشان الفيلم الهابط دا انك تغويه ونصوره خالص ، أنا باعتك عشان زياد باشا يشوف اللي حصل لبنت خالته قرصة ودن صغيرة يمكن يبعد بس هو غبي كبيره معايا رصاصة وهخلص منه ... أما أنتي
وضع الكأس من يده قام متجها نحوها لتدفع جسدها للخلف بعنف كادت أن تسقط من الفراش ليقبض علي رسغ يدها يستند بركبته إلي سطح الفراش صرخت مذعورة ما أن أمسك بكف يدها تحرك رأسها بالنفي بعنف تحاول جذب يدها من يده :
- حرام عليك أبعد عني ... ارحمني بقي حرام عليك إنت عايز مني ايه تاني 
ترك رسغها بخفة لترتد للخلف ارتطمت بسطح الفراش ليقف أمامه يدس يديه في جيبي سرواله تنهد يتمتم ببساطة :
- أبدا أنا الفترة دي قاعد لوحدي عشان روزا مشغولة وأنا ما بحبش أكون موجود في صمت محتاج ونيس معايا فقولت اللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش فخطفتك
نظرت له بحقد كم تتمني أن تكن أشجع قليلا فتقبض علي عنقه تزهق روحه تراه يتعذب كما فعل معها غمغمت محتدة :
- أنت مريض مش طبيعي 
ضحك وليد من جديد رفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
- حبيبتي في المكان اللي إحنا فيه دا دلوقتي ، طبيعي انك تكون مش طبيعي إنما مش طبيعي أنك تكون طبيعي فاهمة حاجة 
ظلت تنظر له وهي ترتجف خوفا ليبتسم يغمغم في هدوء :
- شكلك جعانة وأنا كمان جعان هخلي حد من الحراس يجيبلنا أكل احنا لسه في بينا كلام كتير يختلف تماما عن كلام زمان 
تحرك ليغادر الغرفة ليسمعها تصرخ فيه بحرقة :
- ليه خطفتني تاني ليه أنا ما قولتلهمش اي حاجة عنك ولا حتي عن شكلك عشان تبعد عن حياتي خالص عايز مني ايه تاني
التفت لها ابتسم يغمغم بلامبلاة :
- وأنا مش هخاطر أنك تقولي يا حبيبتي أنا ضحيت بكتير أوي عشان أوصل للمكان قتلت بايدي أعز أصحابي عشان أنا ابقي الملك مش متسعد اخاطر ولو بواحد في المية أنك مثلا تكشفي شخصيتي ، حاولي ترتاحي وتغيري هدومك علي ما الاكل يجي ... هجيلك تاني يا حياة 
وخرج يغلق الباب عليها من الخارج وضعت يديها علي فمها تصرخ دون صوت كل ذرة بها تحترق خوفا شحب وجهها تتذكر صندوق الأفاعي وكم تمنت الموت في تلك اللحظة قبل أن تراه من جديد !!
_____________________
الثانية بعد منتصف الليل في مكان آخر يبعد كثيرا عن منزل صاحب الظل هناك من يحرك الجميع كأنهم عرائس تلتف بخيوطه دون أن يعلم اي منهم في غرفة نومه تنتظره الجميلة بغلالة سوداء قد لا تخفي شيئا تنتظره علي أحر من الجمر تنظر للباب متلهفة دقات قلبها تتسارع ... فُتح الباب لتتسع عينيها في صدمة سعيدة تنظر له تخترز عينيها كل شبرمن وجهه لم تره منذ سنوات هرعت إليه ترتمي بين أحضانه تبكي بحرقة تتمسك به كالغريق تمتم بانفعال :
- سراج أنت عايش بجد ... أنا مش مصدقة نفسي وحشتني يا سراج ... وحشتني اوي ،مجدي دمرني لما فهمني أنه قتلك خلاني ادمن المخدرات غصب عني قتل ابننا يا سراج عذبني سنين وسنين وهو بيفكرني كل لحظة أنه قتلك 
ظل سراج صامتا ينظر للفراغ بعينيه الرمادية لا شئ يطفو داخل لا غضب لا ضيق لا شئ فراغ كالزجاح مصمت جل ما فعله أنه حرك شفتيه يهمس لها:
- اببنا عايش ما ماتش مجدي ما قتلوش 
شخصت عيني شيرين في صدمة شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها ابتعدت عن سراج تلعثمت تردف سريعا :
- عايش، عايش بجد طب هو فين عايزة اشوفه ابننا فين يا سراج 
- في الحارة في مكان بعيد تحت عينيا ما تقلقيش هروحله بنفسي قريب 
غمغم بها سراج في هدوء تام لتحرك شيرين رأسها بالإيجاب تضحك سعيدة طفلها حي في مكان ما ستراه قريبا ارتمت بين أحضان سراج من جديد تغمغم :
- أنا بحبك أوي يا سراج .. بحبك أوي اوي
صرخت من الألم حين قبض علي خصلات شعرها بعنف يبعدها عنه نظرت له مذهولة وجهها يصرخ ألما في حين هزها هو بعنف يصيح فيها :
- بتحبيني وأنتي في حضن سفيان الدالي مش كدة ، أنا هدفعك تمن خيانتك ليا أنتي والكلب اللي اسمه سفيان ومجدي كلكوا هتدفعوا التمن غالي أوي !!
