Ads by Google X

رواية جبران العشق الفصل الرابع والعشرون 24- بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

               رواية جبران العشق البارت الرابع والعشرون 24 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل الرابع والعشرون 24


تجاوزه ودخل وكأنه لا يقف من الأساس بخطي مختالة كالطاووس تحرك سفيان داخل صالة شقة سفيان ينظر لاثاث الشقة نظرات تملئها الازدراء والاحتقار توجه ناحية أحد المقاعد جلس فوق يضع ساقا فوق أخري نظر صوب جبران ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغره يغمغم ساخرا :
- أنت بقي المعلم جبران السواح اللي ضحكت علي بنتي واتجوزتها ، طيب بهدوء وبشيك بالمبلغ اللي تحبه طلقها والا أنا ما بحبش استخدم الطرق التانية
ظل جبران صامتا للحظات قبل أن ينفجر في الضحك دفع الباب بيده بعنف ليرتد يُغلَق محدثا صوتا عاليا ... تحرك صوب مجلس حماه العزيز جلس علي المقعد المقابل له ابتسم يغمغم ببساطة :
- منور والله يا سفيان باشا البيت بيتك يا حمايا استني اندهلك وتر هتلاقيها نايمة عروسة جديدة بقي أنت فاهم 
وغمزه بطرف عينيه ليوصل له إيحاء معين مما جعل وجه سفيان يشتغل غضبا في حين علا جبران بصوته يصيح باسم زوجته :
- وتر ، وتر يا عروسة اخرجي ما تتكسفيش دا ابوكي جاي يباركلنا
في اللحظة التالية انفتح باب الغرفة بلهفة خرجت وتر تبحث بعينيها عن والدها هرولت إليه ما أن رأته ليضمها بين أحضانه وقف يحتويها بين ذراعيه يمسح علي رأسها بخفة يغمغم مشتاقا :
- وحشتيني يا حبيبتي ، خلاص أنا رجعت وكل العك اللي حصل دا أنا هصلحه حتي لو اضطريت اني اخلص منه خالص
وجه جملته الأخيرة إلي جبران يتوعده بنظرة قاسية فابتسم جبران ساخرا من وعيده تلاقت عيني سفيان بعيني جبران للحظات كل منهما ينظر للآخر متحديا قبل أن يبعد سفيان ابنته عن أحضانه أمسك ذراعيها بين كفيه يحدثها مبتسما :
- يلا يا حبيبتي غيري هدومك مش لازم حتي تجهزي اي شنط ليكِ 
توجست عيني وتر قلقا نظرت لطرف عينيها لجبران لا تعرف ماذا تقول قبل أن تنبت بحرف واحد وقف جبران من مكانه تحرك اليهم يوجه حديثه لسفيان :
- أنت راجل كبير وأنا محترمك عشان أنت حمايا وفي بيتي انما مراتي مش هتخرج من بيتي 
ازاح سفيان ابنته من المنتصف اقترب خطوة من جبران ابتسم يغمغم متهكما :
- مراتك ! ... أنت فاكر أن وتر هانم الدالي ممكن تتجوز واحد زيك أنت ، احسنلك تاخد الشيك وتسيب بنتي تيجي معايا ، أنا لحد دلوقتي بتكلم بالحسنة شوية كمان مش هتسمع صوتي من صوت الرصاص
ضحك جبران من جديد مد يده يمسك برسغ يد وتر جذبها ناحيته بخفة يلف ذراعه حول خصرها الصق خدها بثغره يبصم عليه قبلة عميقة متسلية ابتسم يوجه انظاره لسفيان يغمغم ساخرا:
