Ads by Google X

رواية عشقت من الصعيد الفصل السادس 6 بقلم حنين عماد

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقت من الصعيد الفصل السادس بقلم حنين عماد

 رواية عشقت من الصعيد الفصل السادس

قالوا عن العائلة هي الملاذ في عالم لا قلب له .. هي الأمان من وجع الدنيا .. هي ذلك الركن الآمن الذي يحتمي به الفرد من كل أذى .. هي الدفئ الذي يسري في الروح مسرباً الراحة والسكينة .. تنظر إيمان لدعاء وعقلها يشرد بكثير من الذكريات .. لطالما أحست أن حياتها ينقصها شئ .. لطالما أحست بحاجتها لمن يشاركها فرحها وحزنها .. كان والدها ووالدتها يحرصان دوماً على ان يكونا أصدقاءها قبل والديها ولكن بجزء عميق داخلها كانت متيقنة أن تلك المشاعر إن وُجدت مع اخت او ابنة خالة ستكون مختلفة .. مختلفة بشكل اجمل
دعاء: وه! .. سافرتي مني فين عاد؟
قالتها دعاء التي لاحظت شرود إيمان لتبتسم إيمان بهدوء
إيمان: ماسفرتش ما انا قاعدة قدامك اهو
دعاء: جدامي بچسمك بس عجلك سافر يا بت عمتي
إيمان(بابتسامة وهي تنفي برأسها): لا صدقيني انا معاكي بس كنت بفكر
دعاء: بتفكري في ايه عاد؟
إيمان: في اللي احنا فيه دلوقتي دا
دعاء(بابتسامة): معاكي حج يا خيتي .. مين يصدج اني عندي ٢٦ سنة وانتي ٢٧ لكننا اول مرة نشوفوا بعض فيها النهاردة
صمتت إيمان و في داخلها لعنته للمرة المليون .. هو السبب في كل ذلك .. هو من حكم عليها بالفراق عن عائلتها .. هو من جعلها غريبة عنهم .. هو السبب
دعاء: هو انتي على طول إكده؟
إيمان(بعدم فهم): كدا ازاي يعني؟
دعاء: ساكتة وهادية إكده مانتيش متشعوذة كيف ما بنسمعوا عن بنات مصر انهم بيضحكوا ويتكلموا ١٠٠ كلمة في الدجيجة
إيمان(بضحك): طب و دي حاجة حلوة ولا وحشة؟
دعاء: ماعرفاش .. بس أني حباكي إكدة حتى لو مافتحتيش حنكك واصل .. تجدري تجولي إكده ربنا رمى محبتك في جلبي من اول ما عيني نضرتك
إيمان(بعيون لامعة ونبرة صادقة): هتصدقيني لو قولتلك ان انا كمان حاسة انك قريبة اوي مني .. حاسة اني عارفاكي من زمان .. حاسة انك..
دعاء(باستغراب لصمتها المفاجئ): اني ايه؟
إيمان(بعد صمت قصير): انك .. اختي
قالتها إيمان بعد تردد .. كان قلبها يصرخ بتلك الكلمة وعقلها يحاول تذكيرها بأنها لا يجب عليها ان تحب اي منهم لينتصر قلبها امام تلك المشاعر الدافئة التي تدغدغ روحها .. ابتسمت دعاء بفرحة وامسكت بيد إيمان مردفة
دعاء: تعرفي اني كان نفسي يكون عندي اخت من زمان بس ربنا مارادش .. حتى جمر بت خالتي صابرة لما كانت هتلعب معايا زمان كنت ماحبش ألعب معاها إكمني كنت بحس انها ماهتحبنيش من جلبها .. و دلوكت لما بجيت اني وهي في بيت واحد كل مادا بحس بكرهها ليا اكتر مهما حاولت تداري كرهها ديه
إيمان(وهي تعقد حاجبيها باستغراب): بقيتوا في بيت واحد؟! .. هي عايشة هنا؟
دعاء: لاه في بيت خالتي ما اني عايشة معاهم من يوم ما اتچوزت ممدوح ولد خالتي
إيمان: وانتي ليه قاعدة معاهم؟ .. يعني ليه مش قاعدة في بيت لوحدك مع جوزك؟
