رواية هويت رجل الصعيد الفصل الرابع عشر 14 - بقلم نورا عبدالعزيز

الصفحة الرئيسية

 رواية هويت رجل الصعيد البارت الرابع عشر 14 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية هويت رجل الصعيد الفصل الرابع عشر 14

___بعنــــوان "صدمــة"___

  وقف “حمدى” بسيارته بقرب الجبل في الليل المظلم وخلفه سيارة أخرى وينظر حوله بقلق من أن يراه أحد وعندما حضرت سيارة أخرى من الأمام ترجل من سيارته ثم أشار لرجاله بأن يحضروه ما بداخلها وترجل رجل من السيارة الموجودة في الأمام وأحضر حقيبة سفر ضخمة وفتحها أمام “حمدى” وكان بداخلها الكثير من المال، أحضر الرجال صندوق خشبية ثم فتحه أحد الرجال وكان يحتوى على الكثير من الأسلحة وقبل أن يتبادلًا الصفقة هجم عليهما رجال من الشرطة فهلع “حمدى” بصدمة ألجمته وبدأت الشرطة تقبض على الجميع ومن ضمنهم “حمدى” وأتصال أحد الرجال بـ “نوح” يخبره بخبر القبض على عمه فخرج من حفل الزفاف مُسرعًا 
-متجلجش يا عمى أنا هجوم لك محامى
قالها “نوح” بضيق شديد وهو يعلم بأن التهمة ثابتة على عمه، تطلع “حمدى” به دقائق بأغتياظ وهو يشعر بأن “نوح” يشتعل فرحًا بما حدث له ويُدرك بأنه يكن له الكره والحقد فقط ليُجيب “حمدى” عليه:-
-معاوزش منك حاجة
تنهد “نوح” بضجر من أن حديث عمه ليقول:-
-يا عمى خلينا نطلعك من أهنا وبعدها نشوف اللى بينا وأكرهنى كيف ما تحب
قهقه “حمدى” ضاحكًا بسخرية من حديثه وبداخله بركان غضب من “نوح” وهو يُشعره بأنه أفضل منه ويكبره مُقامًا رغم انه يصغره سنًا مما أشعل الغضب بداخل  “حمدى” أكثر ويجعله يرى بعينيه الخبيث ثم قال:-
-أنا هطلع أجتلك يا نوح 
أومأ “نوح” له بهدوء دون معارضة على حديثه ليقول:-
-ماشي أطلع أجتلنى وخليك جار بناتك لأن أنا مهحطهمش في عينى مثلًا 
أقترب “حمدى” برأسه قُرب “”نوح” وحد من عينيه بخبث ومكر ثم قال:-
-هجتلك يا نوح كيف ما جتل نادر 
أتسعت عيني “نوح” على مصراعيها من وهلة الصدمة التي نزلت على عقله وقلبه الآن بفضل عمه الماكر ورأى في عيني “حمدى” مكر ونظرة أنتصار وكأنه يلعب لعبة ويرغب الأنتصار فقط بغض النظر عن أي شيء حتى إذا كان قتل أحد أفراد عائلته سبيل أنتصاره، أنقض “نوح” عليه بغضب سافر ومسك “حمدى” من ملابسه بحسرة ممزوجة بالغضب ثم قال:-
-أنت اللى عملتها! كيف تجتل ولد أخوك وليه؟
لم يجيبه بل أقترب العساكر وحاول إفلات يد “نوح” عنه لكنه كان مُتشبث بملابس عمه ونجح العساكر في أخذه بعيدًا عنه وأخرجه منها، تبسم “حمدى” بمكر وكأنه حقق الأنتصار في مواجهة “نوح” هذه المرة وأحرق قلبه بكلمات بسيطة جدًا تفوه بها لكنها كالجمر الذي ألتهب في كيان “نوح”... 
