Ads by Google X

رواية عش العراب الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم سعاد محمد سلامه

الصفحة الرئيسية

             رواية عش العراب الفصل التاسع والثلاثون  بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عش العراب الفصل التاسع والثلاثون 

بـ محل الصاغه. 
صاحت هند قائله بعدم تصديق: 
إنت كداب الكوليه ده دهب أصلى حتى مطعم بفصوص ألماظ. 
رد الصائغ: 
لو سمحتى يا مدام بلاش تعلى صوتك فى المحل عشان الزباين، قدامك محلات الصاغه كتير تقدرى تسألى فيها، بس متأكد إن الكوليه ده تقليد مُتقن والفصوص اللى فيه دى مش ألماظ دى أحجار صناعيه ملونه،زى الإزاز كده.
ذُهل عقل زهرت وغادرت محل الصائغ تحسم أمرها عليها أن تتأكد من بقية تلك المصوغات التى بحوزتها وآتى بها ذالك الحقير نائل ...
عادت الى الشقه آتت بذالك الصندوق وعادت لمحل الذهب
وضعت أمامه علبة الصيغه قائله:
عاوزاك تتأكد تانى،وشوفلى كمان اللى فى بقية العلبه دى.
تنهد الصائغ قائلاً:تحت أمرك 
فحص الصائغ المصوغات الموجوده فى العلبه،الى أن إنتهى من آخر قطعه قائلاً:
للآسف كل اللى فى العلبه دى مش دهب،ده  مشغولات فالصوا،زى ما قولت لحضرتك تقليد مُتقن.
ذُهل عقل زهرت قائله:بس الكوليه والمصوغات  اللى فى العلبه كمان  ، اللى أشتراها ليا كان بيشتريها  من محلكم حتى معايا العلب اللى كان بيجبها  فيها..
أخرجت زهرت إحدى العلب القطيفه ووضعتها أمام الصائغ،
فـ قال بود:
يا مدام عادى إحنا اوقات كتير بينطلب مننا علب دهب كنوع من الهدايا مع الشبكات او حتى كنوع من الدعايه لينا... 
وبعدين مين اللى كان بيشترى ليك الأطقم دى، زوج حضرتك . 
ردت زهرت: لأ. 
تنبه الصائغ قائلاً: أمال مين ده أكيد واحد نصاب بلغى عنه...
قال الصائغ هذا ونظر  لـ زهرت بدونيه وأتهمها:
ولا تكون دى لعبه وجايه تنصبى علينا هنا فى المحل،وتسوئ سمعة المحل،أنا ممكن أطلبلك البوليس فورًا. 
نظرت زهرت للصائغ برعب ثم لمت تلك المضوعات المُزيفه ووضعتها بالعلبه قائله لنفسها: 
إزاى الحقير ده قدر يضحك عليا، كان يستحق القتل والتقطيع من جتتهُ. 
بينما تعجب الصائغ من جمعها لتلك المصوغات بعد ان علمت أنها مزيفه ولم ترد عليه وأخذت العلبه وغادرت  سريعًا، أيقن أنها ربما كاذبه وكانت تود النصب عليه.. 
بينما
غادرت زهرت المحل برجفه أن يطلب لها الصائغ البوليس كما قال لم تنتبه لذالك المُشرد الذى يتعقبها بعد أن زاغ بصره على ذالك الصندوق التى خرجت به ظنًا منه أنه كنز بالنسبه له.
بينما أجزمت زهرت  لو أن  أمامها نائل الآن لن يكفيها طعنهُ آلاف الطعنات، سارت بالشوارع دون شعور منها الى أن شعرت بالجوع،دخلت الى أحد محلات الطعام الصغيره،طلبت بعض الطعام، وضعت علبة المصوغات على طاوله وجلست تنظر لها بحسره كبيره، لكن لمع فى عقلها فكرة أن تذهب الى والداتها كى تُزكيها لدى هدايه وتطلب منها العوده لـ دار العراب، لكن سريعًا تذكرت خنقها لعمتها، وقول عمتها عن انها السبب بإدمان رباح
رباح! 
أين هو، هو الوحيد القادر على إنتشالها الآن من ذالك المأزق،
تحدثت زهرت لنفسها:لو بس أعرف هو فين متأكده أنه هيصدقنى، ويرجعنى تانى دار  العراب، حتى لو غصب عنهم زى قبل كده والمره دى هيبقى سهل أدخل  وسطهم بالجنين اللى فى بطنى لازم أحافظ عليه هو دلوقتي فرصتى إن أرجع غصب عنهم... بس أنا دلوقتي  محتاجه  مصاريف الغبيه هند خدت كل الفلوس اللى كانت فاضله معايا، كانت غلطتى إنى بدل ما كنت الفلوس أحطها بإسمى فى أى بنك كنت بقول الدهب أفضل، ضحك عليا الحقير نائل وكان بيجيلى  دهب مغشوش، مفيش قدامى  طريق غير ماما أهو أطلب منها  مبلغ أمشى بيه نفسى لحد ما رباح يظهر....
