Ads by Google X

رواية جبران العشق الفصل الثلاثون30 - بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية جبران العشق البارت الثلاثون30 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل الثلاثون30 

أخيرا سمح لهم الطبيب بالذهاب بعد أن اطمئنوا أن وضعها استقر تماما ولا خطر عليها ابتسم لها مطمئنا اقترب من فراشها يحادثها مترفقا :
- حياة الدكتور كتبلك علي خروج أنا جبتلك هدومك 
اضطربت حدقتيها خوفا جلس جوارها علي الفراش علي بعد قريب منها يمسك أحد كفيها بين يديه تلاقت مقلتيها بعينيه ليبتسم يهمس لها :
- ما تخافيش يا حياة ما حدش هيقدر يمس شعرة منك قسما بالله لهدفعه تمن اللي عمله فيكي بموته ... خلي عندك ثقة فيا أنا عمري ما هأذيكي يا حياة
رغما عنها ترقرقت الدموع في مقلتيها اومأت له خائفة لا تعرف ما عليها أن تفعل هي فقط تسير مع التيار تسير وفق ما يقولون وتتمني فقط الا تعاني من جديد .. رفعت وجهها إليه تنظر لابتسامته الهادئة بين كدمات وجهه المتفرقة ماذا حدث له كيف اُصيب كان بخير قبل بضع ساعات فقط اختفي بصحبة ذلك الرجل وحين عاد كانت الكدمات تتواجد في عدة مناطق متفرقة من وجهه .. كادت أن تسأله عما حدث حين دُق الباب وظهرت تلك الطبيبة الجميلة صاحبة الأعين الزرقاء تغمغم مبتسمة :
- حياة جاهزة عشان هنتحرك
قام زياد سريعا يومأ برأسه بالإيجاب يغمغم :
- ايوة يا دكتورة جاهزة ... هنحصل حضرتك
ابتسمت لينا تهز رأسها بالإيجاب تركتهم وخرجت وقف زياد يمد يده إليها ترددت للحظات قبل أن تضع كفها في كفه شد يدها برفق لتقف يمسك حقيبة ثيابها بيده الأخري شدد علي يدها يهمس لها مطمئنا :
- ما تخافيش يا حياة أنا جنبك دايما مش هسيبك
تحركت قدميها ترتجف خطواتها بالكاد تحملها تشعر بالبرد وهم في الصيف خرجت معه من الغرفة لتجد ذلك اللواء الذي كان في غرفتها ومعه الطبيبة التي علمت منها أنها زوجته يقفان يتشكسان وكأنهم أطفال لا تصدق أن رجل مثله بهيبة مخيفة يقف يضحك مع زوجته بتلك البساطة 
التفت خالد لهم ما أن خرجوا نظر لوجه زياد ليبتسم ساخرا في حين توترت قسمات وجه زياد ذلك الرجل يمتلك قبضة مؤلمة حقا الآن فقط عرف لما كان زيدان يخشي من خاله كل ذلك القدر اقتربت لينا من حياة تمسك بيدها تحادثها مبتسمة :
- تعالي يا حبيبتي صدقيني هتنبسطي معانا أوي دا إحنا عايشين في العباسية علي رأي خالد
تحركت بصحبتها للخارج تغمغم بحماس وهي تضحك:
- عندك مثلا جاسر دا مجنون رسمي ولا حسام ابن خالد الكبير متجوزة سارة بنت عمه بس ايه واد سكر كدة هو ومراته .. ولينا بقي بنتي وولادها ياسين ووتين حبايب قلبي وخصوصا ست توتا قلب جدها 
وبدأت تتحدث بلا توقف وحياة تتابعها بابتسامة صغيرة قلقة تحركت معها إلي سيارة سوداء ليفتح أحد الحراس الباب شهقت حياة خائفة حين تذكرت حراس صاحب الظل تتمسك بذراع لينا لتربت الأخيرة علي كتفها تهمس لها تطمئنها :
- ما تخافيش دا حسن الحارس بتاع خالد .. اصل أنا زوجة رجل مهم ، اركبي يا حبيبتي