 
كانت “عهد” واقفة في الشرفة مُنتظرة عودة زوجها من الخارج وقد تأخر الوقت ولم يعود، رنت على هاتفه مرارًا وتكرارًا ولم يُجيب عليها فتنهدت تنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الإنكسارات والقلق المخيم على قلبها وأغرق صدرها بسبب غيابه، دخل “نوح” غرفته مع شروق الشمس ولم يجدها في الغرفة وفراشه ما زال مرتب كما كان بالأمس وباب الشرفة مفتوح فولج إليه ليجد زوجته جالسة على المقعد وتضع يدها على وجنتها وغفوت في نومها أثناء انتظارها له فأقترب إليها ثم حملها على ذراعيه ودخل الغرفة بها وقبل أن يُنزلها على الفراش تحدثت “عهد” بصوت مبحوح وعينيها مُغلقة:-
-أتأخرت ليه يا نوح؟
وضعها بالفراش وجلس بجوارها وهو يمسح على رأسها بحنان مُتطلع بوجهها الملاكي، لم يُجيبها لتفتح عينيها تتطلع بوجه زوجها الوسيم لترى الحزن به والهموم أغرقته، عينيه سكنهما الحزن واليأس وأنفاسه مُعبأة بالإنكسار وكان جبل الهموم وقع عليه، رفعت “عهد” يدها إلى وجنته على لحيته السوداء ثم قالت بهمس:-
-طب أنا كُنت زعلانة منك بس أفضل غضبانة أزاى والحزن دا كله في عينيك
مسح على وجنتها بدلال رغم حزنه ثم قال:-
-متزعليش يا عهد، حجك على رأسى 
أنهى جملته ثم وضع قبلة على جبينها بلطف وأبتعد عنها، جلست “عهد” بإعتدال ثم قالت:-
-ما لك يا نوح؟ كل الحزن اللى في عينيك دا عشان عمك أتقبض عليه طب ما دا من أعماله
دهشت بقوة عندما ذرفت دمعة من عينيه تشق طريقها على وجنتها لتستقر على لحيته فأقترب “عهد” نحوه وعينيها على وشك البكاء لتجفف دمعته بأناملها ثم أخذت رأسه بين يديها لتضمه إليه وعانقته فأستقرت يدها على مؤخرة رأسه وهى تُتمتم بحزن على رؤية زوجها حزين هكذا:-
-حصل أيه يا حبيبى، مهما كان اللى حصل فداك 
رفع “نوح” يديه إلى ظهرها بضعف ليتشبث بها وهو لا يعلم ماذا يجب أن يفعل مع “حمدى” أيجب عليه قتل عمه والأنتقام منه لأخذ ثأر أخاه أم يخبر والده بأن أخاه قاتل أبنه؟ شعرت “بيديه تتشبث بها بقوة كأنه طفل صغير يختبيء في حضن أمه من قسوة العالم فبدأت “عهد” تربت على ظهره وبيدها الأخرى تتغلغل أصابعها بين خصلات شعره، جهش “نوح” باكيًا لتفزع “عهد” وتُدرك بأن ما حدث ليس القبض على عمه لتجارة السلاح بل أشد وأقوى من ذلك لكى يبكي زوجها هكذا فظلت مُتشبثة به...

 
خرجت “ليلى” من المنزل صباحًا فرأت “عطيه” يقف بسيارته أمام المنزل فى أنتظارها وفور رؤيتها كاد أن يترجل لكى يفتح لها الباب لكنها أستوقفته عندما صعدت باكرًا للسيارة، تحدث “عطيه” بلطف باسمًا:-

-صباح الخير 
تبسمت وهى تغلق حزام الأمان وقالت:-
-صباح النور، مكنش فى داعى تتعب نفسك
أنطلق “عطيه” بسيارته وهو يقول إليها:-
-لا تعب ولا حاجة
كان يقود وهى تنظر بهاتفها فى صمت فتنحنح بحرج وهو يفكر كيف يبدء الحديث معها فقال:-
-هترجعى النهاردة؟
أجابته “ليلى” ونظرها فى الهاتف بلا مبالاة:-
-امممم بس أخلص الكام مشوار اللى ورايا 
-ما هو واضح أنك مشغولة هبابه
قالها وهو ينظر عليها بينما تنشغل “ليلى” بالنظر إلى الهاتف، رفعت “ليلى” نظرها للأمام وهى تتذكر الأحداث التى ربت لفعلها اليوم لتقول:-
-هوصل لشركة الأعلانات وبعدها هطلع على الكلية أستخرج الشهادة لعهد وبعدها هروح استلم شوية اوردرات جاية من سنغافورة لعهد على عنوان الشقة هنا وهروح أسلم النسخة الأولى من الكتاب للدار وبعدها هرجع
نظرت إلى “عطيه” بعد أن انهت حديثها ليقول:-
-دا أنتِ مشغولة جوى النهاردة ويومك زحمة 
أومأت له بنعم وقالت:-
-شوية 
تبسم بعفوية ثم قال :-
-أنا كنت هرجعك معايا بس مكنش حابب أكون عبء عليكى فى يومك الزحمة
عادت بظهرها للخلف بتعجب وحدقت به من الرأس لأخمص القدم ثم قالت:-
-كدة
نظر إلى ملابسه بتعجب شديد وهو يتساءل هل بيه شيء أم ملابسه ملوثة، تنحنحت “ليلى” بحرج من قولها وقالت:-
-مش قصدى حاجة
أوصلها إلى مبنى شركة الأعلانات ثم رحل...