 قامت زهرت بالاتصال على هاتف والداتها لكن يعطى خارج التغطيه. 
زفرت زهرت نفسها بغضب وحاولت الاتصال على حماد، يعطى رنين لكن لا رد. 
تضايقت زهرت ووضعت الهاتف امامها على الطاوله تشعر ببؤس إزداد حين 
وضع النادل أمامها ذالك الطعام البسيط، نظرت له بإشمىزاز لكن هى جائعه وما معها من مال لا يكفى الأ لذالك الطعام، إمتثلت لنداء معدتها وإلتهمت ذالك الطعام  الذى لا طعم له فى حلقها لكن سد جوعها، كى تستطيع السير والعوده الى شقتها. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
إنتهى الطبيب من تضميد جرح بعضد يد قماح، ثم ترك الممرضه تقوم بلف لصق طبى عليه، فى ذالك الأثناء 
قال الطبيب: 
ممنوع تقرب ميه من الجرح، لآنه جرح كبير موصل للعضمه... هكتبلك نوع مُسكن تأخده غير مضاد حيوى وتقدر تجى للمستشفى  كل يوم تغير عالجرح مالوش لازمه وجودك هنا. 
أخذ قماح الورقة الذى دون بها  الطبيب العلاج  قائلاً: تمام متشكر يا دكتور.
خرج الطبيب خلفه الممرضه،بينما ظل قماح جالسًا،لا يشعر بآلم  بسبب بعض المُسكنات لكن يشعر بآلم بصدرهُ وهو يتذكر  قبل دقائق كان من السهل أن يخسر طفله أو  سلسبيل 
بـــــ[العوده بالزمن] 
حين مدت هند يدها بالصغير لـ قماح تغلب على سلسبيل شعور الأمومه خطفت ناصر سريعًا تضمه حتى لو لآخر مره بعمرها،لكن إرتبكت هند فى ذالك الوقت كانت عادت سلسبيل للخلف،توحشت عين هند وهى ترى سلسبيل هى من أخذت الطفل فأقتربت منها بالسكين تود طعن أحدهما،سلسبيل او حتى الطفل المهم ان تتشفى وتنال الانتقام من سلسبيل،لكن فى نفس اللحظه تدخل قماح وأخذ الطعنه بعضد يدهُ،إنهارت هند حين رأت قماح ينزف وألقت السكين قائله بلهفه: 
قماح  حبيبى مكنش قصدى. 
إبتعد قماح عن هند قائلاً: 
قصدك ولا مش قصدك إبعدى عن حياتى  يا هند سبق واعتذرت لك.
ردت هند بهستريا:لأ مقدرش أبعد عنك يا قماح ولا عن الولد،سلسبيل هى اللى لازم تبعد عن حياتنا نهائى.
قالت هند هذا وإنحنت تمسك السكين مره أخرى وحاولت التهجم على سلسبيل  لكن أسرع المُحقق  قيد يديها ووضعهم خلفها وقام بوضع الأصفاد فى يديها، ليُلقى القبض عليها وهى تهزى وتسب وتلعن فى سلسبيل. 
[عوده] 
عاد قماح من تلك الذكرى على صوت فتح باب الغرفه، نظر أمامه رأى سلسبيل تدخل تحمل صغيرهم سُرعان ما تبسمت له قائله: 
جدتى قالتلى لازم ترجعى ومعاكِ قماح مش هطمن عليه غير لما أشوفه بعنيا. 
نهض قماح  واقفًا ثم سار نحو  سلسبيل  التى أخفضت وجهها  بحرج حين أقترب منها وأصبح أمامها.
رفع قماح وجه سلسبيل قائلاً:طب ليه حاطه وشك فى الأرض...إرفعى عينكِ فى عينى وانتى بتتكلمى مش معقول حفيدة الحجه هدايه تحط وشها فى الأرض قدام جوزها...فين سلسبيل اللى كانت نِد ليا.
رفعت سلسبيل وجهها قائله:
أنا عمرى ما كنت نِد ليك يا قماح وإنت عارف إن سلمت لك من أول يوم إتقفل علينا باب واحد،بس بصراحه خوفت تصدق  الكلام اللى قولته،إنى كنت بتلاعب بيك.