نظرت حياة حولها لتجد زياد يقف خلفها علي بعد عدة خطوات اقترب منها يغمغم :
- اركبي يا حياة ما تخافيش ، أنا هفضل معاكِ لحد ما اوصلك ما تخافيش 
امسك بكفها يسندها لتصعد للسيارة جلست لينا جوارها أغلق زياد باب السيارة عليهم توجه لمقعد السائق سيوصلهم ويعد لهنا من جديد ليأخذ سيارته إلا أن خالد أخبره حين جلس جواره :
- ادي مفاتيح عربيتك لحسن هيجيب عربيتك ورانا بدل ما ترجع تاني 
وحقا كان ممتن لذلك اعطي المفاتيح للحارس وأدار محرك السيارة حرك مرآة السيارة الأمامية ليري حياة من خلالها ابتسم لها حين ظهر انعاكسها في سطح المرآة ليمد خالد يده يعدل المرآة لوضعها الأول نظر لزياد يتمتم ساخرا :
- مش عربية خالتك هي ما تحركش حاجة من مكانها ويلا اطلع ... عامل زي المتخلف حسام بالظبط 
حمحم زياد محرجا يتحرك بالسيارة تجلس حياة خلفه تستند برأسها إلي النافذة تراقب الحياة من خلف الزجاج السيارات ، المارة ، الطفلة الصغيرة التي تمسك بيد والدها تعبر الشارع كانت يوما مثلها طفلة صغيرة تضحك تمسك بيد والدها تقفز سعيدة في الطرقات قبل أن تأخذ منها كل شئ انسابت دموعها دون إرادة منها لتنتفض حين شعرت بيد تمسح علي رأسها نظرت جوارها لتجد تلك الطبيبة تبتسم لها في حنان جذبتها بخفة إلي أحضانها تطوقها بذراعيها تمسح علي خصلات شعرها برفق تهمس لها بحنو :
- كل حاجة هتبقي كويسة صدقيني ما تشليش هم حاجة احنا جنبك مش هنسيبك أبدا ولا ايه يا خالد 
نظر للفتاة مشفقا حزينا علي حالها ابتسم يومأ لها بالإيجاب التفتت بجسده لها يغمغم :
- اللي يدخل العربية دي يعتبر نفسه خلاص فرد من عيلة السويسي عيل من عيالي زيك زي لينا وحسام وجاسر وبدور ما تخافيش يا بنتي طول ما أنا فيا نفس ما حدش يمس شعرة منكوا 
ارتمست ابتسامة مرتجفة متوترة علي ثنايا روحها الخائفة اومأت لهما بالإيجاب تتمني لو أنهم صادقين فيما يقولون تحركت مقلتيها لزياد لتراه يبتسم حزينا عينيه حمراء كم يرغب في أن ينفجر يصرخ يبكي يلكم قلبه بعنف ... دقائق ودخلت السيارة إلي شارع ضخم تحاوطه الأشجار من الجانبين به تحركت السيارة إلي بوابة كبيرة شاهقة الارتفاع أمام الحرس يتراص فُتحت البوابة لتشق السيارة تكمل طريقها عبر حديقة واسعة بها أرجوحة كبيرة علي أحد الجوانب ومقاعد استراحات فخمة وطاولة كبيرة حولها مقاعد .. نظرت بذهول للمكان حولها وقفت السيارة ليفتح خالد باب السيارة يترجل أولا ربتت لينا علي يد حياة تردف مبتسمة :
- يلا يا حبيبتي انزلي 
نزل زياد سريعا يفتح لها باب السيارة مد يده يمسك بيدها يبتسم يطمئنها نزلت تنظر حولها علي بعد قريب منهم رأت طفلة صغيرة تركض سعيدة تتعثر الخطي ناحيتهم ناحية جدها تصرخ سعيدة بكلمة :
- تدوووووووووووو
