Ads by Google X

رواية هويت رجل الصعيد الفصل الثالث 3 - بقلم نورا عبدالعزيز

الصفحة الرئيسية

رواية هويت رجل الصعيد البارت الثالث 3 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية هويت رجل الصعيد الفصل الثالث 3

بعنـــوان "مُتــــرصـد"__

كان الجميع جالسون في الساحة ينظرون إلى “عهد” الواقفة خلف ظله بإحراج بعد أن خدعت الجميع، تحدث “حمدى” بنبرة ساخرة وهو يضع قدم على الأخرى قائلًا:-

-معجول يا حج على تتخدع أنت وولدك ومن مين من أصغر رأس حتة عيلة

قطعته “عهد” بنبرة غليظة وهو يسبب الإهانة لها :-

-أنا مش عيلة

نظر “نوح” لها بعيني ثاقبة وهو يقف أمامها لتصمت وهى تتذكر حذره لها قبل نزوله بأن تلتزم الصمت تمامًا، تحدثت “سلمي” غاضبة من هاتان الأختين وهى تقول:-

-وعشان أنتِ مش عيلة رميتى نفسك أهنا كيف البهيمة وأنتِ مخبراش أنتِ رايحة على فين

أقتربت “أسماء” من “عهد” بغيظ شديد وهى تقول:-

-أوعاكِ تكوني فاكرة حالك هتأخدى نوح منى أكدة

رفعت “عهد” حاجبها الأيسر ببرود مصطنع بالكبرياء تقول:-

-بس هو بقى جوزى خلاص مش لسه هتجوزه

رفعت “أسماء” يدها كى تصفعها من شدة غيظها وبرود هذه الفتاة يثير غضبها أكثر لتغمض “عهد” عينيها بخوف فهذه الفتاة ليست بجراءة أختها في التحدي فهى ليست شجاعة بالقدر الكافى، لم تتلقي شيء على وجهها ففتح عينيها لتصدم كما صُدمت “أسماء” بصدمة قاتلة عندما مسك “نوح” يدها ليمنعها من لمس زوجته ثم قال بحدة:-

-دى مرتى

جذبت “أسماء” يدها من قبضته بغضب وعيني دامعة من قسوته عليها ووقوفه الآن بصف هذه الفتاة ثم نظر للجميع وتابع حديثه قائلًا:-

-ممكن نكتم على الموضوع دا بجى، عهد بجت مرتى وخلص الموضوع وأنا ورايا شغل مفضيش لحديد دا

تبسمت “فاتن” بمكر شديد وقالت بخبث:-

-وماله يا نوح روح أنت شغلك ومتشيليش هم واصل، إحنا هنشيلها على كفوف الراحة

مع نهاية جملتها دخل “خالد” من الباب ليصدم عندما رأها في المنزل لتتابع “فاتن” بحماس قائلًا:-

-تعال يا خالد بارك لنوح واد عمك اتجوز عهد

أتسعت عينيه على مصراعيها، غاب عن المنزل ليومين وعندما جاء رأها زوجة لأكثر رجل يكرهه على وجه الأرض، رمقها بعيني حادة ثم تبسم بخبث قائلًا:-

-وماله مبروك يا واد عمى

أزدردت “عهد” لعابها الجاف بخفوت ليتجاهل “نوح” جملته وقال:-

-أنا طالع

تشبثت “عهد” بيده بخوف من البقاء وحدها هنا مع هؤلاء النساء وهذا الرجل الخبيث ثم همست له بخفوت:-

-متسبنيش لوحدى هنا

أنزل يدها عن يده بجدية وقال:-

-أنا ورايا شغل ودا أختيارك

تركها وغادر المنزل لتنظر إلى الجميع وكانت “فاتن” وابنتها “حورية” يرمقوها بعيني تبث شرارة ونار مليئة بخبثهما، غير وجود “أسماء” العاشقة ذات القلب الملتهب من حريق الغضب والغيرة معا والحزن يأكل قلبها فوحدها كفيلة بألتهمها دون مساعدة من الأخرين أم عن والدته التي لم ترحب بها زوجة لأبنها لم توحي بأنها ستصف بجانبها ووجود “خالد” الذي يتغزل بها دومًا ويحاول لمسها بكل مرة، كل هؤلاء أرعبوها من البقاء معها فهرعت إلى الدرج بخوف ذاهبة إلى غرفته تختبيء به وتتجنب الإحتكاك بهم...