 
أنهت “عليا” تدريبها واخذت قسط من الراحة قبل أن تكمل فذهبت إلى الكافتريا وكانت تنظر إلى الهاتف حتى أتاها صوت “عمر” من جانبها لتقول:-
-بتعملى أيه؟
تبسمت “عليا” وهى ترفع عينيها إليه ثم قالت:-
-بتسلى
وقف جوارها وهو يضع كوب القهوة أمامه على الطاولة ثم قال بحرج:-
-متزعليش عشان شديت عليكى فى التمرين أنا عاوزك تكونى بطلة العرض الجاى
تبسمت “عليا” بسعادة وهى تلتف له بعفوية ثم قالت:-
-بجد
نظر إلى بسمتها ويدها التى تشبثت به بعفوية وتلقائية لتخجل من نظراته وأبعدت يدها سريعًا ثم قالت:-
-أنا أسفة
تبسم بخفوت عليها وقال:-
-ولا يهمك أنا مبسوط أصلا أن مفيش بينا أى حرج وعاجبنى عفويتك يا عليا 
تبسمت بخجل شديد وهى تنظر إلى الأسفل باستحياء ثم قالت:-
-عن أذنك 
غادرت وهو يتابعها بنظراته …

 
أستيقظت “عهد” من نومها وكانت نائمة بمنتصف الفراش، فركت عينيها بسبابتها وهى تبحث عنه بجوارها لكنها لم تجده لتتماطى بتكاسل شديد فرأته يجلس على المقعد فى الشرفة وحده شاردًا ومهموم، ترجلت من فراشها وهى تسير إلى الشرفة ثم جلست على يد المقعد الذي يجلس عليه ثم قالت:-
-مالك يا نوح
رفع نظره إليها بهدوء ثم أخذ يدها فى يده ليقول:-
-سلامتك يا روح يا نوح
وضعت يدها على وجنته لتدير رأسها إليها بقلق لتتقابل أعينهما ثم قالت:-
-ما لك يا نوح، متفهمنيش أن اللى مشقلب حالك كدة هو حبس عمك 
تنهد “نوح” بتعب ثم قال بقلق:-
-مفيش يا عهد
تبسمت بعفوية شديدة ثم قالت بحنان دافيء يطمئن قلبها:-
-ممكن تحكي ليا يا نوح أنا مش هخون سرك ولا هطلعه برا 
أخذ “نوح” يدها بحُب وجعلها تقف من مكانها لتجلس على قدمه وعينيها مُتشبثة بعينيه الحزينة ثم قال:-
-أنا مش شاكك فى دا يا عهد، وأنتِ مرتى وسترى وسندى ولو شكت لحظة انك ممكن فى يوم تخونى سري أو تطلعى سر بيتى برا مكنتش حبيتك ولا كملت وياكى
رفعت يدها إلى وجنته بلطف لتداعب شُعرات لحيته القصيرة ثم قالت:-
-طب ما لك؟ أنا فعلا قلقانة عليك يا نوح أنت مبصتش لنفسك فى المرايا ولا أيه؟
تنهد “نوح” بحزن شديد ثم قال:-
-تفتكرى يا عهد هيحصل أيه لو كنت أنا جتلت خالد بعمد ولا كنت أجرت ناس يجتله
تعجبت من سؤاله ثم قالت :-
-لا طبعا مينفعش، مفيش حد بيقتل حد من عائلته وأزاى أصلًا هتخلق الحرب بينك أنت وباباك وعمك
قصي “نوح” لها حديث عمه عن قتل “نادر” لتفزع بخوف أكثر فهى كانت تخشي نساء هذا الرجل لكنه تجرأ على قتل أبن أخاه فقالت بعيني باكية:-