دعاء: ماينفعش يهمل امه وخيته وحدهم .. هو راچلهم وحاميهم وبعدين اني بجالي ٣ سنين واتعودت خلاص عالعيشة إهنكه
إيمان: والله انتي طيبة يا دعاء دا فيه ستات بتحكم على اجوازهم يجيبولهم بيت لوحدهم ويكتبوه باسمهم كمان
ضحكت دعاء من جملة إيمان التي تبدو بالنسبة لها مبالغ فيها ولكن من داخلها تألم قلبها .. فهي مقتنعة في قرارة نفسها انه ليس من حقها طلب اي شئ بل يجب أن تكون راضية بما يتفضل به عليها زوجها .. انتبهت دعاء على سؤال إيمان
إيمان: طيب وهي اللي اسمها قمر دي بتكرهك اوي كدا ليه؟
دعاء: هي إكده عايشة تكره كل الناس .. تعرفي لو مالاجيتش حد تكرهه هتكره نفسها
إيمان: يا ساتر يا رب
دعاء(بنبرة خفيفة): جال ومسمينها جمر جال .. أمر بالستر .. دول كانوا المفروض يسموها خسوف .. كسوف .. مش جمر
ضحكت إيمان بقوة على جملة دعاء
إيمان(بضحك): انتي مش معقولة
دعاء(بضحك مماثل): اعمل ايه عاد من غُلبي يا خيتي بتفك معاكي بكلمتين .. تعرفي هي بتحاول طول ما احنا إهنه تعاملني وكأني خيتها من لحمها ودمها صوح .. هتمثل عالكل انها هتحبني عشان بس توصل للي في راسها
إيمان: وايه بقا اللي في راسها؟
دعاء: زين اخوي
احدت نظرات إيمان وبدأت النيران تتأجج في صدرها لتردف بنبرة حاولت جعلها هادئة
إيمان: هي بتحب زين؟
دعاء: اللي باين جدام الكل انها هتحبه بس اني عارفة ومتوكدة ان عينها منيه بس عشان يكون في ايدها كل حاچة .. الفلوس والمركز إكمن زين كلها كام سنة ويبجى عمدة البلد دا غير انه ما شاء الله عليه زينة شباب البلد و كيف البدر ليلة تمامه
انهت دعاء كلامها الذي زاد من اشتعال النيران في صدرها .. حاولت التمسك بأخر حبل من زمام هدوء اعصابها لتردف بنبرة يشوبها الفضول المخلوط بالغيرة
إيمان: وهو بيحبها؟
دعاء: لاه .. زين اخوي ماشايفهاش غير بت خالته وبس
حسناً هدأت نيرانها قليلاً ولكنها أبدا لم تخمد وربما لن تخمد حتى ترى تلك التي تضع عينيها على ذلك الهمجي الذي بدأ حبه بالتسرب لقلب تلك العنيدة التي تأبى الاعتراف بما تشعر به .. طرق على باب غرفة إيمان جعلها تخرج من دوامة أفكارها
إيمان: ادخل
فتحت ورد الباب وهي تبتسم بهدوء مردفة
ورد: ست إيمان .. الحاچة صالحة هتجولك انها چهزت علشان ننزلوا السوج
إيمان(بجدية): بس انا مش هنزل
دعاء: وه! ليه يا خيتي؟
إيمان(بابتسامة وهي تقف وتقترب من ورد): مش هنزل غير لما ورد تقولي إيمان بس من غير ست
ورد(بصدمة مضحكة): وه وه وه!! لاه مايصحش يا ست إيمان
إيمان(وهي تعود وتجلس مرة اخرى على السرير): خلاص انا مش نازلة ومش هشوف البلد ولا السوق وذنبي هيبقي في رقبتك
دعاء(بابتسامة): خلاص يا ورد جوليلها إيمان بس
ورد(وهي تهز رأسها رافضة): كيف يعني؟! .. لاه العين ماتعلاش عن الحاچب
دعاء(بعتاب): عين ايه وحاچب ايه يا ورد .. انتي متربية في البيت إهنيه من زمان وانتي عارفي إن أني وزين عدينك اختنا
ورد(بتردد): بس..
إيمان(مقاطعة برفق): مابسش , ولا انتي مش عايزة تكوني اختي انا كمان؟
ورد: وهو اني اطول يا..