- أنا بحب صوت الرصاص أوي ، إنما مراتي مش هتخرج من بيتي الا لو هي بنفسها قالت أنها مش عايزة تعيش معايا 
نظر سفيان له محتدا غاضبا انتقل بعينيه إلي ابنته يوجه حديثه إليها :
- قوليله أنك مش هتعيشي خلينا نمشي من المكان دا ، أنتي مكانك مش هنا يا وتر ، يلا بينا 
اضربت حدقتيها حائرة أتوافق وتعود لحياتها السابقة وتر هانم ابنه رجل الأعمال الفتاة المدللة التي تأمر تُطاع تعش في قصر تستقل سيارات فارهة يأتي ما تحلم به برمشة عين ، ولكن جبران ، هل ستتركه هكذا ببساطة ما فعله معها جعل هناك بذرة مشاعر صغيرة نمت داخلها له هل ستُنتزع تلك البذرة قبل أن تُروَي حتي والدها يبدو غاضبا وجبران ايضا يبدو غاضبا والحرب أن اشتغلت بينهما سيخسر الجميع والدها لا يتحرك دون حراسته وجبران ورجاله الوضع سئ ، قاطع تلك الدوامة صوت دقات علي باب المنزل هرولت من ذراع جبران إلي الباب عل الطارق يساعد في حسم ذلك الموقف أو حتي تهدئته ، فتحت الباب لتجد والدتها !! لم يكن ينقصها سوي أن يكن الطارق قرب الثالثة فجرا هي والدتها ووالدها هنا يتشاجر مع زوجها ... اندفعت روحية إلي داخل شقة جبران وقفت بالقرب منهم تنظر لسفيان وكأنها تنظر للموت الذي حضر دون سابق إنذار وكأن شريط عرض طويل يمر أمام عينيها سفيان الدالي رجل الأعمال الذي غوي الخادمة المسكينة حتي سقطت في شركه بعلاقة محرمة نتجت عنها أنها باتت تحمل في طفلة ها هو سفيان ها هو الشيطان ارتجفت حدقتي روحية حين رأت ابتسامته الساخرة عينيه التي لا تتوقف عن فحصها دس يديه في جيبي سرواله يحادثها ساخرا :
- أزيك يا فتحية عاش من شافك ، شوفتي بقي أنا اطيب منك ازاي جبتلك بنتك اللي أنتِ سبيتها وهربتي لحد عندك ، بس ما توصلش أنك تجوزيها في غيابي أنا سفيان الدالي بإشارة من صباعي احرقلكوا المكان دا عاليه واطيه 
هنا بدأ جسد فتحية يرتجف بعنف والدموع تغزو مقلتيها والألم ينهش قسمات وجهها قبل أن تصرخ بحرقة :
- أنت شيطان ... لاء دا الشيطان مستحيل يبقي بنفس شرك وقسوتك
التفتت برأسها تنظر ناحية ابنتها احترقت عينيها بالدموع التي هطلت تجري علي وجهها تصيح بحرقة :
- أنا كنت بشتغل خدامة في فيلا الباشا حاول مرة واتنين وتلاتة أنه يغويني عشان اكون ليه في الحرام وأنا رفضت ، عارفة لما رفضت عمل ايه ، خلي واحدة من الخدامين منها لله تحطلي مخدر في الأكل
Flash back
علي طاولة المطبخ في فيلا فخمة يمكن أن تراها فقط علي شاشات السينما تجلس فتاة شابة في بداية ربيع عمرها ربما هي في العشرين من عمرها تنظر للفراغ تفكر شاردة عليها أن تجد حلا ، تبحث عن عمل آخر المصيبة أنت شبه يحتجزها هنا ادمعت عينيها ألن يتوقف عن محاولة جرها لفخه اخفت وجهها بين كفيها تبكي بحرقة إلي متي ستظل تدافع عن شرفها حقها لما يصر علي سلبها منها ... اجفلت خائفة حين غزت رائحة عطره المخيفة