ابتسمت علي سعادة الطفلة وهي تحاول الركض ناحية ذلك الرجل المدعو خالد ليتحرك الأخير ناحيتها سريعا يحملها من الأرض يقذفها لأعلي فتتعالي ضحكات الصغيرة ليعانقها يشبع وجهها الصغير المنتفخ تقيبلا وهي تضحك في سعادة ... لحظات وظهر طفل صغير في عمر الفتاة تقريبا يركض ناحية جده هو الآخر ليضحك انتشله خالد يحمله علي ذراعه الآخر يدغدغه بوجهه مد يده داخل سترته يخرج الكثير من الحلوي يعطيها للصغيرين لتنظر له مدهوشة من يصدق أن صاحب تلك الهيبة يحمل كل ذلك القدر من الحلوي في سترته 
- ابوووووويااااا 
صيحة ضاحكة تأتي من شاب كبير خرج من سيارته توا يتابع معهم ذلك المشهد الغريب أسرع الشاب الخطي إليهم يفتح ذراعيه يريد عناقه ما أن اقترب دفعته الصغيرة بكفيها تنظر له غاضبة لفت ذراعيها حول عنق جدها تخرج لسانها للواقف أمامهم ليضحك خالد عاليا يوجه حديثه لحسام :
- امشي يا اهبل 
اختطف وتين من بين ذراعي خالد يرفعها لأعلي رفع حاجبيه يحادثها حانقا :
-أنتي يا بت بتزقي خالك .. دا أنا اللي مخرجك للدنيا يا شبر الا نص ... دا أبويا أنا يا بت 
أنزلها أرضا ليندفع يعانق خالد سريعا يخرج لها طرف لسانه أحمر وجه الصغيرة قبل أن تنفجر في البكاء تغض سروال حسام تحاول إبعاده بعيدا عن جدها ليدفعه خالد يحادثه محتدا :
- اوعي يا حيوان عيطت يا متخلف 
أخذ حسام ياسين من بين ذراعي خالد يغمغم حانقا :
- بسسس أنا هاخد ياسو حبيب قلب خاله اللي شبهي دا واشبع بالسوسة اللي شبه جعفر أمها 
انحني خالد يحمل الصغيرة التي تعلقت برقبته تخفي رأسها في صدره كل ذاك يحدث وحياة تراقب في دهشة ما الذي يحدث هنا تحديدا وقفت لينا جوارها وضعت يدها علي كتفها تغمغم ضاحكة :
- اهلا بيكي في مورستان عيلة السويسي هتنبسطي معانا جامد !!
_________________
الصفراء الملونة دقت الباب من جديد ألم تستحِ بعد أن أغلقت الباب في وجهها تدقه من جديد أبعد جبران المنشفة عن وجهه يلقيها علي أحد المقاعد توجه هو يفتح الباب ليجد تلك المدعوة صفا تقف أمامه تمسك بصحن مغطي تبتسم في حرج تغمغم :
- أنا آسفة إني خبطت بدري كدة بس أنا كنت عايزة ادي حضرتك الطبق دا عملاها بإيدي يارب تعجبك 
ابتسم لها مجاملا مد يده يأخذ الصحن من يدها كاد أن يشكرها حين فجاءة وجد وتر تندس في الفراغ الصغير الفارغ جواره تنظر لصفا وما في يدها ابتسمت في سخرية:
- أنتي مين اصلا وعايزة ايه من جوزي علي الصبح ... شكرا احنا ما بنقبلش هدايا من حد 
أنزلت صفا وجهها سريعا ارتعشت يديها الممسكة بالطبق اختنق صوتها تغمغم :
- أنا أنا أنا آسفة ... عن اذنكوا
- استني يا آنسة صفا ، وتر خشي جوا 
أردف بها جبران بصرامة ينظر ناحية وتر محتدا ... التفتت وتر تنظر لصفا باشمئزاز قبل أن تندفع للداخل تصدم ذراع جبران بغيظ في طريقها للداخل وقفت علي بعد خطوات منها تضع تخصرت تنظر له وهو يبتسم كرجل مهذب نبيل يأخذ الصحن من يدها يغمغم مبتسما :
- متشكر يا آنسة صفا ... بإذن الله النهاردة هنكتب العقد ومش هنختلف إن شاء الله 
ابتسمت له علي استحياء تومأ برأسها بخفة لتنزل السلم دخل جبران مرة أخري يغلق الباب التفتت ليجد وتر تقف أمامه تغمغم حانقة :
- ايه عجبتك كيوت مش كدة 
قطب ما بين حاجبيه يغمغم مستفهما :
- كبوت إزاي يعني !!