-هو فى قسوة قلب كدة
وقف “نوح” من مقعده ودلف للغرفة لتدخل “عهد” وراءه بخوف لتفزع عندما ترأه يخرج مسدسه من دولابه ولتقول:-
-وأنت ناوى على أيه؟
أستدار لها بحزن شديد وهو يقول:-
-على حج أخويا 
أتسعت عيني “عهد” بصدمة قاتلة وقالت بذعر:-
-على القتل، عاوز تحارب عمك ويا ترى هو بقى هيقف ساكت ولا هو يرد الضرب عليك ويضربك بالنار تانى 
نظر “نوح”لها بضيق شديد ليقول:-
-أنتِ بتتريجى عليا
-لا حاشة لله أنا اقدر اتريق على جوزى بس مش دا اللى هو عمله قبل كدة وقدام عينى ولا أنت مش واخد بالك من اللى حصل، وبتقول قتل أخوك يعنى مش هيخاف يعملها 
قالتها بانفعال شديد من القلق عليه وخوفًا من أن تفقد زوجها فى هذا الصراع ليصيح هو الأخر يفرغ غضبه بها قائلاً:-
-وحج أخويا أنا مهسبهوش 
فقدت “عهد” أعصابها على هذا الرجل الذي يصبو إلى الموت والحياة المليئة بالخوف فمسكت “عهد” تي شيرته من الأمام بيدها وبالأخر يسلب منه المسدس لتقول:-
-وحجى أنا كمراتك فين؟ عشان اللى راحوا أخسرك أنا ليه يا نوح، أنا مش هسمح لك بدا أبدًا ولو عاوز تمشي فى طريق الثأر والعادات بتاعتكم دى يبقى على موتى يا نوح، موتى يا نوح وأعمل بعدها اللى أنت عايز
دفعها “نوح” بعيدًا عنه ويقول بأنفعال:-
-فضلت أفكر طول الليل وموصلتش لحل غير أنى أجتله وأرمى عيلته برا بيتى
أستدار لكى يرحل فنظرت “عهد” له بتوتر وخوف شديد ثم نظرت للمسدس الموجود فى يدها لترتجف يدها وهى ترفع يدها بالمسدس لتضعه على صدرها وقالت:-
-أنا قولتلك على موتى يا نوح أنك تمشي فى الطريق الخطر والأنتقام
أستدار لها بعناد وهو يصرخ قائلًا:-
-مالكيش صالح بيا يا...
اتسعت عينيه بصدمة قاتلة ألجمته عندما رأها تضع المسدس عليها فأرتجف قلبه خوفًا من يدها الموجودة على الزناد فقال:-
-أنتِ بتعملى أيه؟
جهشت باكية من الخوف وتقول:-
-أنا مش هخسرك عشان أى حاجة يا نوح حتى لو كان عشان نادر مش هغلط غلطتى تانى لما أخترت مصلحة عليا عن مصلحتى 
سار نحوها بخطوات بطيء خوفًا من أن يجن جنونها وتفقد عقلها وتضغط على الزناد ويخسرها للأبد، قال يجريها فى الحديث:-
-أنتِ خلاص جررتى أنى هموت
ذرفت دموعها باكية بأنهيار وهى تتذكر كيف أطلق “حمدى” النار عليه فسقطت أرضًا باكية على ركبتيها وهى تقول:-
-أنا شوفته بيضربك بالنار بعينى بدم بارد