المكان رفعت وجهها إليه ارتجفت حدقتيها ذعرا حين رأته يقف داخل المطبخ تحديدا أمام الطاولة مباشرة يتفصحها بنظراته الجريئة الفجة المخيفة عينيه السوداء تلمع بلهيب أسود مخيف طوله الفارع صدره العريض يبعثات فيها احساس مخيف بالرهبة قسمت وجهه وكأن شيطان نحتها العاملات هنا تراه وسيم وهي تراه شيطان يعثو في الأرض فسادا .. اهتزت شفتيها مذعورة خاصة حين اقترب جذب المقعد الملاصق لها يجلس فوقه مد يده يحاول أن يلمس وجنتها لترتد للخلف مذعورة ضحك مستمتعا اقترب برأسه منها يغمغم ساخرا :
- مش ناوية تسلمي بقي يا توحة صدقيني دا انتي هتشوفي معايا النعيم .. أنا لو عايز اخدك بالغصب هعمل كدة بس أنا بحب الرضا ها قولتي ايه
انهمرت الدموع تغطي وجهها تحرك رأسها بالنفي بعنف تحاول الابتعاد عنه لتقتم قسمات وجهه يغمغم متوعدا :
- بس افتكري أنك أنتِ اللي رفضتي 
وقام من مكانه وخرج من المطبخ لتنهمر دموعها قهرا شعرت بأحد ما يربت علي كتفها برفق نظرت للفاعل لتجد ميادة زميلتها في قصر الشيطان شهقت بعنف ترتمي بين أحضان ميادة تنهار في البكاء والأخيرة تواسيها قدر استطاعتها :
- اهدي يا فتحية ، ما تعمليش في نفسك كدة ... هو أكيد مش هيعملك حاجة هو بس عايزك تسلميله وأنتي رفضتي خلاص اكيد مش هيعملك حاجة 
لم تقتنع بكلمات ميادة ولكنها حاولت طمئنه نفسها بها اومأت لها بقهر لتبعدها ميادة عنها تربت علي كتفها برفق تحادثها مبتسمة :
- أنا هجبلك تاكلي من الصبح ما حطتيش لقمة في بوقك 
ابتعدت عنها تخضر طبق طعام فاخر !! وضعت داخله ما لم تره أعين فتحية تقدمت منها تضع الطبق امامها علي الطاولة تحادثها مبتسمة :
- كلي يا حبيبتي وما تشليش هم ، ربنا هيعدلها يلا كلي
جائعة كانت حقا جائعة امسكت المعلقة بأيدي ترتجف علي الرغم من انها لم تذق للطعام طعما منذ مدة طويلة الا انها كانت تدفع الطعام إلي حلقها وكأنه يرفض ابتلاعه عدة معالق وبدأت تشعر بشئ غريب يحدث لها هي واعية عقلها يعمل عينيها تتحرك ولكن جسدها يخمُل وكأنه ينفصل عن عقلها ارتمت علي ظهر المقعد تنظر لميادة حركت لسانها تهمس لها :
- ميادة الحقيني أنا مش عارفة مالي حاسة كأن جسمي اتشل
في لحظة تبدلت ابتسامة ميادة اللطيفة لاخري خبيثة اقتربت من فتحية تربت علي رأسها تغمغم ساخرة :
- سامحيني يا توحة بس أنتي مش أحسن مني وزي ما أنا سلمت للشيطان أنتي كمان لازم تسلمي 
جحظت حدقتي فتحية ذعرا خاصة حين توجهت ميادة إلي باب المطبخ تفتحه تستدعي الواقف خارجا :
- اتفضل يا سفيان باشا هي في انتظار
فقط رأسها هي ما تحركها بالنفي بعنف تبكي بقهر ها هو يدخل إلي المطبخ بابتسامة المخيفة اقترب منها مال برأسه يهمس لها مهسهسا :
- مش قولتلك افتكري أن أنتِ اللي رفضتي يا توحة .. كان ممكن اخليها تحطلك مخدر وتنامي خالص بس أنا عايزك واعية لكل اللي هيحصل وتشوفي عقاب اللي يرفض سفيان باشا إيه 