ضحك قماح قائلاً بمكر:بصراحه صدقت.
نظرت سلسبيل لـ قماح قائله بتبرير:والله مش صحيح أنا كنت بقول كده بحاول أشغلها عشان متأذيش ناصر.
تلاعب قماح ببراءة سلسبيل قائلاً:وأيه يثبتلى إنك الكلام اللى قولتيه ده مش صح؟
ردت سلسبيل بسذاجه:قولى أيه اللى يثبتلك وأنا مستعده أعمله.
جذب قماح سلسبيل من خصرها عليه ونظر لشفاها قائلاً:
بوسينى  وأنا أصدق إن مكنش قصدك الكلام ده.
إحمر وجه سلسبيل قائله بتعلثم:قماح إحنا فى المستشفى  وممكن أى حد يفتح الباب يدخل علينا.
نظر قماح لخجل سلسبيل وقال:
طالما مش عاوزه تبوسينى أنتِ أبوسك أنا.
أنهى قماح قوله وجذب سلسبيل يلتقم شفاها فى قُبلات شغوفه،لم تستطيع سلسبيل الا الأستمتاع بتلك القُبلات،لكن قطع سيل تلك القُبلات،فتح باب الغرفه،إبتعدت سلسبيل عن قماح سريعاً ونظرت لصغيرها تُدارى خزوها،بينما شعر النبوى بالحرج لكن تبسم و قال:
الحجه هدايه قالتلى سلسبيل راحت وغابت جوم،ومترجعليش غير بـ قماح عاوزه أشوفه واطمن عليه...مش مصدقه سلسبيل لما قالت لها إنك بخير بس جرح اللى فى إيدك.
إبتسم قماح قائلاً:تمام خلينا نروح لها أنا كمان عاوز أطمن عليها.
بعد دقائق:
دخل النبوى الى غرفة هدايه قائلاً:
جبتلك قماح أهو عشان تطمنى بنفسك عليه.
تبسم قماح وذهب الى الفراش وإنحنى على يد هدايه يُقبلها...تبسمت له هدايه بحنان قائله: 
تنك زين يا ولدى،مبارك إن ربنا رد لكم ولدكم ربنا يباركلكم بحياتكم.
رد قماح:ويبارك لينا فيكى يا جدتى.
تبسمت النبوى بحنان وهو يأخذ ناصر من يدي سلسبيل التى أشاحت بصرها عنه تشعر بخزو،أخذ ناصر وجلس على الفراش جوار هدايه قائلاً:وادى ناصر بيه العراب اللى رعب قلوب الكل عليه...أنا بقول آن الآوان بقى إن سلسبيل تخاويه عشان ميبقاش دلوع أكتر من إكده.
تبسمت هدايه بإيماءه موافقه،بينما قال قماح:والله قولت كده قبلك يا بابا،حتى إسأل سلسبيل.
خجلت سلسبيل أن ترد،تبسم النبوى وهو يرى خجل سلسبيل،هذا الخجل الذى كاد أن يُفرق بينها وبين قماح حين كان يعتقد أن تجنبها له  كان نفورًا منه،سلسبيل ورثت قوة ورجاحة عقل هدايه لكن لديها خجل زائد مع الوقت فهمها قماح وتعامل مع ذالك الخجل.
صدح هاتف النبوى، نظر الى شاشته وقال: 
ده من كارم، هرد عليه. 
نظر النبوى ناخية هدايه قائلاً: الحجه هدايه الحمد لله، المهم وأخوك محمد عامل أيه؟ 
رد كارم: محمد مذهول، وانا كمان مش بس مذهول أنا متأثر جداً، بحمد ربنا إنى آخر مره كلمتها  من يومين  ردت عليا، صحيح كانت مكالمه مختصره بس سمعت صوتها أنا كنت ناوى أزورها النهارده...حتى همس هنا فى عزا الحريم. 
رد النبوى: كل شئ قدر البقاء لله، خليك  جنب أخوك لنهاية العزا. 
أغلق  النبوى الهاتف، نظرت له سلسبيل قائله: عزا مين يا عمى؟ 
رد النبوى  بتأثر بسيط: قدريه إتوفت. 
تعجبت سلسبيل قائله: إمتى؟ 
رد النبوى: النهارده، ومحمد وكارم بياخدوا عزاها، وهمس كمان لما عرفت راحت تاخد العزا مع سميحه. 
حزنت هدايه قائله: إنا لله وإنا إليه راجعون. 
تحدثت سلسبيل وهى تنظر الى قماح: البقاء لله، أنا كمان لازم أروح  أعزى، عشان خاطر ولاد عمى. 