جلس على ركبتيه بهدوء ثم جذب المسدس منها بقوة وألقاه بعيدًا ليمسكها من ذراعيها ويجذبها إليه فوقفت على ركبتيها أمامه لتتطلع بعينيه، نظر “نوح” بعينيها بغضب سافر وهو يفكر كيف يعاقبها على فعلتها وهى تفكر بالأنتحار وتركه وحده هنا لتغلبه عينيها الباكية بخوف وتهدأ من روعة قلبه النابض مُتسارعًا لأجلها، ظلت تحدق به عن قرب وهى تعلم بأنه لن يمرر فعلتها بلطف بل ستنال عقاب كبير منه وربما يتجاوز العقاب هذه المر الخصام لكنها صُدمت عندما قبل دموعها الموجودة على وجنتيها بحنان لتتنفس الصعداء مُستسلمة لهذا الرجل العنيد ابعدها عنه وهو يمسك ذقنها بأنامله وتطلع بها ليقول بهمس شديد:-
-أنا مهملكيش يا عهدى
أومأت له بصمت وعينيها تتطلع به فجذب رأسها وهو يمسك بذقنها إليه وقبل أن يُقبلها سمع صوت صراخ من الأسفل فأبتعد عنها بضيق شديد ووقف لكى يترجل للأسفل وهى تركض خلفه وعندما وصل للأسفل كانت “فاتن” تصرخ هى وبناتها مع والدته ووالده و”فاتن” تقول:-
-محدش عملها غيرك أنت وولدك يا على عاوزين تخلصوا منه عشان خايفين منه
أتاها صوت “نوح” من الخلف وهو يقول بنبرة قوية قائلًا:-
-لا وأنتِ الصادجة رُكبنا بتخبط فى بعض منه
أستدارت “فاتن” له لتراه يصبو غليها بخطوات غاضبة ثم قال:-
-لو فينا حد بيخاف من التانى يبجى جوزك هو اللى خايف
تحدث “سلمى” بنبرة هادئة:-
-ما تهدى يا فاتن وخلينا نعرف نفكر كيف نطلعوا 
صُدم الجميع عندما صرخ “نوح” بوالدته قائلًا:-
-إحنا مالناش صالح ومهنطلعش حد
تحدثت “أسماء” بغضب من رده :-
-يعنى ايه هتهمل عمك للسجن
تبسم وهو يمسك ذراع “أسماء” بمكر شديد ليجذبها إليه وقال بتهديد:-
-لما تروحى تزورى أبوكى  جوليله لو متعدمش وطلع أنا اللى هعدمه
دفعها بقوة ثم قال بنبرة عالية سمعها الجميع:-
-حُسنة
أتسعت عيني “أسماء” من رده بصدمة قاتلة، أتت “حُسنة” إليه فقال بضيق:-
-أطلعى فضي الأوض اللى فوج 
نظر “نوح” إلى زوجة عمه وبناته وقال بسخرية باردًا:-
-أصلى محتاجهم هحط فيهم شوية كراكيب، ومعاوزش أشوف وش حد فيكم.. بيتى وأنا حرة فيه 
جذبت “حورية” ذراع أختها لتبعدها عن طريقها وتقترب أكثر من “نوح” ثم قالت بغيظ شديد من رده:-
-أنتِ بتطردنا بجى من دارنا 
قطعها بحدة ونبرة صارمة جدًا قائلًا:-
-دااااارى ولا منتش واخدة بالك يا بت عمى انكم جاعدين فى ملكى وبتأكله من مالى 
أشتاطت غضبًا وهى تكز على أسنانها منه ثم قالت:-
-دا أنت بتكدب الكدبة وبتصدجها بجى، دارك ومالك وأنت حرامي أصلًا
كاد أن يرفع يده ليصفعها بقوة لتهرع “عهد” إليه تتشبث بيده بلطف وقالت بلطف:-
-نوح!!