شهقت مذعورة حين رفعها بين ذراعيه يحملها كالعروس يتحرك بها إلي الخارج تحت نظرات ميادة المتشفية لم يخرج منها سوي صرخات مذعورة حاولت بها مقاومته مع جسدها المخدر المشلول لتتعالي ضحكاته المخيفة يردف ساخرا :
- اصرخي زي ما أنتِ عايزة ما حدش هيسمع أو هيسمعوا ويعملوا طرش 
توجه بها إلي أحدي الغرف ها هي النهاية تقترب حين مدد جسدها علي الفراش جلس جوارها ينزع الحجاب عن رأسها يتحسس خصلات شعرها تحاول أن تبعده عنها برأسها همست تترجاه :
- أبوس ايدك ورجلك يا باشا ارحمني
مد يده يتخلص من سترته يفتح ازرار قميصه ببطئ يتلذذ بنظرات الذعر البادية في عينيها يغمغم متلذذا :
- ما قولتلك يا توحة ، قولتلك تعالي بمزاجك ، أنتي اللي اختارتي العذاب
وكلمة النهاية كانت بداية العذاب كما يجب أن يكون سلخ روحها وترك الجسد ينزف وتلك كانت فقط البداية ... سفيان لم يتركها اتخذها أسيرة لرغباته المريضة محتجزة في غرفة صغيرة بها مرحاض يدخل لها بالطعام في أطباق من الكرتون الرقيق حتي لا تحاول الانتحار كما حاولت قبلا مر شهر عليها وهي حبيسة تلك الغرفة تصرخ النهار كله تدق الباب المغلق عل أحدهم يشفق عليها ويفتح لها ، وتصرخ الليل كله وهو ينتزع روحها بلا رحمة ... لا تعرف ما حدث فقط شعرت فجاءة بدوار حاد وكأن الأرض تميد من تحتها لم تشعر سوي بوغز مؤلم ضرب ذراعها فتحت عينيها بالكاد حركت جفنيها لتري سفيان ومعه رجل آخر يتحدثان لم يكن عقلها واعي تماما بما يقول جملة واحدة فقط هي من فهمتها جيدا :
- ألف مبروك المدام حامل !!!
حامل الكلمة كانت كصفعة ايقظت عقلها من ثباته لم تنسِ ابتسامة سفيان أبدا وكأنه حقق نصرا عظيما بجعلها تحمل منه قصرا كلماتها التي قالها لها قبلا :
- مبروك أنا مستني علي نار وريث سفيان الدالي !!
Back
صدمة ، صمت لا صوت سوي صوت شهقات فتحية المتتابعة وهي تقص ما حدث لها وجهت كلماتها الأخيرة لابنتها تصرخ بحرقة : 
 استني لما ولدت وخدك من حضني جوا المستشفي وسبني مرمية هناك ، حاولت كذا مرة اشوفك بس كان بيخلي الحراس بتوعه يطردوني كل مرة ابوكي سفيان باشا الدالي اقذر من الشيطان لدرجة أنه كان بيعمل علاقات بالغصب مع الشعلات الصغيرين اللي بيخدموا عنده 
وتر تقف هناك عند باب المنزل المغلق عينيها علي وشك أن تخرج من مكانها من هول ما سمعت كانت تعيش سنوات في كنف والدها تراه أعظم الرجال وهو ليس الا مغتصب دنئ به كل صفات الشر والخبث حتي هي جاءت من علاقة محرمة ثقلت قدميها تجرها جرا حيث يقف والدها وقفت أمامه عينيها تغشاها الدموع حركت حدقتيها المرتعشة علي قسمات وجهه تشهق في البكاء تحادثه بحرقة :
- مش صح قولي أن اللي هي بتقوله دا مش صح قولي أنه كدب ، قولي أنك ما تعملش كدة ... 