__________________

وصلت “عليا” على القاهرة بطفلها ودخلت الشقة لتغلقها بالمفتاح من الداخل من الخوف أن ألحقها أحد، تنهدت بإرتياح شديد وهى تتنفس الصعداء وتفكر بأختها الموجودة هناك لتجهش في البكاء وهى تحتضن طفلها ثم قالت:-

-كل دا عشانك، مستحيل أسمح لحد يأخدك منى

__________________

في محجر الرخام كان يقف “نوح” مع صديقه “عطيه” وهو غارق في الضحك ويقول بمرح:-

-البنت دى لعيبة

نظر “نوح” له بوجه عابس غليظ ليتابع “عطيه” بعفوية:-

-سورى يا عم بس تخيل جراءتها وشجاعتها وإذا علمت على الكل ورجالة بشنبات

تأفف “نوح” بأغتياظ منهم ثم قال:-

-أنا غلطان أنى حكيت لك حاجة

دلف للمكتب فتبسم “عطيه” وهو يدخل خلفه ويقول:-

-يا عم متبجاش حمجي أكدة، بس بص للموضوع من جهة تانية أولًا أنت أتجوزت بنت مش مطلجة ولا أرملة، ومتجوزتش مرت أخوك و.. لا أستن انا معرفش هي حلوة ولا لا بس أنت بتجول أنها ناحجة ومشهورة يعنى سورى في الكلمة مش رجاصة كيف مرت أخوك ولا يعنى كنت عاوز تتجوز أسماء بنت عمك دبلومة التجارة ولا مرت أخوك

صمت “نوح” وهو يفكر في هذا الحديث ليبتسم “عطيه” وهو يربت على كتفه بخفة ويقول:-

-حاول تعيش سعيد يا صاحبى

غادر “عطيه” بعد كلمته وتركه خلفه في شروده وصمته يصارعه...

____________________

__ “منـزل الصيـــــــــــاد”__

وقف “علي” أمام المرأة و”سلمى” تضع العباءة المفتوحة على كتفه ليقول:-

-أسمع يا حجة مترميش ودنك لحديد فاتن وعيالها ،اللى في الأوضة دى مرت ولدك دلوجت ومالهاش ذنب في جوز نادر من خيتها ولا جتله، البنت اللى جوه دى بريئة وشكلها طيبة متطلعيش كرهك عليها وأنا خابز زين أن جلبك طيب

أستدار “على” لها لينظر بعينيها بحب دافيء ثم تابع حديثه وهو يمسك يدها براحة يده:-

-أنتِ خابرة زين أن مرت أخوي مبتحبكش ونفسها بيتك يتخرب مع أول طالعة نهار، متهملهاش تخرب بيت ولدك وأنتِ خابرة أكتر منى أن نوح مكناش هيتجوز واصل بعد مرته اللى ماتت، لو البنت زينة خليه يعمر بيته وياها

تنحنحت “سلمي” بأحراج من دفء زوجها ولطفه ثم قالت بعبوس:-

-جول يا رب بس يكون في علمك أنا مهملش ولدي يعمر بيته ويكمل حياته وياها غير لما أتاكد زين أنها زينة وطيبة كيف ما بتجول