__________________
الثالثة بعد منتصف الليل اقترب الفجر علي البزوغ لازال الظلام يسيطر علي الحي الفارغ وقف في منتصف حيهم يبتسم ثملا يبدو أنه أسرف كثيرا في شرب الكحوليات وأضاف اليها أنه أراد تجربة السم الذي يبيعه وحقا أعجبه ذلك الشعور يشعر بأنه يخلق فوق الغيوم وهو يقف علي الأرض نظر لشرفة شقة أمل المغلقة زوجته الحبيبة تركته ليعانق الوسادات وذهبت لتمكث مع صديقتها زوجة صديقه ... مسكين حسن ينام كالطفل منذ ساعات تحرك إلي منزله صعد الطابق الأول والثاني عند الثالث في طريقه فُتح باب شقتها تمسك بحقيبة نفايات تضعها خارجا ترتدي غلالة بيضاء ناعمة مثلها تضع شال خفيف علي ذراعيها العارية ابتسم ثملا يترنح واقفا لتقطب هي جبينها تسأله قلقة :
- معلم جبران أنت كويس مالك شكلك تعبان 
ضحك في خبث ليتقدم صوبها يخترزها بنظراته من أعلي لأسفل نظرت له تتصنع أنها مرتبكة خائفة :
- مالك يا معلم أنت بتبصلي كدة ليه
تحركت للخلف وهو يخطو للأمام إلي أن دفعها داخل شقتها بعنف لتسقط أرضا نزع قميصه بعنف يدخل إلي شقتها يصفع الباب خلفه !!!

الصباح الباكر ربما لا تزال السابعة مدت يدها تضعها علي الفراش جوارها لما المكان فارغ بارد فتحت عينيها سريعا تبحث عنه لا أثر له انتصفت تفرك عينيها ناعسة تلملم خصلات شعرها بيديها نفضت الغطاء عنها تردي خفها المنزلي توجهت إلي المرحاض تدق الباب :
- بيجاد ... بيجاد أنت جوا ؟
لا رد إضاءة المرحاض مغلقة يعني أنه ليس بالداخل ومع ذلك فتحت الباب فلم تجد أحد تحركت هنا وهناك بين أركان منزلهم الصغير في أسوان تنادي باسمه تبحث عنه كما لو تبحث عن طفل صغير لا أثر له في المكان بالكامل ... خرجت للحديقة الصغيرة خارج البيت تبحث عنه لا أحد لا أثر له السيارة تقف مكانها أين هو إذا شعرت بالخوف يتملك كيانها عادت للداخل تبحث عن هاتفها التقطت بايدي ترتجف اتصلت بهاتفه لتسمع صوت رنين الهاتف يأتي من الصالة توجهت إليها لتجد الهاتف يقبع جوار التلفاز توجهت إليه تمسكه بين يديها ارتجف جسدها ذعرا أدمعت عينيها بيجاد وكأنه اختفي هل انشقت الأرض وابتلعته هبطت الدموع من عينيها انهارا التفتت خلفها سريعا حين سمعت صوته وهو يصفر وصوت مفتاحه يدخل إلي قفل الباب ارتجف قلبها لتشق شفتيها ابتسامة واسعة حين رأته يدخل من باب المنزل هرولت إليه تكاد تركض ارتمت بين أحضانه تبكي بحرقة تتشبث بقميصه عقد بيجاد جبينه مندهشا من رد فعلها أغلق باب المنزل تحرك بها إلي الداخل قليلا يسألها قلقا :
- مالك يا رُسل بتعيطي كدة ليه ، حصل حاجة .. حد جه هنا 
نفت برأسها تتمسك به قضت بضع دقائق تحاول أن تستجمع رابطة جأشها ابتعدت عنه تمسح دموعها بكفيها تسأله :
- أنت كنت فين يا بيجاد أنا اتخضيت لما صحيت ما لقتش ليك أثر افتكرت بعد الشر حصلك حاجة 
ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه كم يعشق حين تخاف عليه وكأنه فقط طفل صغير ... يتوعد داخله لذلك الطبيب الأحمق الذس اعطاه المخدر فمفعوله انتهي قبل المدة المحددة بساعات من المفترض إلا تستيقظ الا بعد ثلاث ساعات من الآن اقترب منها خطوة واحدة يحتضن وجهها بين كفيه يحادثها مشاكسا :
- كنت باخد جولة حرة يا ماما رُسل ما تخافيش عليا أبدا
خرجت ضحكة خافتة من بين شفتيها كورت قبضتيها تصدم صدره بخفة ليتأوه يصطنع الألم وضع كفه علي قلبه يصيح بأداء درامي مبالغ فيه :
- آه يا قلبي ... قلبي اتخبط ... قلبي اتسرق 
ضحكت علي ما يفعل لينظر لها يبتسم ، لم يكن يظن يوما أنه سيعشق ابنه قاتل أبيه لتلك الدرجة عمه الحبيب قاتل والده كم يرغب في نهش قلبه حيا علي ما فعله ولكن رُسل لا ذنب لها ... لن يجعلها تدفع ثمن جرائم والدها المقززة ... الحياة بينهما أكثر من رائعة لا ينقصها سوي أن رُسل ترفض لسبب غير مفهوم اقترابه منها جميع محاولاته للتقرب منها بائت بالفشل ... لم يكن الوقت المناسب ليفعل ما يفعل ولكن الفضول يقتله رفع يده يبسطها علي وجنتها بخفة ابتسم يسألها دون مقدمات :
- رُسل ممكن ما تتهربيش من سؤالي المرة دي بجد أنتي ليه رافضة إني أقرب منك ليه حاسس أن في حاجز بينا مع أنك عارفة إني بحبك وأنا واثق أنك بتحبيني يبقي ليه يا رسل
اضطربت حدقتيها بعنف ليضئ أمام عينيها مشهد قديم لطفلة صغيرة لم تكمل العاشرة ويد آثمة تقطف بتلات جسدها تعثو في روحها قبل جسدها فسادا ... وابتسامته المخيفة التي كانت دوما ترتسم علي ثغره ما أن يراها سفيان صديق والدها الذي كان يتحرش بها وهي طفلة ووالدها أبدا لم يصدقها وربما كان يصدقها ولكنه لم يهتم أن صديقه كان يفعل ذلك بابنته ... لم تكن تعرف أن دموعها تمردت تغطي وجنتيها الا حين شعرت بيده تمسح دموعها بخفة تحركت مقلتيها له لتري نظراته الحزينة القلقة :
- أنا واثق أنك مخبية عليا حاجة يا رسل في اي يا حبيبتي دا أنا جوزك لو ما قولتليش أنا هتقولي لمين أنا وانتي مالناش غير بعض دلوقتي
خافت أن تخبره فيذهب إلي سفيان ، وسفيان هذا أبعد ما يكون عن البشر شيطان متنكر حركت رأسها بعنف ترفع كتفيها تمسح دموعها بعنف ابتسمت تتمتم مرتبكة :
- أنا بس كان نفسي أعمل فرح وألبس فستان أبيض ...وليد وحشني أوي قلبي بيوجعني لما بفتكر أن أخويا اتقتل غدر بعد ما قرر يتوب ويبعد عن قرفهم 
لم يقتنع تمام الاقتناع بما تقول لكنه ابتسم يومأ له سيعرف عاجلا أم آجلا ما بها فقط ينتهوا من دائرة الشر تلك مد ذراعيه يضمها لأحضانه يمسح علي رأسها برفق يغمغم مترفقا :
- ولو إني مش مصدقك بس ماشي ... قريب هعملك أكبر فرح في البلد واحلي فستان تختاريه تمام كدة
اومأت له تزدرد لعابها مرتبكة ابعدها عن أحضانه يغمغم مبتسما :
- تعالي يلا نخرج نفطر ونقضي باقي اليوم برة 