إيمان: يا ايه؟
ورد(بابتسامة): يا .. إيمان
دعاء(بابتسامة وهي تقف): شاطرة يا ورد يلا همي بينا ننزلوا عشان نسيبوا إيمان تغير خلاچاتها
إيمان(منادية دعاء قبل ان تخرج): دعاء .. معلش خبطي على خالتو رحمة وشوفيها جهزت ولا لأ
دعاء(باستغراب): چهزت؟! هي عمتي رحمة هتنزل معاكم؟!!!!
إيمان: ايوة
دعاء: لاه مش معجول .. عمتي مابتخرچش من الدار واصل
عقدت إيمان حاجبيها لجملة دعاء واردفت
إيمان: مابتخرجش ليه؟!
دعاء: بعدين يا خيتي .. همي يلا وغيري خلجاتك واني هتدلى استناكي تحت
تحركت دعاء وكادت ان تخرج من الغرفة لتناديها إيمان مرة اخرى
إيمان: دعاء .. معلش ممكن اطلب منك طلب؟
دعاء: اكيد يا خيتي
ابتسمت إيمان حين خطر بعقلها فكرة للعبث مع ابن خالها العابث العنيد .. هل يظن انه وحده من يستطيع بث الربكة بكيانها .. الآن هي ستريه كيف يكون الوضع حين يتحداها فتُرى في ماذا فكرت وكيف ستكون ردة فعل ذلك الصعيدي الغيور
///////////////////
تُمسك دفترها وتكتب به ما يُجيش بصدرها .. فقد بدأ جرحها بالنزيف مرة اخرى حين ذُكر موضوع الخروج من المنزل .. ذلك الموضوع الذي اغلقته منذ سنوات لتستريح ولكنها لم تذق الراحة ابدا منذ تلك الحادثة المشؤومة .. تهرب دمعة من سجن عينيها لتنزل على الورقة التي امامها بجانب تلك الحروف التي خططتها مختلطة بحبر قلمها الازرق .. اغمضت عينيها بقوة وفي داخلها تردد بوجع تلك الجملة التي قرأتها من قبل وتشعر بها تصف حالها بكل دقة ..((كانت أكبر خيباتي هي حبك .. ليتني لم ألقاك يوماً)).. تسمع دق على باب غرفتها لتسرع من مسح دموعها وإخفاء دفترها قبل ان تسمح للطارق بالدخول .. ارتسمت ابتسامة بسيطة على شفتيها حين رأت اختها الحبيبة تدخل الغرفة وفي يدها كوب الينسون المخلوط بالعسل الابيض مردفة
صفاء(بابتسامة): على حسب ما انا فاكرة انتي كنتي بتحبي الينسون بالعسل ف قولت اعملهولك واجي نتكلم شوية لو فاضية
ابتسمت رحمة بسعادة قبل ان تفسح بعض المجال بسريرها لاختها الحبيبة التي لطالما نجحت في اشعارها انها ليست فقط اخت بل ام وصديقة .. ما أن جلست صفاء حتى لفت رحمة يديها حولها بقوة وكأنها تقول لها "انا احتاجك" فترى ما قصتها وهل ستظل حبيسة جدران ذلك المنزل ام ستُطلق سراح نفسها من ذلك الحبس الذي فرضته هي بيدها لتستأنف قصتها وتُسطر بيدها حكايتها
///////////////////
بمكان اخر وبالتحديد في محافظة القاهرة وبأحد الشقق المفروشة وقف ذلك الشاب الثلاثيني رافعاً هاتفه على اذنه وهو يجاهد ليبتلع ريقه الذي اصبح كالحجر بحلقه وملامح القلق ترتسم على وجهه بعدما سمع كلام الطرف الآخر الذي يشوبه التهديد القوي القادر على قذف الرعب بقلبه .. اردف بنبرة يتخللها الرعب ولكنه حاول جعلها هادئة
امجد: والله دا اللي حصل يا باشا
…(بحدة): انت هتستهبل يالا