تبسم “على” في وجهها ثم وضع قبلة على جبينها وقال بحنان:-

-حجك يا سلطانة جلبي وعينى.. أنا طالع

تبسمت “سلمى” بعفوية له ثم قالت:-

-وأنا كمان هطلع هبابة

أومأ لها بنعم ثم غادر الغرفة

___________________

كانت “عهد” حبيسة غرفتها طيلة اليوم تخشي الخروج منها ولم تتناول شيء مُنذ أمس، نظرت لكوب الماء وكان فارغًا وهى تكاد تموت عطشان فتنهدت بلطف تجمع شجاعتها ثم أخذت كوب الماء وخرجت من الغرفة ونزلت للأسفل مُتجه إلى المطبخ وعندما دخلت رأت “حُسنة” وفتاة بعمرها تمسك في يدها كتاب وتحدث “حُسنة” بنبرة منفعلة قائلة:-

-وأنا كمان أعمل أيه؟ أنا عاوزة الكتب دى ضرورى

صرخت “حُسنة” بها وهى تعطيها ظهرها بغضب:-

-وأنا أجبلك منين يعنى؟ خلاص أستني لأول الشهر وأول ما أجبض هجبهملك

صرخت الفتاة بغضب أكبر قائلة:-

-أول الشهر أيه؟ بجولك لازم أسلم البحث أول الشهر للدكتور

أستدارت “حُسنة” بضيق لكى تنفث غضبها بهذه الفتاة لترى “عهد” واقفة في مكانها على باب المطبخ فسألتها “حُسنة” بهدوء وحرج:-

-أجبلك حاجة يا هانم

هزت “عهد” رأسها بلا وسارت نحو الثلاجة لتخرج زجاجة من المياه زجاجية ثم أستدارت وهى تنظر للفتاة بتعجب فتحدثت “حُسنة” بنبرة جادة:-

-دى بنتى خلود

تبسمت “عهد” بلطف وهى تغادر وتشعر بحرج لسماعها حديثهما الخاص وقبل أن تصعد الدرج عائدة إلى غرفتها ظهرت “حورية” أمامها ببرود وهى ترتدي عباءة أستقبال زرقاء اللون وتزين معصميها بأساور من الذهب وأذنها به حلق على شكل زهرة كبيرة فنظرت “عهد” لها بصمت مُنتظرة أن تتحدث لتقول:-

-أنتِ جريئة أوى تعرفي أكدة

تبسمت “عهد” بخفوت مصطنعة البسمة ثم قالت:-

-مُتشكرة عن أذنك

وضعت “حورية ذراعها أمامها على الداربزين تمنعها من الصعود لتقول:-

-بس مُغفلة فاكرة أنك هتعيش أهنا بسلام وراحة بعد كسرة جلب خيتى

تنهدت “عهد” بأختناق وهى تقول:-

-أسمع يا .. أي أن كان أسمك أنا مبحبش المشاكل ولا الدوشة وبما أننا أغراب ياريت منتخطاش حدود بعض

قهقهت “حورية” ضاحكة بسخرية للتعجب “عهد” من ضحكها الكثير لتقول “حورية” وهى ترفع أكمام عباءتها:-

-بس أنا بحبها وبموت فيهما بجى

أنهت جملتها وهى تنقض على “عهد” بيديها تمسكها من عنقها لتجذبها أرضًا لتصرخ “عهد” بهلع بعد أن جلست “حورية” على بطنها وبدأت الشجار معها، في نفس اللحظة جاءت “فاتن” على صوت الصراخ لتقول بحماس:-

-بنتى حبيبتى هي حصلت تمد يدك عليها

أنقضت عليها بصحبة ابنتها وزاد صراخ “عهد” بين يديها وجرحت يدها من زجاج الزجاجة التي أنكسرت للتو مع سقوطها، دخلت “سلمي” من باب المنزل لتفزع عندما رأتهما فوقها وصوت صراخ “عهد” قد وصل للخارج فصرخت بهما قائلة:-

-يخربيتكم بتعملوا أيه

أخذت “عهد” من بين يديهما بصعوبة ووقفت بينهما وهى تتطلع بوجه هذه الفتاة وأظافر “حورية تلمع خطوطها بالدم على عنق “عهد” وتورمت عينيها فصاحت بهما بخوف من غضب ابنها عندما يراها هكذا:-