توقف عن غضبه لأجل زوجته المُحبوبة فقط ثم رفع حاجبه ببردو شديد يُثير غضبهم أكثر:-
-أنا بحب أكل مال حرام واللى فى أيدكم أعملوا ولو تعرفوا تثبتوا حاجة أثبتوها.. تعالى يا عهد
تبسمت “حورية” بخبث شديد ومكر وهى تراقبهما عن كثب و”نوح” يغادر بزوجته لتقول بتهديد واضح:-
-خلى المال ينفعك يا نوح بس متنساش يا ولدى عمى أنا بنا تار خالد ودا مبيتأخدش من الفلوس
كاد أن يلتف لها وهذه المرة كان سيصفعها دون تردد لكن “عهد” تشبثت بذراعه وهى تتبأطاه وقالت:-
-عشان خاطرى يا حبيبى
أسرته كلمتها الأخرى وهو يحدق بعينيها الباسمتين لأجله ويتلألأنا بالحب الدافيء الجميل فصعد بها الدرج وهو يهمس فى أذنيها قائلًا:-
-إحنا كنا بنجول أيه جبل العجر دول ما يجطعونا 
خجلت “عهد” من حديثها وهى تتذكر كيف أوشك على تقبيل شفتيها لتقول عندما نكزته فى خصره بذراعها:-
-نوح .. عيب 
قهقه ضاحكًا عليها وهو يقول:-
-أنتِ أول واحد تجول لجوزها عيب تخيلى
قهقهت ضاحكًا عليه وعندما أنهت الدرج هربت منه وهى تقول:-
-هروح أكلم ليلى ضرورى
ضحك عليها وهى تهرب منه إلى الغرفة وتغلق الباب فى وجهه...

 
خرجت “ليلى” من شركة الأعلانات لتُدهش عندما رأته يقف أمام السيارة مُرتدي قميص أسود اللون وبنطلون رمادي ويرفع كم قميصه إلى ساعده ليبرز عروق ذراعه وهذه الخطوط العرضية تأسرها بجماله ويفتح أول ثلاثة ازرار من قميصه ليظهر جزء من صدره العاري لقد تبدل حاله تمامًا وشعره الأسود مرفوع للأعلى تجاه اليسار، أقتربت نحوه وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها بأرتباك شديد واحمرت وجنتها خجلاً لكنها حاولت أخفاء خجلها بعيدًا لتقول:-
-بتعمل أيه هنا مش قولت هترجع الصعيد
تبسم وهو يفتح باب السيارة ويقول:-
-جولت أكسب فيكى ثواب
صعدت للسيارة وهى تقول بسخرية:-
-جولت!
صعد “عطيه” بجوارها وقال بضيق من سخريتها منه:-
-أيه أغير لهجتى كمان؟
تبسمت “ليلى” وهى تقول:-
-بهزر على فكرة ومش تريقة بس شكلك حلو
نظر لها بخجل من مدحها له وإعجابها بملابسه ثم قال:-
-شكرًا
ضغط على زر التشغيل وأنطلق بسيارته وهى تدخل العنوان فى وجهة جهاز الخريطة فى السيارة لتذهب معه إلى الدار أولًا وعندما دخلت رأت مؤظفة الدار الغليظة ومعها الموظف الأغلظ منها فدومًا ما يغازل “ليلى” ويُفرض نفسه عليها لكى ترتبط به، أختبأت منها خلف أحد الأعمدة وجذبت “عطيه” معها، نظر لها بدهشة من قُربهما من بعض وهو يقف أمامها ويشعر بأنفاسها تضرب صدره العارى وتخفض “ليلى” أنظارها للأسفل خجلًا منه ثم قالت:-
-خمس ثوانى بس خليهما يمشوا
نظر “عطيه” من خلف العمود عليهما لترفع يدها سريعًا إلى وجنته وتجذبه خلف العمود فتتطلع بها بدهشة وضربات قلبه تتسارع من لمسة يدها وقربها منه هكذا وصوت أنفاسها كل شيء بهذه الفتاة يُربكه، قطعهما صوت الموظفة تقول:-
-هتفضلى مستخبية كدة يا ليلى هانم 
تنهدت “ليلى” بيأس من فشلها فى محاولة الأختباء ثم خرجت من خلف العمود وقالت:-
-أنا!!