ارتسمت ابتسامة بسيطة علي شفتي سفيان مد يده يضعها علي كتفها برفق يحادثها :
- وتر حبيبتي اهدي 
دفعت يده بعيدا بعنف تصرخ فيه بحرقة :
- ابعد إيدك عني اياك تفكر تلمسني ، أنت مش بابا ... أنت مين 
انهارت في البكاء ليقترب جبران منها سريعا فارتمت بين أحضانه تتعلق به تصرخ بحرقة :
- امشي من هنا ، امشي اطلع برة ... أنا مش هروح معاك في حتة أنا مش عايزة اشوفك تاني 
- وتررر 
أردف بها سفيان بحدة ليمد يده في جيب سترته يخرج عدة أوراق تبدو قديمة اقترب منها يفتح الورقة أمام عينيها يصيح فيها غاضبا :
- أنا سكت وما رضتش اتكلم عشان ما تعرفيش الحقيقة بس طالما بتتهمني بالقرف دا كله يبقي لازم تعرفي الحقيقة امسكي افتحي دول وشوفيهم
رمته بنظرة عتاب كارهة ابتعدت عن جبران قليلا تلتقط الأوراق من يده تفتحهم ما أن وقعت عينيها علي اول ورقة شهقت بعنف جرت عينيها علي الكلام من ورقة لاخري رفعت وجهها تنظر لوالدتها بأعين حادة مذهولة تحركت بمقلتيها لوالدها تسأله بحذر :
- الكلام دي حقيقي 
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي سفيان دس يديه في جيبي سروال حلته الفاخرة يغمغم ببساطة :
- الورق قدامك اهو وديه لأكبر محامين في البلد لو طلعت ورقة واحدة مزورة يبقي أنا شيطان زي ما كانت بتقول عني ، عندك قسيمة جوازنا أنا ومامتك وشهادة ميلادك وصورة ليا أنا وهي في الفرح ، وتقرير من الدكتور النفسي اللي كانت بتتعالج عنده أنها بيجليها هلوسة وبتشوف حاجات ما بتحصلش ولما طلبت منها نروح مستشفي كانت عايزة تاخدك وتهرب وضربتني بالسكينة دا أنا خدت منها بالعافية كانت عايزة تموتك 
اخرج سفيان كفيه من جيبي سروال يفتح ازرار قميصه الأولي كشف عن اعلي كتفه ليريهم جرح السكين الذي لا زال أثره حتي الآن جحظت عيني وتر مدهوشة تنظر ناحية والدتها  في اسئ مسكينة والدتها تعاني من الهلاوس !!
ما قالته كله لم يحدث من الأساس هنا صرخت فتحية بحرقة :
- كذاب والله العظيم كذاب ما تصدقيهوش يا وتر والله هو اللي عمل كدة هو يقدر يشتري اي حد عشان مصلحته ... 
احتدت عيني سفيان غاضبا تلك الحمقاء لن يسمح لها بتدمير علاقته بابنته وتر بطاقته الرابحة في الخطوة القادمة تحديدا نظر لابنته يحادثها معاتبا :
- أنا مش مصدق فعلا أنك مصداقها يا وتر ، أنتي عايشة معايا بقالك كااام سنة عمرك شوفتيني حتي بصيت لواحدة من الخدامات عشان اعمل حتي اللي هي بتقول عليه دا 
محق لن تنكر والدها لم يفعل ذلك أبدا دائما ما كانت تستمع إلي أحاديث الخادمات أن والدها شخص حازم صارم قاسي ودائما ما يرفق كلهم كلمة لكنه شخص محترم لا ينظر لأي منهن نظرة واحدة خبيثة أو سيئة !! 
وقفت في المنتصف بين والدها الذي ينظر لها معاتبا علي تصديق تلك الكلمات المشينة عنه ،  ووالدتها التي تبكي بحرقة  تنفي برأسها ما يقول سفيان حركت رأسها للجانبين ... نظرت ناحية جبران الذي يقف صامتا صمت غريب لم يعلق حتي وتلك ليست من عادات جبران ، تدخل جبران وقتها يوجه حديثه لفتحية :
- يا ست فتحية اللي بتقوليه دا يجي في الأفلام بس إنما ما يحصلش معلش يا ست فتحية بس أنا مش مصدق الحكاية اللي أنتِ بتقوليها دي 
نظرت فتحية لجبران مدهوشة لتؤيد وتر الفكرة تفسير والدها منطقي أكثر ... اقتربت من والدتها تمسك بذراعيها بخفة تحادثها بترفق :
- ماما ، المرض النفسي أبدا مش عيب يا حبيبتي ... 