-أنتِ جنيتى يا فاتن أنتِ وبتك، طب مخايفش منى عادى لكن نوح هتجوليلى أيه لما يعاود

نظرت “فاتن” للجهة الأخرى بغضب فهتفت “حورية” بانفعال تقول:-

-هي اللى بدأت يا مرت عمي

رفعت “سلمي” حاجبها بغيظ ثم قالت بأنفعال:-

-يعنى هي مجنونة عشان تبدأ الخناج وياكي وهى وحدها في الدار

تأففت “حورية” بخنق، أستدارت “سلمي” لها لتراها تضع يدها على عنقها بألم فقالت بهدوء:-

-أطلعي على أوضتك

صعدت “عهد” بصمت إلى غرفتها وهى تجفف دموعها بكفها بغضب مكبوح ولا تلؤم أحد غير نفسها فهى من وافقت على دخولها الجحيم برغبتها، تمتمت “سلمي” بضيق قائلة:-

-يفضل متظهروش جدام نوح لما يعاود لأن مهما يعمل ولدى أنا مش هجف له لأن هيكون حجه وحج مرته

صعدت هي الأخرى إلى غرفتها لتربت “فاتن” على كتف أبنتها تقول:-

-بسرعة يا حورية عاودى على دارك

أومأت “حورية” لها بنعم ثم أخذت حجابها وغادرت المنزل بخوف..

__________________

جلست “عهد” أمام المرآة تنظر إلى صورتها المنعكسة بها وأثر الضرب واضح في كدمات وجهها وخدوش أضافرهم حفرت خطوط بالدم على عنقها وذراعها فجهشت باكية بحزن وضعف لتذهب إلى الفراش تختبي به وتخفى وجهها في وسادتها وتكتم صوت بكاءها في الوسادة لتغوص في نومها من التعب، فتح باب الغرفة ودلف “نوح” ليراها نائمة بالفراش على غير أمس كانت تنام بالأريكة لكنه لم يبالى وذهب ليجلس على الأريكة ويسترخى..

_________________

وقفت “سلمي” عند باب غرفتها في الرواق تنظر إلى باب غرفة ابنها مُنتظر أن يثور ويغضب على الجميع لكن الوضع كان هاديء تمامًا على غير المعتاد منه فأتاها صوت “فاتن” من الخلف تقول بسخرية:-

-شوفتى يا سلفتى ولدك أصلا مش مهتم بالعروسة الجديدة ولا باللى هيجرى لها وأن ماتت ميهأخدش فيها عزاء

قهقهت ضاحكة وهى تغادر من جوارها وتدفعها بكتفها لتتعجب “سلمي” من هدوء ابنها ثم دلفت إلى غرفتها...

________________

خرج “نوح” من المرحاض صباحًا بعد أن أخذ حمام دافيء وشعره مبلل ليقف أمام المرآة يصفف شعره وينظر إليها وهى ما زالت نائمة ليتعجب نومها الكثير، ترك الفرشة من يده وذهب إلى الفراش ليقظها بخفة لكنها لا تستجيب فرفع الغطاء عن رأسها ليري شعرها يغطي وجهها وهى نائمة بأستسلام وتعب كطفل صغير ورأى خدش على كتفها، نكزها على كتفها وهو يقول:-

-عهد .. عهد جومي

ألتفت للجهة الأخرى بتعب مُتذمرًا من إيقاظه لها فقالت:-

-شوية يا عليا وهقوم

صُدم عندما رأى وجهها وكدماته الحمراء وجرح شفتيها وعنقها المليئة بخطوط واضح حمراء كالدم فمسك فك وجهها بقبضته بقوة ليلف وجهها له يتطلع به بينما تذمرت أكثر من فعلته وفتحت عينها تقول:-

-يا عليا...