صاحت الموظفة بها بأغتياظ شديد:-
-أنتِ جاية تقوليلى أن الكاتبة المشهورة معملتش التعديلات اللى أنا طلبتها يا حرام أصلها مشغولة فى اليوتيوب والإعلانات بتاعته 
رفعت “ليلى” عينيها فى الموظفة ثم قالت:-
-لا خالص هى شاغلة فيه مش مُتجاهلة اللى قولتى 
صاحت الموظفة بحدة صارمة تقول:-
-أنا مش هسمع مبررات، عرفى عهد أنى مش هصبر كثير عليها وأن مش هى بس اللى مشهورة ولا هى بس اللى معها قلم تكتب بيه 
غادرت الموظفة قبل أن تنتظر جواب “ليلى” فتنهدت “ليلى” بضيق شديد وكادت أن ترحل ليستوقفها صوت هذا الشاب الغليظ يقول:-
-ليلتى عاوزك فى كلمة
كزت على أسنانها بضيق شديد وهى تكاد أن تلكمه فى وجهه وتقول:-
-ليلتك سوداء شبه وشك، قولتلك متنادينيش بالأسم دا .. أسمة أنسة ليلى وياريت منرفعش الألقاب 
نظر “عطيه” له بأغتياظ شديد من حديثه وتعابير وجهها توحى بأنها لم تقبل الحديث من هذا الرجل بل تشمئز منه جدًا، كادت أن ترحل ليقف هذا الشاب أمامها وقال:-
-أنا لسه عند موقفى يا ليلى وشاريكى 
كاد أن يمسك يدها ليُصدم عندما مسكه “عطيه” بقوة من يده وقال:-
-جالتلك مترفعش الألجاب 
أبعده عن طريقهم ثم أخذ يدها وغادر بها مُندهشة من فعلته وعندما خرجوا من الدار توقفت “ليلى” عن السير ثم قالت:-
-عطيه 
ألتف لها بعد أن جذبت يدها من قبضته وملامح وجهها الغاضبة تخبره بما يُدور بداخلها وعينيها تسأله بطريقة مباشرة عن سبب فعله لكل ذلك معها فتحدث مُجيب عن كل أسئلتها قائلًا:-
-أنا عاوزك يا ليلى 
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول شديد ليتابع مُسرعًا:-
-فى الحلال طبعًا لأن أنا راجل معرفش اللف والدوران ولا حاجة أسمها أرتباط وحديد نص الليل فى التليفون 
صمتت وهى تحدق به ثم سارت للأمام وتعبر الطريق وهو يسير خلفها ويرى شرودها وحيرتها فى صمتها وظلت تسير حتى اقتربت من النيل وتوقفت لتستدير له قاطعة صمتها بنبرة جادة قالت:-
-أنا مقدرش أعيش فى الصعيد، أنا مش هسيب هنا.. أنت تقدر تسيب الصعيد عشانى
تحدث بنبرة جادة قائلًا:-
-أسيب مالى وأرضي وبيتى وعيلتى وأهلى وأعيش هنا كيف
تبسمت بحرج من رده ثم قالت:-
-وأنا كمان أعيش هناك أزاى ؟
حدق بملامحها الجادة وهو يشعر بأنها تكاد ترفضه ثم قال بهدوء:-
-ويايا وجارى دا مش كفاية
تبسمت له بسخرية شديد وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول:-
-وأنك تعيش هنا معايا مش كفاية ليك
تنهد “عطيه” بهدوء قبل أن يخطأ فى الحديث ويُرتب كلماته قبل أن يتفوه بها ثم قال:-
-مجصدش أوجاعك بس أنتِ عايشة أهنا لحالك يا ليلى لكن هناك أنا عايش مع عيلة مسئولة منى، أمى وخيتى كيف أهملهم لحالهم هناك وأجى أهنا، لكن انتِ لحالك وحتى صاحبتك عهد بجيت هناك
قهقهت ضاحكة وهى تنظر جانبًا ثم عادت بنظرها إليه وقالت:-
-هههه يبقى أنا اللى لازم أتنازل مش كدة، أنا مش هسيب هنا يا عطيه حتى لو عشانك وكويس أنك فتحت الموضوع دلوقت عشان أعرف أتحكم فى قلبى ومشاعر من البداية ومفضلش عايشة فى أوهام.. ممكن ترجع يا عطيه لأنى غيرت رأى ومش هرجع النهاردة ويا ريت تنسي أى حاجة ليا جواك، أنا مش عاوزك فى حياتى 
غادرت بعد أن حطمت قلبه برفضها له وهو واقفًا كما هو لا يُصدق حديثها وكيف رفضته لأجل لا شيء سوى العيش فى القاهرة..
google-playkhamsatmostaqltradent