توسعت عيني فتحية في ذهول انفرجت قسمات وجهها مدهوشة في ألم لا تصدق ما تقوله مرض نفسي ! باتت هي المريضة هنا وسفيان هو المحق الجميع صدقه وباتت هي المجنونة ... اندفعت تركض لخارج المنزل صاحت وتر باسمها تركض خلفها وخلفهم جبران يصيح فيهم محتدا في حين التوي  ثغر سفيان بابتسامة خبيثة قاسية رفع هاتفه إذنه يتمتم بكلمتين فقط :
-فتحية نازلة دلوقتي اقتلوها وافتحوا الرصاص علي الكل ما عادا وتر لو اتصابت بشظية هغربلكوا كلكوا
نزلت وتر تركض خلف والدتها وخلفها جبران يصرخ باسمها ما أن خرجت للحي تعالت أصوات الطلقات من كل مكان فجاءة تحول الحي الهادي لساحة حرب الصدمة جمدتها مكانها ليصرخ جبران باسمها ركض صوبها ينتزعها من هناك نزل بها وراء صندوق قمامة كبير حاول تثبيتها بين ذراعيه وهي تصرخ فيه مذعورة :
- ماما يا جبران ماما برة هيموتوها
حاول أن تنتفض ليعيدها مكانها يهمس لها في حدة :
- ما تتحركيش من هنا ، أنا هخرج اشوفها ، اوعي تتحركي يا وتر 
اومأت سريعا تحرك ليغادر لتمسك بذراعه التفت لها ليري عينيها الدامعة تهمس له خائفة :
- خلي بالك من نفسك
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي ثغره يومأ برأسه بالإيجاب تاهت عينيه في قسمات وجهها للحظات وصوت الرصاص كالرعد حولهم ربت علي يدها بخفة قبل أن يتركها
_________________
قبل تلك الأحداث بنصف ساعة فقط كانت تقف في غرفة نومهم تنظر له وهو ممدد أمامها علي الفراش يلتف شاش أبيض حول كتفه الايسر ، حسن عاش حياة بشعة كما قال جبران ولكن ما ذنبها هي أيجب أن تحب لم يحب القلب فقط لأنه احبها ؟! عاني وتعذب وهي ايضا عانت ولاقت من العذاب اشواطا تحركت عينيها إلي كتبها تعقد في نفسها أمرا ستعيش ، سترضي ،ستخضع  بل ستخدعهم جميعا ستمثل الرضا إلي أن تصل إلي غايتها ثم تلقيه خارج حياتها لن تدع يمس ولو شعرة واحدة منها ستمثل ببراعة دور الزوجة المحبة الراضية إلي أن تجد حلا لتنتهي منه للأبد ... اجفلت حين سمعت صوته يأن متألما أولي دروس خداعها نظرت له كارهة اجبرت ساقيها علي أن تهرول إليه اقتربت منه تحادثه قلقة :
- أنت كويس ، تحب اطلب الدكتور 
فتح عينيه قليلا ينظر صوبها ليعقد جبينه مندهشا لما تبدو قلقة عليه ؟! يشعر بألم ليس بهين في كتفه الأيسر ابتلع لعابه الجاف يهمس بنبرة خافتة متعبة :
- أنا آسف علي رد فعلي أنا وعدتك إني مش هلمسك غير برضاكِ ، أرجوكِ ما تكرريش اللي أنتِ عملتيه دا تاني مش هستحمل تموتي أنتِ كمان ، أنا عارف أنك
قاطعته قبل أن يكمل بنبرة هادئة متمهلة قالت :
- أنا موافقة اديك فرصة يا حسن ، موافقة نفتح صفحة جديدة أنا وأنت مع الدنيا 