ضحكت رغما عنها ذلك الرجل لا فائدة منه أبدا أخذت الطبق من يده تضعه بعيدا لتقترب منه من جديد لفت ذراعيها حول عنقه تتمتم مبتسمة :
- سيبك من البت دي ما تستاهلش نتخانق بسببها قولي المهم ليه نمت علي الكنبة امبارح
ابتلع لعابه يحاول أن يبدو ثابتا باردا لا يبالي رفع ذراعيه يفك ذراعيها من حول عنقه يغمغم بلامبلاة :
- ابدأ لقيتك نايمة بعرض السرير قولت بلاش اضايقك حطيلي الفطار عشان عايز آكل لقمة قبل ما انزل افتح الورشة 
وتركها ودخل سريعا إلي غرفة النوم يغلق الباب خلفه وقفت مكانها تنظر لباب غرفة نومهم المغلقة وسؤال واحد يتردد في عقلها ما به جبران ؟! نظرت للطبق أمامها حانقة لولا أنه طعام لدفعته أرضا وضعته بعيدا تضع أطباق الطعام علي الطاولة خرج جبران من الغرفة وقفت بعيدا تنظر له تتأمله كانت تظن أنها ستتزوج من رجل أعمال من طبقات المجتمع الراقي يتأنق يوميا بحلة فاخرة ورابطة عنق تتماشي مع فستانها في سهراتهم لم يخطر في أحلامها أن يكون زوجها معلم حواري وربما يتاجر في المخدرات أيضا اقترب من الطاولة الصغيرة يقتطع جزء صغير من الخبز يغمسه في طبق الفول رفع وجهه لها يغمغم ساخرا :
- ما تقربي يا بنت الذوات ولا مالكيش في الفول والفلافل 
خطت ناحيته فلم يفعل ما فعل قبلا لم يجذب المقعد المجاور له لتجلس عليه جذبت المقعد بعنف ليحتك بالبساط أسفله بعنف جعله يغمغم حانقا :
- السجاد هينسل براحة 
لم تفهم ما قال فقط جلست جواره تنظر للطعام الموضوع أمامها شاردة ما به جبران أليس من المفترض أن اليوم كما يقولون هنا في الحي ( صباحيتهم ) إذا ما به يعاملها بذلك البرود هل يظن انها كانت تخدعه حتي لا يقترب منها ... هل نفر من جسد المشوه طوفان من الأفكار السامة اغرقها ... لفت رأسها ناحيته تسأله مباشرة :
- في اي يا جبران أنت متغير في معاملتك ليه مش دا اللي كنت مستنياه منك في يوم صباحيتنا زي ما بتقولوا هنا عندكوا 
تلاقت عينيها بخاصته رأت الكثير من الكلمات التي يود قولها ولكنه لم ينطق بحرف واحد فقط ابتسم ربت علي كف يدها واشاح وجهه يكمل طعامه ... أحمر وجهها غضبا من رد فعله الغير متوقع بالمرة انتفضت واقفة تصرخ فيه :
- في أي يا جبران أنت بتعاملني كدة ليه .. لو فاكر اني كنت بخدعك فأنت شوفت العلامات اللي علي جسمي ...  ولا عشان العلامات اللي علي جسمي قرفت مني عشان مشوهه مش كدة ... ندمت أنك اتجوزتني لو ندمت اكلم بابا يجي ياخدني وتطلقني 
زفر أنفاسه حانقا ليهب واقفا فجاءة ضرب قبضته علي سطح الطاولة بعنف ليصيح فيها محتدا:
- بت انتي اتظبطتي علي الصبح وبطلي التخاريف اللي عمالة تهلفطي بيها دي ، أنا قولتهالك مرة واتنين وعشرة أنا راجل ضهري لا ليا في اللف ولا اللوع ... بطلي بقي مسرحية البؤساء اللي أنتي عملاها دي
توسعت حدقتيها شحب وجهها من جهومه القاسي عليها ترقرقت الدموع في ملقتيها ابتعدت عنه بضع خطوات لتصيح فيه بحرقة :
- طلقني يا جبران ... طلقني أنا مش عايزة اعيش معاك
تقدم خطوتين فقط وكان أمامها قبض علي ذراعيها يصيح غاضبا :
- أنا مش لعبة في ايدك يا وتر هانم أنتي مش جاية هنا تعملي سفاري الوضع يعجبك يبقي عايزة ابقي مراتك يا جبران ، الوضع ما يعجبكيش يبقي طلقني يا جبران ... 