ابتسمت تحرك رأسها بالإيجاب سريعا تركته ودخلت إلي غرفتهم تبدل ثيابها لتختفي ابتسامة بيجاد دس يديه في جيبي سرواله ينظر في أثرها يفكر ... يتذكر أنه يملك ذلك المصل الغريب الذي يجبر من أمامه علي قول الحقيقة عقله يلح وقلبه يرفض تنهد حائرا حانقا يتمني أن يكن انقذها من مستنقع الشر قبل أن يطالها !!
_______________
في منزله القديم الصغير الذي كان يسكنه قبل الزواج يقف في شرفته الصغيرة التبغ لا يفارق شفتيه عينيه لم تذق النوم مقلتيه حمراء كالدماء يديه ترتجف بين حين وآخر سنوات قضاها يستعيد نفسه يبني ما هدمه أبيه ، ليعاود هدم كل ما بناه شعوره بالعجز والضعف أمام جبروت أبيه ... توسله له ليرحم زوجته من براثن رجاله هدم روحه الثائرة هو لم يخضع يوما لجبروت أبيه وكانت القشة التي قطمت ظهر البعير حين انتحرت والدته امام عينيه ترك كل شئ وهرب كسر كل القيود سينتقم يقسم أنه سيفعل كور قبضته يضرب بها سور الشرفة بعنف سيأخذ بثأره وثأر والدته وثأر زوجته .. اجفل علي صوت رنين هاتفه برقم جبران قطب جبينه جبران لا يستقيظ باكرا لما يطلبه الآن بالطبع كارثة فتح الخط وقبل أن ينطق بحرف سمع صوت جبران يحادثه متوترا :
- حسن ، تعلالي بسرعة أنا في كارثة بسرعة يا حسن 
أغلق الخط ليتحرك حسن سريعا لخارج منزله يفكر قلقا تري ما الكارثة التي حلت يا جبران ؟!
علي صعيد قريب في الطابق الثاني قبل نصف ساعة من الآن قطب جبينه منزعجا صوت أنين يصاحبه بكاء يأتي بالقرب منه صوت لا يتوقف يتكرر بشكل مزعج حاول فتح عينيه مرة بعد مرة الصداع ينهش عقله ليته لم يجرب ذلك السم الذي يبيعه لا ينكر أنه قضي ساعات أسعد من الخيال يحلق وقدميه ثابتة علي الأرض يصرخ يضحك يراقص نسيم الهواء يداعب قطرات المطر يعيش الوهم يضحك مع الخيال ، ولكن الاستيقاظ بعد انتهاء مفعول ذلك السم هو العذاب بعينه فتح عينيه بصعوبة يمسد جبينه بكف يده لما ذلك الألم البشع بدأت الرؤية تتضح أمامه شيئا فشئ ليقطب جبينه متعجبا متألما أين هو بيت من هذا بسط كفيه يستند ليشعر ببرودة الأرض تحت كفيه ما الذي يحدث رفع جسده بصعوبة عن الأرض لتتسع عينيه ذهولا حين رأي صدره العاري نظر جواره ليري آثار دماء بحث برأسه حوله ليجد تلك الفتاة صفا تجلس هناك تلتصق بالحائط تضع يدها علي فمها تبكي تغطي جسدها بأحد مفارش الطاولة البيضاء الذي تلطخ بالدماء توسعت عينيها فزعا حين رأته يستيقظ ليبدأ جسدها بالارتجاف بعنف لتصرخ فيه بحرقة :
- حرام عليك حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا عملتلك ايه عشان تضيع مستقبلي وحياتي خدت مني شرفي غصب عنك منك لله ربنا ينتقم منك 
وانخرطت تبكي وتلطم وجنتيها بعنف تصرخ مقهورة وهو يقف كالصنم لا يصدق في أبعد كوابيسه أنه قد يفعل ذلك أبدا ... مد يده إلي خصلات شعره يشد عليها بعنف يحاول أن يفكر في حل ما ... مد يده سريعا يبحث عن هاتفه إلي أن وجده يطلب رقم حسن يطلب منه المجئ سريعا ...أغلق الخط ينظر لها مشفقا حزينا حاولت التحدث :
- صفا أنا...