توسعت حدقتيه ذهولا وافقت لا يصدق هل تمزح لا ، لا تمزح وافقت حقا ؟!! انفرج ثغره عن ابتسامة واسعة تحركت حدقتيه سريعا علي قسمات وجهها لا يصدق عقله لا يصدق وقلبه يرقص فرحا استند علي ذراعه الأيمن لينتصف جالسا نظر لأمل يتمتم مدهوشا :
- بجد يا أمل ، بجد موافقة انتي قولتي موافقة
بصعوبة بالغة رسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيها تومأ له بالإيجاب تقدمت تجلس جواره علي حافة الفراش مدت يدها تربت علي كفه بخفة تردف :
- ايوة يا حسن أنا موافقة
في لحظة كان يجذبها لأحضانه يدخلها إلي صدره يطوقها بذراعه السليم وتنهيدة حارة طويلة خرجت من بين شفتيه ودقات قلبه تُقيم احتفالا صاخبا سمعته أذنيها الساكنة علي صدره ، أغمضت عينيها قهرا تمنع دموعها بأعجوبة رفعت كف يدها المرتجف تربت علي صدره لينفجر عشقه انهارا ويفور قلبه يصرخ باسمها قاطع تلك اللحظات صوت صرخات وصوت الرصاص انتفضت أمل مذعورة ليهب حسن سريعا فتح باب الشرفة الصغيرة في غرفة أمل ليجد الشارع وكأنه استحال في لحظة لساحة معركة مخيفة رأي بينهم وهو يخرج من خلف صندوق قمامة كبير يركض سريعا بين تلك الطلقات ليصرخ باسمه خائفا عليه اندفع يركض للداخل يلتقط قميصه الممزق من السكين صرخت فيه أمل :
- رايح فين يا حسن 
- جبرااان تحت 
صرخ بها حسن وهو يركض للخارج ، جبران كان محق حين أخبره أن عليهم حيازة أسلحة نارية تحسبا لأي موقف توجه إلي مخزن صغير يجاور السلم يخرج بندقتين قنص ركض من هنا لهنا يختبئ خلف الحوائط ينزل أسفل صناديق القمامة إلي أن بات بالقرب من جبران دفع إليه بالبندقية يختبئ جواره خلف عربة الكبدة الخاصة بأمل صرخ حسن في جبران :
- هو ايه اللي بيحصل دا
- سفيان الدالي هنا اكيد دول رجالته دا راجل مجنون فتح الرصاص علي الكل
صرخ بها جبران محتدا نظر لحسن يغمغم متوعدا :
- أنا بلغت البوليس ، اضرب من غير ما تقتل ، أنا هروح اشوف فتحية فين احمي ضهري
اومأ حسن ليكسر جزء صغير من زجاج العربي يخرج منه مقدمة البندقية يسند حافتها علي الحامل الخشبي بدلا من ذراعه الأيسر اسقط ثلاثة رصاصة أصابت هدفها في الذراع مباشرة عينيه تتحرك مع جبران ليجده يتوجه ناحية فتحية الملقاة أرضا مصابة بأحدي الرصاصات !!! ..
اطلت وتر برأسها لم تعد تستطيع الصبر أكثر أصوات الصرخات وطلقات النيران لا تتوقف تحركت برأسها لتلمح جبران يركض هناك ناحية والدتها توسعت عينيها ذعرا لتصرخ باسم والدتها ركضت من خلف الصندوق تصرخ باسم والدتها بحرقة لم تستمع إلي صوت جبران وهو يصرخ فيها بأن تتوقف 
أحد الخونة في رجال سفيان وجد الأميرة المدللة ركز مؤشر القنص إليها لاحظ جبران النقطة الحمراء التي استقرت علي صدرها موضع قلبها صرخ مذعورا لكي تبتعد ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان في لحظة انطلقت الرصاصة من البداية صوبها مباشرة

google-playkhamsatmostaqltradent