ماذا يحدث لما ينهار العالم من حولها من جديد لما يغرق بها طوق نجاتها الأخير الذي كان يحاول جاهدا انتشالها من أمواج ماضيها البشع ... رفعت وجهها تنظر لعينيه لتراه هناك ها هو جبران الذي تعرف بنظراته الشغوفة المليئة بالعنفوان الممتزج بالحنو ... يقف بعيدا داخل عينيه انتشلت جسدها من بين ذراعيه تخاذلت نبرة صوتها تغص مختنقة ببكائها :
- كنت فكراك غير الكل يا جبران بس طلعت جرح جديد معاهم 
اندفعت تركض إلي الغرفة تصفع الباب بعنف انهارت خلف باب غرفتهم المغلق تضم ركبتيها لصدرها شهقت تبكي بعنف ... تحرك سريعا إلي باب غرفتهم رفع يده يود فتحه ولو بالقوة ليطمئن عليها لتتوقف يده في اللحظة الأخيرة 
اختلط صوت بكائها بشهقات عنيفة تتابع وضع رأسه علي الباب أدمعت مقلتيه يهمس نادما مع نفسه : 
 - سامحيني يا وتر كنت السبب في عذاب زمان وفي عذاب دلوقتي ماتحبينش يا وتر أنا ما استاهلش أنك تحبيني 
تحرك ينزل من المنزل متجها إلي الورشة رأته روزا من شرفة منزلها لتبتسم في خبث أسرعت تبدل ثيابها بأخري التقطتت هاتفها تطلب رقم ما :
- ايوة لما اشارولك تعمل اللي اتفقنا عليه أنا نازلة دلوقتي سلام !!
_______________
استيقظت صباحا لتجد نفسها علي فراشها في غرفتها في منزل حسن جوارها كتاب أحدي المواد شهقت مذعورة الإمتحان !! نظرت للساعة تبقي ساعتين تنهدت بارتياح لازال لديها وقت قامت سريعا تضب فراشها خرجت من غرفتهم لتجد والدتها تقف في الصالة تضع الإفطار علي طاولة الطعام الصغيرة ابتسمت أمل سعيدة تصيح باسمها لتقترب سيدة منها تعانقها تغمغم :
- صباح الفل يا حبيبتي كنت لسه هصحيكي اقعدي افطري يلا عشان تلحقي امتحانك
ابتسمت تومأ لها سريعا نظرت لباب غرفة حسن المغلق لتتنهد حانقة عليها أن تكمل ذلك الدور الذي تكرهه وتدخل إليه الإفطار لأنه مريض التفتت لوالدتها تغمغم :
- هفطر حسن الأول عشان تعبان واجي افطر يا ماما
لم تتحرك خطوة واحدة حتي سمعت والدتها تغمغم :
- حسن فطر من بدري ما هو اللي كلمني أجي عشان اكون معاكي قبل ما تروحي الإمتحان 
اتسعت حدقتيها في ذهول هو من فعل ذلك يريد أن يثبت الآن أنه رجل جيد يسعي بكل طاقته لإنجاح تلك الزيجة وذلك لن يحدث أبدا التفتت لوالدتها تغمغم مبتسمة :
- طب كويس أنه فطر ... أنا هروح اغير هدومي واجي نفطر سوا
هربت من أمام نظرات والدتها قبل أن تسألها ألم تتحسن علاقتهم بعد لما لا تزال تأخذ غرفة لها تستقل بنفسها بعيدا عن زوجها أسئلة كثيرة قرأتها في وجه والدتها ولا إجابة لاي منهم عندها بدلت ثيابها ضبت حقيبة يدها الصغيرة خرجت لوالدتها تجلس جوارها علي طاولة الطعام تدس اللقمات في فمها شاردة سمعت صوت باب غرفته يُفتح فالتفتت برأسها له لتراه يخرج منها يرتدي ثيابه هل سيخرج ألم تخبره تلك الممرضة الملونة أن عليه الراحة .. قبل أن تسأله بادر هو قائلا :
- أنا جهزت ، افطري براحتك وتعالي عشان اوصلك
أصفر وجهها فزعا ذلك ما لم يكن في الحسبان لا أحد من زملائها يعلم أنها تزوجت وهو لن يتواني عن التفاخر بأنه ربحها رسمت ابتسامة قلقة رقيقة علي شفتيها اقتربت منه عدة خطوات إلي أن صارت أمامه لتهمس له :
- بلاش يا حسن إنت تعبان ولازم ترتاح لجرحك يفتح تاني .... وبعدين أنا مش صغيرة يا حسن ما تخافش عليا
حرك رأسه بالنفي رفع يده السليمة يربت علي وجنتها برفق يغمغم مصرا :
- ابدأ لازم اكون معاكي في امتحانتك وبعدين أنا كويس ما تقلقيش عليا يلا خلصي فطارك عشان اوصلك