قاطعته تصرخ بحرقة :
- اخرس مش عايزة اسمع صوتك منك لله ضيعتني وضيعت حياتي 
لحظات وسمع جبران صوت أقدام حسن تصعد فتح الباب سريعا قبل أن يكمل طريقه لأعلي وقف حسن مكانه ينظر لجبران مدهوشا :
- جبران !! أنت بتعمل ايه هنا 
جذبه من يده سريعا يدخله للمنزل لتشخص عينيه فزعا حين أبصر صفا علي حالتها تلك ليعاود النظر لجبران يهمس لها مصعوقا :
- أنت عملت ايه الله يخربيتك 
جذب جبران يد حسن يقف به بعيدا وقف أمام يشعر بالعجز لأول مرة في حياته تلعثم يردف متوترا :
- ما اعرفش مش فاكر كانت أول مرة اجرب الزفت اللي أنا بيبعه دا وما درتش بنفسي غير دلوقتي وهي عمالة تصوت وتلطم أعمل ايه ... أنا ما كنتش واعي لأي حاجة خالص والله يا حسن
تنهد حسن يزفر أنفاسه حانقا التف برأسه ينظر للفتاة مشفقا علي حالها ليعاود النظر لجبران يهمس له محتدا:
- مش هينفع نسيبها كدة لازم نتصرف دي ممكن تموت نفسها بعد القرف اللي أنت هببته 
- والعمل !
وأردف بها جبران متوترا يشعر وكأنه القي بنفسه في النار دون أن يشعر ليشد حسن علي كفه يفكر يحاول إيجاد حل جبران أن تزوج منها ستنتهي علاقته بوتر نهائيا الحل هنا بيده هو !! رفع رأسه لجبران يغمغم حائرا :
- مش عارف بس مش هينفع تتساب كدة أنت علاقتك بوتر اصلا علي شعرة لو عرفت اللي حصل تبقي علاقتكوا انتهت وبردوا البنت دي مالهاش ذنب ... ومش هقدر اقولك اتجوزها في السر لأنها مصيرها هتتعرف وهتبقي سؤوت سمعتها بردوا 
رائع حسن صديقه الذي احضره ليجد له حل لتلك الكارثة يغلق جميع الحلول الممكنة أمام وجهه زفر بعنف يغمغم محتدا:
- أنت بتقفلها في وشي اعمل أنا دلوقتي أروح أرمي نفسي في النيل
حرك حسن رأسه بالنفي تنهد بعمق ربت علي كتف صديقه يغمغم:
- أنت صاحبي يا جبران وكفاية أنك انقذتني من بيت كمال وبعدين أنا خلاص طلقت أمل 
فهم جبران إلي ما يرمي حسن ليحرك رأسه نفيا بعنف يردف متجهما :
- لا يا حسن إنت مش هتشيل شيلتي أنا اللي غلطت وأنا اللي ادفع تمن غلطتي 
هنا صرخت صفا أو روزا بحرقة اجادت اصطناعها :
- انتوا بتحدفوني لبعض بتجاملوا بعض علي حسابي ... أنا لا هتجوزك ولا هتجوزه أنا هبلغ عنه واوديه في ستين داهية 
تحرك حسن يلتقط قميص جبران من علي الأرض يدفعه إليه يدفع جبران نفسه إلي باب الشقة يصيح فيه محتدا :
- اطلع شقتك وأنا هتصرف يلا 
تفاجئ جبران من رد فعل حسن كاد أن يرفض لكن حسن دفعه بعنف غريب لخارج المنزل يغلق الباب في وجهه !! 