أماء قماح قائلاً: خلينا نرجع دار العراب نغير هدومنا ونروخ نعزى سوا. 
أمائت سلسبيل  برأسها وذهبت لجدتها  وإنحنت تقبل يدها قائله: ربنا يخليكي لينا يا جدتى. 
مسدت هدايه على ظهر سلسبيل  وأمائت لها بمحبه وإمتنان. 
غادرت سلسبيل  ومعها قماح، نظرت هدايه  لـ النبوى قائله: 
سلسبيل غيرت قماح كتير فى فتره صغيره. 
رد النبوى: قماح فهم وعرف إن سلسبيل كانت خجوله مش كارهاه، والفضل يرجع ليكِ لما واجهتيه وقولتى له مفتاح شخصية سلسبيل وعرف الفرق بين الخجل والنفور  وأتعامل مع خجلها وعرف إنه مكنش نفور منها له. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
بعزاء قدريه 
مد قماح يدهُ لـ كارم ثم محمد وقام بتعزيتهم، ثم وقف جوارهم يتلقى هو الآخر معهم عزاء والداتهم يشد من أذرهم. 
بين النساء جلست سلسبيل  جوار سميحه وهمس التى كانت مُنقبه ليس خوفًا من أن يعرفها أحد لكن حفاظًا على  حُرمة موت  قدريه، فبدل أن تقوم النساء بالتعزيه سيريدون معرفة كيف أنها مازالت حيه. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
قبل لحظات من ترك هدى للمشفى.
خرجت من غرفة والداتها،خرج خلفها نظيم نادى عليها 
وقفت له:
تحدث بود:هدايه أنا عارف الظروف اللى بتمروا بيها الايام دى، وأنك مش قادره تروحى الجامعه حتى السكاشن العملى مش بتحضريها  بعرض عليكِ أساعدك فى أى شئ مش فهماه.
فكرت هدى فى عرض نظيم قائله:
بصراحه مواد الجامعه مش صعبه عليا،بس فى مشكله فى الابتوب بتاع حماد بصراحه كنت مكسوفه أطلب منك تساعدنى فيها.
شعر نظيم بالغِيره قائلاً:أيه اللى على الابتوب بتاع حماد وعاوزه تعرفيه،ليه شاغل بالك قوى كده.
ردت هدي:هيكون أيه ده ملف عادى،وانت اللى عرضت المساعده،بس تقدر تعتذر.
رد نظيم:هدى أنا ملاحظ إنك مهتمه زياده ليه بـ حماد،يمكن معجبه بيه والملف اللى عاوزه تفتحيه فيه أسراره الشخصيه.
ردت هدى بعصبيه:أنا غلطانه إنى طلبت مساعدتك بس إنت اللى عرضت فى البدايه،وأسرار حماد أيه الشخصيه اللى هيبقى عندى فضول أعرفها  أنت غلطان.
رد نظيم:وأيه الصح،حماد إبن عمتك وعالدوام بشوفه قريب منك وإنتِ بتبقى مبسوطه بنظرات الأعجاب اللى بتنط من عنيه.
تضايقت هدى قائله: وإنت مالك ببقى مبسوطه بنظرات أعجاب حماد أو لأ...تفرق معاك فى أيه  
رد نظيم بضيق: هدايه بلاش  تفهمينى غلط هتفرق معايا نظرات حماد  فى أيه، انا قصدى أحذرك لانك بالنسبه لى... 
توقف نظيم عن البوح 
بينما أرادت هدايه منه الاعتراف فقالت له:  بالنسبه لك أيه 
كمل كلامك. 
رد نظيم: أنتى بنت عم جوز أختى،و بالنسبه  ليا زى سميحه أختى. 
نظرت هدى لـ نظيم بخيبة أمل قائله: 
بس أنا مش أختك  يا نظيم....ولا إنت بالنسبه ليا زى ولاد عمى،وبعد كده ياريت تلتزم بحدود معايا.   
قالت هدى هذا وتركت نظيم يقف نادمًا، يشعر بغصه فى قلبه لما لم يقول لها أنها تهمه لآن قلبه يدق لها، وأنه يشعر بغيره حين يرى ذالك الوغد يتودد لها... لكن لن يستلسم ليحدث ما يحدث بعد ذالك 
خرج سريعًا كى يلحق بهدى، لكن كانت قد سارت بالسياره... فقرر تعقبها والبوح لها ووضع النقاط معها على الأحرف، إن كان لديها القبول بالتخلى عن ثراء عائلة العراب والعيش معه بمنزل والداته وبناء حياتهم معاً لن يضيع وقت. 