أتسعت عينيها عندما رأت وجهه أمامها فجلست بسرعة وهى تجذب رأسها من يده وتنظر للأسفل مُحاولة أخفاء وجهها السيء، وضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع وجهها له كى تتطلع بعينيها لكنه لم يكن ينظر إلي عينيها بل يتفحص خدوشها فقال بحدة:-

-مين اللى عمل فيكي كدة؟

تنحنحت بإحراج منه ثم قالت وهى تقف من فراشها:-

-محدش

مسكها من يدها قبل أن تغادر من امامه ولفها له وهو يصرخ بها:-

-متكذبيش مين اللى عمل أكدة؟ مرات عمي ولا واحدة من بناتها

جذبت يدها من يده بقوة وصاحت به مُنفعلة وكأنها تخرج كل غضبها به هو:-

-يعنى كنت عارف أنهم هيعملوا كدة ومع ذلك سبتنى معهم ومشيت

صرخت به وهى تنفث دخان غضبها الكامن بداخلها مُنذ أن جاءت إلى هنا حتى الأن به، أقترب خطوة منها بهدوء وقال بنبرة خافتة:-

-أنتِ متوجعة أنى هجعد جارك أياك، أنا ورايا شغلى مش عاطل هجعد أحرسك أهنا

نظرت للجهة الأخرى ثم قالت بحزن فهى لم تتوقع منه الكثير في كل الأحوال:-

-يبقى خليك في شغلك وزى ما أنت قولت دا نتيجة أختيارى

أخذ عباءته المفتوحة ليلقى بها في وجهها وهو يقول:-

-تعالى ويايا

أرتدت العباءة وهو يسحبها إلى خارج الغرفة ثم نزل إلى الأسفل بها وكان الجميع على طاولة السفرة يتناولون الإفطار وعندما رأت “فاتن” وجهه الغاضب كالصقر الهائج الذي على وشك ألتهم فريسته أبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهى تنظر للأسفل في طبقها، توقف أمامهم وقال:-

-عملتك دى يا مرت عمي ولا حورية بتك، أصلها متطلعش من أسماء

نظر الجميع إليه عندما سمعوا صوته ودهشوا من رؤية زوجته مليئة بالكدمات هكذا لتشعر “عهد” بالإحراج من نظرت الجميع لها فسأل “على” بصدمة مما حدث لهذه الفتاة:-

-وااا أيه اللى عمل فيكي أكدة؟

صاح “نوح” بغضب سافر وهو يقول:-

-ما أنا بسأل مرت عمى هو في غيرها يعملها في الدار ولا في البلد كلتها

صاح “حمدى” به وهو يقول:-

-مالك يا نوح، أتحدد زين وي مرت عمك دى في مجام أمك

هز “نوح” رأسه بسخرية وهو يقول:-

-لا أنا أمى مش بالهمجية دى

وقف “خالد” من مكانه ليقترب منه وهو ينكزه في صدره بقوة غاضبًا:-

-ما تختار ألفاظ يا سي نوح على الصبح أنا امى مش همجية وبعدين ما يمكن مرتك اللى عملت أكدة في حالها ما هي من عيلة عوالم

لم يتمالك “نوح” غضبه أكثر ليكلمه بقوة أسقطه أرضًا لتفزع “عهد” من قوته وزاد خوفها من جبروته عندما وضع قدمه على صدر “خالد” بالحذاء ويقول:-

-أختار أنت ألفاظك زين وأنت بتحدد عن مرتى لأن المرة الجاية هقطع لسانك جبل ما ينطج كلمة متعجبنيش ولا تعجبها

رفع نظره إلى “فاتن” وما والت قدمه على صدر “خالد” وقال:-

-وعزة لا إله إلا الله اللى هجرب من مرتى ولو يأذيها بكلمة متعجبهاش حتى لو حلوة لأشيل من على وجه الأرض

أستدار وهو يأخذها في يده ثم توقف قبل أن يصعد وأستدار للجميع ثم قال:-

-مرت عمى..