حافظت علي ابتسامتها أمام وجهه ما أن اولته ظهرها تبدلت ابتسامتها وعلا الغيظ قسمات وجهها تدعو فقط أن تمر الساعات القادمة دون أن تصرخ في وجهه وتخبره كم تكرهه لا تضمن أي فعل اهوج قد يفعل ويحرجها به ... التقطت حقيبة يدها تودع والدتها تحركت أمامه لأسفل ما أن نزلا شبك يده السليمة في كف يدها لتزفر أنفاسها حانقة اليوم لن يمر أبدا اعطته ابتسامة لطيفة تتحرك بصحبته لخارج الحي أوقف سيارة أجرة فتح لها باب السيارة الخلفي جلست ليجلس جوارها انطلقت السيارة وهي ممتعضة الوجه مقطبة الجبين ليميل عليها يهمس لها ساخرا :
- أنا عارف أنك مش طيقاني بس حاولي تعدي اليوم وابقي زودي جرعة التمثيل شوية بعد كدة 
شخصت عينيها فزعا صدمة عقدت لسانها نظرت له مذهولة لا تجد ما يقوله في حين ابتسم هو ساخرا يدس سيجارة رفيعة بين شفتيه يشعلها بقداحته يزفر أنفاسها من خلال النافذة المفتوحة 
________________
ربما هي المخطئة ما حدث أثر عليها جعلها حساسة بشكل مبالغ فيه ... قامت من خلف الباب المغلق تنزع ثيابها ارتدت أحدي ثيابها الثمينة ذات الأحجام القصيرة قميص بلا ذراعين يصل لحافة بنطال جينز ممزق عدة خطوط بالعرض يظهر قدميها ... صففت شعرها ليميل علي أحد كتفيها التقطت حقيبة يدها تنزل لأسفل ... عليها أن تتحرك لأي مكان ستذهب لوالدتها وربما تمر بوالدها ومن ثم النادي يملئ روحها شحنة سلبية سيئة للغاية عليها أن تتخلص منها بأي شكل
نزلت من عمارتهم السكينة لتجد جبران يقف في منتصف الشارع أين قميصه ... ها هو ترتديه تلك الصفراء تبكي بعنف تجلس علي أحد مقاعد في الورشة جوارها عدة سيدات من الحي وأمام جبران أرضا ملقي شاب مدمي الوجه من لكمات جبران الغاضبة ... اقتربت تحاول أن تفهم ما حدث ليلمحها جبران بملابسها تلك احتدت عينيه اقترب منها يقبض علي رسغ يدها يجذبها معه لداخل الورشة في غرفة صغيرة يضعون فيها الثياب حتي لا تتسخ وقف أمامها يصرخ غاضبا :
- أنتي إزاي تخرجي بالمنظر دا وازاي تخرجي من غير اذني انتي اتهبلتي 
الآن هو الغاضب هي من يجب أن تصرخ ففعلت صرخت فيه تردف حانقة :
- ما تزعقليش أنت عارف ان دا استايل لبسي من زمان وأنا كنت جاية أقولك اني هخرج ... أنا بقي اللي عايزة اعرف ايه اللي خلاك تديها قميصك ومقعدها في ورشتك ما تتجوزها احسن !!
أشهر سبابته أمام وجهها جز علي أسنانه يغمغم حانقا :
- واحدة بتعيط في نص الشارع وواحد مرمي قدامك يبقي ايه ... الحيوان اللي مرمي برة دا اتحرش بيها وقطع هدومها فسترتها بقميصي ما أنا يا اما قمصاني سترتك 
- طبعا وأنت اي واحدة بتلبسها قميصك بتتجوزها مش كدة يا معلم جبران
صرخت بها وتر بشراسة ليبتسم الأخير ساخرا يشيح بوجهه بعيدا عنها وقفت هي تتنفس بعنف لعدة دقائق لم تفعل شيئا سوي أنها ارتمت بجسدها بين أحضانه تطوق عنقه بذراعيها تقبله !!
لم يقاوم لم ينفر لم يبعدها بل ضمها لأحضانه يلحم عنفوان شغفه يبدد به خوفها من معاملته ضم رأسها لصدره يطوقها بذراعيه يربت علي ظهرها بخفة يهمس مع نفسه :
- مش هقدر يا وتر مش هقدر اعاند نفسي واقهر قلبك بس يارب وقتها تسامحيني
عند الباب الشبه مغلق رأت ما حدث بالداخل كاملا لتقتم عينيها سودا وكأنها تنشق طويلا كالحية ابتسمت في خبث ستكون أكثر من سعيدة وهي تحصل علي لقب زوجة المعلم جبران الثانية !!!


google-playkhamsatmostaqltradent