بينما بالسياره تدمعت عين هدى، لما لم يشعر نظيم  بها، واتهمها بأنها معجبه بذالك الحقير الذى تكره فقط النظر اليه، تعلم نواياها الدنيئه يريد ثراء واسم عائله العراب، لا تفرق هى معه... ازالت هدى تلك الدمعه التى علقت بين اهدابها، 
تعجبت    حين شعرت بآكثر من مطب بالطريق، نظرت خارج زجاج السياره، تعجبت ليس هذا طريق المنزل 
فتحدثت للسائق بتنبيه : أيه الطريق ده، انت غلطت فى الطريق ولا أيه؟ 
رد السائق:لأ هو ده الطريق،يا حلوه.
تعجبت هدى من طريقة رد السائق وقبل أن تتحدث إستدار لها وقام برش رذاذ على وجهها جعلها تصمت،بينما هو نظر لها بظفر قائلاً:
أنتِ حلوه قوي يا موزه بصراحه الريس ذوقه حلو كل مره واحده أحلى من التانيه.
بعد قليل وصل السائق الى المكان المتفق عليه ترجل من السياره  ثم فتح الباب الآخر ومد يدهُ لـ هدى قائلاً  بغمزة وقاحه: 
يلا انزلى  يا حلوه وصلنا. 
طاوعته هدى ونزلت من السياره يسحبها من يدها تسير لجواره من يراها يتأكد أنها تسير بإرادتها معه لكن بالحقيقه عقلها يرفض وعينيها تتجول بكل مكان بحثًا عن مُنقذ
بالفعل ها هو المُنقذ
ترجل نظيم من السياره وجرى سريعًا قبل وصول ذالك السائق وهدى الى ذالك المخزن،نادى نظيم:
هدايه.
وتوقفت هدى وإلتفتت إليه  شعرت بنجده لها 
نظرت  لـ نظيم كأن عينيها تستغيث به،فهى تشعر  أنها تسير  مسلوبة الاراده. 
إقترب نظيم من مكان وقوف هدى سريعًا ينظر للسائق قائلاً:  أنت ماسك إيدها كده ليه،أنت مين؟ 
رد السائق ببجاحه: أنت اللى مين؟ 
رد نظيم ولم يعد يفصله عن هدى سوا خطوات:  أنا خطيب الأنسه اللى إنت ماسك إيدها... إبعد إيدك عنها...إنت كداب أنا عارف كل السواقين اللى بيشتغلوا فى دار العراب. 
إرتعب السائق وترك يد هدى وكاد يهرب لولا أن لكمهُ نظيم بقوه ليسقط على الارض،حاول النهوض سريعًا لكن نظيم باغته بضربات كثيره  وأفقده القدره على الهرب حتى أن بعض الماره بالمكان حاولوا الفصل بين نظيم والمجرم لكن قال نظيم لهم أنه سارق، فآتى أحد الماره بحبل وقيدوه بإحكام، ووضعوه بحقيبة سيارة نظيم. 
نظيم الذى عاد ينظر لـ هدى بإندهاش هى لا تُعطى أى ردة فعل، ظلت واقفه مكانها من البدايه للنهايه، حتى أنها لا تتحدث، عينيها تتحرك  فقط.
مد نظيم يدهُ لـ هدى نظرت ليدهُ الممدوده،لا تعرف كيف تحركت يدها ومدتها له،لتسير جوارهُ تشعر بالآمان.
بعد بقليل بأحد المخازن التابعه لـ عائلة العراب. 
نهض ناصر واقفًا ينظر الى هدى التى دخلت تسير جوار نظيم، تلهف سريعًا وقطع الخطوات وجذب هدى يحتضنها بقوه بين يديه ثم نظر لـ نظيم قائلاً  : متشكر يا نظيم إنت أنقذت بنتى، جمايلك زادت عندى. 
رد نظيم: سبق وقولت لك مفيش بينا جمايل يا عم ناصر، المجرم فى شنطة العربيه، أنا رأيى  قبل ما تسلمه للشرطه  اعرف منه مين اللى سلطهُ، لأنه  بالتأكيد هينكر ويحاول يوالس على اللى أمرهُ  حضرتك لما أتصلت عليك وقولتلك إنى شوفت العربيه بتدخل طريق تانى جانبى غير الطريق اللى بيودى لـ دار العراب، بس حضرتك بعد شويه أتصلت عليا وقولتلى إن السواق جالك الأوضه وفكر إن حد تانى أخد العربيه،ففضلت وراها،وزى ما توقعت إن ده شخص حقير وله غرض دنيئ.
نظر ناصر لـ هدى التى جلست على أحد المقاعد لا تُعطى أى رد فعل،قائلاً:فعلاً كان له غرض دنيئ وربنا ستر،انا ليا حساب مع  الحيوان ده.