رفعت “فاتن” نظرها إليه بخوف بعد ان سقطت الملعقة من يدها من الهلع ليتابع حديثه بنبرة قوية غليظة وتهديد صريح:-

-أنا لسه مسألتش مرتى مين اللى عملها وهسألها لو جالت أن حورية بتك ليها يد هجطع لك رجلها من الدار كلتها

صعد بزوجته إلى غرفته وهى في حالة من الذهول والرهبة، لا تعلم سبب خفق قلبها بقوة في هذه اللحظة أهى خوف منه أم إعجاب بقوته وشراسته، تحدث دون ان يخشي أحد أو حتى الكبار فكان جالسًا والده وعمه ولم يتجرأ أحد على معارضته وعمه لم ينطق بكلمة أمام ضربه لأبنه وتهديده إلى زوجته، دخلت الغرفة معه ليترك أسر يدها ويذهب إلى المرحاض في صمت، نظرت “عهد” إلى يدها بعد ان تركها وتبسمت كالحمقاء بسعادة وبداخل شيء يدفعها لأستكشاف هذا الرجل الذي تزوجته وأصبح زوجها، جلس على الأريكة وهى ما زالت واقفة ليربت على الأريكة جواره وهو يقول:-

-تعالى جارى

نزعت عباءته الكبيرة عليها حجمًا ثم ذهبت لكى تجلس جواره، جلست في صمت مُلبية طلبه ليفتح صندوق الإسعاف الأولية ويبدأ يداوي ويطهر جروح يدها من الزجاج وهى تتطلع بملامح وجهه فقالت بخفوت:-

-مرات عمك وحورية اللى ضربونى

رفع نظره لها في صمت وكأنها فهمت صمته وغضبه الكامن في حيرة الفاعل، تابعت الحديث بنبرة ناعمة ودافئة:-

-بس ممكن طلب

نظر لها وهو يترك يدها ويمسح عنقها بالمطهر لتأن بألم من وضع المطهر على الجروح فقال بخفوت وهو ينفث بخفة على عنقها:-

-أسف

تبسمت بعفوية فأول مرة يراعاها أحد ويهتم بها هكذا حتى أختها بعد ان تجوزت “نادر” وأنجبت أصبحت لا تبالي بها كثيرًا وتنشغل بحياتها الخاصة والعمل، هتفت “عهد” بخفوت:-

-ممكن متأذيهمش أنا مسامحة وكفاية اللى عملت عشانى أنا حقيقي متشكرة جدًا لك

أبعد نظره عن عنقها لينظر إلى عينيها وعاد لعنقها يضع عليه كريم ثم ترك كل شيء من يده وهو يقف ويجيب عليها بجدية:-

-لكن أنا ممسامحش لأن اللى يهين مرتى يبجى إهاني أنا شخصيًا، أم اللى عملته متشكرنيش عليه لأنى عملته عشانى وعشان شكلى وهيبتى جدام الكل متتهزش مش عشانك

سار نحو الباب في حين أنها تبسمت بخفوت وهى تقف من مكانها قائلة:-

-برضو مُتشكرة

تبسم بخفة علي إصرارها في شكره وغادر دون ان ترى بسمته، جلست مكانها مُجددًا وهى تضع الثلج على كدمات وجهها وتجرى اتصال بـ “ليلى” وبعد الترحيبات قالت بترجي لطيف:-

-أسمع يا ليلى أنا عايزة طلب منك

تبسمت “ليلى” بعفوية على نبرة صديقتها العفوية فقالت بمزاح:-

-ودا بصفتى صديقتك ولا مديرة أعمالك

ضحكت “عهد” بعفوية شديدة لتُجيب على سؤالها:-

-مش فارقة المهم أنك تلبي طلبى

سمعت “ليلى” لطلبها باهتمام ثم قالت:-

-بس دا هيأخد أسبوع

تنهدت “عهد” بخيبة أمل وقالت:-

-مفيش أسرع من كدة

ضحكت “ليلى” على استعجال هذه الفتاة في تنفيذ طلبها ثم قال:-

-أعتقد انك أكتر واحدة خبيرة في الطلبات الأون لاين

-عندك حق

قالتها “عهد” بحزن ويأس ثم أنهت الاتصال بحزن....