تحرك حسن عائدا إلي مكان مكوث صفا احضر مقعد يجلس بالقرب منها لتصرخ فيه :
- أنت كدة بتحميه صح ، انتوا ازاي حيوانات كدة لا عندكوا قلب ولا ضمير 
رفع حسن كفيه يحاول تهدئتها يغمغم سريعا بترفق قليلا:
- اهدي بس وهنتفاهم وهتتحل ... دلوقتي مش هتستفيدي اي حاجة لما تبلغي عن جبران غير الفضيحة لأن معلش يعني في ألف طريقة وطريقة نطلعه بيها من القضية دي 
شخصت عينيها ذعرا لتسكب الدموع بغزارة تصرخ بحرقة :
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا لو أنا أختك ترضي يحصلي كدة كنت بردوا هتقول كدة ربنا يدوقكوا من نفس العذاب أنا هفضحه هقول للناس كلها علي اللي هو عمله فيا 
تنهد بعمق مسكينة تلك الفتاة يشفق عليها حقا ولكن جبران صديقه أولا وآخرا عليه أن يتصرف وينهي تلك الكارثة قاطعها احتدت نبرته يحادثها :
- ممكن تهدي ما أنا ممكن اقولك أنا لا عندي أم ولا أخت واسيبك تخبطي دماغك في الحيطة وشوفي مين هيصدقك لو قولت أن جبران كان بايت عندي ... أنا عايز أساعدك أن كان علي اللي حصل أنا هتجوزك وهعملك فرح هيبقي زيك زي أي عروسة في الحارة هنا ما حدش هيعرف حاجة هنتجوز فترة اللي انتي عايزاها وبعدين هطلقك وهطلع نفسي أنا اللي غلطان الظالم اللي مبهدلك ها قولتي ايه ... صدقيني دا أسلم حل عشان تكملي حياتك اللي جاية قولتي ايه
اضطربت حدقتيها بعنف تكور قبضتها بغل تشد عليها خطتها كلها ذهبت هباءا منثورا جبران الاحمق سقط نائما دون أن يمسها حتي منذ ساعات وهي تجهز لمشهدها كفتاة ضعيفة تم اغتصابها حتي يتزوج بها كما توقعت ليأتي ذلك الحسن يدمر خطتها في لحظات عليها أن تخبر المايسترو أن الخطة حدث بها تغير كبير اصطنعت القلق ببراعة تغمغم بحرقة :
- مش عارفة مش عارفة 
وضعت يديها علي وجهها تبكي بحرقة ليتحرك حسن من مكانه يغمغم بهدوء :
- أنا هسيبك تفكري والأفضل تختاري الحل اللي في مصلحتك عن إذنك
تحرك للخارج فتح الباب لتشخص عينيه حين رأي وتر تصعد السلم هي الاخري نظرت له مدهوشة قطبت جبينها تغمغم مستنكرة :
- حسن !! أنت بتعمل ايه هنا 
وقف للحظات يحاول أن يبحث عن مبرر ما ليقوله فلم يجد شيئا عقله مرهق للغاية فجذب الباب اغلقه بعنف تجاوز وتر وكأنها غير موجودة يسرع للأسفل لتنظر الأخيرة في أثره تقطب جبينه قلقة نظرت إلي باب شقة صفا المغلقة تتسأل تري ماذا كان يفعل حسن هنا صباحا عند تلك الفتاة في شقتها !!!!
تحركت لأعلي سريعا فتحت باب المنزل بالمفتاح لتسمع صوت المرش جبران في المرحاض إذا ...جلست علي أحد المقاعد تحاول تفسير ما حدث حين خرج جبران من المرحاض يجفف شعره بمنشفة صغيرة اقتربت منه تغمغم سريعا ما أن رأته :
- جبران أنا شوفت حسن صاحبك نازل من شقة البت اللي تحت دي ... تفتكر كان بيعمل ايه عندها
ابتلع لعابه مرتبكا لا يجد ما يقوله تجاوزها متجها إلي غرفة النوم يحاول أن يبدو هادئا :
- لما أنزل هبقي اسأله وبعدين حسن مالوش في الشمال ما تقلقيش علي صاحبتك 
تحركت خلفه وقفت أمامه تبتسم برقة طوقت عنقه بذراعيها تردف :
- مش صاحبتي بردوا ولازم اقلق عليها .. المهم في حاجة مهمة عايزة اقولك عليها فاكر التحدي اللي كان بينا قبل ما نتجوز
قطب جبينه يحرك رأسه بالإيجاب لتتورد وجنتيها خجلا تلعثمت تردف علي استحياء :
- فاكر لما قولتلي لو أنت فوزت في التحدي وأنا حبيتك أنك هتبعد عن كل القرف دا ونبدأ صفحة جديدة أنا وأنت في مكان بعيد
حرك رأسه بالإيجاب من جديد لتقترب منه تنظر تبتسم تنظر لقسمات وجهه فتحت فمها لتخبره أنها حقا أحبته حين لمحت عينيها خدوش أظافر عند أسفل فكه ورقبته لم ترها من بعيد رفع عينيها إليه تسأله مستنكرة :
- ايه الخدوش اللي علي رقبتك دي يا جبران !!
توترت حدقتيه ارتسمت ابتسامة مرتبكة علي ثغره يغمغم ضاحكا :
- دي قطة واحد صاحبي بهدلتني امبارح .. المهم كملي بعد أنا وانتي في مكان بعيد
ضيقت حدقتيها تنظر له نظراتها تملئها الشك لتتنهد تنفض أي أفكار عن رأسها تردف :
- ماشي يا جبران هصدقك ، لو أنت فعلا كسبت التحدي دا هتنفذ اللي قولتلي عليه
حرك رأسه بالإيجاب في هدوء لترتسم ابتسامة جميلة علي ثغرها تغمغم برقة :
- أنا بحبك يا جبران !!
_______________
حل الصباح وهي لم تنم منذ الأمس ربما لأن جسدها استقبل كمية كبيرة من المخدر في يوم واحد ... شردت عينيها في الفراغ خائفة ذلك المجنون لا تفهم اي لعبة مريضة يمارسها الآن منذ الأمس لم تره فقط بعث لها مع أحد حراسه عربة كالتي تظهر في الأفلام يتراص عليها اشهي أنواع الطعام لم تجرؤ علي الاقتراب منه خوفا من أن يكن وضع به شيئا ليخدرها من جديد ... اغمضت عينيها لعدة دقائق لتستيقظ مفزوعة خوفا من أن يكن هنا حين يحاول جسدها أن ينام تذكره أنها هنا في وكر الشيطان فينتبه خوفا من أن يحدث له شيئا فذاكرة الجسد لا تنسي بسهولة 
اجفلت مذعورة حين فُتح باب الغرفة وطل منه عادت للخلف تلقائيا تلتصق بالحائط خلفها تنظر له مذعورة أما هو فابتسم نظر لعربة الطعام ليعاود النظر إليها يردف معاتبا :
- معقولة يا حياة ما كلتيش حاجة خالص من إمبارح ينفع كدة يعني ولما تتبعي من قلة الأكل 
مجنون يمارس أحدي ألعابه النفسية تثق في ذلك سيؤذيها سيفعل ... 
تقدم خطوتين للأمام يردف مبتسما :
- علي فكرة كدة مراد هيزعل منك مش كنتي بتقوليله بردوا أبيه مراد وأنتي صغيرة كيوت أوي انتي يا حياة
شهقت بعنف تنظر له مذعورة كيف مراد مات أخبرها زياد أنه مات تلعثمت تردف مذعورة :
- مات ... مراد ميت ... زياد قالي 
ضحك وليد عاليا ليقترب من جديد حتي صار علي بعد خطوتين منها حاولت الهرب ليمد ذراعيه يحتجزها بينهما هو والحائط خلفها ضحك يردف ساخرا :
- زياد دا ما يعرفش حاجة خالص ... دا كان هيموت ويقتل أخوه عشان ياخد ترقية أنتي متخيلة هو قد ايه مريض !!
google-playkhamsatmostaqltradent