بعد قليل،صرخ ذالك المجرم من قسوة الضرب...فقال له ناصر:إعترف وريح نفسك لأنى مش ناوى أخلى الرجاله يبطلوا فيك ضرب،قولى مين اللى باعتك وكان غرضه أيه؟
صمت المجرم،لكن نظر ناصر لأحد الرجال أن يعاود ضربه،فصرخ بترجى:هعترف...أنا كان كل مهمتى أخد الحلوه،
توقف المجرم حين شعر بصفعه قويه من نظيم 
يعقبها نظرة تحذير.
فقال:قصدى آخد  الابله المخزن لـ حماد بيه.
صاعقه قويه نزلت على ناصر كأنه لم يعد يسمع  بعدها فقد السمع للحظات، أو ربما أراد فقد السمع بالفعل فى هذه اللحظه. 
بينما نظيم توجه الى مكان جلوس هدى التى بدأت تعود لرُشدها وتبكى، نظر لها قائلاً: 
هدايه... 
هزت رأسها 
تنهد نظيم براحه قائلاً: أخيراً. 
بينما ضم ناصر هدى بحنان، كم كان نظيم يود أن يحتضنها هو الآخر، وربما هى الأخرى كانت تريد ذالك لكن يكفيها الآن حضن ناصر الذى أعاد لها الآمان. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمخزن 
الجحود يصرُخ
صرخ حماد من قسوة ما يشعر به من آلم بعد أن قام بعض الرجال بضربه بقوه وقاموا بتقيدهُ 
فبعد أن كان ينتظر أن يأتى له المجرم بـ هدى ويتنعم بها ،فوجئ بدخول بعض الرجال الأشداء عليه المخزن وقاموا بضربه وتقيدهُ دون سبب هكذا يظن وهو يتوسل لهم،الى أن دخل أحدًا عليهم يقول:
واضح الرجاله قاموا معاك بالواجب يا خسيس.
نظر حماد بهلع قائلاً:الحاج رجب السنهورى.
صفعه قويه من  رجب لـ حماد تكاد أذنه تصم بعدها وهو يسمع رجب المتهجم: 
خاين وخسيس،غبائك صورلك   إنى مش هعرف إن إنت اللى سرقت البضاعه من السرداب،بس الكاميرات كشفتك. 
رد حماد بهلع وكذب: 
والله ما كان غرضى السرقه يا حاج رجب، أنا خوفت إن حد من الرجاله يطمع، وقولت أحتفظ بالبضاعه عندى فى مكان آمن لحد ما تعدى أزمة موت المرحوم نائل، إنت عارف إنى أنا ونائل كنا أصحاب، لأ أصحاب أيه كنا زى الأخوات وأنا كذا مره ساعدته وهربت البضاعه فى قلب بضايع العراب.
صفعه رجب بقسوه قائلاً:عشان كده متأكد إنك خاين يا حماد اللى يعض الايد اللى تتمد له يبقى خاين،وعقابك هتاخده... بس الاول هتقولى فين البضاعه اللى إنت سرقتها. 
بهلع  رد حماد: 
البضاعه هنا فى الهنجر ده، ده المكان اللى كنت أنا ونائل بنتقابل فيه دايمًا بعيد عن العيون. 
نظر رجب الى المكان  قائلاً: شكلك كنت بتجهز لحاجه مهمه النهارده، بس متخافش رجالتى هيقوموا معاك بالواجب 
أشار رجب للرجال بمعاودة ضربه قائلاً:
عاوز أسمعه بيصرخ زى النسوان.
لكن لسوء الحظ 
سمعوا صوت خبط قوى على الهنجر ثم دخول مفاجئ للشرطه.
عنصر المفاجأة ألجم الجميع،مما سهل على الشرطه التعامل مع هؤلاء الاوغاد والقبض عليهم،وما كان سوا هذا بالنسبه لـ حماد سوا رحمه أرسلت له لا يستحقها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بـ دار العراب 
بشقة محمد 
تسطح فوق الفراش يُغمض عيناه يشعر بآلم جَم بصدره وهو يعود لخيالهُ صورة والداته،وهى نائمه فوق الفراش،حين دخل عليها بالطبيب.
فتح عيناه حين شعر بيد سميحه تضعها على صدره ثم قولها:
محمد إنت هتنام بهدومك.
نظر محمد لـ سميحه كثيراً بصمت.
تعجبت سميحه قائله:بتبص لى كده ليه،زعلان منى عشان مقولتش لك عالموبايل  إن حماتى ماتت والله خوفت عليك من الصدمه.