_____________________

تذمر “خالد” وهو يقف في غرفته غاضبًا ويلقى بوشاحه على الفراش:-

-والله لأندمك يا نوح، هي حصلت تمد يدك عليا

أجابه “حمدى” وهو يقف على باب الغرفة قائلًا:-

-عشان هفج يا نطع انت

دخل وأغلق الباب خلفه وهو يقول:-

-بكرة تشوف النطع دا هيأخد حجه كيف وتكسر ضهره، وحياة غلاوتك يا أبويا لأخلى نوح وأبوه دا ميرفعوش رأسهم من الطين واصل

قهقه “حمدى” بعفوية وحماس وهو يربت على كتف ابنه ويقول:-

-وجتها بس تبجى ولدى اللى مجبتش غيره يا خالد وتبجى لك الحلاوة الكبيرة يا واد

تبسم “خالد” على دعم والده له ثم قال:-

-هتشوف يا أبويا..

___________________

عاد “نوح” مساءًا إلى المنزل لتستقبله “سلمي” بتعجب وهى تنظر على الباب قائلة:-

-وا فين مرتك يا ولدى

تعجب “نوح” من سؤالها وقال:-

-يعنى أيه فين؟ هي مش فوج

أجابته بنرة هادئة وتعقد حاجبيها بإستغراب شديد:-

-لا طلعت من العصر وجالت هتروح لك على المحجر

أتسعت عينيه بذهول من حديثها وأخرج هاتفه من جيبه بضيق من خروجها وحدها وهى لا تعلم الطريق وكيف ستذهب له وهى غريبة عن البلد كلها، تذكر بأنه لا يملك رقم هاتفها ليخرج من المنزل بقلق وأخذ سيارته وأنطلق في القيادة باحثًا عنها في كل مكان...

___________________

خرجت “عهد” من محل قهوة وهى تحمل حقيبة من القماش في يدها وفى يدها الأخرى تحمل كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة المُفضل لها وكانت تسير وحدها مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون به خطوط وردي بالطول وتدخله من الأمام في البنطلون ومن الخلف تتركه، كنت تبحث في الهاتف عن شيء لتشعر بأحد يسير خلفها مُترصدها، أغلقت الهاتف وهى ما زالت تحتضنه بين يديها وسكلت طريق أخر وما زالت الخطوات تتابعها ليزيد الخوف في قلبها وأسرعت في خطواتها حتى خرجت للطريق العمومي وكانت الخطوات تقترب أكثر...

رأها تسير هناك على الجهة الأخرى من الطريق بخوف وخلف رجل يضع قبعة على رأسه تحجب ملامحه ليضغط على المكابح فجأة ثم ترجل من سيارته وناداها

سمعت صوته بنبرة قوية فنظرت تجاه الصوت لتراه يقف أمام سيارته يحدق بها فسقطت كوب المشروب من يدها وركضت نحوه بأقصي سرعة وسط سرعة السيارة، فزع “نوح” وهو يرأها تمر من السيارة بخوف من أن تصدمها أحدهم فأقترب خطوتين لتصل أمامه ليُصدم عندما عانقه بقوة وهى تلف ذراعيها حول خاصرته وتدفن رأسها في صدره، أتسعت عينيه بصدمة وهو يشعر بضربات قلبها القوية على صدره فرفع يديه ببطيء ليطوقها بهما وكأن أشبه بأنه يغلق عباءته المفتوحة عليها ويديه أسفلهما وتتشبث بعباءته السفلية بأناملها بقوة، همس في أذنها بلطف وهو يقول:-