امجد: انا اعمل ايه بس يا باشا والله البت اختفت هي وامها
…(بنبرة غاضبة ومنفعلة): لا يا روح امك الكلام دا مش معانا .. القضية لسة ماخلصتش ومش معنى اننا خرجناك يبقى انت كدا طلعت برا الموضوع .. احنا ممكن في ثانية ندخلك تاني ونخليك تشيل الليلة كلها وساعتها يا حلو هتعفن في السجن ومش هتشوف نور الشمس مرة تانية .. فاهمني؟
امجد(وهو يبتلع ريقه برعب): فاهم يا باشا .. ماتقلقش انا هفضل ادور عليها وهجيبها ولو تحت الارض
…: لما نشوف
وبدون كلمة اخرى انقطع الاتصال بين امجد وذلك الرجل ليعلم أن الأمر لم يعد بسيطاً .. إن حياته اصبحت مقابل حياتها
امجد(بتوعد): هلاقيكي .. هلاقيكي يا إيمان
////////////////////
يجلس على كرسيه بجانب والده ولكن بعقل سارح في تلك الدقائق التي قضاهم وتلك العنيدة بين ذراعيه .. يتذكر تلك الغيرة التي لمعت بعينيها حين رمت كلامها عن عناقه لأخته .. يبتسم من داخله على ما فعل وكيف لم يُطفئ نارها ويخبرها ان من احتضنها هي اخته وليست فتاة غريبة بل و تمادى في التمثيل باستمتاع ليشعر بلهيب غيرتها يكاد يحرق المنزل بمن فيه .. يشعر بسعادة لا تُوصف لغيرتها عليه ؛ فإن الغيرة ليست من دلائل الحب فقط بل هي من كمائل الحب .. لا يوجد احد يحب ولا يغير .. غارت عليه مثلما غار عليها .. إذا ليس الوحيد الذي تسربت إليه تلك المشاعر .. سعادته البالغة انسته مكالمتها التي اشغلته وفجرت براكين الغيرة بصدره
قمر(وهي تقدم له فنجان القهوة): اتفضل يا زين
زين: ما انتي عارفة يا بت خالتي اني ماهحبش الجهوة .. على العموم تسلم يدك ..(اخذ الفنجان ووضعه على الطاولة امامه ليردف بهدوء).. جوليلي بجا لساتك مصممة ماتكمليش تعليمك عاد؟
قمر(وهي تجلس بجانب والدتها بابتسامة): لاه اني إكده مرتاحة وبعدين اديني اخدت الثانوية العامة يبجي اجعد بجا اساعد امي
صابرة(وهي تربت على ظهرها): ديه جمر دلوكت الله اكبر عليها شايلة البيت كله من طبخ لغسيل ل كل حاچة .. والنبي أني ماعرفاش لما تتچوز اني هعمل ايه من غيرها
سالم(بهدوء وهو يرتشف القليل من القهوة): لما تتچوز انتي هتيچي إهنيه تجعدي مع خيتك .. انتي خيتي يا ام ممدوح كيف ما انتي خية صالحة ولجل عيونها اشيلك على راسي
لمعت عيون صالحة بسعادة ودق قلبها لكلام زوجها الحبيب فهو رغم طبعه الصعيدي واعتياده على عدم اظهار مشاعره بكثرة إلا انها تحس بحبه لها في كل تصرف يفعله ولذلك فهي تعد نفسها اسعد النساء وأبلغهم حظاً لأنها زوجته
صابرة(بابتسامة): تسلم يا عمدة إلهي ما ننحرم منيك ابداً
صالحة(بنبرة صادقة يشوبها الحب): امين يا رب
سالم(وهو يقف): اني هجوم بجا عشان عندي جعدة عرفية النهاردة
زين(وهو يقف بجانبه): محتاچني معاك يابوي؟
سالم: وهو اني ماهعرفش امشي الجعدة من غيرك يا واد؟
زين(بلهفة وتدارك): لاه العفو يابوي, اني جصدي...