رغم حُزن قلب محمد لكن جذب سميحه لصدرهُ يضمها وقبل رأسها قائلاً:
مستحيل أزعل منك يا سميحه أنتى عملتى الصح،يمكن لو كنتي قولتيلي ان ماما ماتت مكنتش هجيب معايا الدكتور يكشف عليها ويكشف الجريمه اللى حصلت لها 
رغم تعجب سميحه لكن قالت:ومين اللى هيكون قتلها وجاله قلب إزاى يقتلها،أنا أما بدبح فرخه بزعل عليها وهى بتفرفر قدامى....بس عرفت إن عمتك طلعت براءه،مين اللى هيكون عمل كده.
رد محمد:مش عارف،حاسس إنى فى كابوس،ماما صحيح طول عمرها كانت مديه إهتمامها لـ رباح أكتر منى أنا وكارم،مستعجب كمان فين رباح وإزاى محضرش عزا ماما،قماح جه حضر العزا ووقف معانا رغم إن ماما عمرها ما قبلته.
ردت سميحه:غريبه فعلاً عدم حضور رباح لعزا مامتك،يمكن تكون زهرت السبب.
تنهد محمد قائلاً:زهرت وماما هما سبب قسوة رباح،خايف على رباح يدفع التمن زى ماما...لما عاشت بعيد عن دار العراب إتقتلت.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان قريب من الشقه التى تعيش فيها زهرت 
كانت تسير على قدميها تحمل بين يديها علبة المصوغات المُقلده،تشعر بإنهاك من كثرة السير 
تسير غير منتبه لذالك المُتعقب لها الذى ينتظر فرصه ويقتنص منها تلك العلبه التى بين يديها يعتقد أنها صيد ثمين سيظفر به 
بالفعل بعطفة  مُظلمه له بالطريق كان هنالك فرصه سانحه له حين تهجم عليها مباغته وقام بدفعها بقوه كبيره نحو أحد الحوائط،خبطت فيها ثم إرتدت  تسقط على الأرض،أخذ ذالك الصندوق منها سريعًا وهرب تركها تصرخ،وهى  مُلقاه أرضًا تشعر بآلم كبير،وضعت يدها على بطنها وحاولت النهوض،حين إجتمع بعض الماره حولها منهم من رأى ذالك اللص وهو يدفعها ويسرقها ويهرب والإخر حاول مساعدتها على النهوض،الى أن نهضت فعلاً لكن شعرت بسيلان بين ساقيها،نظرت لهما وصرخت قائله بتوسل :
إبنى،أنقذونى،إبنى لازم يعيش.
إنصعق البعض وقال أحدهم:فى مستوصف طبى قريب من هنا،خلونا ناخد المدام له بسرعه.
بالفعل ما هى الا دقائق وكانت بالمستوصف تصرخ من قوة الآلم،ترفض تعامل أحد الاطباء معها حين أخبرها أنها تجهض،وعليهم التدخل لإيقاف النزيف من أجلها،كانت تصرخ عليهم وتسب وهى تنظر لدمائها ورغم الآلم لاتريد أن تعترف أنها فقدت ذالك الجنين، تريدهُ بشده فهو طريقها للعوده الى دار العراب، خرج طبيب المستوصف،يزفر نفسه بغضب من رفضها له،وتركها على يقين انها لن تتحمل الآلم،وستطلب المساعده ،لكن بدأت تنسحب تدريجيًا،لكن قبلها همست لها إحدى النساء التى تسحبت الى  الغرفه:
هنا مش هيعرفوا يتعاملوا معاكي كويس وفى الأخر هيسقطوكى بالغصب،شكلك وحدانيه،عندى دكتور شاطر،عيادته قريبه من هنا وممكن ينقذ إبنك،لو عاوزه انا ممكن أساعدك توصلى لعيادته.
عادت لها القوه الواهنه و تحاملت على نفسها نهضت قائله بصعوبه: خدينى له بسرعه. 
قالت لها المرأه: أستنى بلاش نطلع من الباب ده فى باب جانبى للمستوصف قريب للعياده خلينا نطلع منه. 
بالفعل خرجت مع المرأه وبعدها من قسوة الآلم لم  تشعر بأى شئ حولها... الأ أنها موضوعه على طاوله طبيبه وحولها يلتف تلك المرأه ومعها طبيب آخر، وتركت بعدها كل شئ خلفها. 
نظر الطبيب للمراه قائلاً: 
متأكده إن محدش شافك وأنت طالعه معاها من المستوصف. 
ردت المرأه: أيوا يا دكتور، حتى وأحنا جاين على هنا  سألتها إن كانت عاوزه تكلم حد من قرايبها ينجدها قالت ملهاش حد.