-أهدي أنا جيت

حدثها وهو ينظر للطريق ليرى هذا الرجل ما زال يقف هناك ليلوح له بيده وكأنه يخبره بأنه كان يترصد زوجته عمدًا ليشد بذراعيه عليها أكثر ثم أخذ يدها بيده بلطف وألتف بها حول السيارة يفتح الباب لها ثم جعلها تصعد وأغلق الباب لها وعاد على مقعد السائق وعاد بها للمنزل غاضبًا من خروجها وحدها دون أذنه أو علمه وقلقًا بسبب هذا الرجل المترصد لها، فتح باب السيارة لها ثم قال بحدة:-

أتفضلي يا هانم

نزلت معه ثم دلفت بصحبته وقبل أن تصعد قالت بخفة:-

-ممكن أدي حاجة لخلود

تعجب لها وهو يحدق بها فدخلت للمطبخ وكانت “حُسنة” وحدها وهو خلفها فقالت بلطف مُبتسمة:-

-ممكن تدي دول لخلود

نظرت “حُسنة” للحقيبة الممدودة لها ثم إلى “عهد” لتجيبها ببسمة مُشرقة:-

-دى الكتب اللى كانت محتاجها، أنا أسفة متقصدش اسمعك كلامك ولو أحتاجت أي حاجة في دراستها أو أي كتب خليها تجي ليا أنا أوضتى مش بعيد

ضحكت “حُسنة” على مزحتها الأخيرة بعيني دامعة من الفرحة ثم نظرت إلى “نوح” بحرج ليشير لها بنعم وأن تأخذ الحقيبة فأخذتها ليبتسم “نوح” بخفة على لطفها قم صعد معها للأعلى فتحدثت وهى تصعد الدرج قائلة:-

-حاولت أطلبهم أون لاين قالولى هيوصلوا بعد أسبوع فأضطرت أنزل أشتريهم لأنها محتاجهم قبل أول الشهر

فتح باب الغرفة وهو صامتًا لتتابع بخفوت وكأنها تمتص غضبه من خروجها دون أذنه قائلة:-

-كنت هأتصل بيك أستاذنك بس أكتشفت أنى معيش رقمك

تنهد بأرتياح وتنفس الصعداء، جلست جواره بسمة مُشرقة مليئة بالحيوية والمرح التي تعطي لمن يراها طاقة إيجابية وتفائل كأنها تنقل للجميع سعادة دون عناء، تحدثت “عهد” بنبرة خافتة مرحة:-

-ممكن أخد رقمك

نظر لها بصمت كعادته لتقول بتعجل وحماس:-

-متخافش أنا مش هتصل بيك غير في الضرورى القصوى

دون لها الرقم لكنها لم تفعل كما قالت ففي اليوم التالى بدأت تزعجه باتصالات الغير هامة مرة تسأله عن مكان الشامبو وأى لون يجب ومرة أخرى تتصل تسأله عن ارقام مطاعم تتطلب من طعام ومرة أخرى تتصل تسأل عن عمره، ففي هذا اليوم أصابه الصداع حقًا من كثرة اتصالات الغير هامة تمامًا..

نزلت “عهد” للأسفل لكى تأخذ الطعام من خدمة التوصيل وعند دخولها قابلت “أسماء” فتجاهلت لتقول “أسماء” بحدة:-

-متفرحيش أوى كدة نوح هيغيرك بسرعة البرج

تبسمت “عهد” وهى تستدير لها حاملة طعامها لتقول بأستفزاز:-

-لا هفرح وهفرح أوى كمان لأنه مش هغيرنى أصلى مش جزمة عنده

تبسمت “أسماء” وهى تربت على ذراعها بخبث ومكر نسائي وهى تقول:-

-متستعجليش أوى كدة ماهى اللى جبلك جالت كدة برضو أصلك مش الأولى على فكرة وفى جبل

أتسعت عيني “عهد” بصدمة وأرتجفت يديها الحاملة للطعام لتقهقه “أسماء” ضاحكة عليها وهى تكمل نزول الدرج بانتصار وقد حققت هدفها..
google-playkhamsatmostaqltradent