سالم(وهو يربت على كتفه): هضحك معاك يا ولدي .. ماتجلجش دي جعدة صغيرة واني برضك لسة الكبير وليا كلمة
دعاء: ربنا ما يحرمناش منيك يابوي
قالتها دعاء التي انتهت للتو من مساعدة إيمان في طلبها ونزلت لتنضم للجميع بالاسفل لتتركها تبدل ملابسها بدون حرج .. ابتسم سالم وضم ابنته لصدره مردفاً
سالم: ايه يا حبيبتي نزلتي ليه وسبتي بت عمتك؟
دعاء: سبتها تغير خلاچاتها
قمر(باستغراب يشوبه الغيرة): وه! بت عمتك كيف يعني؟
دعاء(بابتسامة يشوبها الاستفزاز): اصل عمتي صفاء وبتها چُم امبارح إهنيه واني كنت هتكلم معاها ..(ثم نظرت لسالم لتردف بنبرة صادقة تعمدت جعلها مستفزة).. بس تعرف يابوي إيمان ديه طلعت حلوة جوي جوي كيف ما كنت بتجول واكتر كمان
احتدت الغيرة بصدر قمر لتردف بغل
قمر: وهي چت إهنيه ليه؟
كانت نبرتها المحتدة كفيلة لجعل سالم يتخلى عن هدوءه الذي دائماً يتحلى به فهو لن يسمح لأحد بأن يقول حرفاً بحق اخته او ابنتها ولكن قبل ان ينطق حرفاً كان صوت زين الذي يشوبه الغضب يصدح قائلاً
زين(بحدة): يعني إيه چاية ليه؟ چاية إهنيه في بيتها وبيت خالها وچدها .. يعني تيچي وجت ما تحب وعلى مزاچ مزاچها كمان
صُدمت قمر من طريقة زين الحادة معها فهو دائما يراعي انها صغيرة في السن ، فهي لم تتعدى ال25 عاماً ولذلك كان يعاملها بهدوء ولين كأخته ولكن ان كان الأمر سيمس من دق القلب لأجلها فلن يراعي انها ابنة خالته وسيوقفها عند حدها .. تنحنحت قمر لتردف مدعية الهدوء والمسكنة
قمر(مدعية البراءة): اني ماجصدش يا زين مايبجاش طبعك حامي إكده .. اني اجصد يعني ان بعد السنين دي كلها..
دعاء(مقاطعة بنبرة لا تقبل النقاش): بعد سنين بعد شهور دي حاچة بينهم وبين چدي عبد الحميد, وبعدين اهم رچعوا بألف سلامة وينوروا بيتهم وجت ما هما عايزين ووجت ما يحبوا
قالتها دعاء بنبرة دفاعية فهي لن تسمح لتلك الخبيثة او لأي احد بقول شئ قد يحزن ابيها الذي دائما يعاملهم احسن معاملة ولا يسمح لأي أحد بقول حرف في حقهم سواء في حضورهم او غيابهم وبالتأكيد هي لن تريد احزان عمتها او ابنة عمتها التي شعرت معها برابطة قوية لن تسمح لأي احد بتمزيقها .. ابتلعت قمر باقي الكلام الذي كانت ستقوله ونظرت لدعاء بنظرة حادة فهي لأول مرة ترد عليها بتلك الطريقة وتستغل وجودها وسط عائلتها ولكنها لا تعرف ان دعاء رغم طيبتها إلا ان عائلتها خط احمر عندها لا يمكن المساس به
صابرة(بابتسامة بسيطة): على العموم حمد الله على سلامتهم يا حاچ
سالم: الله يسلمكم
قالها سالم باقتضاب ولكنه فرح من داخله من كلام زين ودعاء فهو الآن تأكد من انه اذا اصابه شئ لن يشعر بالقلق على اخته وابنتها مثلما كان يفعل .. الآن نجح في ربط وثائق العائلة بقوة ليكون مستحيلاً قطعها مرة اخرى .. نظر سالم لصالحة مردفا بهدوء
سالم: اني هخرچ دلوكيت .. ماتعوجوش في السوج يا ام زين
صابرة: وه! انتي نازلة السوج يا خيتي؟
صالحة: ايوة, ورد ناجصها كام حاچة إكده في جهازها جولت انزل معاها نچيبوهم مش هعوج ماتجلجيش عجبال ما تشربي الشاي اكون چيت
صابرة(وهي تقف): لاه احنا هنروحوا ونبجى نچيلك يوم تاني
صالحة(وهي تقف مثلها): وأني لحجت اجعد معاكم؟!
صابرة(بابتسامة بسيطة): معلش تتعوض ان شاء الله .. يلا يا جمر
قمر(بابتسامة مدعية البراءة): ما نجعد شوية ياما دا حتى دعاء مالحجتش تجعد مع عماتها
دعاء(بابتسامة مستفزة): لاه اني هبجى اجول لممدوح واچي تاني ان شاء الله ما هما موچودين هيروحوا فين عاد
قالتها دعاء وهي تنظر بتحدي لقمر التي كانت تريد ان ترى تلك التي تسمى إيمان والتي ستشكل تهديدا كبيرا عليها .. وكأن القدر استجاب لأمنيتها فصدح صوت إيمان التي اردفت
إيمان(بابتسامة): انا جاهزة يا خالتو صالحة
قالتها إيمان من اعلى السلم وهي تقف امام باب غرفتها مرتدية ذلك الفستان الذي لائم جسدها بشكل مثالي جعل ذلك الذي يقف بالاسفل يفغر فاهه مسحوراً بجمالها الذي تحول ليأخذ الطابع الصعيدي وبالأخص بعدما وضعت دعاء لمساتها الفنية حسب طلب إيمان فقامت بتكحيل عينيها كما تفعل المرأة الصعيدية محولة عينيها لسهام قاتلة تصيب قلوب الرجال ولم تكتفي بذلك بل أجدلت شعرها على شكل ضفيرة مُسدلة إياها على ظهرها بعد ان تعمدت تهريب بعض الخصلات المتمردة منها .. تعلقت عينيها بعينيه وابتسمت داخلها وهي ترى تأثيرها عليه .. تهادت في نزولها على السلم بذلك الفستان الذي رغم طوله واحتشامه إلا انه قد اعطى لها مظهراً فتاكاً .. ابتسم سالم وضم إيمان لصدره مردفاً
سالم(بابتسامة وإعجاب): ايه الچمال ديه كله يا حبيبة خالك
صالحة(بإعجاب مماثل): جول ما شاء الله يا حاچ
سالم(وهو يربت على ظهرها بحنان): ما شاء الله .. تبارك الله احسن الخالقين
دعاء(بابتسامة): طالعة كيف البدر ليلة تمامه يا خيتي
ابتسمت إيمان بخجل ولكن ليس من تلك الجمل التي امطروها بها وإنما من نظراته المثبتة عليها .. اخجلتها بل اشعلت وجنتاها خجلاً واربكت قلبها .. ماذا يحدث لها الآن .. صوت خطوات على السلم يتبعه نزول رحمة وصفاء اللتان كانتا تجلستان بغرفة رحمة ليتكلموا كما يشاؤون مُوصلين حبال الود التي انقطعت لسنوات .. تقدموا منهم بهدوء بالأخص من صفاء التي لا تعرف هوية من يجلسون مع اخيها وعائلته لتردف رحمة
رحمة: مالكم واجفين إكده ليه؟
بينما اردفت صفاء حين لاحظت وجود دعاء بالأسفل معهم
صفاء: هي إيمان لسة مانزلتش؟!
ابتسمت إيمان قبل تستدير لوالدتها التي شهقت من المفاجأة
صفاء(بذهول): إيمان؟! ايه دا؟!
إيمان(بابتسامة): ايه رأيك فيا؟ انفع صعيدية؟
رحمة(بإعجاب وهي تتقدم منها): دا انتي تنفعي بالجوي كمان .. ما شاء الله الفستان كأنه متفصل عليكي ..(ثم ضيقت عينيها بتفكير).. بس ناجصه حاچة
إيمان: حاجة ايه؟
اقتربت رحمة من إيمان لتقوم بفك ذلك الكردان الصعيدي البسيط من حول رقبتها وتلفه حول رقبة إيمان وسط نظرات اعجاب البعض وسعادة البعض وغيرة البعض
رحمة(بابتسامة رضا): إكده تمام
إيمان(وهي تملس بيدها على الكردان): دا كتير اوي
سالم(وهو يربت على ظهرها بحنان): مفيش حاچة تكتر عليكي يا حبيبة خالك
ابتسمت إيمان بسعادة حقيقية لذلك الدفئ الذي شعرت به وسط ذلك الجو الاسري الحميم .. اما هو فكان صامتاً لا يقدر على قول حرفاً واحداً وكأنه قد فقد قدرته على الكلام .. كانت نظراته المثبتة عليها وكأنه مسحور تُزيد من غيرة تلك التي تقف بعيون تضخ الغل لقلبها ضخاً ... قام سالم بتعريف إيمان وصفاء على صابرة وقمر التي ما ان وقعت عيني إيمان عليها رأت فيهما خبث الدنيا ومكرها ولكن هل يكفي مكرها ذلك لخداع تلك القاهرية ام ان الحرب بينهم ستبدأ ولن تنتهي على خير أبدا لطرف ما, أما الطرف الآخر فسيعترف قائلاً عشقت من الصعيد
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية عشقت من الصعيد " اضغط على أسم الرواية


google-playkhamsatmostaqltradent