تبسم الطبيب للمرأه بظفر.  
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ..... 
بـ دار العراب 
شعر قماح بآلم فى يده المصابه حين خبطت سلسبيل بها دون قصد، لاحظت سلسبيل ذالك فقالت بإعتذار: 
آسفه مخدتش بالى. 
تبسم قماح وضمها بيده السليمه قائلاً: سلسبيل أنا بعد اللى مرينا بيه الفتره الأخيره دى بفكر أخدك أنتى وناصر ونسافر  أجازه فى أى مكان نغير جو. 
ضمت سلسبيل  قماح قائله: موافقه، بابا قال إن الدكتور هيكتب لـ ماما بكره على خروج وكمان جدتى قالت إنها بتكره المستشفيات وخلت عمى طلب من الدكتور يكتب لها خروج هى كمان وهيرجعوا لهنا بكره، بس قولى هتاخدنا فين؟ 
قبل قماح خد سلسبيل  قائلاً: بصراحه أنا كان نفسى أخدك لوحدك ونسيب ناصر، بس الوضع ميسمحش بكده، بس قدامك الأختيار عاوزه نروح فين؟ 
فكرت سلسبيل  بضحك: طبعاً  مينفعش نسيب ناصر بيه مع اللى  هنا وهما فى الحاله دى،و لو عليا عاوزه اروح بيت الجزيره، بس بصراحه نفسى أروح مكان بعيد عن هنا شويه، ممكن نروح  الغردقه أو شرم الشيخ، أو أى مكان فيه بحر. 
تبسم قماح  قائلاً: تمام، بكره  نطمن على جدتى ومرات عمى أنهم رجعوا لدار العراب بخير والمسا نسافر، وأمرى لله ناخد ناصر معانا، لازم نستحمل رذالته. 
ضحكت سلسبيل، بينما قماح  ضمها قويًا ينظر لعينيها السوداء قائلاً: بحبك يا سلسبيل. 
أنهى قوله بقُبله سُرعان ما تجاوبت معه سلسبيل مرحبه. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرقت شمس جديده تكشف حقائق
هنالك خائنه إنتهت حياتها بطريقه بشعه. 
بأحد المشافى الحكوميه 
بغرفه خاصه 
وقف الطبيب يقول: بلغت الشرطه عن الجثه دى. 
رد الآخر: أيوا يا دكتور المستشفى  بلغت الشرطه إن جالنا جثه متاخد منها أعضاء جسمها الداخليه،وجدوها الاهالى من ساعتين مرميه فى وسط كوم للزباله. 
..   .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........ 
بـ دار العراب 
ذهبت سلسبيل خلف  قماح تحمل صغيرها الى مكان وقوف سيارته  بحديقة المنزل. 
لكن رن هاتفه نظر للشاشه ثم لـ سلسبيل 
رد على الشرطى  وأستمع له ثم قال: تمام ساعه وأكون عندك فى القسم. 
أغلق قماح الهاتف ونظر لوجه سلسبيل وقبل أن تسأله قال: 
ده الظابط اللى قبض على هند، طالب منى أروحله القسم لآمر هام. 
تعجبت سلسبيل  قائله: وأيه هو الأمر الهام ده مش أخد أقوالنا إمبارح. 
رد قماح: معرفش بصراحه هو قالى كده وخلاص، هروح القسم وبعدها هروح المقر، الشغل واقف، كان نفسى أخدك معايا، بس مين هيراعى ناصر بيه فى غيابك. 
تبسمت سلسبيل قائله: عمى أتصل من شويه عالشغاله وقالها تجهز أوضة جدتى هما على وصول، وماما كنت هروح لها المستشفى،قالتلى لأ خايفه على ناصر لا يلقط عدوه من المستشفى،حتى امبارح زعقتلى لما شافته معايا هناك،بابا مكنش قالها على اللى حصل،ولما عرفت زعلت منه أنه خبى عليها.
تبسم قماح ونظر حوله لم يرى أحد، فقام بتقبيل وجنة سلسبيل  ثم وجنة ناصر قائلاً: يلا أنا همشى عشان متأخرش على ميعاد الظابط وبعدها هروح عالمقر، هبقى أتصل عليكِ. 
إبتسمت سلسبيل  قائله: إطمن علينا إحنا مش هنخرج من الدار هنقعد نتظر جدتى وماما. 
تبسم قماح  وصعد الى السياره وغادر. 
بينما سلسبيل  وقفت حائره فى طلب الشرطى من قماح الذهاب إليه، لماذا هل الموضوع مرتبط بـ هند. 


يتبع الفصل الاربعون  اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عش العراب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent