رواية حبيبي من عالم اخر الفصل الثاني بقلم سولييه نصار
رواية حبيبي من عالم اخر الفصل الثاني
دارت عينيها بخوف لتجد اخر يقترب منها ثم اتي اخر لتجد انها محاطة بثلاث رجال يشبهون الثيران يحاصران فتاة في حجم العصفور ...كادت أن تبكي وامسكت بشنطتها جيدا وهي تقول :
-شباب مصرية جدعة جاية تعديني عشان الشارع ضلمة صح؟!!
ابتسم الرجال بسخرية لتبتلع ريقها وتقول:
- انا حسيت برضه انكم شباب جدعة شكلكم ولاد ناس برضه مش رد سجون ...
- بس احنا رد سجون عادي ..
قالها أحدهم بسخرية لترد هي بسرعة:
-مش كل الناس اللي اتسجنت وحشة والله ...
-لا احنا وحشين عادي
قالها اخر وهو يضحك ...
لترد بخوف وهي تبكي :
-ومش ناويين تتوبوا؟!
-لا.
قالها الثلاثة في صوت واحد ...
-حلو يبقي انا هجري وامري لله
قالتها وكادت ان تركض الا ان أحدهم وقف امامها احد الرجال ثم دفعها حتي سقطت علي الأرض
-ابوس أيديكم سبوني اروح ...خدوا الشنطة بس سبوني ....
ابتسم. أحدهم بشر وقال:
- بس احنا عايزينك انتِ يا قطة ...
وما هي الا لحظة واقتربوا منها ...صرخت بقوة وهي تضربهم وتخدشهم بعنف ليصفعها أحدهم بقوة ويصرخ:
-ما كفاية يا روح امك هتعملي فيها شريفة وانتِ ماشية في حتة ضلمة و مقطوعة فاكرة يعني هيحصلك ايه هنا اكيد عارفة اللي فيها ولا احنا مش علي هواكِ...خلينا ناخد منك اللي احنا عاوزينه عشان نسيبك تمشي من غير ما نقتلك والا اقسم بالله هناخد برضه اللي احنا عايزينه وهنقتلك عادي برضه ....
ثبتها واحد منهما ثم اعتلاها الاخر ثم أخرج الثالث هاتفه ليصور وقال:
-يالا يا علي انت ومنصور على كل واحد هياخد عشر دقايق خلينا نخلص ...
أخذت نهلة تصرخ وهي تبكي وتتوسل ان يتركوها ولكن لا فائدة ...اخذت تتملص من بين أيديهم ليصفعها الذي يعتليها بقوة حتي فقدت الوعي !!
-يخربيتك اوعي تكون قتلتها يا منصور
-لا يا حسام هي اغمي عليها بس ابتدي يالا ...
ثم امتدت يده الا ملابسها الا انه توقف وهو يشعر بحركة ما ...
-فيه ايه يا منصور
قالها علي
نظر إليه وقال:
-انت سمعت حاجة ..
-لا ...انت باين بس الحتة اللي ضربتها كانت شديدة حبتين ...
هز منصور رأسه وامتدت يده مرة أخري إلا أنه صرخ بقوة وهو يشعر بشئ قوي يدفعه بقوة حتي اصطدم بالأرض ...نظرا علي وحسام إليه برعب ثم ركضا إلا أن شاب قوي وقف أمامهما وهو يضع رأسه للاسفل ..
-انت مين ؟!
قالها حسام وقلبه يكاد يتوقف من الرعب رفع الشاب رأسه ليشحبا كليهما ...وما هي إلا لحظات حتي شق هدوء المكان صراخ الرجال ....كانت صراخهم مرعب للغاية وكأن النار اشتعلت بهم ....
.....
بعد قليل ...مسح قيصر الدماء من جانبي شفتيه ثم توجه إلي نهلة ....ابتسم وهو يتأملها ثم حملها بسهولة واختفي !!
........
تأوهت نهلة بألم وهي تشعر بنفسها تطير ...غمغمت وهي تشعر بالدوار:
- انا مت ولا ايه ؟!!
فتحت عينيها لتصدم عينيها السوداء بأجمل عينين رأتهما في حياتها ...عينين زرقاء داكنة ..اغلقت عينيها مرة اخري ثم فتحتها وفغرت فاها بذهول وهي تنظر إلي أكثر وجه جميل رأته في حياتها....قالت بخوف:
- انا مت ودخلت الجنة صح؟!اصل الجمال ده مستحيل يبقي في الارض ....
-لا متقلقيش انتِ حية وانا هاخدك دلوقتي للبيت ..
نظرت إليه بذهول وقالت:
- بس احنا ازاي بنطير ؟!
نظر إليها بصمت ...كانت عينيه تتسعان لتشعر وقتها هي بالدوار ثم فقدت الوعي مرة اخري !!!
......
في منزل نوفل حيث تعيش نهلة ....
في غرفتها الفاخرة وضعها قيصر علي الفراش برفق ثم دثرها جيدا وجلس بجوارها واخذ يملس علي شعرها وهو يقول:
-انتِ المنشودة ..
ثم نهض واختفي!!!
........
في اليوم التالي ....
سيارات الشرطة والاسعاف تملأ المكان ....وعلامة ممنوع الدخول منتشرة أمام مسرح الجريمة البشع ...بينما رجال الإسعاف يقومون بعملهم في حمل أشلاء الضحايا ...كانت جريمة بشعة بكل معني الكلمة ...وحشية بشكل لا يتحمله عقل !... يقف المحقق مراد وهو حائر ...لم يري ابدا في حياته جريمة قتل بتلك البشاعة ...جثث الضحايا ممزقة حرفيا ....لولا أن لديه منطق لقال ان يوجد مخلوق أسطوري متوحش هو من فعل هذا ...بالنظر إلي طريقة القتل هذا قاتل متسلسل بالتأكيد !...
اقترب الشرطي منه وقال:
-شيلنا البصمات يا فندم وودينا الجثث المشرحة ..
هز المحقق رأسه ونظر إلي الصحافة التي تقف بعيد وقال:
-مشي الناس دوول يا بني ...
-تمام يا فندم !
......
استيقظت نهلة وهي تشعر بصداع يفتك برأسها ....تأوهت بألم وهي تنهض جالسة علي الفراش ...شهقت وفتحت عينيها بفزع وهي تتذكر ما حدث ...ولكن للغرابة وجدت نفسها في غرفتها!هل كانت تحلم يا تري انها محاطة بثلاث شباب كالتيران يريدون اغتصابها؟! هزت رأسها وابتسمت وقالت:
-يمكن كان كابوس من كوابيسي الغريبة ...بس انا مش فاكرة اصلا انا جيت هنا ازاي هو انا كنت ضاربة ايه ؟!
لم تهتم ونهضت ...ولجت للحمام واستحمت ثم ارتدت ملابسها واتصلت بسها :
-ها يا بت هنتقابل فين النهاردة ؟!عايزين نشوف حل للبلوة اللي حطها جدي علي دماغي ...طي.....
ولكن شئ ما قطع كلام نهلة ...اخذت تتطلع بصدمة امامها لما يعرض علي شاشة التلفاز ففي التلفاز كان خبر لمقتل ثلاث شباب ولكن الكارثة كانت أنهم نفس الشباب الذي رأتهم أمس ...اي أن هذا لم يكن حلما ....
وضعت كفها علي رأسها وقالت:
-هو ايه اللي بيحصل بالضبط ؟!....
........
في مكان آخر ...قصر مهجور تماما تنبعث منه صوت موسيقي ساحر...
-انت اللي عملت كده يا قيصر صح ؟!
اقتحم زغلول المنزل محطما الأبواب بقوة ليظهر في منتصف الصالة الكبيرة للمنزل المهجور ..بيانو كبير قديم ولكن بحالة جيدة يجلس عليه شاب في غاية الوسامة ...ببشرة بيضاء شاحبة وشعر بني رائع ينسدل علي وشه يعزف بخفة علي البيانو وكأنه لم يحدث شئ ...
-قيصر كلمني زي ما بكلمك ...
توقف عن العزف وفتح عينيه الزرقاء الداكنة وهو ينظر لوالده وقال:
-عايزني اسيبهم يقتلوها ...انت عارف اني ...
-اللي في مخك ده انساه ...دي بشرية ...فاهم يعني ايه بشرية مستحيل ترضي بيك انت بالنسبالها وحش وهي بالنسبالك فريستك ...
نهض قيصر وقال بغضب:
-نهلة هي المنشودة ...هي حب حياتي ...أنا رعيتها من صغرها ....هي مش هتكون فريستي. .هي هتكون شريكتي...
نظر والده إليه بسخرية وقال:
-وده ازاي إن شاء الله ازاي مصاص دماء هيتجوز بشرية ...ازاي هتكشف نفسك للبشر وانت عارف ان ده خطر علينا !! البشر قدروا يقتلوا عيلتنا من 100 سنة وانا فضلت اهرب بيك واخيرا استقرينا في مكان آمن بعيد عنهم مكتفين بالحيوانات حتي مش بنأذيهم وانت بكل غباء جاي تفضحنا....تموت تلاتة منهم !!!
جلس قيصر علي المقعد ببرود وقال قبل أن يبدأ العزف:
-هما اللي قرروا يلمسوا حد يخصني ...
ثم اغمض عينيه وشرع في العزف ...وعقله يسافر لذكرياته معها .....
هز والده رأسه بغضب ثم ذهب !!!
........
-انتِ سخنة يا نهلة صح ؟!
سألتها سها لتهز نهلة رأسها بقوة وتقول:
-والله هو ده اللي حصل يا سها ...شباب كانوا عايزين يعتدوا عليا ...ضربوني واغمي عليا بس صحيت لقيت نفسي علي سريري ..
عقدت سها حاجبيها وهي تفكر في كلام صديقتها الغريب وقالت:
-يمكن كنتي بتحلمي يا بنتي طيب ...
هزت كتفيها وقالت:
-طيب لو كنت بحلم ازاي اشوف ناس مشوفتهمش قبل كده.؟!
-عادي بتحصل متحطيش في بالك المهم انا جايبالك عريس فلة
ضربتها نهلة علي يدها وقالت:
-اياكي تجيبي سيرة العرسان خلاص أنا اللي هدور ...يالهووي..
قالتها وهي تنظر إلي الساعة ...ثم سحبت حقيبتها وقالت:
-اتأخرت علي الشغل بتاعي يخربيتك ...
ثم ركضت ليتبعها ضحكات سها ....
....
استعدت نهلة لقطع الشارع وكنت تنظر إلي هاتفها ولم تنتبه لتلك السيارة القادمة بسرعة نحوها ......فجأة نظرت إلي السيارة وبهتت وقد توقف عقلها تماما لتشعر بيد قوية تجذبها وما هي إلا لحظات حتي اندفعت بين ذراعين قويتين ...وصوت رجولي جذاب يقول:
-دي المرة التانية ..
وابتعدت بسرعة وكادت أن ترد الا ان الكلمات انحشرت في حلقها وهي تري اوسم رجل علي الاطلاق...ابتسم قيصر لها وقال:
-انت بخير يا آنسة ؟!
-يخربيت جمالك هو انت حقيقي ؟!
هتفت هي بذهول
يتبع الفصل التالي اضغط هنا